حکمت 462
و اقول: و قال الصادق (ع): اما التوحيد فان لا تجوز على ربك ما جاز عليك، و اما العدل فان لا تنسب الى خالقك ما لامك عليه.و فى الخبر: ان اباالصلت الهروى قال للرضا (ع): لاى عله اغرق الله تعالى الدنيا كلها فى زمن نوح (ع) و فيهم الاطفال و من لا ذنب له؟ فقال: ما كان فيهم الاطفال لان الله تعالى اعقم اصلاب قوم نوح (ع) و ارحام نسائهم اربعين عاما، فانقطع نسلهم فغرقوا و لا طفل فيهم، و ما كان الله تعالى ليهلك (الفصل الاول- فى التوحيد) بعذابه من لا ذنب له، و اما الباقون من قوم نوح (ع) فاغرقوا لتكذيبهم لنبى الله نوح (ع)، و سائرهم اغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين، و من غاب عن امر فرضى به كان كمن شهده و اتاه.حکمت 463
و قال عليه السلام فى دعاء استسقى به: (الفصل الواحد و الخمسون - فى كلامه فى الاستسقاء و فى الاضحيه) اقول: رواه كتب غريب الحديث، كما يظهر من (النهايه) و حيث انه عليه السلام دعا لذلل السحاب ننقل اوصاف السحاب و اسماءها من (فقه لغه الثعالبى)، فقال: اول ما ينشا السحاب فهو النشو، فاذا انسحب فى الهواء فهو السحاب، فاذا تغيرت له السماء فهو الغمام، فاذا كان غيما ينشا فى عرض السماء فلا تبصره ولكن تمسمع رعده من بعيد فهو العقر، فاذا اظل السماء فهو العارض، فاذا كان ذا رعد و برق فهو العراص، فاذا كانت السحاب قطعا صغارا متدانيا بعضها من بعض فهى النمره، فاذا كانت متفرقه فهى القزع، فاذا كانت قطعا متراكمه فهى الكرفى، فاذا كانت كانها قطع الجبال فهى قلع و كنهور واحدتها كنهوره، فاذا كانت قطعا مستدقه رقاقا فهى الطخارير واحدتها طخرور، فاذا كانت حولها قطع من السحاب فهى مكلله، فاذا كانت سوداء فهى طخياء و متطخطخه، فاذا رايتها و حسبتها ماطره فهى مخيله، فاذا غلط السحاب و ركب بعضه بعضا فهو المكفهر فاذا ارتفع و لم ينبسط فهو النشاص، فاذا انقطع فى اقطار السماء و تلبد بعضه فوق بعض فهو القرد، و اذا ارتفع و حمل الماء و كثف و اطبق فهو العماء و العمايه و الطخاء و الطخاف و الطهاء، فاذا اعترض اعتراض الجبل قبل ان يطبق السماء فهو الحيا، فاذا عن فهو العنان، فاذا اظل الارض فهو الدجن، فاذا اسود تراكب فهو المحمومى، فاذا تعلق سحاب دون السحاب فهو الرباب، فاذا كان سحاب فوق السحاب فهو الغفاره، فاذا تدلى و دنا من الارض مثل هدب القطيفه فهو الهيدب، فاذا كان ذا ماء كثير فهو القنيف، فاذا كان ابيض فهو المزن و الصبير، فاذا كان لرعده صوت فهو الهزيم، فاذا اشتد صوت رعده فهو الاجش فاذا كان باردا و ليس فيه ماء فهو الصرار، فاذا كان خفيفا تسفره الريح فهو الزبرج، فاذا كان ذا صوت شديد (الفصل الواحد و الخمسون - فى كلامه فى الاستسقاء و فى الاضحيه) فهو الصيب، فاذا هراق ماوه فهو الجهام.و يقال بل ما لا ماء فيه.ثم الظاهر ان المراد بذلل السحاب سحاب اذا ظهر امطر و اكثر، و بصعابها سحاب ترعد و تبرق و تتكاثف و تتدانى و لاترى منها اثرا.هذا، و فى (الاسد): استسقى النبى (ص) فقال: اللهم اسقنا فقال ابولبابه له (ص): ان التمر فى المربد و ما فى السماء سحاب نراه.فقال النبى (ص) ثلاثا اللهم اسقنا و قال فى الثالثه حتى يقوم ابولبابه عريانا يسد ثعلب مربده بازاره.فاستهلت السماء و
امطرت مطرا شديدا، فاطافت الانصار بابى لبابه و قالوا له: ان السماء لن تقلع حتى تقوم عريانا فتسد ثعلب مربدك بازارك كما قال النبى (ص)، فقام فسد ثعلب مربده بازاره فاقلعت السماء.قول المصنف: قال الرضى انه من كلام الشراح فليس فى (الخطيه) راسا و فى (ابن ميثم) قال السيد.و هذا من الكلام العجيب الفصاحه ككثير من كلامه (ع).و ذلك انه عليه السلام شبه السحاب ذوات الرعود قال الثعالبى فى (فقه لغته): تقول العرب رعدت السماء، فاذا زاد صوتها قيل ارزمت و دوت، فاذا زاد و اشتد قيل قصفت و قعقعت، فاذا بلغ النهايه قيل جلجلت و هدهدت.و البوارق قال الثعالبى ايضا: عن الاصمعى و ابى زيد: اذا برق البرق كانه يبتسم و ذلك بقدر ما يريك سواد الغيم من بياضه قيل انكل انكلالا، فاذا بدا من السماء برق يسير قيل او شمت السماء و منه قيل او شم النبت اذا ابصرت اوله، فاذا برق برقا ضعيفا قيل خفى يخفى عن ابى عمرو، و خفا (الفصل الواحد و الخمسون - فى كلامه فى الاستسقاء و فى الاضحيه) يخفو عن الكسائى، فاذا لمع لمعا خفيفا قيل لمح و اومض، فاذا تشقق قيل انعق انعقاقا، فاذا ملا السماء و تكشف و اضطرب قيل تبوج، فاذا كثر و تتابع قيل ارتعج، فاذا لمع و اطمع ثم عدل ق
يل له خلب.و الرياح و الصواعق قال الثعالبى ايضا: اذا وقعت الريح بين الريحين فهى النكباء، فاذا وقعت بين الجنوب و الصبا فهى الجربيا، فاذا هبت من جهات مختلفه فهى المتناوحه، فاذا كانت لينه فهى الريدانه، فاذا جاءت بنفس ضعيف و روح فهى النسيم، فاذا كان لها حنين كحنين الابل فهى الحنون، فاذا ابتدات بشده فهى النافجه، فاذا كانت شديده فهى العاصف و السيهوج، فاذا كانت شديده و لها زفزفه و هى الصوت فهى الزفزافه، فاذا اشتدت حتى تقلع الخيام فهى الهجوم، فاذا حركت الاغصان تحريكا شديدا و قلعت الاشجار فهى الزعزع و الزعزاع و الزعزعان، فاذا جاءت بالحصباء فهى الحاصبه، فاذا درجت حتى ترى لها ذيلا كالرسن فى الرمل فهى الدروج، فاذا كانت شديده المرور فهى النئوج، فاذا كانت سريعه فهى المجفل و الجافه، فاذا هبت من الارض نحو السماء كالعمود فهى الاعصار و يقال لها زوبعه ايضا، فاذا هبت بالغبره فهى الهبوه، فاذا حملت المور و جرت الذيل فهى الهوجاء، فاذا كانت بارده فهى الحرجف و الصرصر و العريه فاذا كان مع بردها ندى فهى البليل، فاذا كانت حاره فهى الحرور و السموم، فاذا كانت حاره و اتت من قبل اليمن فهى الهيف، فاذا كانت بارده شديده تخرق الثوب فهى الخريق،
فاذا ضعفت و جرت فويق الارض فهى المسفسفه، فاذا لم تلقح شجرا و لم تحمل مطرا فهى العقيم و قد نطق بها القرآن.(الفصل الواحد و الخمسون - فى كلامه فى الاستسقاء و فى الاضحيه) بالابل الصعاب التى تقمص برحالها قال الجوهرى: يقال دابه فيها قماص، و هو ان ترفع يديها و تظرحهما معا و تعجن برجليها، و فى المثل ما بالعير من قماص و هو الحمار يضرب لمن ذل بعد عز.و فى (الاساس): قمصت الناقه بالرديف: مضت به نشيطه، قال لبيد: عذافره تقمص بالردا فى تخونها نزولى و ارتحالى و تقص هكذا فى (المصريه) و الصواب: و تتوقص كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه).و فى (الاساس): توقصت الركاب توقصا، و هو نزوها مع القرمطه كانها تكسر الخطو.بركبانها جمع الركب اصحاب الابل فى السفر.و شبه السحاب خاليه هكذا فى (المصريه) و الصواب: الخاليه كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه).من تلك الروائع جمع الروعه بالفتح اى: الفزعه.بالابل الذلل التى تحتلب طيعه اى: طائعه.و تقعد فى (الصحاح): القعود البعير الذى يقتعده الراعى فى كل حاجه، و هو بالفارسيه رخت، و بتصغيره جاء المثل اتخذوه قعيد الحاجات اذا امتهنوا الرجل فى حوائجهم.(الفصل الواحد و
الخمسون - فى كلامه فى الاستسقاء و فى الاضحيه) مسمحه اى: ذلوله.هذا، و روى (العيون): ان المامون لما جعل الرضا عليه السلام ولى عهده احتبس المطر، فجعل بعض حاشيه المامون من المتعصبين عليه عليه السلام يقولون انظروا لما جاءنا على بن موسى و صار ولى عهدنا حبس عنا المطر، فاتصل ذلك بالمامون فاشتد عليه فقال له عليه السلام: لو دعوت الله.قال: نعم.قال: متى- و كان يوم الجمعه- فقال: يوم الاثنين.قال النبى (ص): اتانى البارحه فى منامى و معه اميرالمومنين عليه السلام فقال: يا بنى انتظر يوم الاثنين فابرزلى الصحراء و استسق فان الله تعالى سيسقيهم و اخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون من حالهم ليزداد علمهم بفضلك و مكانك من ربك تعالى.فلما كان يوم الاثنين غدا الى الصحراء و خرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر فحمد الله و اثنى عليه ثم قال: اللهم يا رب انت عظمت حقنا اهل البيت فتوسلوا بنا كما امرت و املوا فضلك و رحمتك و توقعوا احسانك و نعمتك فاسقهم سقيا نافعا عاما غير رائث و لا ضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا الى منازلهم و مقارهم.فو الذى بعث محمدا بالحق لقد نسجت الرياح فى الهواء الغيوم و ارعدت و ابرقت و تحرك الناس كا
نهم يريدون التنحى عن المطر، فقال عليه السلام: على رسلكم فليس هذا الغيم لكن انما هو لاهل بلد كذا.فمضت السحابه و عبرت ثم جاءت اخرى تشتمل على رعد و برق فتحركوا فقال عليه السلام: على رسلكم انماهو لاهل بلد كذا.حتى جاءت عشرسحابه فى كلها يقول عليه السلام: هى لبلد كذا.ثم اقبلت سحابه فقال عليه السلام: هذه لكم فاشكروا الله و انها ممسكه عنكم الى ان تدخلوا مقاركم.فانصرفوا الى ان قربوا من بيوتهم فجاءت بوابل المطر فملات الاوديه و الحياض و الغدران و الفلوات، فجعلوا