و من عهده له اميرالمومنين - آشنایی با متون حدیث و نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آشنایی با متون حدیث و نهج البلاغه - نسخه متنی

مهدی مهریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و من عهده له اميرالمومنين

كتبه للاشتر النخعى لما ولاه على مصر و اعمالها حين اضطرب امر اميرها محمد بن ابى بكر و
هو اطول عهد و اجمع كتبه للمحاسن.
بسم الله الرحمن الرحيم


هذ ما امر به عبد الله على اميرالمومنين مالك بن الحارث الاشتر فى عهده اليه حين ولاه مصر: جبايه خرجها و جهاد عدوها و استصلاح اهلها و عماره بلادها.

امره بتقوى الله و ايثار طاعته و اتباع ما امر به فى كتابه: من فرائضه و سننه التى لا يسعد احد الا باتباعها و لا يشقى الا مع جحودها و اضاعتها و ان ينصر الله سبحانه بقلبه و يده و لسانه، فانه جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره و اعزاز من اعزه.

و امره ان يكسر نفسه من الشهوات و يزعها عند الجمحات، فان النفس اماره بالسوء الا ما رحم الله.

ثم اعلم يا مالك انى قد وجهتك الى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل و جور . و ان الناس ينظرون من امورك فى مثل ما كنت تنظر فيه من امور الولاه قبلك، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم. و انما يستدل على الصالحين بما يجرى الله لهم على السن عباده. فليكن احب الذخائر اليك ذخيره العمل الصالح. فاملك هواك. و شح بنفسك عما لا يحل لك، فان الشح بالنفس الانصاف منها فيما احبت او كرهت. و اشعر قلبك الرحمه للرعيه و المحبه لهم و اللطف بهم. و لا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم، فانهم صنفان اما اخ لك فى الدين و اما نظير لك فى الخلق، يفرط منهم الزلل و تعرض لهم العلل و يوتى على ايديهم فى العمد و الخطا فاعطهم من عفوك و صفحك مثل الذى تحب ان يعطيك الله من عفوه و صفحه، فانك فوقهم و والى الامر عليك فوقك و الله فوق من ولاك. و قد استكفاك امرهم و ابتلاك بهم. و لا تنصبن نفسك لحرب الله فانه لا يدى لك بنقمته و لا غنى بك عن عفوه و رحمته. و لا تند من على عفو و لا تبجحن بعقوبه و لا تسرعن الى بادره وجدت منها مندوحه و لا تقولن انى مومر آمر فاطاع فان ذلك ادغال فى القلب و منهكه للدين و تقرب من الغير. و اذا احدث لك ما انت فيه من سلطانك ابهه او مخيله فانظر الى عظم ملك الله فوقك و قدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك، فان ذلك يطامن الئك من طماحك و يكف عنك من غربك و يفى ء اليك بما عزب عنك من عقلك.

اياك و مساماه الله فى عظمته و التشبه به فى جبروته، فان الله يذل كل جبار و يهين كل مختال. انصف الله و انصاف الناس من نفسك و من خاصه اهلك و من لك فيه هوى من رعيتك، فانك الا تفعل تظلم و من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع او يتوب. و ليس شى ء ادعى الى تغيير نعمه الله و تعجيل نقمته من اقامه على ظلم، فان الله سميع دعوه المضطهدين و هو للظالمين بالمرصاد.

و ليكن احب الامور اليك اوسطها فى الحق و اعمها فى العدل و اجمعها لرضى الرعيه، فان سخط العامه يجحف برضى الخاصه و ان سخط الخاصه يغتفر مع رضى العامه. و ليس احد من الرعيه اثقل على الوالى موونه فى الرخاء و اقل معونه له فى البلاء و اكره للانصاف و اسال بالالحاف و اقل شكرا عند الاعطاء و ابطا عذرا عند المنع و اضعف صبرا عند ملمات الدهر من اهل الخاصه. و انما عماد الدين و جماع المسلمين و العده للاعداء العامه من الامه، فليكن صغوك لهم و ميلك معهم.

و ليكن ابعد رعيتك منك و اشنوهم عندك اطلبهم لمعائب الناس، فان فى الناس عيوبا الوالى احق من سترها. فلا تكشفن عما غاب عنك منها فانما عليك تطهير ما ظهر لك و الله يحكم على ما غاب عنك. فاستر العوره ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك. اطلق عن الناس عقده كل حقد. و اقطع عنك سبب كل وتر. و تغاب عن كل ما لا يضج لك و لا تعجلن الى تصديق ساع فان الساعى غاش و ان تشبه بالناصحين.

و لا تدخلن فى مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل و يعدك الفقر و لا جبانا يضعفك عن الامور و لا حريصا يزين لك الشره بالجور، فان البخل و الجبن و الحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله. ان شر وزرائك من كان للاشرار قبلك وزيرا و من شركهم فى الاثام فلا يكونن لك بطانه فانهم اعوان الاثمه و اخوان الظلمه و انت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم و نفاذهم و ليس عليه مثل آصارهم و اوارهم ممن لم يعاون ظالما على ظلمه و لا آثما على اثمه. اولئك اخف عليك موونه و احسن لك معونه و احنى عليك عطفا و اقل لغيرك الفا. فاتخذ اولئك خاصه لخلواتك و حفلاتك، ثم ليكن آثرهم عندك اقولهم بمر الحق لك و اقلهم مساعده فيما يكون منك مما كره الله لاوليائه واقعا ذلك من هواك حيث وقع و الصق باهل الورع و
الصدق، ثم رضهم على ان لا يطروك و لا يبجحوك بباطل لم تفعله، فان كثره الاطراء تحدث الزهو و تدنى من العزه.

/ 108