غرب و الصحوة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غرب و الصحوة الاسلامیة - نسخه متنی

محمد علی التسخیری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الغرب والصحوة الاسلامية

أ. محمد علي التسخيري

الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

مقدمه:

العلاقة بين العالم الاسلامي والغرب تبدأ مع ولادة الاسلام. ومطالعة الآيات الاولى من سورة الروم توضح ان المسلمين - رغم قلة الاتصا لاتآنذاك - كانوا يراقبون الحوادث العالمية بكل قلق. وعلى الطرف الآخر كان المشركون ايضا يراقبون. ولم تكن مسألة انتصار الفرس على الروم - كما يبدو - مسألة يمر بها المسلمونوالمشركون بشكل عادي، فيفرح هذا ويحزن ذاك، وانما كان انتصار اي طرف يعني رجحان كفة الايمان او الشرك مما يكشف عن تصور الصراع على مستوى اوسع من الجغرافيا بلاريب. وهنايبدأ التحدي والرهان - على ما تقوله بعض الروايات،(1) ويتجلى صدق الوحي بان الروم - وكانوا في معسكر الايمان لانهم من اهل الكتاب - بعد أن غلبهم الفرس المشركون سينتصرون فيبضع سنين، وهذا ما حدث بارادة الله تعالى.

ولكن لا الروم ولا الفرس ما كانوا ليشعرون بما يخبىء لهم القدر من كيان سينطلق من رحم الصحراء ويكبر بعين الله وينقذ الارض منوهدة الضياع. وربما سمعوا بذلك ولم يكترثوا حتى جاءتهم الانباء بكبر هذا الوليد الصحراوي، ثم

جاءتهم كتب الرسول الاكرم(ص) تطلب منهم الاسلامحتى يسلموا.

فهذا كتاب الى كسرى ملك الفرس يقول فيه(ص): ادعوك بدعاية الله فاني انا رسول الله الى الناس كافة لانذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. أسلم تسلم. فانأبيت فعليك لعنة المجوس« وهناك نصوص اخرى. (2)

وراحت الكتب تترى الى عمال كسرى. (3)

وهذا كتاب الى قيصر عظيم الروم جاء فيه »ادعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم يؤتك اللهاجرك مرتين فان توليت فانما عليك اثم الاريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا تعبدوا الا الله ولا تشركوا به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا اربابا مندون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون«.(4)

وكذلك توالت الكتب على عماله.

واختلفت ردود الفعل، وكان رد الفعل المسيحي اكثر تعقلا من رد الفعل المشرك، ثمكانت المناوشات وانتهى الامر كما نعلم الى هزيمة الامبراطوريتين امام هذا الكيان خلال فترة وجيزة من الزمان. وكان المد الاسلامي الاول سريعاً وكاسحاً اذهل الطرفينفانهار احدهما وانحسر الآخر الى عمقه الاوروبي تاركا الشام ومصر والمغرب بعد أن حكمها قرابة الف عام تقريبا ومنذ غزو الاسكندر لها.

وكان التقدم هذا مثار اعجابالمؤرخين الكبار من امثال ثوراستروب وغوستاف لوبون وتوينبي وتوماس ارنولد.

وكانت مقاومة الفرس والروم عنيفة(5)ولكن الاسلام كان بعث في العرب المسلمين ثورة لاتقاوم.واستمر التفوق الاسلامي تاركا اثره في الغرب. وان كان الاوروبيون قد سعوا لانكار ذلك والتاكيد على ان اجتياح الشعوب الجرمانية حدود الرومان هي نقطة التحول في التاريخالاوروبي وليس الاسلام.

يقول الاستاذ انور الجندي:

»ظلت الدولة الرومانية قائمة وظلت حضارتها باقية بعد ان اجتاز الجرمان حدودها واستقروافي نواحيها. وكان ما حدث ان انتقل مركزها من روما الى بيزنطية واصاب حالتها المادية والعقلية شيء من الركود والفساد.

ولكن لم تهب ثورة الاسلام وتسير كتائبه الى اراضيالرومان حتى تلاشى كل ما كان لها من معالم وآثار وكانها كانت رمادا ذرته الرياح. وقامت دولة جديدة، وظهرت حضارة جديدة حاصرت اوروبا من الشرق والجنوب… فلولا ظهورالاسلام لظلت الامبراطورية الرومانية قائمة… ولما قامت الثورات القومية التي خلقت دول اوروبا الحديثة«.(6)

ورغم ان بعض المؤرخين الاوروبيين يمجدون معركة بواتيهالتي قادها شارل مارتل واوقف زحف المسلمين عام 732م (114هـ) ويعتبرونها نصرا لاوروبا الا ان الآخرين منهم يعتبرونها من اشأم الفواجع في القرون الوسطى - كما يقول كلود فاير -حيث تقهقرت اوروبا ثمانية قرون. (7)

واثناء ذلك شنت الحروب الصليبية لمدة قرنين (1099م - 1295م) فدمرت الاخضر واليابس ولكن اوروبا اكتسبت الكثير من هذا التلاحم مما شكل سربدء نهضتها في القرن الخامس عشر (اي بعد 3 قرون).

والطريف ان نجد من الكتاب الاوروبيين المحدثين من يعترف بان الاسلام شكل العامل الخارجي للنهضة الاوروبية في القرنالخامس عشر الميلادي فليكن الغرب اليوم العامل الخارجي لنهضة العالم الاسلامي في القرن الخامس عشر الهجري! (8)

وبينما كانت اوروبا تمر بظلمات القرون الوسطى (من القرنالخامس حتى القرن الخامس عشر) كانت الارض الاخرى مشرقة بالاسلام، في الشرق بل في جزء من اوروبا اي الاندلس.

وفي عام 1099 بدأت الحروب الصليبية وبتحريك من الكنيسة وجرتفجائع

يندى لها جبين الانسانية. وهي وان عبرت عن حقد وتعصب، ولكنها تعبر عن تسرب الخوف الكبير للغرب من الاسلام الحضاري الزاحف، فليس صحيحاً ماتقوله هانتر من ان الغرب بدأ يشعر بذلك منذ سقوط (غاليبولي) بيد الاتراك عام 1359م، بل سبق هذا الخوف الحروب الصليبية نفسها.

وكان دخول الاسلام الى الاندلس في عام 92-95هـ(711-714م) بدء الاشراقة في اوروبا لافي الاندلس فقط، ودام ثمانية قرون (حتى سقوط غرناطة عام 1492) لتبدأ معه النهضة الاوروبية ورغم ان الاسلام خسر الاندلس فانه اقام في افريقياامبراطورية مالي وامبراطورية كادا في نفس القرن.

وهكذا تداول الغرب والاسلام القوة والغلبة ويعتبر الاستاذ سمير سليمان(9) ان الهجوم الغربي الثاني بدأ عام 1792م عندنزول نابلئون الاسكندرية وتوالت الحملات واهمها:

عام 1800 سيطرة الهولنديين على اندونيسيا.

1830 سيطرة فرنسا على الجزائر

اواخر القرن التاسع عشر: سقوط القوقازوتركستان على يد الروس.

1857 سيطرة بريطانيا على الهند.

1869 افتتحت قناة السويس

1882 احتلال الانكليز لمصر

1892 احتلال الانكليز للسودان

1917 دخول الحلفاء بيتالمقدس وبدء سقوط العثمانيين.

1918 تحقق السيطرة شبه التامة للانكليز والفرنسيين على العالم الاسلامي.

1924 سقوط الدولة العثمانية.

1948 انشاء اسرائيل.

هذا الهجوم الكاسح اغرق العالم الاسلامي في حالة من الذهول ولكن بدأت ردود الفعل القوية، وهكذا لاحظنا ردود الفعل التالية:

عام 1830 بدء ثورة الجزائر

1839 - 1897 حركة الاصلاح التي قادها الاسدآبادي (الافغاني) وعبده والكواكبي.

1831 الحركة السنوسية في ليبيا.

1857 ثورة المسلمين في الهند

1882 الثورة العرابية في مصر.

1895 ثورة المشروطة الايرانية

1889 الثورة السودانية

1919 الثورة المصرية.

1920 ثورة العشرين في العراق

1924 الثورة السورية والسودانية

1924 الثورة الخطابيةثورة الريف

1930 ثورة عمر المختار في ليبيا

الثورة الاسلامية في الهند الشرقية وتركستان والقوقاز (ثورة الشيخ شامل) والعمانيين والسواحليين.

ثورات المقاومةالايرانية ضد المحتلين والعملاء في مطلع القرن العشرين من قبيل: ثورة تنجستان في الجنوب وثورة الغابة في الشمال.

1935 الثورة الفلسطينية

الى جانب ردود الفعل هذه -وكانت تختلف احيانا في الاهداف والمناهج - نجد ان الغرب الذي استطاع ان يقضي على الوجود الاسلامي السياسي بسقوط الدولة

العثمانية الذي نعدهالكارثة الكبرى عام 1924 نجد الهجوم الثقافي الغربي يتعاظم، والتصريحات الصليبية الجديدة تطرح بوضوح ضد الاسلام (ولعلها لم تنقطع لحد الآن وان اختفت احيانا) وكان كتاباللورد كرومر المنتشر عام 1908 الوجه الصارخ لهذا الهجوم، حيث زعم فيه ان الاسلام قد مات، او انه على ابواب الموت ولايمكن ان تعيد احياءه الاصلاحات لان الموت كامن في جوهرهالذي يركز على تخلف المرأة وجمود الشريعة فينبغي للعالم الاسلامي كي يساير التطور ان يقبل التحديث بدون الاسلام(10) وهي نظرة تمثل نظرة المستشرقين الجدد كما تسميهم هانتروترى انهم يتفقون على ان الاسلام بطبيعته لاينسجم مع الحداثة وبالطبع مع التغريب، وتصفهم بانهم (جبريون ثقافيون يعتقدون ان المسلمين يفكرون ويتصرفون وفق طرائق معينةلانهم مسلمون.. وان الطريقة الوحيدة التي يسع الغرب التعامل بها مع الظاهرة الاسلامية هي المقاومة والقمع والاحتواء وينصحون بمساعدة الغرب لتلك الحكومات المسلمة التيتقاوم اسلامييها حتى يزالوا او يخضعوا كلياً..« (11)

وبدأ التراجع الفكري الاسلامي بابداء محمد عبده روحا مهادنة تجاه كرومر(12)وقد تلقف هذه المهادنة الفرع العلماني منمدرسته كلطفي السيد وسعد زغلول وطه حسين واسماعيل مظهر وبالتالي وصل الى ما يقرب من نظرة كرومر. ولانعدم في انحاء العالم الاسلامي عناصر من قبيلهم عاصرتهم وطرحتافكارهم، وقد ساعدتها في ما بعد المدرستان القومية والماركسية اللتان نشطتا في المنطقة الاسلامية في اواسط القرن العشرين.

والى جانب هذه النظرة العدائية المعاديةمن قبل الغربيين للصحوة الاسلامية كانت هناك نظرة استشراقية اخرى تطلق عليها هانتر اسم (العالم ثالثيين الجدد)وتؤمن بان الحاكم في العالم الاسلامي هو (القيم والمصالحمعا) وبالتالي فمن

الممكن تصور تصالح بين العالمين الاسلامي والغربي وهي تؤيد هذه النظرة.

والحقيقة ان القيم الاسلامية انما ترفض الجانبالمعادي للانسانية في الغرب كالتحلل الجنسي، واستغلال الشعوب، ورفض الحياة الخلقية والكيل بمكيالين والعمل على محو الثقافات الاخرى، والاستعمار بشتى الوانه، وامثالذلك وفيما عدا ذلك فان هناك نقاط التقاء كثيرة ونقاط تقبل الحوار.

ثم ان المصالح لاتشكل مساحة ترفضها القيم فالقيم في الواقع انما تعمل على تحقيق المصالح الانسانيةالسامية وعلى اي حال؛

فقد سعى الغرب بشتى الوسائل لقهر وجود الامة عبر هجومه العسكري والثقافي والتسللي من خلال عملائه او المنبهرين بحضارته لضرب القوة الاسلاميةبعد قضائه على الدولة العثمانية، ولما لم يجده الاستعمار المباشر لكل المنطقة الاسلامية تقريبا راح يجرب فكرة اعطاء الاستقلال الشكلي مع العمل على مسك ازمة الاموربيده، وهنا شهدنا مولد الدول او المجموعات المحدودة والتي تعتمد فكرة الاساس القومي او الجغرافي ممزقا بها جسد الامة الاسلامية الواحدة، ومحققا هدف الاستعمار.

ولكنهذه الحالة سرعان ما اثبتت انها لاتحقق للغرب هدفه، ولم تلبث الا قليلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى رحنا نشهد تنامي الحس الشمولي الاسلامي وقيام المؤسساتالاسلامية الشمولية، وخصوصا عند المنعطفات الحساسة من قبيل احراق المسجد الاقصى الذي ادى الى اشتعال الغضب الاسلامي، ونجاح الثورة الاسلامية في ايران في القضاء علىالنظام الرجعي العميل للغرب، وانتصار المجاهدين الافغان على القوة الروسية العظمى، واخيرا انهيار القوة الالحادية الكبرى وانعتاق الشعوب الاسلامية المحتلة، مما اوجدفكرة اسلامية شمولية ضخمة اضطر الغرب معها الى تغيير استراتيجياته.

وقد فوجىء الغرب بهذه الظاهرة العارمة ظاهرة الصحوة الاسلامية، وراح يحللهابوسائله وتصوراته ليكتشف نقاط القوة والضعف فيها ومن ثم يعمل على مواجهتها »اذن من المهم ان تحدد الاسباب الاساسية للظاهرة الاسلامية وابعادها المعادية للغرب وان تقومفي شكل صحيح وان يتم تبني السياسات الملائمة للتعامل معها«(13) وسوف نركز على نموذج من الرؤى الغربية فيما يلي:

مع كتاب (مستقبل الاسلام والغرب) لشيرين هانتر

لكينقف ولو بشكل سريع على هذا الكتاب علينا ان نعطي لمحات عن مسيرة البحث فيه على النحو التالي:

1 - تبدأ الكاتبة بالحديث عن رواية ضابط بريطاني الفها عام 1916 على فرضيةقيام ثورة اسلامية، من شأنها، اذا ما اندلعت ان تقلب مجرى الحرب العالمية الاولى وهو يعلن: ان الشرق في انتظار اشارة الهية.

ثم تذكر ان (كراوثمر) عبر بعد 75 عاماً عنمخاوفه من ان اميركا تواجه الخطر الاصولي الاسلامي.

2 - وتقرر ان اوروبا كانت تواجه هم الخطر الاسلامي منذ سنة 1359 بسقوط غاليبولي بيد الاتراك وتعرج على الخوف الذياستولى عليه بظهور الامام الخميني(رحمه الله).

3 - وتتحدث عن الصراع القائم في الغرب بين الدين والعلمانية، وتعلن ان الفصل بين الثقافة والايديولوجيا هو فصل زائف.

4- ثم تذكر ان ميزات الاسلام تجعله خصما حضاريا باستمرار للغرب.

5 - وتركز على دور النفط في اذكاء الصراع، الامر الذي لايتصور عند الاصوليين الهنود ولذا فلايقلق الغربكثيرا لنمو هذه الاصولية.

6 - وتؤكد على ان الاسلام لايمكن ان يهزم كما هزمت الاشتراكية والنازية.

7 - ثم تميز بين الاسلام (الشخصي) فهو جيدوالاسلام (الحضاري) فهو سيء وترى ان الخطر كله آت من الاسلام المقاتل. (14)

8 - ثم تعلن ان كل الجهود يجب ان تصرف لعلمنة المجتمع الاسلامي وفيها يكمن التطور.

9 - وتؤكدان الحل الوسط يكمن في قبول الغرب بدور الدين في الحياة وقبول العالم الاسلامي بالعلمنة.

10 - ثم تقول: ان السبب الحقيقي في الصراع هو توازن القوى، فالمسلمون ينكرونالسيطرة الغربية على مقدراتهم، والغرب ينكر عليهم تحديهم لتفوقه.

11 - ثم تتحدث عن دور الايديولوجيا في المجتمع باعتبارها تخدم القوة وان التضحيات الكبرى تحتاج لمبررايديولوجي، وترى ان القيم الغربية لايؤبه بها اذا لم تخدم المصالح.

12 - وتعود فتؤكد ان النظام السياسي الاسلامي غير واضح في الكتاب والسنة. كما تؤكد وحدة الدينوالسياسة ومفهوم الامة عند المسيحية واليهودية سعياً منها لتحقيق التقارب باعتبار ان المجتمع الاسلامي يقبل العلمنة (وان كانت تعترف ان النظام الالهي والعلمنةلايجتمعان) وحينئذ لاحتمية للصراع.

13 - وتؤكد انه لاتوجد نظرية متكاملة للعلاقات الدولية في الاسلام. ولكنها تنتقد من يسطح موقف الاسلام، ثم تعود لتؤكد ان الاسلامتوسعي معاد للآخرين باعتباره يريد ان يحكم العالم، ساخرة من هانتنكتن الذي يرى ان المسلمين لايعرفون منطق المساواة.

14 - ثم تركز على حكم (الجهاد) فترى انه يتنافى معمبدأ (لا اكراه في الدين) ولكنها تخفف منه لانه مبدأ دفاعي، وتقترح على المسلمين ان يرجئوا الهدف العالمي.

15 - وتنتقد التصور الغربي للاسلامورؤيته للعالم وان المسلمين يتعاملون ككتلة واحدة فيجب التعامل معهم كذلك.

16 - وبعد ان تتحدث عن مهارة الرسول(ص) في التعامل مع اعدائه تتهم المسلمين في صدر الاسلام باندوافع اندفاعهم لم تكن عقائدية فقط، تماما كما هو الحال في الحروب الصليبية.

17 - وتؤكد ان التمزق الذي يعيشه المسلمون حوّل مفهوم دار الاسلام من مفهوم سياسي الى مجردمفهوم ديني، وان الدعوات الى الوحدة الاسلامية لاتجد لها صدىً اليوم.

18 - كما تذكر ان ممارسات المسلمين ضد حقوق الانسان لاعلاقة لها بالاسلام.

19 - وتعتبر حركةالاحياء الاسلامي هي المسببة لصراع الحضارات. وترى انها بدورها معلولة لخصائص الاسلام.

20 - وتتعرض الى فكرتي علاقة الدين بالسياسة، وكيان الامة الاسلامية فتعتبرهمااسطورتين، وترى ان الامة الاسلامية لم تقم لها قائمة منذ وفاة النبي(ص)، الا انها تؤكد ان هاتين الفكرتين ساهمتا في وجود حركة الصحوة (كتعبير عن دور عنصر القيمة) الى جانبعوامل اخرى كانقسام المجتمعات، وتهميش العناصر الاسلامية، وجهود التقليديين لتغيير معادلة القوة (كتعبير عن عنصر المصلحة).

21 - ومن هنا فالصراع مع الغرب ليس حتميالانه لايعتمد على العنصر القيمي فقط كما يقول (الاستشراقيون الجدد) الذين يدعون نتيجة دعواهم هذه الى قمع العالم الاسلامي، وهؤلاء من امثال (كرامر) الذي يوجه نقدا لاذعاللرئيس كارتر

لانه سمح لظهور ظاهرة (آيات الله)، ومثله برلمونز. ويقف في قبال هذا التفسير من تسميهم بـ (العالم ثالثيين الجدد) من امثال (بورغات)الذين يقبلون وجود العنصرين (القيمة والمصلحة) في مجال تنظيم العلاقة ومن هنا فهم يدعون للتصالح، وهي تؤيدهم في ذلك.

22 - وترى ان عوامل النهضة الاسلامية تتمثل في:

تمزق عوامل النسيج الاجتماعي القائم في القرن الثامن عشر وبالتالي تحول العلاقة من علاقة ندين الى علاقة مسيطر ومسيطر عليه. مما خلق اتجاهين متخالفين، اتجاه العودةللاسلام اما بشكل حرفي كالاتجاه السلفي او بشكل مرن كمدرسة اقبال وسير سيد احمدخان والمرجاني وغيرهم.

23 - وفي صدر تقييمها للافغاني وعبده وهل هما اصلاحيان او منافقانتعمل على ترجيح الجانب السلبي استنادا للجواب الفاتر للافغاني على هجوم (رينان) على الاسلام باعتباره خرّب الحضارتين السابقتين عليه، وترى انه اي الافغاني استخدم(التقية) في ذلك.

24 - وتذكر انه على الصعيد السياسي بدأ الزعماء من منتصف القرن التاسع عشر بالتحديث: امير كبير في ايران، العثمانيون في تركيا، محمدعلي في مصر، الثورةالدستورية في ايران 1905م ثم ثورة التحديث التركية وتعقب بان الاصلاحيين المسلمين واجهوا العلمانيين والتقليديين معا.

25 - وانتصر العلمانيون انتصارا زائفاً في الفترةما بين 1920 و 1970 حيث فرضت العلمانية فرضا على المسلمين، وحدث التشظي الثقافي والصراع التحالفي فتارة يتحالف القوميون مع الاسلاميين ضد اليساريين واخرى يتحالف اليساروالاسلاميون ضد التقليدين، وثالثة يثور النزاع بين خريجي الجامعات الغربية، ودارسي اللغة العربية ولكن التحديث فشل في مسعاه. وعاد التمسك بالاسلام باعتباره هو الحل.

26 - وترى ان الثورة الاسلامية استفادت من خصائص الدين لتحريك الجماهير ولكنها لم تحقق الطموحات فعادت تواجه حقيقة مهمة هي انفصال الدين عنالسياسة.

- وبعد ان تتعرض لآراء الدكتور سروش في النسبية وتشبهها بآراء سير سيد احمد تقول ان هذا يعني ان الاسلام يقبل الاصلاح.

27 - ثم تتحدث عن العوامل الخارجيةللصحوة من قبيل، قيام اسرائيل، هزيمة 67، الثروة النفطية، هزيمة السوفيت في افغانستان، نجاح الثورة الاسلامية في ايران ولكنها تقول ان قبولها بوقف الحرب عام 88 أحبطالآمال.

28 - ثم تعود فتقول ان الغرب يعادي الصحوة لانها تكتنز عداءً له نتيجة سياساته هو لانتيجة ان الاسلام بخصائصه يعادي الغرب.

وتذكر ان امثال برنارد لويسودانيال بايبس من المستشرقين الجدد يرجعون عداء الصحوة الاسلامية للغرب الى الخوف والحسد وتنتقد هذا الرأي وان كان فيه شيء من الواقعية تماما كما يحسد الغرب اليابانوالصين، في حين رأى آخرون ان الحقد الاسلامي ناتج من سياسات الغرب، ولذلك يشارك العلمانيون المسلمين في هذا الرأي.

29 - وتقول بعد ذلك في صفحة 148 »اظهر هذا النقاش بوضوحان نشوء الظاهرة الاسلامية كان الى حد كبير جزءا لايتجزأ من تطور التجربة الاسلامية في سياقاتها الزمانية والمكانية المتنوعة. فهي شأنها شأن الاوجه الاخرى للتجربةالاسلامية اتت مرتبطة بالتطور والتحول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للمجتمعات الاسلامية، وديناميات مجابهتها للعالم غير الاسلامي وللقوى والافكارالصادرة عنه… ان المرحلة التالية قد تكون بالفعل علمنة اكبر المجتمعات

الاسلامية وحركة باتجاه توليفة بين التعاليم الاسلامية والمفاهيمالغربية.

30 - وتدخل بعد هذا في السياسة الخارجية لبعض البلدان الاسلامية لتثبت ان الاسلام ليس وحده الدخيل في تنظيمها ولتستنتج النقاط التالية - باختصار -:

أ -سيبقى تأثير الاسلام قليلا في سلوك الدول الاسلامية ويستبعد ان يكون للمسلمين كيان موحد.

ب - ستختلف علاقات هذه الدول مع الغرب من متوترة الى ودية.

ج - لن تحل علمنةالعالم الاسلامي كل المشاكل، وان كان لها التأثير الكبير - ما دامت هناك مصادر اخرى للخلاف كسعي البلدان الاسلامية في اصلاح التوازن السلبي للقوة في مواجهة الغرب.

د-ستتوازن العلاقة مع الغرب مع مستوى تعاطفه مع القضايا الاسلامية ولكن المصالح الدنيوية لكل دولة ايضاً ستؤثر على علاقاتها .

هـ - وستبقى المنافسة بين الدول الغربيةنفسها في مجال بسط النفوذ .

و - ان احتمال تكوّن قدرة منافسة للغرب سوف يزيد من تحديات المسلمين في حين ان فقدان احتمال تكون هذه القدرة ربما ينتج موقفا اكثر تساهلاً.

هذه خلاصة لبعض الافكار الواردة في هذا الكتاب الحديث.

نظرة نقدية

وينبغي لنا بعد اجراء مسح فاحص ان نطرح النقاط التالية:

النقطة الاولى:

قبل كل شيء نرىلزاماً علينا ان نذكر بجرأة الكاتبة في الاعتراف ببعض الحقائق المرة لدى الغربيين من قبيل:

أ - تقرير حقيقة ان الاسلام لا يمكن ان يهزم من خلال انتصارات عسكرية

وامثالها كما هزمت النازية والاشتراكية وامثالهما.

ب - ان الايديولوجيا لايمكن ان تفصل عن الحياة الاجتماعية ذلك لان المسألة الاجتماعية يجب انتقام - ولو بشكل لا شعوري - على المسألة الفلسفية والاعادت بلا هدف ولا مبررات.

جـ - ان الغرب لا يأبه بالقيم التي يدعيها كالديمقراطية وحقوق الانسان اذا لم تخدممصالحه.

د - ان العلمانية لا تجتمع مع النظام الديني حتى ولو كان مستمداً من المسيحية او اليهودية.

هـ - ان الذين ينظرون الى رؤى الاسلام بسطحية هم سطحيون .

و -السخرية من هنتنگتن عندما يقول ان الاسلام لايعرف المساواة .

ز - التفريق بين ايمان الاسلام بحقوق الانسان وعمل المسلمين.

ح - الاعتراف بان العلمانية فرضت فرضاًعلى العالم الاسلامي .

ط - ان الغرب قد ينطلق من مواقف اخلاقية منحطة كالحسد والحقد وامثال ذلك.

النقطة الثانية:

تتصور الكاتبة ان الامر يدور بين المواقفالمبنية على القيم الاسلامية فلا يمكن التصالح، والمواقف المصلحية فهناك اذن مجال للحلول الوسط. ولكن الحقيقة هي ان الاسلام:

اولاً: يعتبر المصلحة المنسجمة معمقاصده قيمة بنفسها ولربما قدمها على كثير من احكامه في بعض الاحايين.

ثانياً: يمتلك عناصر مرنة كثيرة توفر للامة القدرة على استيعاب المتغيرات الزمانية والمكانيةوالخروج من الطرق المسدودة: من قبيل امتلاكه مراتب من

الاحكام الاولية والاضطرارية والحكومية، ولكل منها خصائص ومجالات معينه كالمنطقةالمفتوحة للحاكم الاسلامي ليملأها وفق ما تقتضيه المتغيرات.

على اننا لا يمكننا ان نجعل السلوك الغربي المتوحش اصلاً (بل يعتبره فوكوياما نهاية التطور التاريخي)ونطلب من الاسلام ان يكيف نفسه دائماً معه تحقيقاً للتعايش تماماً كما يطلب من الفلسطينيين التنازل عن الارض والكرامة وحتى حق مقاومة الاحتلال لاحلال السلام والتعايش.

وهذا منهج نشهده لدى الكتاب الغربيين واتباعهم لدينا فانت تشهدهم يجعلون الغرب معيار التقدم والحداثة ويبقى على العالم الاسلامي اذا اراد التطور ان يكيف نفسه معذلك.

فالمسلك الصحيح هو ان يقوم المخلصون لمستقبل الانسانية بتقييم السلوك الامثل اولاً ثم يطلب ممن لايذعن له ان يمتثل للحق وهذا منهج انساني يقتضيه المنطق ويؤيدهالقرآن في مجالات الاصلاح.

النقطة الثالثة:

اذا تتبعنا التحليلات والحلول والتصريحات الغربية الممتدة على خط الزمان وعلى مختلف المستويات نجد ان الهاجس الاكبرلدى الغرب هو هاجس تقديم الاسلام للبديل الحضاري المتميز ذي الطابع القيمي اللامنسجم مع القيم الغربية، والذي يحمل في ذاته عنصر البقاء والنمو المتواصل ، والحفاظ علىالذات، ومنع الآخر من الاستغلال. وبالتالي سقوط النموذج الغربي، وانهيار التفوق الحضاري للرجل المسيحي الاوربي الابيض. وهذا الهاجس ملاحظ في كلمات السياسيين كچرچيل،وديغول، وبرلسكوني وبوش وامثالهم وفي كلمات المؤرخين كتوينبي والفلاسفة كوليم جيمس والكتاب كهانتنغتن وفوكوياما وبرايان وغيرهم.

وتدخل امور كثيرة في هذه الدائرةمن قبيل:

- تصريحات نيكسون التي عبرت عن ايران قبل الثورة بانها جزيرة الامان.

- كلمات بيرلس كوني رئيس وزراء ايطاليا التي رجحت الحضارةالمسيحية على الحضارة الاسلامية.

- تصريحات المدعي العام الاميركي في عهد بوش الابن والتي تقارن بكل غباء بين صورة الاله في المسيحية والذي يقدم نفسه فداءً للبشرية،وصورة الله الاسلامية الذي يطلب من البشرية ان تقدم ابناءها فداءً له.

- تخوف بعض الدول الغربية كفرنسا من عودة الحجاب الاسلامي كرمز للصحوة.

- تصريحات بوش التيفطن لسخافتها فلم يكررها والتي تؤكد ان ما يسميه بالحرب ضد الارهاب هي حرب صليبية.

- التصريحات المتوالية التي تعتبر الاسلام مارداً نائماً في الشرق الاوسط (من قبيلما جاء في وصية ديغول، وما ذكرته الصحف الاوروبية كالتايمز في عددها المورخ 29/4/1987).

- ما ذكره ريتشار بيرل مستشار البنتاغون الذي تصفه الديلي تلغراف بالمفكر الدينيوديفيد فرام وهو كاتب خطابات بوش في كتابهما (دليل الانتصار في الحرب ضد الارهاب) من ان الاصولية الاسلامية هي اكبر داعم للارهاب فيجب استهدافها.

وقامت الدراساتالغربية بتشجيع من اسموهم (دعاة التحديث المؤيدين للغرب) بقوة ومنها دراسة قام بها معهد (راند لابحاث الرأي) في اميركا داعية لحذف الاصوليين والتقليديين المخالفين للقيمالغربية (نقلا عن صحيفة الخليج الاماراتية العدد 9071).

ومن هذا الهاجس الذي تعاظم في الثمانينات واوائل التسعينات من القرن الماضي

انطلقتفكرة الاستراتيجية الامريكية الجديدة عام 97 بل من هذا الهاجس جاءت التصرفات الغربية الكبرى طوال القرون الاخيرة ان لم نمتد بها الى مدىً ابعد، ومنه ايضا جاءت العولمةالتي تعني في الواقع غربنة العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية او أمركتها، وركوب موجة الاتجاه العالمي الطبيعي من الكثرة الى الوحدة في مختلفالمجالات.

هذا الهاجس الذي تعبر عنه الكاتبة بالحسد احياناً دفع الغرب لفرض واقع التخلف بشتى انواعه، والتمزق، والعلمنة على العالم الاسلامي.

اما التخلف فحدثعنه ولا حرج سواء أكان في المجال العلمي، أو الاقتصادي أو العسكري أو الثقافي او الاجتماعي. وواضح ان الغرب لم يسمح الا بالنزر القليل، من التقدم ابقاء على ادعاءاتالتحضير الانساني.

ولا نريد هنا ان نقلل من تقصير المسلمين في هذا المجال ولكن من غير المشكوك فيه ان السعي الغربي كان على اشده في مجال ابقاء التخلف وتعميق الفوارقبين المستوى الغربي ومستوى العالم الاسلامي باساليب متنوعة.

واما التمزق فان للغرب دوره الاكبر في ايجاده الى اقصى حد اما مباشرة او من خلال المتأثرين بفكره. ويلاحظمن كلمات الكاتبة مدى التوجس من التوحد حتى انها تقرر في نهاية كتابها ان الوحدة الاسلامية والكيان الاسلامي الموحد امر بعيد المنال في المستقبل بل ان مجرد ظهور شعوربالاسلام الشمولي، وظهور الدعوات الاولية للمنظمات الشمولية في العالم الاسلامي في النصف الثاني من القرن الماضي قلب الموازين الغربية فراحوا يحسبون له الف حساب ومنحساباتهم تفريغ هذه المنظمات من محتواها وابقاؤها على مستوى الاشباع الشكلي والعاطفي لجوعة عارمة ، ورغبة جماهيرية لاتقاوم للوحدة الاسلامية. ويتخذ التمزق هذا اشكالهالمتنوعة فهناك تمزق على اساس القومية وآخر جغرافي وثالث لغوي ورابع في الولاء

والخامس في المستوى المعيشي وهلم جرا، والكاتبة تعتبر ان عمليةتمزق النسيج الاجتماعي للعالم الاسلامي شكلت احد عوامل الصحوة الاسلامية والدعوة الى العودة للاسلام دون ان تتحدث عن الدور الذي لعبه الغرب في القضاء على الدولةالعثمانية ونشر الفكر القومي الضيق، وايجاد الخلافات بين الكيانات المصطنعة وامثال ذلك.

واما العلمنة فهي الداء الوبيل الذي ضرب عالمنا الاسلامي واستطاع الى المدىالاكبر ان يسيطر على مجمل ارجائه . وقد شجع الغرب العلمنة بشتى الاساليب حتى ان الكاتبة - اعترفت بانها فرضت فرضاً خلال الاعوام 1920 - 1970 وأنها لم تحقق المقصود وذلك طبيعيلان العالم الاسلامي مهما ابتعد عن الاسلام واحكامه فانه يبقى إسلامي النفس والنبرة والاحاسيس، فاذا ضممنا الى هذه الحقيقة حقيقة اخرى وهي ان الاسلام دين الحياةولايمكن فصله عن جوانبها الثقافية والاجتماعية والسياسية، وهي حقيقة يحاول الكتاب الغربيون بل وحتى السياسيون الى اليوم انكارها وهذا ما وجدناه في حديث كولن باول وزيرالخارجية الامريكية بتاريخ 14 نوفمبر 2003م وهو ما يركز عليه العلمانيون في عالمنا الاسلامي بل يعملون على منحه ابعاداً فلسفية، ونحن نجد الكاتبة تعمل جاهدة في هذا الكتابعلى ان تجعله الحل السحري للصراع، فكل الجهود يجب ان تصرف لعلمنة المجتمع الاسلامي، والنظام السياسي غير واضح في الكتاب والسنة، والمجتمع الاسلامي يقبل العلمنة فلاحتمية للصراع، ولا توجد نظرية متكاملة للعلاقات الدولية في الاسلام، ومبدأ الجهاد يتنافى مع مبدأ نفي الاكراه في الدين، والاتجاه العالمي للاسلام يجب أن يتخلى عندالمسلمون، وحركة الاحياء الاسلامي التي ترفض العلمنة يجب ان يرفضها المسلمون لأنها هي سبب الصراع بين الحضارات، وان على العالم الاسلامي ان يروض قيمه وفق مصالحه، وانمسألة انفصال الدين عن السياسة هي حقيقة

واجهتها الثورة الاسلامية في ايران ولم تستطع التغلب عليها، وان الافكار الاصلاحية النسبية للدكتورسروش تعني ان الاسلام يقبل الاصلاح (وبطبيعة الحال العلمنة)، وان التوليفة بين الاسلام والغرب تتم من خلال علمنة اكبر المجتمعات الاسلامية، وتعتبرها هي المرحلةالمستقبلية، اننا اذا ضممنا الحقيقتين الماضيتين:

(حقيقة ان النفس الاسلامي هو الطابع العام للعالم الاسلامي) و(حقيقة ان الاسلام لايمكن فصله عن الحياة)،

عرفنابوضوح بطلان كل المساعي لعلمنة العالم الاسلامي. وليت الكاتبة عمقت قولها السابق بان النظام الديني مهما كان لايجتمع مع العلمنة وادركت بالتالي ماقلناه، اللهم الا اننسلب الاسلام صفة النظام ونبقيه مجرد تعاليم اخلاقية سطحية وهذا مالايمكن تحقيقه.

ان للاسلام رايه في كل السلوك الانساني وان كل من عرف الاسلام أدرك انه مامن واقعةالا ولله فيها حكم او فيها كتاب وسنة كما يقول الامام الصادق(ع)(15) . ولايمكن ان يكون الانسان مسلماً حتى يلتزم باحكام الاسلام (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجربينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)(16) .

النقطة الرابعة:

ان الصحوة الاسلامية في الاساس جاءت لترد على العناصر الثلاثة الماضية (التخلف،والتمزق، والعلمانية)، ولتحقق العودة الى الاسلام بكل مقتضياته. فالاسلام دين التقدم، يدعو الى العلم بشتى، انواعه، ويطلب من الامة الاسلامية ان تحقق كل عناصر القوة،وان تبذل اقصى جهدها لتكون خير الامم، ولتكون في الطليعة الحضارية للناس والتخلف حالة غير طبيعية مطلقاً.

والاسلام دين الوحدة الاسلامية، والتخطيط الاسلامي للوحدةواضح تماماً،

فالقانون واحد، والقائد واحد، والعواطف واحدة والشعارات والعبادات واحدة، وثروات الامة هي ملك كل الامة وقد جعلت لها قواماًوقياماً، وحقوق المسلمين جميعاً متكافئة لابل قد يشترك كل المسلمين في بعض انواع الملكية، والتكافل والتوازن في مستوى المعيشة شاملان لكل المسلمين، والمسلمون جميعاًمسؤولون عن مجموع الامة وحدودها مسؤولية مشتركة.

اما الحالة الراهنة، والتبريرات التي تساق لها فهي كلها استثناءات يجب ان يعمل الجميع على حذفها في النهاية والعودةالى واقع الاسلام. ولا نجد عالماً او حتى مجرد مطلع على حقيقة الاسلام يجادل في هذه الحقيقة الواضحة.

والاسلام دين الحياة - كما قلنا - فلا يمكن ان ينسجم مع العلمنة بايتعريف جاءت، واية صفة اتخذت ايجابية ام سلبية اما الاستناد الى التجارب القائمة فهو مجرد خداع لانها تجارب مفروضة على العالم الاسلامي ومتنافية مع حقيقة الاسلام.

وقد نستطيع ان نؤيد الكاتبة في بعض عباراتها فنركز على عنصر (التفوق) ونقول انه سر الصراع. ولكن الذي يجب التركيز عليه ان الرغبة في التفوق عامل طبيعي يعمل على تطويرالحياة الانسانية في كل المجالات اذا اتخذ منحى ايجابياً تنافسياً. كما يؤدي كغيره من العوامل الطبيعية الى الخراب والدمار والظلم اذا اكتسب الصفة السلبية واعتمد عاملالحذف بالقوة والهيمنة ومحو الآخرين، كما نجده اليوم في العولمة والتعامل الغربي مع المسلمين.

ان الصحوة الاسلامية اذن تدعو للتفوق الاسلامي الحضاري فلا ينبغي انيثير ذلك حفيظة الآخرين ان كانوا يملكون الروح الرياضية الحضارية، وأنى لهذه الروح ان تسود.

اما عن عوامل هذه الصحوة فلا نتوقع للكاتبة ان تكشف لنا عن العوامل

الحقيقية ولذلك تلجأ الى العوامل الجانبية وربما تسطح فكرها هي عندما تطرح فكرة الحسد وتغير العلاقات وامثالها.

عوامل الصحوة

اننا نتصور هذهالعوامل - على ضوء دراساتنا للساحة - كمايلي:

اولاً: طاقات الاسلام الذاتية التي لا تفتأ تمد المسلمين بدوافع التغيير، وتشدد على الحفاظ على الهوية الحضارية بعداناعطتها معالمها الشاملة ، بل وتدفع دائما على الحفاظ على التفوق او استعادته اذا فقد. وقد مر بنا القول ان كل اساليب التمييع سوف تبقى آثارها وقتية لان الاسلام بطبيعتهيدعو للوحدة ويرفض العلمنة.

والكاتبة تتردد في اشارتها لهذا العامل فتارة تعترف به (انظر مثلاً البنود 4،6،7،13،19،26) واخرى تحاول ان تقلل من اهميته (لاحظ مثلاً البنود:12، 13، 14، 20، 26، 28).

ثانياً: اشتداد الحملة الاوربية على العالم الاسلامي بحيث استباح الغرب كل الثروات، واستعمر معظم البلاد، واعتدى على الهوية الثقافية، بل راح يهاجمالمكونات العقائدية والاخلاقية، وينشر الرذائل، ويمزق النسيج الاجتماعي من خلال عملائه الحقيقيين او الثقافيين، ويزرع الكيان الصهيوني الغاصب في قلب العالم الاسلامي.ولاريب ان حملة من هذا القبيل سوف تواجه برد فعلٍ قوي من امة يبقى الاسلام فيها حياً ، رغم عمليات القضاء عليه.

ولانريد ان نطيل في الحديث عن هذا العامل لوضوح ابعاده ،ووضوح حقيقة ان الاحتلال يستتبع المقاومة بشتى الوانها. ولعل الغرب شعر بهذه الحقيقة حين حاول التنفيس والاستعاضة عن ذلك باعطاء الاستقلال الصوري لبعض المناطقالاسلامية. ولكن هذا العمل بنفسه وفر فرصةً لنمو الصحوة الاسلامية بشكل واسع وانطراح الاحساس الاسلامي بالاسلام الشمولي في الستينات واتساعه بشكل مرعب

للغرب في السبعينات والثمانيات.

ثالثاً: فشل كل الحلول والاطروحات البديلة للمقاومة والتغيير، لانها كانت تحمل في داخلها عناصر فشلها. لقد فشلت الاطروحةالقومية الضيقة رغم التطبيل والتزمير، ورغم نزولها المبكر الى الساحة وتحقيقها الكثير من الاهداف الغربية ومسحها الكثير من السمات الاسلامية في تركيا وغيرها. ذلك لأنهالا تنسجم مع الطبيعة الاسلامية التي تتجاوز القوميات.

كما فشلت الاشتراكية لانها اعتمدت على اسس الحادية رغم تمتعها ببعض الشعارات المنسجمة مع بعض التعاليمالاسلامية كالعدالة الاجتماعية والدفاع عن المحرومين ومعاداة الاستعمار. وفشل الشكل التركيبي (الاشتراكي القومي) ايضاً لانه ايضاً تركيب وهمي لاينسجم مع الحس الاسلاميولايعبر عن اية اضافة معرفية.

وهنا اود الاشارة بشكل وافر الى التحليل الرصين الذي كتبه استاذنا الشهيد الامام محمدباقر الصدر حول هذا الموضوع حيث قال: (ان الامة علىالصعيد الاسلامي وهي تعيش جهادها ضد تخلفها وانهيارها وتحاول التحرك السياسي والاجتماعي نحو وجود افضل وكيان ارسخ واقتصاد اغنى وارفه سوف لن تجد امامها عقيب سلسلة منمحاولات الخطأ والصواب الا طريقاً واحداً للتحرك وهو التحرك في الخط الاسلامي)، ويضيف (حينما اخذ العالم الاسلامي ينفتح على حياة الانسان الاوربي ويذعن لامامته الفكريةوقيادته لموكب الحضارة بدلاً عن ايمانه برسالته الاصيلة وقيمومتها على الحياة البشرية بدأ يدرك دوره في الحياة ضمن اطار التقسيم التقليدي لبلاد العالم الذي درج عليهالانسان الاوربي حين قسم العالم على اساس المستوى الاقتصادي للبلد وقدرته المنتجة الى بلاد راقية اقتصادياً وبلاد فقيرة او متخلفة اقتصادياً وكانت بلاد العالمالاسلامي كلها من القسم الثاني)،

وبعد ان ذكر ان العالم الاسلامي ظن ان الخلاص يكمن في تبعية الغرب راح يجد هذه التبعية بالتبعية السياسية،والاقتصادية والمنهجية التي تمثلت اما في الاقتصاد الاشتراكي، او في الاقتصاد الرأسمالي، وكان لكل من المنهجين مايبرره. بعد هذا راح ينتقد اولئك الذين يغفلون - عندمحاولتهم تطبيق خطة ما - العامل النفسي للامة (فلابد للامة بحكم ظروفها النفسية التي خلقها عصر الاستعمار وانكماشها تجاه ما يتصل به ان تقيم نهضتها الحديثة على اساس نظاماجتماعي ومعالم حضارية لا تمت الى بلاد المستعمرين بنسب) وكان الحل المقترح هو اتخاذ القومية فلسفة وقاعدة للحضارة، ولكن القومية (ليست الا رابطة تاريخية ولغوية وليستفلسفة ذات مبادئ ولا عقيدة. فنادت بالاشتراكية العربية تغطية للواقع الاجنبي المتمثل في الاشتراكية من الناحية التاريخية والفكرية وهي تغطية فاشلة لا تنجح في استغفالحساسية الامة، لان هذا الاطار القلق ليس الا مجرد تأطير ظاهري وشكلي للمضمون الاجنبي)… ولا يمكن لدعاة الاشتراكية العربية ان يميزوا الفوارق الاصلية بين اشتراكيةعربية واشتراكية فارسية واشتراكية تركية) ويقول بالتالي: (وبالرغم من ان دعاة الاشتراكية العربية قد فشلوا في تقديم مضمون حقيقي جديد لهذه الاشتراكية عن طريق تاطيرهابالاطار العربي فانهم اكدوا بموقفهم هذا تلك الحقيقة التي قلناها وهي ان الامة بحكم حساسيتها الناتجة عن عصر الاستعمار لايمكن بناء نهضتها الحديثة الا على اساس قاعدةاصيلة لا ترتبط في ذهن الامة ببلاد المستعمرين انفسهم) ويقول عن الاسلام الذي يواجه هذه الاطروحات (ان هذه القوة مهما قدرنا لها من تفكك وانحلال نتيجة لعمل الاستعمارضدها في العالم الاسلامي لايزال لها اثرها الكبير في توجيه السلوك وخلق المشاعر وتحديد النظرة نحو الاشياء)(17).

ونعود الى الكاتبة لنجدها احياناً تشير لهذا العاملحين تؤكد ان العلمانية

حققت نصراً زائفاً خلال خمسين عاماً ولم تستطع ان تحقق الطموح وعاد التمسك بالاسلام هو الحل.

رابعاً: ظهور شخصياتتوعوية كبرى كان لها الاثر المتفاوت في ايجاد هذه الصحوة او مقدماتها او ترشيدها او اعطائها طاقات حماسية وفكرية او منحها الثقة بنفسها والامل الواعد بمستقبلها الحتمي،اضافة للوعود الالهية الحتمية بانتصار المؤمنين، والمستضعفين، وحلول العدل الشامل وظهور المصلح المنتظر(ع).

ويمكننا ان ندرج في قائمة هذه الشخصيات الكثير من الكبارمن امثال المرحوم السيد الاسد آبادي (الافغاني) - وان حاولت الكاتبة التشكيك في اخلاصه - والمرحوم محمد عبده - وقد شككت فيه ايضاً بل جعلته عاملاً على اتجاه بعض تلامذتهللعلمنة - والمرحوم الميرزا النائيني والمرحوم كاشف الغطاء والمرحوم الامام الخميني والمرحوم سيد قطب والمرحوم الامام الصدر والمرحوم المطهري والمرحوم الغزاليوالمرحوم البهشتي وغيرهم كثير.

خامساً: ويجب ان لا ننسى دور التطورات والحوادث الكبرى في اذكاء هذه الصحوة من قبيل:

1ـ تنامي مستوى وسائل الاتصال ، والحركةالمعلوماتية ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة.

2- ارتفاع مستوى التعليم الاسلامي

3- تطور اساليب الدعوة الى الاسلام.

4- توفر بعض اجواء الحرية في العالمالاسلامي.

5- اشتداد حركة مقارعة الاستعمار.

6- قيام المؤسسات الدولية الانسانية المدافعة عن حقوق الانسان والداعية لتنظيم العلاقات الدولية على اسس انسانية .

7- حدوث بعض الحوادث المروعة كاحراق المسجد الاقصى او هزيمة عام 67.

8- انتصار الثورة الاسلامية الكبرى في ايران، وانتصار المجاهدين الافغان علىالاتحاد السوفيتي.

9- انهيار الاتحاد السوفيتي وتحرر الدول الاسلامية.

وغير ذلك من التطورات التي ساهمت في اتساع الصحوة الاسلامية ونشر مفاهيمها ودعوتها في رفضالتخلف والتمزق والعلمنة، والعودة الى الحل الاسلامي الذي لابديل له.

ومن الجدير بالاشارة اليه ان نقول:

ان الغرب لم يأل جهداً في اجهاض الصحوة، ومقابلتها ،والهائها واتهامها بشتى التهم من قبيل (التخلف والرجعية، والتطرف والاصولية، والعنف والارهاب، والعمل ضد الديمقراطية - والحرية، وضرب حقوق الانسان) ولم يعدم من قدم لهالذرائع من المسلمين ممن عرض فكراً رجعياً، أو سلك مسلكاً متطرفاً، او عمل عملاً ارهابياً، او قاوم الديمقراطية والحرية او نقض حقوق الانسان. ولكن الواضح تماماً انهؤلاء لا يمثلون الاتجاه الاسلامي العام فضلاً عن ان يكون سلوكهم ممثلاً للصحوة الاسلامية او معبراً عن روح الاسلام وتعاليمه، وهو امر تقرّ به الكاتبة بكل وضوح .

النقطة الخامسة:

ونركز فيها على مستقبل الصحوة الاسلامية هذه.

والصورة التي قدمتها الكاتبة صورة قاتمة تنسجم مع توجهاتها المنسجمة عموماً مع طموحات الغرب نفسه.انها صورة تتلخص في إبعاد التأثير الاسلامي عن الحياة، وتمزق مواقف الدول الاسلامية باعتبار اختلاف المصالح الضيقة لها، واستدامة عملية العلمنة رغم ان ذلك لن يحلالمشكلات مادام العالم الاسلامي راغباً في اصلاح التوازن السلبي للقوة في مواجهة الغرب، (وكأنها تعتبر أن الافضل لهذا العالم

الاسلامي انيستسلم لقدره، ويقبع في خانة العالم المتخلف، وگانها أيضاً تحذر الغرب نفسه من السماح للعالم الاسلامي للحصول على موقع متقدم، وقوة منافسة لان ذلك سيزيد من تحدياته ايالعالم الاسلامي للغرب وطموحاته، في حين ان بقاءه عالماً متخلفاً يعطيه فرصة التسامح!!).

هذه هي الحصلية التي تتوصل اليها في نهاية الكتاب.

والحقيقة هي ان هذهالآراء هي قناعة الكتاب المعتدلين الى حد ما في الغرب اما المتطرفون فمازالوا يرددون آراء، (وليم جيمس) و (هنتنغتن) في ضرورة التعامل مع العالم الاسلامي معاملة الغابة،وضربه بكل قسوة وعدم التعاون معه.

ولكننا نختلف مع توجهات الكاتبة تماماً.

اننا نلمح في الافق السمات التالية:

اولاً: اتساع حركة الصحوة الاسلامية وتجذرها بحثلا تنفع معها اساليب الحذف او التحريف.

واذا اردنا ان نستدل لهذا التوقع ، وتجاوزنا المسألة العقدية التي نؤمن بها دون اي شك، فانا نشير الى مظاهر الصحوة التي تعمالعالم الاسلامي من ارتفاع مستوى الامل لدى جماهيرنا الاسلامية، وانتشار التقاليد الاسلامية كالحجاب وانماط التعاون والعبادات انتشارا واسعاً، واتساع حركة المطالبةبتطبيق الشريعة في كل الحياة ، وتشكل المنظمات الاسلامية ودخولها الى الساحة السياسية والاجتماعية بكل قوة، وانهزام الفكرة العلمانية مرحلة، بعد مرحلة وزوال الاملبغير الاسلام على الساحة الفلسطينية وامثالها من سوح، المقاومة واتجاه النخبة والجماهير نحو ثقافة الوحدة والتقريب، والسعي الحثيث على كل المستويات لنبذ التخلف، وغيرذلك.

ثانياً: اتجاه الدول الاسلامية نحو التعاون الاكبر، والعمل على وضع آليات جديدة لتفعيل المؤسسات الشمولية واحساسها جميعاً بالخطر المشترك.

ولا نريد ان نكون متفائلين اكثر من اللزوم ولكننا ندرك هذه الرغبة لدى القسم الاكبر، ونرجو ان تتحقق خصوصاً وان المسألة لم تعد بيد الحكومات وحدها فالعصر عصرالجماهير.

ثالثاً: ارتفاع مستوى أهمية العالم الاسلامي في مختلف المجالات. صحيح أنه احياناً لا يدرك هذه الأهمية ولكنها حقيقة قائمة لايمكن انكارها او التغاضي عنهافلدى هذه الامة.: الكم البشري الهائل، والقدرات الاستراتيجية الفريدة والمواقع الجغرافية المتحمكة، والعقول العلمية المتقدمة، وفوق كل ذلك لديها الطاقة الحراريةوالحضارية الاسلامية التي لا تنضب.

كلمة اخيرة:

انني اشعر بان عالمنا الاسلامي - رغم بوادر القوة وطاقات صنع المستقبل فيه بحاجة الى خطط استراتيجية تقوم على اساسالاعتبار من الماضي، واستشراف المستقبل استشرافا علمياً، وملاحظة الطاقات المتوفرة لديه، ويجب ان تلاحظ هذه الخطة اجمالاً:

أ - مسألة ربط الامة بمفاهيمها القرآنيةودفعها نحو تجسيدها في حياتها العامة، بما يحقق التوازن المنشود بين علوما تملكه من تراث، ومدى استفادتها منه، سمو ما اراده الله لها من مواقع الريادة والامامة والشهودالحضاري، ومقدار اسهامها في المسيرة الحضارية الانسانية، خطط الاسلام الوحدوية ومدى تطبيقها في الواقع، الطليعية العلمية المفروضة، والجهود المبذولة لذلك.

ب -الترابط الوثيق بين كل من العملية التربوية التعليمية والعملية الثقافية، والعملية الاعلامية، فلايتم التقدم في اي منها دون التقدم في الاخرى، وذلك لتحقيق: تربية اصيلةتلائم المعاصرة وفيها عناصر التغيير، وثقافة واضحة المعالم لها مرجعيتها الاصيلة التي تقرأ الحياة باسم الله تعالى، واعلام بعيد النظر له مصداقيته.

1 - راجع مثلاً: الدر المنثور عن احمد والترمذي والنسائي وابن ابي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم .

2 - مكاتيب الرسول ج 2 ص 316 .

3 - مكاتيب الرسول ج 2 ص 388 مثلاً.

4 - مكاتيب الرسول ج 2 ص 390 .

5 - راجع كتاب حركة الفتح الاسلامي للاستاذ شكري فيصل .

6 - الاسلام والعالم المعاصر ص 130 .

7 - ن.م ص 132 .

8 - بيدهام برايان في الايكونومست اللندنية سنة 94 .

9 - الاسلام والغرب ص 34 كتاب التوحيد.

10 - وقد الف الشيخ الغلاييني كتابه (الاسلام روح المدنية) للرد عليه وصدر فينفس العام .

11 - مستقبل الاسلام والغرب ص 95 وسنركز في ما تبقى من حديث على هذا الكتاب .

12 - محمد جابر الانصاري في مقاله المنشور في (ثقافتنا) ص 153 العدد الاول نقلا عنمحمد محمد حسين .

13 - مستقبل الاسلام والغرب ص 99.

14 - هذا التعبير ورد في متن الاستراتيجية الاميركية التي نشرت عام 1979 واكدت على ضرورة محاربة الاسلام المقاتل وتقصدبه الاسلام السياسي.

15 - أصول الكافي ج 1 باب الرد الى الكتاب والسنة - ح 4 ص 59.

16 - النساء: 65.

17 - اقتصادنا - المقدمة.

کتابخانه دیجیتال
تعداد منابع فارسی
120278
کتابخانه دیجیتال
تعداد منابع عربی
15331
کتابخانه دیجیتال
تعداد منابع انگلیسی
3473
سوالات متداول ارتباط با ما درباره ما پیوندها
کتابخانه دیجیتال
کلیه حقوق این سایت مربوط به موسسه فرهنگی و اطلاع رسانی تبیان می باشد .
/ 1