حکمت 461 - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

محمد تقی شوشتری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حکمت 461

و اما الثانى فراواه ابوالعباس الثقفى- و قد نقله ابن ابى الحديد فى موضع آخر- عن على بن محمد النوفلى عن ابيه و مشيخته قالوا: قال على (ع): يهلك فى رجلان: محب مطر يضعنى غير موضعى و يمدحنى بما ليس فى، و مبغض مفتر يرمينى بما انا منه برى ء.

و مصداق ما قاله (ع) من وقوع الخلاف فيه ما رواه المدائنى- و قد نقله (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) ابن ابى الحديد فى موضع آخر-انه (ع) خطب فقال: لو كسرت لى الوساده لحكمت بين اهل التوراه بتوراتهم، و بين اهل الانجيل بانجيلهم، و بين اهل الفرقان بفرقانهم، و ما من آيه فى كتاب الله انزلت فى سهل او جبل الا و انا عالم متى انزلت، و فيمن انزلت.

فقال رجل من القعود تحت منبره: يا لله و للدعوى الكاذبه، و قال آخر الى جانبه: اشهد انك انت الله رب العالمين.

قال: فانظر الى هذا التناقض و التباين فيه.

و به (ع) فسر قوله تعالى: (عم يتساءلون عن النبا العظيم الذى هم فيه مختلفون).

و روى (العقد) عن الشعبى قال: كان على بن ابى طالب (ع) فى هذه الايه مثل المسيح فى بنى اسرائيل، احبه قوم فكفروا فى حبه، و ابغضه قوم فكفروا فى بغضه.

و قوله (ع) فى الثانى يهلك فى رجلان محب مفرط هكذا فى (المصريه)،
(الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) و الصواب: مطر كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه)، و كما عرفته من روايه الثقفى من اطرى ، و المراد به ما فى ذاك الخبر من وصفه بخلاف الواقع من الالوهيه (و باهت) اى: الاتى بالبهتان، و فى الجمهره: رجل باهت و بهات و مباهت و بهوت (مفتر) الاتى بالافتراء.

و من الباهتين المفترين عليه (ع) عائشه، و ابن اختها عروه بن الزبير، روى عبدالرزاق عن معمر قال: كان عند الزهرى حديثان عن عروه عن عائشه فى على (ع)، فسالته يوما عنهما، فقال: ما تصنع بهما و بحديثهما؟ الله اعلم بهما، انى لا تهمهما فى بنى هاشم.

و الحديثان قال عروه قالت عائشه: كنت عند النبى (ص) اذ اقبل العباس و على فقال: يا عائشه ان هذين يموتان على غير ملتى.

و قال عروه قالت عائشه: كنت عند النبى (ص) فقال: يا عائشه ان سرك ان تنظرى الى رجلين من اهل النار فانظرى الى هذين قد طلعا- فنظرت فاذا العباس و على- روى هذا الاسكافى فى (نقضه).

كما انه كان من بغض المراه له (ع) انها لم تستطع ان تذكر اسمه، كما قاله ابن عباس فى حديثها: ان النبى (ص) فى مرضه توجه الى المسجد متكئا على رجل، و لما سمعت ببيعه الناس له (ع) قالت: ليت السماء اطبقت على الارض،
وليت الجبال تدكدكت على السهل، و لم تقع بيعه الناس لعلى، و لما سمعت بموته (ع) سرت و انشدت اشعارا شماته حتى لامتها زينب بنت ام (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) سلمه، و مدحت قاتله ابن ملجم، و اعتقت عبدها المسمى باسم قاتله شكرا- روى ذلك الطبرى و المسعودى و الاصبهانى.

كما ان عروه كان تاخذه الرعده عند ذكره (ع) و يسبه و يضرب باحدى يديه على الاخرى و يقول: كيف لم يخالف و قد اراق من الدماء ما اراق.

و كان يعذر اخاه عبدالله بن الزبير لما حصر بنى هاشم فى الشعب و جمع الحطب لتحريقهم و يقول: اراد ادخالهم فى طاعته كما جمع الحطب لا حراقهم فيما سلف فى السقيفه- ذكره المسعودى و غيره.

و من الباهتين المفترين عليه (ع) الزبير بن بكار، كما قال ابوالفرج، فادخل بنى ناجيه فى قريش لكونهم مبغضين له (ع)، و منهم على بن الجهم الشاعر الهاجى له، فرد عليه البحترى: علام هجوت مجتهدا عليا بما لفقت من كذب و زور اما لك فى استك الوجعاء شغل يكفك عن اذى اهل القبور و منهم عمرو بن العاص، فقال: سمعت النبى يقول: ان آل ابى طالب ليسوا لى باولياء، انما وليى الله و صالح المومنين، و من المضحك ان مسلما و البخارى نقلاه فى صحيحيهما.

اف لهم و لما يعبدون
من دون الله.

و منهم ابوهريره، فقال: ان عليا خطب ابنه ابى جهل فى حياه النبى (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) فاسخطه، فخطب على المنبر فقال: لاما الله لا تجتمع ابنه ولى الله و ابنه عدو الله.

ان فاطمه بضعه منى، يوذينى ما يوذيها، قان كان على يريد ابنه ابى جهل فليفارق ابنتى و ليفعل ما يريد.

قول المصنف: (و هذا مثل قوله (ع) هلك) هكذا فى (المصريه)، و الصواب: يهلك كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم)، و منه يظهر ان الصواب: نقله الثانى لكون مستنده بلفظ يهلك (فى رجلان) و فى (ابن ابى الحديد): (اثنان)، و ليست فى (الخطيه) راسا، و لكن فى (ابن ميثم) كما نقل و هو الصواب: (محب غال و مبغض قال) كما فى عنوانه الاول.

قال ابن ابى الحديد: الهالك فيه (ع) المفرط اى: الغلاه و من قال بتكفير اعيان الصحابه، و المفرط اى: من استنقص به او ابغضه او حاربه او اضمر له غلا، و لذا قال اصحابنا انه (ع) افضل الخلق فى الاخره، و اعلاهم منزله فى الجنه، و افضل الخلق فى الدنيا، و اكثرهم خصائص و مزايا و مناقب، و كل من عاداه او حاربه او ابغضه فانه عدو لله سبحانه و خالد فى النار.

فاما الافاضل من المهاجرين فلو انه انكر امامتهم لقلنا انهم من الهالكين، لانه ق
د ثبت ان النبى (ص) قال له: حربك حربى، و سلمك سلمى، و انه قال: اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه و قال له: لا يحبك الا مومن، و لا يبغضك الا منافق ، و لكنا رايناه رضى امامتهم، و بايعهم، و صلى خلفهم، و انكحهم، و اكل من فيئهم، و لما برى من معاويه برئنا منه.

(الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) و الحاصل انا لم نجعل بينه و بين النبى (ص) الا رتبه النبوه، و اعطيناه كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه و بينه، و لم نطعن فى اكابر الصحابه الذين لم يصح عندنا انه طعن فيهم، و القول بالتفضيل قول قديم قال به كثير من الصحابه و التابعين، و من الصحابه عمار، و المقداد، و ابوذر، و جابر بن عبدالله، و ابى بن كعب، و حذيفه، و بريده، و ابوايوب، و سهل بن حنيف، و عثمان بن حنيف، و ابوالهيثم بن التيهان، و خزيمه بن ثابت، و ابوالطفيل، و العباس و بنوه، و بنوهاشم كافه، و بنوالمطلب كافه، و كان الزبير من القائلين به فى بدء الامر ثم رجع، و كان من بنى اميه من يقول بذلك منهم خالد بن سعيد بن العاص، و منهم عمر بن عبدالعزيز.

ثم نقل خبر ابن الكلبى فيمن حلف بطلاق امراته ان عليا خير هذه الامه و اولاهم بالنبى (ص) و ان اباها اعتقد حرمتها عليه بذلك، فرفع
الى عمر بن عبدالعزيز، فحكم عقيليا، فقال: برقسمه فان فاطمه (ع) لما اشتهت عنبا فى و عكها- و لم يكن وقت العنب- قال النبى: (اللهم ائتنا به مع افضل امتى عندك منزله ، فطرق على (ع) الباب، و دخل و معه مكتل القى عليه طرف ردائه، فقال: ما هذا؟ فقال: عنب- فقال عمر بن عبدالعزيز: لقد سمعت حديث النبى (ص) و وعيته، يا رجل خذ بيد امراتك- و اما من قال بتفضيله على الكافه من التابعين، فخلق كثير كاويس القرنى، و زيد بن صوحان، و صعصعه، و جندب الخير، و عبيده السلمانى، و غيرهم ممن لا يحصى كثره- و لم تكن لفظه الشيعه تعرف فى ذلك العصر الالمن قال بتفضيله، و جميع ما ورد فى فضل الشيعه و كونهم موعودين بالجنه فهولاء هم دون غيرهم، و لذلك قال اصحابنا المعتزله فى تصانيفهم نحن الشيعه حقا.

(الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) قلت: كلامه كل خلط و خبط، فهو (ع) انما قال بهلاك محبه الغال القائل بالوهيته، من اين زاد عليه: من قال بتكفير صحابه تقدموا عليه (ع).

و اما قوله و لو انه انكر امامتهم لقلنا انهم من الهالكين فمن المضحك، فالانكار احمر او اخضر، و له قرن او ذنب، و كيف لم ينكر و قد ملا انكاراته يوم السقيفه، و يوم الشورى ما بين السماوات و الارض، و هذ
ا كتابه الى معاويه فى جواب كتابه: و قلت انى كنت اقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى ابايع، و لعمر الله لقد ارادت ان تذم فمدحت، و ان تفضح فافتضحت، و ما على المسلم من غضاضه فى ان يكون مظلوما.

و الم يامر عمر يوم الشورى بقتل من خالف دستوره فى تمهيده انتقال الامر الى عثمان، و كيف يعقل تقدم جمع جهال ذوى بدع و مناكير على مثله (ع) الذى كان شريكا للنبى (ص) فى كل كمال و فضيله سوى اصل النبوه، الم يقل النبى للناس: من كنت اولى به فعلى اولى به، فهل كان ذلك منه لفظ بلا معنى؟ و كلام هذا الرجل هنا نظير كلام عابدى الاصنام ان الله تعالى خالق السماوات و الارض و ما بينهما، و مع ذلك فالاصنام آلهه مثله و شركاوه، قال تعالى: (و لئن سالتهم من خلق السماوات و الارض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله فانى يوفكون).

الم يكف الرجل فى انكاره (ع) امر شيخيه اغضاوه عن حقه يوم الشورى لما طلبوا منه العمل بسنتهما، و كذلك يوم حدوث الخوارج و بيعه (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) اصحابه (ع) له ثانيه، فذلك يكفى اتمام حجه لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد.

الم يكفه شكاياته (ع) طول ايامه فى امره الثلاثه و فى امرته، الم يكفه شكايات سيده نساء العالمين
و تكفيرها لهم صريحا فى كلماتها و موتها كمدا مما عاملوها، و دفن اميرالمومنين لها سرا، و قد كان (ع) يقول: ظلمت عدد المدر و الوبر.

و اما قوله لو انكر عليهم كما انكر على معاويه لتبرانا منهم فغلط و مغالطه، فالفرق بين يوم السقيفه و يوم معاويه كثير، فيوم معاويه كان كما قال (ع) لو لم يكن انكر و شهر السيف كان كفرا و اضمحلالا للاسلام ، كما ان يوم السقيفه لو كان خرج لا ضمحل اصل الاسلام لحدوث عهدهم بالكفر، و هو (ع) كان كالنبى (ص) يتحمل كل مشقه فى سبيل الاسلام بعده كما معه، و الثلاثه كانوا لا يبالون ان يبدل الاسلام بالكفر، فاغتنموا عداوه قريش المولفه الذين حاربوا النبى (ص) و كان وترهم على يده (ع) ان ينالوا بها الرئاسه و الامره، و لم يكن لهم اثر فى الاسلام الا الفرار فى الغزوات.

و قد روى المدائنى- و نقله نفسه فى موضع آخر- عن عبدالله بن جناده قال: قدمت من الحجاز اريد العراق فى اول اماره على (ع)، فمررت بمكه، فاعتمرت، ثم قدمت المدينه، فدخلت مسجد الرسول (ص) اذ نودى الصلاه جامعه، فاجتمع الناس، و خرج على (ع) متقلدا سيفه، فشخصت الابصار (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) نحوه، فحمد الله و صلى على رسوله، ثم قال: اما بعد فان الله
تعالى لما قبض نبيه (ص) قلنا نحن اهله و ورثته و عترته و اولياوه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه منازع، و لا يطمع فى حقنا طامع، اذ انبرى لنا قومنا، فغصبونا سلطان نبينا، فصارت الامره لغيرنا، و صرنا سوقه يطمع فينا الضعيف، و يتعزز علينا الذليل، فبكت الاعين منا لذلك، و خشنت الصدور، و جزعت النفوس، و ايم الله لو لا مخافه الفرقه بين المسلمين، و ان يعود الكفر، و يبور الدين، لكنا على ما كنا لهم- الخ.

و مثله كتاب الحسن الى معاويه.

ثم عده شيعته كعمار، و المقداد، و حذيفه، و ابى ذر، و غيرهم من القائلين بافضليته فقط كما يقول هو مغالطه، فانكاراتهم يوم الشورى و يوم السقيفه مذكوره فى السير كعده العباس، و خالد بن سعيد الاموى، فالعباس انما اتاه ابوبكر و عمر باشاره المغيره على ان يجعلوا له فى الامر نصييا، و يجعلاه شريكا فى سطلنتهم، لئلا يساعد اميرالمومنين (ع)، فردهم بما هو مذكور فى السير.

و خالد ممن انكر بيعه ابى بكر حتى اضطغن عمر عليه ذلك، فمنع ابابكر من توليته لما احتاج اليه ابوبكر لاماره جند بعد استقرار الامر له لذلك.

كما ان قوله بانه (ع) صلى خلفهم و انكحهم واكل من فيئهم، فرضى بامامتهم غلط، فالتقيه تجوز اظهار الكفر، مع ان صلاته (ع
) خلفهم كانت لا عن اقتداء، فقالت عترته (ع) انه بعد صلاه جمعته خلفهم كان يضيف اليها (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) ركعتين، و اما انكاحهم فكان الرجل ذا سلطان فاجبره كما لا يخفى على من راجع سيرهم، و كفاهم بذلك طعنا و شناعه، و قد قالت عترته (ع) ان الرجل قال للعباس: اى عيب فى حتى لا ينكحنى ابن اخيك؟ فلو لم يقبل لا ضعن شهودا على سرقته فاقطع يده.

و فى كتاب معاويه الى محمد بن ابى بكر فهما به الهموم و ارادا به العظيم.

و اما اكله من فيئهم فانما كان لان حكم الله- كما بينه عترته (ع)- ان الجهاد اذا لم يكن من قبل الامام فكل ما غنموه له (ع)، و الكتاب و السنه يحكمان بثبوت الخمس له، فمنعوه الخمس كما اخذوا فدك منه غصبا و اجروه فى الخمس كرجل منهم، فلم لا ياخذ جزءا من جزء من حقه.

و اما قوله و لم تكن مقاله الاماميه و من نحا نحوها من الطاعنين فى امامه السلف مشهوره ففيه انه اذا كان مثل اميرالمومنين (ع) ايام سلطنته يتقى من الشكايه منهما حتى تقلد سيفه لما اراد ان يخطب تلك الخطبه فى اول امره، و كذلك بعد فتح مصر لما سالوه عن رايه فى الثلاثه و اراد بيان حقيقه امرهم كتب (ع) مقالته، و امر جعده بن هبيره ان يقراها، و عين عشره من ثقات
ه مع السيوف ان ثار احد، و كذلك ابنه الحسن (ع) فى ايام امارته قبل (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) تفويض الامر الى معاويه، مع كونه سيد شباب اهل الجنه، و من اهل بيت العصمه و الطهاره، و ممن باهل به النبى (ص) ، وعد فى القرآن ابن النبى، لما كتب الى معاويه التشكى منهما كتب اليه معاويه يرميه بالخروج عن الدين، ففى مقاتل ابى الفرج انه (ع) لما كتب الى معاويه ان قريشا استولوا بالاجتماع على ظلمنا و مراغمتنا و العنت منهم لنا، فالموعد الله و هو الولى النصير، و قد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا فى حقنا و سلطان نبينا و ان كانوا ذوى فضيله و سابقه فى الاسلام، فامسكنا عن منازعتهم مخافه على الدين ان يجد المنافقون و الاحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به، او يكون لهم بذلك سبب لما ارادوا به من فساده كتب اليه معاويه: رايتك صرحت بتهمه ابى بكر الصديق، و عمر الفاروق، و ابى عبيده الامين، و حوارى النبى، و صلحاء المهاجرين و الانصار، فكرهت ذلك لك، فانك امرو عندنا و عند الناس غير ظنين و لا المسى ء و لا اللئيم، و انا احب لك القول السديد، و الذكر الجميل- الخ.

كيف يجترى شيعته على اطهار طعن فيهما، فكان اولئك الاحزاب لما ارادوا اكل الدنيا بواسطتهما ي
قتلون من سمعوا منه ادنى غمز فيهما، الم يقتل خالد بن الوليد مالك بن نويره لانه عبر عن ابى بكر فى مكالمته معه بصاحبك و لم يقل خليفه رسول الله.

و من اين انهم لم يطعنوا فيهم سرا، فروى احمد بن ابى طاهر فى اول بلاغات نسائه ان عائشه بلغها ان ناسا نالوا من ابيها، فبعثت الى جماعه منهم، فعذلت و قرعت ثم قالت: ابى ما ابى- الخ.

و فى (تاريخ الطبرى): ان الاشراف لما ارادوا خلع المختار قال شبث- فى جمله ما طعن عليه- و اظهر هو و سبائيته البراءه (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) من اسلافنا الصالحين.

ثم ما يفعل فى ذى نوريه، فكان يكفره ابوذر، و عمار، و ابن مسعود، و حجر ابن عدى، و عمرو بن الحمق، و مالك الاشتر، و محمد بن ابى بكر، و محمد بن ابى حذيفه، بل الشيعه و غيرهم ابا حوادمه، و لم يجيزوا دفنه، فالمسلمون ذلك اليوم جمهورهم اذ كانوا يقولون: ابوبكر، و عمر، و على، و الامويه يقولون: ابوبكر، و عمر، و عثمان، و انما حمل عثمان على جمهور المسلمين معاويه و عبدالملك بالسيف، فكانوا يقولون به تقيه، فكيف جعله هو و اصحابه من افاضل المهاجرين، و من الخلفاء الراشدين، و دانوا الله بولايته.

و روى المفيد فى (اماليه) عن الاصبغ قال: دخل الحارث الهمد
انى فى نفر من الشيعه على اميرالمومنين (ع) و كنت فيهم، فجعل الحارث يتاود فى مشيته و يخبط الارض بمحجنه- و كان مريضا- فاقبل (ع) عليه و كانت له منه منزله، فقال: كيف تجدك يا حارث؟ فقال: نال الدهر منى، و زادنى اوارا و غليلا اختصام اصحابك ببابك.

قال: و فيم خصومتهم؟ قال: فيك و فى الثلاثه قبلك، فمن مفرط منهم غال، و مفرط قال، و متردد مرتاب لا يدرى ايقدم ام يحجم.

فقال (ع): حسبك يا اخا همدان، الا ان خير شيعتى النمط الاوسط، فاليهم يرجع الغالى، و بهم يلحق التالى.

فقال له الحارث: لو كشفت- فداك ابى و امى- الرين عن قلوبنا، و جعلتنا فى ذلك على بصيره من امرنا.

فقال: فانك امرو ملبوس عليك، ان دين الله لا يعرف بالرجال بل بايه الحق، فاعرف الحق تعرف اهله، يا حارث ان الحق احسن الحديث، و الصادع به مجاهد، و بالحق اخبرك، فارعنى سمعك، ثم خبر به من كان له حصافه من اصحابك، الا انى عبدالله و اخو رسوله و صديقه الاول صدقته و آدم بين الروح و الجسد، ثم انى (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) صديقه الاول فى امتكم، فنحن الاولون و نحن الاخرون، و نحن يا حارث خاصته و خالصته، و انا صنوه و وصيه و وليه و صاحب نجواه و سره، اوتيت فهم الكتاب و فصل الخطا
ب، و علم القرون و الاسباب، و استودعت الف مفتاح كل مفتاح يفتح الف باب و يفضى كل باب الى الف الف عهد، و ايدت و مددت بليله القدر نفلا، و ان ذلك يجرى لى و لمن استحفظ من ذريتى ما جرى الليل و النهار حتى يرث الله الارض و من عليها، و ابشرك يا حارث لتعرفنى عند الممات و عند الصراط و عند الحوض و عند المقاسمه.

قال: و ما المقاسمه؟ قال: مقاسمه النار اقاسمها قسمه صحيحه، اقول: هذا وليى فاتركيه و هذا عدوى فخذيه.

ثم اخذ (ع) بيد الحارث و قال: اخذت بيدك كما اخذ النبى (ص) بيدى و قال لى- و قد شكوت اليه حسد قريش و المنافقين لى- انه اذا كان يوم القيامه اخذت بحبل الله و بحجزته- يعنى عصمته من ذى العرش تعالى- و اخذت انت يا على بحجزتى، و اخذ ذريتك بحجزتك و اخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه و ما يصنع بوصيه، خذها اليك يا حارث قصيره من طويله انت مع من احببت و لك ما اكتسبت- يقولها ثلاثا- فقام الحارث يجر رداءه و هو يقول: ما ابالى بعدها متى لقيت الموت او لقينى.

قال جميل بن صالح: و انشدنى السيد الحميرى فيما تضمنه هذا الخبر: قول على لحارث عجب كم ثم اعجوبه له حملا يا حار همدان من يمت يرنى من مومن او منافق قبلا يعرفنى طرفه و اعرف
ه بنعته و اسمه و ما عملا و انت عند الصراط تعرفنى فلا تخف عثره و لا زللا اسقيك من بارد على ظما تخاله فى الحلاوه العسلا (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) اقول للنارحين توقف لك عرض دعيه لا تقربى الرجلا دعيه لا تقربيه ان له حبلا بحبل الوصى متصلا و بالجمله ان اخواننا كما قال (ع) يعرفون الحق بالرجال، فلما راوا الرجلين صارا سلطانين و لهما اسم فى التاريخ استبعدوا كونهما على الباطل، و الا فبعد كونه (ع) كنفس النبى (ص) بنص القرآن و كونه شريكا للنبى فى جميع الفضائل سوى النبوه، لا يعقل ان يكون من تقدم عليه على الحق، لا سيما مع ترتب تلك المفاسد على تصديهما للامر، و لو قيل بصحه تقدمهما عليه (ع) مع ذلك فليقل بجواز تقدمهما على النبى (ص)، و من الواضح ان نصبهما و نصب الثالث كان دينا من قريش اعداء النبى اخترعوه لا صلاح دنياهم.

و قد اقر بذلك فاروقهم فى مكالمته مع ابن عباس، ففى تاريخ الطبرى ان عمر قال لابن عباس: اتدرى ما منع قومكم منكم بعد محمد؟ كرهوا ان يجمعوا لكم النبوه و الخلافه، فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا، فاختارات قريش لانفسها، فاصابت و وفقت، فقال له ابن عباس: لو ان قريشا اختارت لانفسها حيث اختار الله
لها لكان الصواب: بيدها غير مردود، و اما كراهتهم لان تكون فينا النبوه و الخلافه فقد قال تعالى: (ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم).

و فى (تاريخ الطبرى) ايضا: ان عمارا قال يوم الشورى: ان الله تعالى اكرمنا بنبيه، و اعزنا بدينه، فانى تصرفون هذا الامر عن اهل بيته.

فقال رجل من بنى مخزوم: لقد عدوت طورك يا ابن سميه، (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) و ما انت و تامير قريش لانفسها.

ثم لا غرو من بنى اميه و باقى اعدائه و مبغضيه (ع) ان يسمعوا شيعته الذين على النمط الاوسط غلاه و سبائيه تابعى ابن سبا الغالى تهجينا لهم عند عامتهم، فكتب زياد لما اراد قتل حجر و اصحابه الى معاويه: ان طواغيت من هذه الترابيه السبائيه راسهم حجر- الخ.

و كذلك كان مصعب بن الزبير ايام اماره اخيه يعبر عنهم بالسبائيه، و كذلك ابوحمزه الخارجى كان يعبر عن الشيعه بالسبائيه، انما العجب من المدعين للعلم منهم و المعرفه الذين يدعون حبه كابن قتيبه، و ابن عبد ربه، و كثير من مصنفيهم يذكرون فى عنوان الشيعه مذاهب الغلاه يموهون بذلك على الناس كون الشيعه عباره عن الغلاه، و من بغضهم له (ع) جعلوا اباه كافرا مع تواتر الاخبار عنه باقراره بالنبى (ص) غير مره.

و
لا لوم عليهم فكلهم من مبغضيه (ص)، لانه لازم قولهم بامامه الثلاثه، فلا يمكن ان يكون عدو صديقك صديقك، و مباينته مع صديقهم و فاروقهم معلوم، و لذلك كانوا يسالونه مره بعد مره عنهم كما فى خبر الحرث المتقدم، و خبر آخر رواه خلفاء ابن قتيبه و غارات الثقفى و رسائل الكلينى.

هذا و الخلفاء الامويين كلهم كانوا مظهرين بغضهم له (ع) سوى عمر بن عبدالعزيز، و روى (الاغانى) عن يزيد بن عيسى بن مورق قال: دخلت على عمر ابن عبدالعزيز زمن ولى و كان بخناصره، فقال لى: من انت؟ قلت: مولى على.

فقال: و انا و الله مولى على، اشهد على عدد ممن ادركوا النبى (ص) (الفصل العشرون- فى حبه و بغضه (ع)) يقولون ان النبى قال: من كنت مولاه فعلى مولاه.

و العباسيون يظهرون التوليه له (ع) سوى المتوكل، فكان ابغض له من الامويه، فروى الخطيب ان نصر بن على الجهضمى لما روى ان النبى (ص) قال من احبنى و احب هذين- و كان قد اخذ بيد الحسن و الحسين- و اباهما و امهما كان معى فى درجتى يوم القيامه امر المتوكل بضربه الف سوط.

و روى ان البحترى الشاعر كان يكنى اباعباده و اباالحسن، فاشير عليه فى ايام المتوكل ان يقتصر على ابى عباده.

/ 1060