بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الـمَـنـاقِـبُ كلمة المحقّق 5 تقديم للشيخ جعفر السبحاني6 مقدّمة المؤلّف31 الفصل الأوّل : في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السّلام37 الفصل الثاني : في بيان نسبه من قبل أبيه واُمه46 الفصل الثالث : في بيان ما جاء في بيعته49 الفصل الرابع : في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه ، وبيان مبلغ سنّه حين اسلم51 الفصل الخامس : في بيان أنه من أهل البيت60 الفصل السادس : في محبّة الرسول إيّاه وتحريضه على محبّته ونهيه عن بغضه64 الفصل السابع : في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب80 الفصل الثامن : في بيان أنّ الحقّ معه وأنه مع الحق104 الفصل التاسع : في بيان أنه أفضل الأصحاب106 الفصل العاشر : في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير116 الفصل الحادي عشر : في بيان شرف صعوده ظهر النبيّ صلّى الله عليه وآله لكسر الأصنام123 الفصل الثاني عشر : في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125 الفصل الثالث عشر : في بيان رسوخ الايمان في قلبه128 الفصل الرابع عشر : في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله ، وإنه مولى من كان رسول الله مولاه133 الفصل الخامس عشر : في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة164 الفصل السادس عشر : في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين ، وفيه فصول 166 ( الفصل الأول ) في بيان محاربة الكفار 166 ( الفصل الثاني ) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175 ( الفصل الثالث ) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189 ( الفصل الرابع ) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون258 الفصل السابع عشر : في بيان ما نزل من الآيات في شأنه264 الفصل الثامن عشر : في بيان أنه الاذن الواعية282 الفصل التاسع عشر : في فضائل له شتّى284 الفصل العشرون : في تزويج رسول الله إياه فاطمة335 الفصل الحادي والعشرون : في بيان أنه من أهل الجنّة ، وأن الجنة تشتاق إليه ، وأنه مغفور الذنب .355 الفصل الثاني والعشرون : في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة358 الفصل الثالث والعشرون : في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة361 الفصل الرابع والعشرون : في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه364 الفصل الخامس والعشرون : في بيان من غيّر الله خلقهم وأهلكم بسبهم إيّاه379 الفصل السادس والعشرون : في بيان مقتله381 الفصل السابع والعشرون : في بيان مبلغ نسبه وبيان مدّة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك396 قصائد المؤلّف في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام398 خاتمة ودعاء405 ****************** المَنَاقِبُ تأليف الموفق بن أحمد بن محمد المكّي الخوارزمي المتوفى سنة 568 هـ مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ( 3 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل كمال دينه وتمام نعمته بولاية المرتضى ، وأتم الصلاة على الصادع بها محمد المحبو من الله بالرضا ، وآله الدوحة البيضا ، واللعنة على أعدائهم ما طلعت شمس وقمر أضا . وبعد : أيها القارئ العزيز نقدم بين يديك هذا السفر الجليل الحاوي على شمة من أزهار إمام الأبرار ورشحة من نثار زخار منبع الأسرار سيد الوصيين وإمام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ الذي أخفى فضائله الأحباء تقية والأعداء حسداً وانتشر مابين ذلك ما عم الخافقين . وقد قام مؤلف هذا الكتاب ـ الحافظ الموفق بن أحمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي ـ بتسطير ما حدثه به مشايخه في الحديث والرواية من مناقب وفضائل خص بها مولى الموحدين عليه الصلاة والسلام . ولأهميّة هذا الكتاب ـ بحيث عد من مصادر الفريقين ، فقد نقل عنه علماء الخاصة والعامة ، وأكثروا من تخريج أحاديثه في كتبهم كالعلامة والسيد ابن طاووس وابن شهراشوب والأربلي وأضرابهم ، وابن الوزير اليماني وابن حجر العسقلاني والكنجي الشافعي وابن الصباغ المالكي وأشباههم ـ تصدت مؤسستنا لطبع هذا الكتاب ونشره ، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل شكرنا لسماحة فضيلة الشيخ مالك المحمودي ـ حفظه الله ـ الذي بذل جهداً جهيداً في تنظيم متونه واستخراج منابعه بعد مقابلته مع النسخ المخطوطة المتوفرة لديه . فشكر الله سعيه وجزاه عن مولاه خير الجزاء . نسأل الله مزيدا من التوفيق لخدمة أهل البيت عليهم السلام ونشر فضائلهم وإحياء أمرهم إنه نعم الموفق والمعين . مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ( 4 ) كلمة المحقق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء محمد وآله الطيبين لاسيما وصيه وابن عمه علي امير المؤمنين . وبعد ؛ فقد وفقني الله فيما مضى لتحقيق واخراج كتاب « العمدة » الذي يتضمن عيون الأخبار في فضائل الإمام علي عليه السلام التي وردت في صحاح اهل السنة وسننهم ومسانيدهم وذلك بمعونة أحد الاخوة الفضلاء . وقد استقبل القراء هذا الكتاب القيم استقبالاً كبيراً مما دل على رغبة الناس الشديدة في التعرف على فضائل إمام المتقين وبخاصة إذا كان من الكتب المؤلفة قديماً والمعتمدة على مصادر أهل السنة أو كان من مؤلفاتهم . وهذا هو ما حدا بي إلى تصحيح وتحقيق كتاب « مناقب الإمام أمير المؤمنين » المعروف بمناقب الخوارزمي الذى يعتبر من المصادر العريقة المعتبرة عند السنة والشيعة في فضائله عليه السلام ، وكان قد خرج قبل هذا في طبعات غير محققة ، بل وغير أمينة . وقد حصلت على نسختين أصليتين لهذا الكتاب اعتمدت عليهما لاخراجه في ثوبه اللائق وصورته المناسبة . وقد رمزت لنسخة المكتبة الرضوية الشريفة بحرف « ر » ولنسخة المكتبة الوزيرية بيزد بحرف « و» وها هو كتاب « المناقب » أقدمه إلى القراء الكرام بعد عامين من الجهد والعمل الدائبين ، وكلى أمل بان يتقبل الله منى هذا الجهد المتواضع ، انه سميع مجيب . مالك المحمودي ( 5 ) على إمام المتقين في الكتاب والسنة اللهم لك الحمد والثناء ، ولك المجد والبهاء ، والصلاة على سيد رسلك ، وعلى الأصفياء من عترة نبيك ، محمد وآله الطاهرين : الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً . أما بعد ، لقد كانت دعوة الرسول الاعظم ، دعوة عالمية ، ورسالته رسالة خاتمة خالدة ، وقد اختص بهذه الخصيصة من بين الرسل ، ولئن كانت دعوة بعضهم عامة عالمية ، ولكن لم تكن دعوة أحد منهم دعوة خالدة خاتمة ، تعم الأجيال والاعصار إلى يوم القيامة وإنما اختص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بهذه الخصيصة ، فهو خاتم الانبياء ، وكتابه خاتم الكتب ، وشريعته خاتمة الشرائع . كانت دعوة الرسول صلى الله عليه وآله في بدء البعثة ، تدور بين أهله وعشيرته غالباً وكان لا ينذر ولا يبشر بشكل عام إلا أقرباه متمثلاً لامره سبحانه « وأنذر عشيرتك الأقربين » (1) . ولما نزل قوله « فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين » (2) قام بالدعوة العالمية ، ونادى الناس باتباع شريعته ، وبدأت الدعوة تخطو خطوات ، تجذب قلوب الشبان وتستهوى أفئدتهم ، غير أن المناوئين لرسالات الله عامة ، ورسالة الرسول الأعظم خاصة ، أجمعوا على أن يخنقوا نداءه باساليب مختلفة ، من اتهام صاحب الرسالة بالسحر والجنون ، إلى تعذيب المعتنقين والمؤمنين بها ، إلى ضرب الحصار الاقتصادي عليهم ، إلى الحيلولة دون وصول الوافدين إلى مكة لسماع دعوته ، إلى أن أجمعوا أمرهم ____________ (1) الشعراء | 214 . (2) الحجر | 94 . ( 6 ) على إنهاء حياته وإطفاء نوره بقتله في داره غيلة ، لكن الله سبحانه حال بينهم وبين أمنيتهم الخبيثة ، ورد كيدهم إلى نحورهم ، فخيب رجاءهم باخبار الرسول بالمؤامرة والمكيده فلم ير النبي الاعظم بداً من مغادرة مكة متوجها إلى يثرب ، ولما نزل دار مهجره ، اجتمع حوله رجال من الأوس والخزرج فبايعوه ووعدوه بالنصر والمؤازرة ، تأكيداً للبيعة التي أجراها نقباؤهم مع النبي الأكرم في « منى » أيام إقامته في مكة فصار النصر حليفه ، والتقدم في مسير الدعوة أليفه . ولكن خصماءه الالداء ما تركوه حتى بعد مغادرة موطنه ، فأخذوا يشنون عليه الغارة المرة ، بعد الاخرى ، ويحزبون الاحزاب عليه ، ويستعينون باليهود وبمشركي الجزيرة عامة ليطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون ، فهم أرادوا شيئاً ، والله سبحانه أراد شيئا آخر فإذا قضى أمرا يقول له كن فيكون . وعندئذ أخذت الدعوة الالهية بالتقدم والانتشار في اكثر الاصقاع والربوع من الجزيرة العربية ، بعونه ومشيئته سبحانه ، وبطولة أصحابه ومعتنقيه وببركة التضحيات الثمينة التي يقدمها النبي والمؤمنون في مجالها ، فبدت يوادر اليأس على الاعداء وأذعنوا إلى حد ما بأنه ليسوا بمتمكنين من ايقاف الدعوة ، وعرقلة مسيرها إلا أنه بقيت لهم نافذة رجاء وهو أن صاحب الدعوة على زعمهم ـ ليس له عقب يخلفه فهو يموت وتموت به دعوته ويعود الامر على ما كان عليه وتصبح الارض خالصة للوثن والوثنيين فكانوا ينتظرون ذلك اليوم وإليه يشير سبحانه : « أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ، قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين ، أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون » (1) . وكان القوم يحلمون بهذه الرؤية الشيطانية ، ويتربصون به ريب المنون لا يشكون في أن دعوته ستموت بموته لانه في منظرهم ملك في صورة نبي ، وسلطته سلطة في صورة دعوة إلهية فلئن مات أو قتل انقطع أثره وخمد ذكره ، كما هو المشهود من حال الملوك والجبابرة مهما تعالى أمرهم ، وبلغوا عن التكبر والتجبر وركوب رقاب الناس ، مبلغا عظيماً كان الخصم يحلم بهذه الامنية الشيطانية حتى جاء أمين الوحي ____________ (1) الطور | 30 ـ 32 . ( 7 ) فأدهشهم وطارت عقولهم فامر النبي بتنصيب علي عليه السلام لمقام الولاية الالهية ، واستخلافه في امر المسلمين بعده فخاطبه بقوله : « يا ايها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس » (1) . فقام النبي صلى الله عليه وآله في محتشد عظيم من الناس التف حوله وجوه المهاجرين والانصار وأخذ بيد علي (ع) ورفعها وقال ألست أولى بكم من أنفسكم . قالوا اللهم بلى فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله (2) . فصار عمل النبي صلى الله عليه وآله وقيامه بواجبه في تنصيب علي عليه السلام مقام القيادة بعد وفاته ، سبباً ليأس المشركين قاطبة فأذعنوا أن النبي نور لا يطفأ ، وسراج لا يخبو وأن كتابه فرقان لا يخمد برهانه ، وتبيان لا تهدم أركانه ، وعز لا تهزم أنصاره ، وحق لا تخذل أعوانه . وقد نزل أمين الوحي يبشر النبي الأكرم عن قنوط المشركين ويأسهم . إذ قال سبحانه : « اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون . اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا » (3) . وحيث إن هذه الواقعة التاريخية الكبرى وقعت ـ عند منصرف النبي من حجة الوداع ـ في مكان يسمى بغدير خم ، سميت بواقعة الغدير واشتهر في جميع الاجيال بهذا الاسم وجاء في القصائد والاشعار بهذا العنوان . لم يكن يوم الغدير أول يوم نوه فيه النبي الأكرم بمقام علي وفضله ومنقبته ، ولا آخره بل كانت النبوة والإمامة منذ فجر الدعوة الالهية صنوين . فقد أصحر النبي بإمامة وصيه ووزارة وزيره يوم جهر بدعوته بين قومه واسرته في السنة الثالثة من بعثته ، يوم أمره سبحانه بانذار الأقربين من عشيرته . فدعى الاقربين إلى داره فخاطبهم بقوله : ____________ (1) المائدة | 67 . وتسمى الآية آية البلاغ لاشتماله على لفظة بلغ . راجع للوقوف على مصادر نزولها في حق الامام علي ( عليه السلام ) كتب الحديث والتفسير وكفانا في ذلك ما حققه الشيخ الاكبر الاميني في كتابه « الغدير » ج 1 ص 214 ـ 229 . (2) لاحظ مصادر حديث الغدير في موسوعة « الغدير » ج 1 ص 14 ـ 151 . (3) المائدة | 3 . ( 8 ) « والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة . . فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخى ووصيي وخليفتي فيكم فاحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لاحدثهم سنا ، وارمصهم عينا . . انا يا نبي الله . . فاخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم » (1) . كان النبي الاعظم واقفا على خطورة الموقف وعظم مقام القيادة فكان يعرف زعيم الامة والقائم بعده باعباء الخلافة حيناً بعد حين ، بأساليب مختلفة فتارة يشبهه بهارون (2) وأخرى بأنه وأولاده أحد الثقلين (3) وثالثة بأنهم كسفينة نوح (4) إلى غير ذلك من نصوصه المباركة حول امام المتقين وأولاده المعصومين . كل ذلك يعرب عن أن النبي لم يترك مسألة الوصاية سدى ولم يفوضه إلى شورى الامة ومفاوضاتها أو منافساتها أو إلى بيعة رجل أو رجلين أو بيعة عدة من المهاجرين والانصار بل عالج مسألة الخلافة في حياته بأحسن الوجوه والاساليب وعرف الامة زعيمها وقائدها من بعده في اخريات ايامه الشريفة في محتشد عظيم لم يكن له نظير في تاريخ الرسالة حتى ينقله الحاضرون ـ عند وصولهم إلى اوطانهم ـ إلى الغائبين وينتشر خبر الولاية بين الامة جمعاء حتى لا يبقى لمريب ريب . * * * الامة الاسلامية والخطر الثلاثي : هذا ما قادتنا إليه دراسة النصوص النبوية التي رواها الحفاظ من الامة ولك أن تستشف الحقيقة من طريق آخر وهو تحليل ومحاسبة الاوضاع السائدة على الامة قبيل وفاة النبي الأكرم فانها تقضى بأن المصلحة العامة كانت في تنصيب القائد لا في تفويض امر الزعامة إلى الامة أو تركه سدى وعدم النبس فيه بكلمة . إن الدولة الاسلامية الفتية يوم ذاك كانت محاصرة من جهتى الشمال والغرب ____________ (1) تاريخ الطبري ج 2 | 63 ومسند الامام احمد 1 | 159 . (2) مستدرك الحاكم ج 3 | 109 وصححه الذهبي في تلخيصه على شرط مسلم . (3) مسند الامام احمد ج 5 | 182 و189 . من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين . (4) مستدرك الحاكم ج 3 ص 151 ، من حديث ابي ذر . ( 9 ) بأكبر امبراطوريتين عرفهما التاريخ ـ انذاك ـ وكانتا على جانب كبير من القوة والبأس والقدرة العسكرية المتفوقة مما لم يصل المسلمون إلى اقل درجة منها حينئذ وهاتان الامبراطوريتان هما الروم والفرس . هذا من الخارج واما من الداخل فكان الاسلام والمسلمون مهددين من جانب المنافقين الذين يشكلون العدو الداخلي المبطن ، بنحو ما يشبه الآن مايسمّى بالطابور الخامس ، وخطر العدو الداخلي لم يكن بأقل من خطر العدو الخارجي من الروم والفرس ، وهذا الخطر الثلاثي الرهيب ، كان يفرض على النبي أن يقف موقف قائد يحبط بتدبيره الرصين ، كل مؤامرة محتملة ضد الدعوة الناشئة وامته الفتية إذ كان من المحتمل جدا أن يتفق العدو الخارجي مع الداخلي ويتحد هذا الثلاثي الناقم على الإسلام على محو الدين وهدم كل ما بناه الرسول الأكرم طوال ثلاثة وعشرين عاماً ويضيع كل ما قدمه المسلمون من نضحيات غالية في سبيل اقامة صرح الدين . أفيصح عند ذاك ترك امر الزعامة إلى الامة الفتية التي لم تمر عليها إلا عدة أعوام قليلة ولم تكتسب فيها تجارب كافيه ولم تتدرع دون هذه الاعداء الخطرين ؟ وهو يعلم أنه لو توفر للامة قائد محنك متفق عليه لقامت في وجه الاعداء قيام رجل واحد ، وصدت جميع محاولاتهم العدوانية ، بنجاح والتالي نجت الامة من التفرق والتشرذم والسقوط والفشل بعد غياب رسول الله ، وعند عزم العدو على شن الحرب على مناطق الاسلام ، وأن اختلاف الامة بعد ارتحال النبي في امر الخلافة يطمع الاعداء في انقضاء على الاسلام بشن الحروب والغارات . النظام القبلي ومشكلة القيادة : قد كانت في حياة المسلمين عند ذاك ، مشكلة اخرى كانت تصد النبي عن تفويض القيادة إلى رأي الامة وهي مشكلة النزعة القبيلية السائدة يوم ذاك . فإن النظام القبلى في جميع الربوع والاقطار يتميز بخضوع افراد كل قبيلة لسيدها وقائدها ورفض قيادة الآخرين فالمجتمع الاسلامي يوم ذاك كان مكوناً من قبائل مختلفة يسودها التنافس والتنازع والاستئثار بالسلطة والزعامة وحصرها في قبيلة ورفض سلطة الآخرين من دون تفكير المشاركة والمساهمة أو تقديم الأفضل فالافضل . ( 10 ) وقد كانت حياة المسلمين على هذا الشكل والاسلوب فهل يسوغ للنبي الاكرم أن يترك مصير الخلافة لامة هذه حالها ، التى لا تنتج سوى التنازع والاشتباك مع أن في تنصيب القائد وتعيينه قطع لدابر الفرقة خصوصاً بعد ما كان النبي واقفاً على ما بين الأوس والخزرج من المنازعات وما بين المهاجرين والانصار من المنافسات ، وقد شهد خلافهم بأم عينيه في غزوة بني المصطلق (1) ، كما شاهد نزاع الحيين ( الأوس والخزرج ) في قصة الإفك (2) إلى غير ذلك من المشاجرات المعاصرة لحياة النبي وبعده مما سجلها التاريخ ولا أظن أن قائدا يقيم لدعوته وزناً ، ويضحي في سبيلها بالنفس والنفيس يقف على تلك المشاكل ويرحل إلى ربه من دون أن يفكر في قيادة أمته بعد رحيله . * * * فضائل الإمام ومناقبه في كتب الحديث : هذا ما دفع النبي الأكرم إلى تنصيب القائد المحنك لمسند الخلافة كما دفعه إلى التعريف بفضائله ومناقبه في مواطن شتى ليقطع بذلك عذر المتعللين ويتم الحجة على الجميع ولله الحجة البالغة ومع هذه الجهود الجبارة التي بذلها النبي الاكرم في سبيل التعريف بخليفته والاشادة بفضائله ، عمدت السلطات الجائرة من أموية وعباسية في مختلف القرون إلى إخفاء فضائله وانساء مناقبه ، ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا إلى جعل مثيلها للآخرين ، ونسبة محاسنه إليهم بكل صلف وقحة ، كل ذلك بالترغيب والترهيب وبذل الأموال الطائلة للمرتزقة من وعاظ السلاطين وتجار الحديث . ومن قرأ تاريخ الدولتين وما بذل اصحاب السلطة فيهما من الأموال في تشويه سمعة الوصي والحط من مكانته وتبجيل خصمائه عرف أن ما ذكرناه بعض الحقيقة لا كلها وأذعن أن انتشار فضائله ومناقبه على هذا الحد ، بين الكتب والناس ، معجزة من معاجز الله ، حيث أراد أن يبطل كيد الاعداء ويخيب آمالهم حتى تنتشر فضائله في ____________ (1) السيرة النبوية لابن هشام : ج 2 ص 91 . (2) صحيح البخاري : ج 5 ص 101 . ( 11 ) عاصمة الامويين وبين أعدائه الغاشمين والله غالب على أمره . قيض سبحانه ثلة من المحدثين الحفاظ في كل عصر ممن يحبون الحق والحقيقة ولا يعتنون برضا الناس وسخطهم ، فألفوا كتباً ورسائل في مناقب الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وفضائله حتى زخرت المكتبة العربية بهذه الكتب بل المكتبة الاسلامية عامة على اختلاف لغاتها وألسنتها ، فانتشرت مناقبه بطرق صحيحة لم يكن العدو يحلم بها حتى قال الامام الحافظ أحمد بن حنبل والشيخ النسائي وأضرابهما بأنه ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل بطرق صحيحة ما جاء لعلي بن أبي طالب (1) . وقد أحس بعض المحدثين بمسؤوليته الدينية امام الله سبحانه وأمام امته ، فقام بنشر فضائله وإن بلغ الأمر ما بلغ وإن انجر إلى استشهاده وقتله في سبيل نشر فضائل المرتضى . هذا والتاريخ يوقفنا على لفيف من الشهداء من المحدثين في هذا السبيل نذكر ما يلي : 1 ـ هذا أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب المعروف بالحافظ النسائي المتوفى عام 303 أحد أصحاب الصحاح والسنن غادر مصر في اخريات عمره نازلاً مدينة دمشق فوجد الكثير من أهلها منحرفين عن الامام فأخذ ينشر مناقبه وفضائله فألقى محاضرات متواصلة في فضائل الوصي وبعد أن فرغ من تأليف كتابه ونشره ، سئل عن معاوية وما روى من فضائله فقال : أما يرضى معاوية أن يخرج رأساً برأس حتى يفضل ؟ وفي رواية اخرى : « لا أعرف له فضيلة الا ، لا أشبع الله بطنه . فهجموا عليه . يضربون بأرجلهم في خصييه حتى أخرجوه من المسجد فقال : إحملوني إلى مكة فحمل إليها وتوفى بها حتى مات بسبب ذلك الدوس » (2) . 2 ـ الحافظ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجى الشافعي . فقد قتل عام 658 في سبيل نشر فضائل امير المؤمنين . فألف كتابا باسم « كفاية الطالب ____________ (1) الاستيعاب : ج 2 ص 466 والصواعق المحرقة ص 118 وغيرهما من المصادر . (2) خصائص النسائي : ص 24 ـ 25 طبع النجف وقد طبع أيضا بمصر عام 1348 هـ . ق بمطبعة التقدم وصحيح النسائي ، المقدمة ، صفحة هـ بشرح حافظ جلال الدين السيوطي . ( 12 ) في مناقب علي بن أبي طالب » ، وكتابا آخر باسم « البيان في اخبار صاحب الزمان » فنشرهما في دمشق الشام فقتل في جامعه بلا مبرر ولا مسوغ سوى أنه قام بواجبه في نشر فضائل الوصي . قال في اول كتابه : « لما جلست يوم الخميس لست بقين من جمادي الآخرة سنة 647 بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ودار الحديث المهاجرية ، حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وارباب الحديث فذكرت بعد الدرس احاديث وختمت المجلس بفصل في مناقب أهل البيت فطعن بعض الحاضرين لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم وفي حديث عمار في قوله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أحبك وصدق فيك فدعتني الحمية لمحبتهم على املاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه من مشايخنا في البلدان من احاديث صحيحة من كتب الائمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه (1) . * * * حياة مؤلف الكتاب : وممن قام بالتأليف في هذا المجال الحافظ الموفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق بن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم . فقد سجل كتابه هذا له ذكراً خالداً فترجمه أصحاب المعاجم ، وان لم يستوفوا حقه ولكن فيما نذكره من أقوالهم في حق الرجل تسليط لبعض الضوء على شخصيته العلمية والأدبية والحديثية ومشايخه وتلامذته ونذكر نصوصهم حسب الترتيب التاريخي : 1 ـ قال ابن عساكر في ترجمة الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار أبو علي الديار بكري : فمما أنشدني لنفسه مما كتب به إلى خطيب خوارزم أحمد بن مكي وكان مشهوراً بالفضل ، جوابا له عن ابيات كتبها إليه ثم ذكر جواب الحسن أولاً ____________ (1) كفاية الطالب طبع النجف تحقيق محمد هادي الأميني ، ص 12 . ( 13 ) وأبيات الخطيب ثانياً وإليك أبيات الخطيب : هدى علم الديـن المفخم شأنه * له في عظامي والعروق دبيب تشوقنـي الذكرى إليه فأنثني * وأيسر ما بين الضلوع لهيب أحن إليــه حنـة كلما دعت * شئابيب دمع العين فهي تجيب بعيد إذا قلبت طـرفـي نازح * وإن لحظتـه فكرتـي فقريب يشيم لكشف الغامضات مهنداً * يطبـق في أوصالها ويطيب ويظهر مما أجاب به الحسن بن سعيد (1) ، كون المجيب خاضعا لفضله ومقامه فقد عرفه بقوله : إمام له في الفضل أشرف رتبة * إذا رامها خلــق سواه يخيب إذا ما على صدر الائمة منبـرا * فقس عليـه بالبيان خطيب (2) 1 ـ قال « القفطي » : « الموفق بن أحمد بن محمد المكي الأصل ، أبو المؤيد خطيب خوارزم أديب فاضل ، له معرفة تامة بالأدب والفقه يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة وينشئ الخطب به . أقرء الناس علم العربية وغيره ، وتخرج به عالم في الآداب . منهم أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي وتوفى الموفق بخوارزم في حادي عشر صفر سنة ثمانية وستين وخمسمائة » (3) . 2 ـ ونقل « ابن الفوطي » نثراً للمؤلف في وصف استاذه الزمخشري : « قال صدر الائمة الموفق ابن أحمد المكي في وصفه : خوارزم كانت قبل فخرها بأبي بكرها ، صادقة في زهوها به سن بكرها ، تعده لغرائبه من رغائبها وتعده لرغائبه عن غرائبها الخ . . » (4) ____________ (1) وللشاعر (الحسن بن سعيد) ترجمة في « مجمع الآداب في معجم الألقاب » الجزء الرابع ، القسم الاول لابن الفوطي ، ص 575 . (2) التاريخ الكبير لابن عساكر المتوفى عام 571 طبع الشام عام 1332 ، ج 4 ص 177 ـ 178 . (3) إنباه الرواة على أنباه النحاة . تأليف جمال الدين القفطي المتوفى سنة 646 : ج 3 ص 232 ـ رق الترجمة 779 طبع القاهرة عام 1377 . (4) تلخيص مجمع الاداب في معجم الألقاب تأليف كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق المعروف ( 14 ) 3 ـ وقال عبد القادر القرشي : « الموفق بن أحمد بن محمد المكي خطيب خوارزم استاذ ناصر بن عبد السيد صاحب المغرب أو المؤيد المطرزي مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة ذكره القفطي في « أخبار النحاة » . ثم ذكر عبارة القفطي التي نقلناها آنفا (1) . 4 ـ روى الذهبي عن هذا الكتاب في « ميزان الاعتدال » في ترجمة « الحسن بن غفير المصري العطار » كما روى عنه في لسان الميزان في ترجمة الحسن أيضا (2) . 5 ـ وقال « الفاسي المكي » : « الموفق بن أحمد بن محمد المكي أبو المؤيد العلامة خطيب خوارزم كان اديبا فصيحاً مفوهاً خطب بخوارزم دهرا وأنشأ الخطب وأقرأ الناس وتوفي بخوارزم في صفر سنة ثمان وستين وخمسمأئة وذكره هكذا الذهبي في تاريخ الاسلام (3) وذكره الشيخ محيي الدين عبد القادر الحنفي في « طبقات الحنفية » ثم نقل ما ذكره القفطي في « أخبار النحاة » وأضاف في آخره : من مؤلفاته مناقب الامام أبي حنيفة » (4) . 6 ـ وقال الحافظ جلال الدين السيوطي : « الموفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق أبو المؤيد المعروف بأخطب خوارزم . قال الصفدي : كان متمكناً في العربية غزير العلم فقيهاً فاضلا اديباً شاعراً قرأ على الزمخشري وله خطب وشعر . قال القفطي : وقرأ عليه ناصر المطرزي . ولد في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة ____________ بابن الفوطي الشيباني الحنبلي ت 642 م 723 تحقيق الدكتور مصطفى جواد وفي التعليقة ترجمة للخطيب على نحو الإجمال . (1) الجواهر المضية في طبقات الحنفية : للشيخ عبد القادر ابن أبي الوفاءت 696 م 775 ، ج 2 ص 188 ، طبع الهند ، عام 1335 . (2) ميزان الاعتدال : ج 1 ، ص 517 طبع الحلبي ـ مصر ولسان الميزان طبع الهند ج 2 ص 243 . (3) قال محقق الكتاب : هذه السنة من السنوات الساقطة من نسخة تاريخ الاسلام للذهبي المخطوطة بدار الكتب المصرية . (4) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين لتقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي : ج 7 ص 310 تحقيق فؤاد سيد ـ القاهرة ـ طبع 1387 . ( 15 ) ومات سنة ثمان وستين وخمسمائة » (1) . 7 ـ وقال محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي : « أحمد بن محمد موفق الدين خطيب خوارزم مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة وكان اديباً وفاضلاً له معرفة تامة بالفقه أخذ عن نجم الدين عمر النسفي وأخذ علم العربية عن جار الله محمود الزمخشري وأخذ عنه ناصر الدين صاحب المغرب . مات سنة ستمائة وعشرة قال الجامع ذكره السيوطي في « بغية الوعاة » في من اسمه الموفق وقال : ثم ذكر نص السيوطي الذي عرفت » (2) . 8 ـ وقال « الخوانساري » : « وأما الأخطب فهو لقب الشيخ المحدث المتقن المتبحر صدر الائمة عند العامة أخطب خوارزم ، والخوارزمي أو ابن خوارزم موفق بن أحمد المكي وغيره » (3) . 9 ـ وقال العلامه « الاميني » : « الحافظ أبو المؤيد وأبو محمد موفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق ابن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم ، كان فقيها غزير العلم ، حافظاً طائل الشهرة محدثاً كثير الطرق ، خطيبا طائر الصيت متمكنا في العربية خبيراً على السيرة والتاريخ ، أديبا شاعراً له خطب وشعر مدون » (4) . 10 ـ وقال السيد محمد رضا الموسوي الخرسان في مقدمته على الطبعة الثانية من هذا الكتاب : « الامام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الاسلام ، ناصح الخلفاء مفتى الأمة مقتدى الفريقين ، صدر الائمة وفاء بالوعد أخطب الخطباء الحافظ الموفق بن أحمد بن ____________ (1) « بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة » للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى عام 911 ، ج 2 ص 308 تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ، طبع مصر . (2) « الفوائد البهية في تراجم الحنفية » لأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي ألفه عام 1291 . (3) روضات الجنات في احوال العلماء والسادات ـ تأليف محمد باقر الموسوي الخوانساري ، ج 1 ، ص 64 ـ في التعليقة و289 ـ 290 في المتن نشر مكتبة اسماعيليان ، قم ـ ايران . (4) الغدير : ج 1 ، ص 398 الطبعة الثالثة ـ بيروت . ( 16 ) محمد البكري المكي الحنفي فروعاً والاشعري أصولاً المعروف بأخطب إلى أن قال تخرج به عالم في الآداب من الافاضل الأكابر فقهاً وأدباً والأماثل الاكارم حسباً ونسباً » (1) . هذا بعض ما وقفت عليه من النصوص حول المترجم له وقد طرحه غير هؤلاء من أصحاب المعاجم بالثناء والاطراء ولا ارى حاجة لنقل كلماتهم ومن اراد التوسع فليرجع إلى التعليقات (2) تسليط الضوء على حياة المؤلف : ولأجل تسليط الضوء على بعض النواحى من خصوصيات المؤلف ومشايخه في الرواية والرواة عنه نأتي بما يلي : أ ـ الاختلاف في اسمه : يلاحظ الاختلاف في اسمه بين أصحاب المعاجم فعرفه « ابن عساكر » ومحمد بن عبداللحى اللكنوى الهندي ـ كما عرفت بـ « أحمد بن مكي » لكن غيرهم عرفوه بـ « موفق » بن أحمد ، والظاهر المتضافر هو الثاني واكثر المعاجم عليه وذكر العلامة الاميني في تعليقته أن الشاعر ذكر اسمه في شعره موفقا ولكن لم يذكر شعره الذي جاء فيه اسمه (3) . ب ـ الاختلاف في اسم جده : ويلاحظ الاختلاف أيضا في اسم جده فهل هو « محمّد » كما عليه القفطي ____________ (1) المناقب للخوارزمي ـ طبع النجف ـ المقدمة ص 16 . (2) هدية العارفين ج 2 ص 482 ـ ريحانة الأدب ج 1 ص 47 ـ دائرة المعارف للأعلمي ج 3 ص 311 ـ معجم المطبوعات ج 2 ص 1817 ـ العبقات ، ج 6 ص 578 . نقلاً عن العماد الاصفهاني والمجلد الثاني من مجموعة رسائل رشيد الدين الوطواط ففيها قصيدتان في مدح المؤلف كل ذلك يعرب عن مكانة المؤلف العلمية وسمو مقامه وشهرته الطائلة التي دفع أصحاب المعاجم إلى التنويه باسمه وكتبه ومشايخه وتلامذته وإن لم يستوفوا حقه وسيوافيك اسماء مشايخه والرواة عنه . (3) الغدير : ج 4 ص 398 . ( 17 ) والقرشي والفاسي أو أن اسمه أبا سعيد اسحاق كما عليه جلال الدين السيوطي والعلامة الاميني والظاهر هو الاول . ج ـ عام وفاته : تضافرت نصوص اصحاب المعاجم على أن وفاته كان عام 568 ولكن صاحب « الفوائد البهية » أرخه بـ « 598 » والظاهر أنه تصحيف وقد نقل هو نفسه عن السيوطي عام وفاته كما ذكرناه . د ـ ما هو لقبه ؟ خطيب خوارزم أو أخطب خوارزم ؟ عرفه « القرشي » و« الفاسي » كما عرفت بخطيب خوارزم والسيوطي بأخطب خوارزم والمرمى واحد ومن عبر عنه بصيغة التفضيل يريد تبجيله ويعرب من تضلعه في إنشاء الخطب . هـ ـ مشايخه في الرواية : وقام الشيخ الأميني قدس الله سره باستخراج مشايخه من كتبه فأنهاهم إلى خمسة وثلاثين شيخاً كما قام بعده السيد محمد رضا الخرسان باستدراك ما فات عن شيخنا الأميني فأنهاهم إلى خمسة وستين شيخاً وفيما تحملوه من الجهود في استخراج مشايخه كفاية في التعرف على مكانة المؤلف وموقفه من الحديث والرواية ، وأن ما أسبغ عليه من نعوت والقاب ، لم يكن على وجه التبرع بل كان الرجل حقيقاً بها وإليك فهرس مشايخه حسب ما ذكره الباحثان الكبيران واستخرجاه من خلال السبر في المعاجم وكتب المؤلف وغيرهما : 1 ـ ابراهيم بن علي الرازي نزيل همدان . 2 ـ أبو الحسن بن بشران العدل لقيه ببغداد وأخذ عنه الحديث . 3 ـ أبو علي الحداد . 4 أبو الفضل بن عبد الرحمان الحفر بندي إجازة . 5 ـ أبو القمر حمزة بن أبي طاهر مكاتبة من همدان . ****************** 6 ـ أبو المعالي المصري . 7 ـ أبوه أحمد بن محمد ابن المؤيد المكي الحنفي . 8 ـ أحمد بن أبي مسعود محمد الحافظ الاصفهاني مكاتبة من اصفهان . 9 ـ أحمد بن اسماعيل سماعاً منه بجرجان . 10 ـ أحمد بن محمد بن بندار (1) . 11 ـ أحمد بن محمد بن أحمد القمي المدني . سمع منه في طريق الحج . 12 ـ بكر بن محمد بن علي الزرنجري مكاتبة من بخارى . 13 ـ جار الله محمود بن عمر الزمخشري ، سمع منه وقرأ عليه بخوارزم . 14 ـ الحسن بن علي بن الحسن العماري ، اجازة . 15 ـ حماد بن ابراهيم بن اسماعيل الصفار الوائلي البخاري ، مكاتبة من بخارى . 16 ـ الحسن بن علي بن عبد العزيز المرغيناني ، مكاتبة من بخارى . 17 ـ الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد العطار الهمداني المقري ، اجازة . 18 ـ سعيد بن عبد الله بن الحسن المروزي الثقفي الشافعي الهمداني مكاتبة من همدان . 19 ـ سعيد بن محمد بن أبي بكر الفقيمي ، اجازة . 20 ـ شهر دار بن شيرويه الديلمي ، اجازة ومكاتبة من همدان . 21 ـ العباس بن محمد بن أبي منصور الغضاري الطوسي ، مكاتبة من نيسابور . 22 ـ عبد الحميد بن ميكائيل بن أحمد البراتقيني ، قراءة عليه بخوارزم . 23 ـ عبد الرحمان بن أميرويه الكرماني ، قراءة عليه بخوارزم . 24 ـ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الاصفهاني ، مكاتبة من مرو . 25 ـ عبد الكريم بن محمد السمعاني مكاتبة من مرو . 26 ـ عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، فقد لقيه وسمع ____________ (1) هكذا ذكره السيد الخرسان في قائمة مشايخه ولكن المؤلف نفسه عبر عنه في الفصل التاسع عشر بـ « كمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن بندار » . ( 19 ) منه بداره على شط دجلة ببغداد عند منصرفه من مكة المكرمة . 27 ـ عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، اجازة . 28 ـ عبد الواحد بن الحسن الباقرجي . 29 ـ عثمان بن أحمد الاسفرايني ، مكاتبة . 30 ـ عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي ، سماعا منه بخوارزم . 31 ـ علي بن أحمد بن حمويه الجويني البزدي . 32 ـ علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي ، إملاء عليه بخوارزم . 33 ـ علي بن الحسن الغزنوي الملقب بالبرهان ، فقد لقيه وسمع منه بداره ببغداد في رباط الميمون بمشرعة باب الازج سلخ ربيع الاول سنة 544 هـ راجعا من الحج . 34 ـ علي بن أحمد العاصمي . 35 ـ علي بن عمر بن ابراهيم العلوي الزيدي ، فقد لقيه بالكوفة ، كان يقرأ عليه وهو يسمع . 36 ـ عمر بن أبي بكر الزرنجري ، مكاتبة من بخارى . 37 ـ عمر بن بكر بن علي ابن الفضل الزرنجري ، مكاتبة من بخارى . 38 ـ عمر بن محمد بن أحمد النسفي ، مكاتبة من سمرقند . 39 ـ الفضل بن سهل بن بشر الحلبي الاسفرايني ، إجازة ببغداد . 40 ـ فضل بن محمد الاسترآبادي . 41 ـ الفضل بن محمد الزيادي ، إجازة . 42 ـ المبارك بن محمد السقطي ، قراءة عليه بدير العاقول . 43 ـ محمد بن ابراهيم الوبري الخوارزمي . 44 ـ أخوه محمد بن أحمد الملكي ، قراءة عليه واملاء . 45 ـ محمد بن اسحاق السراجي الخوارزمي ، قراءة عليه بخوارزم . 46 ـ محمد بن الحسن البخاري ، مكاتبة من بخارى . 47 ـ محمد بن الحافظ أبي مسعود الاصبهاني مكاتبة من اصبهان . 48 ـ محمد بن الحسن بن أبي جعفر بن أبي سهل الزورقي ـ الزوزني خ ل ـ ، مكاتبة من مرو . ( 20 ) 49 ـ محمد بن أبي الربيع المازني المقري ، قرأ عليه بخوارزم كتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة . 50 ـ محمد بن الحسن الختني البخاري ، مكاتبة من بخارى . 51 ـ محمد بن الحسين الاسترآبادي ، سماعا منه بمدينة الرى . 52 ـ محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، مكاتبة من همدان . 53 ـ محمد بن أبي جعفر الطائي مكاتبة من همدان . 54 ـ محمد بن جامع بن أبي نصر الصيرفي مكاتبة من نيسابور . 55 ـ محمد بن سمان بن يوسف الهمداني مكاتبة . 56 ـ محمد بن عبد الملك بن الشعار . 57 ـ محمد بن عبيدالله بن نصر الزاغوني ، لقيه ببغداد وسمع منه عند منصرفه من حج بيت الله الحرام . 58 ـ محمد بن علي بن محمد بن المطهر بن المرتضى الحسيني مكاتبة من الري . 59 ـ محمد بن عمر بن أبي علي الجمحي مكاتبة . 60 ـ محمد بن محمد الشيحي الخطيب بمرو ، مكاتبة من مرو . 61 ـ محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي لقيه ببغداد وسمع منه هناك . 62 ـ محمد بن منصور بن علي المقري المعروف بالديواني لقيه بالرى وسمع منه بداره في محلة نصرآباد . 63 ـ محمود بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني ، مكاتبة من همدان . 64 ـ مسعود بن أحمد الدهستاني مكاتبة من دهستان . 65 ـ منصور بن نوح الشهرستاني لقيه بشهرستان وسمع منه من منصرفه من الحج غرة جمادى الآخرة سنة 544 هجـ . وهذه الكميات الهائلة من مشايخ الرواية تعرب عن انكباب الرجل على علم الحديث وصرف شطر كبير من عمره فيه ولا يقاس بمن سمع حديثاً أو كتاباً أو نقل أحاديث ارتجالاً بلا صلة كاملة بينه وبين علم الحديث . *** ( 21 ) وتلامذته والرواة عنه : أطبقت النصوص الماضية على أن « برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي » صاحب كتاب « المغرب في تقريب المعرب » المتوفى عام 610 من تلامذته ولكنهم قصروا القول في المقام وقد نهض شيخنا العلامة الأميني وبعده السيد الخرسان باستخراج أسماء من قرأ عليه أو أخذ عنه من غضون الكتب لاسيماً « المناقب » للشيخ « ابن شهراشوب » وبعض الاجازات وإليك اسماؤهم . 1 ـ برهان الدين أبو المكارم ناصر بن عبد السيد المطرزي الخوارزمي المولود سنة 538 والمتوفى في 21 جمادى الاولى سنة 610 أو 611 كما عرفت النص عليه عن غير واحد . 2 ـ مسلم بن علي بن الاخت فقد روى عنه كتاب « المناقب » كما في اجازة (1) أحد تلامذة الشيخ « نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي » المتوفى سنة 689 للشيخ شمس الدين محمد بن جمال الدين أحمد استاذ الشهيد الأول . 3 ـ طاهر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي الخوارزمي فانه يروى عنه كتابه « المناقب » كما في اجازة تلميذ الحلي آنف الذكر . 4 ـ عبد الله بن جعفر بن محمد الحسني . فقد روى عنه كتابه « المناقب » كما في الاجازة آنفة الذكر . 5 ـ محمد بن علي بن شهراشوب المازندراني المولود عام 488 المتوفى سنة 588 . وكانت بينه وبين المؤلف مكاتبات فقد كاتبه « الموفق » بأربعينه كما في صريح ابن شهراشوب في مناقبه ، ج 1 ص 12 . 6 ـ جمال الدين بن معين فانه روى عنه مقتله كما في « فرائد السمطين » . 7 ـ ناصر بن أحمد بن بكر النحوي المتوفى سنة 607 فقد قرأ على المترجم له كما في « بغية الوعاة » ص 2 ـ 4 . ____________ (1) الاجازة للسيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضاء العلوي على ما ذكره العلامة المجلسي في كتاب اجازات البحار ، ص 30 . ( 22 ) 8 ـ أبو القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم . فقد روى عنه إجازة ، وعن أبي القاسم هذا وعن المطرزي يروى الجويني بواسطة أو واسطتين أو أزيد وبهذا يكون « الموفق » من مشايخ الاجازة ذكر ذلك « البهاري » في مقدمة الطبعة الأولى من طبع هذا الكتاب ، ص 3 . 9 ـ ولده أحمد المؤيد ذكره السماوي في مقدمة مقتل الخوارزمي ص 2 من الجزء الاول هذا ما تيسر لنا الاطلاع عليه من اسماء تلامذة الموفق والرواة عنه (1) وسيوافيك اسماء خصوص من رووا عن كتاب الفضائل . ز ـ تآليفه : إن للموفق تآليف في الفضائل والتاريخ وردت اسماؤها في المعاجم والكتب لكن تضلعه في الفقه والأدب يستدعي أن يكون له تصانيف في ذينك المجالين . لكن المترجمين له لم يسجلوا له تآليف الا ما نذكر اسماءها وقد قضى الدهر على اكثرها : 1 ـ مناقب الامام أبي حنيفة في حيدر آباد سنة 1321 . 2 ـ رد الشمس لأمير المؤمنين : نقل عنه ابن شهراشوب في المناقب ج 1 ص 484 . 3 ـ الاربعون في مناقب النبي الأمين ووصيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يروي عنه ابن شهراشوب وينقل عنه في مقتله وكتابه هذا « المناقب » وسيأتي كلام حول هذا الكتاب . 4 ـ كتاب قضايا أمير المؤمنين : ينقل عنه ابن شهراشوب في مناقبه ج 1 ص 484 . 5 ـ مقتل أمير المؤمنين : ينقل عنه الميرزا عبد الله الافندي في « رياضه » و« الجواهر » في دائرة المعارف على ما في مقدمة الطبعة الثانية . 6 ـ مقتل الامام السبط الشهيد : المطبوع في النجف الاشرف سنة 1367 في جزئين . 7 ـ المسانيد على البخاري : ذكره السماوي في مقدمة مقتل الحسين وتوجد منه ____________ (1) لاحظ الغدير ، ج 4 ص 401 ، ومقدمة الطبعة الثانية ، ص 21 ، 22 . ( 23 ) نسخة في مكتبة جامعة طهران . 8 ـ ديوان شعره : ذكره الچلبي في كشف الظنون ج 1 ، ص 524 . قال : ديوانه جيد وكان في الشعر في طبقة معاصريه . 9 ـ « الكفاية » في علم الاعراب : على نهج « المفصل » للزمخشري في الاسماء والافعال والحروف ، ذكره في « كشف الظنون » ج 2 | 1498 منه نسخة في جامعة طهران برقم 6967 يستظهر أنها من نسخ القرن التاسع والعاشر ومنها أيضا نسخة في مكتبة مدرسة الفيضية بقم . * * * 10 ـ فضائل الامام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : المعروف بالمناقب طبع مرة على الحجر في « تبريز » سنة 1313 وعلى الحروف في النجف الاشرف مع تقديم « محمد رضا الموسوي الخرسان » . وهذا الكتاب هو الذي نقدمه إلى القراء الكرام بهذا التقديم ، ولأجل اماطة الستر عن وجه الكتاب نذكر اموراً : 1 ـ إن كتاب « الفضائل » بين كتب الموفق اكتسب شهرة عظيمة بين المحدثين وأهل الولاء على الإطلاق فرواه عدة من الاعلام عن المؤلف بلا واسطة كما نقله عنه عدة اخرى مع الواسطة ونحن نذكر عن كل قسم لفيفاً . * اما الذين رووه عن المؤلف بلا واسطة فمنهم . * الشيخ مسلم بن علي بن الأخت . * الشيخ أبو الرضا طاهر بن أبي المكارم عبد السيد الخوارزمي . * السيد أبو محمد عبد الله بن جعفر الحسيني . * الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي المتوفى عام 689 . قال قرأت كتاب المناقب للخوارزمي على الشيخ أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الحسيني في سنة 593 (1) . * برهان الدين أبو المكارم ناصر ابن أبي المكارم المطرزي . ____________ (1) الظاهر أنه تصحيف لأن الحلي ولد عام 600 أو 601 . ( 24 ) * محمد بن علي بن شهراشوب المازندراني المتوفى سنة 588 . وأما الذين نقلوا عن الكتاب أو رووه عن المؤلف مع الواسطة فحدث عنهم ولا حرج فقد عرفت نص الذهبي في ميزان الاعتدال في ما سبق وذكره « الچلبي » في « كشف الظنون » وينقل عنه مفتى الحرمين صاحب « كفاية الطالب » في غير واحد من فصول كتابه كما ينقل عنه رضي الدين ابن طاووس المتوفى سنة 664 في كتابه « على أمير المؤمنين » إلى غير ذلك من الشخصيات البارزة في الحديث والتاريخ ينقلون عن الكتاب إلى عصرنا هذا وقد ذكر اسماء شطر منهم شيخنا الاميني في غديره ، ج 4 ص 405 . 2 ـ وربما يحتمل أن كتاب الفضائل الذي نحن بصدد نشره هو نفس الكتاب الثالث أي الاربعون في مناقب النبي الامين ووصيه أمير المؤمنين والذي ينقل عنه كثيراً أبو جعفر ابن شهراشوب في كتابه « مناقب آل أبي طالب » . غير أن العلامة الاميني ذهب إلى خلاف ذلك وقال : نحن راجعنا في الاحاديث المنقولة عنه في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتاب مناقبه الدائر السائر فما وجدناها فيها فاحتمال اتحاد الكتابين في غير محله . أقول : إن اتحاد كتاب المناقب مع الاربعين موهوم جدا لان عدد روايات المناقب تربو على الاربعين كثيرا ولكن هناك احتمال آخر وهو أن كتاب المناقب المطبوع كان اوسع مما بأيدينا وكان الكتاب موسوعة كبيره تشمل فضائل النبي ووصيه وآله وإنما بقي في ايدينا هذا المقدار الموجود ويؤيد ذلك أمران : الأول : إن المؤلف يقول في الفصل الثاني من هذا الكتاب عند سرد نسب علي بن أبي طالب : « وقد ذكرنا نسب عبد المطلب في باب فضائل النبي » مع أنه لم يذكر قبل هذا الفصل شيئاً من نسب عبد المطلب كما لم يذكر فيه فضائل النبي فكيف يحيل إليه ؟ الثاني : إن النسخة المخطوطة في مكتبة وزيري في مدينة يزد تشتمل على قسم من فضائل النبي وسيوافيك وصف النسخة فيما بعد . وهذان الامران يعربان عن أن الكتاب كان أوسع من الموجود المتناول بين ايدينا . حتى هذه النسخة التي نقدمها إلى القراء بصورة بهية منقحة ولأجل ذلك إن ( 25 ) كشف الحقيقة يحتاج إلى تكريس الجهود وقلع الموانع عن الوصول إلى الحقيقة وهذا رهن التتبع في المكتبات العامة في العالم وجمع كل ما يرجع إلى المؤلف في باب الفضائل حتى يتبين الحق حسب الامكانيات الموجودة ولعل بعض اصحاب الهمم العالية سيقوم بهذه المهمة ويسدي إلى الأمة خدمة جليلة في سبيل إشاعة فضائل النبي والآل التي فيه رضى الرب ورسوله ووصيه ويكون لنا اجر الاشادة بالحق وما فيه مرضاة الله سبحانه . 3 ـ قد طبع الكتاب على الحجر لاول مرة بصورة غير مرغوبة وكان المترقب من الطبعة الثانية التي طبع على الحروف ان تكون مصححة غير مغلوطة قوبلت مع نسخ صحيحة مخطوطة ولكن يا للأسف لم تكن الطبعة الثانية بأصح من الطبعة الاولى لو لم نقل أن الامر كان على العكس ، والمزية التي نالتها الطبعة الثانية هو اشتمالها على مقدمة مبسوطة حول كتب المناقب في الاسلام وترجمة مفصلة عن المؤلف واما الاهتمام بالمتن وتطبيق نصوصه على النسخ والمراجعة إلى المصادر الحديثية فلم يظهر لنا منه شيء . ولعل الملابسات والظروف الحرجة يوم ذاك في النجف الاشرف لم تسمح للسيد الخرسان بذلك ولاجل ذلك أصبحت الطبعة الثانية كالطبعة الاولى مشتملة على سقطات كثيرة والقارئ الكريم عندما يقابل هذه الطبعة مع ما تقدم عليها من الطبعتين يقف على جمال هذه الطبعة ومزاياه والجهود التي بذلها المحقق . ولأجل تحقيق هذه المهمة قام الشيخ الفاضل المحقق مالك المحمودي دامت إفاضاته باداء بعض الواجب حول الكتاب واستسهل المصائب والمتاعب في طريق ضالته المنشودة وإليك بيان ذلك . 4 ـ عملية التحقيق حول الكتاب : قد قابل المحقق نسخته مع نسختين مخطوطتين : أ : نسخة مكتبة الوزيري في مدينة يزد وهي نسخة عتيقة ثمينة كتبت في القرن السادس الهجري وتقع في 16 سم طولاً و12 سم عرضاً كل صفحة منها تشتمل على 18 سطرا . ويوجد ميكروفيلم منها في المكتبة المركزية لجامعة طهران وسجلت برقم 2454 عمومياً ومنها صورة فتوغرافية مسجلة برقم 5667 . ( 26 ) ب : نسخة المكتبة الرضوية يبلغ عدد اوراقها 206 ورقة ويقع في 25 سنتيمتر طولاً و15 سنتيمتر عرضاً وسجل برقم 1852 عمومياً و275 خصوصياً كتبت بخط النسخ وقد سقطت من آخرها ذهب بذهابها اسم الكاتب وتاريخ النسخ والظاهر أنها كتبت في القرن العاشر ويرمز إليها في الكتاب بـ « ر » . ج : تطبيق ما ورد في الكتاب مع المصادر الحديثية مع ذكر مصدرين أو ثلاث مصادر لكثير من الاحاديث حتى يقف القارئ على أن ما ورد في الكتاب مما اتفق عليه علماء الحديث أو بعضهم . د : تصحيح رجاله حسب ما ورد في الموسوعات الحديثية والكتب الرجالية وربما قدم الراوي على المروي عنه في النسختين المطبوعتين . هـ : توضيح لغاته ، والتعريف بالاماكن الواردة فيه ، وترقيم أحاديثه وتفسير مفاد الحديث فيما يحتاج إليه ، مع الاشارة إلى مواضع الآيات في المصحف الكريم . وربما تستدعي صحة العبارة وجود لفظ في الحديث وهو غير موجود اشير إليه على وجه لا يختلط بالمتن ووضع بين علامتين [ ] . إلى غير ذلك من الامور اللازمة في تحقيق النص وإخراجه بصورة شيقة مرغوبة فشكر الله مساعي الشيخ المحقق مالك محمودي فقد صرف شطراً من عمره الشريف في تصحيح الكتاب ونحن نبارك له هذا المجهود الكبير ، كما نقدم الشكر الجزيل لمساعده في سبيل هذا التحقيق الشيخ الفاضل المحقق عباس على البراتي وندعو لهما بالخير والعافية كما نشكر مساعي مؤسسة سيد الشهداء حيث وفر للمحققين وسائل التحقيق برغبة ورضا ، والله سبحانه من وراء القصد . قم ـ مؤسسة سيد الشهداء جعفر السبحاني يوم العشرين من صفر المظفر سنة 1410 هـ . ق ( 27 ) الصفحة الاولى من نسخة ـ و ـ ( 28 ) القسم الأخير من نسخة ـ و ـ ( 29 ) الصفحة الاولى من نسخة ـ ر ـ ( 30 ) الصفحة الأخيرة من نسخة ـ ر ـ ( 31 ) بسم الله الرحمن الرحيم قال الإمام الأجل الصدر ضياء الدين ، شمس الإسلام ناصح الخلفاء ، مفتي الامة ، مقتدى الفريقين ، صدر الائمة ، أخطب الخطباء ، أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي البكري الخوارزمي رضي الله عنه : ذكر فضائل أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام بل ذكر شيء منها ، إذ ذكر جميعها يقصر عنه باع (1) الاحصاء ، بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء يدلك على صدق ما ذكرت ما . [ 1 ـ أخبرني به السيد الإمام الأول المرتضى ، شرف الدين ، عز الإسلام ، علم الهدى ، نقيب نقباء الشرق والغرب ، أبو الفضل محمد بن علي بن محمد بن المطهر بن المرتضى الحسيني ـ في كتابه إلي من مدينة الري ـ جزاه الله عني خيراً . قال : أخبرني السيد أبو الحسن علي بن أبي طالب الحسيني السيلقي ، بقراءتي عليه قال : أخبرني الشيخ العالم أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى السمان الرازي ، قال : أخبرني الشيخ العالم أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي ، أخبرني محمد بن علي بن محمد بن جعفر الأديب بقراءتي عليه ] (2) . ____________ (1) يقصر عنه الباع : يعجز . (2) ما بين المعقوفتين ليس موجوداً في النسخ المخطوطة التي بايدينا ويوجد في المطبوع . ( 32 ) أنبأني الامام الحافظ صدر الحفاظ ، أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، قال أنبأني قاضى القضاة ، الإمام الأجل ، نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قال : أنبأنا الشريف الإمام الاجل ، نور الهدى ، أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ـ رحمه الله ـ عن الإمام محمد بن احمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، قال : حدثني المعافى ابن زكريا أبو الفرج عن محمد بن احمد بن أبي الثلج عن الحسن بن محمد بن بهرام ، عن يوسف بن موسى القطان ، عن جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس (رض) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو أن الغياض (1) أقلام ، والبحر مداد ، والجن حساب ، والانس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام (2) . 2 ـ وبهذا الاسناد عن ابن شاذان ، قال حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي (3) في كتابه عن الحسين بن اسحاق ، عن محمد بن زكريا ، عن جعفر بن محمد بن عماد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثيرة ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؛ ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقى لذلك الكتاب رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله (4) له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر إلى كتاب (5) من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ثم قال : النظر إلى [ أخى ] علي بن أبي طالب عبادة ، وذكره ____________ (1) مفردة ، « غيضة » وهي : الاجمة ـ بمعنى الشجر الملتف ـ مجمع البحرين . (2) كتاب مائة منقبة ـ لابن شاذان | 175 ح | 99 ـ رواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 16 . (3) في « و» : أحمد بن مخلد المخلدي . (4) في « و» : غفر له . (5) في « و» : إلى فضيلة . ( 33 ) عبادة ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه (1) . 3 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ ، قال أخبرنا [ الحسين بن أحمد الهمداني ] قال أخبرني الحسن بن احمد المقري ، أخبرنا احمد بن عبد الله الحافظ ، حدثني احمد بن يعقوب بن المهرجان ، حدثنى علي بن محمد النخعي القاضي ، قال حدثني الحسين بن الحكم ، حدثني الحسن بن الحسين ، عن عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده قال قال رجل لابن عباس : سبحان الله ما أكثر مناقب علي وفضائله ! إني لأحسبها ثلاثة آلاف ، فقال ابن عباس : أولا تقول إنها إلى ثلاثين الفاً أقرب (2) . قال رضي الله عنه : ويدلك على ذلك ايضا ما يروى عن الإمام الحافظ أحمد بن حنبل ، وهو كما عرف أصحاب الحديث ، في علم الحديث ، قريع أقرانه (3) وإمام زمانه والمقتدى به في هذا الفن في ابانه (4) ، والفارس الذي يكبو فرسان الحفاظ في ميدانه ، وروايته (رض) فيه مقبولة ، وعلى كاهل التصديق محمولة ، لما علم ان الإمام أحمد بن حنبل ومن احتذى على مثاله ونسج على منواله وحطب في حبله وانضوى إلى حفله مالوا إلى تفضيل الشيخين « رضى الله عنهما » وأرضاهما وأظلنا يوم القيامة بظل رضاهما ، فجاءت روايته فيه كعمود الصباح لا يمكن ستره بالراح وهو ما . 4 ـ أخبرني به الشيخ الإمام الزاهد فخر الائمة أبو الفضل بن عبد الرحمان الحفربندى الخوارزمي رحمه الله اجازة . أخبرني الشيخ الإمام ، أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي ، قال اخبرنا أبو القاسم عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن عبدان العطار ، واسماعيل بن أبي نصر ، بن عبد الرحمان الصابوني وأحمد بن ____________ (1) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 176 ـ ح | 100 ـ كفاية الطالب | 252 ـ رواه ايضا المحدث الجويني في فرائد السمطين 1 | 19 . (2) كفاية الطالب | 252 ويقول : خرج هذا الاثر جماعة من الحفاظ في كتبهم . (3) القريع : السيد ، والاقران بكسر الاول : النظير . (4) ابان : الوقت والحين ـ لسان العرب . ( 34 ) الحسين البيهقي قالوا جميعاً : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ يقول : سمعت القاضي الإمام أبا الحسن علي بن الحسن ، وأبا الحسن محمد بن المظفر الحافظ ، يقولان : سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام (1) . قال (رض) : وفضائله تشتمل على سبعة وعشرين فصلا : الفصل الأول في بيان أساميه وكناه والقابه وصفاته . الفصل الثاني في بيان نسبه من قبل أبيه وامه . الفصل الثالث في [ بيان ] ما جاء في بيعته . الفصل الرابع في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه ومبلغ سنه حين أسلم . الفصل الخامس في بيان أنه من أهل البيت . الفصل السادس في بيان محبة الرسول صلى الله عليه وآله إياه وتحريضه على محبته وموالاته ونهيه عن بغضه . الفصل السابع في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الاصحاب . الفصل الثامن في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق . الفصل التاسع في بيان أنه أفضل الاصحاب . الفصل العاشر في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير . الفصل الحادي عشر في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الاصنام [ عن بيت الحرام ] . الفصل الثاني عشر في بيان تورطه المهالك في [ حب ] الله تعالى ورسوله صلى ____________ (1) تفسير الثعلبي المخطوط الورق | 74 ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 18 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 107 ورواه ايضا ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 83 ـ ح | 1117 . ( 35 ) الله عليه وآله وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى . الفصل الثالث عشر في بيان رسوخ الإيمان في قلبه . الفصل الرابع عشر في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه مولى كل من كان رسول الله صلى الله عليه وآله مولاه . الفصل الخامس عشر في بيان أمر رسول الله صلى الله عليه وآله إياه بتبليغ سورة براءة . الفصل السادس عشر في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين ؛ وبيان ما جاء عن النبي في حيازته من الفضائل بذلك وهو فصول : الفصل الاول في [ بيان ] محاربته الكفار . الفصل الثاني في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون . الفصل الثالث في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون . الفصل الرابع في بيان قتال الخوارج وهم المارقون . الفصل السابع عشر في بيان ما نزل من الآيات في شأنه . الفصل الثامن عشر في بيان أنه الاذن الواعية . الفصل التاسع عشر في بيان فضائل له شتى . الفصل العشرون في [ بيان ] تزويج رسول الله صلى الله عليه وآله إياه فاطمة عليها السلام . الفصل الحادي والعشرون في بيان أنه من أهل الجنة وأن الجنة اشتاقت إليه وانه مغفور الذنب . الفصل الثاني والعشرون في بيان أنه حامل لواء رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة . ( 36 ) الفصل الثالث والعشرون في بيان ان النظر إليه وذكره عبادة . الفصل الرابع العشرون في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه . الفصل الخامس والعشرون في بيان من غير الله خلقهم وأهلكهم بسبهم إياه . الفصل السادس والعشرون في بيان مقتله . الفصل السابع والعشرون في بيان مدة خلافته ومبلغ سنه . ****************** الفصل الأول في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام الأسامي : اسمه الذي اشتهر به « علي » وجاء فيه يوم بدر حين أحسن البلاء : لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتـى إلا علي (1) قال (رض) ومن مقالاتي فيه : ان علــي بن أبــي طالب * خير الورى والغالب الطالــب يا طالبــاً مثــل علي وهل * في الخلــق مثل للفتى الطالبى فتوى رسـول الله أن لا فتـى * إلا علــي بـن أبـي طالـب وذو الفقار العضب لم يحكمـه * سيف وان السيف بالضارب (2) وجاء في أساميه أسد وحيدرة . لما أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد زين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا الشيخ قاضي القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال اخبرني أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرني أبو بكر ابن نالويه . حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا مصعب بن عبد الله قال : كان اسم على أسدا ولذلك يقول : أنا الذي سمتني امي حيدرة (3) ____________ (1) الحديث بطوله في تاريخ الطبري 2 | 197 ـ وورد في مناقب ابن المغازلي | 197 ـ ذخائر العقبى | 68 و74 . (2) العضب : السيف القاطع . (3) انظر إلى تفصيل ذلك في تاريخ ابن عساكر ، ترجمة الإمام على 1 | 30 ـ ح | 29 ورواه الحاكم في ( 38 ) قال (رض) ومن مقالاتي فيه رضي الله عنه : أسد الإله وسيفـه وقناتــه * كالظفر يوم صياله والنـاب جاء النداء من السماء وسيفه * بـدم الكماة يلج في التسكاب لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * إلا علـي هازم الأحزاب (1) الكنى : وكناه : أبو تراب ، وأبو الحسن ، وأبو الحسين ، وأبو محمد . 6 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، اخبرنا أبو الفضل ابن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن سلمة ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم [ عن ابي حازم ] ، عن سهل بن سعد قال : استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره ان يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له : أما إذ أبيت فقل : لعن الله ابا تراب . فقال سهل : ما كان لعلي أسم أحب إليه من أبي تراب وان كان ليفرح إذا دعي به . فقال له أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب ؟ فقال جاء رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيت فاطمة عليها السلام فلم يجد علياً في البيت فقال لها : أين ابن عمك ؟ فقالت : كان بيني وبينه شيء ، فغاضبني فخرج فلم يقل (2) عندي . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لانسان : أنظر أين هو ؟ فجاء `فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسحه عنه ويقول : قم أبا تراب قم أبا تراب (3) ____________ المستدرك 3 | 108 . (1) اظنه من بائيته الآتية ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 258 وفيه : اسد الاله وسيفه وقناته * كالصقر يوم صياله والناب والاصوب ما في المتن لأنه على سبيل اللف والنشر المرتب ، فالظفر مقابل السيف ، والناب في مقابل القناة . (2) من قال يقيل قيلولة : نام في منتصف النهار ـ النهاية . (3) صحيح مسلم 7 | 123 باب فضائل الصحابة ـ صحيح البخاري 1 | 92 و5 | 18 و19 ـ ورواه ( 39 ) أخرجه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري عن قتيبة بن سعيد . 7 ـ أنبأني سيد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار [ الهمداني ] ، قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا محمود بن محمد المروزي ، حدثنا حامد بن آدم المروزي ، حدثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما آخى النبي صلى الله عليه وآله بين أصحابه وبين المهاجرين والانصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم ، خرج علي عليه السلام مغضباً حتى أتى جدولا من الارض فتوسد ذراعه وسفت (1) عليه الريح ، فطلبه النبي صلى الله عليه وآله حتى وجده فوكزه برجله فقال له : قم ، فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب ، أغضبت علي حين واخيت بين المهاجرين والانصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه ليس بعدى نبي ، ألا من أحبك حف بالأمن والايمان ؛ ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية ، وحوسب بعمله في الإسلام (2) . 8 ـ وأخبرني الإمام الحافظ زين الدين شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب الي من همدان . أخبرني أبو علي الحسن بن أحمد الحداد . أخبرني الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني . قال أخبرت عن الحسين بن الحكم الحبرى . حدثنى حسن بن الحسين العرنى ، حدثنى عيسى بن عبد الله ____________ احمد بن حنبل في مسنده 4 | 263 عن عمار . (1) وفي [ و] : تسفى . (2) كنز العمال 11 | 607 و13 | 159 ـ ونظيره في تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام 1 | 126 ـ ح 152 ـ وورد نظيره ايضا في مجمع الزوائد 9 | 111 وأيضا نظيره في فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 656 ـ ح | 1118 . ( 40 ) بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال : ما سماني الحسن والحسين يا أبة حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله . كانا يقولان لرسول الله صلى الله عليه وآله يا أبة ، وكان الحسن يقول لي يا ابا الحسين وكان الحسين يقول لي يا أبا الحسن (1) . قال العباس بن عبد المطلب يمدح علياً عليه السلام حين بويع لأبي بكر : ما كنت أحسب أن الامر منحرف * عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعلم الناس بالآثار والسنن واقرب الناس عهداً بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما في جميع الناس كلهم * وليس في الناس ما فيه من الحسن ماذا الذي ردكم عنه فعرفه * ها أن بيعتكم من أول الفتن (2) الألقاب : أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين ، والمسلمين ، ومبير الشرك ، والمشركين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومولى المؤمنين ، وشبيه هارون ، والمرتضى ، ونفس الرسول ، وأخوه ، وزوج البتول ، وسيف الله المسلول ، وابو السبطين ، وأمير البرره ، وقاتل الفجرة ، وقسيم الجنة والنار ، وصاحب اللواء ، وسيد العرب والعجم ، وخاصف النعل ، وكاشف الكرب ، والصديق الأكبر ، وأبو الريحانتين ، وذو القرنين ، والهادي ، والفاروق ، والواعي ، والشاهد ، وباب المدينة ، وبيضة البلد ، والولي ، والوصي ، وقاضي دين الرسول ، ومنجز وعده . قال « رض » وانا أقول في ألقابه : هو أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين ، وغرة المهاجرين ، وصفوة الهاشميين ، ____________ (1) مقاتل الطالبيين | 24 مع اختلاف يسير . (2) مستدرك الصحيحين 3 | 114 نسبها إلى خزيمة بن ثابت والاستيعاب نسبها إلى الفضل بن عباس بن عتبة بن ابى لهب 3 | 1133 . ( 41 ) وقاتل الكافرين والناكثين والقاسطين والمارقين ، والكرار غير الفرار ، فصال فقار كل ختار بذي الفقار ، صنو جعفر الطيار ، قسيم الجنة والنار ، مقعص (1) الجيش الجرار ، لاطم وجوه اللجين والنضار (2) بيد الاحتقار ، وابو تراب ، مجدل (3) الاتراب معفرين (4) بالتراب ، رجل الكتيبة والكتاب والمحراب [ والحراب ] والطعان والضراب ، والحبر الحساب بلا حساب ، مطعم السغاب بحفان كالجواب ، راد المعضلات بالجواب الصواب ، مضيف النسور والذئاب بالبتار الماضي الذباب ، هازم الاحزاب ، وقاسم الأسلاب ، وقاصم الاصلاب ، جزاز الرقاب ، باين القراب ، مفتوح الباب إلى المحراب عند سد ابواب سائر الاصحاب ، جديد الرغبات في الطاعات ، بالى الجلباب ، رث الثياب رواض الصعاب ، معسول الخطاب ، عديم الحجاب والحجاب ، ثابت اللب في مدحض الالباب ، شقيق الخير ، رفيق الطير ، صاحب القرابة والقربة ، وكاسر اصنام الكعبة ، مناوش الحتوف ، قتال الألوف ، المخرق الصفوف ، ضرغام يوم الجمل ، المردود له الشمس عند الطفل (5) تراك السلب ، ضراب القلل ، حليف البيض والأسل (6) شجاع السهل والجبل ، زوج فاطمة الزهراء سيدة النساء ، مذل الاعداء ، معز الأولياء ، اخطب الخطباء ، قدوة أهل الكساء ، إمام الائمة الأتقياء ، الشهيد أبو الشهداء ، واشهر أهل البطحاء ، مضمخ (7) مردة الحروب بالدماء ، الخارج عن بيت المال صفر اليدين عن الصفراء والحمراء والبيضاء ، مثكل الكفرة ، ومفلق هامات ____________ (1) من القعص : الموت السريع . (2) اللجين على وزن التصغير : الفضة ولا مكبر له ، والنضار : سبيكة الذهب لسان العرب . (3) المجدل : الصارع ، والاتراب ، جمع ترب بالكسر : المثل . (4) المعفر : من لصق وجهه بالتراب . (5) الطفل : الليل ، الشمس قرب الغروب . (6) البيض : جمع الابيض : السيف ، الاسل : الرمح . (7) المضمخ : الملطخ . ( 42 ) الفجرة ، ومقوى اعضاد البررة ، وثمرة بيعة الشجرة ، وفاقئ عيون السحرة ، وداحي ارض الدماء ، ومطلع شهب الاسنة في سماء القترة ، المسمى نفسه يوم الغبرة بحيدرة ، خواض الغمرات ، حمال الألوية والرايات ، مميت البدعة ، ومحيى السنة ، وكاتب جواز أهل الجنة ، ومصرف الأعنة ، واللاعب بالاسنة ، ساد انفاق النفاق ، شاق جماجم ذوى الشقاق ، سيد العرب ، وموضع العجب ، المخصوص بأشرف النسب ، الهاشمي الأم والأب ، المفترع أبكار الخطب ، نفس رسول الله صلى الله عليه وآله يوم المباهلة ، وساعده المساعد يوم المصاولة ، وخطيبه المصقع (1) يوم المقاولة ، وخليفته في مهاده ، وموضع سره في اصداره وايراده ، وملين عرائك اضداده ، وابو أولاده ، وواسطة قلادة الفتوة ، ونقطة دائرة المروة ، وملتقى شرفي الأبوة والبنوة ، ووارث علم النبوة ، وسيف الله المسلول ، وجواد الخلق المأمول ، ليث الغابة ، وأقضى الصحابة ، والحصن الحصين ، والخليفة الأمين ، أعلم من فوق رقعة الغبراء وتحت أديم السماء ، المستأنس بالمناجاة في ظلمة الليلة الليلاء : هذي المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا راقع مدرعته والدنيا بأسرها قائمة بين يديه حتى استحيى من راقعها [ منزه ] نفسه النفيسة عن الدنيا الدنية ومصارعها ، ومنبطها بلجام تقواه عن مطامعها وفاطمها بتهجدها عن وثير (2) مضاجعها ، أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وابن عمه ، وكاشف كربه وغمه ، ومساهمه في طمه ورمه (3) وبغضه بغض البتول ، وولده ولد الرسول ، هو من رسول الله صلى الله عليه وآله ، دمه دمه ، ولحمه لحمه ، وعظمه عظمه ، وعلمه علمه ، وسلمه سلمه وحربه حربه وفرعه فرعه ونبعه نبعه ونجره نجره وفخره فخره وجده جده ، وأنهار ____________ (1) المصقع على وزن منبر : البليغ . (2) الوثير : اللين . (3) الطم : الهدم ، والرم : الاصلاح ـ لسان العرب . ( 43 ) الفضائل في الدنيا من بحور فضائله ، ورياض التوحيد والعدل من بساتين خطبه ورسائله ، كبش أهل العراق والشام والحجاز ، وشجا حلوق الأبطال عند البراز ، وابن عم المصطفى ، وشقيق النبي المجتبى ، ليث الشرى (1) وغيث الورى ، حتف العدى ، مفتاح الندى ، قطب رحى الهدى ، مصباح الدجى ، جوهر النهى ، بحر المنى (2) سعار الوغى ، قطاع الطلا (3) شمس الضحى ، أبو القرى (4) في أم القرى ، المبشر بأعظم البشرى ، مطلق الدنيا مؤثر الآخرة على الاولى ، رب الحجى ، بعيد المدى ، ممتطى صهوة العلى ، مسند الفتوى ، مثوى التقى ، نديد هارون من موسى ، مولى كل من [ كان ] له رسول الله مولى ، كثير الجدوى ، شديد القوى ، سالك الطريقة المثلى ، المعتصم بالعروة الوثقى ، الفتى الذي أتى فيه « هل أتى » ، اكرم من ارتدى ، واشرف من احتذى ، وأعلم من أهتدى ، أحبى من احتبى (5) أفضل من راح واغتدى ، اشجع من ركب ومشى ، أهدى من صام وصلى ، مكافح من عصى وشق في دين الله العصا ، ومراقب حق الله ان امر أو نهى ، الذي ما صبا في الصبا ، وسيفه عن قرنه مانبا ، ونور هديه ماخبا ، ومهر شجاعته ماكبا ، دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى التوحيد فلبى ، وجلا ظلم الشرك وجلى ، وسلك المحجة البيضا ، واقام الحجة الزهرا ، قد جنيت ثمار النصر من علمه ، والتقطت جواهر العلم من قلمه ، ونشأت ضراغم المعارك في أجمه ، دياس (6) كيوان اقدام هممه ، ومدحه جبريل من قرنه إلى قدمه ، ومحرم أهل الحرمين بحرمه ، واخضرت ربى الآمال من ديم كرمه . ____________ (1) شرى بنفسه عن قومه : تقدم بين ايديهم فقاتل عنهم ـ المنجد . (2) في [ و] : بحر اللهى . (3) الطلى بضم اوله جمع طلية بالضم : صفحة العنق ـ لسان العرب . (4) القرى بكسر الاول : الاحسان إلى الضيف وغيره ـ لسان العرب . (5) أي اسخى العرب . (6) من داس : وطأ . ( 44 ) نعم ، هو أبو الحسن ، القليل الوسن ، الذي لم يسجد للوثن ، هو عصرة المنجود (1) ، هو من الذين أحيوا اموات الآمال بحياء الجود (2) هو من الذين : « سيما هم في وجوههم من أثر السجود » (3) هو محارب الكفرة والفجرة بالتنزيل والتأويل ، هو الذي ذكره في التوراة والانجيل ، هو الذي كان للمؤمنين ولياً حفياً وللرسول في نسائه وصيا ، وآمن به صبيا ، هو الذي كان لجنود الحق سنداً ولانصار الدين يداً وعضداً ومدداً ولضعفاء المسلمين مجيراً ، ولأقوياء الكافرين مبيراً ولكؤس العطاء على الفقراء مديراً ، الذي نزل فيه وفي أهل بيته : « الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » . ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما واسيراً (4) هو علي العلي ، الوصي الولي ، الهاشمي المكي المدني ، الابطحي الطالبي الرضي المرضي المنافي العصامي (5) ، الاجودي ، القوي الجري اللوذعي (6) ، الاريحي (7) المولوي الصفي الوفي الذي بصره الله بحقايق اليقين ، ورتق به فتوق الدين ، الذي صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصدق ، وبخاتمه في ركوعه تصدق الذي اعتصب بالسماحة وبالحماسة تطوق ، ودقق في علومه وحقق ، وذكرنا بقتل الوليد بدرا وبقتل عمرو الخندق ، ومزق من ابناء الحروب ما مزق ، وغرق في لجة سيفه من أسود المعارك من غرق ، وحرق بشهاب صارمه من شياطين الهياج من حرق ، حتى استوثق الإسلام واتسق ، هو اطول بني هاشم باعا ، وامضاهم زماعا ، وارحبهم ذراعا ، واغزرهم سماعاً واكثرهم اشياعا ، واخلصهم اتباعا ، ____________ (1) العصرة : الملجأ ، والمنجود : المغموم ـ المنجد . (2) الحياء : المطر . (3) الفتح : 29 . (4) الاحزاب : 33 والدهر : 8 . (5) العصامي : من شرف بنفسه لا بآبائه ومن المثل كن عصاميا ، لا عظاميا اي اشرف بنفسك كعصام آبائك الذين صاروا عظاما . (6) اللوذعي الذكي . (7) الاريحي : الواسع الخلق ، النشيط إلى المعروف المنجد . ( 45 ) واشهرهم قراعا ، واحدهم سناناً ، واعربهم لساناً ، واقواهم جناناً ، إن اعترض قرنه قطه ، وان اعتلاه قده ، وان أتى على حصن هده هو حيدر وما أدراك ما حيدر [ ثم ما أدراك ما حيدر ] هو الكوكب الازهر ، هو الضرغام المصدر [ هو الباهر المنظر ] هو الطاهر المخبر (1) هو الصمصام المذكر (2) هو صاحب براءة وغدير خم وراية خيبر ، وكمي احد وحنين والخندق وبدر الاكبر ، هو ساقي وراد الكوثر يوم المحشر ، هو أبو السبطين ، وقايد أفاعى العراقين ، ومصلى القبلتين ، الضارب بالسيفين ، الطاعن بالرمحين ، اسمح كل ذي كفين ، وافصح كل ذي شفتين ، وأهدى كل من تأمل النجدين ، هو صارع كل مارد للجران واليدين ، هو راسخ القدمين بين العسكرين ، انسب من في الاخشبين (3) ، واعلم من في الحرمين . الصفات عن أبي إسحاق قال : لقد رأيت علياً عليه السلام أبيض الرأس واللحية ضخم البطن ربعة من الرجال عليه السلام (4) . وذكر ابن مندة : إنه كان شديد الادمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، اصلع [ ووجه يسطع ] وهو إلى القصر أقرب ، أبيض الرأس واللحية (5) . وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس (6) والباقي سواء (7) . ____________ (1) المخبر : الباطن . (2) المذكر : القتال . (3) الاخشبان : الجبلان المطيفان بمكة وهما : أبو قبيس والأحمر ـ لسان العرب . (4) انساب الاشراف 2 | 116 ح | 66 . (5) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 555 ـ ح 934 مع اختلاف يسير وانساب الاشراف 2 | 126 . (6) الكراديس : المفاصل . (7) وللمزيد من البيان انظر وقعة صفين | 233 . ( 46 ) الفصل الثاني في بيان نسبه من قبل أبيه واُمه هو أبو الحسن علي بن أبي طالب [ واسم ابي طالب ] عبد مناف بن عبد المطلب بن ابي نضلة هاشم . واسم عبد المطلب شيبة الحمد ، وكنيته أبو الحارث . وقد ذكرنا نسب عبد المطلب في باب فضائل النبي صلى الله عليه وآله . وامه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف ، وأسلمت وتوفيت قبل الهجرة ، وقيل بعد ما هاجرت (1) . 9 ـ وأنبأني الإمام الحافظ ، قدوة أصحاب الحديث ، سيد القراء ، أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد (2) بن محمد العطار الهمذاني أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد القاضي ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي . قالا : أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المعدل ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمان بن العباس الذهبي ، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا الزبير بن بكار قال : ولد أبو طالب بن عبد المطلب طالباً لا عقب له وعقيلاً وجعفراً وعلياً ، كل واحد منهم أسن من صاحبه بعشر سنين على الولاء . وام هاني اسمها « فاختة » وام كلهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله ____________ (1) نظيره في مستدرك الصحيحين 3 | 108 . (2) في [ ر ] و[ و] : الحسن بن احمد بن الحسن بن محمد . ( 47 ) صلى الله عليه وآله وماتت بالمدينة وشهدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب صلى الله عليه (1) . 10 ـ وأخبرنا الشيخ القاضي ، الامام الزاهد ، زين الائمة ، أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام ، شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب ، حدثنا أحمد بن حماد بن رغبة المصري ، حدثنا روح بن صلاح ، حدثنا الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ام علي بن أبي طالب عليه السلام دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس عند رأسها فقال : رحمك الله يا امي كنت امي بعد امي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسوني وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني تريدين بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة ، ثم أمر أن تغسل ثلاثاً فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده الشريفة ، ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفنت فوقه (2) ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله اسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود فحفروا قبرها ، فلما بلغوا قبرها (3) ، حفره رسول الله صلى الله عليه وآله بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وآله فاضطجع فيه ثم قال [ يا ] الله الذي يحيى ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لامي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ، ووسع عليها مدخلها بحق نبيك محمد والانبياء ____________ (1) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام 1 | 22 ح | 10 وفيه : وام هاني [ وهي ] جمانة بدل « فاختة » وفضائل الصحابة 2 | 555 ـ ح | 933 بحذف صدر الحديث . (2) في [ و] : « فيه » بدل فوقه . (3) هكذا في الأصلين والصحيح : فلما بلغوا لحدها . ( 48 ) الذين من قبلي ، فانك أرحم الراحمين ، وكبر عليها أربعاً (1) وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر (2) . قال « رض » : ومن مقالتي فيه صلى الله [ عليه ] : نسب المطهر بين أنساب الورى * كالشمس بين كواكب الانسـاب والشمس إن طلعت فما من كوكب * إلا تغيـب في نقاب حجاب (3) قال « رض » : ووجدت ثلاثة أبيات لنصراني بخط الزجاج في مدح امير المؤمنين عليه السلام وهي : علي أمير المؤمنين صريمــة * وما لسواه في الخلافة مطمع له النسب الأعلى واسلامه الذي * تقدم فيـه والفضائل أجمع ولو كنت أهوى ملة غير ملتـي * لما كنت إلا مسلمـا أتشيع ____________ (1) راجع تعاليقنا في صفحة 392 في فصل السادس والعشرون (2) انظر تفصيل ذلك في مستدرك الصحيحين 3 | 108 الفصول المهمة لابن الصباغ | 31 ـ وورد نظيره في انساب الاشراف 2 | 35 . (3) اظنه من بائية المؤلف الآتية . ( 49 ) الفصل الثالث في بيان ما جاء في بيعته 11 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو بكر بن الحارث الاصفهاني ، أخبرنا أبو محمد بن حيان ، حدثنا عبدان بن أحمد ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ، عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ذيب ، عن ابن شهاب الزهري ، قال : قلت لسعيد بن المسيب (1) : هل أنت مخبرى كيف كان قتل عثمان ؛ فذكر الحديث بطوله قال : وخرج علي عليه السلام فأتى منزله وجاء الناس كلهم يهرعون إلى علي وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقولون : أمير المؤمنين علي ، حتى دخلوا عليه داره فقالوا له : نبايعك فمد يدك ، فلابد من أمير فقال علي : ليس ذلك اليكم إنما ذلك لأهل بدر ، فمن رضى به أهل بدر فهو خليفة ، فلم يبق من أهل بدر إلا أتى علياً فقالوا : ما نرى أحداً أحق بها منك ، مد يدك نبايعك ، فقال : اين طلحة والزبير ؟ فكان أول من بايعه طلحة ، فبايعه بيده وكانت اصبع طلحة شلاء فتطير منها علي وقال : ما اخلقه أن ينكث (2) ثم بايعه الزبير وسعدو أصحاب النبي صلى الله عليه وآله جميعاً (3) ____________ (1) في [ و] : سعيد بن حصين المسيب . (2) ما أخلقه : صيغة التعجب من الخليق بمعنى : الجدير . (3) الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري 1 | 46 ـ 47 مع اختلاف يسير ـ الكامل في التاريخ 3 | 98 ـ اسد الغابة 4 | 31 . ( 50 ) 12 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي ، حدثنى وضاح بن يحيى النهشلي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن زيد النخعي قال : لما بويع علي بن أبي طالب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال خزيمة بن ثابت الانصاري وهو واقف بين يدى المنبر : إذا نحـن بايعنــا عليــاً فحسبنــا * أبو حسن ممــا نخــاف مـن الفتن وجدناه أولى النــاس بالنــاس انـه * أطـب قريــش (1) بالكتاب وبالسنن وإن قـريـشــاً ما تشــق غبــاره * إذا ما جرى يوما على الضمر البدن (2) وفيه الذي فيهـم مــن الخيـر كلــه * وما فيهم كــل الذي فيه من حسن (3) ____________ (1) اطب قريش : اعلمهم ، رجل طب بالفتح : عالم . (2) الضمر البدن : المهزول ومراده الفرس السريع . (3) مستدرك الصحيحين للحاكم 3 | 114 وفيه : عن الاسود بن يزيد النخعي . ****************** الفصل الرابع في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه وبيان مبلغ سنه حين أسلم 13 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد . أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي . حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني عمار بن الحسين ، حدثني سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق قال : كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وآله معه وصلى وصدق ما جاء من الله ، علي بن أبي طالب ، وهو ابن عشر سنين يومئذ ، وكان مما انعم الله به على علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله قبل الاسلام (1) . 14 ـ قال أبو إسحاق : حدثنا عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن خير أبي الحجاج قال : وكان من نعمة الله على علي بن أبي طالب عليه السلام ومما صنع الله وأراد به من الخير ، أن قريشاً اصابتهم ازمة (2) شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس : عمه ـ وكان من ايسر بني هاشم ـ يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الازمة ، فانطلق حتى نخفف عنه من عياله فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله علياً فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بعثه الله نبيا فاتبعه علي عليه السلام ____________ (1) تفسير الثعلبي المخطوط الورق | 210 ـ اسد الغابة 4 | 17 . (2) الازمة : القحط . ( 52 ) وآمن به وصدقه (1) 15 ـ وبهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمان القرشي ، حدثنا أبو الصلت الهروي ، حدثنا عبد الرزاق ويحيى بن اليماني . قالا : حدثنا سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن عليم بن قيس الكندي ، عن سلمان قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : أول الناس وروداً على الحوض يوم القيامة ، أولهم اسلاماً علي بن أبي طالب (2) . 16 ـ وأنبأنا مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ـ أخبرنا قتيبة بن عبد الرحمان ، اخبرنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا يونس ، عن بكير (3) ، عن محمد بن إسحاق قال : إن علي بن أبي طالب عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله (4) ، فوجده يصلي فقال علي عليه السلام : ما هذا يا محمد صلى الله عليه وآله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : دين الله الذي اصطفى لنفسه وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، ____________ (1) مستدرك الصحيحين 3 | 576 وفيه ايضا عن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام عن آبائه قال : اشرف رسول الله . . فاختار الله لي عليا ـ تفسير الثعلبي مخطوط الورق | 210 وللتوسع انظر شرح نهج البلاغة لمحمد عبده 2 | 182 الخطبة القاصعة حيث يقول الإمام عليه السلام : قد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وانا وليد ، يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه . . ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به . (2) للحديث مصادر كثيرة منها : تاريخ بغداد 2 | 81 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 136 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام 1 | 82 و86 ـ مناقب ابن المغازلي | 15 (3) وفي « ر » : محمد بن بكير . (4) في « و» : جاء بعد أن صلى النبي « ص » . ( 53 ) والى عبادته ، والكفر باللات والعزى . فقال له علي عليه السلام : هذا أمر لم اسمع به قبل اليوم ، فلست بقاض امراً حتى احدث أبا طالب ، فكره رسول الله صلى الله عليه وآله أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره فقال له : يا علي إذا لم تسلم فاكتم ، فمكث علي عليه السلام تلك الليلة ثم إن الله عزوجل أوقع في قلب علي عليه السلام الاسلام ، فاصبح غادياً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى جاءه فقال : ماذا عرضت علي يا محمد ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله : تشهد أن لا إله إلا الله وتكفر باللات والعزى وتتبرأ من الانداد فدخل علي عليه السلام وأسلم ، فمكث علي عليه السلام يأتيه على خوف من أبي طالب وكتم علي عليه السلام اسلامه (1) 17 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا أبو غالب بن أبي على بن عبد الله المستعمل ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن المقنعي ، حدثنا أبو عمرو محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه ، حدثنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد ، حدثنا عبد الله بن عبد الجبار اليماني ، حدثنا ابراهيم بن أبي يحيى ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صلت الملائكة علي وعلى وعلي بن أبي طالب سبع سنين ، قالوا : ولم ذلك يارسول الله ؟ قال : لم يكن معي من أسلم من الرجال غيره (2) وذلك انه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء الا مني ومن علي . 18 ـ وأخبرنا الامام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن ____________ (1) اسد الغابة لابن اثير الجزري 4 | 16 . (2) مناقب ابن المغازلي | 14 عن انس مستدرك الصحيحين 3 | 136 ـ ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام 1 | 73 ـ ح | 99 وفيه : عبد الله بن عبد الجبار الثمالي ، بدل « اليماني » وشواهد التنزيل للحافظ الحسكاني 2 | 125 وفيه : قبل ان يسلم بشر ـ اسد الغابة 4 | 18 عن ابي ايوب الأنصاري . ( 54 ) عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ قال : أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ أخبرني الامام الحافظ ، طراز المحدثين ، أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني قال : أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ، وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر بن مردويه ، حدثني سليمان بن أحمد بن منصور سجادة ، حدثني سهل بن صالح المروزي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمان ، حدثنا الحسن بن علي البصري [ و] حدثني كامل بن طلحة قالا : حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر ، قال سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين ، وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا منى ومن علي عليه السلام (1) و (2) 19 ـ وأخبرنا الامام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسن السمان ، حدثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي ـ لفظاً ـ اخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الانصاري ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن ادران الخياط الشيرازي ، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ـ وصي المأمون ـ حدثني أمير المؤمنين الرشيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن العباس قال : سمعت عمر بن الخطاب ____________ (1) هذا الحديث ليس موجوداً في الأصلين لكن موجود في المطبوع . (2) مناقب ابن المغازلي | 14 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام 1 | 81 ـ ح | 114 ـ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 2 | 125 . ( 55 ) ـ وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام ـ فقال عمر : أما علي فسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن ، فكان أحب الي مما طلعت عليه الشمس . كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه ، إذ ضرب النبي صلى الله عليه وآله بيده على منكب علي عليه السلام فقال له : يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً ، وأول المسلمين اسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى (1) . 20 ـ أخبرنا الامام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب الي من همدان ـ محمود بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن فاذشاه ، أخبرنا الطبراني ، عن الحسين بن إسحاق التستري ، عن الحسين بن أبي السري العسقلاني ، عن حسين الاشقر ، عن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى عليه السلام يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى عليه السلام صاحب يس (2) ، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب (3) . 21 ـ وأخبرني سيد الحفاظ شهردار هذا إجازة ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله ابن عبدوس الهمداني ـ كتابة ـ حدثنا الشريف أبو طالب حدثنا ابن مردويه الحافظ ، حدثنا عبيدالله بن جعفر ، حدثنا يحيى بن حاتم العسكري ، ____________ (1) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام 1 | 361 ونظيره في ص 132 ح | 161 ـ كنز العمال 13 | 122 و124 . (2) سمي هذا الرجل « صاحب يس » لأن قصته مذكورة في هذه السورة ، قال تعالى : « واضرب لهم مثلاً اصحاب القرية إذ جائها المرسلون إذ ارسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون » واسمه كما في التفاسير شمعون الصفا فكان رأس الحواريين وكان صاحب الكرامات . (3) ونقل الخطيب البغدادي حديثاً في ايمان علي عليه السلام هو : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين . . وعلي بن ابي طالب و. . تاريخ بغداد 14 | 155 . ( 56 ) حدثنا بشر بن مهران ، حدثنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود قال : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله اني قدمت مكة في عمومة لى فأرشدونا على العباس (1) بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده ، إذ أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف اذنيه ، اقنى الأنف ، براق الثنايا ، ادعج العينين ، كث اللحية ، دقيق المسربة (2) ، شثن (3) الكفين ، حسن الوجه ، معه مراهق أو محتلم تقفوه إمرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلم الغلام ، ثم استلمته المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا ، والغلام والمرأة يطوفان معه فقلنا : يا أبا الفضل ان هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث ؟ قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة إمرأته خديجة بنت خويلد . ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة (4) . 22 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن ابن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الاصبهاني ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة ، أخبرني عمرو بن مرة . قال : سمعت أبا حمزة عن زيد بن أرقم قال : أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام (5) . ____________ (1) هكذا في الأصلين . (2) المسرب : الشعر وسط الصدر إلى البطن . (3) شثنت اصابعه : خشنت وغلظت . (4) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 2 | 222 ـ ح | 937 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13 | 225 . خصائص النسائي | 36 عن عفيف الكندي . (5) فضائل الصحابة 2 | 609 ـ فرودس الاخبار 1 | 39 ـ ( 57 ) 23 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين الحافظ هذا ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقري بالكوفة ، حدثنا أبو جعفر بن دحيم ، حدثنا احمد بن حازم حدثنا عبيدالله بن موسى ، حدثنا سفيان وشعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن حبة العرني قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : أنا أول من أسلم (1) . 24 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع قال : صلى النبي صلى الله عليه وآله أول يوم الاثنين ، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين ، وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد ، وصلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي [ أحد ] سبع سنين وأشهراً (2) . قال « رض » : هذا الحديث إن صح ، فتأويله أنه صلى سبع سنين مع النبي صلى الله عليه وآله قبل جماعة تأخر إسلامها ، لا أنه صلى سبع سنين قبل عبد الرحمان بن عوف وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم وطلحة والزبير ، فان هذه المدة التي بين إسلام هؤلاء وإسلام علي عليه السلام لا تمتد إلى هذه الغاية عند أصحاب التواريخ كلهم . 25 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني أبو الحسين بن ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 589 ـ ح | 997 ـ تاريخ بغداد 4 | 233 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب 1 | 57 ـ ح 83 ـ خصائص النسائي 31 ـ ح | 1 وفيه : أنا اول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وبهذا المعنى الرقم 2 و3 و 4 وبهذه العبارة رواه أيضا البلاذري في انساب الاشراف 2 | 92 و93 ـ ح | 9 و10 . (2) تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 1 | 48 ـ ح | 71 ـ شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني 2 | 126 ح | 820 ونظيره في حديث 818 ـ صحيح الترمذي 5 | 640 عن ابن عباس مع اختلاف يسير . ( 58 ) الفضل القطان ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال حدثنا الليث بن سعيد قال حدثني أبو الأسود ، عن عروة قال : أسلم علي عليه السلام [ وصدق بالنبي صلى الله عليه وآله ] وهو ابن ثمان سنين (1) . 26 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، حدثنا أبو طاهر محمد بن محمش بن الفقيه ، أخبرنا محمد بن أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، قال حدثني محمد بن اسماعيل الاحمشي ، حدثنا مفضل بن صالح الاسدي ، حدثني سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لعلي أربع خصال : هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي صلى الله عليه وآله ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم المهراس (2) انهزم الناس كلهم غيره ، وهو الذي غسله وادخله قبره (3) . 27 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد العدل ، قال حدثنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي ، أخبرنا محمد بن العباس ، أخبرنا أبو الحسن ، حدثنا الحسين ، حدثنا محمد بن سعيد ، أخبرنا يحيى بن حماد البصري ، أخبرنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس قال : أول من اسلم من الناس بعد خديجة علي عليه السلام . ____________ (1) صحيح الترمذي 5 | 640 ـ تاريخ الطبري 2 | 57 وفيه . تسع سنين . (2) المهراس : صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء وقد يعمل منها حياض للماء وقيل : المهراس في هذا الحديث اسم ماء بـ « احد » ـ النهاية . (3) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2 | 589 ـ ح | 997 ـ 998 صحيح الترمذي 5 | 642 ـ فضائل الصحابة 2 | 589 ـ الحاكم 3 | 111 ـ شواهد التنزيل 1 | 9 ح 128 قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 4 | 122 : واعلم ان شيوخنا المتكلمين لا يكادون يختلفون في ان اول الناس اسلاماً علي بن أبي طالب . . انظر ص 116 إلى 125 ويقول في آخر الصفحة : فدل مجموع ما ذكرناه ان علياً اول الناس اسلاماً وان المخالف في ذلك شاذ ، والشاذ لا يعتد به . ( 59 ) قال « رض » ولبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أيام صفين : انت الامام الذي نرجوا بطاعتـه * يوم النشور من الرحمن غفرانـاً اوضحت من ديننا ما كان مشتبهاً * جزاك ربك عنـا فيــه احساناً نفسي الفداء لخير النـاس كلهـم * بعـد النبي علـي الخيـر مولانا أخي النبي ومولى المؤمنين معـاً * واول النـاس تصديقــاً وإيماناً ____________ (1) يروى انه سأل رجل عليا عليه السلام عن مسألة فاجابه بجواب ، اعجب الرجل وفرح به فرحاً شديداً فانشأ ـ انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18 | 227 . ( 60 ) الفصل الخامس في بيان أنه من أهل البيت 28 ـ اخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، اخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، اخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، اخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني ، أخبرنا بكير بن أحمد بن سهل الصوفي بمكة ، حدثنا موسى بن هارون ، حدثنا إبراهيم بن حبيب ، حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبي الجحاف ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري : ان رسول الله صلى الله عليه وآله جاء إلى باب علي عليه السلام اربعين صباحاً بعد ما دخل على فاطمة عليها السلام ، فقال : السلام عليكم اهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمكم الله ، « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً » (1) (2) . 29 ـ وعن أبي سعيد الخدري انه قال : لما نزل قوله تعالى : « وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليهاً » (3) كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتي باب فاطمة وعلي عليه السلام ، تسعة اشهر ، في كل صلاة فيقول : الصلاة ، يرحمكم الله « انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً » (4) . ____________ (1) الاحزاب : 33 . (2) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 2 | 27 ـ ح | 666 . (3) طه : 132 . (4) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ح | 320 وفيه ثمانية اشهر . الدر المنثور 5 | 198 وشواهد التنزيل للحافظ الحسكاني 2 | 29 ـ ح | 668 مع اختلاف يسير . ( 61 ) 30 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين (1) القاضي وأبو عبد الرحمان السلمي قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن مكرم ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار ، عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار ، عن ام سلمة قالت : في بيتي نزلت : « انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً » قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام فقال : هؤلاء أهلي ، فقلت : يا رسول الله [ أ ] ما أنا من أهل البيت ؟ فقال : بلى ان شاء الله (2) . 31 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني اجازة ، اخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز ، أخبرني أبو منصور (3) محمد بن علي بن عبد العزيز ، أخبرني هلال بن محمد بن جعفر ، حدثني أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ ، حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه ، حدثني الحسن بن علي الهاشمي ، حدثني إسماعيل بن أبان ، حدثني أبو مريم ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمان ابن أبي ليلى قال : قال أبي : دفع النبي صلى الله عليه وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ففتح الله تعالى على يده ، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه : مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وقال له : أنت مني وانا منك ، وقال له : تقاتل على التأويل كما قاتلت عل التنزيل . وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى . وقال له : أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت . وقال له : أنت العروة الوثقى . وقال له : أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي . وقال له : أنت امام كل مؤمن ومؤمنة ، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي . وقال له : أنت الذي ____________ (1) وفي ر : الحسن . (2) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 2 | 60 ح 7189 . (3) في و: أبو منصور محمد بن محمد وايضا فيه أبو بكر محمد بن عمر الحافظ . ( 62 ) أنزل الله فيك : « واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر » (1) وقال له : أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي . وقال له : انا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي وقال له : انا عند الحوض وأنت معي وقال له : أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي ، تدخلها والحسن والحسين وفاطمة . وقال له : ان الله تعالى أوحى الي بان اقوم بفضلك ، فقمت به في الناس وبلغتهم ما امرني الله بتبليغه ، وقال له : اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها الا بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ثم بكى صلى الله عليه وآله فقيل مم بكاؤك يا رسول الله ؟ فقال أخبرني جبرئيل عليه السلام انهم يظلمونه ، ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده . وأخبرني جبرئيل عن الله عزوجل : ان ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم ، وعلت كلمتهم واجتمعت الامة على محبتهم ، وكان الشاني لهم قليلا ، والكاره لهم ذليلا ، وكثر المادح لهم ، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج ، فعند ذلك يظهر القائم فيهم . قال النبي صلى الله عليه وآله : اسمه كاسمي واسم أبيه كإسم أبي (2) . هو من ولد ابنتي فاطمة ، يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل باسيافهم ويتبعهم الناس راغباً إليهم وخائفاً منهم . قال : وسكن البكاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : معاشر الناس ، أبشروا بالفرج فان وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم الخبير ، وان فتح الله قريب اللهم انهم أهلي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، اللهم اكلاهم وارعهم وكن لهم ____________ (1) التوبة : 3 . (2) و« اسم ابيه اسم ابي » هذه الزيادة لم ترو في اكثر الروايات فمعظم روايات الثقات والحفاظ تنهي عند قوله : اسمه اسمي ، وعلى تقدير وجودها فلنقل الصحيح فيه : اسم ابيه اسم ابني أي الحسن فصحف إلى : « ابي » أو ان الصحيح كان : اسم ابنه اسم ابني فصحف ويؤيده ما ورد في بعض الروايات : كنيته كنيتي . ( 63 ) وانصرهم واعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم انك على ما تشاء قدير . 32 ـ وأخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو علي أخبرنا أبو نعيم . أخبرنا علي بن أحمد المصيصي . حدثنا أحمد بن خليد الحلبي حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا يزيد بن ربيعة ، عن يزيد بن أبي مالك ، عن أبي الازهر ، عن واثلة بن الاسقع قال : لما جمع رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام تحت ثوبه قال : أللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم ، أللهم انهم مني وانا منهم ، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم (1) فقال واثلة : وكنت واقفاً على الباب فقلت : وعلي يارسول الله بأبي أنت وامي ؟ قال : أللهم وعلى واثلة (2) ____________ (1) كنز العمال 12 | 101 بحذف صدر الحديث ـ رواه أيضا المحدث الجويني في فرائد السمطين 1 | 34 . (2) في هذه العبارة حط من شأن هذه الفضيلة ولعلها زيادة ملحقة . ( 64 ) الفصل السادس في محبة الرسول صلى الله عليه وآله إياه وتحريضه على محبته وموالاته ونهيه عن بغضه 33 ـ أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ، أنبأني ابن عبد الله ، أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود الجراح ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأنبأني الإمام صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرنا الحسن ابن أحمد المقري ، اخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا بهلول بن إسحاق ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا الدراوردي ، عن العلاء ابن عبد الرحمان ، عن أبيه ، عن عبد خير ، عن علي عليه السلام قال : اهدي إلى النبي صلى الله عليه وآله قنوموز ، فجعل يقشر الموز ويجعلها في فمي فقال له قائل : يارسول الله إنك تحب علياً ؟ قال : أو ما علمت إن علياً مني وانا منه (1) . 34 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد الكاتب ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمان الجنزرودي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان الحبري اخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا محمد بن عبد الرحيم ابن شروس اليماني ، عن ابن منبا ، عن أبيه ، عن ____________ (1) رواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 59 . ( 65 ) عائشة قالت : رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم التزم عليا وقبله وهو يقول بأبي الوحيد الشهيد (1) . 35 ـ وأنبأني [ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ ، اخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ] ابن عبد الله ، اخبرني أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود الجراح ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا عبيدالله بن عمر القواريري ، حدثنا حرمي بن عمارة ، قال حدثني الفضل بن عميرة القيسي أبو قتيبة ، حدثني ميمون الكردي أبو نصير ، عن أبي عثمان النهدي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : كنت امشي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرق المدينة ، فأتينا على حديقة فقلت يارسول الله ما احسنها من حديقة . فقال : ما احسنها ولك في الجنة احسن منها ، ثم اتينا على حديقة اخرى فقلت : يارسول الله ما احسنها من حديقة فقال : لك في الجنة احسن منها ، حتى اتينا على سبع حدائق ، اقول : يا رسول الله ما احسنها فيقول : لك في الجنة احسن منها ، فلما خلا له الطريق اعتنقني واجهش (2) باكيا فقلت يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور اقوام لا يبدونها لك إلا بعدي . فقلت : في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك (3) . 36 ـ وأنبأني أبو العلاء هذا ، أخبرنا الحسين بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد ابن عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ، حدثنا أحمد بن الحسين ابن نصر ، حدثنا إسماعيل بن عبيد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن ____________ (1) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 347 . (2) اجهش للبكاء : تهيأ له . (3) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 651 ـ ح 1109 رواه الحاكم في المستدرك 3 | 139 اقصر من ذلك ورواه أيضا ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 322 . ( 66 ) محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن اسامة بن زيد ، عن ابيه قال : اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة فقال جعفر : انا احبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله . فقال علي : أنا احبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال زيد : انا احبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا فانطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنسأله ، قال اسامة ، فاستأذنوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا عنده فقال : اخرج فانظر من هؤلاء ؟ فخرجت ثم جئت فقلت : هذا جعفر وعلي وزيد بن حارثة ، يستأذنون فقال : ائذن لهم ، فدخلوا فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وآله جئنا نسألك من أحب الناس اليك ؟ قال : فاطمة قالوا : انما نسألك عن الرجال ؟ قال : أما أنت يا جعفر ، فيشبه خلقك خلقي وخلقك خلقي وأنت إلي ومن شجرتي . وأما أنت يعني يا علي ـ فختني وأبو ولدي ومني والي وأحب القوم الي (1) . 37 ـ وأخبرني الإمام الحافظ سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو الحسن الميداني الحافظ أخبرنا أبو محمد الخلال ، حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب ، حدثني أبو محمد الحسن بن نعيم بالطائف ، حدثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد ، حدثنا عبد الله بن حميد ، حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : جاءني جبرئيل من عند الله عزوجل بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض : إني افترضت محبة علي بن أبي طالب على خلقي عامة ، فبلغهم ذلك عني . ____________ (1) رواه ابن حنبل في مسنده 5 | 204 ـ وروى نظيره الجويني في فرائد السمطين | وذكر ابن المغازلي في مناقبه | 224 قطعة من الحديث . ****************** 38 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة [ أخبرني عبدوس بن عبد الله بن عبدوس التأني الهمداني بهمدان إجازة ] أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمد الجعفري (1) أخبرنا الحافظ أبو بكر بن مردويه ، حدثني جدي ، حدثنا أحمد بن محمود بن خرزاد ، اخبرنا أبو حصين القاضي ، حدثنا عبد الرحمان بن دبيس بن حميد ، حدثني محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن مطير ، عن أنس ، عن سلمان (رضي الله عنه) ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي بن أبي طالب عليه السلام ينجز عداتي ويقضي ديني (2) 39 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا أبي ، حدثنا أبو طالب الحسيني ، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر الفقيه الطبري ، حدثني أبو الفضل (3) محمد بن عبد الله الشيباني ، حدثنا ناصر بن الحسين بن علي ، حدثنا محمد بن منصور ، عن يحيى بن طاهر اليربوعي ، حدثنا أبو معاوية ، عن ليث بن أبي سليم ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار (4) . 40 ـ وأخبرني شهردار هذا أجازة أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة . أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة من مسند زيد بن علي حدثنا الفضل بن العباس ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سهل حدثنا محمد بن عبد الله الباكري ، حدثني إبراهيم بن عبيدالله (5) بن العلاء حدثني أبي عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي : يا علي لو ان عبداً عبد الله عزوجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ____________ (1) في و: المفضل بن أحمد الجعفري . (2) فردوس الاخبار للديلمي 3 | 88 ـ كنز العمال 11 | 611 ـ ما بين المعقوفتين ليس في [ و] . (3) وفي [ و] : أبو المفضل . (4) فردوس الاخبار للديلمي 3 | 409 . (5) وفي و: عبد الله . ( 68 ) ذهباً فانفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج الف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوماً ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها (1) . 41 ـ وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسين [ الهمداني فيما كتب الي من همدان . أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ] (2) بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرنا الشيخ الاديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الامام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني في كتابه الي من اصبهان ـ سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه . حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن حماد . حدثنا القاسم بن علي بن منصور الطائي حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي عن أبيه عن إبراهيم عن علقمة ، عن الاسود ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ـ وهو في بيتي لما حضره الموت ـ ادعوا لي حبيبي ، فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم وضع رأسه ، ثم قال : ادعوا لي حبيبي ، فقلت : ويلكم ، ادعوا له علي بن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلما رآه [ استوى جالساً و] فرج الثوب الذي كان عليه ، ثم ادخله فيه ، فلم ينزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه (3) . 42 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ____________ (1) فردوس الاخبار للديلمي 3 | 419 . (2) ما بين المعقوفتين ليس في المخطوطتين ... (3) ذخائر العقبى | 72 ـ كفاية الطالب | 263 وورد نظيره في كنز العمال 13 | 146 ـ ورواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 17 . ( 69 ) الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ [ أبو عبد الله ] حدثنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن حسين البيهقي الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله ، حدثنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال حدثني ابي ، قال حدثنا الاسود بن عامر وعبد الله بن نمير قالا : حدثنا شريك ، عن أبي ربيعة الايادي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله عزوجل أمرني بحب أربعة من أصحابي ، وأخبرني أنه يحبهم . قلنا : يارسول الله من هم ؟ فكلنا يحب ان يكون منهم ، فقال : ألا إن علياً منهم ، ثم سكت ، ثم قال : ألا ان علياً منهم ، ثم سكت (1) . 43 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا أخبرنا أبو سعيد الماليني اخبرنا أبو أحمد بن عدي حدثنا عبيدالله بن سليمان بن الاشعث قال حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن ابي الجحاف عن معاوية بن ثعلبة قال جاء رجل إلى ابي ذر وهو جالس في المسجد وعلي يصلي امامه فقال يا ابا ذر ألا تحدثني بأحب الناس اليك ؟ فوالله لقد علمت ان احبهم اليك احبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال اجل : والذي نفسي بيده ، ان احبهم الي ، احبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ذاك الشيخ واشار إلى علي عليه السلام (2) . 44 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرني أحمد بن عثمان بن يحيى المقري ببغداد ، قال حدثنا أبو بكر بن أبي العوام الرياحي ، قال حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها مسند أحمد 5 | 351 ـ فضائل الصحابة له 2 | 641 و648 ـ 689 ـ مستدرك الصحيحتين 3 | 130 ـ حلية الاولياء 1 | 190 . (2) رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ، ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 170 مع اختلاف يسير . ( 70 ) الانصاري ، قال حدثنا عوف ، عن أبي عثمان النهدي ، قال : قال رجل لسلمان : ما أشد حبك لعلي ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من أحب علياً ، فقد احبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني (1) . 45 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا ، قال أخبرنا أبو علي الرودباري وأبو عبد الله بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال حدثنا الحسن بن عرفة ، قال حدثنا سعيد بن محمد الوراق ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا سعيد بن محمد (2) الوراق ، عن علي بن حزور ، قال : سمعت أبا مريم الثقفي يقول : سمعت عمار بن ياسر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي : يا علي طوبى لمن احبك وصدق فيك ، والويل لمن ابغضك وكذب فيك (3) . قال أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ : لفظ حديثيهما سواء . 46 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا ، قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي (4) قال حدثنا أبو عاصم النبيل ، عن أبي الجراح ، عن جابر بن صبيح ، عن ام شراحيل ، عن ام عطية : أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عليا عليه السلام في سرية ، ____________ (1) مستدرك الصحيحتين 3 | 130 ـ والاستيعاب 3 | 1101 ـ ذخائر العقبى | 62 . (2) وفي [ و] : محمد بن سعيد . (3) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 655 ـ مستدرك الحاكم 3 | 135 ورواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 211 . (4) طرسوس بفتح اوله وثانيه وسينين مهملتين بينهما واو ساكنة : مدينة بثغور الشام بين انطاكية وحلب وبلاد الروم ، بينهما وبين ادنة ستة فراسخ وبها قبر مأمون ـ مراصد الاطلاع . ( 71 ) قالت : فرأيته رافعاً يديه وهو يقول : أللهم لا تمتني حتى تريني علياً (1) . 47 ـ وأنبأني الامام الحافظ ، صدر الحفاظ ، أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، وقاضي القضاة ، الامام الأجل ، نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين البغدادي قالا : أنبأنا الشريف الامام ، الأجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي « رحمه الله » عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثني محمد بن حميد الخزاز ، عن الحسن بن عبد الصمد ، عن يحيى بن محمد بن القاسم القزويني ، عن محمد بن الحسن الحافظ ، عن أحمد بن محمد ، عن هدبة بن غالب ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق الله تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين الف ملك ، يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة (2) . 48 ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثنا محمد بن حماد التستري ، عن محمد بن أحمد بن أدريس ، عن محمد بن عبد الله الاصبهاني ، عن أبيه ، عن هشيم ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن البصري ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس ، وهو جبل قد علا على الجنة ، وفوقه عرش رب العالمين ومن سفحه (3) تتفجر أنهار الجنة ، وتتفرق في الجنان ، وهو جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف على الجنة ، فيدخل محبيه الجنة ، ومبغضيه النار (4) . 49 ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثنا الحسن ____________ (1) صحيح الترمذي 5 | 643 ـ فضائل الصحابة 2 | 609 و655 ـ مناقب ابن المغازلي | 122 ـ اسد الغابة 4 | 26 . (2) و(4) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 42 ـ ح | 19 و85 ـ ح | 52 . (3) سفح الجبل : اصله واسفله . ( 72 ) بن أحمد ابن سختويه المجاور ، عن محمد بن أحمد البغدادي ، عن عيسى بن مهران ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن الاعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول من اتخذ علي بن أبي طالب أخا من أهل السماء ، اسرافيل ، ثم ميكائيل ، ثم جبرئيل . وأول من أحبه من أهل السماء ، حملة العرش ، ثم رضوان ، خازن الجنان ، ثم ملك الموت ، وان ملك الموت يترحم على محبي علي بن أبي طالب كما يترحم على الأنبياء عليهم السلام (1) . 50 ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثني أحمد بن محمد بن موسى ، عن عروة ، عن محمد بن عثمان المعدل ، عن محمد بن عبد الملك ، عن يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : [ رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام فقال ] قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي : يا أنس ما حملك على ان لا تؤدي ما سمعت مني في علي بن أبي طالب حتى أدركتك العقوبة ؟ ولولا استغفار علي بن أبي طالب عليه السلام لك ، ما شممت رائحة الجنة أبداً ، ولكن انشر في بقية عمرك : ان علياً وذريته ومحبيهم السابقون الاولون إلى الجنة ، وهم جيران الله واولياء الله حمزة وجعفر والحسن والحسين ، واما علي فهو الصديق الاكبر لا يخشى يوم القيامة من احبه (2) . 51 ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثني القاضي أبو محمد الحسن بن محمد بن موسى ، عن علي بن ثابت ، عن حفص بن عمر ، عن يحيى بن جعفر ، عن عبد الرحمان بن إبراهيم ، عن مالك بن انس ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من احب علياً قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه ، ألا ومن أحب ____________ (1) و(2) كتاب مائة منقبة | 132 ـ ح | 64 و164 ـ ح | 89 وما بين المعقوفتين موجود في المصدر . ( 73 ) عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة ، ومن احب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط ، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء ، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه : آيس من رحمة الله (1) 52 ـ وبهذا الاسناد عن محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ايوب ، عن علي بن محمد ، عن عنبسة بن رويدة ، عن بكر بن أحمد ، وحدثنا أحمد بن محمد الجراح ، قال حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازي ، حدثنا بكر بن أحمد ، عن محمد بن علي [ عن ابيه . قال حدثني موسى بن جعفر عن أبيه عن محمد بن علي ] عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها وعمها الحسن بن علي عليهما السلام قالا : حدثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما ادخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل ، اسفلها خيل بلق واوسطها حور عين ، وفي اعلاها الرضوان ، قلت : يا جبرئيل لمن هذه الشجرة ؟ قال هذه لابن عمك امير المؤمنين علي بن أبي طالب ، إذا امر الله الخليقة بالدخول إلى الجنة يؤتى بشيعة علي حتى ينتهى بهم إلى هذه الشجرة ، فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق وينادي مناد : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب صبروا في الدنيا على الأذى ، فحبوا (2) اليوم (3) . 53 ـ واخبرنا الشيخ الإمام عين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي « رحمه الله » حدثنا القاضي الامام ، الأجل ، شمس القضاة ، جمال الدين أحمد بن عبد الرحمان بن إسحاق ، قال اخبرنا الشيخ ____________ (1) نفس المصدر | 170 ـ ح 95 ونظيره في تفسير الكشاف للزمخشري 3 | 82 . (2) يقال حباه كذا وكذا : إذا اعطاه ، والحباء : العطية ـ النهاية . (3) كتاب مائة منقبة | 171 ـ ح 96 . ( 74 ) الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الاسدي ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن المقري ، حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي وابو الطيب الوراق قالا : حدثنا محمد بن الوليد بن ابان بن حيان العقيلي ، حدثني علي بن سليمان بن أبي الرقاع المصري ، حدثني عياش بن لهيعة ، عن عمه عبد الله بن لهيعة ، عن الحرث بن يزيد (1) عن ابي علقمة مولى بني هاشم قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله الصبح ، ثم التفت الينا فقال : معاشر اصحابي رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد المطلب واخي جعفر بن أبي طالب ، وبين ايديهما طبق من نبق (2) فأكلا ساعة ثم تحول النبق عنباً ، فأكلا منه فتحول العنب رطباً ، فأكلا ساعة فدنوت منهما فقلت : بأبي أنتما أي الاعمال وجدتما افضل ؟ قالا : فديناك بالآباء والامهات ، وجدنا أفضل الاعمال : الصلاة عليك وسقي الماء وحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه (3) . 54 ـ واخبرنا الامام عين الائمة هذا ، حدثنا الاستاذ عماد الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الوبري الخوارزمي ، حدثني الشيخ أبو القاسم ميمون بن علي بن ميمون الميموني حدثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن الحسين بن علي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب ، حدثنا أبو جعفر محمد بن مسلمة (4) الواسطي ـ سنة خمس وسبعين ومائتين ـ حدثني يزيد بن هارون حدثنا شريك عن ابي ربيعة (5) عن ابن بريدة عن ابيه قال ، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم : ان الله تعالى أمرني أن أحب أربعة من أصحابي ، أخبرني أنه يحبهم قال : فقلنا : من هم يارسول الله ؟ ____________ (1) وفي و: عن الحرث ، عن يزيد . (2) النبق بفتح نون وكسر الباء وقد سكن : ثمرة السدر ـ النهاية . (3) كتاب مائة منقبة | 139 ـ ح | 71 . (4) و(5) وفي [ ر ] : محمد بن سلمة وفيه أيضا ابن ربيعة . ( 75 ) قال : فإن علياً منهم ، ثم ذكر ذلك في اليوم الثاني مثل ما قال في اليوم الاول ، فقلنا : من هم يارسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : ان علياً منهم ثم قال مثل ذلك في اليوم الثالث . فقلنا : من هم يارسول الله ؟ قال : ان علياً منهم وأبا ذر والمقداد بن الأسود الكندي وسلمان الفارسي رضي الله عنهم (1) . 55 ـ وأخبرنا الإمام الأجل أخي شمس الائمة أبو الفرج محمد بن أحمد المكي ، قال أخبرنا الامام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي بن اسماعيل ، حدثني السيد الامام الاجل ، المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ بن العلاف ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد المعروف بابن متيم ، أخبرني أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني أبي جعفر محمد عن ابيه محمد عن ابي عبد الله جعفر بن محمد بن علي الباقر عن ابيه محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين ، عن أبيه الحسين بن علي الشهيد قال : سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من أحب أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ، وذريته ائمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده ، فانهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة (2) . 56 ـ وأنبأني مهدب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، أخبرنا أحمد بن نصر بن أحمد أخبرنا الحسين بن أبي العباس ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : مسند أحمد 5 | 351 ـ صحيح الترمذي 5 | 636 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 130 ـ حلية الاولياء لابي نعيم 1 | 190 ـ فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 689 و691 ـ مناقب ابن المغازلي | 290 . رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 1 | 86 والحاكم في المستدرك 3 | 128 والمتقي الهندي في كنز العمال 11 | 611 . ( 76 ) الفقيه ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الهروي بنهاوند أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا محمد بن يوسف الضبي ، حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي ، حدثنا عمرو بن حمزة أبو أسد القيسي ، حدثني خلف بن مهران أبو الربيع ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حب علي بن أبي طالب حسنة لا يضر معه سيئة ، وبغضه سيئة لا ينفع معه حسنة (1) . 57 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، اخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر الحافظ ، أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسين بن محمد بن علي ، أخبرنا أبو عمرو (2) عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، عن عبد الرحمان بن عقدة الحافظ ، حدثنا الحسن بن علي بن بزيع ، حدثنا عمر بن إبراهيم ، حدثنا سوار بن مصعب الهمداني ، عن الحكم بن عتيبة ، عن يحيى بن الجزار ، عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض علياً عليه السلام فهو كاذب ليس بمؤمن (3) . 58 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا أحمد بن الحسين المستعمل ، أخبرنا الحسين بن علي بن محمد أخبرنا محمد بن العباس بن محمد بن زكريا ، أخبرنا أبو سعيد الحسن بن علي ، حدثنا الحسن بن علي بن ارشد ، حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن بيمينه فليستمسك بحب علي بن أبي طالب (4) . 59 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا شجاع بن المظفر بن شجاع العدل ، حدثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، حدثني الحاكم ____________ (1) فردوس الاخبار للديلمي 2 | 227 . (2) وفي [ ر ] : أبو عمر . (3) رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 210 . (4) فضائل الصحابة 2 | 644 ـ ح | 1132 ـ مناقب ابن المغازلي | 217 بطرق عديدة . ( 77 ) أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ الكوفي ، حدثنا [ المنذر بن محمد بن ] المنذر القابوسي ، حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم ، عن أبان بن تغلب ، عن نفيع بن الحرث ، حدثني أبوبرزة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ـ ونحن جلوس ذات يوم ـ : والذي نفسي بيده ، لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله الله تبارك وتعالى عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما كسبه وفيما انفقه ، وعن حبنا أهل البيت ، فقال له عمر : فما آية حبكم من بعدكم ؟ قال : فوضع يده على رأس علي ـ وهو إلى جانبه ـ وقال : ان حبي من بعدي حب هذا (1) . 60 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي سعد البغدادي ثم الاصفهاني أخبرنا أبو المظفر محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن جعفر الكوسج ، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن سليمان البغدادي ، حدثني أبو الحسن أحمد بن عمر بن محمد بن أبان العبدي ، حدثنا أبو إسماعيل ، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ، قال حدثني ابن لهيعة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : صنعت امرأة من الانصار لرسول الله صلى الله عليه وآله أربعة أرغفة ، وذبحت له دجاجة فطبختها فقدمته بين يدي النبي صلى الله عليه وآله فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ابى بكر وعمر فأتياه ثم رفع رسول الله يديه إلى السماء ثم قال : اللهم سق إلينا رجلاً رابعنا ، محباً لك ولرسولك ، تحبه أنت ورسولك ، فيشركنا في طعامنا ، وبارك لنا فيه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم اجعله علي بن أبي طالب قال : قال فوالله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب عليه السلام فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : الحمد لله الذي سرني ____________ (1) مناقب ابن المغازلي | 119 ـ تاريخ مدينة دمشق 2 | 159 . ( 78 ) بكم جميعاً ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : انظروا هل ترون بالباب أحدا ؟ قال جابر وكنت أنا وابن مسعود فأمر بنا رسول الله صلى الله عليه وآله فدخلنا عليه فجلسنا معه ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بتلك الارغفة فكسرها بيده ثم فرق عليها من تلك الدجاجة ودعا بالبركة فأكلنا جميعاً حتى تملانا شبعا وبقيت فضلة لاهل البيت (1) . 61 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقري ، أخبرنا والدي أبو بكر محمد ، قال أبو علي عبد الرحمان بن محمد بن أحمد النيسابوري ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله النانجي البغدادي ، ـ من حفظة بدينور ـ حدثنا بن محمد بن جرير الطبري ، حدثني محمد بن حميد الرازي ، حدثنا العلاء بن الحسن الهمداني ، حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي عن (2) عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ـ وسئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ ـ فقال : خاطبني بلغة علي بن أبي طالب ، فالهمني أن قلت يا رب خاطبتني أنت أم علي ؟ فقال يا أحمد أنا شيء ليس كالاشياء لا اقاس بالناس ولا أو صف بالشبهات ، خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك فاطلعت على سرائر قلبك فلم اجد في قلبك احب اليك من علي بن أبي طالب خاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك (3) . المراسيل : 62 ـ في معجم الطبراني باسناده إلى فاطمة الزهراء عليها السلام قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله عزوجل باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة ، واني رسول الله صلى الله عليه وآله اليكم غير هائب ____________ (1) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 106 . (2) لا يخفى ان ابا مخنف لوط بن يحيى لم يدرك ابن عمر . فالظاهر سقوط الواسطة بينهما كما لا يخفى . (3) ورد نظيره في كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 168 ـ ح 93 . ( 79 ) لقومي ولا محاب لقرابتي ، هذا جبرئيل ، يخبرني : ان السعيد كل السعيد ، من أحب علياً عليه السلام في حياته وبعد موته ، وان الشقي كل الشقي من ابغض علياً ، في حباته وبعد وفاته (1) . الآثار : 63 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أنبأنا محمد بن علي القرشي (2) أخبرنا محمد بن علي الشاهد ، حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمان ، حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي ، حدثني زيدان ، حدثنا يوسف بن سابق ، حدثنا ابن عيينة ، عن أبيه ، عن أبي اسحاق الشيباني ، عن جميع بن عمير (3) ، عن عائشة قال : دخلت عليها وانا غلام فذكرت لها علياً فقالت : ما رأيت رجلاً قط أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من علي عليه السلام ، ولا امرأة أحب إليه من امرأته فاطمة الزهراء (4) . ولبديع الزمان أبي الفضل أحمد بن الحسين الهمداني في أمير المؤمنين عليه السلام : يقولون لي لا تحب الوصي * فقلت الثرى بفـم الكــاذب أحب النبـي وآل النبــي * واختــص آل أبي طالـب واعطي الصحابة حق الولاء * وأجـري على السنن الواجب وان كان رفضاً ولاء الوصي * فلا ترض بالرفض من جانبي وان كان نصباً ولاء الجميـع * فانــي كما زعموا ناصبـي ولو كنتم من ولاء الوصــي * على العجز كنت على الغارب يرى الله سري إذا لـم تروه * فكـم تحكمون على غائــب ____________ (1) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 658 ـ ح | 1121 . (2) وفي [ ر ] الفرشي بضم الفاء . (3) في المصدر : عن جميع بن عمير قال : دخلت مع عمتي على عائشة ... (4) صحيح الترمذي 5 | 701 . ****************** الفصل السابع في بيان غزارة علمه وانه أقضى الأصحاب 64 ـ أخبرنا الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الرمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاد الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعيد (1) اسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن الصباح ـ بقراءتي عليه ـ حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم البزاز ، حدثني السري بن سهل الجنديسابوري ، حدثنا عبد الله بن رشيد ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد (2) ، عن عمرو ، عن الحسن : أن عمر بن الخطاب اتي بامرأة مجنونة حبلى ، قد زنت فاراد أن يرجمها فقال له علي : يا أمير المؤمنين أو ما سمعت ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال وما قال ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يبرأ ، وعن الغلام حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ . قال : فخلى عنها (3) . 65 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعيد السمان هذا ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن هارون القاضي الضبي ـ املاء لفظا ـ أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن اسحاق ـ سنة ثلاثين وثلثمائة ـ أن علي بن محمد النخعي حدثه ، قال ____________ (1) وفي [ ر ] : أبو سعد . (2) وفي [ و] : سعيد بن عمرو . (3) جاء الحديث بطوله في مسند أحمد 1 | 140 و154 ورواه أحمد أيضا في فضائل الصحابة 2 | 719 مع اختلاف يسير و2 | 707 . ( 81 ) حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي ، حدثني نصر بن مزاحم بن نصر المنقري ، حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي ، حدثني أبو خالد ، حدثني زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال : لما كان في ولاية عمر ، اتي بامرأة حامل ، فسألها عمر ، فاعترفت بالفجور ، فأمر بها عمر [ ان ] ترجم ، فلقيها علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما بال هذه ؟ فقالوا : امر بها أمير المؤمنين ان ترجم ، فردها علي عليه السلام ، فقال : امرت بها أن ترجم ؟ فقال : نعم اعترفت عندي بالفجور ، فقال : هذا سلطانك عليها ، فما سلطانك على ما في بطنها ؟ قال علي عليه السلام : فلعلك أنتهرتها أو أخفتها ؟ فقال : قد كان ذلك (1) قال أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لاحد على معترف بعد بلاء ، أنه من قيدت أو حبست أو تهددت ، فلا اقرار له ، فخلى عمر سبيلها ثم قال : عجزت النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب ، لولا علي لهلك عمر . 66 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أنبأنا أبو طالب محمد بن عبد القادر عن عبد العزيز بن علي ، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد ، حدثنا عبيدالله بن الحسن ويحيى بن عبد الله المديني قالا : حدثنا عبيدالله بن سعد ، حدثني عمي يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا سلام أبو عبد الله ، قال حدثنا يحيى ـ وهو ابن سلم الطويل المدايني ـ قال محمد بن أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي ، حدثنا أبي ، عن سلام بن سلم قالوا : في حديثهم عن زيد العمي ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان أقضى امتي علي بن أبي طالب عليه السلام (3) . ____________ (1) وفي [ ر ] : ذاك . (2) ذخائر العقبى | 80 . (3) مستدرك الصحيحين 3 | 135 ـ ذخائر العقبى | 83 عن انس ـ ونظيره في الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 338 . ( 82 ) 67 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبي أخبرنا أبو إسحاق القفال باصبهان حدثنا أبو إسحاق خرشيد قوله حدثنا أبو سعيد أحمد بن زياد ابن الاعرابي ، حدثنا نجيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الزهري القاضي ، حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد ، حدثنا علي بن هاشم ، حدثنا محمد بن عبد الله الهاشمي ، عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن عباد بن عبد الله ، عن سلمان « رض » ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : أعلم امتي من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام (1) . 68 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا أبي ، اخبرنا الميداني الحافظ ، أخبرنا أبو محمد الخلال ، اخبرنا محمد بن العباس بن حيويه ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان ، حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي ، حدثني أبو هاشم محمد بن علي الوهبي حدثنا أحمد بن عمران بن سلمة ، عن سفيان بن سعيد ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قسمت الحكمة على عشرة أجزاء ، فاعطي علي تسعة ، والناس جزءً واحداً (2) . 69 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أخبرنا محمد بن محمد بن سعيد (3) الهروي الشعراني ، حدثنا محمد بن عبد الرحمان الشامي ، حدثنا أبو الصلت الهروي ، حدثنا أبو معاوية ، عن ____________ (1) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 97 والكنجي في كفاية الطالب | 332 . (2) فردوس الأخبار للديلمي 3 | 277 ـ حلية الاولياء لابي نعيم 1 | 64 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 481 . (3) وفي [ ر ] : سعد . ( 83 ) الاعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : انا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن اراد العلم فليأت الباب (1) . 70 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ـ الحافظ في التاريخ ـ حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد ، حدثني محمد بن مسلم بن وارة ، حدثني عبد الله بن موسى العبسي ، حدثنا أبو عمرو الازدي ، عن أبي راشد الحبراني عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من اراد ان ينظر إلى آدم في علمه ، والى نوح في فهمه ، والى يحيى بن زكريا في زهده ، والى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام (2) . قال أحمد بن الحسين البيهقي : لم اكتبه الا بهذا الاسناد والله أعلم . 71 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، قال أخبرنا أبو علي الرودباري ، أخبرنا أبو محمد بن شوذب الواسطي ، حدثنا شعيب بن أيوب ، حدثنا يعلى بن عبيد ، عن الاعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن ، فقلت : تبعثني وأنا شاب ، أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء ، فضرب في صدري وقال : اللهم اهد قلبه وثبت لسانه ، قال فوالذي فلق الحبة ، ما شككت بعد في قضاء بين اثنين (3) . ____________ (1) حديث مشهور وله مصادر كثيرة منها : تاريخ بغداد 11 | 49 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 126 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 464 من حديث 991 إلى 1007 بعبارات شتى . (2) مناقب ابن المغازلي | 212 مع اختلاف يسير ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 280 ورواه أيضا الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 78 و106 مع اختلاف يسير . (3) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 58 ـ ح | 984 ـ انساب الاشراف 2 | 101 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 337 . ( 84 ) 72 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني ، حدثنا أبو سعيد بن الاعرابي ، حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار ، حدثنا يحيى بن أبي بكر ، عن سلام ، عن زيد العمي ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ارحم هذه الامة بها أبو بكر ، واقواهم في دين الله عمر وافرضهم زيد ، وأقضاهم علي ، واصدقهم حياء عثمان ، وامين هذه الامة أبو عبيدة بن الجراح ، واقرأهم لكتاب الله ابي بن كعب ، وابو هريرة وعاء من العلم ، وسلمان علم علماً لا يدرك ، ومعاذ بن جبل اعلم الناس بحلال الله وحرامه ، وما اظلت الخضراء وما اقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (1) . 73 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن مهرة الحداد باصبهان ـ بقراءتي عليه كتاب حلية الاولياء ـ أخبرنا الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، عن أبي بكر بن خلاد ، عن محمد بن يونس الكديمي ، عن عبد الله بن داود الخريبي ، عن هرمز بن حوران ، عن أبي صالح الحنفي ، عن علي عليه السلام قال قلت : يا رسول الله أوصني ، فقال : قل ربي الله ثم استقم ، فقلتها وزدت : وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه انيب ، فقال ليهنئك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا (2) . 74 ـ وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة ، أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن [ أحمد بن ] (3) عبد الله ، أخبرني أبو القاسم ____________ (1) رواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 166 . (2) حلية الأولياء لابي نعيم الاصفهاني 1 | 65 مناقب ابن المغازلي | 430 وفي آخره : ونغبته نغباً . (3) ما بين المعقوفتين يوجد في [ و] . ( 85 ) عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح ، اخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا محمد بن حميد الرازي ، حدثنا علي بن مجاهد ، حدثنا محمد بن اسحاق ، عن شريك بن عبد الله ، عن أبي ربيعة الأيادي ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لكل نبي وصي ووارث ، وان علياً وصيي ووارثي (1) . 75 ـ وأنبأني أبو العلاء هذا أخبرنا الحسن (2) بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، حدثنا محمد هو ابن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، حدثنا علي بن عباس ، عن الحرث بن حصيرة (3) ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أنس اسكب لي وضوءاً ، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا أنس ، أول من يدخل عليك من هذا الباب ، أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ، قال قلت : اللهم أجعله رجلا من الانصار وكتمته ، إذ جاء علي فقال : من هذا يا أنس ؟ فقلت : علي ، فقام مستبشراً فأعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي على وجهه ، فقال علي : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعته بي قبل ؟ قال : وما يمنعني وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (4) . 76 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن عبد الوهاب النحوي ، أخبرني أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المقري ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقري الحمامي ، أخبرنا زيد بن علي ____________ (1) فردوس الاخبار للديلمي 3 | 382 ـ ورواه ابن المغازلي | 200 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 5 ح 1030 و1031 . (2) وفي [ و] : أبو الحسن . (3) هكذا في المصادر ولكن في الاصلين الحرث بن حصين . (4) حلية الاولياء لأبي نعيم الاصفهاني 1 | 63 ـ رواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 145 . ( 86 ) بن أبي بلال الكوفي ، حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عقبة الشيباني المعدل ، حدثنا جعفر بن محمد العنبري ـ صاحب العربية ـ عن أبي يحيى زكريا بن أبي صمصامة ، عن حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش قال : قرأت القرآن من أوله إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلما بلغت « الحواميم » قال لي أمير المؤمنين : قد بلغت عرايس القرآن ، فلما بلغت رأس العشرين من حم عسق : « والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير » (1) بكى حتى ارتفع نحيبه ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : يا زر أمن علي دعائي ، ثم قال : اللهم اني أسألك اخبات المخبتين ، وإخلاص الموقنين ، ومرافقة الابرار ، واستحقاق حقائق الايمان ، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك والفوز بالجنة والنجاة من النار ، يازر إذا ختمت القرآن فادع بهذا ، فان حبيبي رسول الله أمرني بأن أدعو بهن عند ختم القرآن (2) . 77 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرنا الحسين بن أحمد المقري ، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثني حبيب بن الحسن ، حدثني عبد الله بن أيوب القربي (3) ، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري ، حدثنا إسماعيل بن عباد المدنى ، عن شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله : قال خرج النبي صلى الله عليه وآله من عند زينب بنت جحش فأتى بيت ام سلمة ـ وكان يومها من رسول الله صلى الله عليه وآله ـ فلم يلبث ان جاء علي ، فدق الباب دقاً خفياً فاستثبت رسول الله صلى الله ____________ (1) الشورى : 22 . (2) رواه أيضاً الكنجي في كفاية الطالب | 333 واورده السيوطي في الدر المنثور 6 | 5 . (2) في [ و] : القرني . . وفيه أيضا : حدثنا زكريا بن يحيى المقري . ( 87 ) عليه وآله الدق وانكرته ام سلمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : قومي فافتحي له الباب ، فقالت : يارسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب ؟ فاتلقاه بمعاصمى وقد نزلت في آية في كتاب الله بالأمس فقال لها كالمغضب : ان طاعة الرسول طاعة [ الله ] ومن عصى الرسول فقد عصى [ الله ] إن بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق (1) ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حساً ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اتعرفينه ؟ قلت : نعم هذا علي بن أبي طالب ، قال صدقت ، سحنته من سحنتي (2) ولحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ، اسمعي واشهدي ، هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، اسمعي واشهدي هو والله محيي سنتي ، اسمعي واشهدي لو ان عبداً عبد الله الف عام من بعد الف عام بين الركن والمقام ، ثم لقى الله مبغضاً لعلي لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في النار (3) . قال « رض » : صوابه لكبه ، واكبه غير متعد ، والنزق : الخفيف الطايش ، يقال نزق : إذا طاش ، ورجل نزق وفيه نزق وطيش ونزق فرسه : ضربه لينزو . ____________ (1) النزق : خفة في كل امر وعجلة في جهل وحمق ـ والخرق ، بضم الخاء : الجهل والحمق ومنه الحديث : الرفق يمن والخرق شؤم . (2) في النهاية : « السحنة » وهي بشرة الوجه وهيأته وحاله ، وهي مفتوحة السين ، وقد تكسر ، ويقال فيها السحناء ايضاً بالمد . ويمكن ان يكون « شجنته » من « شجنتي » والشجنة في النهاية 2 | 447 قرابة مشتبكة كاشتباك العروق واصل الشجنة بالكسر والضم شعبة في غصن العروق من غصون الشجرة . (3) رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 164 ورواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 331 وانظر أيضاً كفاية الطالب | 312 . ( 88 ) والخرق الذي فيه دهش من خرق الغزال إذا اطيف به فلزق بالأرض من الدهش ، وأصابه خرق أي دهش ، وفيه خرق وهو أخرق وهي خرقاء ، وناقة خرقاء : لا تتعاهد مواضع قوائمها من الأرض ، وريح خرقاء : لا تدوم على جهة في هبوبها . 78 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي اجازة ، أخبرنا أبي ، أخبرنا الميداني الحافظ ، أخبرنا عبد الكريم بن محمد المحاملي ، قال ذكر الحسن بن محمد بن بشر الخزاز الكوفي ، حدثنا الحسين بن الحكم ، حدثنا حسن بن الحسين العرني ، حدثنا علي بن الحسن العبدي ، عن محمد بن رستم أبي الصامت الضبي ، عن زاذان أبي عمر ، عن أبي ذر الغفاري « رض » قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ببقيع الغرقد (1) فقال : والذي نفسي بيده ، إن فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله فيكبر قتلهم على الناس ، حتى يطعنوا على ولي الله ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة ، وقتل الغلام وأمر الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ، لله رضى ، وسخط ذلك موسى ، أراد بالرجل علي بن أبي طالب عليه السلام (2) . 79 ـ وأخبرني شهردار هذا إجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا الحسين بن علي بن الحسين السلولي ، حدثني سويد بن مسعر بن يحيى بن حجاج النهدي ، ____________ (1) اصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه اروم الشجر ، والغرقد كبار الشجر المسمى بالعوسج . (2) كنز العمال 11 | 611 ـ كفاية الطالب | 334 . ( 89 ) حدثنا أبي ، حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحرث الاعور ـ صاحب راية علي ـ قال : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وآله كان في جمع من أصحابه فقال : أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وابراهيم في حكمته ، فلم يكن باسرع من أن طلع علي ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أقست رجلاً بثلاثة من الرسل ؟ بخ بخ لهذا الرجل ، من هو يا رسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : ألا تعرفه يا ابا بكر ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أبو الحسن علي بن أبي طالب ، فقال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا باالحسن . الآثار : 80 ـ وأخبرني الشيخ الامام شهاب الدين أبو الغيث النجيب سعد الله بن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا علي بن ابراهيم بن حماد ، حدثنا إسماعيل بن محمد بن دينار ، حدثنا أبو غسان النهدي ، حدثني القاسم بن معن ، عن ميمون بن مسلم بن صبيح ، عن مسروق قال : شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فوجدت علمهم انتهى إلى علي عليه السلام وعمر وعبد الله وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ، ثم شاممت الستة ، فوجدت علمهم انتهى إلى اثنين إلى علي وعبد الله ( 90 ) رضي الله عنهما (1) . 81 ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا الحسن بن علي بن الخطاب ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن نصير ، عن سليمان الأحمسي ، عن أبيه ، عن علي قال : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم انزلت ، واين نزلت ، ان ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً (2) . 82 ـ وأخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن نصير ، عن سليمان الأحمسي ، عن أبيه قال : قال علي رضي الله عنه : ما انزلت آيه الا وقد علمت فيما نزلت ، واين انزلت وعلى من نزلت ، إن ربي وهب لي لساناً طلقاً وقلباً عقولاً (3) . 83 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : ما كان في أصحاب النبي صلى الله عليه ____________ (1) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 65 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 351 وروى نظيره أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 1 ـ 541 . (2) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 1 | 67 . (3) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 338 . ( 91 ) وآله أحد يقول : سلوني غير علي بن أبي طالب عليه السلام (1) . 84 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن على المقري ، حدثنا أبو عيس الترمذي ، حدثنا عياش العنبري ، حدثنا الاحوص بن جواب ، حدثنى سفيان الثوري ، عن قليت العامري ، عن جسرة قال : قالت عايشة : من افتاكم بصوم يوم عاشوراء ؟ قلنا : علي بن أبي طالب ، قالت : هو أعلم الناس بالسنة (2) . 85 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزكى املاء ، حدثنا أحمد بن محمد بن حرب ، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب ، حدثنا يحيى بن عبد الله العلوي ـ خال (3) جعفر بن محمد ـ حدثنا نوح ابن قيس ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : رأيت علياً عليه السلام متقلداً بسيف رسول الله صلى الله عليه وآله متعمماً بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وفي إصبعه خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقعد على المنبر وكشف عن بطنه فقال : سلوني من قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانج مني علم جم (4) هذا سقط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله زقاً من غير وحي اوحي إلي ، لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها ، لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بانجليهم ، حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقولا : صدق علي ، قد أفتاكم بما انزل في ؛ وانتم تتلون الكتاب ____________ (1) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 646 ـ ح | 1098 ـ الاستيعاب 3 | 1103 . (2) انساب الاشراف 2 | 124 وفيه : فليت الذهلي ـ الاستيعاب لابن عبد البر 3 | 1104 عن قليب . (3) في [ و] : حدثنا جعفر بن محمد . (4) الجم : الكثيرة والسفط : ما يعبأ فيه الطيب ويستعار لكل ظرف ، أي صدري مخزن للعلوم الطيبة المطيبة . ( 92 ) أفلا تعقلون (1) . 86 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي ابن المؤمل الماسرجسي ، حدثني أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : خطبنا عمر فقال : علي أقضانا ، وأبي أقرأنا (2) . 87 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، قال : قرأ علي عباس بن الفضل الاسفاطي ، عن ضرار بن صرد ، قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال حدثنا أبي ، عن أبي إسحاق ، عن ابي ميسرة ، عن عبد الله قال : علي اعلم اهل المدينة بالقضاء (3) . 88 ـ بهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو الفضل بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا يونس بن ارقم ، عن أبي الجارود ، عن عدى بن ثابت الأنصاري ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : العلم ستة اسداس ، لعلي بن ابي طالب عليه السلام خمسة اسداس ، وللناس سدس ، ولقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا (4) . 89 ـ واخبرنا الاستاد عين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي ____________ (1) ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 340 ـ وورد نظيره في تذكرة الخواص لابن جوزي 25 نقلا عن الثعلبي . (2) رواه ابن سعد في طبقاته 2 | 339 والحاكم في مستدركه 3 | 305 واورده ابن حنبل في مسنده 5 | 113 . (3) مستدرك الحاكم 3 | 135 ـ الطبقات الكبرى 2 | 339 . تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 58 مع اختلاف يسير . ( 93 ) الخوارزمي بخوارزم ، حدثنا القاضي الامام شمس القضاة أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق ، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون التميمي النحوي الكوفي ـ المعروف بابن النجار ـ حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حامد بن متويه ، البلخي التميمي ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله السمسار التميمي ، حدثني حميد بن مسعدة ، حدثنا يونس بن أرقم ، حدثنا أبو الجارود ، عن عدي بن ثابت ، عن ابن عباس قال : العلم ستة أسداس ، لعلي بن أبي طالب عليه السلام من ذلك خمسة أسداس ، وللناس سدس ، ولقد شاركنا في سدسنا حتى هو أعلم به منا (1) . 90 ـ وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني اجازة ، أخبرنا الحسين بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا عبيد بن كثير ، حدثني محمد بن الجنيد ، حدثنا يحيى بن سالم بن أبي حفصة ، عن هاشم بن البريد ، عن بيان ، عن أبي بشر ، عن زاذان ، عن عبد الله قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله سبعين سورة ، وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب عليه السلام (2) . 91 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار الصيرفي ـ قراءة ـ أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي اجازة ، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى المجبر ، حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد ، حدثني الحسن بن العباس الجمال ، حدثنا إبراهيم بن عيسى ، حدثنا يحيى بن يعلى ، عن حبوة بن حميد بن هاني بن حميد بن هاني ، عن علي بن رباح قال : جمع القرآن على ____________ (1) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 369 . (2) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 34 وفيه : تسعين سورة . ( 94 ) عهد رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب وابي بن كعب (1) . 92 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، اخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد البغدادي ، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدثنا حسين بن محمد بن عبد الرحمان بن فهم ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيدالله بن عمر ، عن معمر عن وهب بن أبي دبي ، عن أبي الطفيل قال : قال علي : سلوني عن كتاب الله عزوجل فانه ليس من آية إلا وقد عرفت أبليل نزلت ام بنهار ام في سهل ام في جبل (2) 93 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سعد بن محمد الصيرفي ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، حدثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن عبد خير ، عن علي عليه السلام قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله اقسمت ـ أو حلفت ـ أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى اجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن (3) . 94 ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن زكريا التستري ـ بقراءتي عليه ـ حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو الرنيقي ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا ____________ (1) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 25 . (2) الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 338 . (3) حلية الاولياء لأبي نعيم 1 | 67 . ( 95 ) ابو بدر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن داود أبي القصاف ، عن أبي حرب ، عن أبي الأسود قال : ان عمر اتي بامراة قد وضعت لستة أشهر ، فهم برجمها ، فبلغ ذلك علياً فقال : ليس عليها رجم ، فبلغ ذلك عمر ، فأرسل إليه يسأله فقال علي : « والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة » (1) ، وقال : « وحمله وفصاله ثلاثون شهراً » (2) فستة أشهر حمله ، وحولين ، تمام الرضاعة لا حد عليها قال : فخلى عنها ثم ولدت بعد لستة أشهر (3) . 95 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرنا أحمد بن الحسين الموسى آبادي ـ بقراءتي عليه ـ حدثني أبو علي الفلاس وأبو عبد الله القطان وأبو سعيد أحمد بن علي البيع قالوا : حدثنا علي بن موسى القمي ، حدثنا ابن أبي طالب ، حدثنا معلى بن أبي زائدة ، حدثنا أشعث ، عن عامر ، عن مسروق وحدثنا ابن أبي زائدة ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر ، عن مسروق قال : أتى عمر بإمرأة قد نكحت في عدتها ، ففرق بينهما وجعل صداقها من بيت المال ، وقال : لا اجيز مهراً ارد نكاحه قال : ولا يجتمعان أبداً ، وزاد شعيب : فبلغ علياً فقال : وان كانوا جهلوا السنة ، فلها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب ، فخطب عمر الناس فقال : ردوا الجهالات إلى السنة ، ورجع عمر إلى قول علي (4) . 96 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن عثمان العثماني ـ بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله بقراءتي عليه ـ حدثنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن عفان قالا : حدثنا الحسن بن عطية القرشي عن الحسن بن صالح بن حي ، ____________ (1) البقرة : 233 . (2) الاحقاف : 15 . (3) و(4) سنن البيهقي 7 | 442 مع اختلاف يسير . ذخائر العقبى للمحب الطبري | 81 الرياض الناضرة 2 | 164 . ( 96) حدثنا أبو المغيرة الثقفي ، عن رجل ، عن ابن سيرين : ان عمر سأل الناس كم يتزوج المملوك ؟ وقال لعلي : إياك أعني يا صاحب المعافري ـ رداء كان عليه ـ فقال ثنتين (1) . 97 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد على الايادي ببغداد لفظاً ، حدثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن القزاز ، حدثنا عمر بن حفص السدوسي ، حدثنا أبو بلال الأشعري ، حدثنا عيسى بن مسلم القرشي ، عن عبد الله بن عمرو بن نهيك ، عن ابن عباس قال : كنا في جنازة فقال علي بن أبي طالب عليه السلام لزوج أم الغلام : امسك عن امرأتك ، فقال له عمر : ولم يمسك عن امرأته ؟ اخرج مما جئت به ؟ فقال : نعم يا أمير المؤمنين يريد أن يستبرئ رحمها ، لا يلقى فيه شيئاً فيستوجب به الميراث من أخيه ، ولا ميراث له فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي فيها (2) . ____________ (1) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 348 والمعافري : برود باليمن منسوبة إلى معافر وهي قبيلة . . النهاية . (2) لما كان هذا الحديث مبهما بحاجة إلى توضيح ، لهذا نوضحه بما يلي من البيان . قوله : كنا في جنازة فقال علي بن أبي طالب لزوج أم الغلام ( والمقصود من الغلام هو الذي علي عليه السلام يمشي في جنازته ) : امسك عن إمرأتك ( أي لا تجامعها ) . وانما أمر أمير المؤمنين علي عليه السلام ذلك الرجل بأن يمسك عن زوجته ولا يقاد بها حتى يتبين هل له في بطنها منه جنين أو لا ، إذ لو كان في بطنها جنين أي كانت حاملاً منه حين وفاة ولدها من زوجها الأول ورث من أخيه ( الميت ) . فإذا حاضت حيضة بعد امساكه عنها ، وتبين خلو رحمها من شيء لم يرثه . وقد بين الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ذلك لعمر بن الخطاب لما سأله قائلاً : لم يمسك عن امرأته : « نعم ، يا أمير المؤمنين يريد ان يستبرئ رحمها ، لا يلقى فيه شيئا فيستوجب به الميراث من اخيه أي الغلام الذي مات ويكون اخاه من امه دون ابيه » . فقال عمر معجبا : اعوذ بالله من معضلة لا علي لها . ****************** 98 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن يحيى بن الحسين القاضي ـ في جامع قزوين بقراءتي عليه ـ حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الجعابي ، حدثني أبو يزيد خالد بن النضر القرشى بالبصرة ، حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ، حدثنا مؤمل بن اسماعيل ، عن ابن عيينة ، عن يحيى ، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عمر يقول : اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها (1) ابن أبي طالب حياً (2) . 99 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي بمعرة النعمان (3) ـ بقراءتي عليه ـ وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب ـ بحلب بقراءتي عليه ـ حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم ، حدثنا ____________ وهذه المسألة تفترض في ما إذا تزوج رجل امرأة لها ولد من غيره فمات ولدها . وقد وردت هذه المسألة ، والاشارة إلى دليلها في كتاب المغني لابن قدامة في المجلد التاسع الصفحة 129 ونحن نذكر هنا نص ما قاله ابن قدامة كاملاً ليتضح الامر قال : « إذا تزوج رجل امرأة لها ولد من غيره فمات ولدها فان أحمد قال : يعتزل امرأته حتى تحيض حيضة وهذا يروي عن علي بن أبي طالب ، والحسن ابنه ، ونحوه عن عمر بن الخطاب ، وعن الحسن بن علي والصعب بن جثامة ، وبه قال عطاء ، وعمر بن عبد العزيز والنخعي ومالك واسحاق وابوعبيد . قال عمر بن عبد العزيز لا يقربها حتى ينظر بها حمل أم لا . وانما قالوا ذلك ، لأنها إن كانت حاملاً حين موته ورثه حملها ، وان حدث الحمل بعد الموت لم يرثه . فان كان للميت ولد أو أب أو جد لم يحتج إلى استبرائها لأن الحمل لا ميراث له » . ولا يتوهم ان الام تحجب الأخ عن الميراث فان الاخ والاخت لام إنما لا يرث بالابن أو الاب أو الجد . كما هو مذكور في المسألة اعلاه . وراجع أيضاً المجلد 7 ص 4 . (1) في [ و] : فيها . (2) رواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 344 . (3) في [ و] : محمد بن عبد الله التنوخي ـ ومعرة النعمان مدينة في سوريا ، مسقط رأس الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري ـ المستفاد من مراصد الاطلاع . ( 98 ) محمد بن الحلبي ، وقال المؤيد المعروف بالمصري ـ بحلب : حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسن ـ المعروف بابن أبي نضلة ـ الشيخ الصالح ـ قال حدثني أبي ، حدثنا يعلى ابن عبيد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عبد الله بن عباس قال : استعدى رجل على علي بن أبي طالب عليه السلام إلى عمر بن الخطاب [ وكان علي جالساً في مجلس عمر بن الخطاب ] فالتفت عمر إلى علي عليه السلام فقال : يا أبا الحسن ، وقال المؤيد : قم يا أبا الحسن فاجلس مع خضمك ، فقام علي عليه السلام فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف الرجل ورجع علي عليه السلام إلى مجلسه فجلس فيه ، فتبين عمر التغير في وجهه فقال له : يا أبا الحسن مالى اراك متغيراً أكرهت ما كان ؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال ولم ذاك : قال : لانك كنيتني بحضرة خصمي فألا قلت قم يا علي فاجلس مع خصمك ، فأخذ عمر رأس علي عليه السلام فقبل بين عيينه ثم قال : بابي أنتم ، بكم هدانا الله ، وبكم اخرجنا من الظلمات إلى النور (1) . 100 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو الطيب محمد بن زيد النهشلي العطار ـ بالكوفة بقراءتي عليه ـ حدثنا علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني ، حدثني أبو العباس الفضل بن يوسف الجعفي القصباني ، حدثنا محمد بن عقبة ، حدثنا سعيد بن خيثم الهلالي ، عن محمد بن خالد الضبي قال : خطبهم عمر بن الخطاب فقال : لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم صانعين ؟ قال فسكتوا (2) فقال ذلك ثلاثاً ، فقام علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين اذن كنا نستتيبك ، فان تبت قبلناك قال : فإن [ لم اتب ] . قال : اذن نضرب الذي فيه عيناك فقال : الحمد لله الذي جعل في ____________ (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 | 133 في اربع مجلدات وما بين المعقوفتين موجود في المطبوع . (2) في [ و] : فاعزموا فانصتوا ، قال فسكتوا . ( 99 ) هذه الامة من إذا اعوججنا اقام اودنا . 101 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، اخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز بن الحضرمي (1) ـ بقراءتي عليه ـ حدثنا عبد الباقي بن قانع بن مرزوق القاضي ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا جندل بن والق ، حدثنا محمد بن عمر المازني ، عن عباد الكلبي ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جابر قال : قال عمر : كانت لاصحاب محمد صلى الله عليه وآله ثماني عشرة سابقة ، فخص منها علي بثلاث عشرة ، وشركنا في الخمس (2) . 102 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن ابن أحمد البوشنجي الفلجوذي (3) ـ قدم حاجاً سنة تسعين ـ حدثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء ـ حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عبد السلام ، عن عطاء ، عن أبي عبد الرحمان قال : شرب قوم الخمر بالشام وعليهم يزيد بن أبي سفيان (4) في زمن عمر فارسل إليهم يزيد بشربهم الخمر فقالوا : نعم شربناها وهي لنا حلال ، فقال : أو ليس قال الله عزوجل : « يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر » إلى قوله : « وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول » ؟ حتى فرغ من الآية ، فقالوا : اقرأ التي بعدها فقرأ : « ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا » إلى قوله « والله يحب ____________ (1) في [ ر ] : ابن الحصرمي . (2) ورد نظيره في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 16 . (3) بوشنج ، بفتح الشين وسكون النون والجيم : بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هرات ـ مراصد الاطلاع ومعجم البلدان . (4) هو اخو معاوية من ابيه وايضاً أخو ام المؤمنين « ام حبيبة » وكان افضل بني سفيان وكان يقال له « يزيد الخير » . أسلم يوم الفتح وحسن اسلامه وشهد حنينا ، فقبل ان النبي صلى الله عليه وآله اعطاه من غنائم حنين مائة من الابل واربعين اوقية فضة . . ولما فتحت دمشق امره عمر عليها . . ولما احتضر استعمل اخاه معاوية على عمله فاقره عمر على ذلك احتراماً ليزيد وتنفيذاً لتوليته انظر اسد الغابة 5 | 112 ـ سير اعلام النبلاء 1 | 328 . ( 100 ) المحسنين » (1) فنحن من الذين آمنوا واحسنوا ، فكتب بأمرهم إلى عمر ، فكتب إليه عمر : ان أتاك كتابي ليلا فلا تصبح حتى تبعث بهم إلي ، وان أتاك نهاراً فلا تمس حتى تبعث بهم الي ، قال : فبعث بهم إليه فلما قدموا على عمر ، سألهم كما سألهم ، وردوا عليه كما ردوا على يزيد ، فاستشار فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ، فردوا المشورة إليه قال : وعلي عليه السلام في القوم ساكت ، فقال ما تقول يا ابا الحسن ؟ فقال أمير المؤمنين : أرى انهم قوم افتروا على الله ، وأحلوا ما حرم الله ، فأرى أن تستتيبهم فان هم ثبتوا وزعموا ان الخمر حلال ، ضربت أعناقهم ، وان هم رجعوا ضربتهم ثمانين ، بفريتهم على الله عزوجل ، فدعاهم فاسمعهم مقالة علي فقال ما تقولون ؟ فقالوا : نستغفر الله ونتوب إليه ونشهد أن الخمر حرام وانما شربناها ونحن نرى أنها حرام ، فضربهم ثمانين ثمانين (2) . 103 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المرزني بقراءتي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمان بن أبي حاتم ، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القبطان ، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، حدثنا اسباط ، عن سماك ، عن حنش : ان رجلين استودعا امرأه من قريش مائة دينار وامراها أن لا تدفع إلى واحد منهما دون صاحبه ، فأتاها احدهما فقال : ان صاحبي قد هلك فادفعي الي المال فأبت فاستشفع عليها ومكث يختلف إليها ثلاث سنين فدفعت إليه المال ، ثم جاء إليها صاحبه فقال : اعطيني مالي ، فقالت له : قد اخذه صاحبك ، فارتفعوا إلى عمر ، فقال له عمر : ألك بينة ؟ فقال : هي بينتي قال : ما اراك إلا ضامنة ، فقالت : انشدك الله لما رفعتنا إلى ابن أبي طالب قال : فرفعهما إليه فأتوه في حائط له وهو يسيل الماء ____________ (1) المائدة : 90 ـ 93 . (2) فتح الباري 15 | 73 ـ شرح معاني الآثار 2 | 88 . ( 101 ) وهو مؤتزر بكساء ، فقصوا عليه القصة فقال للرجل : ايتني بصاحبك والي متاعك (1) . 104 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن محمد البغدادي الشرابي ، حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد ، حدثنا محمد بن عثمان العبسي ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا يونس بن بكير ، عن عنبسة بن الازهر ، عن يحيى بن عقيل قال : كان عمر بن الخطاب يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام فيما كان يسأله عنه فيفرج عنه : لا ابقاني الله بعدك يا علي (2) 105 ـ وأخبرني الشيخ الإمام الزاهد أبو طاهر محمد بن محمد السنجي الخطيب بمرو ، والأديب أبو بكر محمد بن الحسن بن أبي جعفر بن أبي سهل الزوزني ـ فيما كتب الي من مرو ـ قالا أخبرنا القاضي الامام أبو نصر محمد بن محمد الماهاني ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن منصور السني البخاري ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي حفص ، حدثنا أبو حامد أحمد بن هارون الهروي ، حدثنا أبو القاسم علي بن اسماعيل الصفار ببغداد ، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن معاوية ، أخبرني أبو عبد الله ، عن أبيه معاوية ، عن جده ميسرة ، عن شريح أنه : تقدمت إليه امرأة فقالت : ايها القاضي إنى جئتك مخاصمة ، فقال : فأين خصمك ؟ قالت : أنت ، فاخلى لها المجلس وقال لها تكلمي فقالت أية امرأة لها إحليل ولها فرج ، فقال قد كان لأمير المؤمنين في ذا قصة ، وورث من حيث جاء البول وكان شريح قاضي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقالت انه يجئ منهما جميعاً فقال لها من اين يسبق البول ؟ فقالت : ليس شيء منهما يسبق ، يخرجان في وقت وينقطعان في وقت واحد ، فقال : انك تخبرين بعجب فقالت : أقول أعجب من ذلك ، تزوجني ابن عم ____________ (1) الرياض النضرة 2 | 165 . (2) رواه ايضا المحب الطبري في ذخائر العقبى | 82 . ( 102 ) لي وأخدمني خادمة فوطأتها فأولدتها وانما جئتك لما اولدتها ، فقام شريح عن مجلس القضاء فدخل على علي عليه السلام فاخبره بما قالت المرأة ، امر بها علي فادخلت [ على علي ] فسألها عما قال القاضي ، فقالت : يا أمير المؤمنين هو الذي قال ، فاحضر زوجها فقال هذه زوجتك وابنة عمك ؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال : افعلمت ما كان ؟ قال : نعم أخدمتها خادماً فوطأتها فأولدتها ووطأتها بعد ذلك ، فقال له علي : لأنت أجسر من الاسد ، جيئوني بـ « دينار » (1) الخادم وكان معدلاً ـ وامرأتين ، فقال علي عليه السلام : خذوا هذه المرأة فادخلوها إلى بيت فالبسوها ثيابا وجردوها من ثيابها وعدوا أضلاع جنبيها ففعلوا ذلك ثم خرجوا إليه ، فقالوا يا أمير المؤمنين عدد اضلاع الجانب الايمن ثمانية عشر ضلعاً ، وعدد الجانب الايسر سبعة عشر ضلعاً ، فدعا الحجام (2) فاخذ شعرها واعطاها حذاء ورداء والحقها بالرجال ، فقال الزوج يا أمير المؤمنين ، امرأتي ابنة عمي ، الحقتها بالرجال ممن أخذت هذه القضية ؟ فقال له علي : إني ورثتها من أبي آدم ، ان حوا خلقت من آدم فاضلاع الرجال أقل من اضلاع النساء وعدد اضلاعها اضلاع رجل ، فاخرجوا (3) . 106 ـ وعن أبي الدرداء « رضي الله عنه » قال : العلماء ثلاثة : رجل بالشام يعني نفسه ، ورجل بالكوفة يعني عبد الله بن مسعود ، ورجل بالمدينة يعني علياً عليه السلام والذي بالشام يسأل الذي بالكوفة ، والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة ، والذي بالمدينة لا يسأل احداً (4) . قال الصاحب . ____________ (1) دينار ، اسم رجل من صالحي الكوفة وكان خصياً وكان امير المؤمنين عليه السلام يثق به ـ سفينة البحار ومن لا يحضره الفقيه 4 | 238 . (2) في [ و] : الخادم . (3) تذكرة الخواص | 148 ـ نور الابصار | 71 ـ الفصول المهمة | 35 مع اختلاف في المتن ومن لا يحضره الفقيه 4 | 238 . (4) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 66 مع اختلاف يسير . ( 103 ) حب النبــي وأهل البيت معتمدي * إذا الخطـوب اســاءت رأيها فينا أيا ابن عم رسول الله أفضــل من * ســاد الأنـام وســاس الهاشميينا يا قدوة الدين يا فرد الزمان صخ (1) * لمدح مولى يرى تفضيلكــم دينــا هل مثل سبقك في الإسلام لو عرفوا * وهذه الخصلـة الغــراء تكفينــا هل مثل علمك ان زلوا وان ونيـوا * وقد هديت كمــا اصبحـت تهدينا هل مثـل جمعك للقـرآن تعرفــه * لفظـا ومعنـى وتأويـلاً وتبيينــا هل مثـل حالك عند الطير تحضره * بدعـوة نلتهــا دون المصلينــا هل مثل بذلك للعاني الأسيـر وللـ * ـطفل الصغير وقد اعطيت مسكينا هل مثل صبرك إذ خانوا واذ ختروا * حتى جـرى ما جرى في يوم صفينا هل مثل فتواك إذ قالــوا مجاهرة * لــولا علــي هلكنا في فتاوينـا يا رب سهل زياراتي مشاهدهــم * فــان روحي تهوى ذلك الطينـا يا رب صير حياتي في محبتهــم * ومحشــري معهم آمين آمينــا ____________ (1) اصخ : إسمع بعناية . ( 104 ) الفصل الثامن في بيان ان الحق معه وانه مع الحق 107 ـ أخبرنا الشيخ الصالح العالم الاوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، عن مشايخه الثلاثة : القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الازدي وابي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي وابي بكر احمد بن عبد الصمد الغورجي ، ثلاثتهم عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، عن أبي العباس محمد بن احمد المحبوبي ، عن الامام الحافظ ابن عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، قال حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري ، حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد ، حدثنا المختار بن نافع ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن أبيه ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله رحم الله ابا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة ، واعتق بلالا من ماله رحم الله عمر يقول الحق وان كان مرا ، تركه الحق وماله من صديق ، رحم الله عثمان تستحيه الملائكة ، رحم الله علياً ، اللهم ادر الحق معه حيثما دار (1) ، قال رضي الله عنه اخرج هذا أبو عيسى الترمذي في جامعه . 108 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه ين شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ اخبرنا الحداد أخبرني أبو نعيم ، أخبرنا محمد بن يعقوب ـ فيما كتب الي ـ حدثنا إبراهيم بن سيمان بن علي الحمصي ، حدثنا اسحاق بن بشر ، حدثنا خالد بن الحارث ، عن عوف ، عن ____________ (1) الصحيح الترمذي 5 | 633 ـ ورواه الحاكم في المستدرك 3 | 124 . ( 105 ) الحسن ، عن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سيكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك ، فالزموا علي بن أبي طالب ، فانه الفاروق بين الحق والباطل (1) . 109 ـ وأخبرنا شهردار هذا أجازة ، أخبرنا محمود بن اسماعيل الاشقر ، اخبرنا احمد بن الحسين بن فاذشاه ، اخبرنا الطبراني ، عن الحضرمي ، عن احمد بن صبيح الاسدي ، عن يحيى بن يعلى ، عن عمران بن عمار ، عن أبي إدريس ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من فارق علياً فارقني ومن فارقني [ فقد ] فارق الله عزوجل (2) . 110 ـ وأخبرنا شهردار هذا اجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا الشيخ أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز ، حدثنا الحافظ أبو الحسن علي بن مهدي الدارقطني ، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد السمان ، حدثنا محمد بن معلى بن عبد الرحمان ، حدثنا شريك ، عن سليمان ، عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة والاسود قالا : سمعنا أبا أيوب الانصاري يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية وأنت مع الحق والحق معك ، يا عمار إذا رأيت علياً سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره ، فاسلك مع علي ودع الناس ، انه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من الهدى ، يا عمار انه من تقلد سيفا أعان به علياً على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحاً من در ، ومن تقلد سيفا اعان به على علي قلده الله يوم القيامة وشاحا من نار ؛ قال : قلنا حسبك (3) . ____________ (1) اسد الغابة 5 | 287 وكنز العمال 11 | 612 . (2) للحديث مصادر كثيرة منها : فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 570 ـ تاريخ بغداد 13 | 186 . (3) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 214 ورواه ايضاً الجويني ـ في فرائد السمطين 1 | 178 ـ واورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13 | 186 . ( 106 ) الفصل التاسع في بيان أنه أفضل الأصحاب 111 ـ أنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أنبأنا محمد بن علي بن ميمون النرسي (1) حدثنا محمد بن علي ابن عبد الرحمان ، حدثنا محمد بن الحسين بن النحاس ، حدثنا عبد الله بن زيدان ، حدثنا محمد بن اسماعيل الأحمسي ، حدثنا مفضل ، حدثنا جابر ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قم بنا يا أبا بريدة نعود فاطمة فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها ، دمعت عيناها قال : ما يبكيك يا بنتي ؟ قالت : قلة الطعم وكثرة الهم وشدة السقم ، قال لها : أما والله ما عند الله خير مما ترغبين إليه ، يا فاطمة أما ترضين إن زوجك خير امتي اقدمهم سلما واكثرهم علما وافضلهم حلماً والله ان إبنيك لسيدا شباب أهل الجنة (2) . 112 ـ وأخبرنا الإمام الحافظ أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن الباقرجي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد الجويني ، قال قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ، أخبرنا عبد الرحمان بن حمدان السعدي ، قال حدثني لؤلؤ القصيري ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خضر الصوفي ، حدثنا ____________ (1) في سير اعلام النبلاء : أبي النرسي . (2) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 1 | 263 ونظيره في مسند أحمد 5 | 26 عن معقل بن يسار وفضائل الصحابة له 2 | 764 . ( 107 ) أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن شداد ، حدثني محمد بن سنان الحنظلي ، حدثنا إسحاق بن بشر القرشي ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال : لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبدود يوم الخندق ، افضل من عمل امتي إلى يوم القيامة (1) . 113 ـ وأخبرنا صمصام الائمة أبو عفان عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي ، أخبرنا عماد الدين أبو بكر محمد بن الحسن النسفي ، حدثنا الشيخ الفقيه أبو القاسم ميمون بن على الميموني ، حدثنا الشيخ الزاهد أبو محمد اسماعيل بن الحسين ، حدثنا أبو الحسن القاضي علي بن الحسن بن علي بن مطرف الجراحي ببغداد ، حدثنا يحيى بن صاعد ، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا أبو أحمد الحسين بن محمد ، حدثنا سليمان بن قرم ، عن محمد بن شعيب ، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : أتي النبي صلى الله عليه وآله بطائر فقال اللهم ائتني باحب خلقك اليك فجاءه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : اللهم والي (2). 114 ـ وأخبرنا الشيخ الصالح العالم الاوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم ابن أبي سهل الكروخي الهروي عن مشايخه الثلاثة القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الازدي وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي رحم الله ثلاثتهم ، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، عن الإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، حدثني سفيان بن وكيع ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عيسى بن عمر ، عن السندي ، عن أنس ____________ (1) مستدرك الصحيحين 3 | 32 التفسير الكبير 32 | 31 في تفسير سورة القدر . (2) رواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 108 وورد في مناقب ابن المغازلي | 163 و164 ( 108 ) بن مالك قال : كان عند النبي صلى الله عليه وآله طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك اليك ليأكل معي هذا الطير فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأكل معه (1) . قال رضي الله عنه : وأخرج أبو عيسى الترمذي هذا الحديث في جامعه . 115 ـ وبهذا الاسناد عن أبي عيسى الترمذي هذا ، حدثنا قتيبة ، حدثنا حاتم بن اسماعيل ، عن بكير بن عمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله فلن اسبه ، لئن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه فقال له علي : يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً ، قال : فأتاه وبه رمد فبصق في عينه فدفع الراية إليه ففتح الله عليه . وأنزلت هذه الآية « ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم » (2) الآية ، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام فقال : اللهم هؤلاء أهلي (3) قال أبوعيسى هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه . ____________ (1) صحيح الترمذي 5 | 637 ورواه ايضاً ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 124 . (2) آل عمران : 61 . (3) حديث مشهور وله مصادر كثيرة منها : صحيح مسلم 7 | 120 ـ صحيح الترمذي 5 | 638 اسد الغابة 4 | 26 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 1 | 225 ـ مستدرك الصحيحين : 3 | 150 . ( 109 ) قال « رض » قوله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى أخرجه الشيخان في صحيحيهما بطرق كثيرة . 116 ـ وأخبرنا صمصام الائمة أبو عفان عثمان بن احمد الصرام الخوارزمي بخوارزم ، أخبرنا عماد الدين أبو بكر محمد بن الحسن النسفي ، حدثنا أبو القاسم ميمون بن علي الميموني ، حدثنا الشيخ أبو محمد اسماعيل بن الحسين بن علي ، حدثني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ، حدثنا أبو الحسن علي ابن الحسن بن عبدة ، حدثنا إبراهيم بن سلام المكي ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن حزام بن عثمان عن ابن جابر ، عن جابر بن عبد الله « رض » انه قال : جاءنا رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب ، قال : ترقدون (1) في المسجد ؟ (2) قد أجفلنا واجفل علي معنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : تعال يا علي انه يحل لك في المسجد ما يحل لي ، الا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة ، والذي نفسي بيده ، انك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الضال عن الماء ، بعصى لك من عوسج (3) كأني أنظر إلى مقامك من حوضي (4) قال « رض » العسيب : جريد النخل وهو سعفه أي غصونه ، ويقال اجفل الناس ، وجفلوا وأنجفلوا : سرعوا في الهرب ، وأتوهم ، فجفلوهم عن مراكزهم : انهضوهم عنها بسرعة ، ووقعت في الناس جفلة : إذا خافوا ، فانجفلوا ، ورجل اجفيل : جبان فرور ، وظليم اجفيل وهم يدعون الجفلى وهي ____________ (1) في [ ر ] : تريدون (2) في الأصلين : قال ترقدون في المسجد « قلنا » ... ويجوز ان يكون في الاصل « قمنا » ، ويكون ويؤيده ما ورد في تاريخ ابن عساكر رقم | 329 ففيه : اترقدون في المسجد . . فاجفلنا واجفل معنا علي . (3) عوسج : شجر الشوك له ثمر مدور فإذا عظم فهو الغرقد ـ مجمع البحرين . (4) روى الحاكم في المستدرك 3 | 138 قطعة من الحديث . ( 110 ) الدعوة العامة يجفلون إليها . 117 ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد القرشي الهمداني اجازة ، أخبرنا محمود بن إسماعيل ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن شاذان ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبويحيى وسليمان بن عبد الجبار قالا : حدثنا علي بن قادم ، حدثنا جعفر بن زياد الاحمر ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن علي قال : وجعت وجعاً فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأنامني في مكانه وقام يصلي فألقى علي طرف ثوبه فصلى ما شاء الله ثم قال : بابن أبي طالب قد برأت فلا بأس عليك ما سألت الله شيئاً إلا سألت لك مثله ، ولا سألت الله شيئاً إلا أعطانيه الا انه قال لا نبي بعدي (1) . 118 ـ وأنبأني أبو العلاء هذا اخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي ، حدثنا خلف بن خالد العبدي البصري ، حدثنا بشر ابن إبراهيم الأنصاري ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أخصمك (2) بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع لا يحاجك فيهن احد من قريش : أنت أولهم ايماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بامر الله ، وأقسمهم بالسوية ، واعدلهم في الرعية ، وأبصرهم في القضية ، واعظمهم عند الله يوم القيامة مزية (3) . ____________ (1) خصائص النسائي | 263 ـ ح | 147 ـ انساب الاشراف 2 | 112 ورواه ابن المغازلي في مناقبه | 135 ـ ح | 178 . (2) أخصمك : اغلبك . (3) حلية الأولياء لابي نعيم 1 | 65 ورواه ايضاً ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام 1 | 132 واورده الجويني في فرائد السمطين 1 | 223 . ****************** 119 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرني أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر الاشعثي ، أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة ابن اسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الجرجاني ببغداد ، حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، حدثنا الحسن بن علي الاهوازي ، حدثنا معمر بن سهل ، حدثنا أبو سمرة أحمد بن سالم ، حدثنا شريك ، عن الاعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : خير البرية علي (1) . 120 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب الي من همدان أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البزاز ببغداد ، حدثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمد الضبي ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ أن محمد بن أحمد القطواني حدثهم قال : حدثنا إبراهيم بن أنس الانصاري ، حدثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن مسلمة ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله واقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انه أولكم ايماناً معي وأوفاكم بعهد الله تعالى وأقومكم بامر الله وأعدلكم في الرعية واقسمكم بالسوية واعظمكم عند الله مزية قال ونزلت فيه : « ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية » (2) قال فكان أصحاب ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : تاريخ بغداد 3 | 192 ـ ذخائر العقبى | 96 ورواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 2 | 155 . (2) البينة : 7 . ( 112 ) النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام قالوا : قد جاء خير البرية (1) . 121 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله هذا كتابة ، حدثنا أبو منصور ، حدثنا علي ، حدثنا القاسم ، حدثنا إبراهيم ، حدثنا الحكم بن سليمان الجبلي ، أبو محمد ، حدثنا علي بن هاشم ، عن مطر بن ميمون : (2) أنه سمع أنس بن مالك يقول : حدثنى سلمان الفارسي : أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول : ان أخي ووزيري وخير من اخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام (3) 122 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس هذا كتابة ، حدثنا أبو طالب ، حدثنا ابن مردويه ، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم ، حدثنا عمران بن عبد الرحيم ، حدثنا أبو الصلت الهروي ، حدثنا حسين بن حسن الأشقر ، حدثنا قيس ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعى ، عن أبي أيوب : ان النبي صلى الله عليه وآله مرض مرضة فأتته فاطمة تعوده فلما رأت ما برسول الله صلى الله عليه وآله من الجهد والضعف استعبرت فبكت حتى سالت الدموع على خديها ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة ان لكرامة الله عزوجل اياك زوجك من أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً ، ان الله تعالى اطلع اطلاعة إلى اهل الارض فاختارني منهم فبعثني نبياً مرسلاً ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحى إلي أن ازوجه اياك واتخذه وصياً (4) ____________ (1) تفسير الطبري 30 | 171 باختصار ـ ورواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 442 ـ حلية الاولياء 1 | 66 مع اختلاف يسير . (2) في [ ر ] : مطير بن ميمون . (3) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليه السلام 1 | 130 ـ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 76 ـ ورواه ايضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 60 مع اختلاف يسير . (4) جاء الحديث بطوله في مناقب ابن المغازلي | 101 ـ الفصول المهمة | 277 ونظيره في ذخائر العقبى = ( 113 ) 123 ـ وأخبرنا شهردار هذا ، اجازة اخبرنا عبدوس هذا كتابة ، حدثنا الشيخ أبو الفرج حمد بن سهل ، حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان ، حدثنا زكريا بن هاني أبو القاسم ببغداد ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، حدثنا الحسن بن موسى بن محمد بن عباد الجزار ، حدثنا عبد الرحمان بن القاسم الهمداني ، حدثنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني ابو مسلم ، عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الثقة محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الامين [ موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن المصطفى محمد الامين سيد الأولين والآخرين صلى الله عليهم أجمعين انه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا أبا الحسن كلم الشمس فانها تكلمك قال علي عليه السلام : السلام عليك ايها العبد المطيع لربه ، فقالت الشمس : عليك السلام يا أمير المؤمنين ، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ، يا علي أنت وشيعتك في الجنة ، يا علي أول من تنشق الأرض عنه محمد ثم أنت ، وأول من يحبى محمد ، ثم أنت ، وأول من يكسى محمد ثم أنت ، فانكب علي ساجداً ____________ = 136 عن علي بن الهلالي عن ابيه واورده الحافظ الكنجي في البيان الباب التاسع عن ابي سعيد الخدري . ( 114 ) وعيناه تذرفان بالدموع ، فانكب عليه النبي صلى الله عليه وآله وقال : يا أخي وحبيبي ، ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات (1) 124 ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار ، والإمام الأجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ] (2) قالا أنبأنا الشريف الإمام الاجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد ابن علي الزينبي ، عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا سهل بن أحمد ، عن علي بن عبد الله ، عن الدبري اسحاق بن اسحاق ابن ابراهيم ، قال حدثني عبد الرزاق بن همام ، عن أبيه ، عن مينا ـ مولى عبد الرحمان بن عوف ـ عن عبد الله بن مسعود قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقد اصحر فتنفس الصعداء فقلت يا رسول الله مالك تنفس ؟ فقال : يابن مسعود ، نعيت الي نفسي فقلت استخلف يا رسول الله قال : من ؟ قلت : أبا بكر فسكت ثم تنفس ، فقلت : مالي أراك تتنفس يا رسول الله قال : نعيت الي نفسي ، فقلت : استخلف يا رسول الله ؟ قال : من ؟ قلت : عمر بن الخطاب ، فسكت ثم تنفس فقلت مالي اراك تنفس يا رسول الله قال : نعيت الي نفسي ، قلت : يا رسول الله استخلف قال : من ؟ قلت علي بن أبي طالب ، قال : أوه ولن تفعلوا إذاً ابداً ، والله لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة (3) . 125 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الرود باري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن مهرويه ، عن عباس بن ____________ (1) رواه أيضاً المحدث الكبير الجويني في فرائد السمطين 1 | 184 (2) ما بين المعقوفتين ساقط من [ و] . (3) حلية الاولياء لأبي نعيم 1 | 64 باختصار ـ كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 29 ـ ح10 . ( 115 ) سنان الرازي ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا عبيدالله بن موسى ، أخبرنا اسماعيل الازرق ، عن أنس بن مالك قال : اهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله طير فقال : أللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، فقلت : أللهم اجعله رجلاً من الأنصار فجاء علي فقلت : ان رسول الله صلى الله عليه وآله على حاجة ، قال : فذهب ثم جاء ، فقلت : أن رسول الله صلى الله عليه وآله على حاجة ، قال : فذهب ثم جاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إفتح ، ففتحت ثم دخل فقال ما حديثك يا علي ؟ قال : هذه آخر ثلاث كرات يردني انس ، يزعم أنك على حاجة ، قال : ما حملك على ما صنعت يا أنس ؟ قال : سمعت دعاءك فأحببت أن يكون في رجل من قومي الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وآله : ان الرجل يحب قومه ، ان الرجل يحب قومه (1) ، وللصاحب كافي الكفاة : يا أمير المؤمنين المرتضـى * ان قلبــي عندكـم قد وقفـا كلمــا جددت مدحي فيكـم * قال ذو النصب نسيت السلفـا من كمولاي علــي زاهـداً * طلـق الدنيا ثلاثــاً ووفـى من دعا للطيـر أن يأكلــه * ولنــا فـي بعض هذا مكتفى من وصي المصطفى عندكـم * فوصي المصطفى من يصطفى *** ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 3 | 171 ـ فضائل الصحابة 2 | 560 ـ مناقب ابن المغازلي | 156 ـ 157 ـ 159 ـ 162 ـ 163 ـ 164 و. . وذكره أيضاً الترمذي في صحيحه 5 | 636 وأبو نعيم في حلية الاولياء 6 | 339 و... ( 116 ) الفصل العاشر في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 126 ـ أخبرنا الامام عين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي رحمه الله ، حدثنا القاضي الامام الأجل شمس القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرحمان بن إسحاق ، حدثنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، أخبرنا القاضي الامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين الجعفي النهرواني ، حدثنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الحميري ، حدثنا القاسم بن خليفة بن سوار ، حدثنا حماد بن سوار ، عن عيسى بن عبد الرحمان ، عن علي بن حزور ، عن أبي مريم قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يا علي ان الله تعالى زينك زينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها : زهدك فيها وبغضها اليك وحبب اليك الفقراء ، فرضيت بهم اتباعاً ، ورضوا بك اماماً ، يا علي طوبى لمن أحبك وصدق بك ، وويل لمن ابغضك وكذب عليك ، اما من أحبك وصدق بك فإخوانك في دينك وشركاؤك في جنتك ، واما من ابغضك وكذب عليك فحقيق على الله تعالى يوم القيامة ان يقيمه مقام الكذابين (1) . 127 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد ____________ (1) نظيره في مناقب ابن المغازلي | 105 مع اختلاف حلية الاولياء 1 | 71 واسد الغابة 4 | 23 كنز العمال 11 | 626 ذخائر العقبى | 100 . ( 117 ) الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الحاجي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى المقري الخياط ، اخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف العلاف ، حدثنا أبو علي الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم البردعي ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي ، حدثنا الفضل بن سهل ، حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان ، عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : رأيت عليا عليه السلام وعليه قميص رازي ، إذا مده بلغ الظفر ، وإذا أرسله كان مع نصف الذراع (1) . 128 ـ أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن ـ الحداد باصفهان فيما اذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ـ أخبرنا الأمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا الحسن بن محمد ، حدثنا أبو زرعة ، حدثنا اسماعيل بن موسى ، حدثنا أبو معاذ صالح بن ميثم ، عن الحارث بن حصيرة قال : قال عمر بن عبد العزيز : ما علمنا أن أحداً كان في هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وآله أزهد من علي بن أبي طالب عليه السلام (2) 129 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ____________ (1) الغارات لابي اسحاق الثقفي 1 | 96 ـ ذخائر العقبى | 101 انساب الاشراف 2 | 128 . (2) الكامل في التاريخ 3 | 201 ـ تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 252 مع اختلاف يسير . ( 118 ) الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، حدثنا سهيل بن إسحاق ، قال : قال أبو نعيم : وسمعت سفيان يقول : إذا جاءك عن علي عليه السلام شيء اثبت لك فخذ به ، ما بنى لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولقد كان يجاء بحبويه (1) في جراب من المدينة (2) . 130 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو ، حدثنا موسى بن يوسف ، حدثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة ، حدثنا عبد الرحمان بن مغرا (3) حدثنا أبو سعيد البقال ، عن عمران بن مسلم ، عن سويد بن غفلة (4) قال : دخلت على علي عليه السلام القصر (5) فوجدته جالسا وبين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدة حموضته ، وفي يديه رغيف ، أرى قشار الشعير في وجهه ، وهو يكسر بيده أحياناً ، فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه ، فقال : اذن فاصب من طعامنا هذا ، قلت : اني صائم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من منعه الصيام من طعام يشتهيه ، كان حقاً على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها ، قال فقلت لجاريته وهي قائمة بقرب منه : ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ ، ألا تنخلون له طعاماً مما أرى فيه من النخالة ، فقالت : لقد تقدم الينا ان لا ننخل له طعاماً ، قال ما قلت لها فاخبرته قال : بأبي وامي من لم ينخل له ____________ (1) الحبوة : العطية . (2) اسد الغابة 4 | 24 ـ الكامل في التاريخ 3 | 160 ـ وروى نظيره أحمد في فضائل الصحابة 1 | 536 . (3) هو ابو زهير عبد الرحمان بن مغرا الكوفي انظر الجرح والتعديل لابن ابي حاتم وميزان الاعتدال . (4) يظهر من نفس الرواية انه كان من خصيصي أمير المؤمنين والمقربين عنده بحيث كان يدخل عليه ويعاتب جاريته . (5) وفي بعض الكتب « الكوفة » بدل « القصر » . ( 119 ) طعام ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله عزوجل (1) قال « رض » الحازر اللبن الحامض جداً ، وفي المثل عدى القارص فحزر (2) أي جاوز القارص حده ، فحذف المفعول يضرب في تفاقم الأمر لأن القارص يحذي اللسان والحازر فوقه . قال العجاج : يا عمر بن معمر لا منتظر * بعد الذي عدا القروص فحزر من أمر قوم خالفوا هذا البشر أراد حرورياً جاوز قدره . 131 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود الاصبهاني ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ابن حشنش الاصبهاني ، أخبرني الحسن بن محمد الدباركي (3) ، حدثنا أبو زرعة ، حدثنا يحيى بن سليمان ، حدثنا أسباط ـ يعني ابن محمد ـ حدثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن عدي بن ثابت قال : أتى علي بن أبي طالب عليه السلام بفالوذج فأبى أن يأكل منه وقال : شيء لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وآله لا أحب أن آكل منه (4) . 132 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا جعفر بن عون ، أخبرنا مسعر ، عن عثمان بن المغيرة ، عن علي بن ____________ (1) الغارات لابي اسحاق الثقفي 1 | 86 ورواه الجويني أيضا في فرائد السمطين 1 | 352 . (2) انظر لسان العرب ويستفاد منه : ان القارص هو اللبن الذي يحذي اللسان ( أي يولمه ويؤذيه ) فيفهم منه شدة حموضة الحازر وهو فوق القارص . (3) لعله الداركي انظر سير اعلام النبلاء . (4) حلية الاولياء لابي نعيم 1 | 81 ـ الغارات لابي إسحاق الثقفي 1 | 88 ورواه أحمد في فضائل الصحابة 1 | 536 . ( 120 ) ربيعة قال : رأيت علياً يتزر فرأيت عليه تباناً (1) . قال رضي الله عنه : التبان سراويل الملاح ، وهو سراويل قصيرة صغيرة ، وتبنه : ألبسه إياه . 133 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا القاسم بن مالك ، عن ليث ، عن معاوية ، عن رجل من بني كاهل (2) قال : رأيت على علي تبانا وقال : نعم الثوب ما أستره للعورة واكفه للاذى (3) . 134 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ، حدثنا أبو العباس ، حدثنا يحيى ، حدثنا القاسم بن مالك ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين قال : إن أفضل ثوب رأيته على علي القميص من قهز ، وبردين قطريين (4) . قال العباس : كل ثوب يضرب إلى السواد من ثياب اليمن يسمى قطريا . قال « رض » القهز : ضرب من الثياب يتخذ من صوف ، بفتح القاف ذكره في ديوان « الادب المهذب » وقال الغوري : القهز بكسر القاف وهو ثياب بيض ، وقطر بلد ينسب إليه البرود ، قال أبو النجم : وهبطوا السند (5) بجنبي قطرا . 135 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن ____________ (1) انساب الاشراف 2 | 124 مع اختلاف يسير . (2) الكاهل : ابن اسد بن خزيمة أبو قبيلة من اسد وهم قتلة أبي امرئ القيس القاموس المحيط . (3) رواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 353 وروى أحمد بن حنبل نظيره في فضائل الصحابة 2 | 710 . (4) الطبقات الكبرى لابن سعد 3 | 28 مع اختلاف يسير . (5) السند : المرتفع من الأرض ومعناه نزلوا بالمرتفعات في جانبي قطر ـ لسان العرب . ( 121 ) الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو بكر الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو حيان ، عن مجمع التميمي قال : خرج علي بن أبي طالب عليه السلام بسيفه إلى السوق ، فقال : من يشتري مني سيفي هذا ، فلو كان عندي اربعة دراهم اشتري بها إزاراً ما بعته (1) . 136 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا المختار ـ وهو ابن نافع ـ عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي : ارفع ازارك فانه أبقى لثوبك واتقى لك ، وخذ من رأسك إن كنت مسلما ، فمشيت خلفه وهو متزر بإزار مرتد برداء ، معه الدرة كأنه أعرابي بدوي ، فقلت : من هذا ؟ فقال لي رجل : أراك غريباً بهذا البلد ، قلت : أجل رجل من أهل البصرة ، قال : هذا علي أمير المؤمنين عليه السلام [ فسار ] حتى انتهى إلى دار بتي أبي معيط (2) وهو سوق الابل ، فقال : بيعوا ولا تحلفوا ، فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ، ثم أتى أصحاب التمر ، فإذا خادمة تبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ قالت : باعني هذا الرجل تمراً بدرهم ، فرده مولاى وأبى ان يقبله ، فقال له : خذ تمرك واعطها درهما فانها خادمة ليس لها أمر ، فدفعه فقلت : اتدري من هذا ؟ قال : لا ، قلت : هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين فصب تمره واعطاها درهمها ، وقال : يا مولاي ، احب ان ترضى عني ، قال ما ارضاني عنك إذا اوفيتهم حقوقهم ، ثم مر مجتازاً باصحاب التمر ، فقال : يا اصحاب التمر ، اطعموا المساكين فيربوا كسبكم ، ثم مر مجتازاً ومعه المسلمون حتى اتى اصحاب السمك ، فقال : لا يباع في سوقنا طافي (3) ثم اتى دار فرات ____________ (1) حلية الاولياء 1 | 83 ورواه ايضاً ابن حنبل في فضائل الصحابة 1 | 537 . (2) في [ ر ] : بني معيط . (3) الطافي : هو السمك الذي يموت في الماء ثم يعلو فوق وجهه ـ مجمع البحرين . ( 122 ) وهو سوق الكرابيس فقال يا شيخ أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم ، فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً ، ثم اتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً فأتى غلاماً حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ، ولبسه ما بين الرسغين (1) إلى الكعبين ، فقال حين لبسه : الحمدلله الذي رزقني من الرياش ما اتجمل به في الناس ، واواري به عورتي ، فقيل له : يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله يقوله عند الكسوة ، فجاء ابو الغلام صاحب الثوب فقيل : يا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم ، قال أفلا اخذت منه درهمين ؟ فاخذ ابوه درهما وجاء به إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو جالس على باب الرحبة ومعه المسلمون ، فقال : امسك هذا الدرهم يا أمير المؤمنين فقال : ما شأن هذا الدرهم ؟ قال كان ثمن القميص درهمين قال باعني برضاي واخذه برضاه (2) . 137 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين ابن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثنا أحمد بن غانم الطويل ، حدثنا محمد بن الحجاج ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر قال : ما رأيت ازهد في الدنيا من علي بن أبي طالب عليه السلام (3) . ____________ (1) الرسغ من الانسان : مفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم ـ مجمع البحرين . (2) رواه ابو اسحاق الثقفي في الغارات 1 | 104 باختصار ـ وروى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 1 | 528 وفي المسند 1 | 157 قطعة من الحديث ـ واورده المتقى الهندي في كنز العمال 13 | 183 . (3) مقتل ابن أبي الدنيا ح 99 . ( 123 ) الفصل الحادى عشر في بيان شرف صعوده ظهر النبي لكسر الأصنام 139 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ـ املاء ـ حدثنا عبد الله بن روح الفرائضي ، حدثني شبابة بن سوار ، حدثنا نعيم بن حكيم ، حدثنا أبو مريم ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : انطلق بي رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى بي الكعبة ، فقال لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله على منكبي ثم قال لي : انهض ، فنهضت ، فلما رأى ضعفي تحته ، قال لي : اجلس ، فنزل وجلس فقال لي : يا علي اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ، ثم نهض بي رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نهض بي خيل الي لو شئت ، نلت افق السماء ، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي : ألق صنمهم الأكبر : صنم قريش وكان من نحاس موتداً أوتاداً من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : عالجه ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول إيه إيه (1) « جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا » (2) فلم أزل اعالجه حتى ____________ (1) ايه بكسر الهمزة والياء : اسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل لسان العرب . (2) الاسراء : 81 . ( 124 ) استمكنت منه فقال لي : اقذفه ، فقذفته فتكسر ونزوت من فوق الكعبة فانطلقت انا والنبي صلى الله عليه وآله وخشينا أن يرانا احد من قريش أو غيرهم ، قال علي فما صعدته حتى الساعة (1) . قال رضي الله عنه : أيهت به : إذا صحت به ، وايه : حدثنا استزادة ايهاً [ عنا ] : لا تحدثنا : كف . قال ذوالرمة : وقفنا فقلنا : ايه عن ام سالم * وكيف بتكليم الديار البلاقع ____________ (1) مستدرك الصحيحين 3 | 5 خصائص النسائي | 225 ـ مسند أحمد بن حنبل 5 | 84 باختصار تاريخ بغداد 3 | 302 . ( 125 ) الفصل الثاني عشر في بيان تورطه المهالك في الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى وتقدس 140 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، أخبرنا أبي ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا أبو بلج ، حدثنا عمر بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يابن عباس إما ان تقوم معنا ، وإما ان تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل انا أقوم معكم قال ـ وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى ـ قال : فابتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف (1) وقعوا في رجل له بضعة (2) عشرة فضائل ليست لأحد غيره : وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وآله لابعثن رجلاً لا يخزيه الله ابداً ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها مستشرف فقال : اين علي ؟ قالوا : انه في الرحى يطحن قال : وما كان احدكم ليطحن ؟ قال : فجاء وهو ارمد لا يكاد أن يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً ، فاعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي فقال ابن عباس : ثم بعث رسول الله صلى ____________ (1) أف وتف ، معناه : الاستقذار لما شم ، وقيل معناه : الاحتقار والاستقلال وهي صوت إذا صوت به الانسان علم انه متضجر متكره ـ النهاية ولسان العرب . (2) هكذا في الاصلين والصحيح « بضع عشرة فضيلة » على قانون العدد ـ لسان العرب . ( 126 ) الله عليه وآله أبا بكر بسورة التوبة فبعث علياً عليه السلام خلفه واخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ، قال ابن عباس وقال النبي صلى الله عليه وآله لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال وعلى جالس معهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل على رجل رجل (1) منهم فقال : ايكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا ، فقال لعلي : أنت وليي في الدنيا والآخرة . قال ابن عباس : وكان علي عليه السلام أول من آمن من الناس بعد خديجة ، قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » (2) . قال ابن عباس : وشرى نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون انه رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فقال له علي عليه السلام : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ام ميمون فأدركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار . قال : وجعل علي عليه السلام يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي الله صلى الله عليه وآله ، وهو يتضور (3) وقد لف رأسه في الثوب ، لا يخرجه حتى اصبح ، ثم كشف عن رأسه فقالوا : إنك لئيم ، وكان صاحبك لا يتضور ، ونحن نرميه وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك قال ابن عباس : وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وخرج الناس معه ، فقال له علي : أخرج معك ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله : لا ، فبكى علي فقال له : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من ____________ (1) أي كل رجل منهم . (2) الأحزاب 33 . (3) التضور : التلوي والصياح من وجع الضرب ـ لسان العرب . ( 127 ) موسى إلا أنه ليس بعدي نبي ؟ أنه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي . قال ابن عباس ؛ وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت ولي كل مؤمن من بعدي ومؤمنة . قال ابن عباس : وسد رسول الله صلى الله عليه وآله ابواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه وليس له طريق غيره . قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فان مولاه علي ، قال ابن عباس : وقد اخبرنا الله عزوجل في القرآن انه رضي عن اصحاب الشجرة (1) فعلم ما في قلوبهم فهل اخبرنا الله انه يسخط عليهم بعد ذلك . قال ابن عباس : وقال نبي الله لعمر حين قال ائذن لي فاضرب عنقه ـ يعنى عنق حاطب قال : وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم (2) 141 ـ وبهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا ، اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو ، وحدثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا قيس بن ربيع ، حدثنا حكيم بن جبير ، عن على بن الحسين قال : ان من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب عليه السلام . وقال علي عليه السلام عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله : وقيت بنفسي خير من وطأ الحصــى * ومن طــاف بالبيت العتيق وبالحجـر رسول إله خــاف ان يمكــروا به * فنجــاه دو الطــول الاله من المكر وبــات رسول الله في الغــار آمنا * موقــى وفي حفظ إلا لــه وفي ستر وبت أراعيـهــم وما يثبتوننــي * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر (3) ____________ (1) « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ... » ( الفتح : 18 ) . (2) حديث مشهور رواه اكثر الحفاظ الثقات في مصنفاتهم منهم : أحمد بن حنبل في مسنده 1 | 330 وفي فضائل الصحابة 2 | 682 ـ النسائي في خصائصه | 69 ـ والحاكم في المستدرك 3 | 132 . (3) رواه أيضاً الحاكم في المستدرك 3 | 4 وفيه : يتهمونني بدل « يثبتونني » . ****************** الفصل الثالث عشر في بيان رسوخ الإيمان في قلبه 142 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا يحيى ابن عبد الحميد ، حدثنا شريك ، عن منصور . عن ربعي بن حراش قال : حدثني علي بن أبي طالب بالرحبة قال : اجتمعت قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله وفيهم سهيل بن عمر فقالوا : يا محمد ، أرقاؤنا لحقوا بك فأرددهم علينا ، فغضب النبي صلى الله عليه وآله حتى رؤي الغضب في وجهه ، ثم قال : لتنتهن يا معشر قريش ، أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم ، امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدين ، قيل : يا رسول الله أبو بكر ؟ قال : لا . فقيل : فعمر ؟ فقال : لا . ولكنه خاصف النعل الذي في الحجرة ، قال فاستفظع الناس ذلك من علي ، فقال أما إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لا تكذبوا علي فانه من كذب علي متعمداً فليلج النار (1) 143 ـ وأخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة ، عن مسند زيد بن علي عليه السلام ، حدثنا الفضل بن الفضل بن العباس ، حدثنا ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : صحيح الترمذي 5 | 634 ـ خصائص النسائي | 85 ـ مسند أحمد 1 | 155 ـ فضائل الصحابة 2 | 649 ـ مستدرك الصحيحين 2 | 137 و125 . ( 129 ) أبو عبد الله محمد بن سهل ، حدثنا محمد بن عبد الله البلوي ، حدثني ابراهيم بن عبيدالله بن العلاء ، حدثني أبي ، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتحت خيبر : لولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر على ملا من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك ، وفضل طهورك ، يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ، أنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي ، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني ، وانت غداً على الحوض خليفتي ، تذود عنه المنافقين ، وانت أول من يرد علي الحوض ، وانت أول داخل الجنة من امتي ، وان شيعتك على منابر من نور رواء مرويين ، مبيضة وجوههم حولي ، اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني ، وان عدوك غدا ظماء مظمئين ، مسودة وجوههم مقمحين ، حربك حربي وسلمك سلمي ، وسرك سري وعلانيتك علانيتي ، وسريرة صدرك كسريرة صدري ، وأنت باب علمي ، وان ولدك ولدي ، ولحمك لحمي ودمك دمي ، وان الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك ، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأن الله عزوجل أمرني أن أبشرك أنك وعترتك في الجنة ، وان عدوك في النار ، [ يا علي ] لايرد علي الحوض مبغض لك ، ولا يغيب عنه محب لك ، قال : قال علي : فخررت له سبحانه وتعالى ساجداً وحمدته على ما انعم به علي من الاسلام والقرآن ، وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله (1) . 144 ـ وأخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ____________ (1) الحديث بطوله في مناقب ابن المغازلي | 237 . ( 130 ) ـ المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية ـ عنه أخبرنا الشيخ الاديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم ـ الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ـ أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدثنا عبيدالله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس ، حدثنا اسحاق بن أيوب بن سويد ، حدثني أبو أيوب ، عن سويد ، عن أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي عبيد ـ صاحب سليمان ابن عبد الملك ـ قال بلغ عمر بن عبد العزيز : ان قوما تنقصوا علي بن أبي طالب عليه السلام فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وذكر علياً وفضله وسابقته ثم قال : حدثنى عراك بن مالك الغفاري عن أم سلمة قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا ، فلما سرى عنه قلت : بأبي أنت وامي ، يا رسول الله ما اضحكك ؟ فقال : أخبرني جبرئيل : انه مر بعلي عليه السلام وهو يرعى ذوداً (1) له ، وهو نائم قد ابدى بعض جسده ، قال : فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي . 145 ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا أبو القاسم علي ____________ (1) الذود : ثلاثة ابعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين ـ قاموس اللغة 2 | 293 . ( 131 ) ابن الحسين العرزمي بالكوفة ، حدثنا أبو العباس احمد بن علي المرهبي ، حدثنا علي بن العباس ، حدثني محمد بن تسنيم أبو الطاهر الوراق ، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد ، حدثنا رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة بن صبرة ، عن أبيه ، عن جده قال : جاء رجلان إلى عمر فقالا له : ما ترى في طلاق الأمة ؟ فقام إلى حلقة ، فيها رجل أصلع فقال : ما ترى في طلاق الأمة ؟ فقال : اثنتان ، فالتفت اليهما فقال : اثنتان . فقال له أحدهما : جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة ، فجئت إلى رجل فسألته ؟ فوالله ما كلمتك ، فقال عمر : ويلك أتدري من هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لو ان السماوات والارض وضعت في كفة ووزن ايمان علي ، لرجح ايمان علي (1) . 146 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ اجازة اخبرنا أبو سعد احمد بن عبد الجبار الصيرفي ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد اذنا ، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدارقطني ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، حدثنا علي بن الحسن التيملي ، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ، عن رقبة بن مسقلة العبدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب قال : أشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله لسمعته وهو يقول : لو ان السماوات السبع والارضين السبع وضعن في كفة ميزان ، ووضع ايمان علي في كفة ميزان ، لرجح ايمان علي (2) . ____________ (1) و(2) فردوس الاخبار للديلمي 3 | 408 ـ مناقب ابن المغازلي | 289 ـ تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 364 و365 وفيه عبد الله بن الحويعة بدل عبد الله بن خونقة ـ كنز العمال 11 | 617 ( 132 ) 147 ـ وانبأني مهذب الائمة هذا ، انبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي ، عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي الازجي ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد المفيد بجرجرايا (1) حدثنا عبد الرحمان أحمد المهروي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمان ، حدثنا عمي ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن عمر ـ مولى غفرة ـ عن محمد بن كعب قال : رأى أبو طالب النبي صلى الله عليه وآله يتفل في في علي عليه السلام فقال : ما هذا يا محمد ؟ قال : ايمان وحكمة ، فقال أبو طالب لعلي : يا بني انصر ابن عمك وآزره . ____________ (1) جرجرايا ، بفتح الجيمين وتسكين الراء الاولى وفتح الثانية : بلد من اعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة خربت مع ما خرب من النهروانات ـ مراصد الاطلاع . ( 133 ) الفصل الرابع عشر في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه مولى كل من كان رسول الله مولاه 148 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الاسفرائيني ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا يوسف بن الماجشون ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد ، عن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه ليس معي نبي ، قال سعيد : فأحببت ان اشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له الذي ذكر لي عامر ، فقال : نعم سمعته يقول ، قلت : أنت سمعته ؟ فادخل اصبعيه في اذنيه ثم قال : نعم والا فاستكتا (1) وهو عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد بن أبي وقاص . قال رضي الله عنه : ويقال اذن سكاء : بينة السكك وهو قصرها وصغرها ، وقيل : صغر جلدتها التي حول صماخها وضيق صماخها ، وآذان سك ورجل أسك ، ويقال لمن لا اذن له اصلاً : أسك ، وسكه يسكه إذا ____________ (1) للحديث مصادر كبيرة منها : فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 633 ـ خصائص النسائي | 113 ومناقب ابن المغازلي | 28 . ( 134 ) اصطلم اذنيه ، واستكت اذنه : صمت ، مجاز ما ذكرنا قال النابغة : وأخبرت خير الناس انك لمتني * وتلك التي يستك منها المسامع 149 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق ، قال حدثنا يحيى بن أبي بكر ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي مني وانا منه ، ولا يقضي ديني إلا أنا أو علي (1) . 150 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا ابن أبي عيينة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة الاسلمي قال : غزوت مع علي عليه السلام إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت علياً فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتغير ، فقال : يا بريدة الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (2) . 151 ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، والإمام الإجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قال أنبأنا الشريف الإمام الإجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا ____________ (1) فضائل الصحابة 2 | 594 ومسنده 4 | 165 ـ صحيح الترمذي 5 | 636 ـ مناقب ابن المغازلي | 221 (2) مسند أحمد 5 | 347 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 110 ـ مناقب ابن المغازلي | 24 ـ حلية الاولياء لابي نعيم 6 | 294 ـ فضائل الصحابة 2 | 584 . ( 135 ) سهل بن أحمد ، عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، عن هناد بن السري ، عن محمد بن هشام ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه ، فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما ، ثم خلق الخلق وفوض الينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقي من شقي بنا ، نحن المحلون لحلاله والمحرمون لحرامه (1) 152 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني ـ كتابه [ أخبرنا الشريف ابو طالب المفضل بن الجعفري باصبهان اخبرني الحافظ أبو بكر ابن مردويه اجازة ، حدثني جدي ] (2) حدثني عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدثني الحسن بن عليل العنزي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمان الذراع ، حدثنا قيس بن حفص ، حدثني علي بن الحسن ، أبو الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبى سعيد الخدري : ان النبي صلى الله عليه وآله يوم دعا الناس إلى غدير خم (3) ، امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم (4) وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض ابطه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت « اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً » (5) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الله اكبر على اكمال الدين ، واتمام النعمة ، ورضى الرب برسالاتي ، والولاية لعلي ، ثم قال : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، فقال ____________ (1) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 25 ـ نظيره في كنز العمال 15 | 127 . (2) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصلين لكن وجوده ضروري ، راجع رقم | 165 . (3) خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير عنده خطب النبي صلى الله عليه وآله . (4) قم الشيء قما : كنسه ـ لسان العرب . (5) المائدة : 3 . ( 136 ) حسان بن ثابت : ائذن لى يارسول الله ان أقول ابياتا ، قال : قل ببركة الله تعالى ، فقال حسان بن ثابت : يا معشر مشيخة قريش ، اسمعوا شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : يناديهـم يـوم الغديــر نبيهـم * بخـم وأسمع بالرســول مناديا بأني مولاكــم نعـم ونبيكــم * فقالــوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهــك مولانـا وأنت ولينــا * ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا فقال له قــم يا علـى فاننــي * رضيتك من بعدي إماما وهاديا (1) 153 ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاد الأمين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، حدثنا أبو محمد عبد الرحمان بن عثمان بن أبي نصر ـ بقراءتي عليه ـ أخبرنا أبو الحسن خيثمة ابن سليمان بن حيدرة ، حدثنا إسحاق بن ابراهيم بن عباد بصنعاء ، عن عبد الرزاق ، عن معمري ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لوفد ثقيف حين جاؤه : لتسلمن أو ليبعثن الله رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ فليضربن اعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن اموالكم ، فقال عمر بن الخطاب : فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هو هذا ، قال : فالتفت إلى علي بن أبي طالب فأخذ بيده ثم قال : هو هذا ، هو هذا (2) 154 ـ وأخبرنا الإمام الإجل شمس الائمة أخي أبو الفرج محمد بن ____________ (1) رواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 72 ـ ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 157 ح | 211 . (2) مناقب ابن المغازلي | 428 وفضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 593 ـ ح | 1008 ـ انساب الاشراف 2 | 123 . ( 137 ) أحمد المكي ـ أدام الله سموه ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل ابن علي بن اسماعيل ، حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسن يحيى بن الموفق بالله ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المكفوف ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، حدثنا أبو سعيد الثقفي ، عن جندل بن والق ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن جبير قال : بلغ ابن عباس أن قوماً يقعون في علي عليه السلام فقال لابنه علي بن عبد الله : خذ بيدي فاذهب بي إليهم ، فأخذ بيده حتى انتهى إليهم فقال : أيكم الساب لله ؟ فقالوا : سبحان الله من سب الله فقد اشرك ، فقال : أيكم الساب رسول الله ؟ فقالوا : من سب رسول الله فقد كفر ، فقال : أيكم الساب لعلي ؟ قالوا : قد كان ذاك ، قال : فاشهد لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من سب علياً فقد سبنى ، ومن سبنى فقد سب الله ، ومن سب الله كبه الله على وجهه في النار ، ثم ولى عنهم فقال لابنه علي : كيف رأيتهم فأنشأ يقول : نظروا اليك بأعين محمرة * نظر التيوس إلى شفار الجازر قال زدني فداك أبوك يقول : خزر الحواجب ناكسى اذقانهم * نظر الذليل إلى العزيز القاهر (1) قال زدني فداك أبوك قال ما أجد مزيداً قال لكني اجد : أحياؤهم خزي على أمواتهم * والميتون فضيحة للغابر (2) 155 ـ وأخبرنا الشيخ الصالح العالم الاوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، عن مشايخه الثلاثة : القاضي ____________ (1) الخزر بضم الاول وسكون الوسط ، جمع الاخزر : هو الذي اقبلت حدقتاه إلى أنفيه ـ لسان العرب . (2) مناقب ابن المغازلي | 394 ـ كفاية الطالب | 82 والرياض النضرة | 122 . ( 138 ) أبي عامر محمود بن القاسم الازدي ، وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي ، وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي ، ثلاثتهم عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، عن الامام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، حدثنا علي بن المنذر ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن الاجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله علياً يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (1) . 156 ـ وبهذا الاسناد عن أبي عيسى الترمذي هذا ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، أخبرني أخي موسى بن جعفر ابن محمد ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام انه قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيد حسن وحسين وقال من أجني ؟ وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة (2) قال « رض » أخرج هذا الحديث ابو عيسى في جامعه . 157 ـ وأخبرنا الشيخ الثقة العدل أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر بن الزاغوني بمدينة السلام ، عن الشيخ الثقة أبي الليث وأبي الفتح الشاشي (3) أحمد بن الحسين بن نصر الشاشي ، عن الشيخ أبي بكر أحمد بن منصور المغربي ، عن الشيخ الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن زكريا الشيباني الشاشي ـ المعروف بالجوزقي ـ أخبرنا أبو العباس الدغولي ، حدثني محمد بن مشكان ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن ____________ (1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 | 402 ـ مناقب ابن المغازلي | 124 صحيح الترمذي 5 | 639 . (2) صحيح الترمذي 5 | 641 ـ مسند أحمد 1 | 77 ـ فضائل الصحابة له 2 | 693 ورواه أيضا ابو نعيم في تاريخ اصفهان 1 | 192 . (3) شاش : مدينة بما وراء النهر . ( 139 ) إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى (1) أخرج الشيخان هذا الحديث في صحيحهما . 158 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا أبو غالب بن ابي علي المستعمل ، أخبرنا والدي أبو علي الحسن ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي ـ المعروف بالزاهد الرازي ـ حدثنا محمد بن عثمان العبسي ، حدثنا أحمد بن طارق الواشي ، حدثنا علي ابن هاشم ، عن محمد بن عبيدالله ، عن عون بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال : دخلت على نبي الله صلى الله عليه وآله وهو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبي صلى الله عليه وآله نائم ، فلما دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمك فانت أحق به مني ، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي صلى الله عليه وآله في حجري ، كما كان في حجر الرجل ، فمكثت ساعة ثم أن النبي صلى الله عليه وآله استيقظ ، فقال : اين الرجل الذي كان رأسي في حجره ؟ فقلت : لما دخلت عليك دعاني ثم قال ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ثم قام فجلست مكانه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : فهل تدري من الرجل ؟ فقلت : لا ، بأبي وامي ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ذاك جبرئيل عليه السلام كان يحدثني حتى خف عني ونمت ورأسي في حجره (2) . ____________ (1) حديث مشهور متواتر وله مصادر كثيرة منها صحيح مسلم الجزء السابع | 121 ـ صحيح البخاري الجزء الخامس | 19 ـ صحيح الترمذي 5 | 941 ـ مسند أحمد 1 | 174 . (2) ذخائر العقبى للمحب الطبري | 94 . ( 140 ) 159 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا اجازة ، أخبرني أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف اذنا ، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدثنا الحسن بن علي البصري ، حدثنا أبو عبد الله الحسن ابن راشد الطفاوي والصباح بن عبد الله ابو بشر جار بدل بن المحبر ، قالا : حدثنا قيس بن الربيع ، حدثنا سعد بن الخفاف ، عن عطية ، عن محدوج بن زيد الالهاني : ان رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين المسلمين ثم قال يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، أما علمت يا علي أنا أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي قال فأقوم عن يمين العرش في ظله فاكسي حلة من حلل الجنة ، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين (1) عن يمين العرش ويكسون حللا خضراً من حلل الجنة ، ألا وإني أخبرك يا علي : ان امتي أول الامم يحاسبون يوم القيامة ، ثم أنت أول من يدعى لقرابتك مني ومنزلتك عندي ، ويدفع اليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين ، آدم وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسيرة الف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قصبته فضة بيضاء زجه درة خضراء ، له ثلاث ذوائب من نور : ذوابة في المشرق وذوابة في المغرب والثالثة وسط الدنيا . مكتوب عليه ثلاثة أسطر : الأول : بسم الله الرحمن الرحيم ، والثاني : الحمد لله رب العالمين ، والثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله ، طول كل سطر الف سنة وعرضه مسيرة الف سنة وتسير بلوائي ، والحسن عن يمينك والحسين عن شمالك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ، ثم ينادي مناد من تحت العرش : نعم الأب أبوك ابراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، أبشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت ، ____________ (1) السماط : الجماعة من الناس والنخل ـ النهاية وفي تاج العروس : سماط القوم بالكسر : صفهم . ( 141 ) وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت (1) . 160 ـ وأنبأني الأمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، اجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن خلاد وأحمد بن جعفر بن حمدان قالا : حدثنا محمد بن يونس ، حدثنا حماد بن عيسى ـ غريق الجحفة ـ حدثنا جعفر ، عن أبيه ، عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاث : سلام الله عليك أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهد (2) ركناك والله خليفتي عليك ، قال فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي : هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما ماتت فاطمة قال علي : هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله (3) . 161 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا اجازة ، أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد الكاتب ، حدثنا أبو بكر محمد بن اسماعيل بن محمد القرشي ، اخبرنا عبد الله بن يوسف الاصبهاني ، أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، حدثنا أحمد بن غسان الهجيمي ، حدثنا أحمد ابن عطا الهجيمي أبو عمرو حدثنا عبد الحكم ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من نبي الا وله نظير في امتى : فأبوبكر نظير ابراهيم ، وعمر نظير موسى ، وعثمان نظير هارون ، وعلي نظيري (4) 162 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا معمر بن محمد بن الحسين التميمي ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أخبرنا الحسن بن ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 663 ـ مناقب ابن المغازلي | 42 . (2) الانهداد : الانهدام . (3) فضائل الصحابة 2 | 623 ـ حلية الاولياء 3 | 201 ـ مسند أحمد 2 | 85 . (4) الرياض النضرة 2 | 120 . ( 142 ) أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا أبويحيى الناقد ، حدثنا محمد ابن جعفر الفيدي ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن الاجلح قال : حدثنا قيس ابن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي بن حراش قال : سمعت علياً يقول وهو بالمدائن : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي فقال انه قد خرج اليك ناس من ارقائنا ليس بهم الدين تعوذوا بك ، فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر وعمر : صدق يا رسول الله ، فقال رسول الله : لن تنتهوا يا معاشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان ، يضرب أعناقكم وانتم مجفلون عنه اجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يارسول الله ؟ قال : لا ، قال له عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، قال وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وآله (1) . 163 ـ وأنبأني أبو العلاء هذا ، أخبرني الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر الشيباني ، حدثنا محمد بن جرير ، حدثنا عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي ، حدثنا أبو داهر ابن يحيى المقري ، حدثنا الاعمش ، عن عباية ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا علي بن أبي طالب ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي ، وقال : يا ام سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي ، وبابي الذي اوتى منه ، أخي في الدنيا ، وخدني في الآخرة ، ومعي في السنام الاعلى . 164 ـ وأخبرني الشيخ الجليل الزاهد صفي الائمة ثقة الحفاظ أبو داود محمود بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني ـ فيما كتب الي من همدان ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد ، ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله ____________ (1) صحيح الترمذي 5 | 634 ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1 | 133 و8 | 433 . ( 143 ) ابن البناء ببغداد ، قالا أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيدالله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ـ قراءة عليه فاقر به ـ حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ ـ سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ـ حدثنا الحسين بن إسماعيل الضبي ، حدثنا عبد الاعلى بن قاسط ، حدثنا علي بن ثابت ، عن منصور بن ابي الاسود ، عن يزيد بن ابي زياد ، عن سليمان بن عبد الله بن الحارث ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال : مرضت مرضا ، فعادني رسول الله فدخل علي ي وانا مضطجع فأتى إلى جنبي ، ثم سجاني بثوبه ، فلما رآني قد ضعفت قام إلى المسجد يصلي ، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني ، ثم قال : قم يا علي ، فقد برئت فقمت فكأني ما اشتكيت قبل ذلك فقال : ما سألت ربي شيئا إلا اعطاني ، وما سألت شيئاً لي الا سألت لك (1) . 165 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الثاني بهمدان اجازة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمد الجعفري باصبهان ، أخبرنا الحافظ أبو بكر بن مردويه اجازة ، حدثنا جدي . حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ، حدثنا أبي ، حدثني عمرو بن الغفار ، حدثني محمد بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : انا وعلي من شجرة واحدة والناس من اشجار شتى (2) . 166 ـ وأخبرنا شهردار هذا اجازة ، أخبرنا أبي ، أخبرنا الميداني ، أخبرنا ____________ (1) انساب الاشراف للبلاذري 2 | 112 ـ تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 277 ح | 807 ـ مناقب ابن المغازلي | 135 ورواه ايضا النسائي في خصائصه . (2) فردوس الأخبار للديلمي 1 | 77 عن ابن عباس . ( 144 ) الحسن بن محمد الخلال (1) قال : كتب الي محمد بن زيد بن علي الكوفي ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، حدثني محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي حدثني الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عن أبيه ، عن على بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الخندق : أللهم انك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم احد ، وهذا علي ، فلا تدعني فردا وأنت خير الوارثين (2) . 167 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله ، أخبرنا أبو طالب المفضل الجعفري ، حدثنا ابن مردويه ، حدثنا جدي ، حدثنا محمد ابن الحسين ، حدثنا هيثم بن خلف ، حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ـ مولى بني هاشم ـ حدثنا حسين الاشقر ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم وليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي مني مثل راسي من بدني (3) . 168 ـ وأخبرنا شهردار هذا اجازة ، أخبرنا محمود بن إسماعيل الاشقر ، أخبرنا أحمد بن الحسين بن فاذشاه ، أخبرنا الطبراني ، عن محمد بن عثمان ابن أبي شيبة ، عن زكريا بن يحيى ، عن سالم ، عن الاشعث ـ ابن عم الحسن ابن صالح وكان يفضل على الحسن ـ عن مسعر ، عن عطية ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مكتوب على باب الجنة [ لا إله الا الله ] محمد بن عبد الله رسول الله ، علي بن أبي طالب أخو رسول الله ، قبل أن يخلق الله السماوات والارض بالفي عام (4) . ____________ (1) وفي [ ر ] الحلال . (2) الحديث بطوله في السيرة الحلبية 2 | 318 وما بعدها . (3) فردوس الاخبار للديلمي 3 | 89 ـ مناقب ابن المغازلي | 92 . (4) فردوس الاخبار للديلمي 4 | 410 ـ حلية الاولياء لابي نعيم 7 | 256 مناقب ابن المغازلي | 91 ****************** 169 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله الهمداني كتابة حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله ، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد العطشي ، حدثنا أبو سعيد العدوي ، حدثني الحسن بن علي ، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ، أبو الأشعث ، حدثنا الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان قال : سمعت حبيبي المصطفى محمداً صلى الله عليه وآله يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزوجل مطبقاً ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم باربعة عشر الف عام ، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي (1) . 170 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله ابن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا الشريف أبو طالب الجعفري ، حدثنا ابن مردويه الحافظ ، حدثنا اسحاق بن محمد بن علي بن خالد ، حدثنا أحمد بن زكريا ، حدثنا ابن طهمان ، حدثنا محمد بن خالد الهاشمي ، حدثنا الحسن ابن اسماعيل بن حماد ، عن أبيه ، عن زياد بن المنذر ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كنت انا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم باربعة عشر الف عام ، فلما خلق الله تعالى آدم ، سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب ، فقسمه قسمين : قسما في صلب عبد الله ، وقسماً في صلب أبي طالب ، فعلي مني وأنا منه ، ____________ ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 1 | 133 وفيه : انبأنا زكريا بن يحيى ما أنبأنا يحيى بن سالم وأورده الخطيب البغدادي في ترجمة الحسن بن علي بن الخطاب تحت الرقم | 3919 في تاريخ بغداد وقد طبعت هذه الترجمة خطأ في المجلد السادس فراجع المجلدين : السادس والسابع الصفحة 385 إلى 400 ورواه أيضاً أحمد في فضائل الصحابة 2 | 665 . (1) فردوس الاخبار 3 | 333 ـ مناقب ابن المغازلي | 87 ـ فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 662 . ( 146 ) لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فمن أحبه فبحبي أحبه ، ومن ابغضه فببغضي ابغضه (1) 171 ـ وبهذا الاسناد عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا ، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي ، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني أبي ، حدثنا عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم ، حدثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن علي بن محمد بن المنكدر ، عن ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله ـ وكانت الطف نسائه وأشدهن له حباً ـ وقال : ـ وكان لها مولى يحضنها ورباها وكان لا يصلي صلاة إلا سب علياً وشتمه ـ فقالت له : يا ابة ما حملك على سب علي ؟ قال : لأنه قتل عثمان وشرك في دمه ، فقالت له : اما أنه لولا أنك مولاي وربيتني وأنك عندي بمنزلة والدي ، ما حدثتك بسر رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولكن اجلس حتى احدثك عن علي وما رأيته ، قد أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يومي ـ وانما كان نصيبي في تسعة أيام يوم واحد ـ فدخل النبي صلى الله عليه وآله وهو مخلل اصابعه في اصابع علي ، واضعاً يده عليه ، فقال : يا ام سلمة اخرجي من البيت واخليه لنا ، فخرجت واقبلا يتناجيان واسمع الكلام ولا أدري ما يقولان ، حتى إذا أنا قلت قد انتصف النهار ، اقبلت فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : لا تلجي وارجعي مكانك ، ثم تناجيا طويلا حتى قام عمود الظهر ، فقلت ذهب يومي وشغله علي ، فاقبلت أمشي حتى وقفت على الباب فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : لا تلجي وارجعي مكانك ، ثم تناجيا طويلاً حتى قام عمود الظهر ، فقلت ذهب يومي وشغله علي ، فاقبلت أمشي حتى وقفت على الباب فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ قال النبي صلى الله ____________ (1) رواه ايضا المحدث الجويني في فرائد السمطين 1 | 42 . ( 147 ) عليه وآله : فلا تلجي ، فرجعت فجلست مكاني حتى إذا انا قلت قد زالت الشمس الآن ، يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي ولم ار قط أطول منه ، اقبلت أمشى حتى وقفت على الباب فقلت : السلام عليكم ، ألج ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : نعم ، فلجي فدخلت وعلي واضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله قد أدنى فاه من اذن النبي صلى الله عليه وآله وفم النبي صلى الله عليه وآله على اذن علي ، يتساران وعلي يقول : افأمضي وأفعل ؟ والنبي صلى الله عليه وآله يقول : نعم ، فدخلت وعلي معرض وجهه حتى دخلت وخرج ، فاخذني النبي صلى الله عليه وآله في حجره فالتزمني ، فأصاب مني ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار ، ثم قال لي : يا ام سلمة لا تلوميني ، فان جبرئيل اتاني من الله تعالى يأمر أن اوصي به عليا من بعدي ، وكنت بين جبرئيل وعلي ، وجبئيل عن يميني وعلي عن شمالي ، فأمرني جبرئيل أن آمر علياً بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة ، فاعذريني ولا تلوميني ، ان الله عزوجل اختار من كل امة نبياً واختار لكل نبي وصيا ، فأنا نبي هذه الأمة وعلي وصيي في عترتي وأهل بيتي وامتي من بعدي ، فهذا ما شهدت من علي الآن ، يا ابتاه فسبه أو دعه ، فأقبل أبوها يناجي الليل والنهار ويقول : اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر علي فان وليي ولي علي ، وعدوي عدو علي ، فتاب المولى توبة نصوحا ، واقبل فيما بقي من دهره يدعو الله تعالى ان يغفر له (1) 172 ـ وأخبرنا شهردار هذا اجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله ابن عبدوس الهمداني هذا كتابة ، حدثنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة ، حدثنا أبو الفرج الصامت بن محمد بن أحمد حدثني الحسن بن علي بن عاصم القرشي ، حدثني صهيب بن عباد ، حدثني أبي عن جعفر بن محمد ، عن ____________ (1) رواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 270 . ( 148 ) أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن ابيه ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه ، فإذا في احدهما مكتوب لا إله إلا الله [ محمد النبي ] ومكتوب على الآخر لا إله إلا الله علي الوصي . 173 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس هذا اجازة ، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد ، حدثنا الحسين بن الهيثم الكسائي ، حدثنا محمد ابن الصباح الجرجرائي ، حدثنا هيثم ، عن حجاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن جده قال : قالت عائشة : من خير الناس بعدك يا رسول الله ؟ قال : أبو بكر ، قلت : فمن خير الناس بعد ابي بكر ؟ قال عمر فقالت فاطمة : يارسول الله لم تقل في علي شيئاً ؟ قال : على نفسي ، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئاً (1) 174 ـ وبهذا الاسناد عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني هذا ، حدثنى محمد بن الحسين ، حدثنا هيثم بن خلف ، حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ـ مولى بني هاشم ـ حدثنا حسين الاشقر ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم وليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي مني منزلة رأسي من بدني (2) 175 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا أبو بكر ____________ (1) ودعم هذا الكلام قوله صلى الله عليه وآله : أنا واياه [ علي ] شيء واحد عوالي اللئالى 4 | 124 . وأيضا قوله لعمرو بن العاص عند ما سأل عن مكانة على منه صلى الله عليه وآله : إن هذا يسألني عن النفس ، كنز العمال : 13 | 142 (2) فردوس الاخبار 3 | 89 ـ مناقب ابن المغازلي | 92 . ( 149 ) أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أحمد بن كامل ، حدثنا القاضي محمد بن سعد العوفي ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على ام سلمة فقالت : أيسب رسول الله صلى الله عليه وآله فيكم ؟ فقلت : معاذ الله ـ أو سبحان الله ـ أو كلمة نحوها فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من سب علياً فقد سبني (1) . 176 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، حدثنا يحيى ابن أيوب ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا قنان بن عبد الله المنهمي ، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : كنت جالسا في المسجد أنا ورجلان معي ، فنلنا من علي ، فاقبل رسول الله صلى الله عليه وآله غضبان يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت بالله من غضبه فقال : ما لكم ولي ؟ من آذى عليا فقد آذاني ، قال : فكنت اوتى بعد ذلك فيقال لي : ان عليا يعرض بك ويقول اتقوا فتنة الأخينس (2) ، فأقول هل سماني فيقال لا ، فأقول ان اخينس الناس كثير ، معاذ الله ان اوذي رسول الله صلى الله عليه وآله من بعد ما سمعت منه (3) . 177 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، حدثنا مالك بن اسماعيل ، حدثنا اسباط بن نصر الهمداني ، عن السدي ، عن صبيح ـ مولى ام سلمة ـ عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى ____________ (1) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 594 . (2) الاخينس تصغير الاخنس ، والرجل اخنس : إذا به خنس وهو انقباض قصبة الانف وعرض الأرنبة النهاية . (3) ذخائر العقبى | 65 الصواعق المحرقة لابن حجر | 73 ـ نور الابصار للشبلنجي | 72 . ( 150 ) الله عليه وآله انه قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم (1) . 178 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن الجليل الماليني ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، حدثنا البغوي املاء ، حدثنا حسين بن محمد الذارع سنة احدى وثلاثين ومأتين قدم علينا مع ابي الربيع الزهراني من البصرة ، حدثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي ، حدثنا يزيد بن معن ، عن عبد الله بن شرحبيل ، عن زيد بن أبي اوفى قال : دخلت على رسول الله مسجده فقال : اين فلان ، اين فلان ؟ فجعل ينظر في وجوه اصحابه ويتفقدهم ويبعث عليهم حتى [ يحضروا ] عنده ، فلما [ حضروا ] عنده حمد الله واثنى عليه ، ثم قال : اني محدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا من بعدكم ، ان الله اصطفى من خلقه خلقاً ثم تلا « الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ... » (2) خلقا يدخلهم الجنة واني اصطفي منكم من احب ان يصطفى ، ومواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة ، فقم يا أبا بكر فاجث بين يدي فان لك عندي يداً ، الله يجزيك بها ، ولو كنت متخذا خليلاً لأتخذتك خليلاً ، فانت مني بمنزلة قميصي من جسدي ، فتنحى أبو بكر ثم قال : ادن يا عمر ، فدنا منه فقال : لقد كنت شديد الشغب علينا يا ابا حفص ، فدعوت الله عزوجل ان يعز الاسلام بك أو بابي جهل بن هشام ، ففعل الله ذلك بك وكنت احبهما إلى الله عزوجل فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الامة ، ثم تنحى عمر ، ثم آخى بينه وبين ابي بكر ، ثم دعا عثمان فقال : ادن يابا عمرو ، ادن يا ابا عمرو فلم يزل يدنو منه حتى الصق ركبتيه بركبتيه ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء وقال : سبحان ____________ (1) صحيح الترمذي 5 | 699 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 149 ـ اسد الغابة 5 | 523 . (2) الحج : 75 . ( 151 ) الله العظيم ثلاث مرات ، ثم نظر إلى عثمان وكانت ازاره محلولة فزرها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده ثم قال : اجمع عطفي ردائك على نحرك ثم قال : ان لك شأنا في أهل السماء وانت ممن يرد على حوضي واوداجك تشخب دما (1) فأقول من فعل بك هذا ؟ فتقول فلان بن فلان ، فإذا هاتف يهتف من السماء يقول : ألا ان عثمان امير على كل مخذول ، ثم تنحى عثمان ، ثم دعا عبد الرحمان بن عوف فقال : ادن يا أمين الله ، انت امين الله وتسمى في السماء الأمين يسلطك الله على مالك بالحق ، اما ان لك عند الله دعوة قد دعوت لك بها وقد اجبتها (2) لك ، قال خرلي يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قد حملتني يا عبد الرحمان امانة اكثر الله مالك وجعل يقول بيده هكذا وهكذا يحشوه بيده ، ثم تنحى عبد الرحمان فآخى بينه وبين عثمان ، ثم دعا طلحة والزبير فقال لهما : ادنوا منى ، فدنوا منه فقال لهما : انتما حوارياى كحواري عيسى بن مريم ، ثم آخى بينهما ، ثم دعا عويمر بن سعد (3) ابا الدرداء وسلمان الفارسي فقال : يا سلمان انت منا أهل البيت وقد أتاك الله تعالى العلم الاول والعلم الآخر والكتاب الاول والكتاب الآخر ثم قال : ألا ارشدك ابا الدرداء قال بأبي انت وامي يا رسول الله ان تنتقد ينتقدوك وان تركتهم لم يتركوك ، وان تهرب منهم يدركوك فاقرضهم عرضك ليوم فقرك واعلم ان الجزاء امامك ، ثم آخى بينه وبين سلمان ، ثم نظر في وجوه اصحابه فقال : ابشروا وقروا عينا ، انتم اول من يرد علي حوضى وانتم في اعلى الغرف ، ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال : الحمدالله الذي يهدى من الضلالة ويلبس الهداية على من يحب ، فقال له علي : لقد ____________ (1) شخب الدم من الجرح وشخب اللبن من الضرع : خرج مسموعا صورته ـ المعجم الوسيط . (2) أجابها [ خ ل ] . (3) في [ ر ] : ثم دعا عمار بن ياسر فقال يا عمار تقتلك الفئة الباغية ثم آخى بينهما . ( 152 ) ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت باصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من صخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي بعثنى بالحق ما اخرتك الا لنفسي وانت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي وانت اخي ووارثي ، قال : وما ارث منك يا نبي الله ؟ قال : ما ورثه الأنبياء قبلى ، قال وما هو ؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم وانت معى في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتى وانت أخى ورفيقي ، ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وآله « ... اخوانا على سرر متقابلين » (1) المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض (2) . 179 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا محمد بن الفرج الازرق ، حدثنا عبيدالله بن موسى ، حدثنا مهلهل العبدي ، عن كريدة الهجري : أن أبا ذر أسند ظهره إلى الكعبة فقال : أيها الناس هلموا احدثكم عن نبيكم صلى الله عليه وآله ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لعلي ثلاث ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب الي من الدنيا وما فيها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي : اللهم اعنه واستعن به ، ____________ (1) الحجر : 47 . (2) ورد نصف هذا الحديث في الجزء الاول من كتاب فضائل الصحابة | 525 برقم | 871 والنصف الآخر في الجزء الثاني | 638 برقم 1085 واورده الحاكم في المستدرك 3 | 14 باختصار . ورواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 112 و118 لكن الحديث ضعيف السند لضعف حسين بن محمد الذراع وعبد المؤمن بن عباد العبدي [ انظر الميزان 2 | 670 واللسان 4 | 76 ] لكن اصل حديث المواخاة بين المسلمين ومواخاته صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام مشهور وكذا بعض فقرات الحديث كقوله صلى الله عليه وآله لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، وقوله صلى الله عليه وآله لسلمان : انت منا اهل البيت وهذه كلها ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولو لم تكن متواترة لكانت مستفيضة جداً ، والباقي زيادات ملحقة به . ( 153 ) اللهم انصره واستنصر به ، فانه عبدك وأخو رسولك (1) . 180 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، حدثني [ ابي ؛ ومحمد بن نعيم قالا حدثنا قتيبة بن سعيد ] حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، حدثنا يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام فمضى علي في السرية فاصاب جارية فانكروا ذلك عليه ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرناه بما صنع علي ، قال عمران : فكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤا برسول الله صلى الله عليه وآله ، فنظروا إليه وسلموا عليه ، ثم ينصرفون إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقام أحد الاربعة فقال : يا رسول الله الم تر علياً صنع كذا وكذا ، فاعرض عنه ثم قام الثاني فقال مثل ذلك ، فاعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل ذلك ، فاعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله الم تر ان علياً صنع كذا وكذا ، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله والغضب في وجهه فقال : ما تريدون من علي ؟ ان علياً منى وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن (2) . 181 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ، أخبرنا أحمد بن جعفر البزاز ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن ____________ (1) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 68 وفيه : كديرة الهجري واورده ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام 1 | 126 . (2) رواه أحمد في مسنده 4 | 437 و5 | 356 ـ صحيح الترمذي 5 | 632 مناقب ابن المغازلي | 224 ـ خصائص النسائي | 164 مستدرك الصحيحين 3 | 110 . ( 154 ) أبان بن صالح ، عن الفضل بن معقل بن يسار ، عن عبد الله بن تيار الأسلمي ، عن عمرو بن شاس الاسلمي ـ وكان من أصحاب الحديبية ـ قال : خرجنا مع علي إلى اليمن فجفاني في سفره ذلك ، حتى وجدت في نفسي ، فلما قدمت اظهرت شكايته في المسجد ، حتى بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلى الله عليه وآله في ناس من أصحابه ، فلما رآني ابدنى (1) عينيه ، قال يقول ـ حدد إلى النظر ـ حتى إذا جلست قال : يا عمرو اما والله لقد آذيتني ، فقلت : أعوذ بالله ان اوذيك يارسول الله ، قال : بلى من آذى علياً فقد آذاني (2) . 182 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ، قال وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا ، حدثنا صالح بن محمد الحافظ ، حدثنا خلف بن سالم ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش ، قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن ارقم قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات (3) فقممن ثم قال : كأنى قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروني كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : ان الله عزوجل مولاى وانا ولي كل مؤمن ، ثم اخذ بيد علي فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقلت أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال [ نعم ] وما كان في الدوحات أحد ____________ (1) ابد بكسر الباء : غضب . (2) فضائل الصحابة 2 | 579 وفيه : للفضل بن معقل بن سنان ـ مستدرك الصحيحين 3 | 122 ـ مسند أحمد 3 | 483 ـ اسد الغابة 4 | 113 وفيه : معقل بن سنان . (3) الدوحة : الشجرة العظيمة المتسعة ـ لسان العرب . ( 155 ) إلا قد رآه بعينه وسمعه باذنه (1) قال « رض » يقال : قم البيت بالمقمة يقمه أي كنسه وجمع قمامه وقمامته ، ومن مجازه قمت الشاة ما اصابت على وجه الارض ، واقتم ما على المائدة وتقممه لم يترك شيئاً . ومن كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ما خلقت ليشغلني اكل الطيبات كالبهيمة المربوطة ، همها تقممها ، والمرسلة شغلها علفها تكترش من اعلافها وتلهو عما يراد بها (2) . والثقل : متاع البيت وما حملوه على دوابهم ، ويقال لفلان ثقل كثير أي متاع وخدم وحشم ، والثقلان : الجن والانس ويقال : خلفه يخلفه خلافة جاء بعده ، وخلفه على أهله فأحسن الخلافة ، ومات عنها زوجها فخلف عليها فلان : إذا تزوجها بعده ، وخلفه بخير أو شر : ذكره به من غير حضرته واخلف الله عليك : عوضك عما ذهب منك وخلف الله عليك : كان خليفة من كافيك . 183 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا بهذا علي بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد ، حدثنا أحمد بن سليمان المؤدب ، حدثنا عثمان ، حدثني زيد بن الحباب ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء قال : اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته حتى إذا كنا بين مكة والمدينة نزل فأمر مناديا ينادى : بالصلاة جامعة : فاخذ بيد علي فقال الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى ، قال : الست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا بلى ، قال : فهذا ولي من أنا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، من كنت ____________ (1) الحديث بطوله في مناقب ابن المغازلي | 16 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 109 . (2) هذه العبارة واردة في كتابه عليه السلام إلى عثمان بن حنيف . ( 156 ) مولاه فعلي مولاه ، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال : هنيئا لك يابن أبي طالب ، اصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1) . 184 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو يعلى الزبير بن عبد الله الثوري ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزاز ، حدثنا علي بن سعيد الرقي ، حدثنى ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : من صام اليوم الثاني عشرة من ذي الحجة (2) ، كتب الله تعالى له صيام ستين سنة ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاى ومولى كل مسلم (3) . 185 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن يحيى بن عبد الجبار السكرى ببغداد ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال حدثنى سعيد بن وهب وعبد خبر ، أنهما سمعا علياً برحبة الكوفة ____________ (1) الحديث رواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 77 ورواه أحمد في مسنده 4 | 281 وفي فضائل الصحابة 2 | 596 . (2) الظاهر ان عبارة المتن (الثاني عشر) تصحيف « الثامن عشر » وسببه غفلة النساخ ـ لتقاربهما في النقش والكتابة وتؤيده الروايات الصحيحة الاخرى الواردة في استحباب صوم « الثامن عشر » من ذي الحجة لمصادفته مع يوم غدير « خم » ولذا قد ورد بلفظ « الثامن عشر » في بعض النسخ المطبوعة من الكتاب ولم نعثر على رواية تنص على وجود اية مناسبة في اليوم « الثاني عشر » ويؤيد ما ذكر أن الاجماع وصل على وقوع حادثة غدير خم في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة . (3) رواه أيضا ابن المغازلي في مناقبه | 18 واورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8 | 290 وهكذا جعل الله صيام اليوم الثامن عشر من هذا الشهر شكراً على اتمامه للنعمة على عباده واكماله الدين بنصب علي عليه السلام اماماً على المسلمين وخليفة لخاتم النبيين صلى الله عليه وآله . ( 157 ) يقول : انشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من كنت مولاه فان علياً مولاه ؛ قال : فقام عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك (1) . قال « رضي الله عنه » يقال نشدتك وناشدتك الله ونشدك بالله : أي سألتك به ، وطلبت اليك ، وهو مجاز قولهم نشد الضالة ينشدها : إذا طلبها وأنشدها : عرفها ، قال : يصيخ للنبأة أسماعه * أصاخة الناشد للمنشد 186 ـ وأنبأني الامام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، اجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد بن المظفر ، أخبرنا علي بن أحمد بن مروان المقري ، حدثنا الزبير بن بكار ، حدثنا عبد الله بن محمد الباري ، حدثنا عمارة بن زيد ، عن بكر بن حارثة ، عن الزهري ، عن عبد الرحمان بن كعب بن مالك ، عن جابر بن عبد الله قال : سمعت علياً عليه السلام ينشد رسول الله صلى الله عليه وآله . انا أخو المصطفى لا شك في نسبي * ربيت معه وسبطاه همـا ولــدي جدي وجـد رســول الله منفـرد * وفاطم زوجتــى لا قـول ذى فند صدقته وجميــع الناس في بهـم * من الضلالــة والاشـراك والكند فالحمد الله شكراً لا شريــك لـه * البر بالعبــد والباقـي بلا أمد (2) 187 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الحافظ ، أخبرنا أبو علي محمد بن موسى بن محمد بن نعيم ، ____________ (1) مسند أحمد بن حنبل 5 | 366 ـ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 20 ح | 520 . (2) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 299 ـ كنز العمال 13 | 137 ورواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 226 ـ واورده الحافظ الكنجي في كفاية الطالب | 196 ورواه ابو نعيم في تاريخ اصفهان 2 | 99 بصورة اخرى فراجع . ( 158 ) أخبرنا أبو الحسن (1) محمد بن الحسين بن داود ، حدثنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الازدي ، حدثنا محمد بن يونس القرشي ، حدثنا محمد بن الحسن بن معلى بن زياد القردوسي (2) ، حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن ابيه قال : قال معاوية : اتحب علياً ؟ قلت وكيف لا احبه وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول [ له ] : أنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ولقد رأيته بارز يوم بدر وهو يحمحم كما يحمحم الفرس ويقول : بازل عامين حديث سن * سنحنح الليل كأني جنى (3) لمثل هذا ولدتني امي (4) المراسيل 188 ـ قال رضي الله عنه : وروى الناصر للحق باسناده في حديث طويل قال : لما قدم علي على رسول الله صلى الله عليه وآله لفتح خيبر ، قال صلى الله عليه وآله : لولا ان تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدمك ومن فضل طهورك ، يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وانا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي ____________ (1) في [ و] أبو الحسين . (2) القردوس بضم القاف والدال [ كعصفور ] منسوب إلى بطن الازد ـ القاموس المحيط . (3) بزل الشيء : شقه ، جمل بازل وناقة بازلة : اقصى اسنان البعير . . وذلك ان بانه إذا طلع ، يقال له بازل لشقه اللحم عن منبته . رجل بازل . . يعنون به كمال في عقله وتجربته وفي حديث علي عليه السلام بازل . . لسان العرب . (3) سنحنح : الذي لا ينام الليل النهاية . (4) مناقب ابن المغازلي | 41 وفيه في آخر الحديث : فما رجع حتى خضب سيفه . ( 159 ) بعدي ، وانك تبرئ ذمتي ، وتقاتل على سنتي ، وانك غدا في الآخرة اقرب الناس منى ، وانك أول من يرد علي الحوض ، واول من يكسى معى واول داخل في الجنة من أمتي ، وان شيعتك على منابر من نور ، وان الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك (1) 189 ـ وعن ابن عباس والحسن والشعبي والسدي قالوا : في حديث المباهلة : ان وفد نجران أتوا النبي صلى الله عليه وآله ، ثم تقدم الاسقف فقال : يا أبا القاسم موسى من أبوه ؟ قال : عمران ، قال فيوسف من أبوه ؟ قال : يعقوب ، قال فانت من أبوك ؟ قال : عبد الله بن عبد المطلب ، قال فعيسى من أبوه ؟ قال فسكت النبي صلى الله عليه وآله ينتظر الوحى ، فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الآية « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون . الحق من ربك فلا تكن من الممترين » (2) فقال الاسقف : لا نجد هذا فيما اوحي الينا ، قال فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه « فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين » (3) قال : انصفت ، فمتى نباهلك ؟ قال : غدا إن شاء الله ، فانصرفوا وقالوا : انظروا ان خرج في عدة من اصحابه فباهلوه فانه كذاب ، وان خرج في خاصة من اهله ، فلا تباهلوه فانه نبي ، ولئن باهلنا لنهلكن . وقالت النصارى : والله إنا لنعلم انه النبي الدي كنا ننتظره ولئن باهلناه لنهلكن ولا نرجع إلى اهل ولا مال ، قالت اليهود والنصارى : فيكف نعمل ؟ قال أبو الحرث الاسقف : رأيناه رجلاً كريماً نغدوا عليه فنسأله ان يقيلنا ، فلما اصبحوا بعث النبي صلى الله عليه وآله إلى اهل المدينة ومن حولها ، فلم تبق ____________ (1) تقدم برقم 143 فراجع . (2) و(3) آل عمران : 59 ـ 60 ـ 61 . ( 160 ) بكر لم تر الشمس إلا خرجت وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلي بين يديه والحسن عن يمينه قابضا بيده ، والحسين عن شماله وفاطمة خلفه ثم قال : هلموا فهؤلاء ابناؤنا الحسن والحسين وهؤلاء أنفسنا لعلي ونفسه وهذه نساؤنا لفاطمة ، قال فجعلوا يستترون بالأساطين ويستتر بعضهم ببعض ، تخوفا أن يبدأهم بالملاعنة ثم أقبلوا حتى بركوا بين يديه ، وقالوا أقلنا أقالك الله يا أبا القاسم ، قال أقلتكم وصالحوه على الفي حلة (1) . الآثار : 190 ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعيد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين القرشي بن الصباغ بالكوفة ـ بقراءتي عليه ـ حدثنا الحسن ابن محمد السكوني ، حدثنا الحضرمي ، حدثنا محمد بن سعيد المحاربي ، حدثنا حسين الاشقر ، عن قيس ، عن عمار الدهني ، عن سالم قال : قيل لعمر : نراك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ؟ قال : انه مولاي (2) . 191 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا ظاهر بن محمد بن سمعان الجواليقي ـ بعسكر مكرم (3) بقراءتي عليه ـ حدثني أبو طاهر عبد الرحمان ، ابن عبد الوارث بن ابراهيم العسكري ، حدثني أبي ، حدثنا عمرو ، حدثنا ابراهيم بن محمد بن اسماعيل الزبيدي ، عن ابراهيم بن حيان ، عن أبي جعفر ____________ (1) انظر تفسير الدر المنثور 2 | 37 وما بعدها ـ وذكره ابن المغازلي في مناقبه | 263 باختصار . (2) ذكره ابن حجر في صواعقه | 26 . (3) عسكر مكرم ، بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء : بلدة مشهورة من نواحي خوزستان ـ مراصد الاطلاع . ( 161 ) قال : جاء اعرابيان إلى عمر يختصمان ، فقال عمر يا أبا الحسن اقض بينهما ، فقضى علي على أحدهما ، فقال المقضى عليه : يا أمير المؤمنين هذا يقضى بيننا ؟ فوثب إليه عمر فأخذ بتلبيبه ثم قال : ويحك ما تدري من هذا ، هذا مولاى ومولى كل مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (1) . 192 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الجوهرى ببغداد بقراءتي ، حدثنا محمد بن عمران بن موسى ، حدثنى أبو الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي ، حدثنا ابو العيناء ، حدثنى يعقوب بن إسحاق بن أبي اسرائيل ، قال : نازع عمر بن الخطاب رجل في مسألة ، فقال له عمر : بينى وبينك هذا الجالس ، واومى إلى علي عليه السلام ، فقال الرجل : أهذا الهن ؟ فنهض عمر عن مجلسه فأخذ بأذنيه حتى اشاله من الأرض وقال : ويلك أتدرى من صغرت ؟ مولاى ومولى كل مسلم (2) . 193 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه بقراءتي عليه ، وعبد الرحمان بن محمد النجيبي بمصر بقراءتي عليه ، قالا : حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي ، حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، حدثنا علي بن قادم ، حدثنا زافر ، عن الصلت بن بهرام ، عن الشعبي قال : نظر أبو بكر الصديق إلى علي بن أبي طالب عليه السلام مقبلا ، فقال : من سره ان ينظر إلى أقرب الناس قرابة من نبيهم صلى الله عليه وآله ، وأجوده منه منزلة ، واعظمهم عند الله غناء ، واعظمهم عليه فلينظر إلى علي . فقال علي : لئن هذا لانه ارأف الناس بالناس ، وانه لأوّاه وانه لصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار وانه لأعظم غناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله في ذات يده ، ثم قال علي بن قارم : من ____________ (1) ذخائر العقبى للمحب الطبري | 68 . (2) الرياض النضرة 2 | 128 . ( 162 ) اتاك بخلاف هذا عنهم فلا تقبل منهم . قال عبد الرحمان : ينبئهم وقال فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام (1) . 194 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن مجالد الشروطي بالكوفة بقراءتي عليه ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا محمد بن عمران العجلي الربعي ، حدثنا مسهر بن عبد الملك بن مسلم ، عن أبيه عن عبد خير قال : اجتمع عند عمر جماعة من قريش فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام فتذاكروا الشرف وعلي عليه السلام ساكت فقال عمر : مالك يا أبا الحسن ساكتاً وهو ساكت فكأن علياً عليه السلام كره الكلام فقال عمر لتقولن يا أبا الحسن فقال علي : الله أكرمنـا بنصـر نبيــه * وبنـا أعز شرائــع الاسلام في كل معترك تزيل سيوفنـا * فيهـا الجماجم عن فراخ الهام ويزورنا جبريل في أبياتنــا * بفرائض الإسلام والاحكــام فتكون أول مستحــل حلـه * ومحـرم لله كــل حــرام نحن الخيار من البرية كلهــا * ونظامهــا وزمام كل زمـام إنا لنمنــع من أردنـا منعـه * ونقيــم رأس الاصيد القمقام وترد عادية الخميس سيوفنــا * فالحمد للرحمان ذى الانعام (2) وقال السيد الحميري : يا بايع الدين بدنياه * ليس بهذا أمر الله من أين أبغضت علي الرضا * وأحمد قد كان يرضاه ____________ (1) ورد نظيره في تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 1 | 162 ونظيره في ج 3 | 70 وكنز العمال 13 | 115 . (2) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 300 . ( 163 ) من الذي أحمد من بينهم * يــوم غدير الخم ناداه أقامه من بيـن أصحابـه * وهـم حواليـه فسمـاه هذا علي بن أبي طالـب * مولى لمن قد كنت مولاه فوال من والاه يا ذا العلى * وعـاد من قد كان عاداه ولبديع الزمان أبي الفضل أحمد بن الحسين الهمداني « ره » : يا دار منتجع الرسالــة * وبيت مختلف الملائك يابن الفواطم والعواتــك * والترايــك والارائك أنا حائــك ان لم أكــن * مولى ولائك وابن حائك ****************** الفصل الخامس عشر في بيان امر رسول الله صلى الله عليه وآله إياه بتبليغ سورة براءة 195 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا الباغندي ، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، حدثنا عباد ابن العوام ، عن سفيان بن حسين ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس : ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر ببراءة وأمره بان ينادي بهؤلاء الكلمات ثم أتبعه علياً ، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء (1) ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله القصوى ، فخرج أبو بكر فزعاً فظن انه رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإذا علي فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأمره على الموسم ، وأمر علياً أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، فانطلقا فحجا فقام علي أيام التشريق فنادى فقال : ان الله ورسوله صلى الله عليه وآله بريئان من كل مشرك ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر (2) ولا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن ، قال فكان ينادى بهذا فإذا بحّ (3) قام أبو هريرة فنادى بها (4) ____________ (1) الرغاء كغراب : صوت ذوات الخف ، رغا البعير : إذا ضج مجمع البحرين . (2) فسيحوا : سيروا آمنين . (3) البح بالضم : غلظة بالصوت ـ النهاية . (4) صحيح الترمذي 5 | 275 ـ انساب الاشراف 2 | 154 ـ مستدرك الصحيحين 2 | 52 . ( 165 ) فهذه الرواية تصرح بان الأمير علي الحاج كان أبا بكر وانما خرج علي عليه السلام بقراءة براءة والنداء بهؤلاء الكلمات ـ وعلى هذا أهل المغازي ـ . 196 ـ وبهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، حدثنا أبو عمرو بن السماك ، حدثنا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله ـ وهو أحمد بن حنبل ـ قال : حدثني وكيع ، قال : قال اسرائيل ، قال أبو إسحاق ، عن زيد بن يثيع . عن أبي بكر : ان النبي صلى الله عليه وآله بعثه ببراءة إلى أهل مكة : لا يحج العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول الله مدة فأجله إلى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله قال : فسار بها ثلاثاً ثم قال لعلي : الحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت ، قال ففعل ، فلما قدم على النبي أبو بكر بكى ، وقال : يا رسول الله احدث في شيء ؟ قال لا ، ولكن امرت ان لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني (1) . 197 ـ وبهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، اخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آبادي ، حدثنا أبو قلابة ، حدثنا عبد الصمد وموسى بن اسماعيل قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن انس بن مالك : ان النبي صلى الله عليه وآله بعث سورة براءة مع أبي بكر ، ثم ارسل فاخذها فدفعها إلى علي وقال : لا يؤدي عني الا انا أو رجل مني ، من اهل بيتي (2) . *** ____________ (1) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 640 ـ مسنده 1 | 3 ـ تفسير الطبري 10 | 46 . (2) فضائل الصحابة 2 | 562 ـ مسنده 3 | 212 مع اختلاف يسير . ( 166 ) الفصل السادس عشر في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين وبيان ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله في حيازته من الفضائل بذلك وهي أربعة فصول : الفصل الأول في بيان محاربة الكفار 198 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا علي بن أحمد ابن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن حارثة ، عن علي في قصة بدر ، قال : فنزل عتبة واتبعه أخوه شيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فقال : من يبارز ؟ فانتدب له شاب من الأنصار فقال : لا حاجة لنا في قتالكم ، إنا نريد بني عمنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قم يا علي ، قم يا حمزة ، قم يا عبيدة ، فقتل حمزة عتبة ، وقال علي : عمدت إلى شيبة فقتلته ، واختلف الوليد وعبيدة ضربتين فأثخن كل واحد منهما صاحبه ، قال : فملنا على الوليد فقتلناه واسرنا منهم سبعين وقتلنا منهم سبعين (1) . ____________ (1) سنن البيهقي 3 | 276 ـ مستدرك الصحيحين 2 | 385 . ( 167 ) 199 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا علي بن حماد ، حدثنا محمد بن المغيرة ، حدثنا القاسم بن الحكم ، حدثنا مسعر ، عن الحكم بن عتيبة عن عيينة ، عن مقسم ، عن ابن عباس : ان رسول الله صلى الله عليه وآله دفع الراية إلى علي يوم بدر وهو ابن عشرين سنة (1) . 200 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الاموي ببخارى ، حدثنا أبو أيوب سليمان بن أحمد بن يحيى الثغرى بحمص ، حدثنا أبو عمارة محمد ابن أحمد بن يزيد بن المهتدى ، حدثنا عبد الجبار بن عبد الله ، حدثنا سليمان ابن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر : هذا رضوان ملك من ملائكة الله ينادي : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (2) . 201 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله بن الحسين الغضائري ببغداد ، حدثنا أبو جعفر الرزاز ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، حدثنا يونس بن بكير ، عن المسيب بن مسلم الازدي ، حدثنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومين لا يخرج ، فلما نزل خيبر اخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس ، وأن أبا بكر أخذ راية رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : مستدرك الصحيحين 3 | 111 ـ مناقب ابن المغازلي | 366 و434 الاغاني لابي الفرج الاصفهاني 4 | 175 ـ وليس فيه « ابن عشرين » ورواه أحمد في فضائل الصحابة 2 | 650 مع اختلاف يسير . (2) مناقب ابن المغازلي | 198 ـ ذخائر العقبى | 74 . ( 168 ) نهض فقاتل قتالاً شديداً ، ثم رجع ، فاخذها عمر فقاتل قتالا هو أشد من القتال الأول ، ثم رجع ، فاخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأعطينها غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يأخذها عنوة ، وليس ثم علي ، فتطاولت لها قريش ورجا كل واحد منهم ان يكون صاحب ذلك ، فاصبح وجاء علي على بعير له حتى اناخ (1) قريباً وهو ارمد قد عصب عينه بشقة برد قطرى (2) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : مالك ؟ قال رمدت بعدك ، فقال ادن منى ، فتفل في عينه فما وجعها حتى مضى لسبيله ، ثم اعطاه الراية فنهض بالراية معه وعليه جبة ارجوان حمراء ، قد أخرج خملها فأتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مظهر (3) يمانى ، وحجر وقد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يقول : قد علمت خيبر أنى مرحب * شاكـى السلاح بطل مجرب إذا الليـوث اقبلـت تلهب * واحجمت عن صولة المغلب قال علي عليه السلام : انا الذي سمتنى امي حيدرة * هزبر غابات شديـد القسورة أكيلكم (4) بالسيف كيل السندرة (5) فاختلفا ضربتين فضربه علي فقد الحجر والمغفر ورأسه ، حتى وقع في ____________ (1) اناخ الجمل : ابركه ، برك البعير : ناخ في موضع فلزمه ـ مجمع البحرين . (2) البرود القطرية : حمر لها اعلام فيها بعض الخشونة ـ لسان العرب . (3) الخمل : الهدب ، والهدب طرف الثوب الذي لم ينسج ـ المظهر : القوى الظهر . (4) في [ ر ] اكيلهم . (5) السندرة : مكيال واسع أي اقتلكم قتلاً واسعاً ذريعاً . ( 169 ) الاضراس وأخذ المدينة (1) . 202 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنى أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق قال : وخرج عمرو بن عبد ود فنادى : من يبارز ؟ فقام علي فقال : انا لها يا نبي الله ، فقال : انه عمرو ، اجلس ، ونادى عمرو : ألا رجل وهو يؤنبهم ويقول : اين جنتكم التى تزعمون أنه من قتل منكم دخلها ، أفلا تبرزون الي رجلاً ؟ فقام علي فقال : يا رسول الله انا ، فقال : انه عمرو ، قال : وان كان عمراً ، فاذن له رسول الله صلى الله عليه وآله فمشى إليه حتى أتاه وهو يقول : لا تعجـلـن فلقــد اتــا * ك مجيب صوتك غير عاجز ذو نـيــة وبـصـيــرة * والصـدق منجا كل فائــز إنــي لارجـو ان اقيــم * عليـك نائحــة الجنائــز من ضربة نجـلاء يبقــى * ذكرهــا عنـد الهزاهـز فقال له عمرو : من أنت ؟ قال : أنا علي ، قال ابن عبد مناف ؟ قال أنا علي بن أبي طالب ، قال : غيرك يابن أخي من أعمامك ، فانى اكره ان اهريق دمك ، فقال علي : لكني والله ما اكره أن اهريق دمك ، فغضب ونزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ، ثم أقبل نحو علي مغضبا ، واستقبله على بدرقته (2) فضربه عمرو في الدرقة ، فقدها وأثبت فيها السيف ، وأصاب رأسه فشجه وضربه علي على حبل العاتق فسقط وثار العجاج ، وسمع رسول الله ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : مناقب ابن المغازلي | 176 مسند أحمد 1 | 199 ـ فضائل الصحابة له 2 | 564 ـ الطبقات لابن سعد 2 | 110 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 38 . (2) الدرقة جمع درق : الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب . ( 170 ) صلى الله عليه وآله التكبير ، فعرف أن عليا قد قتله ، ثم اقبل علي نحو رسول الله صلى الله عليه وآله ووجهه يتهلل (1) . 203 ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، حدثنا أبو حاتم محمد ابن عبد الواحد بن محمد الخزاعي املاء لفظا ، أخبرني أبو محمد ابراهيم بن محمد بن أسد بن عبد الملك السروي الحافظ ، حدثنا صالح بن أحمد بن يونس الهروي ، حدثنى علي بن أحمد بن عبد الرحمان الدمشقي ، حدثنا ضمرة ابن ربيعة ، عن مالك بن أنس ، عن ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلما أصبح قال : أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا : أرمد العين ، قال : ائتونى به فاتى به فلما أتاه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ادن مني فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب عليه السلام من بين يديه وكأنه لم يرمد (2) . 204 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبي شيرويه ، أخبرنا ____________ (1) مستدرك الصحيحين 3 | 32 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 1 | 169 ـ ح | 217 . (2) الحديث رواه عدة من الحفاظ منها : أبو نعيم في حلية الاولياء 1 | 65 ـ ابن سعد في الطبقات 2 | 111 ـ الخطيب في تاريخ بغداد 8 | 5 . ( 171 ) أبو الفضل ، أخبرنا أبو علي ، أخبرنا أحمد بن نصر ، حدثنا صدقة بن موسى ، حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن ابن عباس قال : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام عمرو بن عبد ود ، دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسيفه يقطر دماً ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله كبر ، فكبر المسلمون ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : اللهم اعط عليا فضيلة لم تعطها أحداً قبله ، ولا تعطيها أحداً بعده ، فهبط جبرئيل ومعه اترجة من الجنة ، فقال له : ان الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول لك حى بهذه علي بن أبي طالب ، فدفعها إليه فانفلقت في يده فلقتين ، فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة : تحية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب (1) . الآثار : 205 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرني والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول : سمعت أحمد بن عبد الجبار العطاردي يقول : سمعت يحيى بن آدم يقول : ما شبهت قتل علي عمراً إلا بقول الله عزوجل (2) : « فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت » (3) . 206 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ____________ (1) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 127 ح | 62 مع اختلاف في ذيل الحديث ورواه أيضا الكنجي في كفاية الطالب | 77 . (2) البقرة : 251 . (3) مستدرك الصحيحين 3 | 34 . ( 172 ) الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن بعض أهله ، عن أبي رافع ـ مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ـ قال : خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله برايته ، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود ، فطرح ترسه من يده فتناول علي باب الحصن فترس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم القاه من يده فلقد رأيتنى في نفر من سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب ما استطعنا ان نقلبه (1) . 207 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، اخبرنا أبو عبد الله الصفار ، حدثنا ابراهيم بن اسماعيل الشوطي ، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ، حدثنا المطلب بن زياد ، عن ليث ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله قال : حمل علي عليه السلام باب خيبر يومئذ فجرب بعده فلم يحمله إلا أربعون رجلا (2) . 208 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق بن يسار قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام حين ناول فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله السيف : أفاطم هاك السيف غيــر ذميـم * فلست بـ رعديد ولا بلئيــم لعمري لقد اعذرت عن نصر أحمد * ومرضــاة رب بالعباد رحيم ____________ (1) الحديث رواه أحمد في المسند 6 | 8 ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 261 . (2) تاريخ بغداد 11 | 342 وفيه جربوه . . كنز العمال 13 | 136 مع اختلاف يسير ورواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 261 . ( 173 ) قال ابن اسحاق : وسمع في ذلك اليوم ، وهاجت ريح شديدة فسمع مناد ينادي ؛ يقول : لا سيـف إلا ذو الفقــار * ولا فتــى إلا عـلــي فــإذا ندبـتــم هالكـا * فابكوا الوفى اخا الوفى (1) 209 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو هاشم ، عن أبي مجلز ، عن أبي قيس بن عباد القيسي قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما ان هذه الآية : « هذان خصمان اختصموا في ربهم » (2) نزلت في الذين برزوا يوم بدر الثلاثة : والثلاثة حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة والوليد (3) أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث هشيم . 210 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا أحمد بن كامل بن خالد بن كامل القاضي ، حدثنا العباس بن حمد ، حدثنا سعيد بن يحيى بن الازهر ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن مازن العابدي قال : قال علي ابن أبي طالب : ما وحدت من قتال القوم بداً أو الكفر بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وآله (4) . ____________ (1) سيرة ابن هشام 2 | 100 مع اختلاف تاريخ الطبري 2 | 211 ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 252 . (2) الحج : 19 . (3) حديث مشهور رواه الحفاظ الاثبات منها : البخاري في صحيحه 5 | 95 ـ كتاب المغازلي وكتابا لتفسير [ سورة الحج : 19 ـ 21 ] ـ مسلم في صحيحة كتاب التفسير 8 | 246 وابن المغازلي في مناقبه | 264 والحاكم في مستدركه 2 | 386 . (4) رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 220 وفيه : عن ابن نباته ـ انساب الاشراف للبلاذرى 2 | 236 عن طارق بن شهاب . ( 174 ) وللسيد الحميري : وعلي يــوم بـدر عممت * كفه السيف وليــداً فانعفر ذاك يرويه سليمـان لنــا * صدق الاعمش في ذاك وبر وحد الله ولـم يشـرك بـه * وقريش أهـل عـود وحجر وللصاحب كافي الكفاة : من كمولانــا علــي * والوغى تحمي لظاهــا من يصيد الصيد فيهــا * بالضبــا حين انتضاها انتضاها ثم امضاهــا * عليهم فارتضــاهــا من له في كـل يــوم * وقعــات لا تضـاهـي كم وكم حرب عقام (1) * سد بالصمصـام فاهــا اذكـرا افعــال بدر * لست ابغى ما سواهــا اذكرا غـزوة احــد * انه شمـس ضحاهــا اذكرا حرب حنيــن * إنـه بــدر دجاهــا واذكرا الاحزاب تعلـم * إنه ليث شـراهــا (2) واذكرا أمـر بــراءة * واصدقانـي من تلاهــا واذكرا مهجة عمـرو * كيف أقناهـا تجـاهــا واذكرا من زوج الـز * هراء كيـمـا يتباهــى واذكرا بكرة طيــر * فلقــد طــار نباهـا واذكرا لي قلل العلـم * ومـن حــل ذراهــا حاله حالة هــارون * لموســى فـافهمـاهـا أعلــى حب على لا * مني القــوم سفـاهــا ____________ (1) حرب عقام : شديدة لا يلوى فيها احد على احد يكثر فيها القتل ويبقى النساء أيامي ـ لسان العرب . (2) الشرى : تقدم معناه . ( 175 ) اهملوا قرباه جهلا * وتخطوا مقتضاها ردت الشمس عليه * بعد ما غاب سناها أول النـاس صلاة * جعل التقوى حلاها الفصل الثاني في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 211 ـ أخبرني الشيخ الامام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله ابن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما اذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني حدثنا وقال أبو النجيب سعد ابن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ، وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني في كتابه إلى من اصفهان ـ سنة ثمان وثمانين واربعمائة ـ عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا محمد بن علي بن دحيم ، حدثنا أحمد بن حازم ، أخبرنا شهاب بن عباد ، حدثنى جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام ما يلقى من بعده ، قال : فبكى وقال : أسألك بحق قرابتي وبحق صحبتي الا دعوت الله لي ان يقبضني الله ، قال يا علي تسألني ان ادعو الله لأجل مؤجل ، قال : فقال : يارسول الله على ما اقاتل القوم ؟ قال : على الاحداث في الدين . 212 ـ وبهذا الاسناد عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا ، حدثنا محمد بن علي بن دحيم ، حدثنا أحمد بن حازم ، حدثنا عثمان بن ( 176 ) محمد ، حدثنا يونس بن أبي يعقوب ، حدثنا حماد بن عبد الرحمان الانصاري ، عن أبي سعيد التميمي ، عن علي عليه السلام قال : عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله ان اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقيل له : يا أمير المؤمنين من الناكثون ؟ قال : الناكثون اصحاب الجمل ، والمارقون الخوارج ، والقاسطون أهل الشام (1) 213 ـ وبهذا الأسناد عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا ، حدثنا محمد بن أحمد البرزاز ، حدثنا جدى محمد بن الخطاب ، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدثنا عبد الجبار بن العباس ، عن عمار الدهنى ، عن سالم بن أبي الجعد قال : ذكر النبي صلى الله عليه وآله خروج بعض امهات المؤمنين ، فضحكت عايشة فقال : انظري يا حميرا لا تكونين هي ، ثم التفت إلى علي بن أبي طالب فقال : يا أبا الحسن ان وليت من امرها [ شيئاً ] فارفق بها (2) . 214 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثنا محمد بن الحسين الدقاق البغدادي ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي ، حدثنا يحيى بن يعلى ، حدثنا عمر بن يزيد ، حدثنا عبد الله بن حنظلة ، حدثنى شهر بن حوشب قال : كنت عند ام سلمة « رض » فسلم رجل ، فقيل من أنت ؟ قال : أنا أبو ثابت مولى أبي ذر ، قالت : مرحباً بأبي ثابت ، أدخل فدخل فرحبت به فقالت : اين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها ، قال مع علي بن ____________ (1) اسد الغابة لابن اثير الجزري : 4 | 33 . (2) مستدرك الصحيحين 3 | 119 . ( 177 ) أبي طالب عليه السلام ، قالت وفقت والذي نفس ام سلمة بيده لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ولقد بعثت إبنى عمر ، وابن أخى عبد الله ـ أبي امية ـ وأمرتهما ان يقاتلا مع علي من قاتله ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله امرنا أن نقر في حجالنا أو في بيوتنا ، لخرجت حتى أقف في صف علي (1) . 215 ـ وأخبرني أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي هذا ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا عبدوس هذا كتابة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثنى محمد بن عبد الله بن الحسين ، حدثنا علي بن الحسين بن اسماعيل ، حدثنا محمد بن الوليد العقيلي ، حدثنى قثم بن أبي قتادة الحراني ، حدثنا وكيع ، عن خالد النواء ، عن الأصبغ بن نباتة قال : لما ان اصيب زيد بن صوحان يوم الجمل ، أتاه علي وبه رمق ، فوقف عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو لما به فقال : رحمك الله يا زيد ، فوالله ما عرفناك إلا خفيف المؤنة ، كثير المعونة ، قال : فرفع إليه رأسه فقال وأنت ، يرحمك الله ، فوالله ما عرفتك إلا بالله عالما ، وبآياته عارفا ، والله ما قاتلت معك من جهل ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : علي أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ألا وان الحق معه ، ألا وان الحق معه يتبعه ، ألا فميلوا معه (2) . 216 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ____________ (1) نظيره في مستدرك الصحيحين 3 | 119 و124 ـ ورواه أيضا الجويني | في فرائد السمطين 1 | 177 . (2) رواه الكشي في رجاله | 63 ـ انساب الاشراف 2 | 163 مع اختلاف في المتن . ( 178 ) الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدى شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، حدثنا عبيدالله بن موسى ، حدثنا ابو ميمونة ، عن أبي بشير الشيباني قال : لما قتل عثمان ، اختلف الناس في علي يقولون له : نبايعك ومعهم طلحة والزبير والمهاجرون والانصار ، فقال لا حاجة لى في الإمرة ، انظروا إلى من تختارون اكون معكم ، قال فاختلفوا إليه أربعين ليلة ، فابوا عليه إلا أن يكون يفعل ، وقالوا نحن منذ أربعين ليلة ليس أحد يأخذ على سفيهنا ، قال على : اصلى بكم ويكون مفتاح بيت المال بيدي وليس أمرى دونكم ، أترضون بهذا ؟ قالوا نعم ، قال وليس أن أعطى أحداً درهماً دونكم ؟ قالوا : نعم ، يقول ذلك لهم ثلاثة أيام ، قالوا نعم ، فقعد على المنبر وبايعه الناس قال فنزل واعطى كل ذي حق حقه ، وسكن الناس وهدؤا قال فلم يكن إلا يسيراً حتى دخل عليه طلحة والزبير فقالا . يا أمير المؤمنين ان أرضنا أرض شديدة ، وعيالنا كثير . ونفقتنا كثيرة ، قال : الم أقل لكم اني لا أعطى أحدا دون أحد ؟ قالوا بلى قال فأتوا باصحابكم فان رضوا بذلك أعطيتكم وإلا لم أعطكم دونهم ، ولو كان عندي شيء اعطيتكم من الذي لي لو انتظرتم حتى يخرج عطائي أعطيتكم من عطائي قالوا ما نريد من الذي لك شيئاً ، وخرجا من عنده فلم يلبثا إلا قليلاً حتى دخلوا عليه فقالوا ائذن لنا في العمرة ؟ قال : ما تريدون العمرة ولكن تريدون الغدرة ، قالوا كلا قال قد اذنت لكما ، اذهبا ، قال فخرجوا حتى أتوا مكة وكانت ام سلمة وعائشة بمكة فدخلوا على ام سلمة فقالوا لها وشكوا إليها فوقعت فيهما وقالت انتم تريدون الفتنة ونهتهم عن ذلك نهياً شديداً ، قال فخرجوا من عندها حتى أتوا عائشة فقالوا لها مثل ذلك ، وقالوا نريد أن تخرجي معنا نقاتل هذا الرجل قالت نعم . ( 179 ) قال فكتب أمير مكة إلى علي : أن طلحة والزبير جاءا فاخرجا عائشة ، ما ندري أين خرجوا بها (1) فصعد المنبر فدعا الناس فقال : انا كنت أعلم بكم فأبيتم ، قالوا وما ذاك ؟ قال : ان طلحة والزبير أتياني فذكرا حالهما ، فقلت : ليس عندي شيء ، فاستأذناني في العمرة ، فقد أخرجا عائشة إلى البصرة تقاتلكم ، قالوا : نحن معك فمرنا بامرك ، قال : ان هؤلاء يجتمعون عليكم وارضكم شديدة ، سيروا أنتم إليهم ، وكتب إلى أمير الكوفة : يستنفر الناس قال : فاجتمعوا بالبصرة فقال علي : من ياخذ المصحف ثم يقول لهم ماذا تنقمون ، تريقون دماءنا ودمائكم ؟ فقال رجل : انا يا أمير المؤمنين ، قال : انك مقتول ، قال : لا ابالي ، قال : خذ المصحف قال : فذهب إليهم فقتلوه ، ثم قال من الغد مثل ما قال بالامس ، فقال رجل : انا ، قال : انك مقتول كما قتل صاحبك بالامس ، قال : لا ابالى ، قال فذهب فقتل ، ثم قتل آخر كل يوم واحد فقال علي : قد حل لكم قتالهم الآن ، قال فبرز هؤلاء وهؤلاء فاقتتلوا قتالاً شديداً ، قال وقتل طلحة في المعركة وانهزم أصحاب الجمل ، قال وعايشة واقفة على بعيرها ليس عندها أحد ، فقال علي لمحمد بن أبي بكر : خذ بزمام بعير اختك ، فأتاها فقالت : من أنت ؟ قال ابنك (2) ، قالت كلا ، قال بلى ولو كرهت ، قال وقد كان علي عليه السلام قبل ذلك قال أين الزبير ؟ قالوا هوذا واقف ، فأرسل إليه رسولا : ادن منى حتى أخبرك ، قال وهو في السلاح قال وعلي قباطان وبرنس وسيف وقلنسوة ، فقال له الحسن : يا أمير المؤمنين ذاك في السلاح وليس عليك إلا ما أرى ، قال له علي : أنته عني ، قال فدنا كل واحد منهما من الآخر حتى اختلفت رؤوس دابتيهما ، فقال له علي : تذكر يوم كنت أنا وأنت في مكان كذا وكذا ، فمر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : لتقاتلن هذا وأنت ظالم له ؟ قال له الزبير : ذكرتني ما قد ____________ (1) الامامة والسياسة 1 | 62 . (2) مراده ان عائشة ام المؤمنين . ( 180 ) نسيت ، فلن أسل عليك سيفا فأدبر ، فقال له عبد الله ابنه : ما هذا الذي ذكر لك علي ؟ قال : ذكرني شيئا كنت قد نسيته ، فقال : بعد ما أخرجت القوم تتركهم وتذهب ، قال ابو بشر : فرد عليهم ما كان في العسكر حتى القدر . وروى ان ابنه عبد الله وبخه بتركه القتال وقال : لعلك رأيت الموت الاحمر تحت رايات ابن أبي طالب عليه السلام ، لقد فضحتنا فضيحة لا نغسل منها رؤوسنا أبداً ، فغضب الزبير من ذلك وصاح بفرسه وحمل على أصحاب علي عليه السلام حملة منكرة ، فقال علي لأصحابه : فرجوا له فانه محرج ، فأوسعوا له ، فشق الصفوف حتى خرج منها ، ثم رجع فشقها ثانية ، ولم يطعن أحداً ولم يضرب ، ثم رجع إلى ابنه فقال : هذه حملة جبان ؟ فقال له ابنه عبد الله : فلم تنصرف عنا الآن وقد التقت حلقتا البطان ؟ فقال الزبير : يا بني ارجع والله لأخبار كان النبي صلى الله عليه وآله عهدها إلى فانسيتها حتى أذكرنيها علي فعرفتها قال : ثم خرج الزبير من عسكرهم تائباً مما كان فيه وهو ينشد ويقول : ترك الأمور التي تخشى عواقبهـا * لله أجمل في الدنيا وفـي الديـن نادى علي بأمـر لسـت أنكــره * قد كـان عمر أبيك الخير مذ حين فاخترت عاراً علـى نار مؤججـة * أنـى بقـوم لهـا خلق من الطين أخال طلحة وسط القـوم منجـدلا * ركن الضعيف ومأوى كل مسكين قد كنت أنصر احيانـا وينصرنـي * في النائبـات ويرمى من يرامينى حتى ابتلينا بامـر ضــاق مصدره * فأصبح اليــوم ما يعنيه يعنينى قال ثم مضى الزبير منفرداً وتبعه خمسة من الفرسان ، فحمل عليهم وفرقهم وفرق جمعهم ، ومضى حتى إذا صار إلى واد السباع (1) ، فنزل على قوم ____________ (1) في مراصد الاطلاع : وادي السباع الذي قتل فيه الزبير بين البصرة ومكة ووادي السباع من نواحي الكوفة . ( 181 ) من بني تميم فقام إليه عمرو بن جرموز المجاشعى ، فقال له : أبا عبد الله كيف تركت القوم ؟ فقال الزبير : تركتهم والله قد عزموا على القتال ولا شك الا وقد التقوا ، قال فسكت عنه عمرو بن جرموز وامر له بطعام وشئ من لبن فأكل الزبير وشرب ، ثم قام فصلى واخذ مضجعه ، فلما علم ابن جرموز أن الزبير قد نام ، وثب إليه فضربه بسيفه ضربة على ام رأسه فقتله (1) . قال رضي الله عنه : التقت حلقتا البطان يضرب في تناهي الأمر (2) ، لأن البطان هو الرحل ، وانما تلتقي حلقتاه وعروتاه إذا اضطرب حزام الرجل واستأخر حتى التفت عروتاه وهو لا يقدر على النزول فرقا ليشد . 217 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدى أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ، اخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا عمرو بن شيب ، حدثنا الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال : أول شهود شهدوا في الاسلام بالزور واخذوا عليه الرشا ، الشهود الذين شهدوا عند عائشة حين مرت بماء الحوأب (3) ، فقالت عائشة : ردوني ، ردوني مرتين ، فأتوها بسبعين شيخا فشهدوا أنه ماؤنا وما هو بماء الحوأب (4) . ____________ (1) رواه الطبري في وقايع سنة 36 ج 4 | 535 . (2) في [ ر ] : الشر . (3) حوأب : موضع في طريق البصرة محاذي البقرة ماءة أيضا من مياههم ـ معجم البلدان وقد تذكرت عائشة تحذير النبي صلى الله عليه وآله عن محاربة علي في موقع آخر وبمناسبة اخرى ودلك عندما احضروا لها بعيرا فلما رأته اعجبها وانشأ الجمال يحدثها بقوته وشدته ويقول : في اثناء كلامه : « عسكر » فلما سمعت هذه اللفظة استرجعت وقالت : ردوه لا حاجة لي فيه ، وذكرت حين سئلت أن رسول الله صلى الله عليه وآله ذكر لها هذا الاسم ونهاها عن ركوبه ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 | 224 . (4) انساب الأشراف 2 | 224 اطول من ذلك الامامة والسياسة 1 | 63 ـ مروج الذهب 2 | 358 . ****************** 218 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو إسحاق المدني وأبو الحسن الحافظ قالا : حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي ، حدثنا سليمان بن خالد بن صبيح ـ مولى سهل بن حنيف ـ أبو عمر الرقى حدثنا أبو علية ، عن أبي سفيان بن العلاء ، عن أبي عتيق قال : قالت عائشة : إذا مر ابن عمر فأرونيه ، فلما مر قيل لها : هذا بن عمر ، قالت : يا أبا عبد الرحمان ما يمنعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال : قد رأيت رجلا قد غلب عليك وظننت أن لا تخالفيه ، قالت : أما انك لو نهيتني ما خرجت . 219 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سفيان بن العلا هذا ، عن بن أبي عتيق قال : قالت عائشة : إذا ذكرت يوم الجمل أخذت مني هاهنا ، وتشير بيدها إلى حلقها . 220 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد ، أخبرنا أحمد بن عثمان الآدمي ، حدثنا أبو جعفر محمد بن سويد الطحان ، حدثنا سفيان بن محمد المصيصي ، حدثنا يوسف بن أسباط ، حدثنا سفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : ما ذكرت عائشة مسيرها إلا بكت حتى تبل خمارها ، وتقول : يا ليتني كنت نسياً منسياً (1). 221 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الوليد الامام وابو بكر بن قريش قالا : حدثنا الحسين بن سفيان ، حدثنا أحمد بن عبدة ، حدثنا الحسن بن الحسين ، حدثنا رفاعة بن أياس الضبي ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا مع علي يوم الجمل ، فبعث إلى طلحة بن عبيدالله أن القني فأتاه ، فقال : نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، ____________ (1) تاريخ بغداد 9 | 185 ـ ونظيره في انساب الاشراف 2 | 265 . ( 183 ) وعاد من عاداه ، قال نعم ، قال فلم تقاتلني ؟ قال : لم اذكر ، قال فانصرف طلحة (1) . 222 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان ، أخبرنا أبو عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا بن نمير ، حدثنا وكيع ، حدثنا اسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس قال : كان مروان مع طلحة والزبير يوم الجمل ، فلما نشبت الحرب ، قال مروان لا اطلب بثأري بعد اليوم ، فرماه بسهم فاصاب ركبته (2) ـ يعني طلحة ـ . 223 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو نصر بن عمر بن عبد العزيز عمر بن قتادة ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ، حدثنا أبو جعفر الحضرمي مطين ، حدثنا جندل بن والق ، حدثنا محمد بن عمر المازني ، عن أبي عامر الانصاري ، عن بلال بن ثور بن مجزأة السدوسي ، عن أبيه ، عن جده قال : مررت بطلحة وهو صريع بآخر رمق ، فقال : من أنت ؟ فانى أرى وجهك كالقمر ليلة البدر ؟ قال قلت : رجل من أصحاب أمير المؤمنين ، قال : فمد يدك أبايعك لأمير المؤمنين ، فبسطت يدي فبايعني ، ثم قضى نحبه فاتيت علياً فأخبرته بمقالته ، فقال : الله اكبر صدق الله ورسوله ، أبي الله أن يدخله الجنة الا وبيعتي في عنقه ، وأما الزبير بن العوام فانه أيضاً خرج يطلب بدم عثمان ثم تلهف على ذلك حين أحس الفتنة . قال رضي الله عنه : وذكر ابن اعثم في فتوحه : أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كتب إلى طلحة والزبير قبل قتال الجمل اخذاً للحجة عليهما : أما بعد فقد علمتما اني لم أرد الناس حتى أرادوني ، ولم ابايعهم حتى اكرهوني ، وانتما ممن أراد بيعتي وبايعوا ، ولم تبايعا لسلطان غالب ولا لغرض ____________ (1) مروج الذهب 2 | 364 . (2) رواه البلاذري في انساب الاشراف 2 | 246 اطول من ذلك . ( 184 ) حاضر (1) ، فإن كنتما بايعتما طائعين ، فتوبا إلى الله وارجعا عما أنتما عليه ، وان كنتما مكروهين فقد جعلتما لي السبيل (2) عليكما باظهاركما الطاعة وكتمانكا المعصية ، وأنت يا زبير فارس قريش ، وأنت يا طلحة شيخ المهاجرين ودفعكما هذا الأمر قبل ان تدخلا فيه أوسع لكما من خروجكما منه بعد إقراركما (3) وكتب إلى عائشة : أما بعد ، فإنك قد خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وآله ، تطلبين أمراً كان عنك موضوعاً ثم تزعمين أنك تريدين الاصلاح بين المسلمين ، فخبريني ما للنساء وقود العساكر والاصلاح بين الناس ؟ وطلبت كما زعمت بدم عثمان وعثمان رجل من بني أمية ، وأنت امرأة من بني تيم بن مرة ، ولعمر الله ان الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم اليك ذنبا من قتلة عثمان ، وما غضبت حتى اغضبت ولا هجت حتى هيجت ، فاتق الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك سترك والسلام (4) . وروى : انه راسلهم مرة بعد اخرى ليكفوا عن الحرب ، وحمل زيد ابن صوحان وعبد الله بن عباس رسالاته إليهم ، فلما لم يجيبوا إلى ذلك جمع من تابعه من الناس من اهل بيعته فخطبهم فقال : يا أيها الناس اني قد تأنيت هؤلاء القوم وراقيتهم وناشدتهم كيما يرجعوا ويرتدعوا ، فلم يفعلوا ولم يستجيبوا وقد بعثوا إلي ان ابرز إلى الطعان واثبت للجلاد وقد كنت وما اهدد بالحروب ولا أدعى إليها وقد انصف من راماها ، ولعمري لئن ابرقوا ____________ (1) هكذا في الأصلين ولكن في شرح لنهج البلاغة لابن أبي الحديد : « لحرص حاضر » وفي شرح لنهج البلاغة لعبده : « لعرض حاضر » وفي هامشه : والعرض ، بفتح فسكون ـ أو بالتحريك ـ : هو المتاع ، وما سوى النقدين من المال ومعناه ولا لطمع في مال حاضر . (2) السبيل : الحجة . (3) شرح نهج البلاغة لعبده ولابن أبي الحديد 17 | 131 الكتاب | 54 . (4) الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري 1 | 70 . ( 185 ) وارعدوا فلقد عرفوني وراوا نكايتي القارة ، أنا أبو الحسن الذي فللت حدهم ، وفرقت جماعتهم فبذلك القلب القى عدوي وأنا على بينة من ربي لما وعدني من النصر والظفر ، واني لعلي غير شبهة من أمري ، ألا ان الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ، ومن لم يقتل يمت ، وان أفضل الموت القتل ، والذي نفس على بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة الفراش ، ثم رفع يده إلى السماء وهو يقول : اللهم ان طلحة بن عبيدالله اعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتى ، اللهم فعاجله ولا تمهله ، اللهم وان الزبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوي ونصب الحرب لي وهو يعلم انه ظالم لي ، فاكفنيه كيف شئت وانى شئت . قال « رض » أنصف القارة من راماها ، القارة قبيلة وهم عضل والديش وهم ابناء الهون بن خزيمة ، سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم ، تشبيهاً بالقارة التي هي الاكمة ، وقد أراد الشداخ أن يفرقهم في قبائل كنانة فقال رجل منهم : دعونا قارة لا تنفرونـا * فنجفل مثل اجفال الظليم أي دعونا مجتمعين ، وكانوا رماة الحدق زعموا أن أربعين منهم احسوا بشيء في الليلة المظلمة فرموه فاصبحوا فرأوا الأربعين سهما في هرة (1) والتقى قاري واسدى فقال القاري : ان شئت صارعتك ، وأن شئت راميتك ، وان شئت سابقتك ، فاختار الاسدي المراماة ، فقال القاري : قد علمت سلمى ومن والاها * إنا نصـد الخيل من هواها قد انصف القارة من راماها * إنــا إذا ما فئــة نلقاها نرد اولاها على أخراهــا * نردهـا داميــة كلاهـا ثم انتزع القاري له بسهم فشك به فؤاده ، ضربه أمير المؤمنين مثلا فيمن ____________ (1) وفي [ ر ] : هزة وهو تصحيف . ( 186 ) أختار محاربته وهو ابن بجدتها (1) فقد انصفه . قال رضي الله عنه : ولما تقابل العسكران : عسكر أمير المؤمنين علي عليه السلام وعسكر أصحاب الجمل ، جعل أهل البصرة يرمون أصحاب علي بالنبل حتى عقروا منهم جماعة ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين انه قد عقرنا نبلهم فما انتظارك بالقوم ، فقال علي : اللهم اني اشهدك اني قد اعذرت وانذرت فكن لي عليهم من الشاهدين ، ثم دعا على بالدرع ، فأفرغها عليه وتقلد بسيفه واعتجر بعمامته واستوى على بغلة النبي صلى الله عليه وآله ، ثم دعا بالمصحف فأخذه بيده وقال : يا أيها الناس من ياخذ هذا المصحف فيدعوا هؤلاء القوم إلى ما فيه ؟ قال فوثب غلام من مجاشع يقال له مسلم ، عليه قباء أبيض ، فقال له : انا آخذه يا أمير المؤمنين ، فقال له علي : يافتى ان يدك اليمنى تقطع فتأخذه باليسرى فتقطع ، ثم تضرب عليه بالسيف حتى تقتل ، فقال الفتى : لا صبر لي على ذلك (2) يا أمير المؤمنين ، قال فنادى علي ثانية ، والمصحف في يده ، فقام إليه ذلك الفتى وقال : أنا آخذه يا أمير المؤمنين ، قال فاعاد عليه على مقالته الاولى ، فقال الفتي : لا عليك يا أمير المؤمنين فهذا قليل في ذات الله ، ثم اخذ الفتى المصحف وانطلق به إليهم ، فقال : يا هؤلاء ، هذا كتاب الله بيننا وبينكم ، قال فضرب رجل من أصحاب الجمل يده اليمنى فقطعها ، فأخذ المصحف بشماله فقطعت شماله ، فاحتضن المصحف بصدره فضرب عليه حتى قتل ـ رحمة الله عليه ـ قال فنظرت إليه امه فرثته بأبيات من الشعر ، قال ثم رفع علي رأيته إلى ابنه محمد بن الحنفية وقال : تقدم يا بني ، فتقدم محمد ثم وقف بالراية لا يبرح بها ، ____________ (1) هو ابن بجدتها : يقال للعالم المتقن ، واصله الدليل الهادي في الصحراء ، ومن لا يبرح عن قوله ـ المعجم الوسيط . (2) في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ـ لأصبر على ذلك . ( 187 ) فصاح به علي : اقتحم لا ام لك ، فحمل محمد بالراية وطعن بها في أصحاب الجمل طعناً منكراً ، وعلي ينظر فاعجبه ما رأى من فعاله فجعل يقول عليه السلام : اطعن بها طعن أبيــك تحمد * لا خير في الحرب إذا لم توقد قال فقاتل بالراية محمد بن الحنفية ساعة ، ثم رجع وضرب علي بيده إلى سيفه فاسله ، ثم حمل على القوم فضرب فيهم يمينا وشمالاً ، ثم رجع وقد انحنى سيفه فجعل يسويه بركبته فقال له أصحابه : نحن نكفيك ذلك يا أمير المؤمنين ، فلم يجب أحداً حتى سواه ثم حمل ثانية حتى اختلط فيهم ، فجعل يضرب فيهم قدما حتى انحنى سيفه ، ثم رجع إلى أصحابه ووقف يسوي السيف بركبته وهو يقول : والله ما أريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة ، ثم التفت إلى ابنه محمد بن الحنفية وقال : هكذا فاصنع يا بني (1) ثم تقدم رجل من أصحاب الجمل يقال له عبد الله بن يبرى فجعل يرتجز ويقول : يا رب أني طالب أبا الحسن * ذاك الذي يعرف حقاً بالفتن ذاك الذي نطلبه على الاحن * ونقضـه شريعة من السنن قال فخرج إليه علي وهو يقول : ان كنت تبغي ان ترى أبا حسـن * وكنت ترميــه بايثار الفتـن فاليوم تلقـاه مليــا فاعلمــن * بالضرب والطعن عليما بالسنن قال ثم شد عليه علي بالسيف فضربه ضربة هتك بها عاتقه فسقط قتيلاً ، فوقف عليه علي وقال : قد رأيت أبا الحسن فكيف رأيته ؟ (2) قال وخرج أخوه عبد الله بن يبرى وهو يرتجز ويقول : أضربكم ولو أرى علياً * عممته أبيض مشرفياً واسمراً عنطنطا خطيا * ابكي عليه الولد والوليا ____________ (1) و(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 | 257 و9 | 111 و1 | 256 . ( 188 ) قال : فخرج إليه علي عليه السلام متنكرا وهو يقول : يا طالبا في حربه عليا * يمنحه أبيض مشرفيا أثبت لتلقاه بها عليـا * مهذبـاً سميدعاً كميا قال ثم حمل عليه علي فضربه ضربة على وجهه فرمى بنصف رأسه ، وأنصرف علي يريد إلى أصحابه ، فصاح به صائح من ورائه والتفت فإذا بعبدالله بن خلف الخزاعي ـ وهو صاحب منزل عائشة بالبصرة ـ فلما رآه علي عليه السلام عرفه فنادى : ما تشاء يابن خلف ؟ قال هل لك في المبارزة ؟ قال علي عليه السلام : ما اكره ذلك ولكن ويحك يابن خلف ما راحتك في القتل ، وقد علمت من أنا ، فقال عبد الله بن خلف ، زرني من بذخك يابن أبي طالب وادن مني لترى أينا يقتل صاحبه فثنى إليه علي عليه السلام عنان فرسه ، قال : والتقيا للضراب فبدره عبد الله بن خلف بضربة ، دفعها علي عليه السلام بححفته ، ثم ضربه ضربة رمى بيمينه ثم ثناه بأخرى ، فاطار قحف رأسه (1) (2) . قال « رضي الله عنه » العنطنط : الطويل المضطرب ، والسميدع : السيد الكريم الموطأ الاكتاف . وجال الأشتر بين الصفين وقتل من شجعان أهل الجمل جماعة واحداً بعد واحد مبارزة ، وكذلك عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر واشتبكت الحرب بين العسكرين واقتتلوا قتلاً شديداً لم يسمع بمثله ، وقطعت على خطام الجمل ثماني وتسعون يداً ، وصار الهودج كأنه القنفذ (3) مما فيه من النبل والسهام ، واحمرت الارض بالدماء ، وعقر الجمل من ورائه فعج (4) ورغا ، فقال علي : عرقبوه فانه شيطان ، ثم التفت إلى محمد بن أبي بكر وقال : انظر ____________ (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 | 261 . (2) قحف الرأس : فوق الدماغ ـ النهاية . (3) و(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 | 262 ـ 266 . ( 189 ) إذا عرقب الجمل فادرك اختك فوارها ، وقد عرقب الجمل فوقع لجنبه وضرب بجرانه الارض ، ورغا رغاء شديداً وبادر عمار بن ياسر فقطع أنساع الهودج بسيفه واقبل علي عليه السلام على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فقرع الهودج برمحه ، ثم قال : يا عائشة اهكذا أمرك رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقالت عائشة [ يا ] أبا الحسن قد ظفرت فأحسن ، وملكت فاسجح ، وقال علي عليه السلام لمحمد بن أبي بكر : شأنك باختك فلا يدنو أحد سواك ، فأدخل محمد يده إلى عائشة فاحتضنها ، ثم قال : اصابك شيء ؟ قالت لا ، ولكن من أنت ويحك فقد مسست مني ما لا يحل لك ؟ فقال محمد : اسكتي فأنا محمد أخوك ، فعلت بنفسك ما فعلت ، وعصيت ربك وهتكت سترك وابحت حرمتك ، وتعرضت للقتل ، ثم ادخلها البصرة وانزلها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي (1) . قال رضي الله عنه : ومن كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في ذم البصرة وأهلها : « كنتم جند المرأة واتباع البهيمة ، رغا فأجبتم ، وعقر فهربتم ، أخلاقكم دقاق ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم زعاق ، المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه ، كأني بمسجدكم كجوجؤ سفينة قد بعث إليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها » (2) . قال « رض » الزعاق : الماء الشديد الملوحة . الفصل الثالث في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 224 ـ أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار ____________ (1) انساب الاشراف 2 | 249 اقصر من ذلك . (2) خطبة 6 من نهج البلاغة لصبحي الصالح . ( 190 ) الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ، حدثنا الحسين بن الحكم الحبري ، حدثنا اسماعيل بن أبان ، حدثنا اسحاق ابن ابراهيم الإزدي عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول الله أمرتنا بقتال هؤلاء ، فمع من ؟ قال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر (1) . 225 ـ وأخبرنا أبو منصور شهردار هذا أخبرنا أبو الفتح عبدوس هذا كتابة ، أخبرنا الامام أبو بكر أحمد بن اسحاق الفقيه ، حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا زكريا بن الخزاز المقري ، حدثنى اسماعيل بن عباد المقري ، حدثنا شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فأتى منزل ام سلمة ، فجاء علي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا والله قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي (2) . 226 ـ وأخبرني أبو منصور شهردار هذا كتابة ، أخبرني أبو الفتح عبدوس هذا كتابة ، حدثنا أبو بكر محمد بن بالويه ، حدثنا الحسن بن علي ين شبيب المعمري ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا سلمة بن الفضل ، قال حدثني أبو زيد الاحول ، عن عتاب بن ثعلبة قال : حدثني أبو أيوب الانصاري في خلافة عمر بن الخطاب قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع علي بن أبي طالب عليه السلام (3) . 227 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، ____________ (1) اسد الغابة لابن الاثير 4 | 32 ـ ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 212 . (2) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 206 . (3) مستدرك الصحيحين 3 | 139 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 213 . ( 191 ) أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد السبعى النيسابوري بها ، حدثنا أبو العباس الأصم ، حدثنا ابراهيم بن مرزوق ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن سعيد بن أبي الحسن ، عن امه ، عن ام سلمة : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية (1) . 228 ـ وبهذا الأسناد عن إبراهيم بن مرزوق هذا ، حدثنا أبو داود ، حدثنا شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن امه ، عن ام سلمة : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية (2) أخرجه مسلم في الصحيح . 229 ـ وبهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله ابن بطة الاصبهاني ، حدثنا الحسن بن الجهم ، حدثنا الحسين بن الفرج ، حدثنا محمد بن عمرو ـ هو الواقدي ـ حدثني عبد الله بن الحارث ، عن أبيه ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً ، وشهد صفين وقال لا اصلي ابداً (3) حتى يقتل عمار ، فأنظر من يقتله فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : تقتله الفئة الباغية ، قال : فلما قتل عمار ، قال خزيمة : قد جازت لي الصلاة ، ثم اقترب فقاتل حتى قتل ، وكان الذي قتل عماراً ابو عادية المزني طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل وهو إبن أربع وتسعين سنة ، فلما وقع اكب عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كلاهما يقول : أنا قتلته ، ____________ (1) و(2) صحيح مسلم الجزء الثامن ـ | 186 . (3) أي لا اصلي خلف امام حتى يتبين الإمام . هكذا في المخطوطات وروى ابن سعد في طبقاته ج 3 ص 259 هكذا : أنا لا أصل أبداً . . فلما قتل عمار . . قال خزيمة : قد بانت لي الضلالة وهكذا أيضاً رواه ابن الاثير في اسد الغابة 4 | 47 . ( 192 ) فقال عمرو بن العاص : والله ان تختصمان إلا في النار ، فسمعها منه معاوية فلما انصرف الرجلان ، قال معاوية لعمرو : ما رأيت مثل ما صنعت ، قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما : انكما لتختصمان في النار ، فقال عمرو : وهو والله ذاك والله انك لتعلمه ولو ددت اني مت قبل هذا بعشرين سنة (1) . 230 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدثني محمد بن اسحاق الصفار ، حدثني وهب ـ هو بن بقية ـ (2) ، حدثني خالد يعني ـ ابن عبد الله ـ عن خالد الحذاء ، عن عكرمة : أن ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله بن عباس : انطلقا [ إلى ] ابى سعيد فاسمعا من حديثه ، فأتيناه فإذا هو في حائط له ، فلما رآنا جاء فاخذ ردائه ثم قعد فأنشا يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد قال : كنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي صلى الله عليه وآله فجعل ينفض التراب عن رأس عمار ويقول : يا عمار الا تحمل كما يحمل أصحابك ؟ قال : اني أريد الأجر من الله عزوجل قال فجعل ينفض التراب عنه ويقول : ويحك تقتلك الفئة الباغية ، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار ، قال عمار : أعوذ بالرحمان ـ أظنه قال من الفتن ـ (3) . قال أحمد بن الحسين البيهقي هذا حديث صحيح على شرط البخاري . 231 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ____________ (1) مستدرك الصحيحين 3 | 385 ورواه ابن الاثير في اسد الغابة 4 | 474 والطبقات الكبرى لابن سعد 3 | 259 . وهذا كلام قالته عائشة أيضا بعد حرب الجمل ـ انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 | 264 . (2) في [ ر ] : (خ ل) : منبه . (3) صحيح البخاري الجزء الأول ص 3 باب التعاون في بناء المسجد ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 3 | 252 و252 ـ والحديث أيضاً في الجزء الرابع منه ص 21 باب مسح الغبار عن الناس . ( 193 ) حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال حدثني بريدة بن سفيان ، عن محمد بن كعب : أن كاتب رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الصلح ، كان علي بن أبي طالب عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو ، فجعل على يتلكأ ويابى إلا أن يكتب : « محمد رسول الله » فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اكتب فان لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد ، فكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو (1) 232 ـ قال رضي الله عنه : وروى السيد أبو طالب باسناده عن علقمة والاسود قالا : أتينا أبا أيوب الانصاري فقلنا : يا أبا أيوب ، ان الله أكرمك بنبيه صلى الله عليه وآله إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفا لك ، فضيلة الله فضلك بها ، فاخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال أبو أيوب : فاني أقسم لكما : لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا البيت الذي أنتما فيه ، وما فيه غير رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي جالس عن يمينه ، وأنا جالس عن يساره ، وأنس بن مالك قائم بين يديه ، إذ تحرك الباب فقال صلى الله عليه وآله : انظر من بالباب ؟ فخرج أنس فنظر فقال : هذا عمار بن ياسر ، فقال صلى الله عليه وآله : افتح لعمار الطيب المطيب ، ففتح أنس ودخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فرحب به ثم قال لعمار : انه سيكون في امتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب ، وان سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً ، فاسلك وادى علي وخل عن الناس ، ان عليا لا يردك عن هدى ، ____________ (1) شرح النهج لابن أبي الحديد 2 | 232 و233 من الطبقة الثالثة باختلاف يسير . ( 194 ) ولا يدلك على ردى ، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله (1) قال رضي الله عنه : يقال فيه هنات وهنوات وهنيات : خصال سوء قال لبيد : إن البرى من الهنات سعيد . الآثار : 233 ـ أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الشيخ العالم محيى السنة أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أخبرنا أبو الحسين (2) محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي بقنطرة بردان (3) ، حدثنا محمد بن سعيد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي ، حدثني عمى عمرو بن عطية بن سعد ، عن أخيه الحسن بن عطية ، حدثني جدى سعد بن عبادة ، عن علي عليه السلام ، قال : أمرت بقتال ثلاثة ، القاسطين والناكثين والمارقين ، فأما القاسطون فاهل الشام ، وأما الناكثون فذكرناهم ، وأما المارقون فاهل النهروان ـ يعنى الحرورية (4) . 234 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عمر عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي ، حدثنا وهب بن جرير وأبو الوليد ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة قال : سمعت عبد الله بن سلمة يقول : رأيت عمار ____________ (1) حديث مشهور وله مصادر كثيرة منها : تاريخ الخطيب البغدادي 3 | 186 ، تاريخ ابن عساكر ترجمه الإمام علي عليه السلام 3 | 214 وفرائد السمطين للجويني 1 | 178 . (2) في [ و] : أبو الحسن . (3) قنطرة البردان ، بفتح الباء والراء : محلة ببغداد ، بناها رجل يقال له السرى بن الحطم صاحب الحطمية قرية قرب بغداد ـ معجم البلدان . (4) رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 202 واورده البلاذري في انساب الاشراف 2 | 138 عن علقمة وروى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 | 858 قطعة من الحديث . ( 195 ) بن ياسر يوم صفين شيخا آدما طويلا ، آخذ الحربة بيده ويده ترعد قال : والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات ، وهذه الرابعة ، والذي نفسي بيده لو ضربوا بنا حتى يبلغوا [ بنا ] سعفات هجر لعرفنا ان مسلحتنا على الحق وانهم على الضلالة (1) . 235 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله مكي بن بندار الزنجاني ببغداد ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن رجاء الحنفي بمصر ، حدثنا هارون بن محمد بن أبي الهيدام العسقلاني ، حدثنا عثمان بن طالوت بن عباد الجحدري ، حدثنى بشر بن أبي عمرو بن العلا ، حدثني أبي ، حدثني الذيال بن حرملة قال : سمعت صعصعة بن صوحان يقول : لما عقد علي بن أبي طالب عليه السلام أخرج لواء رسول الله صلى الله عليه وآله ولم ير ذلك اللواء مذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فعقده ، ودعا قيس بن سعد بن عبادة فدفعه إليه واجتمعت الأنصار وأهل بدر ، فلما نظروا إلى لواء رسول الله صلى الله عليه وآله بكوا فانشأ قيس بن سعد بن عبادة « رض » يقول : هذا اللـواء الذي كنــا نحف بــه * دون النبــي وجبريــل لنـا مدد ما ضر من كانت الانصــار عيبتـه * أن لا يكون لهم من غيرهم عضد (2) 236 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا محمد بن مصفى ، حدثني يحيى بن سعيد ، عن يحيى ابي معشر ، عن محمد بن قيس ، عن ابن عمارة ، عن خزيمة بن ثابت قال : ما زال جدى كافاً سلاحه حتى ____________ (1) حديث مشهور رواه جمع من الحفاظ منهم : ابن سعد في الطبقات 3 | 258 و259 ـ الحاكم في المستدرك 2 | 148 ـ أحمد في المسند 6 | 289 . (3) وقعة صفين لنصر بن مزاحم | 453 ، والابيات هذه جاءت في اسد الغابة 4 | 216 . ( 196 ) قتل عمار بصفين ، فسل سيفه فقاتل حتى قتل . قال أحمد بن الحسين البيهقي : لما قتل عمار بصفين ، اقتتل (1) أمير المؤمنين علي عليه السلام فيما زعم أهل التواريخ قتالاً شديداً وقتل من عدوه ليلة الهرير ناس كثير ، واتصلت الحرب بينهم حتى ولى اكثر أهل الشام أدبارهم ، فجعل معاوية ومن بقى معه مصاحفهم على رؤوس أرماحهم (2) وقالوا : نحن ندعوكم إلى كتاب الله عزوجل وكان ذلك منهم مكراً وحيلة ، ليمسك أصحاب علي عن قتالهم فكان الأمر كما ظنوا واشاروا إلى علي عليه السلام بترك القتال (3) . 237 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا السيد ابو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أخبرنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل ، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثنا عبد الله بن يونس بن بكير ، حدثنا أبي ، عن الأعمش ، حدثني من رأى عليا عليه السلام يوم صفين : يصفق بيديه ويعض عليهما فقال : يا عجبا أعصى ويطاع معاوية ! (4) . 238 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ، قال : سمعت أبا عثمان سعيد بن نصر الاندلسي يقول : سمعت أبا علي اسماعيل بن محمد الصفار يقول : سمعت أحمد بن عبيد بن ناصح يقول : سمعت أبا عبيد (5) يحدث عن أبي سنان العجلي قال : قال ابن عباس لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب : ابعثنى إلى معاوية بن أبي سفيان بينك وبينه فوالله لافتلن له حبلا لا ينقطع وسطه ولا ينقضى طرفه ، فقال علي : لست من مكرك ومكر معاوية في شيء ، ____________ (1) في [ ر ] : (خ ل) : قاتل . (2) ارماح : جمع رمح ويأتي جمعه على رماح أيضاً . (3) وقعة صفين ـ | 476 وما بعدها . (4) وقعة صفين ـ لنصر بن مزاحم | 388 . (5) في [ و] ـ أبا عبد الله . ( 197 ) والله لا اعطي معاوية إلا السيف حتى يغلب الحق الباطل ، قال ابن عباس : أو غير هذا ، قال كيف ؟ قال [ ابن عباس ] : أنه يطاع ولا يعصى وانت عن قليل تعصى ولا تطاع ، قال فلما جعل اهل العراق يختلفون على علي عليه السلام قال : لله در ابن عباس انه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق . 239 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا سعيد ابن أسد ، حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال : قطع يوم صفين أربعون الف قصبة ، فوضعت كل قصبة على قتيل فنفدت القصبه (1) ولم تحص القتلى . قال يعقوب وروى حماد بن زيد ، عن هشام ، عن ابن سيرين قال : بلغ القتلى يوم صفين سبعين الفا ، فما قدروا على ان يعدوهم إلا بالقصب . 240 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرني أبو عمرو بن السماك ، حدثنا حنبل بن إسحاق ، حدثنا يعلى بن أسد ، حدثنا حاتم بن وردان ، حدثني علي بن زيد ، حدثني رجل من بني سعد قال : كنت واقفاً إلى جنب الأحنف بصفين ، والأحنف إلى جنب عمار ، فقال عمار : حدثنى خليلي : ان آخر زادك من الدنيا ضيحة لبن ، قال فبينا نحن وقوف إذ سطع الغبار وقالوا : جاء أهل الشام فقام السقاة يسقون الناس ، فجاءت جارية معها قدح فناولته عماراً ، فشرب وأعطى الاحنف فضله فشرب الاحنف وناولني فضله فإذا هو لبن ، فأصغيت إلى الأحنف فقلت : ان كان صاحبك صادقا ليقتلن الآن قال قال وغشينا الناس فسمعته يقول : الجنة . الجنة تحت الأسنة * اليوم القى الاحبة محمّداً وحزبه ____________ (1) في [ و ] القصب . ****************** فكان آخر العهد منه (1) . قال « رضي الله عنه » : الضيح والضياح : اللبن الرقيق . وروى ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ارسل إلى معاوية رسله الطرماح وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين ، وكتب إليه مرة بعد اخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له وسوابقه في الإسلام ، لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة ، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوى بذلك جهال الشام واجلاف العرب ويستميل طلبة الدنيا بالاموال والولايات ، وكان يشاور في اثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشيرته في قتال علي رضي الله عنه فقال له أخوه عتبة : هذا أمر عظيم لا يتم الا بعمرو ابن العاص فانه قريع زمانه في الدهاء والمكر ، يخدع ولا يخدع ، وقلوب أهل الشام مائلة إليه ، فقال معاوية : صدقت والله ، ولكنه يحب عليا فأخاف ان لا يجيئنى ، فقال : اخدعه بالاموال ومصر ، فكتب إليه معاوية : من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان ، امام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ذي النورين ختن المصطفى على ابنتيه وصاحب جيش العسرة وبئر رومة ، المعدوم الناصر ، الكثير الخاذل ، المحصور في منزله ، المقتول عطشاً وظلماً في محرابه ، المعذب بأسياف الفسقة ، إلى عمرو بن العاص ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل ، المعظم رأيه ، المفخم تدبيره . أما بعد لن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وما اصيبوا به من الفجيعة بقتل عثمان وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه واشلائه (2) الغاغة عليه حتى قتلوه في محرابه ، فيالها من مصيبة ____________ (1) الامامة والسياسة 1 | 126 . (2) الإشلاء : الاغراء . يقال أشلى الكلب على الصيد وهو مأخوذ من الشلو ، لأن المراد به التسليط على أشلاء الصيد وهي اعضاؤه . والغاغة : الكثير المختلط من الناس . ( 199 ) عمّت جميع المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته ، وانا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب بقتال من آوى قتلة عثمان . فكتب إليه عمرو : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى معاوية بن أبي سفيان . اما بعد فقد وصل كتابك فقراته وفهمته ، فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك ، وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف على وجه علي وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه ووارثه ، وقاضي دينه ومنجز وعده ، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة ، وأبو السبطين : الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، فلن يكون ، واماما قلت إنك لخليفة عثمان ، فقد صدقت ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع لغيره فزالت خلافتك ، وأماما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وانى صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة ، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه إلى الحسد والبغى على عثمان وسميت الصحابة فسقة ، وزعمت أنه اشلاهم على قتله ، فهذا كذب وغواية . ويحك يا معاوية ، أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وبات على فراشه وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هو مني وأنا منه ، وهو منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدى ، وقد قال فيه يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وهو الذي قال فيه عليه السلام يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، وهو الذي ( 200 ) قال عليه السلام فيه يوم الطير : اللهم آتني بأحب خلقك اليك ، فلما دخل إليه قال إلي وإلي . وقد قال فيه يوم بني النضير : على امام البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله . وقد قال فيه : علي وليكم بعدي . واكد القول علي وعليك وعلى جميع المسلمين وقال : اني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وقد قال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها . وقد علمت يا معاوية ما انزل الله تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى : « يوفون بالنذر ويخافون » (1) [ وقوله تعالى ] : « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » (2) . [ وقوله تعالى ] « أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه » (3) [ وقوله تعالى ] : « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » (4) وقد قال تعالى لرسوله : « قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى » (5) وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ترضى أن يكون سلمك سلمى ، وحربك حربي ، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة ، يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد ابغضني ، ومن أحبك ادخله الله الجنة ، ومن أبغضك ادخله الله النار ، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام . ثم كتب إليه معاوية يعرض عليه الاموال والولايات وكتب في آخر كتابه : جهلت ولم تعلم محلك عندنــا * فأرسلت شيئاً من خطاب وما تدرى فثق بالذي عندي لك اليوم آنفـا * من العـز والاكـرام والجاه والقدر ____________ (1) الانسان : 7 . (2) هود : 17 . (3) الشورى : 23 . (4) المائدة : 55 . (5) الاحزاب : 23 . ( 201 ) فاكتب عهداً (1) ترتضيه مؤكداً * واشفعه بالبـذل منــي وبالبر فكتب عمرو : أبي القلب منــي ان اخادع بالمكــر * بقتــل ابن عفــان أجر إلى الكفــر وانـي لعمــرو ذو دهـاء وفطنــة * ولست أبيــع الديـن بالريح والدفر (3) فلو كنـت ذا رأى وعقــل وفطنــة * لقلت لهذا الشيخ ان خـاض في الأمر (4) تحيــة مـنـشـور جليـل مكــرم * بخط صحيــح ذي بيــان على مصر اليس صغيــراً ملك مصــر ببيعـة * هي العار في الدنيا على العقب من عمرو فــان كنت ذا ميل شديد إلــى العلى * وإمـرة اهــل الديـن مثــل ابي بكر فاشرك أخــا رأى وحــزم وحيلـة * معــاوى في أمر جليــل لذي الذكـر فان دواء الليث صعب علــى الـورى * وان غــاب عمرو زيـد شـراً إلى شر فكتب معاوية منشور مصر ونفذه إليه ، وبقي عمرو متفكراً ، لا يدرى ما يصنع ، حتى ذهب عنه النوم وقال : تطــاول ليلى بالهموم الطوارق * وصافحت من دهري وجوه البوائق أأخدعــه والخدع فيـه سجيـة * أم اعطيـه من نفسي نصيحة وامق أم اقعد في بيتي وفي ذاك راحـة * لشيخ يخـاف الموت في كل شارق فلما اصبح دعا مولاه وردان ـ وكان عاقلا ـ فشاوره في ذلك ، فقال وردان : ان مع علي آخرة ولا دنيا معه ، وهي التي تبقى لك ، وتبقى لها ، وان مع معاوية دنيا ولا آخرة معه وهي التي لا تبقى على أحد فانظر لنفسك أيهما تختار ، فتبسم عمرو وقال : يا قاتل الله وردانا وفطنتــه * لقد أصاب الذي في القلب وردان ____________ (1) في [ و] ـ عقداً . (2) في [ ر ] اسفعه . (3) في [ و] : بالريح والوفر ـ والدفر : النتن . (4) في [ ر ] : ان جاض في الامر ، وفي [ و] : ان خاض لى الامر . ( 202 ) لما تعرضت الدنيـا عرضت لهــا * بحرص نفسـي وفي الاطباع ادهان نفس تعف واخـرى الحرص يمنعها * والمــرأ يأكل تبنـاً وهو غرثان أما علــي فديــن ليـس تشركـه * دنيــا وذاك لــه دنيـا وسلطان فاخترت من طمعي دنيا على بصري * وما معــي بالـذي أختار برهان أنى لاعــرف ما فيهـا وأبصــره * وفي أيضــاً لمـا أهواه الوان (1) لكن نفسي تحب العيـش في شـرف * وليـس يرضى بذل النفس انسان ثم إن عمراً رحل إلى معاوية فمنعه ابنه عبد الله ووردان ، فلم يمتنع فلما بلغ مفرق الطرق : طريق العراق وطريق الشام ، قال له وردان : طريق العراق ، طريق الآخرة ، وطريق الشام طريق الدنيا ، فايهما تسلك ؟ قال طريق الشام (2) . « قال رضي الله عنه » : كتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قبل نهضته إلى صفين إلى معاوية لأخذ الحجة عليه . أما بعد : انه لزمتك بيعتى بالمدينة وأنت بالشام ، لانه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب ان يرد ، وانما الشورى للمهاجرين والانصار ، فإذا اجتمعوا على رجل فسموه اماماً ، كان ذلك (3) رضى الله ، فان خرج من أمرهم خارج ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيراً . وان طلحة والزبير بايعانى ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردهما فجاهدتهما على ذلك بعد ما اعذرت وحتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ، فأدخل يا معاوية فيما دخل فيه المسلمون فان أحب الامور الي فيك العافية وان لا تعرض للبلاء فان تعرضت للبلاء قاتلتك واستعنت عليك ____________ (1) في [ ر ] : كما اهواه . (2) وقعة صفين | 34 وما بعدها . (3) في [ و] : فان ذلك . ( 203 ) الله ، وقد اكثرت [ الجدال ] في قتلة عثمان ، فأدخل فيما دخل فيه الناس ، ثم حاكم القوم إلي احملك واياهم على كتاب الله فاما تلك التي تريدها فهى خدعة الصبي على اللبن ، ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني ابرأ قريش من دم عثمان ، واعلم انك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ، ولا تعرض فيهم الشورى ، وقد بعثت اليك والى من قبلك جرير بن عبد الله وهو من أهل الإيمان والهجرة ، فبايع ولا قوة إلا بالله (1) . « قال رضي الله عنه » روى أن أهل الشام سبقوا إلى مشرعة الفرات ومنعوا أصحاب علي الماء وكان علي رضي الله عنه وأصحابه يشربون من ماء آسن حتى فشا فيهم السقم وكان علي « رض » يدارى أهل الشام ويلاطفهم فلا يبدأهم بالقتال ويحتج عليهم مرة بعد اخرى وهم مصرون على منعهم الماء . وكتب معاوية إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام : أما بعد فلو بايعك القوم الذين بايعوك وأنت بريء من دم عثمان كنت كأبي بكر وعمر وعثمان ولكنك أغريت بعثمان المهاجرين والأنصار ، وخذلت عنه الأنصار حتى أطاعك الجاهل وتقوى بك الضعيف وقد عزم أهل الشام على قتالك ، اللهم إلا أن تدفع إليهم قتلة عثمان فيكفوا عنك وتجعل الامر شورى بين المسلمين ويكون الشورى لاهل الشام ، لا لأهل الحجاز ، فأما فضلك في الإسلام وسابقتك وقرابتك برسول الله صلى الله عليه وآله وموضعك في قريش فلا ادفعه ، وفي آخر الكتاب ابيات : أرى الشام تكره أهل العراق * وأهل العراق لهم كارهونـا وكــل لصاحبــه مبغض * يرى كل ما كان من ذاك دينا ____________ (1) نهج البلاغة ـ كتاب رقم 8 مع اختلاف في آخر الرواية ـ وقعة صفين ص 29 ـ الامامة والسياسة 1 | 93 . ( 204 ) إذا مــا رمونــا رمينـاهم * ودناهم مثل ما يقرضونــا (1) وقالوا علــي امــام لنــا * فقلنا رضينـا ابن هند رضينا وقالوا نــرى ان تدينوا لـه * فقلنــا لهـم لا نرى ان ندينا وكل يسـر بمــا عنــده * يرى غث ما في يديه سمينا (2) فامر علي عليه السلام ان يكتب عبد الله بن الحر (3) جوابه . فكتب : من عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان ، اما بعد ؛ فقد أتانى كتاب امرئ ليس له بصر يهديه ، ولا قائد يرشده ، دعاه الهوى فاجابه ، وقاده [ الضلال ] فاتبعه ، زعمت ان خطيئتي في عثمان افسدت عليك بيعتى ولعمري ما كنت إلا كواحد من المهاجرين ، وأوردت كما اوردوا ، واصدرت كما اصدروا ، وما امرت امراً يلزمني خطأ ولا كنت مع القوم . واما قولك ان أهل الشام يحكمون في الشورى ، فمن في الشام تحل له الخلافة والحكم على المسلمين ، فإن سميت احداً منهم كذبك المهاجرون والانصار . واما قولك ان لي في الاسلام فضلا وسابقة وقرابة وأنت لا تدفع ذلك ، فلو قدرت واستطعت دفعه لفعلت ، واجاب عن شعره عبد الله بن أبي رافع : دعن يا معاوئ ما لن يكونا * وقتلة عثمان إذ تدعونــا اتاكم علي باهـل الحجـاز * وأهـل العراق فما تصنعونا على كل جـرداء خيفانـة * واجـرد شهـب يقر العيونا عليها فوارس من شيعـة * كأسد العرين تحامى العرينا ____________ (1) دناهم : من الدين وهو القرض ، يقرضونا من الاقراض وقد حذف نون الرفع وهو وجه جائز في العربية . (2) الامامة والسياسة 1 | 101 ـ والابيات في وقعة صفين | 56 . (3) وفي [ ر ] : عبد الله الحر . ( 205 ) يرون الطعــان خلال العجاج * وضرب الفوارس في النقع دينا هم هزموا الجمع جمع الزبيـر * وطلـح وغيرهـم الناكثينــا فان تكرهوا الملك ملك العـراق * فقـد كره القــوم ما تكرهونا فقل للمضلــل مـن وائــل * ومن جعــل الغث يوماً سمينا جعلت ابن هنــد واشياعــه * نظيــر علــي اما تستحونا علي ولــي الحبيب المجيــد * وحب النبــي من العالمينا (1) ودفع كتابه إلى الاصبغ بن نباتة التميمي ليوصله إليه ، قال الاصبغ : دخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم متكياً على وسادتين خضراوين ، عن يمينه عمرو بن العاص وحوشب وذو الكلاع ، وعن يساره أخوه عتبة وابن عامر بن كريز والوليد بن عقبة وعبد الرحمان بن خالد وشرحبيل بن السمط ، وبين يديه أبو هريرة وأبو الدرداء والنعمان بن بشير وأبو امامة الباهلي ، فلما قرأ الكتاب قال : ان علياً لا يدفع الينا قتلة عثمان ، فقلت له : يا معاوية لا تعتل بدم عثمان ، فانك تطلب الملك والسلطان ، ولو كنت اردت نصرته حياً لنصرته ولكنك تربصت به لتجعل ذلك سببا إلى وصولك إلى الملك ، فغضب من [ كلامي ] فاردت ان يزيد غضبه فقلت لابي هريرة : يا صاحب رسول الله انى احلفك بالله الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة ، وبحق حبيبه المصطفى عليه السلام ألا أخبرتني اشهدث غدير خم ؟ قال : بلى شهدته ، قلت فما سمعته [ يقول ] في علي ؟ قال : سمعته يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، قلت له : فإذا أنت واليت عدوه وعاديت وليه ، فتنفس أبو هريرة الصعداء وقال : « إنا لله وانا إليه راجعون » فتغير معاوية عن ____________ (1) الحب بكسر الأول : المحب والمحبوب . ( المنجد ) ، وقعة صفين ص 57 والامامة والسياسة 1 | 102 . ( 206 ) حاله وغضب وقال : كف عن كلامك ، فلا تستطيع ان تخدع أهل الشام بالكلام عن طلب دم عثمان ، فانه قتل مظلوماً في حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وعند صاحبك قتلة عثمان ، اغراهم به حتى قتلوه ، فهم انصاره ويده وعضده ، وما كان عثمان [ ل ] يهدر دمه ، فقال معاوية بن خديج الكندي وذو الكلاع وحوشب ومن معه : والله لننصرنك يا معاوية بطلب دمه حتى يحصل مرادنا ، أو نقتل عن آخرنا فاقبلت إلى معاوية وقلت : معــاوى لله من خلقــه * عبــاد قلوبهم قاسيــة وقلبك من شر تلك القلوب * وليس المطيعة كالعاصية دع ابن خديج ودع حوشباً * وذا كلع واقبل العافيــة فلم يصبر معاوية أن اتم الشعر بل غضب وصاح علي قال : ليت شعري اجئت رسولا أم مشنعا ؟ فانصرفت (1) فارسل علي إلى معاوية عبد الله بن بديل الخزاعي ـ وهو الذي فتح اصبهان في أيام عمر ـ وقال له يقول علي : لو كنت سبقتك إلى الماء لما منعتكه ، وان منعك الماء محرم عليك ، فدع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ليشربوا ويسقوا حتى ننظر إلى ما يؤول امرنا ، فان القتال شديد فلا نبدأ في الشهر الحرام ، فأتاه عبد الله برسالته فأصر وقال : قل له يدفع إلي قتلة عثمان اقتلهم ، فقال له عبد الله : أتظن يا معاوية ان علياً عليه السلام عجز عن أخذ الماء ؟ ولكنه يحتج عليك وقلت : معاوى قد كنت رخـو الخنـاق * فالقحـت حرباً تضيق الخناقا تشيب النواهـد قبــل المشيب * متــى ما تذقهـا تذم الذواقا فــان تكــن الشام قد اصفقت * عليــك ابن هند فان العراقا اجـاب عليــاً إلـى دعــوة * تعــز الهـدى وتذل النفاقا فنحـن فوارس يـوم الزبيــر * وطلحة إذ أبدت الحرب ساقا ____________ (1) في [ و] فانصرف . ( 207 ) ودارت رحاها علـى قطبهـا * ودارت كـؤوس المنايا دهاقا خضبنا الرماح وبيض السيوف * وكــان النزال وكان اعتناقا فانتـم صبــاح غـد مثلهـم * فبــزل الجمـال تبذ الحقاقا قال رضي الله عنه : الخيفانة واحد الخيفان وهي الجرارة يشبه بها الفرس في خفتها . قال امرؤ القيس : واركب في الروع خيفانة * كسا وجهها سعف منتشر أراد بالسعف وهو غصون النخل شعرها المنسدل على وجهها ، أي أركب جرارة ، أراد فرسه . وكتبت في بعض حواشي كتاب من كتبي مما أملاه علي جار الله العلامة فخر خوارزم : خيفان ان لم يكن من الخوف فهو من الخيف ، ومعنى الخوف فيه ظاهر ، ويقال : اصفقوا بأمر واحد واصفقوا عليه : اجتمعوا عليه ، واصفقت يده بكذا إذا صادقته ، وهذه صفقة مباركة وهو ضرب اليد على اليد في البيع والبيعة ، وصفقت رأسه صفقة : ضربته ، وصفقت به الارض وصفقت الريح الأغصان فاصتفقت وصفقتها ، ورجل صفاق : آفاق متصرف في النواحي ، وصفق الشراب : حوله من إناء إلى إناء ، والبازل السن التي تطلع في السنة التاسعة من البعير ، وصاحبها بازل ، ذكراً كان أو انثى ، وبزل ناب البعير : شق لحمه حتى طلع ، وبزل الجمل بزولا ، وإبل بزل وبوازل ، وقولهم بزل الرأى : استحكم ، وامر بازل لا يكفيه إلا امرئ قارح ، مجاز ما ذكرنا ويقال بذفلان أصحابه : غلبهم قال النابغة الجعدي : يبـذ الجيـاد بتقريبــه * ويأوى إلى حقة (1) ملهب أي ذي لهب ، والحقة هي التي أتت عليها ثلاث سنين عند أهل الفقه ، وعند أهل اللغة هي التي أتت عليها أربع سنين . ____________ (1) في الأصلين « حضر » وهو تصحيف والصحيح ما اثبتناه ، يؤيده تفسير المؤلف لفظة « الحقة » ولم تكن موجودة في موضع آخر ( 208 ) « قال رضي الله عنه » : [ وانصرف عبد الله بن بديل الخزاعي إلى علي عليه السلام وأخبره بخبره ] وشكا الناس إلى علي عليه السلام العطش ، فقال علي عليه السلام : ان سفك الدماء عظيم قبل ان يحتج عليهم مرة بعد اخرى ، وبعث بجماعة من الانصاريين وغيرهم إلى معاوية ليحتجوا عليه فأتوه وكلموه وبالغوا في ذلك وقالوا : يا معاوية جدبه تفضلا قبل أن نأخذه قهراً . فقال : غداً يأتيكم رسولي بما يبدو لى ، فاصبح القوم في عطش شديد ، فأتوا علياً عليه السلام واخبروه بذلك ، فارسل إلى معاوية عشرة من أصحابه ليكلموه في الماء ، فقال معاوية لقومه : ما تقولون في هذا ؟ فأول من تكلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط وقال لمعاوية : اقتلهم عطشا ولا ترحمهم كما لم يرحموا عثمان ، وكذلك أبو الأعور قال ذلك ، وحبيب بن مسلمة وبسر بن أرطاة وقال سليل الشاعر : اسمع اليوم ما يقول سليل * ان قولي قول له تأويـل امنع الماء من صحاب علي * لا يذوقوه والذليل ذليل (1) وقال عمرو بن العاص : ويحكم أترون علياً يموت عطشا ومعه أطراف الأسنة وافاعي العراق وعامة المهاجرين والانصار ، والله ليطيرن قحاف (2) الرؤوس عن جماجمها قبل ذلك فخل بين القوم وبين الماء ، وارض بالموادعة أيها الرجل إلى انسلاخ المحرم ولا تعجل إلى الشر فإن مستطعمه وخيم غير لذيذ ، فأبى وقال : هذا أول الظفر ، فلا سقى الله أبا سفيان بن حرب من حوض النبي صلى الله عليه وآله ان يشربوا منه قطرة إلا أن يغلبوني عليه ، فقام إلى معاوية رجل من أهل الشام من رؤساء الازد يقال له فياض بن الحارث بن عمرو بن قرة الأزدي وقال : يا معاوية والله ما انصفت القوم ولو كان هؤلاء من الروم أو الترك وطلبوك الماء ، لوجب أن تسقيهم ثم تحاربهم ، ____________ (1) وقعة صفين | 162 . (2) قحاف : جمع قحف وقد مضى معناه قريباً . ( 209 ) فكيف وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله البدريون والمهاجرون والانصار وابناؤهم ، وفيهم ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وأخوه وصاحب سره وحبيبه وختنه ، أفلا تتقى الله يا معاوية ، أما والله لو سبقوكم إلى الماء لسقوكم منه ، وهذا والله أول الجور وكان هذا الرجل صديقا لعمرو بن العاص ، فأغلظ له معاوية وقال لعمرو : اكفني صديقك فاتاه عمرو فاغلظ له ، فقال الرجل : لعمر ابي معاوية بن حرب * وعمرو ما لدائهـمـا دواء سوى طعن يحار العقل منه * وضرب حين تختلط الدماء فلست بتابع دين ابـن هند * طوال الدهر ما أوفى حراء فقد ذهب العتاب فلا عتاب * وقـد ذهب الولاء فلا ولاء وقولي في حوادث كل أمر * على عمرو وصاحبه العفاء اتحمون الفرات على اناس * وفي أيديهـم الأسل الظماء وفي الاعنـاق اسياف حداد * كـأن القـوم عندكـم نساء ألا لله درك يـابـن هنـد * لقد ذهـب الحياء فلا حياء اترجوا أن يجاوركم علـي * بـلا مـاء وللاحزاب ماء دعاهم دعوة فأجاب قـوم * كجرب الابل خالطها الهناء ثم سرى في سواد الليل فلحق بعلي عليه السلام ، ثم انصرف رسل علي إلى علي عليه السلام وأخبروه بما قال معاوية . فقال الاشتر : يا أمير المؤمنين قربة من ماء تباع بثلاثة دراهم ، فأذن لنا في الحرب فارمضه ذلك وخرج ليلا فسمع النجاشي يقول : ايمنعنا القــوم ماء الفــرات * وفينا السيوف وفينا الحجف (1) وفينـا علــي لـه صولــة * إذا خوفــوه الـردى لم يخف ____________ (1) الحجف : جمع حجفة وهي الترس من جلود الابل يطارق بعضها ببعض مقاييس اللغة . ( 210 ) ونحن الذيـن غــداة الزبيــر * وطلحـة خضنا غمار التلف (1) فمــا للحجــاز وما للعــراق * سوى اليوم يوم فصكوا الهدف (2) فامـا نحل بشــط الفــرات * ومنــا ومنهــم عليه الجيف وإما نمــوت علـى طاعــة * نحــل الجنـان ونعلوا الشرف وانتبه الاشعث بن قيس فوثب إلى علي [ عليه السلام ] فقال : يا أمير المؤمنين أنموت عطشا ومعنا سيوفنا ورماحنا ؟ والله لا ارجع حتى أرد الفرات ، فمر الاشتر ، فموعدنا الصبح وقال : ميعادنا اليوم بياض الصبــح * هل يصلــح الزاد بغير الملح لا لا ولا امــر بغيـر نصـح * دبــوا إلى القـوم بطعن سمح مثل العزالـي (3) وضراب كفح * حسبي من الاقدام قاب رمحي (4) واصبح القوم واضعي سيوفهم على عواتقهم . « قال رضي الله عنه » يقال عود سمح : بين السماحة ، مستو معتدل لا ابن (5) فيه ، وهذا مجاز قولهم ، رجل سمح من السمحاء ، وامرأة سمحة من السماح ، وتقول : كافحته السموم وكافح الأمر : باشره بنفسه ، وكافحه بما ساءه واصابه من السموم : كفح ، ومن الحرور نفح . قال الاشتر لمحمد بن الحنفية : تقدم واخطب بين الصفين : صف العراق وصف الشام ، وامدح علياً أمير المؤمنين عليه السلام ، فتقدم محمد وقال لأهل الشام : اخسؤا ذرية النفاق وحشو النار ، وحصب جهنم ؛ عن البدر الباهر والنجم الثاقب والسنان النافذ والشهاب النير والصراط المستقيم ؛ « قبل أن ____________ (1) يشير إلى وقعة الجمل . (2) الصك : الضرب وفي [ ر ] : فضلوا الهدف . (3) العزالى جمع عزلاء بالفتح وهي فم المزادة ، شبه بها اتساع الطعنة واندفاق الدماء . (4) انظر وقعة صفين | 163 وما بعدها . (5) الابن : بضم الاول وفتح الثاني : العقد تكون في القسي تفسدها وتعاب بها ـ النهاية . ( 211 ) نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا » (1) أو ما ترون أي عقبة تقتحمون ، وأي متيهة تتسنمون ، وانى تؤفكون بل « ينظرون اليك وهم لا يبصرون » (2) أصنو رسول الله صلى الله عليه وآله تستهدفون ؟ ويعسوب الدين تلمزون ، فأي سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون ؟ وأي خرق بعد ذلك ترقعون ؟ هيهات والله برز في السبق ، وفاز بالخصل واستولى على الغاية واحرز الخطار (3) فانحسرت عنه الابصار ، وانقطعت دونه الرقاب وفرع (4) الذروة العليا وبلغ الغاية القصوى فكرث من رام رتبته السعي ، وعناه الطلب « وانى لهم التناوش من مكان بعيد » (5) فخفضاً خفضاً : اقلوا عليكـم لا أبـا لأبيكــم * من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا وأنى تسدون ؛ أم أي أخ لرسول الله تثلبون ؛ وأي ذي قوي امرها تسبون ؛ هو شقيق نسبه إذ حصلوا ، ونديد هارون إذ مثلوا ، وذو قربى منه إذ امتحنوا ، والمصلي القبلتين إذ انحرفوا ، والمشهود له بالايمان إذ كفروا ، والمدعو بخيبر إذ نكلوا ، والمندوب لنبذ عهد المشركين إذ نكثوا . والخليفة على المهاد ليلة الخطار ، والمستودع للأسرار ساعة الوداع ، إذ حجبوا : هذى المكارم ؛ لا قعبان من لبن * شيبا بماء ؛ فعــادا بعــد أبوالا هذا وأنى يبعد من كل سناء وعلو وثناء وسمو وقد نحلته ورسول الله صلى الله عليه وآله أبوة وأنجبت بينهما جدود ، ورضعا بلبان ، ودرجا في سكن ومهدا حجرا وتفيئا بظل فهما وشيحان نماهما فنن ، تفرعا من أكرم جذم (6) ____________ (1) النساء : 47 . (2) الاعراف : 198 . (3) الخطار والخطير : مصدر خطر يخطر الفحل : إذا رفع ذنبه عند الوعيد من الخيلاء ، لسان العرب . (4) فرع الجبل : صعده المنجد . (5) سبأ : 52 . (6) كذا في [ و] وفي [ ر ] تفيئآ بظل وشيحان نماهما فنن تفرعا من اكرم جذم والصحيح وشيجان بالجيم المعجمة والوشيح : القرابة المشتبكة المتصلة . والفنن الغصن المستقيم من الشجرة والجمع ( 212 ) فرسول الله صلى الله عليه وآله للرسالة ، وأمير المؤمنين عليه السلام للخلافة ، فتق الله به رتق الإسلام ، حتى انجابت به طخية الريب وقمع نخوة النفاق حتى ارفأن جيشانه ، وطمس رسم العلة (1) ، وخلع ربقة الصغار والذلة وكفت ايدي الخيانة ورفق شربها وحلاها عن وردها واطئا كواهلها ؛ آخذا باكظامها ؛ يقرع هامتها وينكت نقيها (2) ويجمل شحومها ويرحضها عن مال الله حتى كلمها الخشاش وعضته الثفاف ونالها فرض الكتاب فجرجرت جرجرة العود الموقع فزادها وقرا فلفظته افواهها وأزلقته بأبصارها ونبت عن ذكره اسماعها فكان لها كالسم الممقر والذعاف المرعف لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يزيله عن الحق نهيب متهدد ولا يحيله عن الصدق (3) ترهب متوعد فلم يزل كذلك ، حتى انقشعت ، غيابة الشرك وخنع طيخ الافك ، وزالت قحم الاشراك حتى تنسمتم روح النصفة وتطعمتم قسم السواء بعد ان كنتم لوكة الآكل ومذقة الشارب وقبسة العجلان بسياسة مأمون الخرقة ، مكتهل الحنكة ؛ طب بادوائكم ، قمن بدوائكم يبيت بالربوة ، كالئا لحوزتكم ، حاميا لقاصيكم ودانيكم ، مثقفا لأودكم ، يقتات الجبنة ويرد الخمس ويلبس الهدم ، ثم إذا سبرت الرجال فطاح الوشيظ واستسلم المشيح وغمغمت الاصوات وقلصت الشفاه وقامت الحرب على ساق وصرفت بانياب وخطر فينقها وهدرت شقاشقها وجمعت قطريها ، فشالت بابراق ألفيت أمير المؤمنين عليه السلام هناك مثبتاً لقطبها ، مديراً لرحاها قادحاً بزندها ، مؤربا لعقدتها ، مذكياً لجمرتها ، دلافاً إلى البهم ، ضراباً للقلل ، غصاباً للمهج ، تراكا للسلب ، خواضاً لغمرات الموت ؛ مثكل أمهات ، مؤتم اطفال ، مشتت ____________ افنان والجذم : الاصل . يقال جذم الشجرة وجذم القوم . المعجم الوسيط . (1) العلة : النهضة من مرض أو فقر . (2) ينكت : يرمى به إلى الأرض ، نقيها : مخها ـ لسان العرب . (3) في [ و] ولا يحيل عن الصدق رهب ... ( 213 ) آلاف ، قطاع اقران ؛ طافيا عن الجولة ، راكداً في الغمرة ، يهتف بأولاها ، فتنكفت اخراها ، فتارة يطويها طى الصحيفة وآونة يفرقها فرق الوفرة ؛ فبأي آلاء أمير المؤمنين تمترون ؟ وعن أي أمر مثل حديثه تأثرون ؟ وربنا الرحمان ، المستعان على ما تصفون . قال رضي الله عنه : الحصب كل ما حصب به في النار اي رمى به . وقال ابن عباس في قوله تعالى : « حصب جهنم » (1) : وقودها ، وقال مجاهد : حطبها . يقال : طمس الاثر وانطمس وطمسة بالريح (2) . وقال الخليل : الخصل في النضال إذا وقع السهم بلزق القرطاس ويقال : احرز فلان خصله : إذا غلب على الرهان في الرمي وغيره . ويقال تناوشوه : تناولوه وناشه ينوشه نوشا وناوشوهم بالرماح وتناوشوهم . يقال : نجلت الشيء نجلا : رميت به ، والناقة تنجل الحصى بمناسمها ، وقولهم نجله أب كريم ونجل به ، وفحل ناجل : منجب . وهو نجل فلان مجاز ما ذكرنا . الطخية : شدة الظلمة والسحابة الرقيقة . ارفان : نفر ثم سكن . جيشانه : غليانه . يقال : كفت المتاع : ضم بعضه إلى بعض ، وكفت الفراش . وفي الحديث : اكفتوا صبيانكم بالليل ، وكفت الرعاة مواشيهم ، والارض تكفت أهلها ، احياء وامواتاً . الا كظام جمع كظم وهو مجرى النفس . يقال : جمل الشحم واجتمله : أذابه . ويقال : اجتمل وتجمل : أكل الجميل وهو الورك وقالت اعرابية لبنتها : تجملي وتعففى أي كلى الجميل واشربي العفافة أي بقية اللبن في الضرع ، ويقال : خذ الجميل واعطني الجمالة ـ أي الصهارة ، والسكن الدار وسكانها ايضا ، والثفاف : ما يسوى به الرماح . يقال أنه لموقع الظهر ووقعت ____________ (1) عبارة من آية 98 من سورة الانبياء . (2) وطمسته الريح . ( 214 ) الدابة بكثرة الركوب : سجحت ، فتخلص عنه الشعر ، فنبت أبيض . يقال مر ممقر وهو أمر من المقر وهو الصبر وقد أمقر قال لبيد : ممقر مر علــى أعدائه * وعلى الادنين حلو كالعسل يقال سم ذعاف : قاتل سريعاً وموت ذعاب : سريع مرعف من أرعفه قتله مكانه قتلا وحياً (1) . خنع وخضع وخشع اخوات . وطاخ : تلطخ بقبيح ، طيخاً وطاخه غيره وطاخ : تكبر . وقال ابن دريد : الطيخ : الانهماك في الباطل . يقال : قته ، فاقتات من القوت ، كما يقال رزقته فارتزق واستقاته : سأله القوت . والجبنة : عامة الشجر واللبن الحامض . قال : تهدم الثوب ، بلى وعليه هدم خلق ، واهدام اخلاق وهو من تهدم البناء واندهم : وطاح يطوح ويطيح : سقط وتاه وهلك . والوشيظ : الخسيس . وقال يعقوب : الوشيظ : الرحيل ، واشاح في الامر : جد فيه ، وعامل مشيح : جاد مواظب على عمله ، واشاح : حذر وخطر ، فينقها : فحلها والجمع : فنق وافناق أيضاً وهو قليل كيتيم وأيتام وشريف واشراف أي رفع ذنبه مرة ووضعه اخرى للصيال ، كأنه يهدد وتخاطرت الفحول باذنابها للتصاول . يقال : ارب العقدة : وثقها . فتأربت : فتوثقت . والجولة : الهزيمة ، يقال : كانت لهم جولة أي هزيمة . وطفا السمك طفوا وطفا الوحشي : علا الأكمة ، وفرس طاف : شامخ برأسه ، أي كان علي عليه السلام مرتفعاً بعيداً من الهزيمة ، راكداً ثابتاً مستقراً في الغمرة ؛ في شدة الحرب وهو لها . يقال قد انجلت غمرات الحرب أي أهوالها وشدائدها ، وفلان في غمرات الموت وسكراته ، والغمرة في الاصل ، واحدة الغمار من الماء وهي معظمه ، وغمرة كل شيء معظمه . ____________ (1) الوحي : عجل مسرع . المعجم الوسيط . ****************** قال وخرج الاشعث والاشتر في اثنى عشر الفاً ، فلم يزالوا يتقدمون ، وقال هاشم بن الحرث : يا اشتر الخيرات يا خير النخــع * وصاحــب الامــر إذا عم الفزع وكاشف الامر إذا الامــر وقــع * ما أنت في الحرب العوان بالجزع (1) وقال الأشتر لصاحب علمه : اجتهد في نصبه فقد وهبت لك الف درهم وفرسا فبلغ ذلك الأشعث فقال لغلامه : اجتهد في نصب علمي فقد وهبت لك الفى درهم وفرسين ، وتقدم الاشتر وقال : نسير اليكــم بالقنابل والقنا * وان كان فيما بيننا سرف القتل فلا يرجع الله الذي كان بيننا * ولا زال بالبغضا مرحلكم يغلى فدونكهـا حربا عوانا ملحة * عزيزكـم عندي أذل من النعل وكان أبو الأعور في ثمانية عشر الفا من أهل الشام يحمى الفرات « قال رضي الله عنه » يقال في العود خرع أي لين ورخاوة ، وعود خرع وشيء خريع : لين منثن ، ومنه قيل للفاجرة : خريع . قال : يزين جمال الدار منها رزانة * وحلم إذا خف النساء الخرائع وقولهم في فلان خرع أي جبن وضعف ، وخور ، مجاز ما قدمنا . وقال أبو طالب عند موته حين عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وآله كلمة الشهادة : (2) لولا أن تعيرني قريش فتقول ادركه الخرع ، لأقررت بها عينك ، والقنابل جمع قنبل وهي قطعة من الخيل . قال أبو هاني بن معمر السدوسي : كنت حينئذ مع الاشتر وقد تبين فيه العطش ، فقلت لرجل من بني عمي : ان الأمير عطشان ، فقال الرجل : كل هؤلاء عطاش ، وعندي اداوة ماء امنعه لنفسي ولكني أوثره على نفسي ، ____________ (1) الحرب العوان : التي حورب فيها مرة بعد مرة . (2) راجع للتعرف على ايمان ابي طالب ، ج 7 من موسوعة الغدير . ( 216 ) فتقدم إلى الاشتر فعرض عليه الماء فقال : لا اشرب حتى يشرب الناس ، ودنا أصحاب أبي الاعور يرشقون [ بالنبل ] والاشتر ينادي : يا معاشر الناس صبراً ، ثم حمل على أصحاب أبي الاعور وبدد الرماة وقتل منهم سبعة رجال أولهم صالح بن فيروز العكي وكان مشهوراً بشدة البأس ، قد خرج إلى الاشتر وهو قال : يا صاحب الطرف الحصان الادهم * اقــدم إذا شئت علينــا اقـدم انا ابن ذي العـز وذي التكــرم * سيــد عـك كــل عك فاعلم فبرز إليه الاشتر وهو يقول : آليت لا أرجع حتى أضربــا * بسيفي المصقول ضربا معجبا أنـا ابن خير مذحج مركبــا * من خيرهــا نفسا واما وأبا ثم شد على الشامي بالرمح فدق ظهره فقتله ثم خرج إليه مالك بن ادهم السلامي وكان من فرسان أهل الشام وهو يقول : اني منحت صالحا سنانيا * اجبته بالرمح إذ دعانيا لفارس امنحه طعانيا ثم شد على الاشتر بالرمح فلما رهقه (1) التوى الاشتر عن فرسه فإذا هو ببطن فرسه فسار السنان فاخطأه ، ثم استوى على فرسه وشد عليه بالرمح أو السيف وهو يقول : (2) خانك رمح لم يكن خوانــا * وكان قدما يقتل الفرسانا (3) بوأته (4) لخير ذي قحطانا * لفارس يخترم الاقرانــا اشتر لا ذعلا ولا جبانا (5) ____________ (1) رهقه : دنا منه . (2) في وقعة صفين | لنصر بن مزاحم ص 175 وفيه : ومار السنان فاخطأه . (3) وقعة صفين | 174 . (4) قال ابن الاثير في النهاية : « أن رجلاً بوأ رجلاً برمحه » أي سدده قبله وهيئه له . (5) في [ و] : « ذغلاً » وفي وقعة صفين « وغلاً » ولعله هو الصحيح ، والوغل : الضعيف النذل الساقط . ( 217 ) وضرب الشامي وقتله ثم خرج إليه رياح بن عبيدة الغساني وهو يقول : اني زعيم مالك بضرب * بذي عرانين جميع القلب عبل الذراعين شديد الصلب فقال الاشتر : رويد لا تجـزع من الجلاد * جـلاد شخـص جامع الفؤاد يجيب في الروع دعا المنادي * يشد بالسيف علــى الاعادي وشد على الشامي فقتله ثم خرج إليه إبراهيم بن الوضاح الجمحي وهو ينشد ويقول : هل لـك يا أشتر في برازي * براز ذي غشم (1) وذي اعتزاز مقاوم لقرنه لزاز (2) فخرج إليه الاشتر وهو يقول : نعم نعم أطلبــه شديداً * معي حسام يقصم الحديدا يترك هامات العدى حصيدا وقتل الشامي ثم خرج إليه زامل بن عتيك الحزامي وهو من أصحاب الألوية وهو ينشد ويقول : هل لك في طعن غلام محرب (3) * يحمــل رمحــاً مستقيم الثعلب ليس بحياد ولا مغلب وطعن الاشتر في موضع الجوشن فصرعه فلم يصب منه مقتلا بل صرعه إلى الارض ، فشد عليه الاشتر فكشف قوائم الفرس بالسيف وهو يقول : لابد من قتلى أو من قتلكا * قتلت منكم خمسة من قبلكا وكلهم كانوا حماة مثلكا ____________ (1) في [ و] : ذي عشمشم . (2) اللزاز : الشديد الخصومة ، اللزوم لما يطالب ، ويقال ايضاً لزه لزاً : طعنه . (3) المحرب والمحراب : الشديد الحرب الشجاع . ( 218 ) وقتل الشامي (1) ، ثم خرج إليه الأجلح بن منصور الكندي ـ وكان من أعلام العرب وفرسانها ـ فلما استقبله الاشتر كره لقاءه واستحيا أن يرجع عنه فخرج إليه الأجلح وقال : إذا دعاني القرن لم اعول (2) * أمشي إليــه بحسـام مصقل مشيا رويداً غير ما مستعجل * يختــرم الآخـر بعد الأول فشد عليه الاشتر وهو يقول : بليت بالأشتر ذاك المذحجي * بفارس في حلـق مدجــج كالليث ليث الغابة المهيـج * إذا دعـاه القـرن لم يعرّج وضرب الاجلح فقتله ثم خرج إليه محمد بن روضة الجمحي وهو يضرب في أهل العراق ضرباً منكراً وهو ينشد ويقول : يا ساكني الكوفة يا أهل الفتن * يا قاتلي عثمان ذاك المؤتمـن ورث قلبي قتله طول الحزن (3) وبرز إليه الاشتر وقتله . ثم حمل الأشعث وقتل الأشعث من أهل الشام خمسة ، ثم حمل الأشعث وقال للأشتر : اقح الخيل وحسر (4) عن رأسه ، وقال : يا أهل الشام خلوا عن الماء ، فقال أبو الأعور : لا والله حتى تأخذنا وإياكم السيوف ، فقال الاشعث : أظنها والله قد دنت . وقال الاشتر : خلوا لنا عن الفرات الجاري * أو اثبتوا للجحفل الجــرار ____________ (1) وقعة صفين | 176 . (2) التعويل : رفع الصوت بالبكاء والصياح . (3) وقعة صفين | ص 177 . (4) حسر الشيء عن الشيء : ازاله فانكشف ـ ( المعجم الوسيط ) والمراد هنا أنه جرد رأسه . ( 219 ) بكل قرن مستميت شارى (1) * مطاعــن برمحه كــرار ضراب هامات العدى مغوار واقحم الاشتر في الفرات خيله ووقف على الشط وهو يقول للرجالة : املأوا القرب فملاؤها فانصرفوا وهو واقف مكانه وهو يقول : لا تدركوا (2) ما قد مضى وفاتا * الله ربي يبعث الامواتــا من بعد ما صاروا كذى رفاتـا * لأوردن خيلـى الفراتــا شعث النواصي أو يقال ماتا (3) قال رضى الله عنه : يقال نسفت الريح التراب والله ينسف الجبال ، والابل تنسف الكلأ بمقاديم افواهها : تقلعه ، ونسفوا البناء : قلعوه من اصله ، ونسفت قوائم الفرس من هذا . ووجه أبو الأعور إلى معاوية رسولا بخبر الماء واستمده ، فعظم على معاوية ذاك وقال لعمرو بن العاص : سر إلى أبي الاعور مددا ، قال عمرو : وما ينفع مددى وقد أخذوا الماء ، وإنما انفذه معاوية لدهائه وخدعه ، فألح عليه حتى خرج عمرو إلى أبي الاعور ومعه ثلاثة آلاف رجل ، فلما لحق عمرو بصاحبه ، قال الاشتر : جاءهم مدد ولكن يا أصحابي إبشروا فانا على الحق ، والباطل زاهق واستأمن رجل منهم إلى الاشتر ، فقال له الاشتر : من صاحب المدد ؟ قال : هو عمرو بن العاص ، فنظر الاشتر إليه وكان عمرو لبس فوق درعه خفتاناً (4) أحمر وهو شاهر سيفه فقال له الاشتر : ويلك يابن العاص أهرب إلى الصياصي (5) ثم حمل الاشتر على عمرو فاتقاه بالحجفة ____________ (1) الشاري : البائع : الذي يبيع نفسه ولذلك سمى الخوارج « شراة » لأنهم زعموا أنهم باعوا انفسهم لله بالجنة . (2) كذا في الاصل وفي وقعة صفين لا تذكروا ولعل الاخير هو الانسب . (3) الابيات هذه في وقعة صفين | 179 ـ مروج الذهب 3 | 376 . (4) خفتان : ضرب من الثياب ـ فارسية . (5) الصياصي جمع الصيصية : كل ما يتحصن به المفردات للراغب . ( 220 ) وانهزم عمرو وزعق (1) أصحاب أبي الاعور جميعاً فأخذوا في الحرب ، ثم حمل الاشعث بن قيس عليهم في ستة آلاف رجل جامين (2) مستريحين واشتدت المناجزة والمكافحة ، فأرسل الاشتر إلى أبي الاعور : أن ابرز إلي ، فبرز إليه لكثرة ما دعاه الاشتر إليه وعليه درع مذهب وبيضة (3) عادية ، فوقفا وتحدثا ، وخمدت الاصوات فقال له الاشتر : اتعرفنى يا أبا الاعور ؟ كم مرة دعوتك ان تبرز إلي فالآن برزت إلي فلأوردنك حياض الموت ولأذيقنك ما كنت تهرب منه ؟ قال أتهددني وانا قاتل الشجعان ومبيد الاقران ؟ قال فابرز إلي لترى صولة الرجال فتقهقرا ليحمل كل واحد منهما على صاحبه ، وعمرو ينظر إليهما ، فحمل الاشتر عليه فضربه على بيضته فقطع أنف البيضة ووقع السيف في وجنته فدمي وجهه ، وهرب أبو الأعور وحمل الاشعث وانهزم عسكر أبي الاعور وعمرو بن العاص . قال رضي الله عنه : يقال زعق به : صاح صيحة مفزعة . قال أبو هاني بن معمر : رأيت اعرابياً يخوض في الماء وهو يقول : أيعطش القوم وفينا الاشعث * واشتر الخيرات ليـث يلهث قال رضي الله عنه : روى ان الاشتر كان يخطب ويقول : اثبتوا في مواضعكم واقيموا صفوفكم ، فلما كتب الكتائب ورتب الصفوف ، اقبل علينا بوجهه فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال : أما بعد فقد كان سابقا في علم الله اجتماعنا في هذه البقعة من الارض لآجال اقتربت وامور تصرفت وآمال تصرمت يسوسنا سيد الاوصياء ويرأسنا ابن عم خير الانبياء وامامنا المؤيد بنصر الله من السماء وسيف من سيوف الله ، ورئيسهم بن ____________ (1) الحجفة : الترس من جلد بلا حسب . (2) جامين ، من جم القوم : استراحا ، وفي حديث ابي قتادة : فأتى الناس الماء جامين رواء أي مستريحين قد رووا من الماء ـ لسان العرب . (3) البيضة : الخوذة . (221 ) آكلة الاكباد يسوقهم إلى النار والشقاء ونحن نرجو الثواب وهم ينتظرون العقاب فإذا حمى الوطيس وجبن الرئيس وثار القتال وطال العتاب والملام والتقت حلقتا البطلان وتقصف المران (1) وجالت الخيل بالابطال وبلغت النفوس الآجال فلا استمع الاغماغم الفرسان وهماهم الشجعان كان الله ولينا ، وعلي امامنا والنصر لواؤنا ، أيها الناس ، غضوا الابصار وعضوا على النواجذ والاضراس فانها أشد لشؤون الرأس واستقبلوا القوم بهامكم وخذوا قوائم سيوفكم بأيمانكم ، واطعنوا الشرسوف (2) الايسر فانه مقتل وشدوا شدة قوم موتورين بدينهم ودماء اخوانهم حنقين (3) على عدوهم قد وطنوا على الموت أنفسهم لئلا تسبقوا بثار ولا تلحقوا في الآخرة ، بنار ، واعلموا ان الفرار من الزحف مسبة ، وفيه الخزى والمذمة إلى يوم القيامة والوقوف محمدة والحمد أفضل من الذم ، اعاننا الله وإياكم على طاعته واتباع مرضاته ونصر أوليائه وقهر أعدائه أنه خير معين . قال رضي الله عنه : ثم لما أنهزم أبو الأعور واصحابه ونزلت مقدمة علي رضي الله عنه على مشرعة الفرات أخبر الاشعث عليا رضي الله عنه بذلك فنهض مع عسكره ونزل عند مقدمته ، ثم قال معاوية لعمرو : ما ظنك بعلى ايمنعنا الماء ؟ قال : إنه لا يستحل منك ما استحللته منه ، وقال له معاوية قولا أغضبه فأنشأ عمرو يقول : امرتـك امـراً فسخفتـه * وخالفنـي ابن أبي سرحه (4) فكيف رأيت كباش العراق * ألم ينطحوا جمعنـا نطحــه أظن لها اليوم ما بعدهــا * وميعاد ما بيننــا صبحــه ____________ (1) تقصف : ازدحم ، والمران تثنية المر بتشديد الراء وهو الحبل . (2) الشرسوف : اطراف الضلع المشرف على البطن ـ النهاية . (3) الحنق بفتح الحاء وكسر النون : الحاقد والمغتاظ . (4) يريد به عبد الله بن سعد بن أبي سرح وقد تصرف في الاسم للشعر . ( 222 ) فان ينطحونا غـدا مثلهــا * نكــن كالزبيـر أو طلحه وان أخروها إلــى مثلهــا * فقد قدموا الخبط والنفحة (1) وقد شرب القوم ماء الفـرات * وقلـدك الاشعث الفضحـه ثم ان معاوية ارسل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام اثنى عشر رجلا في طلب الماء (2) قأتوا علياً عليه السلام فخرج علي عليه السلام وعليه رداء رسول الله صلى الله عليه وآله ونصب له كرسي ، فجلس عليه ثم تكلم من الشاميين حوشب ، فقال : ملكت فاسجح وعد علينا بالماء واعد عما سلف من معاوية ، وقال رجل من الشاميين ـ اسمه مقاتل بن زيد العكي ـ : يا أمير المؤمنين ، وامام المسلمين وابن عم رسول رب العالمين ان معاوية يعتل بدم عثمان ، والله ما يطلب بذلك إلا الملك والسلطان ، والله يعلم اني احبك وان كنت من أهل الشام ، والله لا ارجع إلى معاوية بل اخدمك واكون أول مبارز ، عسى اقتل بين يديك ، فان القتل في طاعتك شهادة ، ثم حمد الله أمير المؤمنين عليه السلام واثنى عليه بما هو أهله ، وصلى على رسوله محمد وآله الطيبين ، ثم قال : معاشر الناس انا أخو رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه ووارث علمه ، خصني وحبانى بوصيته واختارني من بينهم وزوجني ابنته بعدما خطبها عدة فلم يزوجهم وانما زوجنيها بأمر ربه تعالى فوهب لي منها ذرية طيبة ، فمن اعطى مثل ما اعطيت ، أنا الذي عمي سيد الشهداء واخى يطير مع الملائكة حيث يشاء بجناحين مكللين بالدر والياقوت ، انا صاحب الدعوات ، انا صاحب النقمات ، انا صاحب الآيات العجيبات ، انا قرن من حديد ، انا ابداً جديد ، أنا أبو الأرامل واليتامى ، انا مبير الجبارين وكهف المتقين وسيد الوصيين وأمير المؤمنين وحبل الله المتين والكهف الحصين والعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع ____________ (1) الخبط : الضرب الشديد ، والنفحة : الدفعة من العذاب . (2) الامامة والسياسة 1 | 105 . ( 223 ) عليم . قولوا لمعاوية ليشرب وليسق دوابه لا يمنعه مانع ولا يحول بينه وبينه . وروى ان حريثا مولى معاوية كان شجاعاً بطلا يعده معاوية لكل شديدة ، وقد ابلى في فتح عسقلان وقتل عدة من الشجعان ، وكان يركب فرس معاوية ويلبس لباسه وسلاحه ، فيظن الناس أنه معاوية وكان الشقي يتمنى مبارزة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكان معاوية ينهاه عن مبارزته ضناً به (1) فقال في اليوم الثالث من حروب صفين لمعاوية : ان انا قتلت علياً أتقلدني ولاية الطبرية ؟ فقال معاوية : لا تبارز عليا ، وعليك بالاشتر ، فان أنت قتلته فقد كفيت واغنيت ، فأما علي فلا تبارزه فان لي نابين : أحدهما أنت والآخر عبد الرحمان بن خالد بن الوليد ، وان فجعت بك لم أجد بدلاً منك ، فجانب عليا فسمع بذلك عمرو بن العاص فخلا بحريث وقال له انت لو كنت قرشياً ما نهاك معاوية عن مبارزة علي ، ولاحب أن تقتل عليا وتريحه منه ولكنه يكره أن يقتل ابن عمه مولاه فان وجدت فرصة فاقحم ، فان حظها لك ، فلما خرج علي عليه السلام أمام الخيل انبرا له حريث فحمل عليه علي عليه السلام وهو يقول : أنا علي وابــن عبد المطلــب * نحن وبيت الله أولــى بالكتب منا النبي المصطفـى غير الكذب * أهـل اللواء والمقام والحجـب نحن نصرنــاه على جل العرب * يا أيها العبد الغرير المنتدب (2) اثبت لها يا أيها الكلب الكلب (3) فقيل : يا أمير المؤمنين تبرز إلى هذا الكلب ؟ قال : والله انه لأعظم عناء من معاوية ، فضربه على رأسه فسقط قتيلا على هامته ، فجزع عليه معاوية جزعاً شديداً وقال : يا عمرو ما أنصفته حين أمرته بأمر كرهته لنفسك وانشأ معاوية يقول : ____________ (1) في المطبوع : صيانة له . (2) الغرير : المخدوع . (3) وقعة صفين | 272 . ( 224 ) حريث ألم تعلم وعلمك ضائــر * بـأن عليـاً للفـوارس قاهــر وان عليــا لا يبـارز فارســا * من النــاس إلا أحرزته الا ظافر أمرتك أمــرا حازمـاً فعصيتني * فجــدك إن لم تقبل النصح عاثر ودلاك عمرو والحـوادث جمــة * فلله مـا جــرت عليـك المقادر فظن حريث أن عمرا نصيحــه * وقد يدرك الإنسان ما قد يحاذر (1) وروى أن الاشتر خرج في اليوم السادس من حروب صفين وهو يقول : في كل يوم هامتي موقـرة * يا رب جنبني سبيل الفجرة واجعل وفاتي بأكف الكفرة * لا تعدل الدنيا جميعا وبرة ولا بعوضا في ثواب البررة فبرز إليه عبيدالله بن عمر بن الخطاب وهو يقول : أنعى ابن عفان وأرجو ربي * ذاك الذي يخرجني من ذنبي قتل ابن عفان عظيم الخطب ولم يعلم الاشتر من هو ؟ فقال له : من أنت ؟ قال عبيدالله بن عمر ، قال الأشتر : بئس ما اخترت لنفسك يابن عمر ، هلا اعتزلت كما اعتزل أخوك أو سعيد بن مالك ؟ وان كنت خفت القصاص بدم الهرمزان فهلا هربت إلى مكة ؟ فقال : خل عن الخطاب والعتاب ، وحمل كل واحد منهما على صاحبه فتضاربا وتكافحا صدرا من النهار ، ثم انصرف عنه ابن عمار وعذله بذلك عمرو بن تميم بن وهب التميمي ، وخرج هو إلى الاشتر وهو يظن انه يقتله ، فتطاعنا ، فطعنه الاشتر برمحه فاخرج سنان رمحه من ظهره وخر عمرو على وجهه واقتتل الناس قتالا شديداً حتى كاد يذبح بعضهم بعضاً ، وتكادموا بالافواه وكان فيه بوار القوم وفي اليوم السابع خرج القوم للقتال ، وابو الهيثم بن التيهان نقيب رسول الله يسوي صفوف أهل العراق ، ____________ (1) وقعة صفين | 273 . ( 225 ) فخرج إليهم عبد الرحمان بن خالد بن الوليد وهو يقول : (1) أنا ابن سيف الله ذاكم خالد * أضرب كـل قــدم وساعد بأبيض مثل الشهاب واقـد * بالجهد لا بل فوق جهد الجاهد ما أنا عما نابنـي براقـد * أنصـر عمي ان عمي والدي فحمل عليه حارثة بن قدامة السعدي وهو يقول : اصبر لصدر الرمح يابن خالد * اصبر لليث مشبــل مجاهــد من أسد خفان شديد الساعــد * أنصــر خيــر راكع وساجد من حقه عندي كحق الوالـدي * ذاك علــي كاشــف الاوابـد فاطعنا ساعة ثم رجع عنه حارثة ومر ابن خالد لا ياتي على شيء إلا هذه حتى أتى رايات مذحج وهو يقول : انى إذا ما الحرب فرت عن كشر (2) * تخالني أخزر مــن غيــر خــزر اقحم والخطى في النقــع كســر * كحية صمــاء في أصــل الحجـر أحمل ما حملت من خير وشر وتحاماه الناس وصاح عمرو بن العاص أن أقحم يابن سيف الله فانه الظفر فاجتلد الناس جلاداً شديداً وغم ذلك عليا عليه السلام فقال القوم للأشتر : يوم من أيامك الاول ، فقد بلغ لواء معاوية حيث ترى فأخذ الاشتر لواءه ثم حمل وهو يقول : إني أنا الاشتر معروف الشتر * إني أنا الافعى العراقـي الذكر (3) ولست من حي ربيع أو مضر * لكننـي من مذحج الحي الغرر (4) ____________ (1) وقعة صفين | 395 وفيه : فاستقبله جارية بن قدامة السعدي . (2) الكشر بكسر الاول وفتح الثاني : جمع الكشر : التنمر والارعاد كالسبع . وكثر العدد عن أنيابه : تنمر وأوعد كانه سبع . ( المعجم الوسيط ) . (3) الشتر : انقلاب جفن العين من أعلى وأسفل وتشنجه . (4) وقعة صفين | 396 وربيع : مرخم ربيعة لغير نداء . ( 226 ) فضرب القوم فلم يلبثوا له بل انكشفوا عنه حتى رجعوا إلى عسكر معاوية وضرب عبد الله بن بديل الخزاعي وهو من فرسان علي عليه السلام المشهورين المذكورين بسيفه في ذلك اليوم حتى قتل احد عشر رجلاً وخرج من أهل الشام جماعة وكان يمسح سيفه على عرف فرسه وهو يقول : لا تحبطن يا إلهـى أجــرى * وعجلـن يا رب لابــن صخر نار لظى لا يشترك في أمري * إن ينـج منى ينقصم من ظهري ويا لها من غصة في صدري « قال رضي الله عنه » : يقال كسفت الشمس وكسفها الله تعالى ، وكسف البعير ، وكرسفه : عرقبه ، والأوابد ، بقر الوحش ، جمع أبدة وأبدت الدواب وتأبدت : توحشت وهي أوابد ومتأبدات وفرس قيد الاوابد وتأبد المنزل : سكنته الأوابد وتأبد فلان : توحش وقولهم فلان مولع باوابد الكلام واوابد الشعر وهي غرائبه التي لا تشاكل جودة قال الفرزدق : لن تدركوا كرمي بلوم ابيكم * واوابدى يتخيــل الاشعـار ودعا معاوية الأحمر في هذا اليوم مولى أبي سفيان وكان شجاعاً بطلاً وحثه على قتل الاشتر أو عبد الله بن بديل ، فقال الأحمر ، : إن علياً لا يقتله غيري ، فقال معاوية : مهلاً يا أحمر ، لا تبارز علياً . وبرز الأحمر ونادى : اين ابن أبي طالب ؟ فصاح عليه صعصعة بن صوحان وقال : لعن الله ابن آكلة الاكباد ، حيث أمرك بمناجزة خير العباد ، فقال الأحمر : انما تقولون هذا جبنا ، فبرز إليه شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له الاحمر : من أنت فاني لا أقاتل إلا اشجعكم ، فعرفه شقران نفسه فحمل عليه الاحمر فضربه فقتله وثبت مكانه وقال : ليبرز إلي على لينظر حملتى وضربتي فصاح عليه القوم وقالوا : تنح أيها الكلب فما أنت بكفو علي أمير المؤمنين ، فقال الاحمر : والله لا انصرف إلا مع رأس علي أو أموت دونه ، فبرز إليه أمير المؤمنين وحمل عليه فاخذ بعضده وجذبه ثم رمى به من يده على الارض ( 227 ) فحطمه حطما (1) ، وتولول الناس وشتموا أهل الشام ، فقال أمير المؤمنين في أهل الشام : من فيهم خير وماكلهم يرضى بفعل معاوية ، فعودوا السنتكم ذكر الله ، واستكثروا من قول « لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » ثم خرج من عسكر معاوية (2) كريب بن أبرهة من آل ابن ذي يزن وكان مهيباً قوياً يأخذ الدرهم فيغمزه بابهامه فيذهب بكتابته فقال له معاوية : ان عليا يبرز بنفسه وكل احد لا يتجاسر على مبارزته وقتاله ، قال كريب : أنا أبرز إليه ، فخرج إلى صف أهل العراق ونادى : ليبرز الي علي ، فبرز إليه مرتفع بن وضاح الزبيدى فسأله من أنت ؟ فعرفه نفسه فقال : كفو كريم وتكافحا فسبقه كريب فقتله ونادى : ليبرز الي أشجعكم أو علي ، فبرز إليه شرحبيل بن بكر وقال لكريب : يا شقي ألا تتفكر في لقاء الله ورسوله يوم الحساب عن سفك الدم الحرام ، قال كريب : إن صاحب الباطل من آوى قتلة عثمان ثم تكافحا فقتله كريب (3) ، ثم برز إليه الحرث بن الجلاح الشيباني وكان زاهدا صواما قواما وهو يقول : هذا علي والهدى حقا معه * نحن نصرناه على من نازعه ثم تكافحا فقتله كريب فدعا علي عليه السلام ابنه العباس ـ وكان تاما كاملا من الرجال فأمره بأن ينزل عن فرسه وينزع ثيابه ، ففعل فلبس علي عليه السلام ثيابه وركب فرسه والبس ابنه العباس ثيابه وأركبه فرسه لئلا يجبن كريب عن مبارزته ، فلما هم علي بذلك جاءه عبد الله بن عدى الحارثى وقال : يا أمير المؤمنين بحق امامتك فائذن لى أبارزه ، فإن قتلته وإلا قتلت شهيداً بين يديك ، فاذن له علي فتقدم إلى كريب وهو يقول : هذا علـي والهدى يقوده * من خير عيدان قريش عوده لا يسأم الدهر ولا يؤوده * وعلمه معاجــز وجـوده ____________ (1) و(2) و(3) وقعة صفين | 249 و315 . ****************** فتصارعا ساعة ، ثم صرعه كريب ، ثم برز إليه علي عليه السلام متنكراً وحذره بأس الله وسخطه ، فقال له كريب : اترى سيفي هذا ؟ لقد قتلت به كثيراً مثلك ، ثم حمل على علي بسيفه فاتقاه بحجفته ، ثم ضربه علي عليه السلام على رأسه فشقه حتى سقط نصفين وقال : النفس بالنفس والجروح قصاص * ليس للقــرن بالضراب خلاص بيدي عند ملتقـى الحرب سيـف * هاشـمــي يزينـه الاخـلاص مرهف (1) الشفرتين أبيض كالملح * ودرعي من الحديــد دلاص (2) ثم انصرف أمير المؤمنين عليه السلام وقال لابنه محمد : قف مكاني فان طالب وتره يأتيك ، فوقف محمد عند مصرع كريب فاتاه احد بني عمه وقال : اين الفارس الذي قتل ابن عمي ؟ قال محمد : وما سؤالك عنه ، فانا أنوب عنه ، فغضب الشامي وحمل على محمد ، وحمل عليه محمد فصرعه ، فبرز إليه آخر فقتله حتى قتل من الشاميين سبعة ، فأتاه شاب وقال لمحمد : أنت قتلت عمي واخوتي ، فبرزت اليك لأشفي صدري منك أو الحق بهم ؟ وقال : ومن للصباح ومن للرواح * ومن للسلاح ومن للخطب ومن للسعاة ومن للكمـاة * إذا ما الكماة جثت بالركب ثم تكافحا ملياً فضربه محمد فصرعه . وروى ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال للأشتر : ان احداً لا يبرز إلي ولا إليك فأنا احمل على الميمنة وتحمل على الميسرة ، وكان في ميمنة معاوية نحو من عشرة آلاف فارس ، فحمل علي عليه السلام فانهزموا ، قال : ألم تر أنــى في الحــروب مظفر * هزبر الوغى في حومة الموت حيدر اقيم على الابطال في الحـرب مأتمـاً * واقتـل الفا ثـم الفــا واخطــر ____________ (1) المرهف : المحدد ـ لسان العرب . (2) الدلاص : اللين البراق ـ لسان العرب . ( 229 ) أدير رحى منصوبة في ثفالهــا * رؤوس غطاء الشعر فيها معصفر وحمل الاشتر على الميسرة كذئب في غنم ، فنكص الناس عنه وشد عليه رجل من أهل الشام فضربه ، وقابله الاشتر بحجفته ، وشد عليه الاشتر فصرعه وقال الاشتر : الم تر أني في المعــارك اشتر * أفلــق هامات الليـوث وانعـر أمثلى ينادى في القتـال جهالـة * لقيت حمـام الموت والموت أحمر ضربتك ضرباً مثل ضرب امامنا * علــي أميــر المؤمنين واعذر « قال رضي الله عنه » : الثفال نطع أو غيره ، يبسط تحت الرحى عند الطحن يقال : لأعركنك عرك الرحى بثفالها فهو في محل الحال كانه قال عرك الرحى مطحوناً بها ، وتبرذعت فلانا وتثفلته أي جعلته تحتي بمنزلة البرذعة . « قال رضي الله عنه » : وروى ان في اليوم العاشر من حروب صفين اقتتل الناس قتالا شديداً حتى عانق الرجال الرجال ، وانهزم طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وأمير المؤمنين واقف ينظر إليهم وركض الاشتر في آثارهم يستردهم ويقول اما تستحيون ؟ تدعون أمير المؤمنين عليه السلام وسيد المسلمين ، واقبل أمير المؤمنين ومعه الحسن والحسين ومحمد إبنه ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر حتى صار إلى رايات ربيعة والنبل يقع عليه ، فقال له ابنه محمد : يا ابة لو بادرت إلى هذه الرايات فان فيها بقية وهذا النبل كما ترى ؟ فقال : يا بني ان لأبيك يوماً لن يعدوه ، ثم صاح بصوت عالى جهير كغير المكترث بما فيه الناس : لمن هذه الرايات ؟ قالوا : رايات ربيعة ، قال : بل هي رايات الله ، عصم الله أهلها وثبت أقدامهم وكانت في ميسرة أمير المؤمنين عليه السلام ، فجلس إليهم فثاروا إليه وقالوا هذا أمير المؤمنين عليه السلام ، قد صار الينا والله لئن اصيب فينا انه لعار الأبد ، ثم قال للحصين بن المنذر وهو شاب : يافتى الا تدنى رايتك هذه ( 230 ) ذراعاً ، فقال ادنيها والله عشرة اذرع فادنيتها ، فقال لي : حسبك مكانك ، ثم انشأ الحصين بن المنذر يقول : لمن راية حمــراء يحقق ظلهــا * إذا قيل قدمهــا حصين تقدمــا ويقحمها في الصف حتى يزيرها (1) * حمام المنايا تقطر الموت والدمــا تراه إذا ما كــان يـوم عظيمــة * ابى فيــه إلا عــزة وتكـرمـا جزى الله قومــا صابروا في لقائهم * لدى البأس خيرا ما اعطف واحرما واكرم صبراً حين يدعـى إلى الوغى * إذا كـان اصوات الرجال تغمغمـا ربيعــة أعني أنهـم أهــل نجدة * وبأس إذا لاقــوا خميساً عرمرما ونادت جــذام آل مذحـج ويحكـم * جــزى الله شـراً أينا كان اظلما أما تتقـون الله فـي حرمـاتـكــم * ومــا قرب الرحمان منها وعظما اذقنا ابن هند طعننــا وضرابنــا * بأسيافنــا حتــى تولى واحجما وانصرف الناس مع الاشتر وهم يعتذرون واقتتلوا واشتجر (2) القتال فطحطحوا أهل الشام إلى ان حجز بينهم الليل . « قال رضي الله عنه » : يقال ثار العسكر من مركزه ، وثار القط من مجاثمه والتقوا ، فثار هؤلاء في وجوه هؤلاء وثاوره وساوره : واثبه . يقال : تغمغم الفريق ، والتغمغم : الكلام الذي لا يتبين ، والغمغمة : أصوات الثيران عند الذعر ، واصوات الأبطال عند القتال ، والخميس : الجيش ، والعرمرم : الكبير ويقال : طحطح الشيء : إذا فرقه أهلاكا . قال رضي الله عنه : وروى أنه برز في اليوم التاسع عشر من أصحاب معاوية عثمان بن وائل ، وكان يعد بمائة فارس وله أخ يسمى حمزة يعدهما معاوية للشدائد وجعل عثمان بن وائل يلعب برمحه وسيفه ، والعباس بن الحارث بن عبد المطلب ينظر إليه مع سليمان بن صرد الخزاعي فقال ____________ (1) يزبرها : يسوقها إليه . (2) اشتجر : اشتبك . لسان العرب . ( 231 ) لسليمان : أنا ابرز إليه وقد نهاني أمير المؤمنين عليه السلام وفي قلبي أني اقتله ، فبرز إليه وقال : بطل إذا غشي الحـروب بنفســه * كانــت وحادتـه كحملة عسكــر بطل إذا أفترت نواجــذ وقعــة * حصد الرؤوس كحصد زرع مثمر (1) فتكافحا مليا ، فلم يظفر أحدهما بصاحبه فقال سليمان للعباس : ألا تجد فرصة عليه ؟ فقال : فيه شجاعة ثم ضربه بعد ذلك العباس فرمى برأسه ووقف مكانه ، فبرز إليه أخوه حمزة فأرسل إليه علي عليه السلام فنهاه عن مبارزته وقال له : انزع ثيابك وناولني سلاحك وقف مكاني وأنا أخرج إليه ، فتنكر علي وخرج إلى حمزة فظن حمزة انه العباس الذي قتل أخاه ، فضربه علي عليه السلام فقطع ابطه وكتفه ونصف وجهه ورأسه فتعجب اليمانيون من تلك الضربة وهابوا العباس وبرز إلى علي عليه السلام عمرو بن عنبس اللخمى وكان شجاعاً فجعل يلعب برمحه وسيفه ، فقال علي عليه السلام : هلم للمكافحة ، فليس هذا وقت اللعب ، فحمل عمرو على علي عليه السلام حملة منكرة فاتقاها بحجفته ثم ضربه علي وسطه فبان نصفه وبقى نصفه على فرسه فقال عمرو بن العاص : ما هذه إلا ضربة علي فكذبه معاوية فقال له عمرو : قل للخيل تحمل عليه ، فان ثبت مكانه فهو علي بن أبي طالب ، فحملوا عليه فثبت لهم ولم يتزعزع ثم حمل عليهم فجعل يقتلهم حتى قتل منهم ثلاثة وثلاثين رجلا ، فقال الاشتر : يا أمير المؤمنين لا تتعب نفسك ، فقال علي عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله اكرم الناس على الله تعالى وقد قاتل بنفسه يوم أحد ويوم حنين ويوم خيبر ، ولو أن معاوية وعمرا برزاً إلي لتخلص شيعتي مما يقاسونه ، فقال الاشتر : بحق قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله فانصرف وأنا أحاربهم اليوم فاذن ____________ (1) افترت : تلألأت . وافتر البرق : تلألأ وهو فوق الانكال في الضحك والبرق . لسان العرب . ( 232 ) له علي عليه السلام في ذلك فقال الاشتر : لقيت وفرى وانحرفت عن العلى * ولقيت أضيافي بوجه عبــوس ان لم أشن على ابن هنـد غـارة * لـم تخـل يوما من نهاب نفوس خيلا كأمثال السعالــى شزبا (1) * يعدو ببيض في الكريهة شوس (2) حمى الحديــد عليهـم فكـأنـه * ومضـان بـرق أو شعاع شموس ونادى : ليبرز إلي معاوية ، فقال لست بكفوي قال الاشتر فابرز إلى صاحبي فانه سيد قريش والعرب كلهم ، فدع التعلل ثم دعا معاوية ، جندب بن ربيعة وكان خطب إلى معاوية ابنته فرده فقال له عمرو بن العاص : ان قتلت الاشتر زوجك معاوية ابنته « رملة » فبرز إليه جندب فقال له الاشتر : من أنت وكم ضمن لك معاوية على مبارزتي ؟ قال : يزوجني ابنته بقتلك ، فانا الآن آتيه برأسك ، فضحك الاشتر وحمل عليه جندب برمحه فاخذه الاشتر تحت ابطه ، فجعل جندب يجتهد في جذبه فلم يمكنه حتى ضرب الاشتر رمحه فقده نصفين وهرب جندب فضربه الاشتر بسيفه فصرعه ، ثم حمل الاشتر فضاربهم حتى ازال عمرو بن العاص عن موقفه وانكشف أهل الشام وأفضى الاشتر إلى معاوية ، فخرج رجل من بنى جمع فضارب عن معاوية حتى انقذه وكاد الاشتر يصلى إليه وحجز بينهم الليل . قال رضي الله عنه : شن الماء على وجهه صبه صباً متفرقاً ، وشن عليهم الغارة : فرقها ، وشنت العين : دمعها . والسعالى : جمع السعلاة وهي الغول ، ومن المجاز نعوذ بالله من هؤلاء السعالى ، يريد النساء الصخابات ، وقد استسعلت فلانة كما تقول استكلبت واسعله الخصب (3) ، ويقال فرس شازب ____________ (1) السعالى جمع سعلاة : سحرة الجن والشزب جمع شازب : المتغير اللون للضامر . (2) الشوس : جمع الاشوس والشوساء ، المتكبر ـ لسان العرب . (3) الخصب بكسر الاول : النماء والبركة وفي المطبوع مكان الخصب ، الصخب . ( 233 ) وخيل شزب وقد شزب شزوباً وهي الضمر ، ويقال : رجل اشوس وامرأة شوساء وقوم شوس وفيه شوس وهو النظر بشق العين ، وقيل أن يصغر العين ويضم الأجفان . قال رضي الله عنه : وروى ان في اليوم السادس والعشرين من حروب صفين قتل أبو اليقظان عمار بن ياسر وأبو الهيثم بن التيهان نقيب رسول الله صلى الله عليه وآله ورضى عنهما . روى أن الحرث بن ياقور أخا ذي الكلاع برز إلى عمار فضربه عمار فصرعه وكان يقتل كل من بزر إليه عمار وينشد : نحن ضربناكم على تنزيلـه * فاليوم نضربكم على تأويله ضربـا يزيل الهام عن مقيله * ويذهـل الخليل عن خليله أو يرجع الحق إلى سبيله واستسقى عمار فاتى بلبن في قدح فلما رآه كبر ، ثم شربه وقال : ان النبي صلى الله عليه وآله قال لي : آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن (1) وتقتلك الفئة الباغية ، وهذا آخر ايامي من الدنيا ، ثم حمل واحاط به أهل الشام واعترضه أبو العادية الفزاري وابن جوني (2) السكسكي ، فأما أبو العادية فطعنه ، وأما ابن جونى فاحتز رأسه وقد كان ذو الكلاع سمع عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمار بن ياسر يابن سميه تقتلك الفئة الباغية ، كان ذوالكلاع وتحت أمره ستون الفا من الفرسان ، يقول لعمرو بن العاص ويحك أنحن الفئة الباغية ؟ وكان في شك من ذلك فيقول عمرو : إنه سيرجع الينا ، واتفق أنه اصيب ذو الكلاع يوم اصيب عمار فقال عمرو : لو بقى ذوالكلاع لمال بعامة قومه ولأفسد علينا جندنا ، وقتل ____________ (1) الامامة والسياسة 1 | 126 ووقعة صفين | 340 . (2) ابن جونى ـ في ضبط هذا الاسم اختلاف كثير . راجع وقعة صفين ص 341 . ( 234 ) أبو الهيثم وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رأى ذلك عبد الله بن عمرو بن العاص قال لأبيه : اشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع إلى ما يقول ابن اخيك ، واخبره بالحديث ، فقال معاوية : صدق رسول الله أنحن قتلنا عمارا ، انما قتله من جاء به فألقاه تحت رماحنا وسيوفنا ، وفرح بقتل عمار أهل الشام ، وقال معاوية : قتلنا عبد الله بن بديل وهاشم بن عتبة وعمار بن ياسر ، فاسترجع النعمان بن بشير وقال : والله إن كنا نعبد اللات والعزى ، وعمار يعبد الله ولقد عذبه المشركون بالرمضاء وغيرها من الوان العذاب (1) وكان يوحد الله ويصبر على ذلك . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : صبرا يا آل ياسر ، موعدكم الجنة وقال : ان عماراً يدعو الناس إلى الجنة ويدعونه إلى النار . وقال ابن جونى من أهل الشام : انا قتلت عماراً ، فقال له عمرو بن العاص : ماذا قال حين ضربته ؟ قال : قال : اليوم القى الاحبة * محمداً وحزبـه فقال عمرو : صدقت أنت صاحبه والله ما ظفرت يداك ولقد اسخطت ربك . وعن السدى عن يعقوب بن واسط قال : احتج رجلان بصفين في سلب عمار وفي قتله ، فأتيا عبد الله بن عمرو بن العاص يتحاكمان إليه ، فقال : ويحكما اخرجا عنى فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : اولعت قريش بعمار وعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، قاتله وسالبه في النار (2) . قال رضي الله عنه : ويروى في يوم السادس والعشرين من حروب ____________ (1) في [ و] : انواع العذاب . (2) وقعة صفين لنصر بن مزاحم | 342 . ( 235 ) صفين اجتمع عند معاوية الملا من قومه ، فذكروا شجاعة علي وشجاعة الاشتر ، فقال عتبة بن أبي سفيان : ان كان الاشتر شجاعا لكن عليا لا نظير له في شجاعته وصولته وقوته ، قال معاوية : مامنا احد إلا وقد قتل علي اباه أو أخاه أو ولده ، قتل يوم بدر أباك ياوليد ، وقتل عمك يا أبا الاعور يوم احد ، وقتل يابن طلحة الطلحات أباك يوم الجمل ، فإذا اجتمعتم عليه ادركتم ثاركم منه وشفيتم صدوركم ، فضحك الوليد بن عقبة بن ابي معيط من قوله وانشأ يقول : يقول لكم معاوية بن حرب * أما فيكم لواتركم طلــوب يشد على أبي حسـن علي * باسمـر لا تهجنه الكعـوب فيهتك مجمع اللبــات منه * ونقــع القوم مطرد يثوب فقلت له أتلعب بابن هنـد * كانك وسطنـا رجل غريب أتأمرنـا بحية بطـن واد * إذا نهشت فليـس لها طبيب وبشر مثلهـا لاقى جهـاداً * فأخطـأ نفسه الاجل القريب سوى عمرو وقته خصيتـاه * نجـا ولقلبه منها وجيــب وما ضيع تدب بطــن واد * اتيح لقتلهـا اسد مهيــب بأضعف حيلة منا إذا مــا * لقينــاه وذا منا عجيــب كأن القوم لمـا عاينــوه * خلال النقـع ليس لها قلوب وقد نادى معاوية بن حرب * فاسمعـه ولكن لا يجيب (1) وقال الوليد : ان لم تصدقوني فاسألوا الشيخ عمرو بن العاص ليخبركم عن شجاعته وصولته ، وكان هذا توبيخاً منه لعمرو ، حين خرج عمرو بن العاص للحرب وقال لإبنيه عبد الله ومحمد : ____________ (1) وقعة صفين | 417 وفيه في البيت الاول يقول لنا معاوية بن حرب وفي البيت السادس المصرع الأول : دعا للقاه في الهيجاء . ( 236 ) شدا على شكتى (1) لا تنكشف * ابعد عمرو والزبيـر نأتلــف ام بعد عثمــان نبالي من تلف * يوم لهمدان ويــوم للصدف (2) وفي تميــم نخوة لا تنحرف * نضربها بالسيف حتى تنصرف فحمل عليه أمير المؤمنين علي عليه السلام وعمرو لا يشعر به ، فطعنه وصرعه وبدت عورته ، فصرف علي عليه السلام وجهه فانسل عنه عمرو ، قيل لعلي في ذلك فقال انه ابن العاص تلقاني بعورته فصرفت وجهي عنه . وروى ان علياً حمل عليه بسيفه وقال : خذها يابن النابغة فسقط عن فرسه وأبدى عورته ، فقال له علي : يابن النابغة أنت طليق دبرك أيام عمرك ، وعذله معاوية وقال : ما هذه الفضيحة التي فضحت بها نفسك ؟ فقال عمرو لمعاوية : يا أبا عبد الرحمان من يتعرض لبلاء نفسه لا طاقة لي بعلي ولا لك ولا للوليد ولا لأحد من جموعنا ، وان لم تصدقني فجرب وقد دعاك مراراً إلى البراز ولا تبرز إليه وقال عمرو في ذلك : يذكرنـي الوليد شجى علي * وصـدر المرء يملأه الوعيد متى تذكـر مشاهده قريش * يطر من خوفه القلب الشديد فاما في اللقـاء فاين منـه * معاويـة بـن حرب والوليد وعيرنـي الوليـد بقاء ليث * إذا مـا زار (3) هابته الأسود لقيت ولست اجهلـه عليـا * وقد بلت من العرق اللبود (4) فاطعنه ويطعنني خلاســا * وماذا بعـد طعنته مزيــد فرمها منه يابن أبي معيـط * فانـت الفارس البطل التجيد واقسم لو سمعت نـدا علي * لطـار القلب وانتفخ الوريد ____________ (1) وفي [ ر ] : شدتي . والشكه بمعنى السلاح والشدة بمعنى الحملة . (2) الصدف بكسر الدال : لقلب عمرو بن مالك بن اشرس . . (3) زأر : صاح . (4) اللبود : التي تفرش . ( 237 ) ولو لاقيـتــه شقت جيوب * عليك ولطمت فيك الخدود (1) وقال معاوية يا عمرو : ولو عرفت عليا ما أقحمت عليه وقال معاوية في ذلك : ألا لله مـن هفــوات عمـرو * يعاتبنــي على تركـي برازي فقد لاقى أبــا حسن عليــا * فآب الوائلــي مآب خــازي ولو لـم يبــد عورتـه لأودى * بـه ليث يذلــل كــل نازي لـه كف كــأن براحتيـهــا * منايـا القوم تخطف خطف بازي فان تكــن المنيــة احرزتـه * فقد عني (2) بها أهل الحجاز (3) فغضب عمرو وقال : هل هو إلا رجل لقيه ابن عمه فصرعه أترى السماء قاطرة لذلك دما . وروى ان علياً عليه السلام خرج إلى صف أهل الشام وقال لكميل ابن زياد : سر إلى معاوية وقل له : دعوناك إلى الطاعة والجماعة فأبيت وعندت ، وقد كثر القتل بين المسلمين فابرز إلي حتى يتخلص الناس مما هم فيه ، فلما أدى كميل رسالة علي عليه السلام قال معاوية لقومه : ما تقولون ؟ فنهوه عن ذلك إلا عمرو بن العاص فإنه قال له قد أنصفك وانه بشر مثلك ، فعيره معاوية فقال : ما هذه العداوة ، أتظن اني ان قتلت تنال الخلافة والسلطان ؟ فقال عمرو : امازحك فقال معاوية : يا عمرو إنك قد أشرت بتهمة * ان المبـارز كالجدب للنازي ما للملـوك وللبـراز وانمــا * خطـف المبارز خطفة من باز ولقد رجعت وقلت مزحة مازح * والمــزح يحمله مقال الهازي فاجابه عمرو بن العاص فقال : معاوي ان نكلت عن البــراز * لك الويلات فانظر في المخازي ____________ (1) وقعة صفين | 418 . (2) وفي وقعة صفين : غنى . (3) وقعة صفين | 407 . ( 238 ) معاوي ما اجترمت اليك ذنبـا * ومـا أنا بالذى حدثت هـازي وما ذنبي وكـم نادى علــي * وكبــش القـوم يدعو للبراز فلو بارزته بــارزت ليثــاً * حديــد القرن أشجع ذا ابتزاز أضبع في العجاجة يابن هنــد * وعند الباه كالتيس الحجازي (1) فانصرف كميل وأخبر علياً عليه السلام بما جرى ، فتبسم علي عليه السلام وضحك الاشتر وكان مع أمير المؤمنين رجل من آل ذي يزن الملك يقال له سعيد بن حارثة وكان مسكنه بالشام ، فلما لم يجب معاوية إلى الطاعة ولم يبايع أمير المؤمنين علي عليه السلام ترك الشام وأهله وأمواله بها وصار إلى علي عليه السلام ، وكان عابداً يصلي كل يوم وليلة مائة ركعة ، فقال : يا أمير المؤمنين أنا أدعو معاوية إلى مبارزتي ، فأذن له علي عليه السلام وتبسم إليه وقال له : سر إليه بسم الله ، فبرز إليه ونادى معاوية ، فبرز إليه وقال لسعيد : أنسيت ما فعلت في حقك وما أسديت اليك من المحامد ؟ فقال له سعيد : كنت أظن انك مسلم مطيع مقتد بامر الله فلما علمت بغيك وظلمك وطلبك الملك والسلطان بالباطل أبغضتك وعاديتك ثم حمل عليه سعيد بن حارثة وكانت بينهما ضربات فلم يظفر أحدهما بصاحبه فانصرفا ، ثم ان معاوية أظهر لعمرو شماتة وقال له ولملأ من قريش : قد أنصفتكم إذ لقيت سعيداً في همدان وهو سيدهم فانقطعوا عنه أياما أنفة وغضب عمرو وقال : تسير إلى ابن ذي يزن سعيد * وتترك في العجاجة من دعاكا فهل لك في أبي حسن علـي * لعل الله يمكـن من قفاكــا دعاك إلى البراز فلـم تجبـه * ولـو بارزتـه تربت يداكـا وكنت أصم اذنا داك عنهــا * وكــان سكوته عنها مناكـا فآب الكبش قد طحنت رحـاه * بخطوتهـا ولم تطحن رحاكا ____________ (1) وقعة صفين | 275 . ( 239 ) فما انصفت صحبك (1) يابن هند * بفرقته وتغضــب من سواكــا فلا والله مـا اظهــرت خيـرا * ولا اظهـرت لــي إلا هواكا (2) « قال رضي الله عنه » : يقال هجنه تهجيناً إذا نسبه إلى الهجينة ، ولبن هجين : ليس بصريح ، وفي زناده هجنة : إذا كان احد الزندين واريا والآخر صلودا ، اراد بقوله لا تهجنه الكعوب أي لا تعيبه كعوبه ، والشكة : السلاح وشكه بالرمح : خرقه وادخله اللحم قوله : يذكرني الوليد شجا علي من شجا بالعظم شجاً . قال الشاعر : [ لا تنكروا القتل وقد سبينا ] * في حلقكم عظم وقد شجينا (3) وتقول : عليك بالكظم وان شجيت بالعظم . وفي المثل : ويل للشجى من الخلى أي يذكرني صرعته اياي وذلك لي شجى ، ويقال : خزى خزيا ومخزاة : ذل واخزاه الله وهو من أهل المخازي ، ورجل خز وامرأة خزية ، خزيه وخزى منه مثل استحياه واستحيى منه خزاية وهي شدة الحياء ، وأصابتنا خزية أي خصلة يستحيي منها ، والجدب : القوى العظيم الشديد ، ولذلك وصف به الظليم وقيل الجدب : الطويل الكامل الخلق في اعتدال ، والنازي من نزا الفحل على الطروقة ينزو نزواً فهو ناز ونزاء ، ومن المجاز قوله يتنزى إلى الشر أي يتسرع إليه ، ونزا الطعام : غلا ، واكمة ، نازية : مرتفعة عما حولها ، كأنها نزت عن وجه الارض . والهازئ من قولهم هزاء به ومنه وهزى وتهزى واستهزى ، فحذف الهمزة واشبع الكسرة ويقال : ترب الشيء ، لزق بالتراب وترب الرجل ، افتقر فهو تارب ويقال تربت يداك أي خبت وخسرت ، فلم تظفر بشيء والكبش في أصل الوضع الذكر من اولاد الغنم إذا كبر يقال انتطحت الكباش ثم استعمل في سيد القوم ومددهم . يقال : هو كبش ____________ (1) في [ و] ويحك . (2) وقعة صفين | 432 . (3) ما بين المعقوفتين من المطبوع . ( 240 ) الكتيبة وهم كباش الكتائب . قال رضي الله عنه : وكان معاوية على التل ، مع وجوه قريش ، ينظر إلى علي عليه السلام يقتل كل من بارزه ، فقال : لقد دعاني علي إلى البراز حتى استحييت من قريش فقال له عتبة : أله عن هذا كأن لم تسمعه ، فقد علمت انه قتل حريثا وفضح عمراً وقتل كل من برز إليه وانما يقوم مقامك بسر بن ارطاة ، فقال بسر : ما كان أحد أحق بمبارزته من ابن حرب ، فاما إذا ابيتموه فانا له وكان عند بسر ابن عم له فقال : أنت له يابســر ان كنت مثلـه * وإلا فان الليث للضبـع آكــل كأنك يابسـر بن ارطــاة جاهل * بشداتــه في الحرب أو متجاهل متى تلقه فالموت في رأس رمحه * وفي سيفه شغل لنفسك شاغــل وما بعده في آخر الخيل عاطـف * وما قبلـه في أول الخيل حامل (1) فقال بسر : خرج مني شيء ، فانا استحي أن ارجع عنه ، فغدا بسر إلى المعركة فرأى عليا عليه السلام في أول الخيل منقطعاً عن خيله مع الاشتر وهو يريد التل ويقول : أني علي فسلونـي تخبــروا * سيفـي حســام وسناني أزهر منا النبي الطاهـر المطهــر * وحمزة الخير وصنوي جعفــر له جناح في الجنان أخضــر * ذا أســد الله وفيـه مفخــر هذا الهزبر وابن هند مجحر (2) * مطــرد مـذبـذب مؤخّــر فاستقبله بسر قريبا من التل فطعنه علي عليه السلام ولم يعرف أنه بسر ، فانحنى سيفه فدفعه بيده فصرعه على وجهه وانكشفت عورته فانصرف عنه علي ، فناداه الاشتر : يا أمير المؤمنين انه بسر ، فقال : دعه لعنه الله فحمل ابن ____________ (1) رجل عطوف وعطاف : يحمى المنهزمين . (2) من « أجحره » : ألجأه السبع أن يدخل جحره . ( 241 ) عم بسر على علي عليه السلام وهو يقول : أرديت بسراً والغلام ثائــره * أرديت شيخاً غاب عنه ناصره فحمل عليه الاشتر وهو يقول : اكل يوم رجل شيخ شاغرة * وعورة وسط العجاج ظاهرة تبرزها طعنــة كف واترة * عمرو وبسر رميا بالفاقرة (1) وطعنه الاشتر فكسر صلبه ، قام بسر من ضربة علي عليه السلام وولت خيله وناداه أمير المؤمنين علي عليه السلام : يا بسر معاوية كان أحق بهذا منك ، فرجع بسر إلى معاوية فقال له معاوية : ارفع طرفك فقد ادال الله عمرا منك فقال في ذلك النضر بن الحارث : أفي كل يـوم فــارس تندبونـه * له عورة وسط العجاجــة باديـة يكف بها عنــه علـي سنانـه * ويضحـك منها في الخلاء معاوية بدت أمس من عمر وفقنع رأسـه * وعـورة بسر مثلها فرج جارية (2) فقولا لعمرو وابن ارطاة ابصـرا * سبيلكمـا لا تلقيـا الليــث ثانية ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكمــا * كما كانتــا والله للنفس واقيــة فلولاهما لم تنجــوا من سنانـه * وتلك بمــا فيها عن العود ناهية متي تلقيا الخيل المشيحة صبحـة * وفيهـا علي فاتركـا الخيل ناحية وكونا بعيدا حديث لا تبلغ القنـا * وحمى الوغـى ان التجارب كافية وان كان منه بعد في النفس حاجة * فعــودا إلـى ما شئتما هي ماهية وكان بسر بعد ذلك إذا لقى الخيل التي فيها علي عليه السلام تنحى ناحية عنه (3) . وروى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان يقول أيام ____________ (1) وقعة صفين | 461 ـ والفاقرة : الداهية تكسر فقار الظهر . (2) وفي وقعة صفين : وعورة بسر مثلها حذو حاذية ولا يخلو من مناسبة . (3) وقعة صفين | 462 . ( 242 ) صفين : والله ما سمعت بامة قد آمنت بنبيها وقاتلت أهل بيت نبيها غيركم . قال رضي الله عنه : وروى عن حبة العرني قال : لما نزل علي عليه السلام بمكان يقال له البليخ (1) على جانب الفرات نزل راهب من صومعته فقال لعلي عليه السلام : ان عندنا كتابا توارثناه من آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم عليه السلام اعرضه عليك ؟ فقال علي عليه السلام : نعم فما هو قال الراهب : بسم الله الرحمن الرحيم . الذي قضى فيما قضى ، وسطر فيما كتب ، انه باعث في الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ، أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشز (2) وفي كل صعود وهبوط تذل (3) السنتهم بالتهليل والتكبير وينصره الله على كل من ناواه فإذا توفاه الله اختلفت امته ثم اجتمعت فلبثت بذلك ما شاء ، ثم يمر رجل من أمته بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضى بالحق ولا يوكس (4) الحكم ، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح والموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء يخاف الله في السر وينصح له في العلانية لا يخاف في الله لومة لائم ، فمن ادرك ذلك النبي من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضوان والجنة ؛ ومن ادرك ذلك العبد الصالح ____________ (1) البليخ : اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون ... ويتشعب من ذلك الموضع انهار تسقي بساتين وقرى ثم تصب في الفرات تحت الرقة بميل ـ معجم البلدان . (2) النشز بالفتح والتحريك : المتن المرتفع من الأرض ـ والصعود والهبوط : ما ارتفع وما انخفض من الارض . (3) يذل ، من الذل بالكسر والضم : اللين . (4) الوكس : النقص . ( 243 ) فلينصره فان القتل معه شهادة فأنا مصاحبك لا افارقك حتى يصيبني ما اصابك قال : فبكى علي وقال : الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسياً ، الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار ، فمضى الراهب معه وكان فيما ذكر يتغدى مع أمير المؤمنين عليه السلام ويتعشى حتى اصيب بصفين ، فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال أمير المؤمنين عليه السلام : اطلبوه فلما وجده صلى عليه ودفنه وقال : هذا منا أهل البيت واستغفر له مراراً (1) . « قال رضي الله عنه » : وفي اليوم السابع والعشرين نادى أمير المؤمنين علي عليه السلام : هل من معين ؟ فقال اثنا عشر الفاً : نموت بين يديك وكسروا جفون سيوفهم وسار علي عليه السلام بهم وهو يقول : دبوا دبيب النمل لا تفوتوا * واصبحوا بحربكم وبيتوا حتى تنالوا الثار أو تموتوا * أو لا فأني طال ما عصيت قد قلتـم لو جئتنـا فجيت * ليس لكـم ما شئتم وشيت بل ما يشاء المحيي المميت وحمل الأشتر وقال : ابعد عمار وبعد هاشـم * وابن بديل فارس الملاحم نرجو البقاء ضل حكم الحاكم وحمل حارثة بن قدامة وقال : جرت باسباب الفناء مذحج * يحار فيها البطل المدجج (2) يقدمهـا تميمها والمذحـج * قوم إذا مـا حسموها انضجوا روحوا إلى الله ولا تعرجوا * ديــن قويم وسبيل منهج (3) وحمل علي عليه السلام والناس معه وخرق الصفوف وأزال الألوف ____________ (1) وقعة صفين | 147 . (2) المدجج : اللابس السلاح كانه المستتر به . (3) وقعة صفين | 403 . ( 244 ) فرآه معاوية فركب فرسه ومر هاربا . فقال معاوية ثم ذكرت قول قيس بن الحطيم فنزلت وقلت لاصحابي ما يمنعني من الانهزام إلا قول قيس حيث يقول : أبت لي اسرتي وأبى بلائـي * واخذي الحمـد بالثمن الربيح واعطائي على العلات مالـي * وضربـي هامة البطل المشيح وقولي كلما جشأت وجـاشـت * مكـانـك تحمدي أو تستريحي لأدفع (1) عن مآثر صالحـات * واحمى بعد عن عرض صحيح ألا من مبلـغ الاحلاف عنـي * وقد تهدى النصيحة للنصيح (2) واشتد القتال وحمل الرؤساء على الرؤساء واضطرب الناس ولم يسمع إلا وقع الحديد على الحديد والهام . قال رضي الله عنه وروى ان في اليوم الخامس والثلاثين ، اجتمع أهل العراق عند خيمة أمير المؤمنين علي عليه السلام ينتظرون خروجه ، فخرج وركب فرسه البحر وعليه درع رسول الله صلى الله عليه وآله ، متقلداً سيفه ، متختماً بخاتمه ، متعمما بعمامته السحاب وخرج إلى المعركة ولم يكلم أحداً ، وكان معاوية سبق علياً عليه السلام إلى المعركة فقال له عمرو بن قيس بن عامر العكي ـ وهو رئيس عك ـ اما عك فلا تخرج من قولى ولكن مر القواد والرؤساء وفرسان الشام فليحملوا بحملتي فانهم ان فعلوا ذلك هزمت أهل العراق وارحتك مما أنت فيه ، وكانت عك اشجع أهل الشام وأصبرهم على القتال واشدهم على أهل العراق وكانوا يلزمون الارض ويشدون أنفسهم ، بعضهم ببعض وربيعة وهمدان ومذحج أشجع أهل العراق وأصبرهم على حر القتال وأطوعهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وأشدهم على معاوية وقومه ، وقد لقى هو وقومه منهم كل بلاء ثم حمل رئيس ____________ (1) في [ ر ] : (خ ل) اناضل عن مآثر . (2) وقعة صفين | 404 . ( 245 ) عك وحمل محمد ابن الحنفية والعباس بن ربيعة الهاشمي وعبد الله بن جعفر وارتفع الغبار وثار القتام (1) ، وجرت الدماء واختلط القوم ولم يعرف أحد صاحبه واشتد البلاء وقتل الاشتر من عك خلقاً كثيراً ، وفقد أهل العراق أمير المؤمنين عليه السلام وساءت الظنون وقالوا : لعله قتل ، فعلا البكاء والنحيب ، ونهاهم الحسن من ذلك وقال : ان علمت الأعداء ذلك منكم ، اجترؤا عليكم وان أمير المؤمنين عليه السلام أخبرني بأن قتله يكون بالكوفة ، وكانوا على ذلك إذ أتاهم شيخ يبكي وقال : قتل أمير المؤمنين عليه السلام وقد رأيته صريعاً بين القتلى ، فكثر البكاء والانتحاب ، فقال الحسن : يا قوم هذا الشيخ يكذب فلا تصدقوه وإن أمير المؤمنين عليه السلام قال : يقتلني رجل من مراد في كوفتكم هذه . وروى أنه حكى للرشيد : ان الابطال بصفين جثوا على الركب وكسفت الشمس ، وثار القتام واظلمت الدنيا ، وضلت الألوية وفقدت الرايات ومرت مواقيت الصلاة لا يسجد فيها إلا تكبيراً ولا يسمع إلا وقع الحديد على الهام ، حتى تكادموا بالأفواه ونادى القوم في تلك الغمرات : يا معاشر العرب ، الله الله في الحرمات من النساء والبنات فغشي على الرشيد حتى رش عليه الماء ، فأفاق وقد اصفر لونه ودموعه تنحدر على لحيته ، وكان الاشتر يطلب أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم راية راية ، وقال لغلامه هاشم : أنظر هل رجع إلى موقفه وأنا أطلبه في العسكر ، فان بشرتني برجوعه فلك كذا وكذا ، وكان علي عليه السلام حينئذ مع سعيد بن قيس الهمداني وهمدان فوارسه الخواص فوجده الأشتر عنده فرآه علي عليه السلام متغيراً باكياً ، فقال له : ما خبرك ؟ أفقدت ابنك ابراهيم ، أم ما أصابك غير ذلك ؟ ____________ (1) القتام : الغبار الاسود أو الظلام . ****************** فقال الاشتر : كل شـيء سوى الامام صغير * وهلاك الاميــر أمـر كبيــر قد رضينا وقد اصيب لنا اليوم * رجال هم الحمــاة الصقــور من رأى غرة الوصي علــي * انــه في دجى الحنادس نــور قال رضي الله عنه يقال كدمه : عضه بادنى الفم ، وحمار مكدم : معضض ، وتكادموا : تفاعل من ذلك ؛ وقولهم : الدواب تكدم الحشيش إذا لم تستمكن من الحشيش ، وفي المرعى كدامة بقية ، مجاز ما قدمنا . واشتدت المناجزة بين همدان وعك حتى قتل من همدان يومئذ ثلاثمائة رجلاً واثنا عشر رجلاً : وقتل من عك ثمانمائة وسبعون وقيل : ثمان مائة وثمانون رجلاً قال سعيد بن القيس الهمداني وهو رئيسهم : وقد علمت عك بصفيــن اننا * إذا ما التقى الخيلان نطعنهم شزرا ونحمـل رايات الطعان بحقها * فنوردهـا بيضا ونصدرها حمرا « قال رضي الله عنه » : روى انه في اليوم السابع والثلاثين من حروب صفين لما أصبح أمير المؤمنين عليه السلام أتاه أولا سعيد بن قيس الهمداني ووقف خيله مع راياته ، ثم أتاه الأشتر في عسكره ، وحجر بن عدى الكندي وقيس بن سعد بن عبادة ، ثم أتاه عبد الله بن عباس وسليمان بن صرد وصغيرة بن خالد والأحنف بن قيس ورفاعة بن شداد وجندب بن زهير ، وخرج أمير المؤمنين عليه السلام في درع رسول الله صلى الله عليه وآله وفوقها خفتان أخضر محشو بالقز وهو متقلد سيف رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه حجفته ، وبيده قضيب رسول الله الممشوق ، وسلم عليه القوم وانصرفوا إلى معسكرهم وأقبل [ علي عليه السلام ] على الاشتر فقال : يا مالك معى راية لم أخرجها إلا يومى هذا وهي أول راية أخرجها النبي صلى الله عليه وآله وقد قال لي عند وفاته صلى الله عليه وآله : يا أبا الحسن انك لتحارب الناكثين والقاسطين والمارقين وأي تعب ونصب يصيبك من أهل الشام ( 247 ) فاصبر على ما أصابك ، ان الله مع الصابرين ، وأخرج الراية وقد عفت وبليت وبكى الناس لما رأوها بكاء عالياً وقبلها من وجد إليها سبيلا وقال علي عليه السلام لقنبر : اخرج رمح رسول الله صلى الله عليه وآله الملموس [ بيده ] ويرثه منى الحسن ولا يستعمله وينكسر بيد ابني الحسين ولقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله باخبار كثيرة . يا مالك ان الدنيا دنية خلقت للفناء والخير خير الآخرة ، فانها خلقت للبقاء ، ثم سار ومعه الناس إلى المعركة وصفوا الصفوف وتأهبوا للقتال ، فأول من برز من صف أهل الشام رجل عليه درع مذهبة وبيضة عادية وبيده سيف حميري وصاح : يا أهل العراق ، تزعمون ان اليوم تجرى الدماء على الأرض كما تجرى [ الماء ] في النهر ؟ وقد صدقتم اليوم نسفك دماءكم ، فليبرز الي أشجعكم ، فبرز إليه عمرو بن عدي بن وهب بن خصيب بن يعمر النخعي وقال له : يا شامى أنت أول قتيل يومنا هذا ، ثم تكافحا فسبقه عمرو بالضربة فصرعه ووقف مكانه ونادى : يا أهل الشام ليبرز إلي آخر ، فبرز إليه رجل مشهور بالشجاعة ، مذكور بالحماسة ، كان معاوية يعده لشدته يقال له أبو جندب عبيد بن ذويب السكوني اليماني ، فقتل أبو جندب عمراً فبرز إليه عبد الله بن بشر بن عوز (1) النخعي فقتله أيضاً أبو جندب فبرز إليه الشخير بن يحيى النخعي وكان فقيها صالحاً سخيا جواداً ، فقتله أبو جندب أيضاً فقال الاشتر وقد اغتاظ لأنه قتل جماعة من قومه لبعض بني عمه وهو طرفة بن عبيدة : انزع درعك وناولني رايتك فانى أبرز إليه ولعله يعرفني إذا بزرت إليه في زيي ، فلا يحاربني ، فاعطاه ذلك فبرز إليه الاشتر وأبو جندب ينظر إلى قتلاه ، فصاح عليه الاشتر وقال : قاتلك الله إذ قتلت سادات نخع ، فقال : لان القتل وجب عليهم بخروجهم على الامام عثمان وقتال ____________ (1) في [ و] عون . ( 248 ) معاوية ، فقال الاشتر : ما أعظم حماقتكم وقد خدعكم معاوية بهذا ، انتم اطوع الناس لمخلوق واعصاهم للخالق ، ولم يعلم أبو جندب انه الاشتر فحمل عليه أبو جندب وضربه بسيفه فاتقاه الاشتر بحجفته ، ثم ضربه الاشتر على رأسه فرمى به ووقف مكانه ودعا بآخر ، فبرز إليه فقتله الاشتر وكان يقتل كل من برز إليه حتى قتل منهم أحد عشر رجلا ، ثم انصرف وكأنه مصاب فقال له أخوه : كم مرة تخاطر بنفسك وبروحك وقد قيل في المثل : ياجرة يستقى بها زمنــاً * لابد من أن تصير منكسرة فقال الاشتر : أبعد عمــار وبعد هاشــم * وابن بديل فارس الملاحــم أرجوا البقاء ضل حكم الحاكم * لقــد عضضنا امس بالأباهم فاليوم لا نقرع (1) سن النادم وكان قبل ذلك قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص ابن أخي سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن بديل الخزاعي « رض » وكانوا فرسان العراق ومردة الحروب ورجال المعارك وحتوف الأقران وامراء الاجناد وانياب أمير المؤمنين وقد فعلوا باهل الشام ما بقى ذكره على ممر الاحقاب حتى احتالوا لقتلهم فقتلوا فذكرهم الاشتر في شعره متأسفاً . ثم برز من أهل الشام رجل ونادى : يا أهل العراق من الذي قتل منا احد عشر رجلا وفيهم أخي وعمي وابن خالتي فقال [ الأشتر : ] وأنت تلحق بهم ان شاء الله الساعة ، فقال الشامي : انا الغلام الاريحي الكندي * اختال في الديباج والفرند فضربه الأشتر فرمى برأسه ثم دعا أمير المؤمنين عليه السلام قنبراً وقال له : سر إلى الميمنة وقل لعبدالله بن جعفر ولا بني محمد : إذا حملت فاحملوا معي ____________ (1) في [ و] : يقرع . ( 249 ) وقال لكميل بن زياد : قل لسليمان بن صرد وتكون على الميسرة وكذلك أرسل إلى أصحاب الميسرة واوصاهم بذلك ثم تقدم وانتظر الناس حملته ومعه الاشتر ومحمد وغيرهما ، وزحف الناس بعضهم إلى بعض وارتموا بالنبل حتى فنيت ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ، ثم تضاربوا بالسيوف وعمد الحديد واشتد القتال حتى جرت الدماء جري الماء ، وانهزم عرب اليمن وكان وقع الحديد على الحديد أشد هولاً من الصواعق والجبال حين تنهدم وانكسفت الشمس وثار القتام وضلت الألوية والرايات ووصلوا النهار بالليل وهي ليلة الهرير واصبح أهل العراق والمعركة خلف ظهورهم وافترقوا عن سبعين الف قتيل . في رواية : وحمل الوليد بن عقبة على أمير المؤمنين عليه السلام مع الف فارس فحمل عليه أمير المؤمنين مع الف فارس ، فانهزم الوليد ومن معه ولم يتبعهم أمير المؤمنين ، وكذلك كان يفعل ، فقال الاصبغ بن نباته وصعصعة بن صوحان : يا أمير المؤمنين كيف يكون لنا الفتح وإذا هزمناهم لم نقتلهم وإذا هزمونا قتلونا ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ان معاوية لا يعمل بكتاب الله ولا بسنة رسوله ولست انا كمعاوية ولو كان عنده علم وعمل لما حاربني والله بيني وبينه . قيل لم ير رئيس قوم مذ خلق الله الدنيا قتل بيده ما قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم وتلك الليلة وهي ليلة الهرير إذ وصلوا الليل بالنهار في القتال حتى روي انه قتل في تلك الليلة بيده خمسمائة رجل وزيادة وفي رواية قتل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم والليلة الفا رجل وسبعون رجلا وفيهم اويس القرنى زاهد زمانه وخزيمة بن ثابت الانصاري ذو الشهادتين وقتل من أصحاب معاوية [ في ذلك اليوم ] سبعة آلاف رجل . قال رضي الله عنه : ومن المكاتبات التي جرت بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين معاوية لعنه الله أيام صفين ، كتب علي بن أبي طالب إلى ( 250 ) معاوية لعنه الله : اما بعد فان لله عباداً آمنوا بالتنزيل وعرفوا التأويل ، وفقهوا في الدين وبين الله فضلهم في القرآن الحكيم ، وانتم في ذلك الزمان اعداء الرسول تكذبون بالكتاب وتجتمعون على حرب المسلمين من ثقفتم منهم ، عذبتموه أو قتلتموه حتى اذن الله تعالى باعزاز دينه واظهار نبيه صلى الله عليه وآله وادخل العرب في دينه افواجاً واسلمت له هذه الامة طوعاً وكرهاً ، فكنتم ممن دخل في هذا الدين اما رغبة واما رهبة ، حتى فاز أهل السبق بسبقهم وفاز المهاجرون الاولون بفضلهم ، فلا ينبغي لمن ليست له مثل سوابقهم ان ينازعوهم في الامر الذين هم أهله واولياؤه فيجور ويظلم ولا ينبغي لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد أن يجهل قدره ويعدو طوره ولا يشقي نفسه بالتماس ما ليس له ولا هو أهله وان اولى الناس بهذا الامر قديما وحديثا اقربهم من الرسول واعلمهم بالكتاب والتأويل وأفقههم في الدين وأولهم اسلاماً وافضلهم اجتهادا فاتقوا الله الذي إليه ترجعون ، ولا تلبسوا الحق بالباطل لتدحضوا الحق وانتم تعلمون (1) ، واعلموا ان خيار عباد الله الذين يعملون بما يعلمون وشر عباد الله الجهال الذين ينازعون بالجهل أهل العلم . ألا واني ادعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وحقن دماء هذه الامة ، فان قبلتم اصبتم وهديتم ، وان ابيتم إلا الفرقة وشق عصا هذه الامة لم تزدادوا من الله إلا بعداً ولم يزداد الله عليكم الا سخطاً (2) . فلما وصل الكتاب إلى معاوية قام إليه أبو مسلم الخولانى فقال : صدق علي ، فعلام نقاتله ؟ فوالله ، انه لأحق بالأمر منك قال : أجل ولكنه أطالبه بدم عثمان ، قال فاكتب إليه بحجتك حتى أحمل كتابك وآتيه فان أقر بدمه ، سألته الحجة وان أنكر ، نظرنا في أمرنا قال نعم فكتب [ معاوية ] إلى علي عليه السلام . ____________ (1) البقرة : 42 . (2) وقعة صفين | 150 . ( 251 ) أما بعد ، فان الله اختار بعلمه محمداً صلى الله عليه وآله فجعله الامين على وحيه ورسولا إلى خلقه ، واختار له من المسلمين أعوانا ، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الاسلام ، كان افضلهم اسلاماً وانصحهم لله ولرسوله خليفته وخليفة خليفته والخليفة الثالث المظلوم ، عثمان بن عفان فكلهم حسدت وعلى كلهم بغيت . عرفنا ذلك في نظرك الشزر وقولك الهجر وتنفسك الصعداء في ابطائك بالبيعة عن الخلفاء ، في كل ذلك تقادكما يقاد الجمل المخشوش (1) حتى تبايع وأنت كاره ، ولم تكن لأحد منهم اشد حسداً منك لابن عمك عثمان بن عفان وكان احقهم ان لا تفعل ذلك به لقرابته وصهره فهجنت محاسنه وقطعت رحمه واظهرت له العداوة حتى ضربت إليه الابل من الآفاق ، وندبت إليه الخيل العراب (2) ، فشهر عليه السلاح في حرم رسول الله صلى الله عليه وآله تسمع الواعية في داره فلم ترد عليه بقول ولا فعل ، واقسم ان لو قمت مقاماً واحداً ، تنهى الناس عنه ما عدل بك احد (3) ، ولمحي عنك عيب ما كنت تقرف به واخرى ، أربت (4) بها عند اولياء عثمان وانصاره ، إيواؤك قتلته . فهم يدك وعضدك وانصارك وقد ذكر لى أنك تنتفى من دمه ، فان كنت صادقاً فادفع الي قتلته ثم نحن اسرع الناس اليك اجابة ، وإلا فانه ليس لك ولا لأصحابك عندنا إلا السيوف ، ووالله الذي لا إله غيره ، لنطلبن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل حتى نقتلهم به أو تلحق ارواحنا بالله تعالى (5) : فاخذ أبو مسلم الخولاني كتابه ____________ (1) المخشوش : الذي جعل في عظم انفه الخشاش وهو بالكسر ، عويد يجعل في انف البعير يشد به الزمام ليكون اسرع في انقياده . (2) خيل عراب أو إبل عراب : كرائم سالمة من الهجنة . (3) عدل فلانا بفلان يسوى بينهما ـ المعجم الوسيط ـ المستعمل في المتن على صيغة المجهول من هذه الباب . (4) أرب فلان بالشيء : كلف به ولزمه ـ المعجم الوسيط . (5) وقعة صفين ـ لنصر بن مزاحم ص 87 . ( 252 ) وذهب به مع نفر من قراء الشام حتى دخلوا على علي عليه السلام فاوصلوا إليه كتاب معاوية ، فلما قرأه ، كتب جوابه : أما بعد ، فإن أخا خولان أتاني منك بكتاب تذكر فيه محمداً صلى الله عليه وآله ، والحمد لله الذي صدق له الوعد ومكن له في البلاد وأظهره على أهل عداوته والشنآن من قومه الذين البوا (1) عليه العرب وهم قومه الادنى فالادنى إلا قليلا ممن عصمه الله . ذكرت إن الله اختار له من المسلمين أعوانا ، أفضلهم زعمت في الاسلام وانصحهم لله ولرسوله خليفته وخليفة خليفته لعمري ان مكانهما في الاسلام لعظيم وان المصاب بهما مجرح لجليل . جزاهما الله تعالى بأحسن ما عملا وسعيا وذكرت عثمان في الفضل ثالثا فان يكن محسنا فسيلقى ربا شكوراً ، يضاعف [ له ] الحسنات ، ويجزى الثواب الجسيم ، وان يك مسيئاً ، فسيلقى رباً لا يتعاظمه ذنب يغفره ، ولعمري ، اني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الاسلام ، كنا أهل البيت أول من آمن وصدق بما ارسل به فاراد قومنا قتل نبينا واجتياح أصلنا وهموا بنا الهموم وفعلوا بنا الافاعيل وامسكوا منا (2) المادة وقطعوا منا الميرة (3) ومنعونا الماء العذب واحلونا الخوف واضطرونا إلى جبل وعر (4) وكتبوا بينهم كتاباً أن لا يواكلونا ولا يشاربونا ولا يبايعونا ولا يناكحونا ولا نأمن فيهم حتى ندفع إليهم نبينا فيقتلوه ويمثلوا به ، فحج الناس كفاراً ونحن نحج مؤمنين ، اكبر ذلك أبوك وأنت فعزم الله على منعه والذب عن حوزته ، فمؤمننا يرجو الثواب ، وكافرنا يحامي عن الاصل ، وانا أول أهل بيتي اسلاماً معه ومن أسلم بعدنا أهل البيت من قريش فحليف ممنوع وذو عشيرة تحامي عنه ، ثم ____________ (1) ألب القوم : جمعهم ـ المعجم الوسيط . (2) في المخطوطات : عنا . (3) الميرة بالكسر : ما يجلب من الطعام . (4) الوعر : المكان المخيف الوحش ـ المكان الصلب ضد السهل . ( 253 ) أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله بقتال المشركين ، فكان يقدم أهل بيته إلى حر الأسنة والسيوف حتى قتل عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب يوم بدر وقتل حمزة يوم أُحد وقتل جعفر بمؤتة وزيد بن حارثة وأسلم الناس نبيهم يوم حنين غير العباس عمه ، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عمه ، وأراد من لو شئت يا معاوية ، ذكرت اسمه ، مثل الذي أرادوا من الشهادة مع رسول الله صلى الله عليه وآله غيره إلا أن آجالا أجلت ومنية أخرت . والله ولي الاحسان إليهم والمنان على أهل بيتى بما اسلفوا من الصالحات وقد أنزل الله تعالى في كتابه فضلهم يوم حنين فقال : « فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين » (1) وانما عنانا بذلك دون غيرنا فتذكر في الفضل غيرنا وتدعنا فلم لا تذكر فيه من استشهد في الله ورسوله منا ؟ وما ذاك إلا لحسدك إيانا وبغيك علينا ، كما ان تلك عادتك فينا فهل سمعت يا معاوية بأهل بيت نبي في سالف الأمم ، اصبر على الضراء واللأواء (2) وحين البأس والمواطين الكريهة من هؤلاء النفر الذين عددتهم من أهل بيتي ؟ وفي المهاجرين والانصار خير كثير . جزاهم الله بأحسن اعمالهم ، وذكرت يا معاوية حسدي الخلفاء وبغيى عليهم فمعاذ الله من الحسد والبغي ، بل أنا المحسود المبغي عليه فاما الابطاء عنهم والنكرة لأمرهم فانى لست أعتذر إلى الناس منه ان الله تعالى لما قبض محمداً صلى الله عليه وآله اختلف الناس فقالت قريش : منا الامير ، وقالت الانصار : منا الامير ، فقالت قريش : ان محمدا منا ونحن أحق بالامر منكم ، فعرفت الانصار ذلك فسلموا إليهم الامر والسلطان ، فاستحقتها قريش بمحمد صلى الله عليه وآله فان يكن هذا هكذا فان اولى الناس بمحمد ، أولاهم بها وإلا فان الانصار أعظم الناس سهماً في الإسلام ولا أرى أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا وللانصار ظلموا بل قد عرفت أن حقي ، هو ____________ (1) الفتح : 26 . (2) اللأواء : الشدة وضيق المعيشة ـ النهاية . ( 254 ) المأخوذ . فقد تركته لهما ، اما عدلا واما صلحاً غير حرجين ولا متبوعين واما ما ذكرت من أمر عثمان فانه فعل ما قد علمت ورأيت من الحدث وفعل الناس ما قد رأيت من التعيير وقد علمت يا معاوية اني كنت من أمر عثمان في عزلة يسعني من ذلك ما وسع أصحاب محمد (1) صلى الله عليه وآله الا أن تتجنى فتجن ما بدا لك ، ولعمري لقد ايفنت ما دم عثمان عندي ولا قبلى ولا أنت وليه وان دونك لاولياء ولكن الدنيا آثرت ولها كدحت وأنت بعثمان تربصت وقد استنصرك في حياته فما نصرت وأما ما ذكرت من دفع قتلة عثمان اليك فانه لا يسعني دفعهم اليك ولا إلى غيرك لأنهم محتجون في دم عثمان بان عثمان قد قتل منهم ، قبل قتلهم اياه فهم متأولون في ذلك ومحتجون فيه [ فاما ما ذكرت من انك تطلبهم في البر والبحر فاقسم بالله لئن لم تنته وتنزع عن سفهك يابن آكلة الاكباد لتجدنهم يطلبونك ولا يكلفونك طلبهم وكان أبوك أتاني حين ولى الناس أبا بكر فقال : أنت أحق الناس بهذا الأمر منهم كلهم بعد محمد وانا يدك على من شئت فابسط يدك ، أبايعك فانت أعز العرب دعوة فكرهت ذلك ، كراهة للفرقة وشق عصى الامة ، لقرب عهدهم بالكفر والارتداد فان كنت تعرف من حقى ما كان أبوك يعرفه أصبت رشدك وان لم تفعل ، استعنت بالله عليك ونعم المستعان وعليه توكلت واليه انيب ] (2) . روى انه قال للخولاني : يا أبا مسلم من معاوية حتى أدفع إليه قتلة عثمان ؟ إنما عليه أن يبايعني كما بايعني المهاجرون والانصار ، ثم يجتمع أولياء عثمان ويقتص لهم الامام من قتلة والدهم ، ويحكم بما أمر الله به ، ولكن معاوية لا يجد ما يستغوى به الناس غير هذا ، ولعمري لو وجدت سبيلا ____________ (1) في [ و] : يمنعنى ما يمنع اصحاب محمد . (2) وقعة صفين | 88 وما بين المعقوفتين في [ ر ] تقديم وتأخير وما في المتن على ترتيب [ و] . ( 255 ) إلى الاقادة منهم في حكم الله تعالى ما اخذتني في [ أهل ] مصر لابن « أروى » (1) هوادة . فلما وصل كتابه إلى معاوية وأتاه أبو مسلم بالحجج ، قال معاوية : لست انكر كل ما قال في فضائل نفسه وأهل بيته غير انه لا يقنعني إلا أن يدفع الي قتلة عثمان ، فخرج أبو مسلم في جماعة كثيرة حتى لحق بعلي رضي الله عنه . وقال علي عليه السلام : إني لا اتعجب من معاوية وبغضه وحسده ولكن أتعجب من النعمان بن بشير وعبد الله بن عامر بن كريز وقد رأوا منزلتي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يقول : أسأت إذ أحسنت ظنى بكم * والحزم سوء الظن بالنــاس من أحسن الظن باعدائـه * تجــرع الهـم بانـفــاس وكتب معاوية إلى علي عليه السلام مع رجل من السكاسك يقال له عبد الله بن عقبة وكان من ناقلة العراق (2) فكتب : أما بعد ، فاني أظنك ان لو علمت ان الحرب تبلغ بك ما بلغت وعلمنا لم نجبها بعضنا على بعض وإن كنا قد غلبنا على عقولنا ، فقد بقي منها ما تندم على ما مضى ونصلح به ما بقى وقد كنت سألتك الشام ، على أن لا تلزمني (3) لك طاعة ولا بيعة فأبيت ذلك علي (4) فأعطاني الله ما منعت وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس فإنك لا ترجو من البقاء إلا ما أرجو ولا أخاف من القتل إلا ما تخاف ، وقد والله رقت الاجناد وذهبت الرجال ونحن بنو ____________ (1) ابن اروى : اسم آخر لعثمان ، كان ينادى به ، وإروى ، هي امه وهي بنت كريز بن عبدالشمس ـ راجع اسد الغابة 5 | 391 . (2) وفي [ و] وكتب معاوية الباغي الطاغي إلى أمير المؤمنين عليه السلام . (3) في الأصلين : « على ان تلومني » بدل « تلزمني » وهو تصحيف . (4) في [ و] : وقد كنت سألتك الشام على ان يكون مني لك طاعة ولا بيعة ... ( 256 ) عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل إلا فضل لا يستذل به عزيز ولا يسترق به حر والسلام (1) فلما انتهى كتاب معاوية إلى علي ، قرأه قال : العجب لمعاوية وكتابه إلي ، ثم دعا عبد الله بن أبي رافع كاتبه فقال : اكتب إلى معاوية : أما بعد فقد جاءني كتابك ، تذكر فيه : انك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجبها (2) بعضنا على بعض وأنا واياك منها في غاية لم نبلغها بعد . فاما طلبك مني الشام فاني لم اكن لاعطيك اليوم ما منعتك أمس ، وأما استواؤنا في الخوف والرجاء فإنك لست على الشك أمضى مني على اليقين وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة ، وأما قولك ؛ انا بنو عبد مناف ، ليس لبعضنا على بعض فضل فكذلك نحن ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا المحق كالمبطل ، وفي أيدينا فضل النبوة التي بها قتلنا الحر العزيز وبعنا الحر الذليل (3) . فلما أتى معاوية كتاب علي عليه السلام ، كتمه عمراً أياماً ثم دعاه بعد ذلك فاقرأ الكتاب فشمت به عمرو ولم يكن أحد من قريش أشد تعظيما لعلي عليه السلام من عمرو بعد يوم لقيه عمرو فيما كان اشاربه على معاوية . وكتب معاوية إلى ابن عباس ومكان يجيبه بقول لين ، وذلك قبل أن تعظم الحرب . فلما قتل أهل الشام ، قال معاوية ان ابن عباس ، رجل قرشي واني كاتب إليه في عداوة بني هاشم بني امية ومخوفه عواقب هذه الحرب ، لعله يكف عنا فكتب إليه : أما بعد ، فانكم يا معشر بني هشام لستم إلى أحد ____________ (1) وقعة صفين لنصر بن مزاحم | 470 . (2) في وقعة صفين . « لم يجنها » . (3) وقعة صفين | 470 ـ 471 . ( 257 ) بالمساءة أسرع منكم إلى أنصار ابن عفان حتى انكم قتلتم طلحة والزبير لطلبهما دمه واستعظامهما ما نيل منه فان يك ذلك لسلطان بني أمية فقد ورثها عدى وتيم واظهرتم العارفة وقد وقع من الامر ما قد ترى واكلت هذه الحرب بعضها من بعض حتى استوينا فيها فما اطمعكم فينا ، اطمعنا فيكم وما آيسكم منا ، آيسنا منكم وقد رجونا غير الذي كان وخشينا دون ما وقع ولستم بملاقينا اليوم باحد من حد أمس ولا غداً بأحد من حد اليوم وقد منعنا بما كان من ملك الشام ومنعتم بما كان منكم وابقوا على قريش فانما بقي من رجالنا ستة : رجلان بالشام ورجلان بالعراق ورجلان بالحجاز فاما اللذان بالشام فانا وعمرو وأما اللذان بالعراق فأنت وعلي وأما اللذان بالحجاز فسعد وابن عمر ، و[ اثنان ] من الستة ناصبان لك واخران واقفان عليك وأنت رأس هذا الجمع اليوم وغدا ولو بايع الناس لك بعد عثمان ، كنا اليك أسرع [ اجابة ] منا إلى علي . في كلام كثير كتب به إليه (1) . فلما انتهى الكتاب إلى ابن عباس ، استضحك ثم قال : حتى متى يخطب إلى عقلي وحتى متى احجم (2) على ما في نفسي . فكتب إليه . أما بعد ، فاما ما ذكرت من سرعتنا اليك بالمساءة والى انصار ابن عفان وسلطان بني امية ، فلعمري لقد ادركت في عثمان حاجتك حين استنصرك فلم تنصره ، حتى صرت إلى ما صرت إليه وبيني وبينك في ذلك ابن عمك واخو عثمان ، الوليد بن عقبة (3) واما طلحة والزبير فطلبا الملك ونقضا البيعة فقاتلهما على النكث . واما قولك : انه لم يبق من قريش غير ستة فما اكثر رجالهما واحسن بقيتها ____________ (1) وقعة صفين | 414 . (2) في وقعة صفين : . . متى أجمجم . . ، والجمجمة : ان لا يبين كلامه من غير عيّ ـ لسان العرب . (3) هو اخوه لامه . ( 258 ) وقد قاتلك من خيارها من قاتلك ولم يخذلنا إلا من خذلك واما اغراؤك ايانا بعدي وتيم فأبوبكر وعمر خير من عثمان كما ان عثمان خير منك وقد بقي لك منا يوم ينسيك ما قبله وتخاف ما بعده واما قولك اما انه لو بايع الناس لي لاستقامت لي ، فقد بايع الناس عليا عليه السلام وهو خير منى فلم تستقم له ، وانما الخلافة لمن كان في الشورى فما أنت والخلافة يا معاوية وأنت طليق وابن طليق ، وابن رأس الاحزاب وابن آكلة الأكباد ، فلما انتهى الكتاب إلى معاوية قال هذا عملي بنفسي لا والله لا اكتب إليه كتابا سنة (1) . وكتب معاوية بن ابي سفيان إلى قيس بن سعد بن عبادة اما بعد ، فانك يهودي وابن يهودي ان ظفر الفريقان اليك عزلك واستبدل بك وان ظفر أبغضهما اليك نكل بك وقتلك وقد كان أبوك وتر قوسه ورمى غرضه واكثر الحز واخطأ المفصل فخذله قومه وادركه يومه حتى مات بحوران (2) طريداً (3) . فكتب إليه قيس : اما بعد ، فانما أنت وثن ابن وثن ، دخلت في الاسلام كرهاً وخرجت منه طوعاً لم يقدم ايمانك ولم يحدث نفاقك وقد كان أبي وتر قوسه ورمى غرضه فشعب به من لم يبلغ عقبه ، ولا شق غباره ونحن انصار الدين الذي منه خرجت واعداء الدين الذي فيه دخلت (4). الفصل الرابع في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 241 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا ____________ (1) وقعة صفين | 415 . (2) حوران ، بالفتح : كورة واسعة من اعمال دمشق في القبلة ، ذات قرى كثيره ومزارع ، قصبتها بصري ومنها اذرعا وزرع ، وحوران ايضاً ماء بنجد ـ مراصد الاطلاع . (3) و(4) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 16 | 43 . ( 259 ) القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك « ره » ، أخبرني أبو عبد الله بن جعفر الاصبهاني ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا القاسم بن الفضل ، حدثنا أبو نصر ، عن أبي سعيد : إن النبي صلى الله عليه وآله قل : تكون فرقة بين طائفتين من امتى تمرق بينهما مارقة يقتلها اولى الطائفتين بالحق (1) رواه مسلم في الصحيح . 242 ـ وبهذا الأسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو محمد المزني ، أخبرنا علي بن محمد بن عيسى ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمان : ان أبا سعيد الخدري قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقسم قسما ، أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ، فقال : ويحك ومن يعدل إذا لم اعدل ، لقد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل ، فقال عمر بن الخطاب : يارسول الله إئذن لى في ضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : دعه فان له اصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه ، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافته فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل اسود وإحدى ثدييه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة (2) تدردر (3) يخرجون على خير فرقة من الناس . قال أبو سعيد : فاشهد أني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ____________ (1) صحيح مسلم الجزء الثالث كتاب الزكاة ص 113 ـ كنز العمال 11 | 202 و196 ـ فردوس الاخبار 2 | 63 ، ح | 3358 صحيح أبي داود 4 | 217 ـ ح 4667 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 | 267 . (2) في [ و] ـ البيضة . (3) تدردر : أصله ـ تتدردر ، معناه : تضطرب وتذهب وتجيء . النهاية . ( 260 ) واشهد ان علي بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وانا معه فامر بذلك الرجل فالتمس فاتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي نعته (1) . 243 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة من اصل كتابه ، حدثنا أحمد بن حازم ، عن أبي عروة ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، حدثنا الاعمش ، عن اسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، حدثنا ابن أبي غرزة ، حدثنا عبيدالله بن موسى أخبرنا فطر بن خليفة ، عن اسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانقطعت نعله فخلف عليا عليه السلام يصلحها ، فمشى قليلا ثم قال : ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر ، فقال أبو بكر ، أنا هو ؟ قال لا ، قال عمر : انا هو ؟ قال لا ، ولكن خاصف النعل يعنى عليا عليه السلام فأتيناه فبشرناه فلم يرفع برأسه كأنه كان قد سمعها من رسول الله صلى الله عليه وآله (2) . 244 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني موسى بن مسعود ، حدثني عكرمة بن عمار ، عن سماك ابن زميل الدؤلى وقد كان يهوى نجدة قال : قال ابن عباس : لما اعتزلت الخوارج دخلوا دارا وهم ستة آلاف ، واجمعوا على ان يخرجوا على علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحاب النبي صلى الله عليه وآله [ معه ] يعني مع ____________ (1) صحيح البخاري الجزء الرابع | 200 وصحيح مسلم الجزء الثالث كتاب الزكاة | 112 كنز العمال 11 | 307 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 | 265 ـ خصائص النسائي | 305 . (2) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 637 ـ اسد الغابة 4 | 32 مع اختلاف يسير ـ مستدرك الصحيحين 3 | 122 ـ ونظيره في حلية الاولياء لابي نعيم 1 | 67 . ( 261 ) علي عليه السلام قال وكان لا يزال يجيء انسان فيقول : يا أمير المؤمنين ان القوم خارجون عليك ، فيقول : دعوهم فانى لا اقاتلهم حتى يقاتلوني وسوف يفعلون ، فلما كان ذات يوم أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له : يا أمير المؤمنين ابرد بالصلاة (1) لعلي ادخل على هؤلاء القوم ، فأكلمهم فقال : انى اخافهم عليك ، فقلت : كلا وكنت رجلاً حسن الخلق لا اوذى احداً فأذن لى فلبست حلة من أحسن ما يكون من اليمنية وترجلت ودخلت عليهم نصف النهار فدخلت على قوم لم ار قوماً قط أشد منهم اجتهاداً ، جباههم قرحة من السجود وايديهم كأنها ثفن الابل ، وعليهم قمص مرخصة مشمرين ، مهشمة وجوههم من السهر ، فسلمت عليهم فقالوا مرحبا يابن عباس ، ما جاء بك قلت أتيتكم من عند المهاجرين والانصار من عند صهر رسول الله صلى الله عليه وآله علي وعليهم نزل القرآن وهو أعلم بتأويله منكم ، فقالت طائفة منهم لا تخاصموا قريشاً فان الله عزوجل قال : « بل هم قوم خصمون » (2) قال اثنان أو ثلاثة لنكلمنه ، فقلت هاتوا ما نقمتم على صهر رسول الله صلى الله عليه وآله والمهاجرين والانصار وعليهم نزل القرآن وليس فيكم منهم احد وهم اعلم بتأويله منكم ، قالوا ثلاثاً ، قلت هاتوا ، قالوا اما احداهن فانه حكم الرجال في امر الله وقد قال الله عزوجل : « إن الحكم إلا لله » (3) فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عزوجل ، فقلت هذه واحدة ، فما [ الثانية ] ؟ قالوا اما الثانية فانه قاتل ولم يسب ولم يغنم ، فلئن كانوا مؤمنين ما حل لنا قتالهم وسباهم ؟ فقلت : وماذا الثالثة ؟ قالوا انه محا نفسه من أمير المؤمنين فان لم يكن أمير المؤمنين فانه لأمير الكافرين ، قلت هل عندكم غير هذا ؟ قالوا كفانا هذا ، قلت لهم : اما قولكم حكم الرجال في امر الله فانا اقرأ عليكم في كتاب الله عزوجل ما ينقض قولكم ، اترجعون ؟ قالوا : نعم ، قلت فان الله قد ____________ (1) أي خفف الصلاة . (2) الزخرف : 58 . (3) الانعام : 57 ـ يوسف : 40 و67 . ( 262 ) صير من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن ارنب ، وتلا هذه الايه : « لا تقتلوا الصيد وانتم حرم » إلى قوله « يحكم به ذوا عدل منكم » (1) وقال في المرأة وزوجها : « وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها » (2) الآية : فناشدتكم الله هل تعلمون حكم الرجال في اصلاح ذات بينهم وفي حقن دمائهم أفضل أم حكمهم في أرنب وبضع امرأة ، فايهما ترون أفضل ؟ قالوا : بل هذه ، قلت خرجت من هذه ؟ قالوا : نعم ، قلت : واما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم افتسبون أمكم عائشة ؟ فوالله ان قلتم ليست بأمنا ، لقد خرجتم من الاسلام ، والله ولئن قلتم نسبيها ونستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الاسلام وانتم بين ضلالتين ، ان الله عزوجل قال : « النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه أمهاتهم » (3) فان قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام ، اخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم ، قلت واما قولكم محى نفسه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بما (4) ترضون ان النبي صلى الله عليه وآله يوم الحديبية كاتب المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو وقال يا علي : اكتب « هذا ما صالح عليه محمد رسول الله » فقال المشركون : والله ما نعلم أنك رسول الله ، ولو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أللهم انك تعلم اني رسولك ، امح يا علي ، اكتب « هذا ما كاتب عليه محمد بن عبد الله » فوالله لرسول الله خير من علي ، فلقد محى نفسه ، قال فرجع منهم الفان وخرج سائرهم فقتلوا (5) . 245 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو بكر محمد بن ____________ (1) المائدة : 95 . (2) النساء : 35 . (3) الاحزاب : 6 . (4) في المخطوطتين : عن ترضون . (5) مستدرك الصحيحين 2 | 150 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 3 | 191 ـ خصائص النسائي | 326 . ( 263 ) الحسين بن علي بن المؤمل ، أخبرنا أبو أحمد الحافظ ، أخبرنا أبو عروبة ، حدثنا اسماعيل بن يعقوب ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا عبد الله بن عيسى ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة السلماني : ان علياً عليه السلام خطب أهل الكوفة فقال : يا أهل الكوفة لولا أن تبطروا (1) لحدثتكم بما وعدكم الله على لسان نبيه صلى الله عليه وآله الذين تقتلونه ، منهم المخدج اليد وهو صاحب الثدية ، فوالله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة ، فاطلبوه فطلبوه فلم يقدروا عليه ثم قال : اطلبوه والله ما كذبت ولا كذبت ، فطلبوه فوجدوه منكباً على وجهه في جدول من تلك الجداول ، فأخذوا برجله فجروه فأتوا به أمير المؤمنين رضي الله عنه فكبر وحمد الله وخر ساجداً ومن معه من المسلمين (2) ____________ (1) البطر : التجبر وشدة النشاط . (2) فضائل الصحابة 2 | 612 ـ تاريخ بغداد 11 | 118 وفي 1 | 174 روى جزأ منه مسند احمد 1 | 113 و121 و122 ـ خصائص النسائي | 322 ـ كنز العمال 11 | 296 مع اختلاف . ****************** الفصل السابع عشر في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 246 ـ أخبرنا الإمام الأجل شمس الائمة سراج الدين أبو الفرج محمد بن أحمد المكي ـ أدام الله سموه ـ أخبرنا الشيخ الامام الزاهد أبو محمد اسماعيل بن علي بن اسماعيل ، حدثنا السيد الاجل الامام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه ـ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ، أخبرني الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن الاسود ، عن مروان بن محمد ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله ان منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وان قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقنا رفضونا وآلوا (1) على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يواكلونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : « انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » (2) ثم ان النبي صلى الله عليه وآله خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، وبصر بسائل فقال له النبي ____________ (1) آلو : حلفوا واقسموا . (2) المائدة : 55 . ( 265 ) صلى الله عليه وآله : هل أعطاك احد شيئا ؟ قال : نعم ، خاتماً من ذهب . فقال النبي صلى الله عليه وآله : من اعطاك ؟ قال : ذلك القائم واومى بيده إلى علي عليه السلام ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : على أي حال اعطاك هو ؟ قال : اعطاني وهو راكع فكبر النبي صلى الله عليه وآله ، ثم قرأ : « ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون » (1) (2) فانشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك : أبا حسن تفديك نفسـي ومهجتـي * وكـل بطيء في الهـدى ومسارع ايذهب مدحيــك والمحبر ضائعاً * وما المدح في حب الاله بضائع (3) فانت الذي اعطيت إذ كنت راكعا * فدتــك نفوس القوم ياخير راكع فانزل فيك الله خيــر ولايــة * فبينهــا في محكمات الشرائع (4) 247 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني اجازة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري ـ رضي الله عنه وارضاه في داره باصبهان في سكة الخوز ـ أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثنا أحمد بن محمد بن السري ، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن زياد البزاز ، عن إبراهيم بن مهاجر ، حدثني يزيد بن شراحيل الانصاري ـ كاتب علي عليه السلام ـ قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وانا مسنده إلى صدري فقال : أي علي الم تسمع قول الله ____________ (1) المائدة : 56 . (2) تفسير الطبري 6 | 186 و187 . (3) في فرائد السمطين في جنب الاله ... (4) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 181 ـ وفرائد السمطين للجويني 1 | 189 ـ تفسير الدر المنثور 2 | 293 ـ وللمزيد انظر العمدة لابن البطريق من تحقيقنا | 119 إلى 125 . ( 266 ) تعالى : « ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية » (1) أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الامم للحساب تدعون غراً محجلين (2) . 248 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، حدثنا أبويحيى عبد الرحمان بن سلم الرازي الاصبهاني ، حدثنا يحيى بن حريش ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن عمر ، قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله : « انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل المسجد والناس يصلون ما بين راكع وقائم ، وإذا سائل ، قال له : يا سائل اعطاك احد شيئاً ؟ قال : لا ، الا هذا الراكع لعلي اعطاني خاتما (3) . 249 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني اجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحافظ ، حدثنا محمد بن عمر بن غالب ، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه ____________ (1) البينة : 7 . (2) شواهد التنزيل للحسكاني 2 | 356 ـ تفسير الدر المنثور 6 | 379 وكفاية الطالب | 246 . (4) حديث مشهور وله مصادر كثيرة منها : تفسير الثعلبي المخطوط الورق | 74 ـ مناقب ابن المغازلي | 311 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 409 . ( 267 ) وآله : ما أنزل الله آية فيها « يا أيها الذين آمنوا » إلا وعلي رأسها وأميرها (1) . 250 ـ وأخبرني الشيخ الامام أبو محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الغضارى الطوسي ـ فيما كتب إلى من نيسابور ـ أخبرنا القاضي أبو سعيد محمد ابن سعيد بن محمد بن الفرخزادي ، أخبرنا الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد ابن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ـ ابن عم الاحنف بن قيس ـ حدثنا أحمد بن حماد المروزي ، حدثني محبوب بن حميد البصري ـ وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة ـ بن حامد ـ [ حدثني القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : قال الامام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي ، وأخبرنا أيضا عبد الله بن حامد أخبرني ] (2) أحمد بن عبد الله المزني ، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل بمن علي بن مهران الباهلي بالبصرة ، حدثنا أبو مسعود عبد الرحمان بن فهر بن هلال ، حدثني القاسم بن يحيى ، عن أبي علي العنزي ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا » (3) قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما محمد صلى الله عليه وآله ومعه أبو بكر وعمر ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً ـ وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء ـ فقال علي عليه السلام : إن بريء ولداي مما بهما ، صمت لله ثلاثة أيام شكراً . وقالت فاطمة : إن برئ ولداى مما بهما ، صمت لله ثلاثة أيام شكراً ، ____________ (1) حلية الاولياء 1 | 64 ـ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 51 ـ فضائل الصحابة 2 | 654 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 409 . (2) ما بين المعقوفتين موجود في [ و] . (3) الانسان : 7 . ( 268 ) وقالت جارية يقال لها فضة : إن برأ سيداي مما بهما ، صمت ثلاثة أيام شكراً ، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد صلى الله عليه وآله قليل ولا كثير ، فانطلق علي عليه السلام إلى شمعون بن جابا الخيبري ـ وكان يهوديا ـ فاستقرض منه ثلاثة اصوع من شعير . 251 ـ وفي حديث المزني عن ابن مهران الباهلي : فانطلق علي عليه السلام إلى جار له من اليهود يعالج الصوف ، يقال له شمعون بن جابا ، فقال : هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وآله بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال : نعم ، فأعطاه ، فجاء بالشعير والصوف فاخبر فاطمة عليها السلام بذلك فقبلت وأطاعت ، قالوا فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرصا وصلى علي مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه علي رضي الله عنه فبكى فانشأ يقول : فاطم ذات المجد واليقيـن * يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين (1) يشكـو إلى الله ويستكيـن * يشكـو الينا جائعـاً حزين كل امرئ بكسبـه رهيـن * وفـاعـل الخـيــرات يستبين موعده جنـة عليين * حرمهـا الله على الضنين وللبخيـل موقف مهيــن * تهوى به النار إلى سجين شرابه الحميم والغسلين فانشأت فاطمة عليها السلام تقول : ____________ (1) حن حنيناً : صوت لا يسما عن طرب أو حزن . ( 269 ) امرك يابن عم سمع وطاعة * ما بي من لؤم ولا ضراعة غذيت من خبز له صناعة * اطعمـه ولا ابالي الساعة ارجو إذا اشبعت ذا مجاعة * ان ألحق الاخيار والجماعة وادخل الخلد ولي شفاعة قال : فاعطوه الطعام باجمعه ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما ان كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ، ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من اولاد المهاجرين ، استشهد والدي يوم العقبة ، اطعموني اطعمكم الله على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فانشأ يقول : فاطم بنت السيد الكريـم * بنت نبي ليـس بالزنيــم قـد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحـم اليوم فهو رحيم موعده في جنة النعيـم * قد حـرم الخلد على اللئيم يزل في النار إلى الجحيم * شرابه الصديد (1) والحميم قال فانشأت فاطمة عليها السلام تقول : اني لأعطيه ولا ابالــي * وأوثــر الله علـى عيالي امسوا جياعاً وهم اشبالي * اصغرهمـا يقتل في القتال بكر بلا يقتــل باغتيال * للقاتــل الويل مع الوبال تهوى به النار إلى سفال * مصفد اليديــن بالاغلال كبوله زادت على الاكبال (2) ____________ (1) الصديد : هو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد ـ لسان العرب . (2) الكبول : القيود . ( 270 ) قال : فاعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما كان في (1) اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم اسير ، فوقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ، اطعموني فاني اسير محمد اطعمكم الله على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فانشأ يقول : فاطم يا بنت النبــي أحمـد * بنت نبـي سيــد مســود هذا اسيـر للنبـي المهتــد * مكبـلاً فـي غلـه مقيــد يشكوا الينا الجـوع قد تمـرد * من يطعـم اليوم يجده في غد عند العلي الواحـد الموحــد * ما يزرع الزارع سوف يحصد فاطعمي من غيـر من أنكــد * حتى تجــازي بالذي لا ينفد قال فانشأت فاطمة عليها السلام تقول : لم يبق مما جئت غير صـاع * قد دميت كفـي مــع الذراع ابناي والله مـن الجـيــاع * ابـوهمـا للخير ذو اصطناع يصطنع المعروف بابتــداع * عبل الذراعين طويل الباع (2) وما على رأسـي من قنـاع * إلا قنـاع نسجه من صاع (3) قال فاعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح ، فلما كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم ، اخذ علي عليه السلام بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين عليه السلام واقبل نحو رسول الله صلى الله عليه ____________ (1) كذا في الاصلين ولكن « في » زائدة . (2) عبل الذراعين : طويلهما الباع : قد رمد اليدين ، طويل الباع : كريم مقتدر . (3) هذا هو الصحيح وفي المخطوط : « نسجه النساع » ومعناه غير واضح وان امكن حمله على معنى صحيح . ( 271 ) وآله وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما بصر به النبي صلى الله عليه وآله قال : يا أبا الحسن ما اشد ما يسوءني ما أرى بكم ؟ انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها تصلي وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع ، وغارت عيناها ، فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله قال : واغوثاه بالله ، أهل بيت محمد يموتون جوعا ! فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد خذ هنأك الله في اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ فاقرأه « هل أتى على الانسان » إلى قوله : « انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً » إلى آخر السورة . وزادني ابن مهران الباهلي في هذا الحديث : فوثب النبي صلى الله عليه وآله حتى دخل على فاطمة ، فلما رأى ما بهم ، انكب عليهم ثم قال : انتم منذ ثلاث فيما ارى وانا غافل عنكم ! فهبط جبرئيل بهذه الآيات : « ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً »(1) قال : هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله تفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين (2) . 252 ـ أخبرنا الشيخ الامام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الشيخ الامام عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني اجازة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره باصبهان في سكة الخوز (3) ، أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك ____________ (1) الدهر ـ 6 ـ 8 . (2) لاحظ مناقب ابن المغازلي | 272 ـ 274 ـ اسد الغابة 5 | 530 خالياً عن ذكر الاشعار ـ ورواه الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل 2 | 299 عن علي عليه السلام أوجز من ذلك . (3) سكة الخوز محلة كانت باصبهان ، قال في معجم البلدان ج 2 ص 495 (خوز) والخوزيون محلة باصبهان نزلها قوم من الخوز فنسب إليهم فيقال لها : درخوزيان ... ( 272 ) الاصبهاني ، حدثنا محمد بن أحمد بن سالم حدثني ابراهيم بن أبي طالب النيشابوري ، حدثنا محمد بن النعمان بن شبل ، حدثنا يحيى بن أبي زوق الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما وأسيرا » قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، ظلا صائمين حتى إذا كان آخر النهار واقترب الافطار قامت فاطمة عليها السلام إلى شيء من طحين كان عندها فخبزته قرص ملة (1) وكان عندها نحي (2) فيه شيء من سمن قليل فأدمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بها افطارهما ، فأقبل مسكين رافع صوته ينادي : المسكين الجائع المحتاج ، فهتف على بابهم فقال علي عليه السلام لفاطمة : عندك شيء تطعمينه هذا المسكين ؟ قالت فاطمة : هيأت قرصا وكان في النحي شيء من سمن ، فجعلته فيه انتظر به افطارنا ، فقال لها علي عليه السلام آثري به هذا المسكين الجائع المحتاج ، فقامت فاطمة عليها السلام بالقرص مأدوماً فدفعته إلى المسكين فجعله المسكين في حضنه وخرج به متوجها من عندهما يأكل من حضن نفسه ، فاقبلت امرأة معها صبي صغير تنادي : اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ، ولا أحد ، فلما رأت المرأة التي معها اليتيم المسكين يأكل من حضن نفسه ، اقبلت باليتيم فقالت : يا عبد الله اطعم هذا اليتيم المسكين مما أراك تأكل ، فقال لها المسكين : لا لعمرك والله ما كنت لأطعمك من رزق ساقه الله تعالى [ إلي ] ، ولكني ادلك على من اطعمني ، فقالت : فأدللني عليه ؟ فقال لها : أهل ذلك البيت الذي ترين ، واشار إليه من بعيد فان في ذلك المنزل رجلا وامرأة اطعمانيه ، قالت المرأة : فان الدال على الخير كفاعله ، قال المسكين وإني لارجو أن يطعما يتيمك كما اطعماني ، فأقبلت باليتيم حتى ____________ (1) الملة : الجمرة والرماد الحارة وخيز الملة الخبز التي يخبز فيها . (2) النحي : بكسر النون زق السمن . ( 273 ) ضربت على علي ونادت : يا أهل المنزل اطعموا اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ، من فضل ما رزقكم الله ، فقال علي عليه السلام لفاطمة : عندك شيء ؟ فقال : فضل طحين عندي فجعلته حريرة وليس عندنا غيره ، وقد اقترب الافطار فقال لها علي : آثرى به هذا المسكين اليتيم « وما عند الله خير وابقى » (1) فقامت فاطمة عليها السلام بالقدر بما فيه فكبتها في حضن المرأة ، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم مما في حضنها ، فلم تجز بعيداً حتى اقبل أسير من اسراء المشركين ينادي : الأسير الغريب المسكين الجائع ، فلما نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبي من حضنها ، اقبل إليها فقال : يا أمة الله اطعميني مما اراك تطعمينه هذا الصبي ، قالت المرأة : لا لعمرك والله ما كنت لأطعمك من رزق ، رزق الله هذا اليتيم المسكين ، ولكني ادلك على من اطعمني كما دلني عليه سائل قبلك ، قال لها الاسير : وأن الدال على الخير كفاعله ، فقالت له : أهل ذلك المنزل الذي ترى فيه رجلا وامرأة ، اطعما مسكينا سائلا وهذا اليتيم ، فانطلق الاسير إلى باب علي وفاطمة عليهم السلام فهتف بأعلى صوته : يا أهل المنزل ، اطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم الله تعالى ، فقال على لفاطمة : اعندك شيء ؟ قالت : ما عندي طحين اصبت فضل تميرات فخلصتهن من النوى وعصرت النحي فقطرته على التمرات ودققت ما كان عندي من فضل الاقط ، فجعلته حيساً (2) فما فضل عندنا شيء نفطر عليه غيره ، فقال لها علي عليه السلام : آثرى به هذا الاسير المسكين ، الغريب ، فقامت فاطمة إلى ذلك الحيس فدفعته إلى الاسير ، وباتا يتضوران على الجوع من غير افطار ، ولا عشاء ولا سحور ، ثم اصبحا صائمين حتى اتاهما الله سبحانه برزقهما عند الليل ، فصبرا ____________ (1) القصص : 60 . (2) الحيس : تمر واقط وسمن تخلط وتعجن وتسوى كالثريد ـ المعجم الوسيط . ( 274 ) على الجوع (1) فنزل في ذلك « ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً واسيراً » أي على شدة شهوتهم له « مسكيناً » قرص ملة ، « ويتيما » حريرة ، « واسيراً » حيساً ، « انما نطعمكم » يخبر عن ضميرهما « لوجه الله » يقول ارادة ما عند الله من الثواب « لا نريد » ( منكم ) في الدنيا ( جزاء ) يعنى ثوابا « ولا شكوراً » يقول ثناء يثنون به علينا « انا نخاف » يخبر عن ضميرهما « من ربنا يوما عبوساً قمطريراً « قال العبوس : تقبض ما بين العينين من اهواله وخوفه ، والقمطرير : الشديد ، « فوقهم الله شر ذلك » يقول خوف ذلك « اليوم ، ولقيهم نضرة » يقول بهجات الجنة ، « وسروراً » يقول سرهما من قرة العين بالجنة « وجزاهم » يقول واثابهم « بما صبروا » على الجوع حتى آثروا بالطعام لافطارهم اليتيم والمسكين والاسير ، حيساً وحريراً « متكئين فيها على الارائك » الارائك : الأسرة المرمولة (2) بالدر والياقوت والزبرجد في عليين مضروبة عليها الحجال « لا يرون فيها شمسا » يوذيهم حرها ، « ولا زمهريراً » يقول لا يؤذيهم برده ، و« دانية » قريبة « عليهم ظلالها وذللت [ قطوفها ] » يقول قربت الثمار منهم « تذليلاً » يأكلونها قياما وقعوداً ومتكئين ومستلقين على ظهورهم ، ليس القائم باقدر عليها من المتكى ، وليس المتكى باقدر عليها من المستلقى ، « ويطوف عليهم ولدان » من الوصفاء « مخلدون » قال مسورون باسورة الذهب والفضة ، وقال مخلدون لم يذوقوا طعم الموت قط ، وانما خلقوا خدما لأهل الجنة ، « إذا رأيتهم حسبتهم » من بياضهم وحسنهم « لؤلؤا منثوراً » لكثرتهم ، فشبه بياضهم وحسنهم باللؤلؤ ، وكثرتهم بالمنثور . المراسيل : 253 « قال رضي الله عنه » قوله تعالى : « فاليوم الذين آمنوا من الكفار ____________ (1) في [ و] : على غير افطار . (2) الاسرة كالاجنة : وزناً : جمع سرير ، والمرمولة : المزينة . ( 275 ) يضحكون على الارائك ينظرون » (1) قيل نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وغيرهم من مشركي مكة ، كانوا يضحكون من بلال وعمار واصحابهما (2) . 254 ـ وقيل ان علي بن أبي طالب عليه السلام جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسخر به المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم قالوا لأصحابهم : رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه فانزل الله هذه الآية قبل ان يصل إلى النبي صلى الله عليه وآله (3) عن مقاتل والكلبي . 255 ـ « قال رضي الله عنه » قيل لما نزلت قوله : « قل لا اسئلكم عليه اجراً إلا المودة في القربى » (4) قالوا هل رأيتم اعجب من هذا يسفه احلامنا ويشتم آلهتنا ويرى قتلنا ويطمع أن نحبه فنزل : « قل ما سئلتكم من أجر فهو لكم » (5) أي ليس في ذلك اجر لأن منفعة المودة تعود اليكم وهو ثواب الله تعالى ورضاه . 256 ـ وروى أبو الأحوص عن أبي اسحاق في قوله تعالى : « وقفوهم انهم مسؤولون » (6) يعنى عن ولاية علي (7) . 257 ـ قوله تعالى : « أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون » (8) قيل : نزلت في قصة بدر في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد . ف « الذين آمنوا » حمزة وعلي وعبيدة ، « والذين اجترحوا السيئات » عتبة وشيبة والوليد (9) . ____________ (1) المطففين : 34 ـ 35 . (2) روى نظيره الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 2 | 327 في تفسير الآية | 29 . (3) تفسير الكشاف للزمخشري 3 | 323 . (4) الشورى : 23 . (5) سبأ : 47 . (6) الصافات : 24 . (7) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 2 | 106 . (8) الجاثية : 21 . (9) نظيره في شواهد التنزيل 2 | 168 . ( 276 ) 258 ـ قوله تعالى : « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة » (1) نزلت في أهل الحديبية ، قال جابر : كنا يوم الحديبية الفاً واربعمائة فقال لنا النبي صلى الله عليه وآله : أنتم اليوم خيار أهل الارض ، فبايعنا تحت الشجرة على الموت فما نكث الاجد بن قيس وكان منافقا ، وأولى الناس بهذه الآية علي بن أبي طالب عليه السلام لانه قال [ تعالى ] : « وأثابهم فتحاً قريباً » ـ يعنى فتح خيبر ـ وكان ذلك على يد علي بن أبي طالب عليه السلام (2) 259 ـ قال رضي الله عنه : روى السيد أبو طالب باسناده عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى : من احبك وتولاك ، اسكنه الله معنا ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : « ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر » (3) 260 ـ قوله تعالى : « السابقون السابقون » (4) ، قيل : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، وقيل : السابقون إلى الطاعة ، وقيل إلى الهجرة ، وقيل إلى الاسلام واجابة الرسول ، وكل ذلك موجود في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (5) . 261 ـ قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة » (6) قيل سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وآله فاكثروا ، فامروا بتقديم الصدقة على المناجاة ، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب عليه السلام قدم ديناراً فتصدق به ، ثم نزلت رخصة (7) . ____________ (1) الفتح : 18 . (2) رواه أيضاً الكنجي في كفاية الطالب | 247 واورده ابن هشام في السيرة النبوية 3 | 315 . (3) القمر : 54 ـ 55 . (4) الواقعة : 10 . (5) ورد نظيره في شواهد التنزيل 1 | 256 . (6) المجادلة : 12 . (7) للحديث مصادر كثيرة منها : صحيح الترمذي 5 | 406 ـ خصائص النسائي | 276 مناقب ابن ( 277 ) 262 ـ وعن علي عليه السلام : ان في كتاب الله لآية ، ما عمل بها احد قبلى ولا يعمل بها احد بعدي [ وهي ] « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة » [ عملت بها ] ثم نسخت (1) وقيل عمل بها افاضل الصحابة منهم علي والاول أظهر . 263 ـ وعن ابن عمر انه قال : ثلاث لعلي وددت أن تكون لي واحدة منهن كانت أحب الي من حمر النعم : تزويجه فاطمة ، واعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى (2) . 264 ـ قوله تعالى : « يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات بيايعنك » (3) روى الزبير ابن العوام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو النساء إلى البيعة حين نزلت هذه الآية ، فكانت فاطمة بنت اسد ام علي بن أبي طالب عليه السلام أول امرأة بايعت (4) . 265 ـ وعن جعفر بن محمد : ان فاطمة بنت أسد أول امرأة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة على قدميها ، وكانت ابر الناس برسول الله صلى الله عليه وآله (5) . وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ان الناس يحشرون يوم القيامة عراة فقالت : واسوأتاه ، فقال لها : اني اسأل الله ان يبعثك كاسية ، وسمعته يذكر ضغطة القبر ، فقالت : واضعفاه ، فقال : انى أسأل الله ان يكفيك ذلك . ____________ المغازلي | 325 وما بعدها ـ تفسير الطبري 28 | 14 . (1) لهذا الحديث ايضاً مصادر كثيرة منها : تفسير الطبري 28 | 14 وتفسير الكشاف 3 | 210 والدر المنثور للسيوطي 6 | 187 . (2) الحديث ليس في الاصلين ، ولكن موجود في المطبوع بالنجف . (3) الممتحنة : 12 . (4) و(5) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 1 | 14 . ( 278 ) 266 ـ قال روى أبو صالح ، عن ابن عباس : ان عبد الله بن ابي واصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : انظروا كيف أرد ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسيد بني هاشم ، خلد (1) رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال علي عليه السلام : يا عبد الله اتق الله ولا تنافق ، فان المنافق شر خلق الله فقال : مهلا يا أبا الحسن والله ايماننا كإيمانكم ، ثم تفرقوا ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلت ؟ فأثنوا عليه خيرا ، ونزل على رسول الله صلى الله عليه وآله : « وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا انا معكم إنما نحن مستهزؤن » (2) فدلت الآية على ايمان علي عليه السلام ظاهراً وباطناً ، وعلى قطعه موالاة المنافقين واظهاره عداوتهم والمراد بالشياطين رؤساء الكفار (3) . 267 ـ قوله تعالى : « أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه » (4) قال ابن عباس : هو علي عليه السلام شهد للنبي صلى الله عليه وآله وهو منه (5) . 268 ـ قوله [ تعالى ] : « ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً » (6) . قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب عليه السلام (7) . 269 ـ وروى زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي رضي الله عنه قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن أما والله انى لأحبك في الله ، فرجعت إلى رسول الله ____________ (1) الخلد ، بالتحريك : من اسماء النفس ـ لسان العرب ، وخلد الرسول صلى الله عليه وآله نفسه بحكم آية المباهلة ويؤيده الروايات . (2) البقرة : 14 . (3) انظر نظيره في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 72 . (4) هود : 17 . (5) رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 275 إلى 282 . (6) مريم : 96 . (7) شواهد التنزيل 1 | 64 ـ الدر المنثور 4 | 287 ـ مناقب ابن المغازلي | 327 . ( 279 ) صلى الله عليه وآله فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول الله : لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفاً ؟ قال : فقلت : والله ما اصطنعت إليه معروفاً ، فقال رسول الله : الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق اليك بالمودة ، قال فنزل قوله تعالى : « ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا » (1) . 270 ـ قال الله تعالى : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا » (2) قيل : نزل قوله تعالى : « فمنهم من قضى نحبه » في حمزة وأصحابه ، كانوا عاهدوا الله لا يولون الأدبار ، فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا ، [ و] « ومنهم من ينتظر » علي بن أبي طالب عليه السلام مضى على الجهاد ولم يبدل ولم يغير . الآثار : 271 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ زين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرني القاضى الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدى شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو سعيد الماليني ، أخبرنا أبو أحمد بن عدى ، أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ عن الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس : ان الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أنا ابسط منك لساناً واحد منك سناناً واملا منك حشواً في الكتيبة ، فقال له علي عليه السلام : على رسلك ، فانك فاسق ، فانزل الله عزوجل : « افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً لا يستوون » (3) يعنى عليا [ المؤمن ] والوليد الفاسق (4) 272 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ____________ (1) انظر تفصيل ذلك في شواهد التنزيل 1 | 359 ... (2) الاحزاب : 23 . (3) السجدة : 18 . (4) تفسير الطبري 21 | 68 ـ تاريخ بغداد 13 | 321 وذكره الزمخشري في الكشاف 2 | 525 . ( 280 ) القطان ، حدثنا علي بن عبد الرحمان بن ماتي الكوفي ، أخبرنا أحمد بن حازم ، ابن ابن أبي غرزة ، أخبرنا عقبة بن مكرم ، عن عيسى بن راشد ، عن علي بن بذيمة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ما انزل الله عزوجل في القرآن آية يقول فيهاً يا أيها الذين آمنواً إلا كان علي بن أبي طالب شريفها وأميرها (1) . 273 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني اجازة أخبرنا الحسن ابن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أخبرنا محمد بن عثمان حدثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون ، حدثنا محمد بن مروان ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس [ في قوله تعالى ] : « اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » (2) قال هو علي بن أبي طالب عليه السلام (3) . 274 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، حدثنا محمد هو ابن عثمان بن أبي شيبة ، أخبرنا منجاب بن الحارث ، حدثنا حسين بن أبي هاشم ، حدثنا حيان بن علي ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « واركعوا مع الراكعين » (4) انها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى خاصة وهما أول من صلى وركع (5) ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : حلية الاولياء لابي نعيم 1 | 64 ـ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 51 ـ فضائل الصحابة 2 | 654 . (2) التوبة : 119 . (3) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 259 ـ تفسير الدر المنثور 3 | 290 . (4) البقرة : 43 . (5) شواهد التنزيل 1 | 85 . ( 281 ) 275 ـ وأخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أخبرني الشيخ أبو بكر بن حمويه ، حدثنا أبو بكر الشيرازي ، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمران ، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن يمان ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه قال : كان لعلى عليه السلام اربعة دراهم ، فأنفق واحداً ليلا ، وواحداً نهاراً وواحداً سراً وواحداً علانية ، فنزلت قوله : (1) « الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون » (2) . ولبعضهم في حق علي عليه السلام : أو في الصلاة مع الزكاة أقامها * والله يرحم عبـده الصبــارا من ذا بخاتمه تصدق راكعــا * وأســره في نفسه إســرارا من كان بات على فراش محمد * ومحمد يســرى يـؤمّ الغارا من كان جبريل يقوم يمينــه * فيها وميكال يقــوم يســارا من كان في القرآن سمى مؤمناً * في تسع آيات جعلــن كبـارا ____________ (1) البقرة : 274 . (2) اسد الغابة 4 | 25 تفسير الدر المنثور 1 | 363 ـ الصواعق المحرقة | 78 ـ نور الابصار للشبلنجي | 70 ـ فرائد السمطين للجويني 1 | 356 مناقب ابن المغازلي | 280 . ****************** الفصل الثامن عشر في بيان أنه الاذن الواعية 276 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن حبيب المفسر من اصل كتابه ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الصفار ، حدثنا أبو بكر الفضل بن جعفر الصيدلاني الواسطي بواسط ، حدثنا زكريا بن يحيى بن حمويه ، حدثنا سنان بن هارون ، عن الاعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ضمني رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لي امرني ربي أن ادنيك ولا اقصيك وان تسمع وتعي ، وحق على الله ان تسمع وتعي فنزلت : (1) « وتعيها اذن واعية » (2) . 277 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الصنعاني بمرو ، حدثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السبحى ، حدثنا العلاء بن مسلمة أبو سالم البغدادي ، حدثنا أبو قتادة الحسن بن عبد الله بن واقد ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لما نزلت « وتعيها اذن واعية » قال النبي صلى الله عليه وآله : سألت ربي عزوجل ان ____________ (1) الحاقة : 12 . (2) حلية الاولياء لأبي نعيم 1 | 67 مع اختلاف يسير . ( 283 ) يجعلها اذن علي (1) . 278 ـ قال علي عليه السلام : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئاً إلا حفظته ووعيته ولم أنسه (2) . ____________ (1) تفسير الدر المنثور 6 | 260 وانساب الاشراف 2 | 121 رواه عن مكحول . (2) تفسير الدر المنثور 6 | 260 كنز العمال 13 | 177 مع اختلاف يسير . ( 284 ) الفصل التاسع عشر في فضائل له شتى 279 ـ اخبرنا الشيخ الامام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره ، سلخ ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وخمسمائة أخبرنا الشيخ الامام أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ـ الرجل الصالح ـ أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الحافظ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر ، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن اسماعيل الكوفي التيمي ، حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي حدثني سليمان بن مهران الاعمش قال : بينا أنا نائم في الليل إذ انتبهت بالجرس على بابي ، فناديت الغلام فقلت : من هذا ؟ قال : رسول أبي جعفر أمير المؤمنين وكان إذ ذاك خليفة قال : فنهضت من نومي فزعاً مرعوباً فقلت للرسول ما وراءك ؟ هل علمت لم بعث إلي أمير المؤمنين في هذا الوقت ؟ قال : لا علم لي ، فقمت متفكراً لا أدري على ماذا أنزل الامر ، أفكر فيما بيني وبين نفسي إلى ماذا اصير إليه وأقول لم بعث إلي في هذا الوقت وقد نامت العيون وغارت النجوم ، ففكرت ساعة ، ثم ساعة فقلت : إنما بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فان أنا أخبرته فيه بالحق أمر بقتلي وصلبي ، فأيست والله من ( 285 ) نفسي وكتبت وصيتي ، والرسل يزعجونني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي ، فنهضت إليه وما أعقل فلما دخلت عليه سلمت عليه السلام سلام خائف وجل وما اعقل فأومأ إليّ أن اجلس ، فلما جلست رعبا فإذا عنده عمرو بن عبيد وزيره وكاتبه ، فحمدت الله عزوجل إذ رأيت من رأيت عنده ، فرجع إليّ ذهني وأنا قائم ، فسلمت سلاماً ثانياً فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم جلست فعلم اني دهشت ورعبت منه ، فلم يقل لي شيئاً ، فكان أول كلمة قالها ان قال لي : يا سليمان قلت لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : يابن مهران ادن مني فدنوت منه ، فشم مني رائحة الحنوط ، فقال : يا أعمش والله لتصدقني أمرك وإلا صلبتك حيا ، فقلت : سلني يا أمير المؤمنين عن حاجتك وما بدالك اصدقك ولا اكذبك ، فوالله لئن كان الكذب ينجيني فإن الصدق أنجى لي منه [ فقال لي ] : ويحك يا سليمان إني اجد منك رائحة الحنوط ، فاخبرني عما حدثتك به نفسك ولم فعلت ذاك ؟ فقلت : أنا أخبرك يا أمير المؤمنين واصدقك أتاني رسلك في بعض الليل فقالوا لى أجب أمير المؤمنين ، فقمت وأنا متفكر خائف وجل مرعوب ، فقلت بيني وبين نفسي : ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة وقد غارت النجوم ونامت العيون إلا ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإن انا أخبرته بالحق أمر بصلبي حيا ، فصليت ركعتين وكتبت وصيتي والرسل يزعجونني ، ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي وجئتك يا أمير المؤمنين سامعا مطيعا آيسا (1) من الحياة خائفا راجيا أن يسعني عفوك ، قال : فلما سمع مقالتي ، علم أنى صادق وكان متكئاً ، فاستوى جالسا ثم قال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فلما سمعته قالها سكن قلبى وذهب عني بعض ما كنت أجد من رعبي وما كنت اخاف من سطوته ____________ (1) في المخطوطتين : مؤيسا وهو تصحيف . ( 286 ) علي ، فقال الثانية : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسألك بالله يا سليمان ، إلا اخبرتني كم من حديث ترويه في فضائل علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وصهره وأخيه وزوج حبيبته ؟ قلت : يسيراً يا أمير المؤمنين ، قال : كم ؟ قلت : يسيراً يا أمير المؤمنين قال : كم ويحك يا سليمان ؟ قلت عشره آلاف حديث أو الف حديث ، فلما قلت : « أو الف » استقلها ، فقال : ويحك يا سليمان ، بل هي عشرة آلاف حديث كما زعمت اولاً وما زاد ، قال فجثا أبو جعفر على ركبتيه فرحا مسروراً وكان جالساً ، ثم قال : والله يا سليمان لأحدثنك اليوم بحديثين في فضائل علي عليه السلام فان يكونا مما سمعت ووعيت فعرفني ، وان يكونا مما لم تسمع ، فاسمع وافهم ، قال قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فاخبرني . قال : نعم ، أنا اخبرك : انى مكثت اياماً وليالي هاربا من بني مروان ولا يسعنى منهم دار ولا بلد ولا قرار ، ادور في البلدان ، فكلما دخلت بلداً خالطت اهل ذلك البلد فيما يحبون ، واتقرب إلى جميع الناس بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فكانوا يطعمونني ويكسونني ، ويزودونني إذا خرجت من عندهم ، من بلد إلى بلد حتى قدمت بلاد الشام وعلي كساء لي خلق ، ما يواريني غيره ، قال : فبينا انا كذلك إذ سمعت الأذان فدخلت المسجد فإذا فيه سجادة ومتوضأ ، فتوضأت للصلاة ودخلت المسجد وركعت فيه ركعتين ، واقيمت الصلاة ، فقمت فصليت معهم الظهر والعصر ، وفي نفسي اني إذا صليت ، طلبت من القوم عشاء أتعشى به ليلتي تلك ، فلما سلم الشيخ الامام من صلاة العصر وجلس وهو شيخ كبير ، له وقار وسمت حسن ونعمة ظاهرة إذ أقبل صبيان فدخلا المسجد وهما ابيضان نبيلان وضيان ، لهما جمال ونور بين اعينهما ساطع يتلألأ ، فدخلا المسجد ، فلما نظر اليهما امام المسجد فقال لهما : مرحباً بكما ومرحبا بمن سميتما على اسمهما ، قال : وكنت جالساً وكان إلى جنبي فتى شاب فقلت له : يا شاب ما هذان الصبيان ومن هذا الشيخ الامام ؟ فقال : ( 287 ) هو جدهما وليس في هذا المدينة رجل يحب علي بن أبي طالب غير هذا الشيخ . فقلت : الله اكبر ، ومن اين علمت ؟ قال : علمت انه من حبه لعلي عليه السلام سمي ولدي ولده باسم ولدي علي بن أبي طالب عليه السلام ، سمى احدهما الحسن ، وسمي الآخر الحسين ، فقمت فرحا مسرورا حتى أتيت إلى الشيخ فقلت له : ايها الشيخ ، هل لك ان احدثك بحديث حسن يقر الله به عينك ؟ فقال : نعم ، ما اكره ذلك ، حدثني رحمك الله فان أقررت عيني ، أقررت عينك قلت : اخبرني والدي ، عن ابيه ، عن جده قال : كنا ذات يوم جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذ اقبلت فاطمة بنته عليها السلام فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت له : يا ابة ، ان الحسن والحسين خرجا من عندي آنفاً وما ادري اين هما ؟ فقد طار عقلي وقلق فؤادي وقل صبري ، وبكت وشهقت حتى علا بكاؤها ، فلما رآها ، رحمها ورق لها فقال : لا تبكي يا فاطمة ، فوالذي نفسي بيده ، ان الذي خلقهما هو أرأف بهما منك وارحم بصغرهما منك ، قال : فقام النبي صلى الله عليه وآله من ساعته فرفع يديه إلى السماء وقال : اللهم انهما ولداي ، قرة عيني وثمرة فؤادي ، وانت ارحم بهما [ مني ] واعلم بموضعهما ، يا لطيف بلطفك الخفي ، انت عالم الغيب والشهادة ، اللهم ان كانا اخذا براً أو بحراً فاحفظهما وسلمهما حيث كانا ، وحيثما توجها ، قال : فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فما استتم الدعاء فإذا بجبرئيل عليه السلام قد هبط من السماء ومعه عظماء الملائكة وهم يؤمنون على دعاء النبي صلى الله عليه وآله فقال جبرئيل : يا حبيبي ، يا محمد لا تحزن ولا تغتم وأبشر ، فان ولديك فاضلان في الدنيا وفاضلان في الآخرة وابوهما خير منهما ، وهما نائمان في حظيرة بني النجار ، وقد وكل الله بهما ملكاً يحفظهما ، قال : فلما قال له جبرئيل ( 288 ) عليه السلام ذلك ، سرى عنه (1) فقام رسول الله صلى الله عليه وآله هو واصحابه وهو فرح مسرور حتى أتوا حظيرة بني النجار وإذا الحسن والحسين عليهما السلام نائمان ، وإذاً الحسين معانق للحسن عليه السلام ، واذ ذاك الملك الموكل بهما قد وضع أحد جناحيه بالأرض فوطأ (2) به تحتهما يقيهما حر الارض ، والجناح الآخر قد جللهما به يقيهما حر الشمس قال : فانكب النبي صلى الله عليه وآله يقبلهما واحدا فواحدا ، ويمسحهما بيده حتى ايقظهما من نومهما قال : فلما انتبها من نومهما ، حمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن على عاتقه ، وحمل جبرئيل عليه السلام الحسين عليه السلام على ريشه من جناح الأيمن حتى خرج بهما من الحظيرة وهو يقول : والله لأشرفنكما اليوم كما شرفكما الله عزوجل في سماواته ، فبينا هو وجبرئيل عليه السلام يمشيان حتى تمثل جبرئيل دحية الكلبي وقد حملاهما ، إذ أقبل أبو بكر فقال : يا رسول الله ، ناولنى أحد الصبيين وخفف عنك وعن صاحبك ، فانا احفظه حتى أوديه اليك ، فقال رسول الله جزاك الله خيراً يا ابا بكر ، دعهما فنعم الحاملان نحن ونعم الراكبان هما وابوهما خير منهما ، فحملاهما وابو بكر معهما حتى أتوا بهما إلى باب مسجد المدينة ، ثم أقبل بلال فقال له النبي : يا بلال هلم علي بالناس فناد لى فيهم فاجمعهم لى في المسجد ، فقام النبي على قدمه خطيباً فخطب الناس بخطبة أبلغ فيها ، فحمد الله عزوجل وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقه ، ثم قال : يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس جداً وجدة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : عليكم بالحسن والحسين ، فان جدهما محمد صلى الله عليه وآله وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة ، ____________ (1) سرى عنه ، على صيغه المجهول : كشف عنه الخوف ، وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث وخاصة في ذكر نزول الوحى عليه ، كلها بمعنى الكشف والازالة ـ لسان العرب . (2) [ يقال ] وطأت لك الفراش ووطأت لك المجلس توطئة [ من الوطأ ] والوطأ من كل شيء : ما سهل ولان . ( 289 ) واول من سارعت إلى تصديق ما أنزل الله على نبيه وإلى الإيمان بالله وبرسوله ، ثم قال : يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس أبا واما ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : عليكم بالحسن والحسين فان أباهما علي بن أبي طالب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وامهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فقد شرفهما الله في سماواته وأرضه ثم قال : ايامعشر المسلمين وهل أدلكم على خير الناس خالاً وخالة ؟ قالوا : بلى يارسول الله . قال عليكم بالحسن والحسين فان خالهما القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وخالتهما زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس عما وعمة ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال عليكم بالحسن والحسين فان عمهما جعفر ذو الجناحين الطيار مع الملائكة في الجنة وعمتهما ام هاني بنت أبي طالب . ثم قال : اللهم انك تعلم ان الحسن والحسين في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأباهما في الجنة ، وامهما في الجنة ، وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وخالتهما في الجنة ، ومن يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار ، قال فلما قلت ذلك للشيخ . وفهم قولي ، قال إليّ ، انشدتك الله تعالى من أنت ؟ قال : قلت : انا رجل من أهل الكوفة فقال لي : أعربي أنت ام مولى ؟ قال : قلت بل عربي شريف فقال لي : فانك تحدث بمثل هذا الحديث وأنت في هذا الكساء الرث ؟ فقلت له : ان لى قصة لا أحب أن ابديها لأحد قال فابدها لي ، فأمانة ، فقلت له أنا هارب من بني مروان على هذه الحال التي ترى ، لئلا اعرف ولو غيرت حالي لعرفت ولو اردت ان اعرف بنفسي لفعلت ولكني اخاف على نفسي القتل فقال لي : لا خوف عليك ، اقم عندي فكساني خلعتين خلعهما علي وحملنى على بغلة ، وثمن البغلة في ذلك الزمان في تلك البلدة مائة دينار ثم قال لي : يافتى اقررت ____________ (1) رواه أيضاً المحب الطبري في ذخائر العقبى | 130 . ( 290 ) عينى ، أقر الله عينك فوالله لأرشدنك إلى فتى يقر الله به عينك قال : قلت فأرشدني رحمك الله فأرشدني إلى باب دار فأتيت إلى الدار التي وصف لي وانا راكب على البغلة وعلي الخلعتان فقرعت الباب وناديت بالخادم فأذن لي بالدخول ، فدخلت عليه وإذا انا بفتى قاعد على سرير منجد صبيح الوجه حسن الجسم ، فسلمت عليه باحسن سلام فرد علي السلام بأحسن مرد ، ثم اخذ بيدى مكرماً حتى أجلسني إلى جانبه ؛ فلما نظر إليّ قال لي : والله يافتى اني لأعرف هذه الكسوة التى خلعت عليك واعرف هذه البغلة ، والله ما كان ابو محمد ـ وكان اسمه الحسن ـ ليكسوك خلعتيه هاتين ويحملك على بغلته هذه الا انك تحب الله ورسوله وذريته وجميع عترته فاحب رحمك الله ان تحدثني عن فضائل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام فقلت له : نعم بالحب والكرامة ، حدثني والدي ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا يوماً عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبلت فاطمة وقد حملت الحسن على كتفيها وهي تبكى بكاء شديداً قد شهقت في بكائها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يبكيك يا فاطمة ؟ لا أبكى الله عينيك فقالت : يا ابة ومالي لا أبكي ونساء قريش قد عيرتني فقلن لي : ان أباك زوجك من رجل معدم ، لا مال له ، قال : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تبكي يا فاطمة ، فوالله ما أنا زوجتك ، بل الله زوجك من فوق سبع سماواته ، وشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل واسرافيل ، ثم ان الله عزوجل اطلع إلى اهل الأرض ، فاختار من الخلائق اباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية إلى اهل الدنيا ، فاختار من الخلائق عليا ، فزوجك اياه ، واتخذته وصيا ، فعلي مني وانا من علي ، فعلي أشجع الناس قلبا ، واعلم الناس علماً ، واحلم الناس حلماً ، واقدم الناس سلماً . والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وسماهما الله تعالى في التوراة على لسان موسى عليه السلام « شبر » و« شبير » لكرامتهما على الله عزوجل . ( 291 ) يا فاطمة لا تبكى ، فانى إذا دعيت غداً إلى رب العالمين فيكون علي معى ، وإذا حبيت غداً فيحبي معي ، يا فاطمة لا تبكي ، فان علياً وشيعته غداً هم الفائزون ، يدخلون الجنة ـ قال يوسف ... (1) يوم القيامة قال فلما قلت ذلك للفتى قال لي : انشدك بالله عزوجل من انت ؟ قلت : انا رجل من أهل الكوفة ، قال : أعربي ام مولى ؟ قلت : بل عربي شريف . قال فكساني ثلاثين ثوبا في تخت (2) وأعظاني عشرة آلاف درهم في كيس . ثم قال لي : اقررت عيني يافتى ، اقر الله عينيك ، ولم يسلني عما سوى ذلك ولكن لي اليك حاجة ، فقلت له قضيت ان شاء الله فقال : إذا اصبحت غداً فأت مسجد فلان كيما ترى اخي الشقي . قال أبو جعفر : فوالله لقد طالت علي تلك الليلة حتى خشيت الا أصبح حتى أفارق الدنيا . قال فلما اصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي ، وحضرت الصلاة فقمت في الصف الاول لفضله ، وإذا على جانبي إلى يسارى شاب معتم بعمامة ، فذهب ليركع فسقطت العمامة من رأسه فنظرت إليه فإذاً رأسه رأس خنزير ، ووجهه وجه خنزير . قال أبو جعفر : فوالذي احلف به ، ما علمت ما انا فيه ولا عقلت افي صلاة انا ، ام في غير صلاة تعجبا ودهشت حتى ما ادري ما أقول في صلاتي إلى أن فرغ الامام من التشهد ، فسلم وسلمت فقلت له : يافتى ما هذا الذي ارى بك ؟ فقال لي : فلعلك صاحب اخي الذي ارشدك إلي لتراني ؟ قلت : نعم ، وأخذ بيدى فأقامني وهو يبكي بكاء شديداً قد شهق في بكائه حتى كادت نفسه ان تفيض حتى اتى بي إلى منزله ، فقال لى : انظر إلى هذا البنيان ، فنظرت إليه ثم قال لي : اني رجل كنت أؤذن وأؤم بقوم ____________ (1) وقع سقط في النسخة . (2) التخت : وعاء تصان فيه الثياب فارسية وقد تكلم به العرب ـ لسان العرب . ( 292 ) وكنت ألعن علي بن أبي طالب بين الأذان والإقامة الف مرة ! وانه لما كان يوم الجمعة لعنت بين الاذان والاقامة اربعة آلاف ، مرة فخرجت من المسجد فأتيت الدار فاتكأت على هذا الدكان الذي اريتك ، فذهب بي النوم فنمت فرأيت في منامي كما انا بالجنة ، قد اقبلت وفيها قبة من زمرد خضراء ، قد زخرفت ونجدت ونضدت بالاستبرق والديباج وإذا حول القبة كراسي من لؤلؤ وزبرجد ، وإذا علي بن أبي طالب فيها متكئ وإذا أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين جلوس يتحدثون مستبشرين فرحين بعضهم [ من ] (1) بعض ، ثم رأيت أمامى فإذا انا بالنبي صلى الله عليه وآله قد اقبل وعن يمينه الحسن ومعه كأس فضة ، وعلى يساره الحسين ومعه كأس من نور وكانما قال النبي صلى الله عليه وآله للحسين ، يا حسين اسقني . فسقاه ، فشرب ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : اسق الجماعة ، فسقى ابا بكر وعمر وعثمان وعلياً فشربوا وكانما قال النبي صلى الله عليه وآله : يا حسين اسق هذا المتكى الذي على هذا الدكان ، فقال الحسين للنبي صلى الله عليه وآله : يا جداه ، يا جداه أتأمرني ان اسقي هذا وهو يلعن والدي علياً كل يوم الف مرة ، وقد لعنه في هذا اليوم وهو يوم الجمعة اربعة آلاف مرة ، فخرجت فإذا النبي صلى الله عليه وآله يقول : مالك ؟ ! عليك لعنة الله حتى قالها ثلاثا ، ويحك أتشتم علياً وعليّ مني ، مالك ؟ ! عليك غضب الله ، مالك ، عليك غضب الله حتى قالها ثلاثا ، ويلك اتشتم عليا وعلي منى ، ثم تفل في وجهى ثلاثا وضربني برجله ثلاثا ثم قال لي : غير الله ما بك من نعمة وسود وجهك وخلقك حتى تكون عبرة لمن سواك . قال فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس الخنزير ، ووجهي وجه خنزير ، على ما ترى . فقال سليمان بن مهران : فقال لي أبو جعفر : يا سليمان بن مهران ____________ (1) في [ ر ] : في بعض . ( 293 ) هذان الحديثان كانا في يدك ؟ قلت : لا ، يا أمير المؤمنين ، فقال هؤلاء من دخائر الحديث وجوهره ، ثم قال لي : ويحك يا سليمان ، حب علي ايمان ، وبغضه نفاق ، فقلت : الأمان ! الأمان ! ، قال لك الامان ! ، يا سليمان فقلت : ما تقول في قاتل الحسين بن علي ؟ قال : في النار ، ابعده الله ، قلت وكذاك من يقتل من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله احدا فهو في النار ؟ قال فحرك أبو جعفر أمير المؤمنين رأسه طويلا ثم قال : ويحك يا سليمان ، الملك عقيم حتى قالها ثلاث مرات ، ثم قال لي : يا سليمان بن مهران اخرج فحدث الناس بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام بكل ما شئت ولا تكتم منه حرفا ، والسلام (1) . 280 ـ وأخبرنا الشيخ الثقة الحافظ العدل أبو بكر محمد بن عبد الله (2) بن نصر الزاغوني ، حدثني أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار ، حدثنا أبو بكر أحمد ابن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عامر [ الطائي حدثنا أبي أحمد بن عامر ] بن سليمان حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن علي ، حدثني أبي على بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إني سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني : اما أولها فسألت ربى أن تنشق عنى الارض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي فاعطاني . وأما الثانية فسألت ربي ان يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فاعطاني . وأما الثالثة فسألت الله ان يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله الاكبر ، ____________ (1) رواه أيضاً ابن المغازلي في مناقبه | 143 . (2) في [ و] : عبيدالله . ( 294 ) عليه المفلحون الفائزون بالجنة فاعطاني . واما الرابعة فسألت ربي ان تسقي أمتي من حوضي فأعطاني . واما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد امتي إلى الجنة فأعطاني ، فالحمد لله الذي من عليّ بذلك (1) . 281 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يا علي انك قسيم النار ، وانك تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب (2) . 282 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : يا محمد نعم الأب ، أبوك ابراهيم الخليل ، ونعم الأخ ، أخوك علي بن أبي طالب عليه السلام (3) . 283 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما (4) . 284 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا علي ان الله قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك ، وابشر فانك الانزع البطين ، منزوع من الشرك ، بطين من العلم (5) . 285 ـ وبهذا الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا على انك أعطيت ثلاثا قلت : فداك أبي وامي وما أعطيت ؟ قال : أعطيت صهرا مثلي ، وأعطيت مثل زوجتك فاطمة وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين (6) . ____________ (1) ورد نظيره في تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 342 وفي تاريخ بغداد 4 | 339 . (2) و(3) مناقب ابن المغازلي | 67 . (4) هذا الحديث ساقط من [ و] . (5) الحديث رواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 308 ورواه أيضا ابن المغازلي في مناقبه | 400 . (6) الحديث رواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 142 . ( 295 ) 286 ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام إليه رجل من الانصار فقال : فداك أبي وامي أنت ومن ؟ قال : أنا على دابة الله البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة ، وبيده لواء الحمد ينادي : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ، ليس هذا ملكا مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب (1) . 287 ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : يا علي أنت سيد المسلمين وامام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين (2) . 288 ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : لما اسري بي إلى السماء اخذ جبرئيل بيدي واقعدني على درنوك (3) من درانيك الجنة ، وناولني سفرجلة ، وأنا اقلبها ، إذ انفلقت فخرجت منها جارية حوراء ، لم أر أحسن منها ، فقالت : السلام عليك يا محمد (4) ، فقلت : من أنت ؟ قالت : أنا الراضية المرضية ، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف : اسفلي من مسك ، ووسطى من كافور ، واعلاي من عنبر ، عجنني من ماء الحيوان ثم قال لى الجبار : كوني ، فكنت ، خلقني لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب (5) . ____________ (1) الحديث بطوله في تاريخ بغداد 11 | 112 و13 | 122 ـ رواه ايضاً ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 333 . (2) هذا حديث معروف اخرجه الحفاظ الاثبات بطرق مختلفه منهم : أبو نعيم في اخبار اصبهان 2 | 299 ـ الحاكم في مستدركه 3 | 137 ـ ابن الاثير الجزري في اسد الغابة 1 | 69 وابن المغازلي في مناقبه | 65 . (3) الدرنوك نوع من البسط له خمل ـ لسان العرب . (4) في [ و] : ثلاث مرات . (5) شرح نهج البلاغة لابن ابى الحديد 2 | 488 في اربع مجلدات ـ مناقب ابن المغازلي | 401 . ( 296 ) 289 ـ وبهذا الاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : يا علي إذا كان يوم القيامة اخذت بحجزة الله ، واخذت أنت بحجزتي ، واخذ ولدك بحجزتك واخذت شيعة ولدك بحجزتهم ، فترى أين يؤمر بنا ؟ 290 ـ واخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاد الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ ، أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسن السمان ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ببغداد ـ بقرائتي عليه ـ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي ، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد ابن صالح التمار ، حدثنا محمد بن مسلم بن وارة ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : كنت جالساً عند أبي بكر الصديق ، فقال : من كانت له عند رسول الله عدة فليقم ، فقام رجل فقال : يا خليفة رسول الله أنه وعدني ثلاث حثيات من تمر ، فقال : ارسلوا إلى علي [ فجاء ] فقال : يا أبا الحسن ان هذا يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وعده ان يحثى له ثلاث حثيات من تمر ، فاحثها له فحثاها فقال أبو بكر : عدوها ، فوجدوا في كل حثية ستين تمرة ، لا تزيد واحدة على الاخرى ، فال أبو بكر الصديق : صدق الله ورسوله قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الهجرة ـ ونحن خارجون من الغار نريد المدينة يا أبا بكر كفي وكف علي في العدد سواء (1) . 291 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرني أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ـ بقراءتي ـ عليه حدثنا أبو بكر محمد بن حيان الدير عاقولي (2) حدثنا ____________ (1) للحديث مصادر كثيرة منها : تاريخ بغداد 5 | 37 وفيه : كفى وكف على في العدل سواء ـ وللحديث صورة اخرى مشابهة ذكرها البغدادي أيضا في ج 8 | 76 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 438 . (2) دير العاقول : بين مدائن كسرى والنعمانية ـ معجم البلدان . ( 297 ) محمد بن الحسين بن حفص الاشناني ، حدثنا محمد بن يحيى الفارسي ، عن سليمان بن حرب ، عن يونس بن سليمان التميمي ، عن أبيه ، عن زيد بن يثيع قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال : يا معاشر المسلمين ، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ، ردي الولادة ، فقال رجل : يا زيد أأنت سمعت منه ؟ قال أي ورب الكعبة (1) . 292 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل بن الوازع البشاري ببغداد ـ بقرائتي عليه ـ أخبرني عبد الله بن اسحاق بن ابراهيم الخراساني ، حدثني أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن سام ، حدثني محمد بن سعيد بن عباد العطار بالبصرة ، حدثنى محمد بن الجماهر ، حدثنا ابن أبي السرى العسقلاني ، حدثنا عبد الله بن ادريس ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما توفي النبي صلى الله عليه وآله جاء أبو بكر وعلى يزوران قبره بعد وفاته بستة أيام ، فقال علي لابي بكر : تقدم ، وقال أبو بكر : يا علي ما كنت لأتقدم رجلا سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : علي مني بمنزلتي من ربي ، فبكى علي وقال : ما كنت لاتقدم رجلا سمعت رسول الله يقوم ما منكم أحد إلا وقد كذبني الا أبو بكر وقد يصبح على بابه ظلمة غير باب ابي بكر ، قال أبو بكر لعلي : سمعت رسول الله يقوله ؟ فقال على : سمعت هذا من ابن عمى يقوله ، فأخذ أبو بكر بيد على فدخلا جميعاً (2) . ____________ (1) رواه أيضاً المحب الطبري في الرياض النضرة 2 | 154 . (2) الرياض النضرة 2 | 118 . ****************** 293 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن علي بن حمدان بقرائتي عليه ، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف العماني ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، حدثنا العباس بن بكار ، حدثنا عبد الله بن المثنى ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد وقد اطاف به أصحابه ، إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فسلم ووقف قرب النبي في المسجد وجعل [ النبي ] ينظر إلى وجوه أصحابه ، أيهم يوسع له ، وكان أبو بكر عن يمين رسول الله فتزحزح له عن مجلسه ثم قال : هاهنا يا أبا الحسن ، فجلس بينه وبين رسول الله ، قال أنس : فعرفت السرور في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : يا أبا بكر انما يعرف الفضل لأهل الفضل [ ذووالفضل ] (1) . 294 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين القرشي ابن الصباغ بالكوفة بقراءتي عليه ، حدثنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني ، حدثنا أبو عمرو أحمد بن حازم الغفاري ، حدثنا عبيدالله بن موسى وأبو نعيم ، عن فطر بن خليفة ، عن كثير النواء ، عن عبد الله بن مليل قال سمعت علياً عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من نبي إلا وقد اعطى سبعة نجباء رفقاء ، واعطيت أنا اربعة عشر ، سبعة من قريش : علي والحسن والحسين وحمزة وجعفر وابو بكر وعمر والعباس ، وسبعة من المهاجرين : عبد الله بن مسعود وسلمان وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وبلال (2) . 295 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ____________ (1) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 432 ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه 3 | 105 ورواه أيضا ابن حنبل في فضائل الصحابة 2 | 665 . (2) فضائل الصحابة لابن حنبل 1 | 136 و228 ومسنده 1 | 148 ونظيره في مستدرك الصحيحين 3 | 199 . ( 299 ) بقراءتي عليه ، أخبرنا أبو علي محمد بن علي بن الحسين الأشقراني ، حدثنا أحمد ابن محمد الضراب الحراني ، حدثنا اسحاق بن موسى الانصاري ، حدثنا تليد ابن سليمان ، عن جميل الحناط ، عن أبي اسحاق ، عن زيد بن يثيع عن علي قال : ذكرت الأمراء عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال ان تبايعوا أبا بكر تجدوه ضعيفا في نفسه قويا في أمر الله وان تبايعوا عمر تجدوه قويا في امر الله ، وان تبايعوا علياً ، ـ ولن تفعلوه ـ تجدوه هاديا مهديا ، يسلك بكم الطريق المستقيم (1) . 296 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الحمدوني بقراءتي عليه ـ سنة ست وثمانين وثلاث مائة ـ حدثني أبو محمد عبد الرحمان بن حمدان بن عبد الرحمان بن المرزبان الجلاب (2) حدثني أبو بكر محمد بن ابراهيم السوسي البصري ـ نزيل حلب ـ حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا ، حدثنا يوسف بن اسباط ، عن محل الضبي ، عن ابراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن أبي ذر « رض » قال : لما كان أول يوم من البيعة لعثمان « ليقضي الله امراً كان مفعولاً ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة » (3) ، فاجتمع المهاجرون والانصار في المسجد ونظرت إلى أبي محمد عبد الرحمان بن عوف وقد اعتجر بريطة (4) وقد اختلفوا إذ جاء أبو الحسن بأبي هو وامي قال : فلما بصروا بابي الحسن علي ابن أبي طالب عليه السلام ، سر القوم طراً فانشأ علي وهو يقول : ان أحسن ما ابتدأ به المبتدئون ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون ، حمد الله والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد وآله الحمد لله المتفرد بدوام البقاء المتوحد ____________ (1) تاريخ بغداد 11 | 47 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 90 إلى 93 فضائل الصحابة 1 | 231 وروى ابن ابي الحديد ـ في شرح نهج البلاغة ذيل الحديث . (2) في [ و] : عبد الرحمان المرزبان . (3) الانفال | 42 . (4) اعتجر بريطة : لف رأسه بثوب كالملحفة . ( 300 ) بالملك الذي له الفخر والمجد والثناء خضعت له الآلهة بجلاله ، ووجلت القلوب من مخافته ، فلا عدل له ولا ند ، ولا يشبهه أحد من خلقه ، ونشهد له بما شهد به لنفسه واولوا العلم من خلقه : ان لا اله الا الله ، ليس له صفة تنال ولا حد تضرب له الأمثال ، المدر صوب الغمام ببنات نطاف (1) ومتهطل الرباب (2) بوابل الطل (3) ، فرش الفيافي والآكام بشقيق الدمن وانيق الزهر وانواع النبات المبجس بثق العيون الغزار من صم الاطواد ، يبعث الزلال حياة للطير والهوام والوحش وسائر الانعام والأنام ، فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين (4) وسبحان الذي ليس لصفته نعت موجود ولا حد محدود ، ونشهد ان محمداً صلى الله عليه وآله عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى ، ارسله الله الينا كافة ، والناس اهل عبادة الاوثان وجموع الضلالة ، يسفكون دمائهم ويقتلون اولادهم ويخيفون سبلهم ، عيشهم الظلم وأمنهم الخوف وعزهم الذل مع عنجهية عمياء وحمية ، حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وآله من الضلالة وهدانا بمحمد من الجهالة ، وانتاشنا (5) بمحمد صلى الله عليه وآله من الهلكة ، ونحن معاشر العرب اضيق العرب (6) معاشا ، واخشنهم رياشا ، جل طعامنا الهبيد وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الاوثان والنيران ، فهدانا الله بمحمد إلى صالح الأديان وانقذنا من عبادة الاوثان بعد ان امكنه الله من شعلة النور ، فأضاء ____________ (1) نطاف ، جمع نطفة : الصافي . (2) الرباب ، جمع ربه وهي الفرقة من الناس ، قيل هي عشرة آلاف أو نحوها ـ لسان العرب . (3) الوابل : المطر الشديد الضخم القطر ـ الطل : المطر الصغار القطر الدائم ـ (4) الصواب احد العبارتين : الف : ولا يدان لغيره دين . ب : ولا يدان لغير دينه . (5) انتاشنا أي استنقذنا وفي حديث عائشة تصف اباها : فانتاش الدين نبشه أي استدركه واستنقذه وتناوله واخذه من مهواته ـ لسان العرب . (6) هكذا في المخطوطتين ، والانسب : الامم . ( 301 ) لمحمد صلى الله عليه وآله مشارق الأرض ومغاربها ، فقبضه الله إليه ، فانا لله وانا إليه راجعون ، فما اجل رزيته واعظم مصيبته ، فالمؤمنون فيه طراً مصيبتهم واحدة . ثم قال علي : ناشدتكم الله تعالى هل تعلمون معاشر المهاجرين والانصار ان جبرئيل عليه السلام اتى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ؟ هل تعلمون كان هذا ؟ قالوا : أللهم نعم ، قال : فانشدكم الله هل تعلمون ان جبرئيل نزل على النبي صلى الله عليه وآله فقال يا محمد ان الله يأمرك ان تحب عليا وتحب من يحبه ، فان الله تعالى يحب علياً ؟ قالوا : أللهم نعم ، قال : فانشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لما اسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف (1) من نور ثم رفعت الي حجب من نور ، فوعد النبي صلى الله عليه وآله الجبار لا إله إلا الله اشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب : نعم الاب أبوك إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك علي واستوص به ، أتعلمون معاشر المهاجرين والانصار كان هذا ؟ فقال أبو محمد من بينهم ـ يعني عبد الرحمان بن عوف ـ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فصمتا [ ثم قال ] : هل تعلمون ان احدا كان يدخل المسجد غيري جنباً ؟ قالوا أللهم لا قال : فانشدكم الله هل تعلمون ان أبواب المسجد سدها وترك بابي ؟ قالوا أللهم نعم ، قال : هل تعلمون إني كنت إذا قاتلت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله قال أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي ؟ [ قالوا أللهم نعم ] قال : [ فانشدكم الله ] هل تعلمون ان رسول الله اخذ الحسن والحسين فجعل رسول الله يقول هي (2) يا حسن ، فقالت فاطمة : ____________ (1) الرفرف : قيل الرفرف طرف الفسطاط والخباء الواقع على الأرض دون الاطناب والاوتاد وذكر عن الحسن انها المخار ـ المفردات للراغب الاصبهاني . (2) هي : اسم فعل بمعنى اسرع . ( 302 ) يارسول الله ان الحسين اصغر واضعف ركنا منه ، فقال لها رسول الله : الا ترضين ان أقول أنا هي يا حسن ، ويقول جبرئيل هي يا حسين ، فهل لخلق منكم مثل هذه المنزلة ؟ نحن صابرون ليقضي الله في هذه البيعة امراً كان مفعولاً . قال رضي الله عنه : يقال اعرابي فيه عنجهية أي جفا وكبر . والهبيد : حب الحنظل ، وقال أبو عبيد : النظل نفسه ، والسخينة : التي ارتفعت عن الحساء وثقلت ان تحصى ، وقال ابن دريد : مثل الحريرة دقيق يليك بشحم والمعدية تقرب من ذلك ولعلها سميت بذلك لغلظتها وصلابتها من قولهم تمعددوا : تشبهوا بمعد في خشونة المطعم والملبس وتصلبوا ولذلك قيل : تمعدد الصبي أي غلظ وذهبت عنه رطوبة الصبيان . 297 ـ أنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، أنبأنا محمد بن الحسين بن علي المقري ، أخبرنا محمد بن أحمد الشاهد ، حدثنا هلال بن محمد بن جعفر ، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلواني ، حدثنا محمد بن اسحاق المقري ، حدثنا علي بن حماد الخشاب ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا وكيع بن الجراح ، حدثنا سليمان بن مهران ، حدثنا جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله الا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على مبغضهم لعنة الله (1) . 298 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي الماموني ، حدثنا أبو الحسن علي الدارقطني ، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز ، حدثتني سمانة بنت أحمد بن ____________ (1) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 87 ح | 54 ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه 1 | 259 . ( 303 ) الوضاح بن حسان الانبارية قالت : حدثني أبي ، عن عمرو بن زياد الثوباني ، حدثني عبد العزيز بن محمد ، حدثني زيد بن أسلم ، عن أبيه : ان عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله : ان فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمان (1) . 299 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي ، أخبرنا محمد بن محمد بن عبد العزيز أبو منصور العدل ، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار حدثنا أبو بكر محمد بن عمر ، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي ، حدثنا محمد بن زياد النخعي ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن غزوان ، حدثني غالب الجهنى ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال علي عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله : لما اسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ، إلى سدرة المنتهى ، وقفت بين يدي ربي عزوجل فقال لي : يا محمد قلت لبيك وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي فايهم رأيت اطوع لك ؟ قال : قلت ربي علياً ، قال : صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال قلت يا رب اختر لي فان خيرتك خيرتي ، قال : اخترت لك عليا فاتخذه خليفة ووصيا ، ونحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقاً ، لم ينلها احد قبله وليست لأحد بعده ، يا محمد ، علي راية الهدى وامام من اطاعني ونور اوليائي ، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أحبه فقد احبني ، ومن ابغضه فقد ابغضني ، فبشره بذلك يا محمد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : قلت ربي فقد بشرته فقال علي عليه السلام : أنا عبد الله وفي قبضته ان يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا ، وان تمم لي وعدي فانه مولاي ، قال أجل قال : قلت يا رب واجعل ربيعة الايمان به قال : قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه (2) بشيء من البلاء ____________ (1) فردوس الاخبار للديلمي 3 | 162 ـ كنز العمال 1 | 98 . (3) في [ و] : محصته . ( 304 ) لم اخص به احداً من اوليائي ، قال : قلت ربي أخي وصاحبي قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، ولولا علي لم يعرف حزبي ، ولا اوليائي ولا اولياء رسلي (1) (2) 300 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق ، أخبرنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي ، حدثنا ابو الحسن علي بن يوسف بن محمد بن الحجاج الطبري بسارية طبرستان (3) ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني ، حدثنا أبو عيسى اسماعيل بن اسحاق ابن سلمان النصيبي ، حدثنا محمد بن علي الكفر توثي (4) حدثنى حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة العصر وابطأ في ركوعه في الركعة الاولى حتى ظننا أنه قد سها وغفل ، ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ، ثم اوجز في صلاته وسلم ثم اقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر في وسط النجوم ، ثم جثا على ركبتيه وبسط قامته حتى تلألأ المسجد بنور وجهه ثم رمى بطرفه إلى الصف الاول يتفقد أصحابه رجلا رجلا ، ثم رمي بطرفه إلى الصف الثاني ثم رمى بطرفه إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلاً ، ثم كثرت الصفوف على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : مالي لا أرى ابن عمي علي بن أبي طالب ؟ يابن عمي ، فاجابه علي عليه السلام من آخر الصفوف وهو ____________ (1) في [ و] : اولياء علي . (2) ورواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 251 و268 ـ ورواه أيضاً أبو نعيم في حلية الاولياء 1 | 66 قطعة من الحديث . (3) هكذا في الاصلين واغلب الظن ان الاصح هو : سارونية كما جاء في مراصد الاطلاع وهي مدينة من تحت مدينة بطبرستان بينها وبين البحر ثلاثة فراسخ . (4) كفر توثا : اسم للقريتين أحدهما قرية كبيرة من اعمال الجزيرة . . وثانيهما من قرى فلسطين . . انظر معجم البلدان . ( 305 ) يقول : لبيك لبيك يا رسول الله ، فنادى النبي بأعلى صوته : ادن مني يا علي ، فما زال علي يتخطى اعناق المهاجرين والانصار حتى دنا المرتضى من (1) المصطفى ، فقال له النبي : ما الذي خلفك عن الصف الاول ؟ قال : شككت اني على غير طهر فاتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن يا حسين يا فضة ، فلم يجبنى أحد ، فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي وهو ينادي : يا أبا الحسن يابن عم النبي التفت ، فالتفت فإذا انا بسطل من ذهب (2) وفيه ماء وعليه منديل ، فاخذت المنديل ووضعته على منكبي الأيمن وأومات إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفي ، فتطهرت فاسبغت الطهر ولقد وجدته في لين الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك ، ثم التفت ولا ادري من وضع السطل والمنديل ولا أدري من اخذه ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله في وجهه وضمه إلى صدره فقبل ما بين عينيه ثم قال : يا أبا الحسن ألا ابشرك ان السطل من الجنة والماء والمنديل من الفردوس الاعلى ، والذي هيأك للصلاة جبرئيل ، ____________ (1) في المخطوطتين : إلى . (2) لا يقال : التوضؤ بالأواني المنصوعة من الذهب والفضة غير جائز لأن الاواني المتعلقة بالجنة تختلف عن الاواني الدنيوية ولا تجرى عليها احكام هذه الظروف ، ونظيرها الخمر والحرير والحلي من الذهب والفضة التي في الجنة ، فالقرآن ناطق بتمتع المؤمنين بهذه النعم في الجنة كما جاء في آيه [ 15 ] من سورة « محمد » ، آية [ 33 ] من سورة « فاطر » وآيات [ 12 ، 15 ، 16 ، 21 ] من سورة « الانسان » وآية [ 31 ] من سورة « الكهف » وآية [ 23 ] من سورة « الحج » وآيات : [ 53 و71 ] من سورة « الزخرف » فالخمر والحرير والذهب الموجودة في الجنة كلها حلال ، طيب ، طاهر ، فخمر الجنة مثلاً لا علاقة لها بالخمر المادية القذرة كما بين القرآن الكريم ان هذه الخمرة لا توجب السكر قال تعالى : « لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون » الصافات : 47 فتلك الخمر لا توجب فساد العقل وذهابه ولا السكر ، بل ليس فيها الا التيقظ والنشاط واللذة العقلية ، فبينهما اختلاف ذاتي ، ولا تشابه بينهما الا في الاسم ، فان في الجنة « ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » وكل هذه العبارات اشارات واستعارات لبيان ان ما يوجد هناك يختلف عن ما الفه البشر في هذه الحياة وقد توجد مثل هذه العبارات في بيان الغناء في الجنة ، وأين ما هناك مما هنا ؟ ! رزقنا الله واياكم من نعيم الجنة . ( 306 ) والذي مندلك ميكائيل ، والذي نفس محمد بيده ما زال اسرافيل قابضا على ركبتي بيده حتى لحقت معى الصلاة أفيلو مني الناس على حبك ؟ والله تعالى وملائكته يحبونك فوق السماء (1) . 301 ـ أخبرنا كمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد ، أخبرني والدي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن بندار ، أخبرنا والدي الإمام أبو ذر أحمد بن علي بن بندار ، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن مالك المالكي القصار ، حدثنا أبو بكر محمد بن علي الآملي الاصبهاني ، اخبرنا أبو القاسم هشام بن محمد بن مرة الرعيني (2) بمصر ، حدثنا الامام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الازدي المعروف بالطحاوي ، حدثنا أبو أمية ، حدثنا عبيدالله بن موسى العبيسي ، حدثنا الفضيل بن مرزوق ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن اسماء بنت عميس قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوحى إليه ورأسه في حجر علي عليه السلام فلم يصل العصر حتى غربت الشمس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله صليت يا علي ؟ فقال : لا ، فقال النبي : أللهم انه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، قالت اسماء : فرأيتها قد غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت (3) . 302 ـ وبهذا الاسناد عن أبي جعفر الطحاوي هذا ، حدثنا علي بن عبد الرحمان بن محمد بن المغيرة ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن أبي فديك ، أخبرني محمد بن موسى ، عن عون بن محمد ، عن أمه أم جعفر ، عن ____________ (1) الحديث رواه الكنجى في كفاية الطالب | 289 ورواه أيضاً ابن المغازلي بصورة اخرى في مناقبه | 94 . (2) في [ ر ] : محمد بن فره الزعيني ، في [ و] : محمد بن قره الرعيني . (3) للحديث مصادر كثيرة منها : مناقب ابن المغازلي | 96 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 283 إلى 303 بطرق مختلفة . ( 307 ) اسماء بنت عميس : ان النبي صلى الله عليه وآله صلى الظهر بالصهباء (1) ثم ارسل علياً في حاجة فرجع وقد صلى النبي العصر ، فوضع النبي رأسه في حجر علي عليه السلام فلم يحركه حتى غابت الشمس ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أللهم ان عبدك علياً احتسب بنفسه على نبيك ، فرد عليه شرقها (2) قالت اسماء : فطلعت الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الارض ، ثم قام علي عليه السلام فتوضأ وصلى العصر ثم غابت الشمس وذلك بصهبا في غزوة خيبر (3) . ____________ (1) الصهباء اسم موضع بينه وبين خيبر روحة وفي الوفاء الوفاء : الصهباء من ادنى الخيبر بها مسجد ، وبها كان رد الشمس كما سبق وهي على بريد من خيبر . (2) الشرق : الضوء ـ لسان العرب . (3) الحديث مشهور بين العامة والخاصة وقد رواه المحدثون من الفريقين في مصادرهم وكتبهم ، ونشير إلى بعض تلك المصادر الجمة : تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | من ص 283 إلى 305 ـ كفاية الطالب | 381 ـ مناقب ابن المغازلي | 96 . وتاريخ الخميس الجزء الثاني | 58 نقلاً عن الطحاوي في مشكلات الحديث قال : وهذا الحديث ثابت الرواية عن الثقات قال : وحكى الطحاوي ان أحمد بن صالح كان يقول : لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث اسماء [ هذا الحديث ] لأنه من علامات النبوة [ بل هي من علامات الامامة ايضا لانه حدث لعلي عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ـ راجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم | 135 وينابيع المودة للقندوزي | 138 ] . ولا يذهب الذاهب إلى ان للكواكب والانجم نظاماً تكوينياً لا تتخلف عنه ولا بحال ، فلا يعقل توقفها عن مسيرها مثلاً لأن هذه النظم مهما تكن فهى مخلوقة لله سبحانه وتعالى ، وجارية وفق تقديره فلا يعسر على الباري جل وعلا أن يتصرف في حين من الأحيان في هذا النظام اظهاراً لقدرته واثباتا لمعجزة نبيه أو وليه وكم لذلك من نظير ، فان المعجزات كلها من هذا القبيل . ألا ترى ان الله سبحانه شق القمر لنبيه صلى الله عليه وآله كما جاء في سورة القمر الآية : 2 . هذا وقد قال بعض ان هذه المعجزة [ رد الشمس ] وقعت لسليمان عليه السلام ايضاً وقد اشار إليه الفخر الرازي في تفسيره 8 | 499 في تفسير سورة الكوثر . وقد تكرر هذا أيضا ليوشع بن نون وصي موسى عليه السلام حيث اوقف له الشمس عن دورانها ـ راجع الخصائص الكبرى للحافظ السيوطي 2 | 183 وكفاية الطالب للحافظ الكنجي | 383 نقلاً عن الطبراني في معجمه ، وليس ( 308 ) 303 ـ وأخبرنا الإمام الزاهد صفي الدين ، ثقة الحفاظ أبو داود محمد بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني ـ فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد ، ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء ببغداد قالا اخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيدالله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله قراءة عليه فاقر به حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ـ حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدثنا اسحاق بن إبراهيم شاذان ، حدثنا سعد بن الصلت ، حدثنا أبو الجارود [ الرحبي ] ، عن أبي اسحاق الهمداني ، عن الحارث ، عن علي عليه السلام قال لما كان ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من يستقى لنا من الماء ؟ فاحجم (1) الناس عنه ، فقام على فاعتصم القربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها ، فأوحى لله إلى جبرئيل وميكائيل واسرافيل تأهبوا (2) لنصر محمد وحزبه فنزلوا من السماء ، لهم لغط يذعر (3) من سمعه فلما مروا بالبئر سلموا عليه من أولهم إلى آخرهم اكراماً وتبجيلا (4) . 304 ـ وأخبرني الشيخ الإمام تاج الدين شمس الادباء أفضل الحفاظ محمد ____________ شأن نبينا عليه السلام باقل من موسى عليه السلام ولا شأن علي عليه السلام باقل من شأن يوشع ومن المعلوم ان هذه المعجزة وقعت لعلي عليه السلام مرتين : مرة في زمن رسول الله في غزوة خيبر في الصهباء ، ومرة في حرب صفين كما اشرنا اليهما آنفا ، وافرد جمع من العلماء لهذه المعجزة مصنفات خاصة راجع الغدير 3 | 119 وما بعدها وهوامش تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 283 وما بعدها ، وللتوسع راجع مسند أحمد بن حنبل 2 | 318 . (1) الاحجام : ضد الاقدام (2) تأهب : استعد ـ لسان العرب . (3) اللغظ : الاصوات المبهمة المختلطة ، والذعر : الخوف والفزع ـ لسان العرب . (4) فضائل الصحابة 2 | 613 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 359 ورواه أيضاً المحب الطبري في ذخائر العقبى | 68 . ( 309 ) ابن بينمان بن يوسف الهمداني فيما كتب إلي من همدان حدثني الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع بن المطفر بن شجاع العدل في ذي الحجة سنة اربع وتسعين واربعمائة ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن لال حدثني أبو بكر محمد بن عبد الرحمان الحضنى حدثنا محمد بن زكريا حدثنا علي بن حكيم الجحدري حدثنا الربيع بن عبد الله الهاشمي عن عبد الله بن الحسن عن علي بن الحسين عن محمد بن الحنفية قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : لما عرج بى إلى السماء رأيت في السماء الرابعة أو السادسة ملكا نصفه من نار ونصفه من ثلج وفي جبهته مكتوب : ايد الله محمداً بعلي ، فبقيت متعجباً فقال لي الملك : مم تعجب ؟ كتب الله في جبهتي ما ترى قبل الدنيا بالفي عام . 305 ـ وأخبرني الشيخ المام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد الله بن عبدوس التأني بهمدان اجازة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمد الجعفري باصبهان ، أخبرنا الحافظ أبو بكر بن مردويه ، حدثنا جدي محمد بن الحسين ، حدثنا محمد بن جرير بن يزيد ، حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني ، حدثنا محمد بن حسان ، عن أبي الأحوص ، عن زبيد الايامى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول من يكسى يوم القيامة ابراهيم لخلته ، ثم أنا لصفوتي ، ثم علي بن أبي طالب يزف بيني وبين ابراهيم زفاً إلى الجنة (1) 306 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن مردويه هذا اجازة ، حدثنا جدي محمد بن الحسين ، حدثنا محمد بن جرير بن يزيد ، حدثنا سليمان بن الربيع البرجمي ، حدثنا كادح بن رحمة ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن ____________ (1) احقاق الحق 6 | 559 و4 | 500 . ( 310 ) عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حق علي بن أبي طالب على هذه الامة كحق الوالد على ولده (1) . 307 ـ وبهذا الاسناد عن ابن مردويه هذا ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو بكر أحمد ابن محمد بن السري بن يحيى ، حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد ، حدثنا الحسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى حدثنا أبي ، أبي ليلى ، عن عيسى بن عبد الرحمان بن ابي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزبيل (2) مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم (3) . 308 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا محمود بن اسماعيل ، أخبرنا أحمد ابن فاذشاه ، أخبرنا الطبراني ، عن أحمد بن حماد بن رغبة ، عن روح بن صلاح ، عن أبي لهيعة (4) عن سعيد بن موسى بن وردان ، عن أبيه موسى بن وردان ، عن أبي هريرة وجابر قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي ابن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة ، فيه أكواب كعدد النجوم ، وسعة حوضي ما بين الجابية إلى صنعاء (5) . 309 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا أبي ، حدثنا مكى بن دلير (6) ____________ (1) مناقب ابن المغازلي | 47 ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 271 . (2) في ضبط اسمه خلاف ، فقد جاء حربيل ، خربيل ، حزبيل ، حزقيل وذكر القرطبي في تفسيره 15 | 306 : ان اسمه حبيب وقيل شمعان ... وفي تاريخ الطبري اسمه خبرك . . ويقال انه كان ابن عم فرعون قاله السدى قال وهو الذي نجامع موسى عليه السلام . (3) فصائل الصحابة لابن حنبل 2 | 627 و655 ـ مناقب ابن المغازلي | 245 . (4) في [ و] ابن لهيعة . (5) المعجم الكبير للطبراني 3 | 276 ح | 3262 واورد ابن عساكر نظيره في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 338 ـ والجابية ، بكسر الباء وياء خفيفة : قرية من اعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان ... بالقرب منها تل يسمونه تل الجابية ، كثير الحيات ، ويقال لها : جابية الجولان مراصد الاطلاع . (6) في [ ر ] : ملي بن دليز وفي [ و] مكى بن دليز . ( 311 ) القاضي ، حدثنا علي بن محمد بن يوسف ، حدثنا الفضل الكندي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن ـ مولى بني هاشم بالكوفة ـ حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن أبي هاشم النوفلي ، حدثنا عبيدالله بن موسى ، حدثنا كامل أبو العلاء ، عن أبي اسحاق السبيعي ، عن أبي داود نفيع ، عن أبي الحمراء ـ مولى النبي صلى الله عليه وآله ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من اراد ان ينظر إلى آدم في وقاره ، والى موسى في شدة بطشه والى عيسى في زهده فلينظر إلى هذا المقبل ، فأقبل علي (1) . 310 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرني محمود بن اسماعيل ، أخبرنا أحمد ابن فاذشاه ، أخبرنا الطبراني ، عن أحمد بن محمد بن العباس القنطري ، عن حرب بن الحسين الطحان ، عن يحيى بن يعلى ، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي والذي نفسي بيده لولا ان تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلبت اليوم فيك مقالا لا تمر بأحد من المسلمين الا أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة (2) . 311 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرني أبو علي الحسين بن أحمد بن مهرة الحداد الاصبهاني باصبهان ، أخبرنا الحافظ أبو نعيم ، عن محمد بن حميد ، عن علي بن سراج المصري ، عن محمد بن فيروز ، عن أبي عمرو لاهز بن عبد الله عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا برزة ، ان الله رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب فقال : أنه راية الهدى ومنار الايمان ، ____________ (1) الحديث رواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 170 وروى ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 280 قريباً منه ونظيره في مناقب ابن المغازلي | 212 . (2) رواه أيضاً الحافظ الكنجي في كفاية الطالب | 264 . ( 312 ) وامام اوليائي ونور جميع من اطاعني يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً يوم القيامة وصاحب رايتي في القيامة [ والامين ] على مفاتيح خزائن رحمة ربي (1) . 312 ـ وأخبرني شهردار اجازة ، أخبرني أحمد بن خلف اجازة ، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان ، حدثنا علي بن جابر ، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا محمد بن سوقة ، عن ابراهيم ، عن الاسود ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا عبد الله أتانى ملك فقال : يا محمد « سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا » (2) على ما بعثوا ؟ قال قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب (3) . 313 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة أخبرنا أبي شيرويه بن شهردار الديلمي ، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون الباقلاني الأمين ـ فيما اجاز لي ـ اخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد ، أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح الذارع (4) بالنهروان ، حدثنا صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة ابو العباس ، حدثنا أبي ، حدثنا الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن ابيه محمد بن علي ، عن ابيه علي بن الحسين ، عن ابيه الحسين بن علي بن ابي طالب عن أبيه علي عليه السلام قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم نمشي في طرقات المدينة ، إذ مررنا ____________ (1) حلية الاولياء لأبي نعيم 1 | 66 ـ تاريخ بغداد 14 | 98 واورده ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 339 . (2) اقتباس من الآية 43 من سورة الزخرف . (3) الحديث رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 81 ورواه ابن شاذان في كتاب مائة منقبة | 14 ح | 73 ـ اورده أيضاً ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 97 والكنجى في كفاية الطالب | 74 . (4) في [ ر ] الذراع . ( 313 ) بنخل من نخلها فصاحت نخلة باخرى : هذا النبي المصطفى وعلي المرتضى ، ثم جزناها فصاحت ثانية بثالثة : هذا موسى واخوه هارون ، ثم جزناها فصاحت ثالثة برابعة (1) : هذا نوح وابراهيم فجزناها فصاحت رابعة بخامسة : (2) هذا محمد ، سيد النبيين ، وهذا علي ، سيد الوصيين ، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ثم قال : يا علي انما سمى نخل المدينة صيحانياً لانه صاح بفضلي وفضلك (3) . 314 ـ وأخبرني الشيخ الامام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد ابن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد باصبهان ـ فيما اذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الاديب ابو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ أخبرني الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، قال الشيخ الامام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيدالله الهمداني ، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصفهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين واربعمائة ـ عن ابي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنى علي بن سعيد الرازي ، حدثنى محمد بن حميد ، حدثنى زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد ، عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الاصوات بينهم ، فسمعت علياً عليه السلام يقول : بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر واحق به ، فسمعت واطعت مخافة ان يرجع الناس كفاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض ____________ (1) و(2) في الأصلين : رابعة بخامسة وسادسة بسابعة . (3) كتاب مائة منقبة | 149 ـ ح | 82 ورواه الكنجي في كفاية الطالب | 255 واورده الجويني في فرائد السمطين 1 | 137 . ( 314 ) بالسيف ، ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله اولى بالأمر منه ، فسمعت واطعت مخافة ان يرجع الناس كفاراً ، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذا لا أسمع ولا اطيع ، ان عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم ، لأيم الله لا يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء ، وايم الله لو أشاء ان اتكلم ثم لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك ان يرد خصلة منها ثم قال : انشدكم الله أيها الخمسة ، أمنكم اخو رسول الله صلى الله عليه وآله غيرى ؟ قالوا : لا ، قال أمنكم احد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين ، يطير مع الملائكة في الجنة ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب ، اسد الله واسد رسوله غيري ؟ قالوا : لا ، قال : أمنكم احد له ابن عم مثل ابن عمى رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قالوا : لا . قال : أمنكم احد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء هذه الامة ؟ قالوا لا ، قال : أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطى هذه الامة ، ابني رسول الله صلى الله عليه وآله غيرى ؟ قالوا لا ، قال : أمنكم احد قتل مشركي قريش غيري ؟ قالوا لا ، قال : أمنكم أحد وحد الله قبلى ؟ قالوا لا ، قال : أمنكم احد صلى القبلتين غيري ؟ قالوا لا ، قال : أمنكم احد امر الله بمودته غيري ؟ قالوا لا ، قال : أمنكم احد غسل رسول الله صلى الله عليه وآله غيري (1) قالوا لا ، قال : أمنكم احد سكن المسجد يمر فيه جنباً غيري ؟ قالوا لا ، قال : أمنكم احد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري ؟ قالوا لا . قال : أمنكم احد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين قرب إليه الطير فاعجبه فقال اللهم ائتني باحب خلقك اليك يأكل معى من هذا الطير فجئت وانا لا اعلم ما كان من قوله ، فدخلت فقال : والي يا رب والي يا رب غيري ؟ قالوا لا . قال : أفيكم ____________ (1) في المخطوطتين : قبلي . ( 315 ) احد كان اقتل للمشركين (1) عند كل شديدة تنزل برسول الله مني ؟ قالوا لا قال : أفيكم احد كان اعظم عناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله منى حتى اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري قالوا لا ، قال : أفيكم احد كان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة ؟ قالوا لا . [ قال : أمنكم احد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري ] (2) قالوا لا قال أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حتى سد النبي أبواب المهاجرين وفتح بابي إليه حتى قام إليه عماه : حمزة والعباس فقالا : يا رسول الله صلى الله عليه وآله سددت أبوابنا وفتحت باب علي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما انا فتحت بابه ولا سددت ابوابكم ، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم ، قالوا لا . قال : أفيكم احد تمم الله نوره من السماء حين قال « فآت ذا القربى حقه » (3) غيري قالوا اللهم لا . قال : أفيكم احد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله ست عشر مرة غيري حين قال : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجويكم صدقة » ؟ (4) قالوا اللهم لا ، قال : هل فيكم أحد ولي غمض رسول الله غيري ؟ قالوا اللهم لا قال أفيكم أحد آخر عهده برسوله صلى الله عليه وآله حين وضعته في حفرته غيري ؟ قالوا لا (5) 315 ـ وبهذا الاسناد عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن راشد بن المصري ، حدثنا أحمد بن ابراهيم العوفي الكوفي بمصر ، حدثنا أحمد بن أبي الحكم البراجمي ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي الوقاص ، عن محمد بن عمار ، عن ابن ثابت ، عن ____________ (1) أي اكثر قتلا للمشركين . (2) ما بين المعقوفتين ساقط من [ و] . (3) الروم : 38 . (4) المجادلة : 12 . (5) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 113 ـ رواه أيضاً ابن المغازلي في مناقبه | 112 بصورة اخرى . ( 316 ) ابيه قال : سمعت النبي يقول : ان حافظي علي ليفخران على سائر الحفظة لكينونيتهما مع علي ، وذلك انهما لم يصعدا إلى الله عزوجل بشيء منه يسخطه (1) . 316 ـ أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار والامام الأجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قال أنبأنا الشريف الأجل الإمام نور الهدى ابو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا محمد بن محمد بن مرة ، عن الحسن بن علي العاصمي ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ قال : سئل سلمان الفارسي « رض » عن علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : عليكم بعلي بن أبي طالب عليه السلام فانه مولاكم فأحبوه ، وكبيركم فاتبعوه ، وعالمكم فأكرموه ، وقائدكم إلى الجنة [ فعززوه ] وإذا دعاكم فاجبيوه ، وإذا امركم فاطيعوه ، أحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي ، ما قلت لكم في على إلا ما أمرني به ربي جلت عظمته (2) . 317 ـ وبهذا الاسناد عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان هذا ، اخبرني الشريف الحسن بن حمزة العلوي ، عن علي ، عن الزهري عن عروة ، عن ابن عباس قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وآله : من صافح علياً عليه السلام فكأنما صافحني ، ومن صافحني فكأنما صافح اركان العرش ومن عانقه فكأنما عانقني ، ومن عانقني فكأنما عانق الأنبياء كلهم ومن صافح محبا لعلي غفر الله له الذنوب وادخله الجنة بغير حساب (3) . ____________ (1) تاريخ بغداد 14 | 49 ـ مناقب ابن المغازلي | 127 . (2) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 62 ـ ح | 36 ورواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 78 . (3) كتاب مائة منقبة | 69 ح | 39 . ****************** 318 ـ وبهذا الاسناد عن الإمام محمد بن أحمد بن [ علي بن الحسن بن ] شاذان هذا ، حدثني أحمد بن محمد بن سليمان ، عن جعفر بن محمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن الحصين ، عن عمر بن اذينة ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن علي بن الحسين ، عن ابيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي مثلك في امتي ، مثل المسيح عيسى بن مريم ، افترق قومه ثلاث فرق : فرقة مؤمنون وهم الحواريون ، وفرقة عادوه وهم اليهود ، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الايمان ، وان امتي ستفترق فيك ثلاث فرق : فرقة شيعتك وهم المؤمنون ، وفرقة اعداؤك وهم الناكثون ، وفرقة غلوا فيك وهم الجاحدون السابقون ، فأنت يا علي وشيعتك في الجنة ، ومحبوا شيعتك في الجنة ، وعدوك والغالي فيك في النار (1) . 319 ـ وبهذا الاسناد عن الامام محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثنا هارون ابن موسى ، عن جعفر بن علي الدقاق ، عن الحرث بن محمد ، عن سعيد بن كثير ، عن محمد بن الحسين المعروف بشلقان (2) ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول أول من يدخل الجنة من النبيين والصديقين علي بن أبي طالب ، فقام إليه ابو دجانة [ فقال له ] ألم تخبرنا عن الله تعالى أنه أخبرك أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت ، وعلى الامم حتى تدخلها أمتك ؟ قال : بلى ولكن أما علمت ان حامل لواء الحمد أمامهم وعلي بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي ، يدخل به الجنة وأنا على أثره ، فقام علي عليه السلام وقد اشرق وجهه سروراً ويقول : الحمد لله الذي شرفنا بك يا رسول الله (3) ____________ (1) و (3) نفس المصدر | 80 ـ ح | 48 و81 | ح | 49 . (2) في المخطوطتين « سلقان » والصحيح « شلقان » كما تحققناه راجع معجم رجال الحديث والكنى والالقاب . ( 318 ) 320 ـ وبهذا الاسناد عن الإمام محمد بن أحمد بن شاذان ، حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد ، عن عبد الكريم قال : حدثني فيحان (1) العطار أبو نصر ، عن أحمد بن محمد بن الوليد ، عن ربيع بن الجراح ، عن الاعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما ان خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه ، عطس آدم فقال : الحمدلله ، فأوحى الله تعالى إليه : حمدني عبدي ، وعزتي وجلالي ، لولا عبدان أريد ان اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك ، قال : الهي فيكونان مني ؟ قال نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر ، فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش : لا إله إلا الله محمد [ رسول الله ] نبي الرحمة ، علي مقيم الحجة ، ومن عرف حق علي زكى وطاب ، ومن انكر حقه لعن وخاب ، اقسمت بعزتي ان ادخل الجنة من اطاعه ، وان عصاني واقسمت بعزتي ان ادخل النار من عصاه وان اطاعني (2) . 321 ـ وبهذا الاسناد عن الإمام محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثنا طلحة بن أحمد بن محمد أبو زكريا النيسابوري ، عن سابور (3) بن عبد الرحمان ، عن علي ابن عبد الله بن عبد الحميد ، عن هشيم بن بشير ، عن شعبة بن الحجاج ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ليلة اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت نوراً ضرب به وجهي ، فقلت لجبرئيل : ما هذا النور الذي رأيته ؟ قال : يا محمد ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ، ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب عليه السلام ، اطلعت من قصورها فنظرت اليك وضحكت ، فهذا ____________ (1) في ضبط اسمه خلاف : في المخطوطتين : فتحان ، في كتاب مائة منقبة : قيماز . (2) نفس المصدر | 82 ـ ح | 50 . (3) في ضبط هذا أيضا خلاف ، في مائة منقبة : سناه . ( 319 ) النور خرج من فيها وهي تدور في الجنة إلى ان يدخلها أمير المؤمنين عليه السلام (1) . 322 ـ وبهذا الاسناد عن الامام محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثني محمد ابن علي بن الفضل بن زيات ، عن علي بن بزيع الماجشون ، عن اسماعيل ابن ابان الوراق ، عن غياث بن ابراهيم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : نزل علي جبرئيل عليه السلام صبيحة يوم فرحا مستبشراً ، فقلت : حبيبي مالي اراك فرحاً مستبشرا ؟ فقال : يا محمد وكيف لا اكون كذلك وقد قرت عيني بما اكرم الله به أخاك ووصيك وامام امتك علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقلت : وبم اكرم الله أخي وامام امتي ؟ قال : باهى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال : ملائكتي انظروا إلى حجتي في ارضي على عبادي بعد نبيي ، فقد عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي ، اشهدكم انه امام خلقي ومولى بريتي (2) . 323 ـ وبهذا الاسناد عن الإمام محمد بن أحمد بن شاذان هذا ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الصالح ، عن محمد بن على الاعرج ، عن محمد بن الحسين ابن عبد الوهاب ، عن علي بن الحسين ، عن الربيع بن يزيد الرقاشي ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة ينادون علي بن أبي طالب عليه السلام بسبعة اسماء : يا صديق ، يا دال ، يا عابد ، يا هادي ، يا مهدي ، يافتى ، يا علي ، مروا انت وشيعتك إلى الجنة بغير حساب (3) . 324 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، اخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس ____________ (1) و(2) و(3) كتاب مائة منقبة | 133 ـ ح | 65 و143 ـ ح | 77 و150 ـ ح 83 . ( 320 ) أحمد بن علي بن محمد المرهى ( المرمى ) ، حدثنا أبي حدثنا اسماعيل بن موسى ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة ، اقام الله ـ عزوجل ـ جبرئيل ومحمداً على الصراط فلا يجوزه احد إلا من كان معه براة من علي بن أبي طالب عليه السلام (1) . 325 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، اخبرنا محمود بمن اسماعيل ، اخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا ابن أبي غنية ، عن أبي الخطاب الهجري ، عن محدوج الذهلي ، عن صبرة ، عن جسرة ، قالت : أخبرتني أم سلمة ، قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد فقال بأعلى صوته : ان هذا المسجد لا يحل لجنب ولا حائض إلا للنبي وازواجه وفاطمة بنت محمد وعلي ، ألا بينت لكم [ الاسماء ] ان تضلوا (2) . 326 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ ، ـ وما كتبته إلا عنه ـ حدثني محمد بن الحسن بن مرداس من أصل كتابه ، أخبرنا أحمد بن الحسن الكوفي ، حدثنا اسماعيل بن علية ، عن يونس بن عبيد ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء ـ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رأيت ليلة اسرى بي ، مثبتاً على ____________ (1) رواه أبو نعيم في تاريخ اصبهان 1 | 342 ورواه أيضا ابن المغازلي في مناقبه | 131 ـ واورده المحب الطبري في ذخائر العقبى | 71 وللحديث صورة اخرى اورده ابن المغازلي في صفحة | 242 والجويني في فرائد السمطين 1 | 289 . (2) الحديث رواه أبو نعيم في تاريخ اصبهان 1 | 291 ، وورد أيضاً في السنن البيهقي 7 | 65 وما بين المعقوفتين اخذنا منهما وجملة « ان تضلوا » تعنى « لأن لا تضلوا » نظيره قوله تعالى : « يبين الله لكم ان تضلوا » ـ النساء : 44 . ( 321 ) ساق العرش : انا غرست جنة عدن ، محمد صفوتي من خلقي ، وايدته بعلي (1) . 327 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا أبو الحسين بن نقور ، حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي ، حدثنا أبو الحسين محمد بن نوح الجنديسابوري ـ وانا اسمع ـ حدثنا أحمد ابن يحيى الصوفي ، حدثنا أحمد بن الفضل بن عمر العبقري حدثنا جعفر الاحمر عن أبي رافع ، حدثني عبد الله بن عبد الرحمان ، عن ابيه ، عن عمار بن ياسر وأبي أيوب قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حق علي على المسلمين حق الوالد على ولده (2) . 328 ـ وأخبرني شهردار ـ هذا ـ اجازة ، أخبرنا ابو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني ـ كتابة ـ أخبرنا أبي « رض » ، حدثني ابن لال ، حدثنا القاسم بن بندار ، حدثنا ابراهيم بن الحسين ، حدثنا أبو الظفر ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : انفض علي وفاطمة فقالت له فاطمة : ليس في الرحل شيء ، فخرج علي يبتغي فوجد ديناراً فعرفه حتى سأم فلم يجد له طالبا ولم يصب علي شيئاً ورجع فقالت له فاطمة : ما صنعت ؟ قال ما اصبت شيئاً إلا اني وجدت ديناراً فعرفته حتى سأمت فلم اجد له باغياً ، فقالت : هل لك في خير ؟ قالت : ان تستقرضه ، فنتعشى به ، فإذا جاء صاحبه ، اعطيته ديناراً . فانما هو دينار مكان دينار ، فقال علي عليه السلام : افعل . فأخذ الدينار وأخذ وعاء ثم خرج إلى السوق فإذا رجل عنده طعام يبيعه ، فقال علي : كيف تبيع من طعامك هذا ؟ ____________ (1) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 3 | 27 وروى نظيره الجويني في فرائد السمطين 1 | 235 ورواه أيضاً ابن المغازلي في مناقبه | 39 . (2) رواه ابن المغازلي في مناقبه | 47 ـ فردوس الاخبار للديلمي 2 | 132 ح | 2674 ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 271 والجويني في فرائد السمطين 1 | 296 . ( 322 ) قال : كذا وكذا بدينار . فتاوله علي عليه السلام الدينار ثم فتح وعاءه فكاله حتى إذا فرغ ، ضم علي عليه السلام وعاءه وذهب ليقوم . فرد عليه الدينار وقال لتأخذنه فأخذه ورجع إلى فاطمة فحدثها حديثه فقالت : رحمه الله ، هذا رجل عرف حقنا وقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأكلوه حتى أنفد ولم يصيبوا ميسرة فقالت فاطمة : هل لك في خير تستقرضه فنتعشى به ؟ مثل قولها الاول قال : افعل . فخرج إلى السوق فإذا صاحبه فقال له علي مثل قوله ، وفعل الرجل مثل فعله الأول ، فرجع فأخبر فاطمة فدعت له مثل دعائها ، فأكلوا حتى انفد ، فلما كان الثالثة قالت فاطمة ان رد عليك الدينار ، فلا تقبله ، فذهب علي عليه السلام فوجده فلما كال له ، ذهب يرد عليه فقال له علي عليه السلام : والله لا آخذه فسكت عنه . قال ابو هارون فقمت فانصرفت من عنده فمررت برجل من الانصار له صحبته يطين بيته فسلمت عليه فرد علي وسائلته وسائلني ثم قال : ما حدثكم اليوم أبو سعيد ؟ فقلت : حدثنا بكذا وكذا ، وحدثنا حديث الدينار فقال لي الأنصاري : حدثكم من كان الذي اشترى منه علي عليه السلام ؟ قلت : لا ، قال كتمكم قال ذكر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : كان جبرئيل عليه السلام : لو سكت لثلاث ذلك (1) . 329 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس هذا اجازة ، عن الشريف أبي طالب المفضل محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد ابن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد ، حدثنا محمد بن أبي يعلى ، حدثنا اسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، حدثنا زكريا ابن يحيى أبو على الخزاز البصري ، حدثنا مندل بن علي ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته ____________ (1) جاء الحديث في سنن أبي داود 2 | 137 كتاب اللقطة باختصار ورواه أيضا ابن المغازلي في مناقبه | 368 ( 323 ) فغدا عليه علي بن أبي طالب عليه السلام الغداة وكان يحب ان لا يسبقه إليه احد ، فدخل وإذا النبي في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال : السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله ؟ قال : بخير يا اخا رسول الله ، قال له علي : جزاك الله عنا أهل البيت خيراً ، قال له دحية : اني احبك وان لك عندي مدحة ازفها اليك : أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم ، يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين ، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة : تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان ، زفاً زفاً ، قد افلح من تولاك وخسر من عاداك ، بحب محمد احبوك ، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد صلى الله عليه وآله ادن منى ، صفوة الله فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره [ وذهب فرفع رسول الله رأسه ] فقال ما هذه الهمهمة فاخبره الحديث فقال : يا علي لم يكن دحية الكلبي ، كان جبرئيل ، سماك باسم ، سماك الله به وهو الذي القى محبتك في صدور المؤمنين ورهبك في صدور الكافرين . 330 ـ وبهذا الاسناد عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني هذا حدثني محمد بن عبد الله بن الحسين ، حدثنا علي بن الحسين ابن اسماعيل ، حدثنا محمد بن الوليد العقيلي ، حدثني ابراهيم بن عبد الله الخوارزمي ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : استقبل النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له يا أبا الحسن ، ما أول نعمة أنعم الله عليك ؟ قال : خلقني ذكراً ولم يخلقني انثى قال فما الثانية ؟ قال هداني لدينه وعرفني نفسه قال فما الثالثة ؟ فقال : وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها . فقال النبي : بخ بخ ، يا أبا الحسن ، حشيت حكماً وعلماً ، أدن اليتيم وآو الغريب وارحم المسكين فانه لا يبغضك من العرب إلا دعى ، ولا من الانصار الا يهودي ، ولا من سائر الناس إلا شقى (1) . ____________ (1) للحديث صورة اخرى رواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 134 . ( 324 ) 331 ـ وبهذا الاسناد عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ـ هذا ـ أخبرنا محمد بن محمد بن ماسى الهروي ، حدثنا محمد بن الفضل بن العباس الفاريابي ، حدثنا حمزة بن نوح ، حدثنا وكيع ، عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة . من تعلق بها دخل الجنة (1) . 332 ـ وبهذا الاسناد ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ـ هذا ـ ، حدثني عبيدالله بن محمد بن معدان ، حدثنا أبو بكر بن أبي الازهر ببغداد ؛ حدثنا اسحاق بن اسرائيل ؛ حدثنا حجاج بن محمد ؛ عن أبي جريح ؛ عن مجاهد ؛ عن ابن عباس قال : بينما نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وآله بحذانا ، إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم ، كأعظم ما يكون من الفيلة . قال : فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : لعنت أو قال : خزيت [ شك اسحاق ] قال : فقال علي بن أبي طالب : ما هذا يا رسول الله ؟ فقال : أو ما تعرفه يا علي ؟ قال : الله ورسوله أعلم قال : هذا ابليس فوثب علي عليه السلام وجذبه فأزاله عن موضعه وقال : يا رسول الله أقتله ؟ قال : أو ما علمت يا علي انه قد اجل إلى الوقت المعلوم (2) قال فتركه من يده فوقف ناحية ثم قال : مالي ومالك يابن أبي طالب ؟ والله ، ما ابغضك احد إلا وقد شاركت اباه فيه (3) . 333 ـ وبهذا الاسناد عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ـ هذا ـ ____________ (1) رواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 180 . (2) اشارة إلى قوله تعالى : « فانك من المنظرين . إلى يوم الوقت المعلوم » الحجر : 27 ـ 28 . (3) تاريخ بغداد 3 | 289 ورواه أيضا بصورة اخرى في ج 3 | 290 وروى قريبا منه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 343 ويؤيده قوله تعالى : « ... وشاركهم في الاموال والاولاد ... » الاسراء : 64 . ( 325 ) حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن محمد [ حدثنا أحمد بن الحسن ] ، حدثنا أبي ، حدثنا حصين ، عن سعيد ، عن الاصبغ ، عن علي عليه السلام قال : قال لى النبي صلى الله عليه وآله : يا علي ان فيك مثلا من عيسى ، احبه قوم فهلكوا فيه وابغضه قوم ، فهلكوا فيه ، فقال المنافقون : اما رضي له مثلاً إلا عيسى فنزلت : « ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون » (1) . 334 ـ وأخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ اخبرنا أبي الامام الأجل الحافظ السعيد ، سيد الحفاظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار ـ تغمده الله بغفرانه ـ حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن على الامام ، اخبرنا القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الاسدآبادي ، حدثنا أبو حاتم أحمد بن الحسن بن هارون الرازي بالرى ، حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن شاذان البغدادي بنيسابور املاء ، حدثني أبو عبد الله محمد بن سهل ـ مولى عمر بن عبد العزيز بمصر ـ حدثنا عمر ابن عبد الجبار الناشي ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام : ان النبي صلى الله عليه وآله كان إذا عطس قال له علي عليه السلام : اعلى الله ذكرك يا رسول الله ، وإذا عطس علي عليه السلام ، قال له النبي صلى الله عليه وآله : اعلى الله عقبك يا علي . 335 ـ وأخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرني أبي شيرويه ، أخبرني أبو طالب ____________ (1) الزخرف : 44 انظر شواهد التنزيل للحسكاني 2 | 165 . وإذا سبرنا الناس وجدنا فيهم القالي والغالي والنمط الاوسط ، الاول : الخوارج الكفرة ، والثاني : الغلاة القائلون بالوهية علي بن أبي طالب عليه السلام . والثالث : الشيعة المتمسكون به وباولاده الأحد عشر المعصومين ، الخلفاء بعد الرسول صلى الله عليه وآله . ( 326 ) أحمد بن محمد بن خال الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه في مسجد الشونيزية (1) رحمها الله ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن محمد ابن طلحة الصيداني ، حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الحلبي بمصر ، حدثنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي ، حدثنا علي بن العباس المقانعي (2) حدثني سعيد بن مرثد الكندي ، حدثنا عبيدالله ابن حازم الخزاعي ، عن ابراهيم بن موسى الجهني ، عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لعلي عليه السلام : يا علي تختم باليمين تكن من المقريين . قال يا رسول الله [ وما المقربون ؟ قال : جبرئيل وميكائيل ] قال : فبم أتختم يا رسول الله قال : بالعقيق الاحمر فانه جبل اقر لله بالوحدانية ، ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالامامة ولمحبيك بالجنة ولشيعة ولدك بالفردوس (3) . 336 ـ وأخبرني الشيخ الامام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي ، أخبرنا أبو زكريا ابن أبي اسحاق ، حدثنا والدي ، اخبرنا أبو العباس السراج (4) أخبرني المفرج ، حدثنا جرير ، عن الاعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يحبك إلا مؤمن تقي ولا يبغضك إلا فاجر ردي (5) . ____________ (1) الشونيزيه : مقبرة ببغداد ، دفن فيها جماعة . . وهناك خانقاه للصوفيه ـ معجم البلدان . (2) في [ و] : المقافعي . (3) روى نظيره ابن المغازلي في مناقبه | 281 . (4) في [ ر ] : ابن السراج . (5) هذا حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله مخرج في الصحاح والسنن والمسانيد بطرق كثيرة بالفاظ مختلفة منها ما في المتن واشهرها قوله صلى الله عليه وآله : « لا يحبك الا مؤمن ، ولا يبغضك الا منافق » وروى بالفاظ اخر اشهرها قوله عليه السلام : « لقد عهد إلى النبي ( 327 ) 337 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله ، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي املاء ، من حفظه ، حدثني أبو الأزهر أحمد بن الازهر بن منيع السليطى ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبد الله عن ابن عباس : ان النبي صلى الله عليه وآله نظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، من احبك ، فقد احبني ، وحبيبك حبيب الله ، ومن ابغضك ، فقد ابغضنى ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن ابغضك بعدي (1) . 338 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ببغداد ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا عون ، عن ميمون ، عن أبي عبد الله ، عن زيد بن ارقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : سدوا هذه الابواب إلا باب على (2) ، قال فتكلم في ذلك الناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فاني امرت بسد هذه الابواب إلا باب علي ، فقال فيه قائلكم والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكني امرت بشيء فاتبعته (3) . المراسيل : 339 ـ قال رضي الله عنه : في معجم الطبراني باسناده إلى ابن عباس قال : ____________ الامي انه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضي الا منافق » . (1) فضائل الصحابة 2 | 642 ـ تاريخ بغداد 4 | 41 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 127 ـ ورواه أيضاً ابن المغازلي في مناقبه | 103 و382 . (2) في [ ر ] غير باب على . (3) فضائل الصحابة 2 | 581 ـ ح | 985 ـ مسند أحمد 1 | 175 و4 | 369 ومستدرك الصحيحين 3 | 125 ـ حلية الاولياء 4 | 153 . ( 328 ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي . 340 ـ وفي معجم الطبراني باسناده إلى عبد الله بن عليم الجهني قال : قال رسول الله : اوحي إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة اسري بي : انه سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين (1) . 341 ـ وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو ان البحر مداد والغياض أقلام والإنس كتاب والجن حساب ما احصوا فضائلك يا ابا الحسن ـ قاله لعلى بن أبي طالب عليه السلام (2) . 342 ـ روى جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام : ان النبي صلى الله عليه وآله قال له : ان في السماء حرساً وهم الملائكة وفي الارض حرسا وهم شيعتك يا علي . 343 ـ وروى الناصر للحق باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال : يدخل من امتى الجنة سبعون الفاً بغير حساب ، فقال علي عليه السلام : من هم يارسول الله ؟ قال : هم شيعتك يا علي وأنت امامهم (3) . 344 ـ روى عمرو بن خالد ، قال حدثني زيد بن علي ـ وهو آخذ بشعره ـ قال : حدثني علي بن الحسين ـ وهو آخذ بشعره ـ قال حدثني الحسين بن علي ـ وهو آخذ بشعره ـ قال حدثنى علي بن أبي طالب ـ وهو آخذ بشعره ـ قال حدثنى رسول الله ـ وهو آخذ بشعره ـ قال : يا علي ، من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذي الله لعنه ملء السماوات وملء الارض . 345 ـ وعن ابن عباس قال : قال رسول الله [ لعلي ] : ان الله زوجك فاطمة وجعل صداقها الارض ، فمن مشى عليها مبغضاً لك ، مشى حراماً (4) . ____________ (1) اسد الغابة 1 | 69 و3 | 116 ـ مناقب ابن المغازلي | 104 و105 . (2) مستدرك الصحيحين للحاكم 3 | 107 ـ كتاب مائة منقبة | 175 ـ ح | 99 . (3) رواه أيضاً ابن المغازلي في مناقبه | 293 . (4) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 94 . ( 329 ) 346 ـ وعن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي : يا علي ، أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا وفي الآخرة (1) . 347 ـ وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يحشر الشاك في علي من قبره في عنقه طوق من نار ، فيه ثلاثمائة شعلة ، على كل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتى يوقف موقف الحساب . وفي رواية : يكلح في وجهه . الآثار : 348 ـ أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا الشيخ الخطيب أبو الحسن صاعد بن محمد الغياث الدامغاني بدامغان ، حدثنا أبويحيى محمد بن عبدالغزيز البسطامي ، حدثنا أبو بكر القرشي ، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا ، حدثنا هدبة بن خالد القيسي ، عن حماد بن ثابت البنانى ، عن عبيد بن عمير الليثى ، عن عثمان بن عفان ، قال قال عمر بن الخطاب : ان الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب (2) 349 ـ وأنبأني الامام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، والإمام الأجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قالا : أنبأنا الشريف الامام الأجل نور الهدى أبو طالب الحسين ____________ (1) ورد نظيره في تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي عليه السلام 2 | 487 و488 . (2) الحديث بطوله في كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 148 ـ ح | 80 . ( 330 ) ابن محمد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بابويه الاصبهاني بنيسابور ، عن حامد بن محمد الهروي ، عن علي بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن عكاشة ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سلمة ، عن خصيف ، عن مجاهد قال : قيل لابن عباس ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ فقال : ذكرت والله احد الثقلين ، سبق بالشهادتين وصل القبلتين ، وبايع البيعتين ، واعطى السبطين وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، وردت عليه الشمس مرتين بعد ما غابت عن الثقلين (1) ، وجرد السيف تارتين وهو صاحب الكرتين ، فمثله في الامة ، مثل ذي القرنين ، ذاك مولاى علي بن أبي طالب عليه السلام (2) 350 ـ وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين ابو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إلي من همدان ، أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ، ـ فيما اذن في الرواية عنه ـ ، قال : أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الطهراني ، سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، قال ابو النجيب سعد ابن عبد الله الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ وأخبرني بهذا الحديث عالياً الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصفهاني ـ في كتابه إلى من اصفهان سنة ثلاث وثمانين واربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن مسلم ، حدثنا خصيب بن النفيل بن مسلم الحنفي ، حدثنا بكر بن أحمد ، حدثنا اسحاق بن اسماعيل ، عن شريك ، عن سلام قال : قال الشعبي : ما ندري ما نصنع بعلي ان احببناه افتقرنا ، وان ابغضناه كفرنا . ____________ (1) هذا هو الصحيح ، وفي المخطوطتين : القبلتين وهو تصحيف . (2) كتاب مائة منقبة لابن شاذان ح | 75 . ****************** 351 ـ وبهذا الاسناد عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا ، حدثني أحمد ابن محمد بن السرى ، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني أبي ، حدثني عمى الحسين بن سعيد ، حدثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن فضيل ، عن عبد الملك الهمداني ، عن زاذان ، عن علي عليه السلام : تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة ، ثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة وهم الذين قال الله عزوجل : « وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون » (1) وهم أنا وشيعتي (2) . 352 ـ وأخبرني تاج الدين ، شمس الادباء ، أفضل الحفاظ محمد بن بنيمان ابن يوسف الهمداني ـ فيما كتب الي من همدان ـ حدثنا الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع بن المظفر بن شجاع العدل في ذي الحجة سنة اربع وتسعين واربعمائة أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن لال « رض » ، حدثنا محدم بن مسرور العطار ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن ماهان ، حدثنا جندل بن الوالق ، حدثنا محمود بن عمر المازني الكلبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال عمر بن الخطاب : كانت في أصحاب محمد ثمانى عشرة سابقة ، خص منها علي بن أبي طالب بثلاث عشرة وشاركنا في الخمس (3) . 353 ـ وأخبرنا الشيخ الامام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي « ره » ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن ____________ (1) الاعراف : 181 . (2) روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 | 204 بصورة اخرى . (3) الحديث رواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 343 وروى الحاكم الحسكاني نظيره في شواهد التنزيل 1 | 15 إلى 22 . ( 332 ) ابن الشرقي ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب ، حدثنا محمد بن حريث ، عن عمار بن سليمان الغنى ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : والله ما كنا نعرف منافقينا إلا ببغضهم عليا عليه السلام (1) . 354 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا الشيخ الحسن بن محمد بن اسحاق الاشقراني ، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد النواء ، حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني ، حدثنا أبي ، أخبرني سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي واحدة منهن ، احب إلى من ان اعطى حمر النعم ، قيل وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال تزويجه فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، يحل له فيه ما يحل له والراية يوم خيبر (2) . 355 ـ وأخبرني الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ ، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما اذن لى في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الاديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ ، أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، حدثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصبهاني ـ في كتابه إلي من اصبهان سنة ثمان وثمانين واربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا عبد الرحمان بن محمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمان ، حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمان الازدي الطحان ، حدثني ____________ (1) فضائل الصحابة 2 | 579 و671 ـ واورده المحب الطبري في ذخائر العقبى | 91 . (2) مستدرك الصحيحين 3 | 125 . ( 333 ) أبي ، حدثني أحمد بن ابراهيم الهلالي ، عن عمرو بن حريث الازدي ، عن أبيه حريث بن عمرو قال : حضر معاوية الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر وعقيل بن أبي طالب وعمرو بن العاص وسعيد ومروان ومن حضر من الناس وفيهم أبو الطفيل الكناني ، والشاميون يشيرون إليه ويقولون : هذا صاحب علي عليه السلام إذا قال معاوية : يا أخا كنانة من احب الناس اليك ؟ فبكى أبو الطفيل ثم قال : ذاك امام الأمة وقائدها واشجعها قلبا ، واشرفها أبا وجداً ، واطولها باعا ، وارحبها ذراعا واكرمها طباعا واشمخها ارتفاعا ، فقال معاوية الباغي ـ قبحه الله ـ يا أبا الطفيل ما هذا اردنا كله . قال : ولا انا قلت العشر من افعاله ، ثم انشأ يقول : صهر النبـي بذاك الله أكرمــه * إذ اصطفـاه وذاك الصهر مدخر فقام بالامر والتقـوى أبو حسـن * بخ بخ ، هنا لك فضل ماله خطر لا يسلم القرن منه ان الم بــه * ولا يهــاب وان اعداؤه كثروا من رام صولته ، وافـى منيتـه * لا يدفـع الثكل عن اقرانه الحذر وقال فيه ابياتاً اخرى ، ثم نظر إلى معاوية والحسن عليه السلام إلى جنبه وقال : كيف يزكى من جده رسول الله وامه فاطمة بنت رسول الله ، وخاله القاسم ابن رسول الله وخالته زينب بنت رسول الله ؟ ومن احبه احب رسول الله ، ومن ابغضه ابغض رسول الله ، ومن ابغض رسول الله ابغض الله ومن ابغض الله ، كفر (1) . وقال الصحاب كافي الكفاة في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : هو البـدر في هيجاء بدر وغيره * فرائصه من ذكره السيف ترعد وكم خبر في خيبر قـد رويتــم * ولكنكـم مثل النعــام تشـرد ____________ (1) روى نظيره ابو الفرج الاصفهاني في الاغاني 15 | 149 . ( 334 ) وفي احد ولـى الرجال وسيفه * يسـود وجه الكفر وهو مسود علي له في الطير ما طار ذكره * وقامت به اعداؤه وهـي تشهد وما سد عن خير المساجـد بابه * وأبوابهـم إذ ذاك عنـه تسدد وزوجته الزهراء ، خير كريمة * لخير كريم فضلها ليس يجحد وقال أيضا ـ تغمده الله بغفرانه ـ : ما لعلـى العلــى أشبــاه * لا والــذي لا إله إلا هـو مبنـاه مبنى النبــي تعرفـه * وابناه عنــد التفاخـر إبناه ان عليـاً عــلا إلى شـرف * لو رامه الوهــم ذل مرقـاه ايــا غـداة الكسـاء لا تهنى * عن شــرح علياه إذ تكساه يا ضحـوة الطيـر بيّني شرفا * فـاز بــه ، لا ينال أقصاه بـراة استعملــي ادائـك من * اقعـد عنــه ومـن تـولاه يا مرحب الكفـر قد اذاقك من * حر (1) الضبا ما كرهت ملقاه يا عمرو من ذا الذي انا لك من * صارمــه الحتف حين تلقاه اما رأيتــم محمداً حدبـاً (2) * عليـه قد حاطـه وربــاه واختصـه يافعـا وآثـره (3) * واعتامــه مخلصا وآخاه (4) زوجـه بضعـة النبــوة إذ * رآه خيـر امـرئ وأتقــاه ____________ (1) في [ و] : جر ويمكن ان يكون الصحيح « حد الضبا » . (2) الحدب بالتحريك : من حدب عليه : تعطف . (3) اليافع من ايفع الغلام إذا شارف الاحتلام ولم يحتلم ـ النهاية . (4) اعتامه : اختاره ـ اجوف يائى ـ لسان العرب . ( 335 ) الفصل العشرون في تزويج رسول الله صلى الله عليه وآله إياه فاطمة رضي الله عنها 356 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد ابن الحسن قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال : حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي عليه السلام قال : خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت لي مولاة لي : هل علمت ان فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلت : لا . قالت : قد خطبت . فما يمنعك ان تأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فيزوجك ؟ فقلت : وعندي شيء أتزوج به ؟ فقالت : انك ان جئت رسول الله صلى الله عليه وآله ، زوجك ، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وكان لرسول الله جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه ، أفحمت فوالله ما استطعت ان اتكلم فقال رسول الله : ألك حاجة ؟ فسكت فقال : ما جاء بك ، ألك حاجة ؟ فسكت . فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ فقلت : نعم فقال وهل عندك من شيء تستحلها به ؟ فقلت : لا والله ، يا رسول الله ، قال : ما فعلت بدرع سلحتكها ؟ والذي نفسي بيده ، انها لحطمية ، ما ثمنها الا أربعمائة درهم . قلت : عندي فقال : قد زوجتكها بها فابعث إليها بها ( 336 ) فاستحلها بها فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله (1) . 357 ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين ـ هذا ـ ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل بن أبي نصر العطار ، حدثنا أبو أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله القطان حدثنا محمد بن أحمد بن هارون الدقاق ، حدثنا علي بن محيا ، حدثني عبد الملك بن حباب بن عمر بن يحيى بن معين ، حدثنا محمد بن دينار من أهل الساحل الدمشقي ، حدثنا هشيم ، عن يونس ، عن عبيد ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فغشيه الوحى فلما أفاق ، قال لي : يا أنس ، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش ؟ قال : قلت الله ورسوله اعلم قال : أمرني ان ازوج فاطمة من علي ، فانطلق فادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير ، وبعددهم من الانصار ، قال فانطلقت فدعوتهم له ، فلما ان أخذوا مجالسهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في ارضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه ، واعزهم بدينه واكرمهم بنبيه محمد ، ثم ان الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا وامراً مفترضا وشج بها الارحام والزمها الانام فقال تبارك اسمه وتعالى جده : « وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديراً » (2) فأمر الله يجرى إلى قضائه وقضاؤه يجرى إلى قدره فلكل قضاء قدر ولكل قدر اجل ، ولكل أجل كتاب « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب » (3) ثم إني أشهدكم إني زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال فضة ، ان رضي ____________ (1) وللحديث صورة اخرى اورده ابن المغازلي في مناقبه | 350 . (2) الفرقان : 54 . (3) اقتباس من الآية « 39 » من سورة الرعد . ( 337 ) بذلك علي وكان غائبا ، بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله في حاجة ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بطبق فيه بسر ، فوضع فيما بين ايدينا فقال : انتهبوا . فبينا نحن كذلك إذ اقبل علي عليه السلام فتبسم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : يا علي ، ان الله أمرنى ان ازوجك فاطمة وقد زوجتكها على اربعمائة مثقال فضة ، ارضيت ؟ فقال : قد رضيت يا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قام علي فخر لله ساجداً شكرا فقال النبي صلى الله عليه وآله : جعل الله فيكما الكثير الطيب وبارك الله فيكما ، قال أنس : فوالله لقد اخرج الله منهما الكثير الطيب (1) . 358 ـ وأخبرني الامام الكيا الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرني أبو على الحسن بن أحمد الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ ـ في حلية الأولياء ـ ، عن محمد بن عمر بن سلم ، عن محمد بن عمر بن خالد السلقى ، عن أبيه عن محمد بن موسى ، عن الثوري ، عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود « رض » قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين ، لما اراد الله ان املكك من على أمر الله جبرئيل عليه السلام فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم ، فزوجك من علي ، ثم امر الله شجر الجنان ، فحملت الحلى والحلل ، ثم امرها فنثرت على الملائكة ، فمن اخذ منهم شيئا اكثر مما اخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة (2) . 359 ـ وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرنا محمود بن اسماعيل بن محمد بن محمد الاصبهاني ، أخبرنا ____________ (1) روى الكنجي في كفاية الطالب | 297 وروى نظيره الجويني في فرائد السمطين 1 | 89 . (2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4 | 128 . ( 338 ) أحمد بن محمد بن الحسين التأني ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، حدثنا اسحاق بن ابراهيم الصنعاني ، عن عبد الرزاق ، عن يحيى ابن العلا البجلي ، عن عمه شعيب بن خالد ، عن حنظلة بن سبرة بن المسيب بن نجبة عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول الله فلا يذكرها احد الا صد عنه حتى يئسوا منها ، فلقى سعد بن معاذ عليا فقال : إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وآله يحبسها إلا عليك ، فقال له علي عليه السلام : فلم ترى ذلك ؟ فوالله ما أنا بواحد الرجلين ما أنا بصاحب دنيا ، يلتمس ما عندي وقد علم مالى صفراء ولا بيضاء ، وما أنا بالكافر الذي يترقق بها عن دينه يعنى يتألفه . أني لأول من اسلم . قال سعد : فاني اعزم عليك لتفرجنها عنى فان لي في ذلك فرحا قال : فأقول ماذا ؟ قال تقول : جئت خاطباً إلى الله والى رسوله فاطمة بنت محمد قال : فانطلق علي عليه السلام فعرض للنبي صلى الله عليه وآله وهو يقيل [ على ] حصير فقال له النبي صلى الله عليه وآله : كان لك حاجة يا علي ؟ قال : أجل ، جئتك خاطباً إلى الله والى رسوله فاطمة بنت محمد ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : مرحبا ـ بكلمة ضعيفة ـ ثم سكت [ فجاء علي عليه السلام فأخبر سعد ] فقال سعد : انكحك ، والذي بعثه بالحق انه لا خلف الآن ولا كذب عنده . اعزم عليك لتأتينه غداً ولتقولن يا نبي الله متى تبنيني (1) قال علي : هذه ـ والله ـ أشد علي من الاولى ، أو لا أقول يا رسول الله حاجتى ؟ قال قل كما امرتك ، فانطلق علي عليه السلام فقال : يا رسول الله متى تبنيني ؟ قال الليلة ان شاء الله ، ثم دعا بلالا فقال : يا بلال ، إني قد زوجت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحب أن يكون من سنتي ، الطعام عند ____________ (1) متى تبنيني : متى تدخلني على زوجتي وحقيقته متى تجعلني أبتني بزوجتي ـ النهاية ( 339 ) النكاح ، فأت الغنم فخذ شاة وأربعة امداد أو خمسة فاجعل لي قصعة لعلّي اجمع عليها المهاجرين والانصار فإذا فرغت منها ، فاذني بها ، فانطلق ففعل ما امر به ثم اتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله في رأسها ثم قال ادخل الناس علي زفة زفة (1) ولا تغادر زفة إلى غيرها ـ يعنى إذا فرغت زفة لم تعد ثانية ـ فجعل الناس يزفون ، كل ما فرغت زفة ، وردت اخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي صلى الله عليه وآله إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال : يا بلال احملها إلى امهاتك وقل لهن : كلن واطعمن من غشيكن ، ثم ان النبي صلى الله عليه وآله قام حتى دخل على النساء فقال : اني قد زوجت ابنتى ابن عمي وقد علمتن منزلتها مني وانا دافعها إليه الآن فدونكن ابنتكن ، فقامت النساء فغلفتها من طيبهن وحليهن ، ثم ان النبي قام حتى دخل فلما رأته النساء ، وثبن ، وبينهن وبين النبي سترة ، وتخلفت اسماء بنت عميس ، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : كما أنت على رسلك . من أنت ؟ قالت : أنا التي أحرس ابنتك . ان الفتاة [ ليلة يبنى بها ] لابد لها من امرأة تكون قريبة منها ، ان عرضت لها حاجة أو أرادت شيئاً ، افضت بذلك إليها قال : فانى اسأل إلهى ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ، ثم صرخ بفاطمة فاقبلت ، فلما رأت عليا عليه السلام جالسا إلى جنب النبي حصرت وبكت ، فاشفق النبي صلى الله عليه وآله ان يكون بكاؤها لأن عليا لا مال له فقال النبي : ما يبكيك فما آلوتك في نفسي فقد اصبت لك خير أهلى ، وايم الذي نفسي بيده لقد زوجتك سيداً في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين فلان منها وقال : يا أسماء آتيني بالمخضب واملئيه ماء ، فآتت اسماء بالمخضب وملأته ماء فمج النبي فيه وغسل فيه وجهه وقدميه ، ثم دعا بفاطمة فأخذ كفاً من ماء ____________ (1) الزفة : الزمرة . ( 340 ) فضرب به على رأسها ، وكفاً بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال : أللهم انها مني واني منها ، أللهم كما أذهبت عنى الرجس وطهرتني فطهرها ، ثم دعا بمخضب آخر ثم دعا علياً عليه السلام فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال : قوما إلى بيتكما ، جمع الله بينكما وبارك في سركما واصلح بالكما ، ثم قام فأغلق عليه بابه بيده . قال ابن عباس : فأخبرتني أسماء بنت عميس : انها رمقت (1) رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يزل يدعو لهما خاصة ولم يشركهما في دعائه احداً حتى توارى في حجرته (2) 360 ـ وأنبأني أبو العلاء الحافظ الهمداني هذا والامام الاجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قالا أنبأنا الشريف الامام الاجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن على الزينبي ، عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنى القاضي المعافى بن زكريا ، عن الحسن بن علي العاصمي ، عن صهيب بن عباد بن صهيب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : بينا رسول الله في بيت ام سلمة ، إذ هبط عليه ملك له عشرون رأساً في كل رأس الف لسان ، يسبح الله ويقدسه بلغة لا تشبه الأخرى ، راحته أوسع من سبع سموات وسبع ارضين ، فحسب النبي صلى الله عليه وآله انه جبرئيل فقال يا جبرئيل لم تأتني في مثل هذه الصورة قط ؟ قال : ما انا جبرئيل ، انا صرصائيل ، بعثني الله اليك لتزوج النور من النور فقال النبي صلى الله عليه وآله : من ممن ؟ قال ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب عليه السلام فزوج النبي صلى الله عليه وآله فاطمة من علي بشهادة ميكائيل وجبرئيل ____________ (1) رمقته ببصرى ورامقته : إذا أتبعته بصرك تتعهده وتنظر إليه وترقبه ـ لسان العرب . (2) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 2 | 75 ورواه ايضاً الحافظ الكنجي في كفاية الطالب | 304 . ( 341 ) وصرصائيل قال : فنظر النبي فإذا بين كتفي صرصائيل : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي طالب مقيم الحجة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا صرصائيل منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال : من قبل ان يخلق الله الدنيا باثنتى عشرة الف سنة (1) 361 ـ وبهذا الاسناد عن الامام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ـ هذا ـ حدثنا إبراهيم بن محمد المذاري (2) الخياط ، عن أحمد بن محمد بن سعيد الرفاء البغدادي في طريق مكة ، عن أحمد بن عليل عن ابن داود بن عبد الله الانصاري ، عن موسى بن على القرشي ، عن قنبر بن أحمد بن كعب ابن نوفل ، عن بلال بن حمامة قال : طلع علينا النبي ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر ، فقام عبد الرحمان بن عوف فقال : يا رسول الله ما هذا النور ؟ فقال : بشارة أتتنى من ربي في أخي وابن عمي وابنتي ، ان الله تعالى زوج فاطمة من على وامر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاقا يعنى صكاكا (3) بعدد محبى أهل بيتي وانشأ من تحتها ملائكة من نور ودفع إلى كل ملك صكا فإذا استوت القيامة باهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا تلقى محباً لنا أهل البيت إلا دفعت إليه صكا ، فيه فكاكه من النار بأخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من امتي من النار (4) . 362 ـ وأخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني ـ فيما كتب إلى من همدان ـ اخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا أبو طاهر ، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن علي العاصمي باصبهان ، حدثنا المفضل بن محمد ابن اخت عبد الرزاق ، ____________ (1) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 35 ح | 15 ورواه ايضا ابن المغازلي في مناقبه | 344 . (2) المذار ، بالفتح وآخر راء : بلده في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة نحو من اربعة ايام وبها مشهد عظيم به قبر عبد الله بن أبي طالب مراصد الاطلاع . (3) الصكاك جمع الصك : الحوالة . (4) تاريخ بغداد 4 | 210 ـ اسد الغابة 1 | 206 . ( 342 ) أخبرنا توبة بن علوان البصري ، حدثني شعبة ، عن أبي حمزة (1) عن ابن عباس قال : لما ان كانت الليلة التي زفت فيها فاطمة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام كان النبي صلى الله عليه وآله قدامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها ، وسبعون الف ملك من ورائها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر (2) . 363 ـ وأخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر الزاغوني حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار ، حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عامر الطائي ، حدثني أبي أحمد بن عامر بن سليمان ، حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي ، حدثني أبي علي بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن علي ، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتانى ملك فقال : يا محمد ان الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول : قد زوجت فاطمة من علي ، فزوجها منه وقد أمرت شجرة طوبى ان تحمل الدر والياقوت والمرجان وان أهل السماء قد فرحوا بذلك ، وسيولد منهما ولدان ، سيدا شباب أهل الجنة (3) وبهم يزين أهل الجنة ، فابشر يا محمد فانك خير الأولين والآخرين (4) . 364 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي أبن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الانصاري وأبو القاسم ____________ (1) في [ و] : شعبة بن ابي حمزة . (2) تاريخ بغداد 5 | 7 ـ ذخائر العقبى | 32 ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 96 . (3) في المخطوطتين : سيد كهول اهل الجنة وهو خطأ فاحش . (4) رواه المحب الطبري أيضا في ذخائر العقبى | 32 . ( 343 ) هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين (1) ، قالا : أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي اذنا ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجلي ـ قراءة علينا من لفظه ومن كتابه ـ حدثنا الحسن بن محمد الصفار الضرير ، حدثنا عبد الوهاب بن جابر ، حدثنا محمد بن عمير ، عن أيوب ، عن عاصم الاحول ، عن ابن سيرين ، عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما ادركت فاطمة بنت رسول الله مدرك النساء ، خطبها اكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال ، وكان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله اعرض رسول الله عنه بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه ان رسول الله ساخط عليه ، أو قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وحى من السماء ، ولقد خطبها من رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر الصديق فقال له رسول الله : يا أبا بكر امرها إلى ربها ، وخطبها بعد أبي بكر عمر ابن الخطاب فقال له كمقالته لابي بكر ، وان أبا بكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري ، ثم الأوسي فتذاكروا أمر فاطمة بنت رسول الله فقال أبو بكر : لقد خطبها من رسول الله الاشراف فردهم رسول الله وقال : امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها ، زوجها ، وان علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله ولم يذكرها له ولا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد وانه ليقع في نفسي ان الله ورسوله إنما يحبسانها عليه ، قال ثم اقبل أبو بكر على عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ فقال : هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى تذكرا له هذا ، فان منعه منه قلة ذات اليد ، واسيناه واسعفناه ، فقال له سعد بن معاذ : وفقك الله يا ____________ (1) في [ و] : الحسين . ( 344 ) ابا بكر فما زلت موفقاً ، قوموا بنا على بركة الله ويمنه . قال سلمان الفارسي : فخرجوا من المسجد فالتمسوا علياً في منزله فلم يجدوه وكان ينضح ببعير كان له الماء على نخل رجل من الانصار باجرة فانطلقوا نحوه فلما رآهم نظر إليهم علي عليه السلام ، قال : ما وراكم وما الذي جئتم له ؟ فقا له أبو بكر : يا أبا الحسن انه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل وأنت من رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة وقد خطب الاشراف من قريش إلى رسول الله ابنته فاطمة فردهم وقال : امرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها ، زوجها ، فما يمنعك ان تذكرها لرسول الله وتخطبها منه ؟ فاني ارجو أن يكون الله سبحانه وتعالى ورسوله إنما يحبسانها عليك قال فتغرغرت عينا علي بالدموع وقال : يا أبا بكر لقد هيجت منى ما كان ساكنا وايقظتني لأمر كنت عنه غافلا وبالله ان فاطمة لرغبتي وما مثلي يقعد عن مثلها غير اني يمنعني من ذلك قلة ذات اليد ، فقال له أبو بكر : لا تقل هذا يا أبا الحسن فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى ورسوله كهباء منثور ، قال ثم ان علي بن أبي طالب عليه السلام حل عن ناضحه واقبل يقوده إلى منزله فشده فيه واخذ نعله وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فكان رسول الله في منزل زوجته أم سلمة بنت أبي امية بن المغيرة المخزومي ، فدق علي بن أبي طالب الباب فقالت أم سلمة : من بالباب ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله قبل ان يقول علي ، أنا علي ـ قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب ومريه بالدخول ، فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما ، قالت أم سلمة : فقلت فداك أبي وأمي ومن هذا الذي تذكر فيه هذا وانت لم تره ؟ فقال مه يا أم سلمة ، هذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق ، هذا اخي وابن عمي واحب الخلق الي ( 345 ) قالت ام سلمة : فقمت مبادرة ، اكاد أن أعثر بمرطى (1) ، ففتحت الباب فإذا انا بعلي بن أبي طالب عليه السلام ، والله ما دخل حين فتحت له حتى علم اني قد رجعت إلى خدري ، قالت ثم انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي : وعليك السلام يا ابا الحسن ، اجلس ، قالت أم سلمة : فجلس علي بن أبي طالب عليه السلام بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يطرق إلى الارض كأنه قصد لحاجة وهو يستحيي ان يبديها لرسول الله فهو مطرق إلى الارض حياء من رسول الله فقالت أم سلمة : فكأن النبي صلى الله عليه وآله علم ما في نفس على فقال له : يا أبا الحسن ، إنى أرى انك أتيت لحاجة فقل حاجتك وابد ما في نفسك ، فكل حاجة لك عندي مقضية ؟ قال علي ابن أبي طالب : فقلت فداك أبي وامي انك تعلم انك أخذتنى من عمك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي ، لا عقل لي فغذيتني بغذائك وأدبتني بأدبك فكنت لي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البر والشفقة ، وان الله عزوجل هداني بك وعلى يديك وأستنقذني مما كان عليه آبائي (2) وأعمامي من الحيرة والشرك وانك والله يا رسول الله صلى الله عليه وآله ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة يا رسول الله فقد أحببت مع ما قد شد الله من عضدي بك ان يكون لي بيت وان تكون لى زوجة اسكن إليها ، وقد أتيتك خاطباً راغباً اخطب اليك ابنتك فاطمة فهل أنت مزوجني يا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قالت ام سلمة : فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتهلل فرحا ____________ (1) المرط : كساء من خز أو صوف أو كتان يؤتزر به وتتلفع به المرأة ـ المعجم الوسيط . (2) كلمة « آبائى » زيادة سهوية أو مقحمة فان آباء أمير المؤمنين عليه السلام هم آباء النبي صلى الله عليه وآله وقد اجمعت الامامية على طهارتهم من الشرك وكثير من غيرهم ايضاً قائلون بذلك ولهم فيه مؤلفات وراجع تفاسيرهم في قوله تعالى : « وتقلبك في الساجدين » الشعراء : 219 . ( 346 ) وسرورا ثم تبسم في وجه علي عليه السلام وقال له : يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوجك به ؟ فقال له علي : فداك أبي وامي ، والله ما يخفى عليك من أمرى شيء ، أملك سيفي ودرعي وناضحي ، ما أملك شيئا غير هذا ، فقال له رسول الله : يا علي أما سيفك فلا غناء بك عنه . تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به اعداء الله ، وناضحك فتنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك ، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك يا أبا الحسن أأبشرك ؟ قال علي عليه السلام فقلت : نعم فداك أبي وامي يا رسول الله ، بشرني فانك لم تزل ميمون النقيبة مبارك الطائر رشيد الامر صلى الله عليك فقال لي رسول الله : أبشر يا ابا الحسن فان الله عزوجل قد زوجكها في السماء من قبل ان ازوجكها في الارض ولقد هبط علي في موضعي من قبل ان تأتيني ملك من السماء له وجوه شتى ، واجنحة شتى ، لم ار قبله من الملائكة مثله فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ابشر يا محمد باجتماع الشمل وطهارة النسل فقلت : وما ذاك أيها الملك ؟ فقال يا محمد انا سيطائيل الملك الموكل باحدى قوائم العرش سألت ربي عزوجل ان يأذن لي في بشارتك ، وهذا جبرئيل في اثرى يبشرك عن ربك عزوجل بكرامة الله عزوجل قال النبي فما استتم الملك كلامه حتى هبط علي جبرئيل فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا نبي الله ثم انه وضع في يدى حريرة بيضاء من حرير الجنة وفيها سطران مكتوبان بالنور ، فقلت : حبيبي جبرئيل ما هذه الحريرة وما هذه الخطوط ؟ فقال جبرئيل : يا محمد ان الله اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارك من خلقه وابتعثك برسالاته ثم اطلع إلى الارض ثانية فاختار لك منها اخاً ووزيراً وصاحبا وختناً ، فزوجه ابنتك فاطمة فقلت حبيبي جبرئيل ومن هذا الرجل ؟ فقال لي : يا محمد أخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب ، وان الله اوحى إلى الجنان ان تزخرفي فتزخرفت والى شجرة طوبى ان احملي الحلي والحلل فحملت شجرة طوبى الحلي والحلل ****************** وتزخرفت الجنان وتزينت الحور العين وامر الله الملائكة ان تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور ، قال فهبطت الملائكة : ملائكة الصفيح الأعلى وملائكة السماء الخامسة إلى السماء الرابعة وزقت ملائكة السماء الدنيا وملائكة السماء الثانية وملائكة السماء الثالثة إلى الرابعة وأمر الله عزوجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وهو المنبر الذي خطب فوقه آدم يوم علمه الله الاسماء وعرضهم على الملائكة وهو منبر من نور فأوحى الله عزوجل إلى ملك من ملائكة حجبه ـ يقال له راحيل ـ : ان يعلو ذلك المنبر وان يحمده بمحامده وان يمجده بتمجيده وان يثنى عليه بما هو أهله وليس في الملائكة كلها احسن منطقاً ولا أحلى لغة من راحيل الملك ، فعلا الملك راحيل المنبر وحمد ربه ومجده وقدسه واثنى عليه بما هو أهله فارتجت السماوات فرحا وسرورا قال جبرئيل : ثم اوحى إلي : ان اعقد عقدة النكاح فانى قد زوجت امتى فاطمة ابنة حبيبي محمد من [ عبدى ] علي بن أبي طالب فعقدت عقدة النكاح واشهدت على ذلك الملائكة اجمعين وكتبت شهادة الملائكة في هذه الحريرة ، وقد امرني ربي ان اعرضها عليك وان اختمها بخاتم مسك أبيض وان ادفعها إلى رضوان خازن الجنان وان الله عزوجل لما ان اشهد على تزويج فاطمة من علي بن أبي طالب عليه السلام ملائكته امر شجرة طوبى ان تنثر حملها وما فيها من الحلى والحلل ، فنثرت الشجرة ما فيها والتقطته الملائكة والحور العين وان الحور ليتهادينه ويفخرن به إلى يوم القيامة ، يا محمد وان الله امرني ان آمرك أن تزوج عليا في الارض فاطمة وان تبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طيبين طاهرين فاضلين ، خيرين في الدنيا والآخرة ، يا أبا الحسن فوالله ما خرج ملك من عندي حتى دققت الباب ألا وإني منفذ فيك امر ربي ، امض يا أبا الحسن امامي فاني خارج إلى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس وذاكر من فضلك ما تقربه عينك واعين محبيك في الدنيا والآخرة قال علي بن أبي طالب : فخرجت من عند ( 348 ) رسول الله مسرعا وانا لا اعقل فرحا وسرورا فاستقبلني أبو بكر وعمر وقالا لي : ما وراك يا أبا الحسن ؟ فقلت زوجني رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة وأخبرني ان الله عزوجل زوجنيها في السماء ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله خارج في أثرى ليظهر ذلك بحضرة الناس ، ففرحا بذلك فرحا شديداً ورجعا معي إلى المسجد فوالله ما توسطناه حيناً ، حتى لحق بنا رسول الله وان وجهه ليتهلل سرورا وفرحا . وقال اين بلال بن حمامة ؟ فأجابه مسرعاً بلال وهو يقول : لبيك ، لبيك يا رسول الله فقال له رسول الله : اجمع لي المهاجرين والانصار ، فانطلق بلال لامر رسول الله وجلس رسول الله صلى الله عليه وآله قريبا من منبره حتى اجتمع الناس ثم رقى على درجة من المنبر ، فحمد الله واثنى عليه وقال : معاشر المسلمين ، ان جبرئيل عليه السلام اتانى آنفا فاخبرني عن ربى عزوجل بانه جمع الملائكة عند البيت المعمور وانه أشهدهم جميعاً أنه زوج امته فاطمة بنت رسوله محمد ، من عبده علي بن أبي طالب عليه السلام وأمرني ان ازوجه في الارض واشهدكم على ذلك ثم جلس وقال لعلي عليه السلام : قم يا أبا الحسن فاخطب انت لنفسك قال فقام فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي وقال : الحمد لله شكراً لانعمه واياديه ولا إله إلا الله ، شهادة تبلغه وترضيه وصلى الله على محمد ، صلاة تزلفه وتحظيه ، والنكاح مما امر الله عزوجل به ورضيه ومجلسنا هذا مما قضاه الله ورضيه واذن فيه وقد زوجنى رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة وجعل صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك فسلوه واشهدوا فقال المسلمون لرسول الله : زوجته يا رسول الله ؟ فقال رسول الله : نعم ، فقال المسلمون : بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما ، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ازواجه فامرهن أن يدففن لفاطمة ، فضربن ازواج النبي صلى الله عليه وآله على رأس فاطمة عليها السلام بالدفوف : قال علي بن أبي طالب : واقبل رسول الله صلى الله ( 349 ) عليه وآله فقال يا أبا الحسن انطلق الآن فبع درعك واتنى بثمنه حتى اهيئ لك ولابنتي فاطمة ما يصلحكما ، قال علي عليه السلام : فاخذت درعى فانطلقت به إلى السوق فبعته باربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان فلما ان قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال لي : يا أبا الحسن الست اولى بالدرع منك وأنت اولى بالدراهم مني ؟ فقلت : نعم قال فان الدرع هدية مني اليك قال فاخذت الدرع والدراهم واقبلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فطرحت الدرع والدراهم بين يديه واخبرته بما كان من امر عثمان فدعا له النبي صلى الله عليه وآله بخير وقبض رسول الله قبضة ودعا بأبي بكر فدفعها إليه وقال : يا أبا بكر اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها وبعث معه سلمان الفارسي وبلال بن حمامة ليعيناه على حمل ما يشترى به . قال أبو بكر : وكانت الدراهم التي دفعها إلى رسول الله ثلاثة وستين درهما قال : فانطلقت إلى السوق فاشتريت فراشا من خيش (1) مصر محشواً بالصوف ونطعا من أدم ووسادة من أدم محشوة ليف النخل وعباءة خيبرية وقربة للماء ـ وقلت هي خادم البيت ـ وكيزاناً وجراراً ومطهرة للماء وستر صوف رقيق وحملت انا بعضه وسلمان بعضه وبلال بعضه واقبلنا به فوضعناه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر إليه بكى وجرت دموعه على لحيته ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف . قال علي بن أبي طالب عليه السلام : ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله باقى ثمن الدرع إلى ام سلمة وقال ارفعى هذه الدراهم عندك ومكثت بعد ذلك شهراً ، لا اعاود رسول الله صلى الله عليه وآله في أمر فاطمة بشيء استحياء من رسول الله صلى الله عليه وآله غير اني إذا خلوت برسول الله ____________ (1) نسج خش من الكتان . ( 350 ) صلى الله عليه وآله ، قال لي : يا أبا الحسن ما احسن زوجتك واجملها . أبشر يا أبا الحسن فقد زوجتك سيدة نساء العالمين . قال علي : فلما كان بعد شهر ، دخل علي أخي عقيل فقال : والله يا أخي ، ما فرحت بشيء قط كفرحي بتزويجك فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله يا أخي ، فما بالك لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ان يدخلها عليك فتقر أعيننا باجتماع شملكما ؟ فقلت : والله يا اخي اني لأحب ذلك ومايمنعني أن اسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الا حياء منه فقال : اقسمت عليك ، إلا قمت معي تريد رسول الله صلى الله عليه وآله فلقيتنا في الطريق ام أيمن ـ مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله ـ فذكرنا ذلك فقالت : لا تفعل يا أبا الحسن ، ودعنا نحن نكلم في هذا ، فان كلام النساء في هذا الأمر احسن وأوقع في قلوب الرجال ، قال ثم انثنت راجعة فدخلت على ام سلمة بنت أبي امية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وآله فأعلمتها بذلك واعلمت نساء رسول الله صلى الله عليه وآله جميعاً فاجتمعت امهات المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وكان في بيت عائشة بنت أبي بكر فاحدقن به وقلن : فديناك بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله قد اجتمعنا لأمر لو ان خديجة في الاحياء ، لقرت بذلك عينها ، قالت ام سلمة : فلما ذكرنا « خديجة » بكى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : « خديجة » واين مثل « خديجة » ، صدقتني حين كذبني الناس وآزرتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها ، ان الله عزوجل أمرني ان أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد ، لا صخب فيه ولا نصب (1) قالت ام سلمة : فقلنا فديناك بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله انك لم تذكر من خديجة أمراً إلا وقد كانت كذلك ، غير انها قد مضت إلى ربها ____________ (1) القصب : قال ابن الاثير في النهاية : (4 | 67) القصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف كالقصر المنيف الصخب : الصياح والجلبة وشدة الصوت واختلاطه . ( 351 ) فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في درجات جنته ورحمته ورضوانه يا رسول الله صلى الله عليه وآله هذا اخوك في الدين وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب عليه السلام يحب ان تدخل زوجته فاطمة وتجمع بها شمله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا ام سلمة فما بال علي لا يسألني ذلك ؟ قلت يمنعه من ذلك الحياء منك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ، قالت ام أيمن : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله يا ام أيمن : انطلقي إلى على فأتيني به فخرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا انا بعلي ينتظرني ليسألنى عن جواب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما رأني ، قال : ما وراك يا ام أيمن ؟ قلت : اجب رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال على : فدخلت عليه وهو في حجرة عائشة وقمن ازواجه فدخلن البيت واقبلت فجلست بين يدي رسول الله مطرقا نحو الارض ، حياء منه ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : أتحب ان تدخل عليك زوجتك ؟ فقلت ـ وانا مطرق ـ نعم فداك أبي وامي ، فقال نعم وكرامة يا أبا الحسن ادخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد ان شاء الله ، فقمت من عنده فرحا مسروراً وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله ازواجه ليزين فاطمة وليطيبنها ويفرشن لها بيتا حتى يدخلها على بعلها علي ، ففعلن ذلك وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله من الدراهم التي دفعها إلى ام سلمة من ثمن الدرع عشرة دراهم فدفعها إلى علي ثم قال : اشتر تمراً وسمناً وإقطاً ، قال علي : فاشتريت بأربعة دراهم تمراً ، وبخمسة دراهم سمنا وبدرهم إقطا ، واقبلت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فحسر النبي عن ذراعيه ودعا بسفرة من ادم وجعل يشدخ (1) التمر بالسمن وجعل يخلطه بالاقط حتى اتخذه حيسا (2) ثم قال لي : يا علي ادع من ____________ (1) الشدخ : كسر الشيء الاجوف النهاية . (2) الحيس : تمر واقط وسمن ، تخلط وتعجن وتسوى كالثريد ـ المعجم الوسيط . ( 352 ) احببت فخرجت إلى المسجد وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله متوافرون فقلت : أجيبوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقام القوم بأجمعهم وأقبلوا نحو النبي صلى الله عليه وآله فدخلت على رسول الله فأخبرته ان القوم كثير ، فجلل رسول الله صلى الله عليه وآله السفرة بمنديل ثم قال : ادخل علي عشرة بعد عشرة ، ففعلت ذلك فجعلوا يأكلون ويخرجون والسفرة لا ينقص ما عليها ، حتى لقد أكل من الحيس تسعمائة رجل وامرأة ، كل ذلك ببركة كف رسول الله صلى الله عليه وآله ، قالت ام سلمة : ثم دعا النبي بابنته فاطمة ودعا بعلي فأخذ عليا بيمينه وأخذ فاطمة بشماله فجمعهما إلى صدره فقبل بين أعينهما ودفع فاطمة إلى علي عليه السلام وقال : يا علي نعم الزوجة ، زوجتك ثم اقبل على فاطمة فقال لها : يا فاطمة نعم البعل بعلك ، ثم قام معهما يمشي بينهما حتى ادخلهما بيتهما الذي هيأ لهما ، ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتى الباب وقال : طهركما الله وطهر نسلكما ، انا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما ، استودعكما الله واستخلفه عليكما قال علي عليه السلام : ومكث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك ثلاثاً لا يدخل علينا ، فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا صلى الله عليه وآله ليدخل علينا فصادف في حجرتنا اسماء بنت عميس الخثعمية فقال لها : ما يوقفك هاهنا وفي الحجرة رجل ؟ فقالت له : فداك أبي وامي ان الفتاة إذا زفت إلى زوجها تحتاج إلى امرأة تتعهدها وتقوم بحوائجها فاقمت هاهنا لأقضى حوائج فاطمة واقوم بأمرها فتغرغرت عينا رسول الله بالدموع وقال : يا اسماء ، قضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة قال علي عليه السلام : وكانت غداة قرة وكنت انا وفاطمة تحت العباء ، فلما سمعنا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله لأسماء ، ذهبنا لنقوم فنظر الينا رسول الله فقال : سألتكما بحقى عليكما لا تفترقا حتى ادخل عليكما ، فرجع كل واحد منا إلى صاحبه ودخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقعد عند رؤوسنا وادخل رجليه فيما بيننا ( 353 ) فأخذت رجله اليمنى وضممتها إلى صدري وأخذت فاطمة رجله اليسرى فضمتها إلى صدرها وجعلنا ندفئ رجلى رسول الله صلى الله عليه وآله من القر حتى إذا دفئت رجله قال لي : يا علي آتني بكوز من ماء فأتيته بكوز من ماء فتفل فيه ثلاثاً وقرأ عليه آيات من كتاب الله عزوجل وقال : يا علي اشربه واترك منه قليلاً ففعلت ذلك ، فرش رسول الله صلى الله عليه وآله باقي الماء على رأسي وصدري وقال : اذهب الله عنك الرجس يا أبا الحسن وطهرك تطهيرا ، ثم قال أتنى بماء جديد فتفل فيه ثلاثاً وقرأ عليه آيات من كتاب الله عزوجل ودفعه إلى ابنته فاطمة وقال : اشربي هذا الماء وأتركي منه قليلاً ، ففعلت ذلك فاطمة ورش النبي صلى الله عليه وآله باقي الماء على رأسها وصدرها وقال أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا وأمرني بالخروج عن البيت وخلا بابنته وقال : كيف أنت يا بنية وكيف رأيت زوجك ؟ قالت : يا ابة ، خير زوج إلا انه دخل علي نساء قريش وقلن لي : زوجك رسول الله صلى الله عليه وآله من رجل فقير ، لا مال له فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير ، ولقد عرضت علي خزائن الارض من الذهب والفضة فاخترت ما عند ربي عزوجل . لو تعلمين ما يعلم ابوك لسمجت الدنيا في عينك والله يا بنية ما آلوتك نصحا ان زوجتك اقدمهم سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما ، يا بنية ان الله عزوجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فأختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، يا بنية نعم الزوج زوجك لا تعصين له أمراً ، ثم صاح بي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي فقلت لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : ادخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها فان فاطمة بضعة منى ، يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها ، استودعكما الله واستخلفه عليكما ، قال علي عليه السلام : فوالله ما اغضبتها ولا اكرهتها من بعد ذلك على امر حتى قبضها الله عزوجل إليه ولا اغضبتني ولا عصت لى امراً ، ولقد كنت انظر إليها ( 354 ) فتكشف عني الغموم والاحزان بنظري إليها قال علي عليه السلام : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله لينصرف فقالت له فاطمة : يا ابة لا طاقة لي بخدمة البيت ، فاخدمني خادما يخدمني ويعينني على امر البيت ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة أيما احب اليك ، خادم أو خير من الخادم ؟ فقال على : فقلت : قولى خير من الخادم ، فقالت : يا ابة خير من الخادم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : تكبرين الله في كل يوم اربعاً وثلاثين تكبيرة ، وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرة ، وتسبحينه ثلاثاً وثلاثين مرة فذلك مائة باللسان وألف حسنة في الميزان ؛ يا فاطمة انك ان قلتها في صبيحة كل يوم ، كفاك الله ما اهمك من امر الدنيا والآخرة (1) . ____________ (1) أحاديث الزواج في الطبقات الكبرى لابن سعد 8 | 19 إلى 25 واورد البخاري حديث التسبيحات في صحيحه الجزء الخامس | 19 . ( 355 ) الفصل الحادي والعشرون في بيان انه من أهل الجنة وان الجنة تشتاق إليه وانه مغفور الذنب 365 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن اسحاق ، عن محمد بن ابراهيم التميمي ، عن سلمة بن أبي الطفيل ، عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي ان لك بيتا في الجنة وإنك ذو قرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة فانما لك الاولى وليست لك الاخرى (1) قال « رضي الله عنه » : قال أبو عبيدة : معناه إنك ذو قرني هذه الامة . 366 ـ وروى عن على أنه ذكر ذا القرنين فقال : دعا قومه إلى عبادة الله فضربوه على قرنيه ، وفيكم مثله ـ اراد به نفسه ـ يعني انا ادعو إلى الحق حتى اضرب على رأسي ضربتين تكون فيهما قتلى (2) . 367 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو سعيد الماليني ، أخبرنا أبو أحمد بن عدي ، أخبرنا أبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي قالا : حدثني ____________ (1) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 648 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 123 ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام . (2) الغارات 2 | 740 . ( 356 ) أبو سعيد الأشج ، حدثني تليد بن سليمان ، عن أبي الجحاف ، عن محمد بن عمرو الهاشمي ، عن زينب بنت علي ، عن فاطمة بنت رسول الله قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أما انك يابن أبي طالب وشيعتك في الجنة ، وسيجئ اقوام ينتحلون حبك قبل ثم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لهم نبز (1) يقال لهم الرافضة (2) فان لقيتهم فاقتلهم فانهم مشركون (3) . 368 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ، حدثنا سعيد ____________ (1) النبز : اللقب ـ لسان العرب . (2) جاءت اللفظة في الاصلين الموجودين عندنا هكذا : « الرافضة » والرفض في اللغة كما قال ابن منظور : تركك الشيء ، تقول رفضنى فرفضته ورفضت الشيء ارفضه وارفضه رفضا ورفضا : تركته وفرقته ... والروافض : جنود تركوا قائدهم وانصرفوا ، فكل طائفة منهم « رافضة » والنسبة إليهم رافضي . والروافض : قوم من الشيعة ، سموا بذلك لأنهم تركوا زيد بن علي [ بن الحسين (ع) ] قال الاصمعي . كانوا بايعوه ثم قالوا له : ابرأ من الشيخين نقاتل معك ، فأبى وقال . . ، فرفضوه وارفضوا عنه فسموا « رافضة » . فبناء على ذلك ، الرافضى يطلق على كل فرقة مخالفة ثائرة على النظام السائد عادلاً كان أو ظالماً وشرعياً كان أو غيره . والمتعصبون ضد الشيعة يطلقون هذا الاسم على الشيعة ويقصدون ذمهم به والطعن عليهم ويحسبون ان للكلمة معنى سلبيا والحال ان الرفض لا يكون حسنا ولا قبيحاً الا بالنسبة إلى الحكومة التي يتعلق بها ذلك فان كان الحكم حكم الامام المنصوب من قبل الله تعالى المفترض طاعته فرفضه كفر وطغيان وخروج عن الدين ومروق منه ، وان كان نظاماً غير خاضع لاحكام الله وغير مشروع فرفضه جهاد ونهي عن المنكر وعلامة لحسن اسلام المرء وتمسكه بدينه . والحديث الوارد في المتن على تقدير صحته يشير إلى الرافضين لحكم الامام العادل المرضى عند الله ويعادل كلمة « الرافضة » لفظ « الخارجة » . والظن الغالب ان كلمة « الخارجة » الموجودة في المطبوع كانت تفسيراً لكلمة المتن المخطوط وهي « الرافضة » والمضحح لما رآه انسب واقرب إلى الذهن جعله في المتن مكان كلمة « الرافضة » والله العالم . (3) الكامل في الضعفاء 3 | 950 . ( 357 ) ابن مسعود ، حدثنا عبيدالله بن موسى ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن عبد الرحمان ابن أبي ليلى ، عن على عليه السلام قل : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي ألا اعلمك كلمات ان قلتهن غفر الله لك على انك مغفور لك : لا إله إلا الله العلى العظيم ، لا إله الا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين (1) . ____________ (1) مستدرك الصحيحين للحاكم 3 | 138 ـ المعجم الصغير للطبراني 1 | 270 ورواه أيضاً ابن حنبل في فضائل الصحابة 2 | 616 و711 وفي المسند 1 | 158 ونظيره في هذا المجلد ص 91 ـ 92 ـ 94 . ( 358 ) الفصل الثاني والعشرون في بيان انه حامل لوائه يوم القيامة 369 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين البيهقى هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا محمد بن اسحاق الصنعاني ، حدثنا اسماعيل بن أبان ، حدثنا ناصح أبو عبد الله المحلمي (1) عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة قال : قيل يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة ؟ قال : من عسى ان يحملها إلا من حملها في الدنيا ، علي بن أبي طالب (2) . 370 ـ وبهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي أحمد ، حدثنا سنان بن حاتم ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا مالك بن دينار قال سألت سعيد بن جبير فقلت : يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : فنظر إلى فقال : كأنك رخى البال (3) فغضبت وشكوته إلى اخوانه من القراء فقالوا إنك سألته [ جهرة ] وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت (4) فاسأله الآن فسألته فقال : كان حاملها ____________ (1) في [ و] : ناصح بن عبد الله . (2) مستدرك الصحيحين للحاكم 3 | 138 ـ المعجم الصغير للطبراني 1 | 270 ورواه أيضا ابن حنبل في فضائل الصحابة 2 | 216 و711 وفي المسند 158 ونظيره في هذا المجلد ص 91 ـ 92 ـ 94 . (3) يقال : هو رخى البال : إذا كان في نعمة واسع الحال بين الرخاء ـ لسان العرب . (4) وكان ذلك سنة 94 هـ حينما خرج سعيد ومن معه على الوليد بن عبد الملك كما ذكره ابن جرير الطبري في تاريخه (8 : 93) . ( 359 ) علي عليه السلام كان حاملها على (1) هكذا سمعته من عبد الله بن عباس . 371 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حدثنا أبو عبد الله الصفار ، حدثنا أبويحيى عبد الرحمان بن محمد بن سلم الرازي باصبهان ، اخبرني يحيى بن ضريس ، حدثنا عيسى بن عبد الله بن عبيدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أنا أول من تنشق الارض عنه يوم القيامة وأنت معي ، ومعنا لواء الحمد وهو بيدك ، تسير به امامي تسبق به الاولين والآخرين . 372 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عمر المقري ، أخبرنا عاصم بن الحسين بن محمد ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله ، أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي حدثنا عيسى بن يونس ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن اربعة ، فقال له العباس بن عبد المطلب عمه ـ : فداك أبي وامى ومن هؤلاء الاربعة ؟ قال : أنا على البراق واخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمى حمزة اسد الله على ناقتي العضباء واخى علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة (2) . الجنبين ، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان ، على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج ____________ (1) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 680 ـ مستدرك الصحيحين 3 | 137 وقال حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ولهذا الحديث شاهد من حديث زنفل العرفي وفيه طول فلم اخرجه . (2) المدبج : ما زين اطرافه بالديباج ـ النهاية . ( 360 ) سبعون الف ركن ، على كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام وبيده لواء الحمد ينادي : لا إله إلا الله محمد رسول الله فيقول الخلايق : من هذا أملك مقرب أم نبي مرسل أم حامل عرش ؟ فينادي مناد من بطنان العرش : ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم (1) ____________ (1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخه 13 | 122 و11 | 112 وما بعدها ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 333 . ( 361 ) الفصل الثالث والعشرون في بيان ان النظر إليه وذكره عبادة 373 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي اخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن يحيى الغازي ، حدثنا ، المسيب بن زهير الضبي ، حدثنا عاصم ابن على ، حدثنا المسعودي ، عن عمرو بن مرة ، عن ابراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : النظر إلى وجه علي عبادة (1) . 374 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو علي بن شاذان البغدادي بها ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين أبي نجيد ، حدثنى أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : مرض عمران بن حصين مرضة فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : انى لأبتئس عليك من شدة علتك ، فقال له : لا تفعل ذلك بأبي أنت وامي فان احب ذلك الي احبه إلى الله فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على رأسه ثم قال له : لا بأس عليك يا عمران فعوفى من تلك العلة وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له النبي صلى الله عليه وآله : أعدت أخاك ؟ [ عمران بن حصين ] قال لا قال لم ؟ قال [ لم ] اعمل ، قال عزمت عليك ____________ (1) رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 394 ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك 3 | 141 واورده أبو نعيم في حلية الاولياء 5 | 58 و2 | 182 وللتوسع انظر مناقب ابن المغازلي | 109 . ( 362 ) لما لم تقعد حتى تأتيه ، فلما قصد إلى عمران نظر عمران إليه فلم يصرف بصره عنه حتى جلس بين يديه فهوى إليه ثم قام منصرفا فأتبعه بصره حتى غاب عنه فقال أصحابه : لقد رأيناك ما صنعت قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : النظر إلى علي عبادة (1) . 375 ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرني الاستاد الامين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا عبيدالله بن محمد بن بدر الكرخي بقراءتي عليه ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد العطار ، حدثنا أبو الحسن علي بن سراج المصري (2) ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كان أبو بكر يديم النظر إلى علي فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : النظر إلى علي عليه السلام عبادة (3) . 376 ـ وأنبأني الامام الحافظ صدر الحافظ أبوالعلا الحسن بن أحمد العطار الهمداني والإمام الاجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي قالا : أنبأنا الإمام الشريف الاجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن على الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا القاضي المعافي بن زكريا ـ من حفظه ـ عن ابراهيم بن الفضل ابن يوسف ، عن الحسن بن صابر ، عن وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ذكر علي بن أبي طالب عبادة (4) . ____________ (1) و(3) انظر تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 2 | 399 و391 وفيه : يكثر النظر إلى . . مناقب ابن المغازلي | 210 ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه 2 | 51 عن معاذ بن جبل واخرجه من اعلامنا الإمامية ابن البطريق في عمدته | 366 بتحقيقنا ـ . (2) في [ و] : أبو الحسن علي بن أحمد بن سراج المصري . (4) كتاب مائة منقبة لابن شاذان | 136 ـ ح | 68 . ****************** الفصل الرابع والعشرون في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 377 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرني القاضي الإمام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرني محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله علي بن عبد الله العطار ببغداد ، حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عطاء بن سائب ، عن أبي عبد الرحمان السلمي قال : خطب علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة فقال : ايها الناس ، ان اخوف ما اخاف عليكم : طول الأمل واتباع الهوى ، فاما طول الامل فينسي الآخرة ، واما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، ألا ان الدنيا قد ولت مدبرة (1) والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من ابناء الآخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا ، فان اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل (2) . 378 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، حدثنا يونس بن بكير ، عن عنبسة بن الأزهري ، عن يحيى بن ____________ (1) في نهج البلاغة : حذاء . (2) رواه ابن عساكر في على عليه السلام 3 | 260 ورواه أيضا نصر بن مزاحم في وقعة صفين | 3 . ( 364 ) عقيل ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام انه قال لعمر : يا أمير المؤمنين ان سرك ان تلحق بصاحبك فاقصر الأمل ، وكل دون الشبع ، واكس الازار ، وارقع القميص (1) واخصف النعل تلحق بهم . 379 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان ، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثنا الحسين بن عبد الرحمان ، حدثنا عبيدالله بن محمد التقي عن شيخ من بني عدي قال : قال رجل لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا أمير المؤمنين صف لنا الدنيا ، قال : وما أصف لك من دار من صح فيها أمن ، ومن سلم فيها ندم ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن استغنى فيها فتن ، في حلالها حساب وفي حرامها النار (2) . 380 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، اخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو جعفر محمد بن علي الزوزني الأديب ، حدثنا علي بن القاسم النحوي الاديب قال : سمعت عبد الله بن عروة الهروي يذكر باسناد له عن الأحنف بن قيس قال : ما سمعت بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله احسن من كلام أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث يقول : ان للنكبات نهايات لابد لأحد إذا نكب من أن ينتهي إليها ، فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة ان ينام لها حتى تنقضي مدتها ، فان في دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها وفي مثله يقول القائل : الدهر يخنق أحياناً قلادته * فاصبر عليه ولا تجزع ولا تثب حتى يفرجها في حال شدتها * فقد يزيد أختناقاً كل مضطرب ____________ (1) في [ ر ] : ارفع القميص . (2) هكذا في المخطوطتين الموجودتين بايدينا ولكن في نهج البلاغة : ما اصف من دار اولها عناء ، وآخرها فناء ، في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ... انظر الخطبة رقم : 82 . ( 365 ) 381 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي بخسروجرد (1) حدثني عيسى بن محمد ، حدثنا الحسن بن حماد بن حمدان العطار ، حدثنا أبو حمزة محمد بن ميمون السكوني ، أخبرني ابراهيم بن الصائغ ، عن حماد بن ابراهيم قال : قال علي ابن أبي طالب عليه السلام : التوفيق خير قائد وحسن الخلق خير قرين ، والعقل خير صاحب ، والأدب خير ميراث ولا وحشة أشد من العجب (2) . 382 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ، أخبرنا أبو حامد ، حدثنا عيسى حدثنا الحسن ، حدثنا أبو حمزة ، أخبرني ابراهيم ، عن حماد ، عن ابراهيم : ان علي بن أبي طالب عليه السلام جمع الدنيا والآخرة في خمس كلمات كان يقول : اللهم اني اسألك من الدنيا وما فيها ، ما اسد به لساني واحصن به فرجي وأؤدي به أمانتي وأصل به رحمي واتجر به لآخرتي . 383 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني بكر بن محمد بن سهل بن الحداد الصوفي بمكة ، قال : حدثنا البيهقي ، واخبرنا أبو طاهر الحسين بن علي بن الحسن بن محمد بن سلمة الهمداني بها ، حدثنا أبو بكر عمر بن أحمد بن القاسم الفقيه بنهاوند ـ املاء ـ قالا حدثني موسى بن اسحاق الانصاري ، حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد ، حدثنا عاصم ابن حميد الحناط ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبد الرحمان بن جندب الفزاري ، عن كميل بن زياد النخعي قال : اخذ بيدي علي واخرجني إلى ناحية الجبانة (3) فلما اصحر جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل احفظ ما اقول لك : القلوب أوعية ، خيرها اوعاها الناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل ____________ (1) خسروجرد ، بضم اوله وجرد بالجيم المكسورة وراء ساكنة ودال ، مدينة كانت قصبة بيهق من اعمال نيسابور ـ مراصد الاطلاع ومعجم البلدان . (2) رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 286 . (3) الجبان والجبانة بالتشديد : الصحراء وتسمى بهما المقابر ايضاً . ( 366 ) نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق (1) يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ، محبة العالم دين يدان بها يتكسبه الطاعة في حياته . [ وفي رواية أبي عبد الله عليه السلام : صحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته ] وجميل الاحدوثة بعد موته ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، وصنيعة المال تزول بزواله [ وفي رواية أبي عبد الله عليه السلام : يفنى المال بزوال صاحبه ] مات خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، اعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها ان هاهنا واومى بيده إلى صدره : علما لو أصبت له حملة بلى اصبت لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا ويستظهر بنعم الله على عباده وبحجته على كتابه أو منقاد لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه ، يقدح الشك في قلبه بأول شبهة لاذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة . [ وفي رواية أبي عبد الله عليه السلام : بالدنيا ] سلس القياد للشهوات ، أو مغرما بجمع الاموال والاذخار ليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم بحجة ، [ وفي رواية أبي عبد الله عليه السلام بلى لن تخلو الارض من قائم لله بحجة ] (2) لئلا تبطل حجج الله وبيناته ____________ (1) الهمج بالتحريك : جمع همجة وهي ذباب صغير كالبعوض ... والرعاع : الاحداث الطغام من العوام والسفلة وامثالها النعيق : صوت الراعى نغمه ويقال لصوت الغراب أيضاً . (2) هذه العبارات الموجودة بين المعقوفات ، والمروية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام التي توسطت كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هنا ، اغلب الظن انها كتبها احد العلماء في حاشية الكتاب الحاضر ثم ادرجها المستنسخ في متن الكتاب بسبب المناسبة بين الكلامين . ونحن تركناها على حالها . كما ان هذا الحديث الملقى من قبل أمير المؤمنين عليه السلام على تلميذه الخاص كميل بن ( 367 ) اولئك الأقلون عدداً ، الاعظمون عند الله قدراً بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة الامر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش الجاهلون وصحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالمحل الاعلى أولئك خلفاء الله في عباده والدعاة إلى دينه هاه شوقا إليهم واستغفر الله لي ولك ، إذا شئت (1) فقم (2) . 384 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان ، حدثنا عبد الله بن روح المدايني ، حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا شعيب بن ميمون الواسطي ، عن حصين بن عبد الرحمان ، عن عبد خير ، عن علي عليه السلام : أحبب حبيبك هونا ما ، فعسى ان يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما (3) . 385 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي بخسروجرد قال : سمعت داود بن الحسين يذكر عن الحافظ قال : لوددت ان لي سبع كلمات قالهن أمير المؤمنين علي عليه السلام وكل ما قلته لم ينسب إلي وهي : استغفر ____________ زياد النخعي يختلف بعض الاختلاف عما ورد في نهج البلاغة وقد تركناه أيضاً على حاله . (1) « إذا شئت فقم » قال ابن أبي الحديد : وهذه الكلمة من محاسن الآداب ، ومن لطائف الكلم لانه لم يقتصر على ان قال « انصرف » كيلا يكون امرا وحكما بالانصراف لا محالة ، فيكون فيه نوع علو عليه ، فاتبع ذلك بقوله : « إذا شئت » ليخرجه من ذل الحكم وقهر الامر إلى عزة المشيئة والاختيار ـ شرح نهج البلاغة 18 | 352 . (2) نهج البلاغة لعبده 3 | 186 ـ ك 147 ـ ورواه أبو نعيم في حلية الاولياء 1 | 79 ـ وذكره ابو اسحاق الثقفي في الغارات 1 | 147 . (3) نهج البلاغة لعبده ك 268 ورواه أيضاً ابن حنبل في فضائل الصحابة 1 | 336 ـ والهون بالفتح ـ الحقير ، والمراد منه الخفيف لا مبالغة فيه إلى لا تبالغ في الحب ولا في البغض فعسى ان ينقلب كل إلى ضده فلا تعظم ندامتك على ما قدمت منه . ( 368 ) الله حق قدره ، من لانت كلمته وجبت مودته ، ما ضاع امرء ، عرف قدره ، من جهل شيئا عاداه ، قيمة كل امرء ما يحسنه ، تفضل على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره . 386 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثنا عفان بن مخلد ، حدثنا وكيع ، عن اياس بن أبي تميمة قال : سمعت عطاء يقول : استعمل علي بن أبي طالب عليه السلام رجلاً على سرية فقال : أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه ولا منتهى لك دونه وهو يملك الدنيا والآخرة . 387 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثنا محمد بن الحسين ، حدثنا خلف بن تميم ، حدثنا عمر بن الزحال الحنفي ، حدثنا العلاء بن المسيب ، حدثنا أبو إسحاق ، عن عبد خير قال : قال علي عليه السلام : لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل (1) . 388 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو محمد القاسم بن غانم بن حموية بن الحسين ، أخبرني أبو الحجاف الفروس بن القرضاب البرني من ولد عفير ـ صاحب رسول الله ـ قال حدثني عبيد بن الصباح النهدي حدثني زرعة بن شداد حدثني شجاع بن وادعة ـ صاحب جابر بن عبد الله الانصاري ـ قال حدثني جابر بن عبد الله الانصاري قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لاعوده من بعض علله ، فلما نظر إليّ قال : يا جابر بن عبد الله الانصاري ، قوام الدين بأربعة : عالم مستعمل لعلمه وجاهل لا يستنكف ان يتعلمه وغني جواد بمعروفه وفقير لا يبيع آخرته بدنياه ، فإذا عطل العالم علمه ، استنكف الجاهل أن يتعلمه ، وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه ، وإذا كان ذلك ____________ (1) نهج البلاغة لعبده ك 95 رواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 283 . ( 369 ) فالويل ثم الويل ، يا جابر بن عبد الله ـ سبعين مرة ـ من كثرت نعماء الله عنده ، كثرت حوائج المخلوقين إليه ، فان قام بما امر الله عرضها للدوام ، فان لم يعمل فيها بما أمر الله عرضها للزوال والفناء (1) ثم انشأ أمير المؤمنين يقول : ما أحسن الدنيا واقبالها * إذا أطاع الله من نالها من لم يواس الناس من فضله * عرض للادبار اقبالها فاحذر زوال الفضل يا جابراً * واعط من الدنيا لمن سالها فان ذا العرش جزيل العطا * يضعف بالجنة أمثالها قال جابر : ثم هزني إليه هزة ، خيل لي ان عضدي خرجت من كاهلي . قال : يا جابر بن عبد الله ، حوائج الناس اليكم نعم من الله عليكم فلا تملوا النعم فتحل بكم النقم ، واعلموا ان خير المال ما اكتسب به حمداً واعقب اجراً ثم انشأ يقول : لا تخضعن لمخلوق على طمع * فان ذلك وهن منك في الدين وسل إلهك مما في خزائنه * فانما هي بين الكاف والنون اما ترى كل من ترجو وتأمله * من البرية مسكين ابن مسكين ما احسن الجود في الدنيا وفي الدين * واقبح البخل ممن صيغ من طين ثم قال جابر بن عبد الله : فهممت أن أقوم ، فقال : وانا معك يا جابر ، قال فلبس نعليه والقى رداءه على منكبيه وطائفه فوق قذاله (2) فلما ان بلغنا جبانة الكوفة ، سلم على أهل القبور فسمعت ضجة وهدة ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما هذه الضجة وما هذه الهدة ؟ فقال : هؤلاء اخواننا كانوا بالأمس معنا واليوم فارقونا ، اخوان لا يزاورون ، واوداء لا يعادون ، ثم خلع ____________ (1) نهج البلاغة لعبده 3 | 242 ك 372 . (2) الطائف : طرف الثوب المجتمع ، والقذال : جماع مؤخر الرأس ، ومعنى الجملة : ان أمير المؤمنين عليه السلام جمع ووضع طرف ثوبه على مؤخرة رأسه . ( 370 ) نعليه وحسر عن رأسه وذراعيه وقال : يا جابر بن عبد الله ، اعطوا من دنياكم الفانية لآخرتكم الباقية ، ومن حياتكم لموتكم ، ومن صحتكم لسقمكم ، ومن غناكم لفقركم ، اليوم في الدور ، وغداً في القبور ، والى الله تصير الامور ، ثم انشأ يقول : سلام على أهل القبور الدوارس * كأنهم لم يجلسوا في المجالس ولم يشربوا من بارد الماء شربة * ولم يأكلوا من كل رطب ويابس 389 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أخبرنا أبو على الحسين بن صفوان ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، حدثنى علي بن الحسين بن عبد الله ، عن (1) عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي ، أخبرنا رجل من بني شيبان ، ان علي بن أبي طالب عليه السلام خطب فقال : الحمد لله أحمده واستعينه وأومن به واتوكل عليه وأشهد ان لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله ، ارسله بالهدى ودين الحق ، ليزيح به علتكم ويوقظ به غفلتكم ، واعلموا انكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت ، وموفون على اعمالكم ومجزيون فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ، فانها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء معروفة وبالغدر موصوفة ، وكل ما فيها إلى زوال وهي بين أهلها دول وسجال لا تدوم احوالها ولن يسلم من شرها نزالها بينا أهلها منها في رخاء وسرور إذا هم منها في بلاء وغرور احوال مختلفة وتارات متصرفة ، العيش فيها مذموم والرخاء فيها لا يدوم وإنما أهلها فيها اغراض مستهدفة ترميهم بسهامها وتقصمهم بحمامها (2) وكل حتفه فيها مقدور وحظه فيها موفور واعلموا عباد الله انكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى ممن كانوا أطول منكم اعمارا واشد منكم ____________ (1) هكذا في المطبوع ولكن في المخطوطتين : ابن عبد الله بن صالح . (2) الحمام بالكسر : الموت . ( 371 ) بطشا واعمر دياراً وابعد آثارا فاصبحت اصواتهم خامدة من بعد طول تعليها واجسادهم بالية وديارهم خالية وآثارهم عافية واستبدلوا بالقصورة المشيدة والسرر [ المنضدة ] والنمارق الممهدة ، الصخور والاحجار المسندة في القبور اللاطئة الملحدة (1) التي قد بني للخراب فناؤها وشيد بالتراب بناؤها فمحلها مقترب وساكنها مغترب بين أهل عمارة وموحشين وأهل محلة متشاغلين لا يستأنسون بالعمران ولا يتواصلون تواصل الجيران والاخوان على ما بينهم من قرب الجوار ودنو الدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم بكلكله البلى واكلتهم الجنادل والثرى فاصبحوا بعد الحياة امواتاً وبعد غضارة العيش رفاتاً فجع بهم الاحباب وسكنوا التراب وظعنوا فليس لهم أياب ، هيهات هيهات : « كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون » (2) فكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى والوحدة في دار المثوى وارتهنتم في ذلك المضجع وضمكم ذلك المستودع فكيف بكم لو قد تناهت الامور وبعثرت القبور ، « وحصل ما في الصدور » (3) ووقفتم للتحصيل بين يدى الملك الجليل فطارت القلوب لاشفاقها من سالف الذنوب وهتكت عنكم الحجب والاستار وظهرت منكم العيوب والاسرار ، « هنالك تجزى كل نفس بما كسبت » ان الله عزوجل يقول : « ليجزى الذين أساؤا بما عملوا وليجزى الذين أحسنوا بالحسنى » (4) وقال : « ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا » (5) جعلنا الله واياكم عاملين بكتابه ، متبعين لاوليائه حتى يحلنا واياكم دار المقامة من فضله انه حميد مجيد (6) . ____________ (1) لطأ بالارض : لصق ـ والملحدة من « الحد القبر » جعل له لحداً ، أي شقاقا في وسطه أو جانبه . (2) المؤمنون : 100 . (3) العاديات : 10 . (4) النجم : 31 . (5) الكهف : 49 . (6) نهج البلاغة لصبحى الصالح الخطبة رقم | 221 . ( 372 ) 390 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق ، حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ، حدثنا عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث ، حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن سوقة ، عن العلاء بن عبد الرحمان قال : قام رجل إلى على بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ما الايمان ؟ فقال : الايمان على أربع دعائم : على الصبر والعدل واليقين والجهاد . والصبر من ذلك على أربع شعب : على الشوق والشفق (1) والزهد والترقب ، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ، ومن اشفق من النار رجع عن المحرمات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ، ومن ترقب الموت تسارع إلى الخيرات . والعدل على أربع شعب : تبصرة الفطنة وتأويل الحكمة وموعظة العبرة وسنة الأولين فمن تبصر الفطنة تأول الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين . واليقين على اربع شعب : غائص الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم (2) وروضة الحلم ، فمن فهم فسر جميل العلم ، ومن فسر جميل العلم ، عرف شرائع الحكم ، ومن عرف شرائع الحكم حلم وعاش في الناس ولم يفرط . والجهاد على اربع شعب : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين ، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ، ومن نهى عن المنكر ارغم [ انف ] المنافق ، ومن صدق في المواطن قد قضى ما عليه ، ومن شنا الفاسقين وغضب لله غضب الله له وما اكتحل رجل بمثل ملمول (3) ____________ (1) الشفق : ـ بالتحريك ـ الخوف ـ النهاية . (2) زهرة الحكم ـ بضم الزاى ـ : حسنه . (3) الملمول ، على وزن العصفور : هو الذي يكحل به البصر ولا يقال ميل الا للميل من اميال الطريق ـ لسان العرب مادة « ميل » . ( 373 ) الحزن ، فقام الرجل إلى رأس علي عليه السلام فقبله (1) . 391 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ـ بمكة ـ حدثنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي قال : سمعت الفتح بن شخرف يقول : رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم فسمعته يقول : التواضع يرفع الفقير على الغني ، واحسن من ذلك تواضع الغنى للفقير (2) . 392 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، قال سمعت السيد أبا منصور الظفر بن محمد العلوي يقول : سمعت أبا بكر بن أبي دارم يقول : سمعت إبراهيم بن بريدة الهاشمي يقول : سمعت الفتح بن شخرف يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في المنام ، فقلت : يا أمير المؤمنين تقول شيئاً لعل الله ينفعني به ؟ فقال : ما احسن عطف الأغنياء على الفقراء رغبة في ثواب الله ، واحسن منها تيه (3) الفقراء على الاغنياء ثقة بالله فقلت : يا أمير المؤمنين تزيدنا ؟ قولى وهو يقول : قد كنت ميتا فصرت حيا * وعن قليل تصير ميتا عز بدار الفناء بيت * فاين لدار البقاء بيتا 393 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو منصور النصروي ، حدثني أحمد بن نجدة ، حدثني سعيد بن منصور ، حدثنا أبو شهاب ، عن القاسم بن الوليد الهمداني ، عن داود بن أبي عمرة : ____________ (1) نهج البلاغة لبعده ك | 30 ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام 3 | 288 عن قبيصة بن جابر الأسدي واورده أبو نعيم في حلية الاولياء 1 | 74 . (2) تاريخ بغداد 9 | 425 ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 402 وفيه : حدثنا الفتح بن شجرف . (3) لان تيه الفقير وانفته على الغنى ادل على كمال اليقين بالله فانه بذلك قد امات طمعا ومحا خوفا وصابر في بأس شديد ولا شيء من هذا في تواضع الغنى . ( 374 ) ان عليا عليه السلام قال خمس ، خذوهن عني : لا يخافن أحد منكم إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه ولا يستحيى من لا يعلم ان يتعلم ولا يستحيى من يعلم إذا سئل عما لا يعلم ان يقول الله اعلم وان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد إذا ذهب الصبر ذهب الايمان إذا ذهب الرأس ذهب الجسد (1) . 394 ـ أنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرني فيدر بن عبد الرحمان بن شاذي ، أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمان الشيرازي ، أخبرنا محمد بن أحمد ابن يعقوب المديني ، قال حدثنى الحسين بن جعفر بن عبد الله ، حدثنا علي ابن الحسن القطان ، حدثنا الاصمعي ، عن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده قال : قال عبد الله بن عباس : ما انتفعت بشيء بعد النبي صلى الله عليه وآله انتفاعي بكلمات كتب الي بهن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كتب اليّ : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد ، فإن المرء قد يفرح بادراك ما لم يكن يفوته ويحزن لفوت ما لم يكن يدركه فإذ أتاك الله في الدنيا شيئاً فلا تكثرن به فرحا ، وإذا فاتك منها شيء فلا تكثرن عليه حزنا وليكن همك لما بعد الموت والسلام (2) . 395 ـ وأخبرنا الفقيه أبو سعيد الفضل بن محمد الاسترابادي ، حدثنا أبو غالب الحسن بن علي بن القاسم ، حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد الجهرمي بعسكر مكرم (3) . حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، قال : قال أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ـ صاحب أبي ____________ (1) نهج البلاغة لمحمد عبده ك | 406 . (2) رواه ، ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام 3 | 272 . (3) عسكر مكرم ، بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء : بلدة مشهورة من نواحي خوزستان ـ مراصد الاطلاع . ( 375 ) عثمان الجاحظ ـ كان الجاحظ يقول لنا زمانا : ان لأمير المؤمنين عليه السلام مائة كلمة ، كل كلمة منها تفي ألف كلمة ، من محاسن كلام العرب قال : وكنت أسأله دهراً بعيدا أن يجمعها ويمليها علي وكان يعدني بها ويتغافل عنها ضناً بها قال : فلما كان آخر عمره أخرج يوما جملة من مسودات مصنفاته ، فجمع منها تلك الكلمات وأخرجها إلى بخطه فكانت الكلمات المائة هذه : لو كشف الغطاء ما أزددت يقينا ، الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ، الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم ، ما هلك امرء عرف قدره ، قيمة كل امرء ما يحسنه ، من عرف نفسه فقد عرف ربه ، المرء مخبوء تحت لسانه ، من عذب لسانه كثر اخوانه ، بالبر يستعبد الحر ، بشر مال البخيل بحادث أو وارث ، لا تتظر إلى من قال وانظر إلى ما قال ، الجزع عند البلاء تمام المحنة ، لاظفر مع البغي ، لاثناء مع الكبر ، لا بر مع الشح ، لا صحة مع النهم (1) لا شرف مع سوء أدب ، لا اجتناب محرم مع حرص ، لا راحة مع حسد لا محبة مع مراء ، لا سؤدد مع انتقام ، لا زيادة مع دعارة (2) لا صواب مع ترك المشورة ، لا مروة لكذوب ، لا وفاء لملوك ، لا كرم اعز من التقوى ، لا شرف اعز من الاسلام ، لا معقل احرز من الورع ، لا شفيع انجح من التوبة ؛ لالباس أجمل من السلامة ، لاداء اعيى من الجهل ، لا مرض اضنى من قلة العقل ، لسانك يقتضيك ما عودته ، المرء عدو ما جهله ، رحم الله امرء عرف قدره ولم يتعد طوره ، اعادة الاعتذار تذكير للذنب ، النصح بين الملإ تقريع ، إذا تم العقل نقص الكلام ، الشفيع جناح الطالب ، نفاق المرء ذلة ، نعمة الجاهل كروضة على مزبلة ؛ الجزع اتعب من الصبر ، المسؤول حر حتى لا يعد اكبر الاعداء اخفاهم مكيدة ، من طلب ما لا يعنيه فاته ما يعنيه ، السامع للغيبة احد المغتابين ؛ الذل ____________ (1) في [ و] : الهم . (2) في [ ر ] : ذعارة . ( 376 ) مع الطمع ، الراحة مع اليأس الحرمان مع الحرص ، من كثر مزاحه لم يخل من حقد عليه واستخفافا به ، عبد الشهوة أذل من عبدالرق ، الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ، كفى بالظفر شفيعا للمذنب ، رب ساع فيما يضره ، لا تتكل على المنى فانها بضائع النوكى ، الياس حر والرجاء عبد ، ظن العاقل كهانة ، من نظر اعتبر ، العداوة شغل القلب ، القلب إذا كره عمي ، الادب صورة العقل ، لاحياء لحريص ، من لانت اسافله صلبت اعاليه ؛ من اتي في عجانه قل حياؤه وبذو لسانه ، السعيد من وعظ بغيره ، الحكمة صالة المؤمن ، الشرة جامع لمساوى العيوب ، كثرة الوفاق نفاق ، كثرة الخلاف شقاق ، رب أمل خائب ؛ رب رجاء يؤدى إلى الحرمان ، رب ارباح تؤدي إلى الخسران ، رب طمع كاذب ، البغى سائق إلى الحين ، في كل جرعة شرقة ، مع كل أكلة غصة ، من كثر فكره في العواقب لم يشجع ، إذا حلت المقادير ضلت التدابير ، إذا حل المقدور بطل التدبير ، إذا حل القدر بطل الحذر ، الاحسان يقطع اللسان ، الشرف بالعقل والأدب لا بالأصل والحسب ؛ اكرم الحسب حسن الخلق ، أكرم النسب حسن الأدب ؛ افقر الفقر الحمق ، اوحش الوحشة العجب . أغنى الغنى العقل ، الطامع وثاق الذل ، احذروا نفار النعم فما كل شارد بمردود ؛ اكثر مصارع العقول تحت بروق الاطماع ، من ابدى صفحته للحق هلك ، إذا املقتم فتاجروا الله بالصدقة ، من لان عوده كثف اغصانه ، قلب الاحمق في فيه ، لسان العاقل في قلبه ، من جرى في عنان امله عثر بأجله ، إذا وصلت اليكم اطراف النعم فلا تنفروا اقصاها بقلة الشكر ، إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكره للقدرة عليه ، ما اضمر أحدكم شيئاً إلا ظهر منه في فلتات لسانه وصفحات وجهه . أللهم اغفر رمزات الالحاظ ؛ وسقطات الالفاظ ؛ وشهوات الجنان ، وهفوات اللسان . البخيل مستعجل للفقر ، يعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في ( 377 ) الاخرة حساب الاغنياء ، لسان العاقل وراء قلبه ؛ قلب الاحمق وراء لسانه ، الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتى كانه غفر ، من اطال الأمل اساء العمل [ الكاسب فوق قوته خازن لغيره ] (1) مسكين ابن آدم ، مكنون العلل ، مكتوم الأجل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقة وتقتله الشرقة وتنتنه العرقة . ____________ (1) ما بين المعقوفتين ليس موجوداً في الاصلين بل موجود في المطبوع بالنجف . ****************** الفصل الخامس والعشرون في بيان من غير الله خلقهم وأهلكهم بسبهم إياه 396 ـ أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب إلى من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أخبرنا أبو طالب الجعفري ، حدثنا ابن مردويه الحافظ ، حدثنا محمد بن أحمد بن علي ، حدثنا موسى بن يوسف بن موسى بن راشد القطان ، حدثنا وهب بن بقية ، حدثني هشيم ، عن اسماعيل بن سالم ، عن عماد الحضرمي ، عن زاذان أبي عمر : ان علي بن أبي طالب عليه السلام سأل رجلاً بالرحبة عن حديث ، فكذبه ، فقال علي : انك قد كذبتني ؟ فقال ما كذبتك ، قال : ادعو الله عليك ان كذبتني أن يعمي بصرك قال : ادع الله ، فدعا الله عليه فلم يخرج من الرحبة حتى قبض بصره (1) . 397 ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أنبأني اسماعيل بن محمد بن ملة ، حدثنا القاسم بن أبي بكر ابن على ، حدثنا أبو عبد الله بن شهريار ، اخبرني أبو العباس الطهراني ، حدثنا سلمة بن شبيب النيسابوري ، حدثنا الحسن بن محمد بن أعين ، حدثنا عمرو بن ثابت قال : سمعت أبا معشر يقول : كنا جلوسا فمر بنا رجل وهو يقول : من كان يحب عليا فاني ابغضه في الله ، قال : فما قمنا من مجلسنا حتى مروا به ____________ (1) فضائل الصحابة لابن حنبل 1 | 539 ـ ح | 900 ورواه أبو نعيم في حلية الاولياء 5 | 26 ورواه أيضاً البلاذرى في انساب الاشراف 2 | 156 . ( 379 ) يقاد وهو أعمى . 398 ـ وأنباني مهذب الائمة هذا ، أخبرني أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبي ، أخبرنا هلال بن محمد الحفار ، أخبرنا أبو بكر النقاش ، حدثنا مسيح بن حاتم بالبصرة ، حدثنا ابن عائشة ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد قال : سمعت سعيد بن المسيب : مر غلامك فلينظر إلى وجه هذا ، فقلت وما هو ؟ قال انه كان يسب عليا وطلحة والزبير فدعوت الله عليه فسود وجهه . 399 ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن اسحاق ابن ابراهيم بن مخلد الباقرجي ، أخبرنا أبو إسحاق ابراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، اخبرنا أبو محمد عبد الله بن ابراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز ، حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبد الله بن مسلم اللخمى البصري ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن المثنى بن أنس بن مالك الانصاري ، حدثني ابن عون ، أنبأني محمد بن الاسود ، عن عامر بن سعد قال : بينا سعد يمشى إذ مر برجل وهو يشتم عليا ، فقال سعد : انك تشتم قوما قد سبق لهم من الله ما سبق ، والله لتكفن عن شتمهم أو لأدعون الله عليك قال : اتخوفني كأنه نبي قال : فقال سعد : أللهم ان كان هذا قد سب اقواماً قد سبق لهم منك ما سبق ، فاجعله اليوم نكالا ، قال فجاءت بختية وافرج الناس لها فتخبطته قال فجعلت الناس يتبعون سعداً رضي الله عنه ويقولون استجاب الله لك يا أبا اسحاق (1) . ____________ (1) الحديث بطوله في مستدرك الصحيحين 3 | 499 ـ رواه أيضاً ابن المغازلي في مناقبه | 74 واورده الحلبي في سيرته 3 | 182 التي بهامشها السيرة الدهلانية . ( 380 ) الفصل السادس والعشرون في بيان مقتله عليه السلام 400 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا ابراهيم بن اسماعيل القاري ، حدثني عمر بن سعيد الدارمي ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، أخبرني خالد ابن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن اسلم : ان ابا سنان الدؤلي حدثه انه عاد علياً عليه السلام في شكوى اشتكاها قال : فقلت له : لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه فقال : ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه لاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله الصادق المصدق يقول : انك ستضرب ضربة هاهنا ، وضربة هاهنا ـ واشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك ويكون صاحبها اشقاها كما كان عاقر الناقة اشقى ثمود (1) . 401 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارث الاصفهاني الفقيه ، أخبرنا محمد بن حيان ـ وهو أبو الشيخ الاصبهاني ـ حدثني أبو الحسين محمد بن محمد الجرجاني ، عن موسى بن عبد الرحمان ____________ (1) رواه الحاكم في مستدركه 3 | 113 ورواه البيهقي في سننه 8 | 58 واورده ابن الاثير في اسد الغابة 4 | 33 . ( 381 ) الكندي ، حدثنا : أحمد بن الحسين ـ وفيما اجاز لنا شيخنا أبو عبد الله الحافظ ـ حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الاصفهاني ، حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن ايوب الاجرم وأبو حامد أحمد بن جعفر بن سعيد الاشعري قالا : حدثنا أبو عيسى محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن مسروق ، حدثنا عثمان بن عبد الرحمان الحراني ، حدثنا اسماعيل بن راشد قال كان من حديث ابن ملجم وأصحابه لعنهم الله ان عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي ، اجتمعوا بمكة فذكروا امر الناس وعابوا على ولاتهم ، ثم ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم وقالوا ما نصنع بالحياة بعدهم وقالوا اخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو شرينا بانفسنا انفسهم فاتينا ائمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فارحنا منهم البلاد وثأرنا بهم اخواننا فقال ابن ملجم : انا اكفيكم علي بن أبي طالب وكان من اهل مصر ، وقال البرك بن عبد الله : انا اكفيكم معاوية بن أبي سفيان ، وقال عمرو بن بكر التميمي : انا اكفيكم عمرو بن العاص ، فتعاهدوا وتواثقوا بالله لا ينكص الرجل منهم عن صاحبه الذي وجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه ، فأخذوا اسيافهم فسموها واتعدوا لتسع عشرة (1) من شهر رمضان ، يثب كل واحد منهم إلى صاحبه الذي توجه إليه ، فاقبل كل رجل إلى المصر الذي كان فيه صاحبه الذي طلب ، فاما ابن ملجم المرادي لعنه الله فخرج فلقى أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئاً من أمره فرأى ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب وكان علي عليه السلام قتل منهم يوم النهروان عددا ، فذكروا قتلاهم ولقى من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها قطام وقد كان علي قتل اباها واخاها وكانت فائقة الجمال ، فلما راها التست بعقله ونسى حاجته التي جاء لها فخطبها فقال : لا اتزوجك ____________ (1) هذا هو الصحيح ولكن في [ ر ] سبع عشرة . ( 382 ) حتى تشفي قلبي قال : وما تشائين ؟ قالت : ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب ، فقال هو مهرك ، فأما قتل علي فلا اراك تدركينه ، قالت تريدني قال بلى قالت فالتمس غرته فان اصبته انتفعت بنفسك ونفسي وتحفد (1) العيش معي ، وان هلكت فما عند الله خير وابقى من الدنيا وزبرج اهلها ، فقال : والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب قالت فإذا اردت ذلك فانى اطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على امرك ، فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له « وردان » فكلمته في ذلك فأجابها وجاء ابن ملجم رجلاً من اشجع يقال له شبيب بن بحرة فقال له : هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟ قال وما ذاك قال قتل علي بن أبي طالب ، قال ثكلتك امك ، لقد جئت شيئاً اداً (2) كيف تقدر على ذلك ؟ قال : اكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة ، شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا انفسنا وادركنا ثارنا وان قتلنا فما عند الله خير من الدنيا ، قال له : ويحك لو كان غير علي كان اهون علي ، قد عرفت بلاءه في الاسلام وسابقته مع النبي وما اجدني أنشرح لقتله ، قال أما تعلم (3) انه قتل أهل النهروان العباد المصلين قال بلى قال فاقتله بمن قتل من اخواننا ، فاجابه فجاؤا حتى دخلوا على قطام وهى في المسجد الاعظم معتكفة فيه ، فقالوا لها : لقد اجتمع (4) رأينا على قتل علي قالت فإذا اردتم ذلك فأتوني ثم عادوا ليلة الجمعة التي قتل علي في صبيحتها سنة اربعين فقال هذه الليلة التي وعدت فيها صاحبي ان يقتل كل واحد منا ____________ (1) تحفد : على صيغة المجهول من حفده أي خدمه ، ورجل محفوداي مخدوم ... ومنه حديث امية : بالنعم محفود ـ لسان العرب . (2) الاد : الامر الفظيع العظيم . . وفي التنزيل العزيز « لقد جئتم شيئاً ادّا » [ مريم : 89 ] ـ لسان العرب . (3) في [ ر ] : انا نعلم . (4) في [ ر ] : اجمع . ( 383 ) صاحبه فدعت لهم بالحريرة فعصبتهم واخذوا اسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي عليه السلام ، فلما خرج شد عليه شبيب لعنه الله بالسيف فضربه بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو بالطاق ، وضربه ابن ملجم لعنه الله فاقرنه بالسيف وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أمية وهو ينزع الحريرة من صدره فقال ما هذه الحريرة والسيف ؟ فاخبره بما كان فانصرف فجاد بسيفه فعلى به وردان حتى قتله وخرج شبيب نحو أبواب كندة في الغلس ، فصاح الناس فلقيه رجل من حضر موت يقال له عويص وفي يد شبيب السيف فاخذه وجثم عليه الحضرمي ، فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده خشى على نفسه فتركه فنجا بسيفه ونجا شبيب في غمار الناس فشدوا على ابن ملجم لعنه الله فاخذوه إلا ان رجلا من همدان يكنى أبا اد أخذه فضرب رجله فصرعه ، وتأخر علي فدفع في ظهر جعدة بن هبيرة المخزومي فصلى بالناس الغداة ثم قال علي عليه السلام : علي بالرجل ، فادخل عليه فقال : أي عدو الله ، الم احسن اليك ؟ قال بلى قال فما حملك على هذا قال : [ ان سيفي هذا ] شحذته اربعين صباحا فسألت الله ان يقتل به شر خلقه فقال علي عليه السلام : فلا اراك إلا مقتولا به ولا أراك إلا من شر خلق الله . فذكروا : أن محمد بن حنفية قال : والله اني لا صلى تلك الليلة التي ضرب فيها علي بن أبي طالب في المسجد في رجال كثير من المصر ، يصلون قريبا من السدة ما هم إلا قياماً وركوعاً وسجوداً فلا يسأمون من اول الليل إلى آخره إذ خرج علي عليه السلام لصلاة الغداة فجعل ينادي : أيها الناس ، الصلاة ، الصلاة ، فما ادري اخرج من السدة فتكلم إذ نظرت إلى بريق السيوف وسمعت : الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك ، فرأيت سيفا ثم رأيت ثانياً ، وسمعت عليا عليه السلام يقول : لا يفوتنكم الرجل وشد عليه الناس من كل جانب فلم ابرح حتى اخذ ابن ملجم قبحه الله وادخل على ( 384 ) علي عليه السلام فدخلت فيمن دخل ، فسمعت عليا عليه السلام يقول : النفس بالنفس ، فان هلكت فأقتلوه كما قتلني ، وان بقيت رأيت فيه رأيي . وذكروا أن الناس دخلوا على الحسن بن علي فزعين لما حدث من أمر علي عليه السلام فبينما هم عنده وابن ملجم مكتوف بين يديه إذ ثارت « ام كلثوم » بنت علي عليه السلام فقالت : أي عدو الله انه لا بأس على أبي ، والله يخزيك ، فقال ابن ملجم : على ما تبكين ؟ لقد اشتريت سيفي بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل الأرض ما بقى أحد (1) . وذكروا ان جندب بن عبد الله دخل على علي عليه السلام يسليه فقال : يا أمير المؤمنين ان فقدناك ـ فلا نفقدك ـ فنبايع الحسن ؟ قال لا آمركم ولا انهاكم ، انتم ابصر (2) قال فزد فدعا حسنا وحسينا فقال : اوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وان بغتكما ، ولا تبكيا على شيء زوي عنكما ، وقولا الحق وارحما اليتيم واعينا الضائع واصنعا للآخرة وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً ، اعملا بما في الكتاب فلا تأخذكما في الله لومة لائم . ثم نظر إلى محمد ابن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم ، قال فاني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك ، لعظيم حقهما عليك ولا تؤثر (3) امراً دونهما . ثم قال اوصيكما به فانه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما ان أباكما كان يحبه ، وقال للحسن : يا بني أوصيك بتقوى الله وإقام الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها فانه لا صلاة إلا بطهور ولا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة وأوصيك بعفو الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه ____________ (1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 | 35 وفيه : عمرو بن بكير . (2) راجع تعاليقنا على الرقم 406 (3) في [ ر ] : لا توثق . ( 385 ) في الدين والتثبت في الامر والتعاهد في القرآن وحسن الجوار والامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجتناب الفواحش (1) . فلما حضرته الوفاة اوصى فكانت وصيته : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أوصى [ به ] علي بن أبي طالب ، أوصى انه يشهد : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين (2) ثم اوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن يبلغه كتابي بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فاني سمعت أبا القاسم عليه السلام يقول : ان صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام . انظروا إلى ذوي ارحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب . الله الله في الايتام فلا تغيروا افواههم ولا يضيعن بحضرتكم . الله الله في جيرانكم فانهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا انه سيورثهم . الله الله في القرآن فلا يسبقنكم بالعمل به غيركم . الله الله في الصلاة فانها عماد دينكم . الله الله في بيت ربكم فلا يخلون ما بقيتم فانه ان ترك لم تناظروا . الله الله في شهر رمضان فان صيامه جنة من النار . الله الله في الجهاد في سبيل الله باموالكم وأنفسكم . الله الله في الزكاة فانها تطفي غضب الرب ، الله الله في ذمة أهل بيت ____________ (1) انظر مقتل أمير المؤمنين لابن ابي الدنيا ح | 33 . (2) في [ ر ] : اول المسلمين . ( 386 ) نبيكم فلا يظلموا بين ظهرانيكم ، الله الله في أصحاب نبيكم فان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم . الله الله في الفقراء والمساكين فاشركوهم في معايشكم ، الله الله فيما ملكت ايمانكم فان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله ان قال : أوصيكم بالضعيفين : نساؤكم وما ملكت ايمانكم ، الصلاة الصلاة لا تخافن في الله لومة لائم يكفيكم من ارادكم وبغى عليكم وقولوا للناس حسنا كما امركم الله . ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فيتولى الامر شراركم ثم تدعو فلا يستجاب لكم . علكيم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ، واتقوا الله ان الله شديد العقاب . حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، استودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته . ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض في شهر رمضان سنة اربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة اثواب ليس فيها قميص وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات ، وولى الحسن عمله ستة اشهر (1) وقد كان علي عليه السلام نهى الحسن عن المثلة فقال : يا بني عبد المطلب لا الفينكم تخوضون في دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، الا لا يقتل بي إلا قاتلي ، انظر يا حسن ، ان أنا مت من ضربتي هذه ، فاضربه ضربة ولا تمثل بالرجل فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، فلما قبض علي عليه السلام بعث الحسن عليه السلام إلى ابن ملجم لعنه الله ، فقال للحسن : هل لك في خصلة ، اني ____________ (1) اورد ابن ابي الدنيا هذه الوصية بعينه في مقتل أمير المؤمنين ح | 30 . ( 387 ) والله ما اعطيت عهدا إلا وفيت به اني اعطيت الله عهداً أن اقتل علياً ومعاوية أو اموت دونهما ، فان شئت خليت بيني وبينه ولك الله على ان اقتله وان قتلته ثم بقيت لآتينك حتى اضع يدي في يدك فقال : لا والله حتى تعاين النار ثم قدمه فقتله ثم أخذه الناس فأدرجوه في بواري ثم احرقوه بالنار . 402 ـ وأخبرنا الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما اذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الأديب أيو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ـ أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصفهان سنة ثمان وثمانين واربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا محمد بن علي بن دحيم ، حدثنا أحمد بن حازم ، حدثنا أحمد بن صبيح القرشي ، حدثنا يحيى بن يعلى ، عن اسماعيل البزاز ، عن أم موسى سرية (1) لعلي قالت : قال علي لام كلثوم : يا بنية ما أراني إلا وقل ما اصحبكم قالت ولم يا ابة ؟ قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله البارحة في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول : الي يا علي ، لا عليك قضيت ما عليك . 403 ـ وأخبرنا عين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي ، أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الوبري الخوارزمي « رحمه الله » حدثنا الشيخ أبو القاسم ميمون بن علي بن ميمون الميموني ، حدثنا الشيخ ____________ (1) سرية : امرأة سرية من نسوة سريات وسرايا ، وسراة المال : خياره لسان العرب . ( 388 ) صالح ابو شعيب صالح بن محمد بن صالح بن شعيب ، أخبرنا أبو حاتم حدثنا أبو عبد الرحمان ، حدثنا عثمان البغدادي ، حدثنا عبد الرحمان بن صالح ، حدثنا عمر بن هشام ، حدثنا اسماعيل ابن أبي خالد ، عن عامر قال : لما ضرب علي تلك الضربة قال فما فعل ضاربي ، اطعموه من طعامي واسقوه من شرابي فان عشت فانا أولى بحقي ، وان مت فاضربوه ولا تزيدوه ، ثم أوصى إلى الحسن فقال : لا تغال في كفني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لا تغالوا في الكفن وامشوا بين المشيتين فان كان خيراً عجلتموه وان كان شراً القيتموه عن اكتافكم (1) . الآثار : 404 ـ أخبرني الشيخ الإمام تاج الدين ، شمس الادباء ، أفضل الحفاظ محمد بن بينمان بن يوسف الهمداني ـ فيما كتب إلي من همدان ـ حدثنا الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع بن المظفر بن شجاع العدل ـ في ذي الحجة سنة أربع وتسعين واربعمائة ـ أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن هلال ، حدثنا محمد بن حمزة بن محمد بن الحرث القعينى ، حدثنا العباس ابن محمد الدوري ، حدثنا أبو النصر ، حدثني أبو معشر ، عن محمد بن عبد الرحمان القرشي ، عن الزهري قال : قال عبد الملك بن مروان : أي واحد أنت أن حدثتني ما كانت علامة يوم قتل علي بن أبي طالب ؟ قال والله يا أمير المؤمنين ما رفعت حصاة ببيت المقدس إلا كان تحتها دم عبيط ، فقال : اني واياك غريبان في هذا (2) . 405 ـ وأخبرني الامام سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار ____________ (1) مقتل أمير المؤمنين لابن ابي الدنيا | 65 . (2) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 109 ونظيره في مستدرك الصحيحين للحاكم 3 | 144 . ( 389 ) الديلمي الهمداني ـ فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرني أبي شيرويه بن شهردار ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد الميداني ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عمر سمعت : أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفا بالكوفة يقول : كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم عليه السلام ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا راهب أسلم ، فاشرفت فإذا بشيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف ، عظيم الخلق وهو قاعد بحذاء مقام إبراهيم فسمعته يقول : كنت قاعداً في صومعتي فاشرفت منها فإذا طائر كالنسر قد سقط على صخرة على شاطئ البحر ، فتقيأ فرمى بربع انسان ، ثم طار فتفقدته فعاد فتقيأ بربع انسان ، ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع انسان ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع انسان ثم طار فدنت الارباع فقامت رجلا فهو قائم وانا اتعجب منه حتى انحدر الطير فضربه واخذ ربعه وطار ثم رجع فاخذ الربع الآخر ، ثم رجع فاخذ الربع الآخر ثم رجع فاخذ الربع الآخر فبقيت اتفكر وتحسرت ان لا اكون لحقته فسألته من هو فبقيت اتفقد الصخرة حتى رأيت الطير قد اقبل فتقيأ فرمى بربع انسان فنزلت فقمت بازائه فلم ازل حتى جاء الربع الرابع ثم طار فالتأم رجلا فقام قائما فدنوت منه فسألته فقلت : من أنت ؟ فسكت عني فقلت : بحق من خلقك من أنت ؟ فقال أنا عبد الرحمان بن ملجم ، فقلت وأيش عملت ؟ قال : قتلت علي بن أبي طالب فوكل بي هذا الطير منذ قتلته يقتلني كل يوم أربعين قتلة ، فهو يخبرني وانقض الطير فأخذ ربعه وطار فسألت عن علي فقالوا ابن عم رسول الله فأسلمت . 406 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا علي بن محمد القريشي ، ( 390 ) حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز ، حدثنا محمد بن عمر ، عن أبان ابن تغلب ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن سميع قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام ـ قبل أن يضرب بثلاث ـ أين شقيكم هذا ؟ أما والله ليخضبن هذه من هذا ، قال فلما ضرب دخلت عليه فقلت : يا أمير المؤمنين استخلف قال : لا ، قلت اتق الله فما تقول لربك ؟ قال : اقول تركتهم كما تركهم رسول الله ، ان شئت اصلحتهم وان شئت أفسدتهم (1) . 407 ـ وأنباني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله ، أخبرنا الحسن ابن علي بن محمد ، أخبرني محمد بن العباس بن محمد بن زكريا قال : قرأ على أبي الحسن ابن معروف ، حدثنا الحسين بن الفهم ، حدثنا محمد بن سعد ، حدثنا خالد بن مخلد ومحمد بن الصلت قالا : أخبرنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عن محمد بن الحنفية قال : دخل علينا ابن ملجم لعنه الله الحمام وانا والحسن والحسين جلوس في الحمام ، فلما دخل كأنهما اشمأزا منه ، فقالا : ما أجرأك تدخل علينا ؟ قال فقلت لهما : دعاه عنكما فلعمري ما يريد بكما ____________ (1) الحديث من الموضوعات على أمير المؤمنين عليه السلام وتدل على ذلك الاحاديث الصحيحة المتواترة المصرحة بانه عليه السلام ناشد في كثير من المناسبات ـ جمعاً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بحديث الغدير واستخلافه اياه فيه ، وقد ثبت عندنا أيضا انه صلى الله عليه وآله كان قد نص على امامة الحسن وسائر الائمة (ع) مثل ما نص على ابيهم أمير المؤمنين (ع) غير مرة ولكنهم لم يطيعوا امره ولم ينفذوا وصيته فبالأحرى ان لا ينفدوا وصية علي (ع) ولا يطيعوه في استخلافه للحسن (ع) . كما وان الروايات الصحيحيه وردت عندنا في نص أمير المؤمنين (ع) على استخلاف ابنه الحسن (ع) . راجع لذلك كتاب « الارشاد » للشيخ المفيد وكتاب « الكافي » للكليني وغيرهما من كتب التاريخ والحديث والكلام . ولا مجال لنا هنا لذكر أكثر من هذا . كل هذا إلى جانب ان الحديث في المقام ضعيف السند لجهالة عبد الله بن سميع الراوي له ، ويحيى بن الحسن بن الفرات القزاز وغيرهما مما هم موضع الطعن عند عديد من اصحاب الجرح والتعديل . ( 391 ) لأجسم من هذا ، فلما كان يوم أتى به أسيرا قال ابن الحنفية : ما انا اليوم باعرف به من يوم دخل علينا الحمام فقال علي عليه السلام : انه اسير ، فاحسنوا نزله واكرموا مثواه ، فان بقيت قتلت أو عفوت ، وان مت فاقتلوه قتلتي « ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين » (1) . 408 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد ، أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، حدثنا حنبل بن اسحاق ، حدثنا اسحاق بن اسماعيل ، حدثنى جرير ، عن المغيرة قال : لما جاء معاوية [ خبر ] وفاة على وهو قائل مع امرأته بنت قرظة في يوم صائف قال « إنا لله وإنا إليه راجعون » (2) ماذا فقدوا من العلم والفضل والخير ؟ فقالت له امرأته : تسترجع عليه اليوم ؟ قال : ويلك لا تدرين ماذا ذهب من علمه وفضله وسوابقه (3) . 409 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبوا الوليد الفقيه ، حدثنا الهيثم بن خلف ، حدثنا على بن الربيع الانصاري ، حدثنا حفص بن غياث ، عن أبي روح ، عن مولى لعلي : إن الحسن بن علي (4) صلى على علي ، وكبر أربعاً (5) . ____________ (1) الامامة والسياسة 1 | 160 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 3 | 35 وفيه : فلعمري ما يريد بكما أحشم من هذا ... (2) في الأصلين : تقديم وتأخير بين هذين الجملتين قال انا لله . . وهو قائل مع امرائة ... (3) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 95 . وهذا الحديث يتنافى مضمونه حديثا آخر أظهر فيه معاوية موقفا مبايناً لهذا الموقف ، فقد جاء في منهاج البراعة 9 | 127 : انه لما بلغ نعى أمير المؤمنين إلى معاوية فرح فرحا شديداً وقال : ان الاسد الذي كان يفترش ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه ... بل هو يتنافى مع موقفه العام من امام المتقين فهو الذي عادى علياً عليه السلام وقاتله وقتل انصاره واعوانه واختلق ضده الاحاديث . (4) من هنا إلى صفحة : 396 ، سطر : 5 ساقط من [ و] . (5) رواه الحاكم في المستدرك 3 | 143 ورواه ابن سعد في الطبقات 3 | 37 . ****************** 410 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عبد الجبار ، عن عباس الهمداني ، عن عثمان بن المغيرة قال : لما ان دخل رمضان كان علي عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن [ وليلة عند ] الحسين [ وليلة عند ] ابن عباس ولا يزيد عن ثلاث لقم ويقول : [ يأتيني ] امر الله وانا اخمص انما هي ليلة أو ليلتان فاصيب من الليل (1) . 411 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن اسماعيل القاري يقول : سمعت عثمان ابن سعيد الدارمي يقول : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : ولى علي بن أبي طالب خمس سنين ، وقتل سنة أربعين من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن ثلاث وستين سنة ، قتل يوم الجمعة [ ودفن يوم الأحد ] الحادي والعشرين من شهر رمضان ومات يوم الاحد ودفن بالكوفة (2) . 412 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ____________ وصلاة الجنائز فيها خمس تكبيرات ، تفتتح بالاولى وتنتهي بالخامسة ، يدعو المصلي عقيب اربع منها ثم يكبر الخامسة وينصرف ، فلعل الحسن عليه السلام كبر الخامسة بصوت خافض لم يسمعها الراوي ـ على تقدير صحة الرواية هذا وقد روى ابو الفرج في « مقاتل الطالبيين » | 41 وابو حنيفة الدينوري في « الاخبار الطوال » | 216 : انه صلى ـ (ع) ـ فكبر خمساً . وقد صلى زيد بن ارقم فكبر خمساً فقيل له . فقال : رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وآله صلى على جنازة فكبر خمساً فلا اتركه ابداً . رواه الجماعة الا البخاري ! المنتقى 2 | 86 ، مسند أحمد 4 | 370 سنن البيهقي 4 | 36 ، شرح معاني الآثار 1 | 493 ، المصنف لابن ابي شيبة 3 | 303 . (1) اسد الغابة 4 | 35 وفيه : « عبد الله بن جعفر » بدل « ابن عباس » ورواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 387 . (2) رواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 388 والمعروف عند الامامية انه ضرب في الليلة « 19 » من شهر رمضان واستشهد في الليلة الحادي والعشرين منه ودفن بالغري بظاهر الكوفة . ( 393 ) القطان ببغداد ، أخبرنا علي بن عبد الرحمان بن ماتي بالكوفة ، حدثنا أحمد بن حازم ، عن أبي غرزة قال أخبرنا عبيدالله بن موسى ، أخبرنا سكين ، حدثنا حفص بن خالد ، عن أبيه ، عن جده جابر قال اني لشاهد لعلي عليه السلام وأتاه المرادي يستحمله فحمله ثم قال : عذيري من خليلي من مراد * اريد حياته ويريـد قتلي (1) ثم قال : هذا والله قاتلي ، قالوا : يا أمير المؤمنين أفلا تقتله ؟ قال : لا ، فمن يقتلني إذا ، ثم قال : اشدد حيازيمك للموت * فــإن المـوت آتيكـا ولا تجزع من الموت * إذا حــل بواديكـا (2) 413 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنى أبو سعيد أحمد بن محمد النخعي ، حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم ، حدثني أبي ، حدثني عمر بن طلحة الفناد ، حدثني اسباط بن نصر قال : ____________ أريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد (1) هذا بيت شعر تمثل به أمير المؤمنين عليه السلام حيت اتاه ابن ملجم المرادي لعنه الله واخزاه ، واصل البيت لعمرو بن معدى كرب الزبيدي وكان من اعظم فرسان العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، وقد أسلم في سنة تسع أو عشر ولكنه ارتد في زمن النبي صلى الله عليه وآله فأرسل إليه علياً عليه السلام فبارزه ولما تمكن منه هرب عمرو ، ثم تاب وعاد إلى الاسلام . وكان صاحب السيف المعروف بالصمصامة . وكان عمرو شاعرا مجيدا وله ديوان شعر ، شهد القادسية وقتل رستم وتوفي آخر خلافة عمر ، وقيل انه قتل في وقعة نهاوند وقيل : مات في خلافة عثمان في خروجه إلى الري ... ومطلع قصيدته : اعاذل عدتي بدني ورمحي * وكل مقلــص سلس القيــاد وختامها : اريد حياته و... وفي الاغاني : اريد حباءه ... والحباء : العطاء بلا من ولا اذى ، وعذيرك من فلان : علم من يعذرك منه ـ انظر الاغاني 15 | 208 وما بعده ـ واسد الغابة 4 | 132 . (2) رواه ابن ابي الدنيا في مقتل أمير المؤمنين ح | 26 بصورة اخرى . ( 394) سمعت اسماعيل ابن عبد الرحمان يقول : كان عبد الرحمان بن ملجم المرادي قبجه الله عشق امرأة من الخوارج من تيم الرباب يقال لها قطام فنكحها واصدقها ثلاثة آلاف درهم وقتل على ، ففى ذلك يقول الفرزدق : فلم أر مهراً ساقـه ذو سماحــة * كمهــر قطــام بين غير معجم ثلاثــة آلاف وعبـد وقينــة * وضرب علي بالحسام المصمم (1) فلا مهر أغلى من علي وان غـلا * ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم (2) ____________ (1) المصمم على وزن الفاعل بمعنى السيف الذي يمر في العظام أو يقطع المفصل ، أو السيف الشديد الصلب ـ لسان العرب وفتح الميم لضرورة الشعر . (2) رواه ابن أبي الدنيا في مقتل أمير المؤمنين | ح 76 بصورة اخرى وفيه : أنبأني سعيد بن يحيى الاموي قال أنشدني أبي لابن حطان في ابن ملجم : ولم ار مهراً ساقه ذو سماحة * كمهر قطام بين غير معجم ( 395 ) الفصل السابع والعشرون في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 414 ـ قال « رضي الله عنه » : اكثر روايات المحدثين وأصحاب التواريخ : أنه استشهد وهو ابن ثلاث وستين سنة على ما أخبرنا به الامام الزاهد الحافظ ابو الحسن علي بن أحمد العاصمي (1) ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل ابن أحمد الواعظ ، أخبرني أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظ ، حدثني محمد بن موسى ابن حماد البريري (2) حدثني يعقوب بن ابراهيم بن صالح ـ صاحب المعلى ـ قال : حدثني على بن عاصم ، حدثني القاسم بن معن ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال : قتل علي عليه السلام يوم الجمعة سنة اربعين ، وكان خلافته خمس سنين إلا ثلاثة اشهر ، قتله عبد الرحمان بن ملجم المرادي وهو يوم قتل ابن ثلاث وستين سنة أو أربع وستين سنة . 415 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة ، حدثني الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي ، حدثنا الحسين بن علي السلمي ، ____________ (1) إلى هنا ساقط من [ و] . (2) البرير : هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب من برقة إلى آخر المغرب على البحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان وهم امم وقبائيل لا تحصى و... مراصد الاطلاع . ( 396 ) حدثني عمر بن محمد بن حسان ، عن الحسين بن زياد قال : قال ابو معشر : عن شرحبيل بن سعد قال : استخلف علي بن أبي طالب عليه السلام آخر سنة خمس وثلاثين وهو ابن ثمان وخمسين سنة وستة أشهر ، فلما كان سنة اربعين قتل يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان سنة أربعين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة وكان خلافته اربع سنين وتسعة أشهر (1) . 416 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، حدثنا حنبل بن اسحاق ، حدثني أبو عبد الله ـ وهو أحمد بن حنبل ـ حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريح ، اخبرني محمد بن عمر بن علي : ان علي بن أبي طالب عليه السلام مات لثلاث أو أربع وستين سنة (2) . قال « رضي الله عنه » : فذكر أبو على البيهقي السلامي في تاريخه : ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام استخلف في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وكانت خلافته اربع سنين وتسعة اشهر ، ثم قتله عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان سنة اربعين . وذكر أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي صاحب « المحبر الكبير » : أن مدة خلافته ، كانت خمس سنين إلا شهرين ، ثم قتله ابن ملجم لعنه الله في شهر رمضان ضربه قبل دخول العشر الاواخر بليلتين ، ومات أول ليلة من العشر الاواخر في سنة اربعين وهو ابن ثلاث وستين سنة وصلى عليه الحسن عليه السلام . وذكر أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب « المعارف » : ان أمير المؤمنين عليه السلام قتل ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر ____________ (1) رواه ابن أبي الدنيا في مقتل أمير المؤمنين ح | 41 مع اختلاف في المتن . (2) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 50 وفيه في آخر الحديث : أو نحو ذلك . ( 397 ) رمضان سنة أربعين ، وكان ولايته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر . وذكر عن ابن اسحاق : انه قتل وهو ابن ثلاث وستين سنة . وروى عن بعضهم انه استشهد وهو ابن ثمان وخمسين سنة (1) على ما أخبرنا الشيخ الامام الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أخبرنا أبو عمرو ابن السماك ، حدثنا حنبل بن اسحاق ، حدثني الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها الحسن ، وقتل الحسين لها ومات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة (2) . وذكر أصحاب التواريخ : ان أمير المؤمنين عليه السلام قبض عن تسعة وعشرين ولد لصلبه : أربعة عشر ذكرا ، وخمس عشرة انثى ، خمسة منهم لفاطمة بنت رسول الله : الحسن والحسين ومحسن وزينب الكبرى وام كلثوم الكبرى ، وسائرهم من امهات شتى « رضى الله عنهم أجمعين » . النظم : هل أبصرت عيناك في المحراب * كأبى تراب مـن فنى محــراب لله در أبــى تــراب إنــه * أسد الحـروب وزينـة المحراب هو ضارب وسيوفه كثـواقــب * هـو مطعــم وجفانــه كجوابي هو ما هد أرض الدماء ومطلــع * شهب الأسنــة في سماء ضراب هو قاصم الأصلاب غير مدافـع * يـوم الهيــاج وقاسـم الأسلاب إن النبي مدينــة لعلـومــه * وعلـي الهــادي لها كالبــاب لولا علي ما اهتدى في مشكـل * عمر الاصابـة والهدى لصـواب ____________ (1) المعارف | 91 . (2) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 47 . ( 398 ) قد نـازع الطيــر النبـي ورده * من رده فاصــدق وقـل بكذاب وطهارة الهــادي علـي أشعرت * بطهــارة الأرحـام والإصلاب ما ارتاب في فضل المحق المهتدي * غير الغنوى المبطل المرتــاب قد حاز غايــات العلى لما كبـا * من دونهن مشمــروا الطـلاب فتح المبشر بـاب مسجـده لــه * إذ سـد فيه سائــر الابـواب فزع العــدى أسنانهـم لما منوا * منــه بليـث كاشـر الانياب كالشهد مولانا علـي المرتضـى * للاولياء وللعدى كالصـاب (1) في السلم طود في الحروب عقيقه * بالعدل راض للهضيمة آبى (2) فالى الثريا كم أثـار عجـاجــة * من كل رأس في الثرى منساب غيث هطول يــوم بسط حرائب * ليث صؤول يوم قض حراب (3) إن الوصي مجندل عمـر الضبا * في الله بين دكادك وروابي (4) إن الوصي لملقـح لوقـايــع * ولدت حتوف أسودها في الغاب ____________ (1) الصابي ، الذي يميل إلى الفتنة وفي لسان العرب : وفي حديث الفتن لتعودن فيها اساود صبى ، هي جمع صاب كغاز وغزى ، وهم الذين يصبون إلى الفتنة أي يميلون إليها ، وقيل : انما هو صباء جمع صابئ بالهمزة كشاهد وشهاد ، ويروي : صب ، . . وفي حديث هوازن : قال دريد بن الصمة : ثم الق الصبى على متون الخيل أي الذين يشتهوه الحرب ويميلون إليها ويحبون التقدم فيها والبراز . لسان العرب . (2) العقيقة : الشعاع ومنه قيل : السيف كالعقيقة ومثل العقيقة والعقق : البرق إذا رأيته في وسط السحاب كانه سيف مسلول لسان العرب . الهضيمة : ان يتهضمك القوم شيأ أي يظلموك لسان العرب . (3) الحرائب ، جمع الحريبة : يقال حريبة الرجل ماله الذي يعيش به . (4) ضبا ضباء : لصق بالأرض ، فيمكن أن يكون الضبا وصفا لعمرو ويكون المراد تساقطه وتسافله . الدكادك ، جمع الدكدك أو الدكداك : من الرمل ما تكبس واستوى وايضاً ارض فيها غلظ لسان العرب . الروابي ، جمع الرابية : ما اشرف من الرمل مثل الدكداكة ، والدكداكة اشد اكتنازا واغلظ لسان العرب . ( 399 ) ان الوصي لفى صبــاه جامـع * عزم الكهول إلى صيــال شباب إن الوصي أبا تراب دس فــي * بطــن التراب جماجم الا تراب إن الوصي لموضع الأســرار إذ * زم النبــي مطيــة لذهاب (1) إن الوصي اخا النبي المصطـفى * زمن الصبـا ما جرذيل تصابى إن الوصي ضميــره لم ينسـدل * يومــا على الاحقاد للاصحاب إن الوصي كمـن علمتــم لبـه * متثبت في مدحــض الالبـاب إن الوصي عن الفواحش معرض * ومعــرض لكتائـب وكتـاب ورث السماحـة والحماسة معشرا * جبلـوا بأجمعهم على الانجـاب وجلت خطابته عرايـس حــرداً * للفاضليــن كثيـرة الخطـاب وله مناقب مـد مدحـى ضبعــه * فيهـا وأكثـرهــا وراء نقاب أعربت عنها ملأ حيزومى ولــم * أقطــع مطامع حلية الاعراب يا عاتبي بهـوى علـي زدتــه * صدقـا هواى فزد بكمت عتاب أهوى جديد القلـب في إيمانــه * رث العمامــة بالـي الجلباب أرهبتنــي بلـوائــم لفقتـهـا * لمــا علمت بشأنـه عجابـي وأهبت نحــوى بالملام بأننــى * بهــوى علي قد ملات إهابي ولقد اتى هذا الفتـى ما قـد أتـى * في هـل أتى فالى متى ارهابي إن كان أسباب السعــادة جمـة * فهــوى علـي أأكد الاسباب وكسوت أعقابي بنظمي مدحــة * حللا تجد علــي بلى الاحقاب حسناه ؛ وهو وفاطم أهــواهـم * حقا وأوصى بالهــوى أعقابي وقال رضي الله عنه في مدحه عليه السلام : ألا هل من فتى كأبي تراب * وانى مثله فوق التراب (2) ____________ (1) زم الانوف : ان يخرق الأنف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة ليقاد به ـ النهاية (2) في الغدير : امام طاهر . ( 400 ) إذا ما مقلتـي رمدت فكحلــي * تراب مس نعـل أبي تــراب محمد النبــي كمصــر علـم * أميــر المؤمنيـن له كبــاب هو البكـاء في المحراب لكــن * هو الضحاك في يوم الحــراب هو المولى المفرق فــي الموالى * جرائـب قد حواهـا بالحــراب وعن حمراء بيت المـال أمسـى * وعن صفرائه صفـر الوطاب (1) شياطين الوغى دحروا دحــوراً * به إذ سـل سيفــا كالشهاب (2) نعم زوج البتـول أخـو أبيهــا * أبو السبطين رواض الصعاب (3) علي مــا علــي مـا علـي * فتى يــوم الكتيبــة والكتاب علــي بالهدايــة قـد تحلـى * ولمــا يدرع يـرد الثيـاب (4) علي كاسـر الاصنــام لمــا * علا كتف النبي بـلا احتجــاب علي في النســاء لـه وصـي * أميــن لم يمانـع بالحجاب (5) علي إن غـزا قومــاً تجدهـم * مراد الطيــر منتجع الذبـاب علي قرنـه العاتــى قــراب * إذا شـام الحسام من القراب (6) علي إن رمــوه بمعضــلات * معقــدة لــه فصل الخطاب علي عانقــت يمنـاه طــرا * كعــوب رماحه دون الكعاب علي ضــارب بضبـا كشهب * مضيف في جفــان كالجوابي ____________ (1) الوطاب جمع الوطب . (2) الوغى : الاصوات في الحرب . (3) رواض ، من راض الدابة يروضها روضا ورياضة : وطاها وذللها ، أو علمها السير ، قال امرؤ القيس : ورضت فذلت صعبته أي اذلال ـ لسان العرب . (4) ادرع القميص : إذا لبسها وقد تكرر في الحديث ـ النهاية (5) في [ و] : لم يصانع . (6) المقاربة والقراب : المشاغرة للنكاح وهو رفع الرجل ـ شام الحسام : سله والقراب [ الثاني ] غمد السيف والسكين ونحوهما لسان العرب . ( 401 ) علـي عابـس طلـق المحيــا * مضاع المال محمي الجنـاب (1) علي بــراءة وغديــر خــم * وراية خيبــر ضرغــام غاب علـي قاتــل عمــرو بـن ود * بضـرب عامر البلد الخــراب علــي تارك عمــرا كجــذع * لقــى بين الدكــادك والروابى ففضله النبــي بصـدق ضـرب * على من صدقــوه في الثـواب علي في مهــاد المـوت عــار * وأحمد مكتــس غـاب اغتراب يقــول الـروح بخ بخ يا علـي * فقـد عرضــت روحك لانتهاب علي أحمـس الأصحــاب قدمـا * وأسمحهـم بنـيــل مستطـاب وهو اعلمهــم وأقضاهـم بعلـم * بعيد القعـر رجاف العبــاب (2) مؤد في الركـوع زكــاة مــال * حوتــه حرابـه يوم الحــراب علي الضيـف والسيـف المؤتـى * وصوم الصيف والخير الحساب (3) نعم يوم العطــاء لـه عطــاء * حساب ليس يدخل في الحســاب فنازع صهره الطيـر المهــادى * وكــان يـرد منـه بالكتــاب هما مثـلا كهــرون وموســى * بتمثيــل النبــي بلا ارتيـاب بنـى في المسجد المخصوص باباً * له إذ سـد أبـواب الصحــاب كــأن النــاس كلهم قشــور * ومولانــا علــي كاللبــاب ولايته بلا ريــب كـطــوق * علـى رغم المعاطس في الرقاب إذا عمــر تخبط فــي جواب * ونبهــه علــي للصــواب يقــول بعد لــه لولا علــى * هلكت هلكت في درك الجواب (4) ففاطـمــة ومـولانــا علـى * ونجلاه سروري فـي اكتئابــي ____________ (1) العابس : العبوس والشديد ـ المحيا : جماعة الوجه ـ لسان العرب . (2) الرجاف : البحر ، سمى به لاضطرابه وتحرك امواجه ، اسم له كالقذاف : العباب : كثرة الماء . (3) الحساب : الكثير ، وفي التنزيل " عطاء حساباً النبأ : 36 ـ أي كثيراً كافياً . (4) في الغدير : ذاك الجوابي . ( 402 ) ومن يك دأبــه تشييد بيــت * فها أنا حب أهــل البيت دأبي لقـد قتلــوا عليـا إذ تخلـى * لسبحتــه فهلا فـي الضراب وقد قتلوا الرضا الحسن المرجى * جواد العــرب بالسم المـذاب وقد منعوا الحسين الماء ظلمــاً * وكــان المــاء ورد للكلاب ولـو لا زينب قتلــوا عليـا * صغيــراً قتـل بق أو ذباب وقد صلبوا امام الحـق زيــداً * فيـا لله مـن ظلــم عجـاب بنات محمد في الشمس عطشى * وآل يزيد في ظـل القبــاب لآل يزيــد من أدم خيـام (1) * وأصحاب الكسـاء بلا ثيــاب يزيد وجـده وأبــاه أقلــي * وألعن والديانــة لا تحــابى وقال أيضاً : لقد تجمع في الهادي أبـي الحسـن * ما قد تفـرق في الأصحاب من حسن ولم يكن في جميع الناس من حسـن * كـان في الضيغـم العادي ابي الحسن هل كان فيهم وإن تصدق حمدت بـه * ما كـان فيـه من التحقيــق واللسن هل أودع الله أياهـم وإن فضلــوا * ما أودع الله إيـاه مـن الزكــن (2) هل فيهم من لــه زوج كفاطمــة * قل لا وان مات غيظا كل ذي احن (3) هل فيهـم من له في ولـده ولــد * مثل الحسين شهيد الطــف والحسن هل فيهـم من لـه عــم يـوازره * كمثــل حمـزة في اعمام ذي الزمن هل فيهم من لخـه صنـو يكايفــه * كجعفـر ذي المعالي الباســق الفتن هل فيهم من تولى يـوم خندقهــم * قتـال عمــرو وعمرو خـر للذقن هل فيهم يوم بــدر من كفى قدمـا * قتــل الوليـد الهزبر الباسل الحزن ____________ (1) في [ و] : قباب . (2) الزكن : التفرس والظن والفطنة والحدس لسان العرب . (3) في [ و] : قل لى . ( 403 ) هل فيهم من رمــى في حين سطوته * بــاب خيبــر يضعف ولـم يهـن هــل فيهم مشتـر بالنفـس جنتــه * اكــرم بمثمنـه الغالــي وبالثمـن هل فيهم غيره من حــاز مجتهــدا * علم الفرايــض والآداب والسنــن هل سابق مثلـه فــي السابقيـن لـه * فضـل السبــاق وما صلى إلى الوثن وهل أتى هـل أتــى الا إلـى أسـد * فتـى الكتايــب طود الحلم في المحن أطاع في النقــض والإبـرام خالقـه * وقد عصــى نفسـه في السر والعلن قد كان يلبس مسحـاً باليــاً خلقــاً * مع التمكــن ممـا حيك في عــدن ماكـان في زهــده أو علمــه درن * وإن مضى عمــره فـي ثوبه الدرن الناس في سفح علــم الشـرع كلهـم * لكن علي أبو السبطيــن في الفتن (1) ويومـه حرب أسد الحــرب فتكهــا * وليلــه سبحــة طـرادة الرســن يا أحبـس النــاس والهيجاء لاقحــة * يا أسمح الناس بالدنيــا بلا منـن (2) ما في السيوف كسيف شمتــه حتفــاً * وإن جلتـه زمانــا خطـة اليمــن ولا كصهرك في الأصهــار من أحـد * ولا كمثلك فــي الاختـان من ختـن تبا لبـاغيــة شامــوا قواضبـهـم * لنصرهـم آل حــرب مصـدر الفتن قد فضلوا نجل حــرب من ضلالتهم * على امام الهدى الراضي الرضا الفطن يرجــون جنتهم هيهات قد طلبــوا * مــاء الركايــا بلا دلو ولارسن (3) وهم يلاقونــه فـي قعـر نارهــم * مع الشياطيــن مقرونون في قرن (4) ____________ (1) السفح : الحضيض الاسفل القنن : بضمها وله جمع قنة : الجبل المنفرد المستطيل في السماء وكذا قنة الجبل وقلته : اعلاه لسان العرب . (2) في [ و] في الدنيا . (3) الركايا جمع ركوة : البئر . (4) القرون بالتحريك : الحبل الذي يشد [ الشيئان ] به . . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : الحياء والايمان في قرن أي مجموعان في حبل أو قران لسان العرب . ( 404 ) الدعاء قال رضي الله عنه : الحمد لله بارئ النسم ، ومقدر القسم ، وكاشف الغمم ، الذي اخرجنا في افضل الامم امة محمد المصطفى افضل العرب والعجم ، الذي نصر دينه بسيوف أصحابهه من المهاجرين والانصار ، ومن بعدهم من التابعين الابرار صلى الله عليه وآله ورضي عن أصحابه السالكين مسالكه في فرائضه وسننه وآدابه . اللهم ان أصحاب رسولك قد ارضوا في رضاك جوامح شهواتهم ورضوا بدلائلك كواهل (1) شبهاتهم وتركوا لدينك دين آبائهم وأمهاتهم ، وقمعوا بسواعدهم المساعدة مردة اسود عداتهم في أجماتهم وسكنوا اضطراب الايام بحركاتهم ، وهزموا ثبات المشركين بثباتهم وأطفاؤا نيران الكفر بلجج ظباتهم (2) وطردوا لذيذ رقادهم بسجداتهم في صلاتهم ودعواتهم (3) في خلواتهم . ونوروا قلوبهم بذكرك في ظلماتهم . وغمروا الفقراء بصدقاتهم وصلاتهم ، وأسالوا سيول الدماء باسلاتهم (4) واطلعوا فوق أرض الدماء من ____________ (1) رضه رضا : دقة جريشا الكاهل : مابين الكتف وموصل العنق النهاية . (2) ظبات جمع ظبة : حد السيف والسنان والخنجر المجم الوسيط . (3) من هنا إلى آخر الكتاب ساقط من [ ر ] . (4) الأسلات جمع السلت ، سيف أو سكين سلت : صقيل ماض المعجم الوسيط . ( 405 ) سماء القتام (1) نجوم أسنة قنواتهم ، وقمعوا خياشيم السهل السهل والحزن بنفحات ثمرات شجرات جنات حسناتهم واصطلوا بحر الجلاد في سيراتهم (2) فعظم اللهم بذلك درجاتهم في جناتهم واقبضهم نواصي طلباتهم واجعلنا بحبنا إياهم اضياف بركاتهم ، اللهم انا نحب رسولك . ونحب جميع الصحابة الاسود الاخيار في الكتيبة والكتائب الذين رموا بأنفسهم يوم الحراب إلى لهوات (3) الجراب . ونثروا لئالي دموعهم على يواقيت خدودهم [ من نرجس عيونهم ] في المحراب ، وقروا (4) اضيافهم بجفان كالجواب (5) فارفع بما قاسوا (6) يا رب الارباب منازلهم يوم الحساب ورش علينا قطرة مما تفيض عليهم من سحائب الثواب ، اللهم من جاد لنا من مبغضيهم فانا في جلية المجادلة نكبهم والمرأ مع من أحب ونحن نحبهم فاجعلنا منهم واليهم وفيهم ومنهم ، وارض عنا كما رضيت عنهم ، اللهم أنهم قد فجروا فيما يرضيك عينهم وادروا بما يزلفهم لديك عينهم وقضوا في طاعتك حينهم وقد كملت حلاهم واتممت زينهم إذ قلت في صفتهم « والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم » اللهم اجمع بيننا وبينهم . الهنا انهم تقلدوا في مرضاتك سيوفاً واعتقلوا مراناً ، وعالجوا حروب شياطين الانس أزمانا ، وصارعوا فرسانا وشجعانا ، وكسروا صليانا ____________ (1) القتام كسحاب : الغبار مجمع البحرين . (2) في حديث السقيفة : انا الذي لا يصطلى بناره ، الاصطلاء ، افتعال من صلا النار : التسخن بها أي انا الذي لا يتعرض لحربي ، يقال : فلان لا يصطلا بناره ، إذا كان شجاعا لا يطاق النهاية السبرات جمع السبرة : الغداة الباردة وقيل : مابين السحر إلى الصباح . (3) لهوات جمع لهادة وهي الحمات في اقصى الفم . (4) قرى الضيف قرى وقراء : اضافه واكرمه ـ لسان العرب . (5) اقتباس من آية (13) من سورة « السبأ » ، الجفان جمع الجفنة : القصعة ، والجواب جمع الجابية [ والقياس فيه الجوابي ] : الحوض يجبي فيه الماء لسان العرب . (6) قاسوا : انحنوا . ( 406 ) وأوثانا ، واصبحوا وامسوا للأيمان أيمانا . وزحوا (1) لياليهم « ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا » فافض عليهم من جودك عفواً وغفرانا ، وازلل (2) إليهم من لدنك رحمة واحسانا ، واجمع بيننا وبينهم في دار الرحمة على سرر متقابلين ، الهنا انهم احيوا اموات آمال الفقراء بحياء الجود ، وعاشوا عصورهم عصرة المنجود (3) وهجروا فيك لذة الهجود حتى مدحتهم بقولك : « سيماهم في وجوههم من أثر السجود » فاظلهم بظلال الجود في اليوم الموعود وانقذتا بحبهم من وقود النار ذات الوقود (4) الهنا انك قد بجلتهم أوضح التبجيل حيث انزلت في شأنهم في التنزيل : « ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل » (5) فاحشرنا في هذا الرعيل (6) في ظلهم الظليل يا ذا الفعل الجميل والعطاء الجزيل ، إلهنا لا نقدم إلا جفواً جفواً (7) ولا نأتي إلا هفواً هفواً (8) ولا ننال منك إلا صفواً صفواً (9) ولا نجد منك الا عفواً عفواً فأرف (10) بعفوك خرق ذنوبنا رفواً رفواً انك اكرم الاكرمين وأجود الأجودين حسبنا الله ونعم الوكيل . ____________ (1) زحه زحا : دفعه ونحاه عن موضعه ـ لسان العرب . (2) ازل إليه نعمة : اسداها . (3) العصرة : الملجأ ، والمنجود : المكروب ـ لسان العرب . (4) الوقود بضم اوله : الاشتعال ، والوقود بفتح : كل مادة تتولد باحتراقها طاقة حرارية المعجم الوسيط . (5) الفتح : 29 . (6) الرعيل : الجماعة القليلة من الرجال أو الخيل أو التى نتقدم غيرها المعجم الوسيط . (7) جفا فلان ، يجفو جفاء وجفواً : غلظ خلقه ، أو ساء خلقه ـ المعجم الوسيط . (8) هفا فلان : سقط ، زل واخطأ المعجم الوسيط . (9) الصفو من الشيء : خياره وخالصه . (10) رفأ الثوب رفواً : اصلحه وضم بعضه إلى بعض ويقال : رفا الخرق .