دوستی در قرآن و حدیث نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
495 . الكافي عن أحمد بن محمّد بن خالد عَن بَعضِ أصحابِهِ مِنَ العِراقِيِّينَ رَفَعَهُ ، قالَ : خَطَبَ النّاسَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، أنَا اُخبِرُكُم عَن أخٍ لي كانَ مِن أعظَمِ النّاسِ في عَيني ، وكانَ رَأسُ ما عَظُمَ بِهِ في عَيني صِغَرَ الدُّنيا في عَينِهِ . كانَ خارِجا مِن سُلطانِ بَطنِهِ ؛ فَلا يَشتَهي ما لا يَجِدُ ، ولا يُكثِرُ إذا وَجَدَ . كانَ خارِجا مِن سُلطانِ فَرجِهِ ؛ فَلا يَستَخِفُّ لَهُ عَقلَهُ ولا رَأيَهُ . كانَ خارِجا مِن سُلطانِ الجَهالَةِ ؛ فَلا يَمُدُّ يَدَهُ إلاّ عَلى ثِقَةٍ لِمَنفَعَةٍ . كانَ لا يَتَشَهّى ، ولا يَتَسَخَّطُ ، ولا يَتَبَرَّمُ . كانَ أكثَرَ دَهرِهِ صَمّاتا ، فَإِذا قالَ بَذَّ القائِلينَ ، كانَ لا يَدخُلُ في مِراءٍ ، ولا يُشارِكُ في دَعوى ، ولا يُدلي بِحُجَّةٍ حَتّى يَرى قاضِيا . وكانَ لا يَغفُلُ عَن إخوانِهِ ، ولا يَخُصُّ نَفسَهُ بِشَيءٍ دونَهُم . كانَ ضَعيفا مُستَضعَفا ، فَإِذا جاءَ الجِدُّ كانَ لَيثا عادِيا . كانَ لا يَلومُ أحَدا فيما يَقَعُ العُذرُ في مِثلِهِ حَتّى يَرَى اعتِذارا . كانَ يَفعَلُ ما يَقولُ ، ويَفعَلُ ما لا يَقولُ . كانَ إذَا ابتَزَّهُ أمرانِ لا يَدري أيُّهُما أفضَلُ نَظَرَ إلى أقرَبِهِما إلَى الهَوى فَخالَفَهُ . كانَ لا يَشكو وَجَعا إلاّ عِندَ مَن يَرجو عِندَهُ البُرءَ ، ولا يَستَشيرُ إلاّ مَن يَرجو عِندَهُ النَّصيحَةَ . كانَ لا يَتَبَرَّمُ ، ولا يَتَسَخَّطُ ، ولا يَتَشَكّى ، ولا يَتَشَهّى ، ولا يَنتَقِمُ ، ولا يَغفُلُ عَن العَدُوِّ . فَعَلَيكُم بِمِثلِ هذِهِ الأَخلاقِ الكَريمَةِ إن أطَقتُموها ، فَإِن لَم تُطيقوها كُلَّها فَأَخذُ القَليلِ خَيرٌ مِن تَركِ الكَثيرِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه . 1