حکمت 467
(الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) قول المصنف: (و قال (ع) لزياد بن ابيه و قد استخلفه لعبدالله بن العباس على فارس و اعمالها) فى تاريخ الطبرى لما قتل ابن الحضرمى بالبصره، و اختلف الناس على على (ع)، طمع اهل فارس و اهل كرمان فى كسر الخراج، فغلب اهل كل ناحيه على ما يليهم، و اخرجوا عمالهم.و عن الشعبى قال: لما انتفض اهل الجبال، و طمع اهل الخراج فى كسره، و اخرجوا سهل بن حنيف عامل على (ع) على فارس، قال ابن عباس له (ع): اكفيك فارس، فقدم البصره و وجه زيادا الى فارس فى جمع كثير، فوطا بهم اهل فارس.فادوا الخراج، ضرب بعضهم ببعض، فقتل بعضهم بعضا، و صفت له فارس، و فعل مثل ذلك بكرمان، و كانوا يقولون ما راينا سيره اشبه بسيره كسرى من سيره هذا العربى فى اللين، و المداراه، و العلم بما ياتى.(فى كلام طويل كان بينهما نهاه فيه عن تقدم الخراج) هكذا فى (المصريه)، و الصواب: (عن تقديم الخراج) كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم).و من المضحك ان محشى (المصريه) فسر التقدم بالزياده، فزاد غلطا على غلط.نهاه (ع) عن تقديم الخراج لان عمال عثمان كانوا يفعلون ذلك، قال ابن ابى الحديد: كانت عاده اهل فارس فى ايامعثمان ان يطلب الوالى منهم خراج (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) املاكهم قبل بيع الثمار على وجه الاستسلاف، او لانهم كانوا يظنون ان اول السنه القمريه هو مبدا و جوب الخراج كاجره العقار، فكان ذلك يجحف بالناس و يدعو الى عسفهم و حيفهم.قوله (ع) (استعمل العدل) العدل عدلان: عدل فى الشريعه، و عدل فى السياسه، و مقصوده (ع) الاول، الا ان زيادا كان من اهل الثانى.و عن المدائنى: قدم زياد ايام معاويه البصره، و الفسق فيها فاش جدا، و اموال الناس منتهبه، و السياسه ضعيفه، فصعد المنبر ثم قال: فان الجاهليه الجهلاء، و الضلاله العمياء، و الغى الموقد على اهله النار، ما فيه سفهاوكم، و يشتمل عليه حلماوكم، من الامور العظام، ينبت فيها الصغير، و لا يتحاشى منها الكبير، كانكم لم تقراوا كتاب الله، و لم تسمعوا ما اعد من الثواب الكثير لاهل طاعته، و العذاب الاليم لاهل معصيته، فى الزمن السرمد الذى لا يزول.اتكونون من طرفت عينه الدنيا، و سدت مسامعه الشهوات.لا تذكرون انكم احدثتم فى الاسلام الحدث الذى لم تسبقوا به، من ترككم الضعيف يقهر و يوخذ ماله، و الضعيفه المسلوبه فى النهار، هذا و العدد غير قليل.الم يكن منكم نهاه تمن
ع الغواه عن دلج الليل و غاره النهار، و كل امرى منكم يذب عن سفيهه، صنيع لا يخاف عاقبه، و لا يرجو معادا، ما انتم بالحلماء، و قد اتبعتم السفهاء، فلم يزل بهم ما يرون من قيامكم دونهم حتى انتهكوا حرمه الاسلام، ثم اطرقوا و راءكم كنوسا فى مكانس الريب، حرم على الطعام و الشراب حتى اسويها بالارض هدما و احراقا.انى رايت آخر هذا الامر لا يصلح الا بما صلح به اوله.لين فى غير ضعف، و شده فى غير عنف، و انا اقسم بالله لاخذن الولى بالولى، و الظاعن بالظاعن، و المقبل بالمدبر، و الصحيح منكم فى نفسه (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) بالسقيم، حتى يلقى الرجل اخاه فيقول: انج سعد فقد هلك سعيد، او تستقيم لى قناتكم.ان كذبه المنبر تلفى مشهوره، فاذا تعلقتم على بكذبه فقد حلت لكم معصيتى، من نقب عليه منكم فانا ضامن لما ذهب منه، فاياكم و دلج الليل، فانى لا اوتى بمدلج الا سفكت دمه.و قد اجلتكم بقدر ما ياتى الخبر الكوفه، و يرجع اليكم.اياكم و دعوى الجاهليه، فانى لا اجد احدا دعا بها الا قطعت لسانه، و قد احدثتم احداثا، و قد احدثنا لكل ذنب عقوبه، فمن غرق بيوت قوم غرقناه، و من حرق على قوم حرقناه، و من نقب على احد بيتا نقبنا
عن قلبه، و من نبش قبرا دفناه فيه حيا.كفوا عنى ايديكم و السنتكم، اكف عنكم يدى و لسانى، و لا يظهرن من احد خلاف ما عليه عامتكم فاضرب عنقه، و قد كانت بينى و بين اقوام احن فقد جعلت ذلك وراء اذنى، و تحت قدمى، فمن كان منكم محسنا فليزد احسانا، و من كان مسيئا فلينزع عن اساءته، انى لو علمت ان احدكم قد قتله السلال من بغضى لم اكشف عنه قناعا، و لم اهتك له سترا حتى يبدى لى صفحته، فاذا فعل لم انظره.رب مبتئس بقدومنا سيسر، و مسرور بقدومنا سيباس، انا اصبحنا لكم ساسه، و عنكم ذاده، بسلطان الله الذى اعطانا، فلنا عليكم السمع و الطاعه فيما احببنا، و لكم علينا العدل و الانصاف فيما ولينا، فاستوجبوا عدلنا و فيئنا بمناصحتكم لنا، و اعلموا انى مهما قصرت عن شى ء فلن اقصر عن ثلاث: لست محتجبا عن طالب حاجه منكم، و لا حابسا عطاء، و لا مجمرا بعثا، و ادعوا الله بالصلاح لائمتكم فانهم ساستكم المودبون، و متى يصلحوا تصلحوا، فلا تشربوا قلوبكم بغضهم، فيشتد غيظكم، و يطول حزنكم، و ايم الله ان لى فيكم لصرعى كثيره، فليحذر كل امرى منكم ان يكون من صرعاى.فقام عبدالله بن الاهتم فقال: اشهد ايها الامير، لقد اوتيت الحكمه و فصل (الفصل الثالث و العشرون- فى ع
تاباته (ع) لعماله و غيرهم) الخطاب.فقال: كذبت ذاك نبى الله داود.فقام الاحنف فقال: انما الثناء بعد البلاء، و الحمد بعد العطاء، و انا لا نثنى حتى نبتلى، و لا نحمد حتى نعطى، فقال زياد: صدقت.فقام ابوبلال مرداس يهمس و يقول: انبانا الله بغير ما قلت (و ابراهيم الذى و فى الا تزر وازره وزر اخرى) فسمعها زياد فقال: يا ابا بلال، انا لا نبلغ ما نريد باصحابك حتى نخوض اليهم الباطل خوضا.و عن الشعبى: لما خطب زياد خطبته البتراء بالبصره و نزل سمع تلك الليله اصوات الناس يتحارسون، فقال: ما هذا؟ قالوا: ان البلد مفتونه، و ان المراه من اهل المصر لتاخذها الفتيان الفساق فيقال لها: نادى ثلاثه اصوات، فان اجابك احد و الا فلا لوم علينا فيما نصنع.فغضب و قال: ففيم انا و فيم قدمت؟ فلما اصبح امر فنودى فى الناس، فاجتمعوا، فقال: ايها الناس، انى قد نبئت بما انتم فيه و سمعت ذروا منه، و قد انذرتكم و اجلتكم شهرا مسير الرجل الى الشام، و مسيره الى خراسان، و مسيره الى الحجاز، فمن وجدناه بعد شهر خارجا من منزله بعد العشاء الاخره فدمه هدر.فانصرف الناس يقولون: هذا القول كقول من تقدمه من الامراء، فلما كمل الشهر دعا صاحب شرطته عبدالله بن حصين اليربوعى
- و كانت رجال الشرطه معه اربعه آلاف- فقال له: هيى خيلك و رجلك، فاذا صليت العشاء الاخره و قرا القارى مقدار سبع آيات من القرآن، فسر و لا تلقين احدا، عبيدالله بن زياد فمن دونه الا جئتنى براسه، و ان راجعتنى فى احد ضربت عنقك.فصبح على باب القصر تلك الليله سبعمائه راس، ثم خرج الليله الثانيه فجاء (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) بخمسين راسا، ثم خرج الليله الثالثه فجاء براس واحد، ثم لم يجى ء بعدها بشى ء.و كان الناس اذا صلوا العشاء الاخره احضروا الى منازلهم شدا حثيثا، و قد يترك بعضهم نعاله.(و احذر العسف) قال الجوهرى: العسف الاخذ على غير الطريق (و الحيف) اى: الجور و الظلم (فان العسف يعود بالجلاء) اى: العسف بالناس يوجب جلاءهم عن وطنهم.و فى (تاريخ الطبرى): كان خروج الحسن بن زيد الحسنى فى سنه (250) و كان سببه ان المستعين اقطع محمد بن عبدالله بن طاهر- لوقوع قتل يحيى بن عمر العلوى على يده- من صوا فى السلطان بطبرستان، و فيها قطيعه كان بحذائها ارض لاهل تلك الناحيه فيها مرافقهم محتطبهم، و مراعى مواشيهم، و مسرح سارحتهم، صحراء ذات غياض و اشجار و كلاء، و عامل طبرستان يومئذ سليمان بن عبدالله اخوه، و كا
ن المستولى على سليمان محمد بن اوس البلخى الذى فرق ولده و هم احداث سفهاء فى مدن طبرستان، و وتر الديلم بدخوله اقرب بلادهم و سبيه و قتله منهم على غفله.و بعث محمد بن عبدالله بن طاهر، جابر بن هارون النصرانى اخا كاتبه لحيازه الصوافى، فحازها و حاز معها ما اتصل بها مما يرتفق به اهل تلك الناحيه- و رام حيازه كلار و سالوس ثغرى طبرستان من قبل الديلم- و كان محمد و جعفر ابنا رستم مذكورين قديما بضبط تلك الناحيه ممن رامها من الديلم، و باطعام الناس بها، فانكرا فعل جامر واستنهضا من فى ناحيتهما، فهرب جابر و لحق بسليمان، فراسلا الديلم، فاجابوهما و تعاقدوا هم و اهل كلار و سالوس على التعاون، فارسلا الى الحسن بن زيد بالرى و اشخصاه (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) الى طبرستان، فوافاهم و قد صارت كلمه الديلم و اهل كلار على بيعته، و قتال سليمان و اخذه.الى ان قال: فاجتمعت للحسن بن زيد مع طبرستان الرى الى حد همدان.و فى وزراء الجهشيارى: صرف الرشيد الفضل بن يحيى عن خراسان و قلد على بن عيسى بن ماهان، لانه تعهد التكثير على الفضل، فقتل على بن عيسى وجوه اهل خراسان و ملوكها، و جمع اموالا جليله، فحمل الى الرشيد الف ب
دره معموله من الوان الحرير و فيها عشره آلاف الف درهم، فلما وصلت اليه سربها و احضر يحيى بن خالد فقاله: يا ابه اين كان الفضل عن هذا؟ فقال: ان خراسان سبيلها ان يحمل اليها الاموال و لا تحمل منها، و الفضل اصلح نيات روسائها و استجلب طاعتهم، و على بن عيسى قتل صناديد اهل خراسان و طراخنتها و حمل اموالهم، ولو قصدت لدرب من دروب الصيارف بالكرخ لوجدت فيه اضعاف هذه و ستنفق مكان كل درهم منها عشره، فثقل هذا القول منه على الرشيد، فلما نتقض امر خراسان و خرج رافع بن الليث، احتاج الى النهوض اليها بنفسه حتى صار الى طوس يتذكر هذا الحديث و يقول: صدقنى و الله يحيى و نصح لى فلم اقبل منه، و الله لقد انفقت مائه الف الف و ما بلغت شيئا.و فيه: حمل الحجاج الى عبدالملك هديه و مالا عظيما و هو بحمص، فابرز سريره و جمع الناس و كان فيمن حضر خالد بن عبدالله بن اسيد و اخوه اميه، فلما نظر الى الهديه و المال قال: هذه و الله الامانه و الحزم و النصيحه- ثم اشار الى خالد- و قال: انى استعملت هذا على البصره، فاستعمل كل فاسق، (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) فجبى عشره و اختان تسعه و رفع الى هذا درهما، فدفع الى هذا من الدرهم سدسا،
و استعملت هذا- يعنى اخاه- على خراسان و سجستان، فبعث الى بمفتاح من ذهب زعم انه مفتاح مدينه و فيل و برذونين حطيمين، و استعملت الحجاج، ففعل كذا، فاذا استعملتكم ضيعتم، و اذا عزلتكم قلتم قطع ارحامنا.فاراح خالد اراحه الفرس ثم قال: استعملتنى على البصره و اهلها رجلان: مطيح مناصح، و مخالف مشايح، فاما المطيع فانى جزيته بطاعته فازداد رغبه، و اما المخالف فانى داويت عداوته، و استللت ضغينته، و حشوت صدره ودا، و علمت انى متى اصلح الرجال اجب الاموال، و استعملت الحجاج، فجبى لك المال، و كنز العداوه فى قلوب الرجال، فكانك بالعداوه التى كنزها قد ثارت و انفقت الاموال، و لا مال و لا رجال، فسكت عبدالملك، فلما هيج الجماجم جلس عبدالملك على باب ذى الاكارع و معه خاله يندب الناس الى الفريضه و يتامل خالدا و يذكر قوله و يضحك.(و الحيف) اى: الجور (يدعو الى السيف) قالوا: تراهن قيس بن زهير العبسى و حذيفه بن بدر الذبيانى على خطر عشرين بعيرا، و جعلا الغايه مائه غلوه و المضمار اربعين ليله، و المجرى من ذات الاصاد، فاجرى قيس داحسا و الغبراء اسما فرسيه- و اجرى حذيفه الخطار و الحنفاء- اسما فرسيه فوضعت بنو فزاره- رهط حذيفه- كمينا على الطريق، فردوا ال
غبراء و لطموها - و كانت سابقه- فهاجت الحرب بين عبس و ذبيان اربعين سنه.و فى (فتوح البلاذرى)- بعد ذكر اخذ سعيد بن عثمان من السغد رهنا من ابناء عظمائهم فى فتح سمرقند- مضى سعيد بالرهن حتى ورد بهم المدينه، فدفع ثيابهم و مناطقهم الى مواليه، و البسهم جباب الصوف، و الزمهم (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) السقى و السوانى و العمل، فدخلوا عليه مجلسه، ففتكوا به ثم قتلوا انفسهم.و فى (تاريخ الطبرى)- بعد ذكر فتح ابن ابى سرح فى سنه (27) افريقيه - مازال اهل افريقيه من اسمع اهل البلدان الى زمان هشام، فدب اليهم اهل العراق، فقالوا لهم جنايه عمالكم.من امر خلفائكم، فخرج ميسره منهم فى بضعه عشر انسانا على هشام و قالوا للابرش ابلغ هشاما ان اميرنا يغزو بنا و بجنده، فاذا اصاب غنيمه نفلهم دوننا، و قال هم احق به، فقلنا هو اخلص لجهادنا لا ناخذ منه شيئا ان كان لنا فهم منه فى حل، و ان لم يكن لنا لم نرده، و اذا حاصرنا مدينه قال تقدموا و اخر جنده، فقلنا تقدموا، فوقيناهم بانفسنا و كفيناهم، ثم انهم عمدوا الى ماشيتنا، فجعلوا يبقرونها عن السخال يطلبون الفراء البيض للخليفه، فيقتلون الف شاه فى جلد، فقلنا ما ايسر هذا للخ
ليفه، ثم انهم سامونا ان ياخذوا كل جميله من بناتنا، فقلنا لم نجد هذا فى كتاب و لا سنه و نحن مسلمون، فاحببنا ان نعلم اعن راى الخليفه ذلك ام لا، فطال عليهم الجواب و نفدت نفقاتهم، فكتبوا اسماءهم فى رقاع، ثم رجعوا الى افريقيه، فخرجوا على عامل هشام، فقتلوه و استولوا على افريقيه و بلغ هشاما الخبر و سال عن النفر، فرفعت اليه اسماوهم، فاذا هم الذين جاء الخبر انهم صنعوا ما صنعوا.و فيه ايضا: و قتل فى سنه (102) يزيد بن ابى مسلم بافريقيه، و سببه انه كان فيما ذكر عزم ان يسير بهم بسيره الحجاج فى اهل الامصار الذين سكنوا الامصار ممن كان اصله من السواد من اهل الذمه، فاسلم بالعراق ممن ردهم الى قراهم و رساتيقهم، و وضع الجزيه على رقابهم على نحو ما (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) كانت توخذ منهم و هم على كفرهم، فلما عزم على ذلك تامروا فى امره، فاجمع رايهم على قتله، فقتلوه و ولوا على انفسهم الوالى الذى كان عليهم قبل يزيد بن ابى مسلم- و هو محمد بن يزيد مولى الانصار و كان فى جيش يزيد بن ابى مسلم- و كتبوا الى يزيد ابن عبدالملك: انا لم نخلع ايدينا من الطاعه، و لكن يزيد بن ابى مسلم سامنا ما لا يرضى الله و المسل
مون، فقتلناه و اعدنا عاملك السابق، فاقره يزيد.و فى الاغانى: كان عمليق الطسمى امر الا تزوج بكر من جديس الى زوجها حتى يفترعها هو قبل زوجها، فلقوا من ذلك بلاء و ذلا حتى زوجت الشموس اخت الاسود الذى دفع الى جبل طى، فقتله طى و سكنوا الجبل بعده، فلما دخلت عليه و افترعها خرجت الى قومها فى دمائها شاقه درعها من قبل و هى تقول: لا احد اذل من جديس اهكذا يفعل بالعروس فقال اخوها الاسود- و كان سيدا مطاعا- لقومه: يا معشر جديس، ان هولاء القوم ليسوا باعز منكم فى داركم، و قال لهم: انى اصنع للملك طعاما ثم ادعوهم جميعا، فاذا جاووا يرفلون فى الحلل ثرنا الى سيوفنا و هم غارون فاهمدناهم بها.قالوا: افعل، فصنع طعاما كثيرا و خرج به الى ظهر بلدهم و دعا عمليقا و ساله ان يتغدى عنده هو و اهل بيته، فاجابهم و خرج اليه مع اهله يرفلون فى الحلى و الحلل، حتى اذا اخذوا مجالسهم و مدوا ايديهم الى الطعام اخذوا سيوفهم من تحت اقدامهم، فشد الاسود على عمليق فقتله و كل رجل منهم على جليسه حتى اماتوهم، فلما فرغوا من الاشراف شدوا على السفله فلم يدعوا منهم احدا.و قال الاسود فى ذلك: (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) ذوقى ببغيك ي
ا طسم مجلله فقد اتيت لعمرى اعجب العجب و فيه- فى مقتل خالد بن جعفر بن كلاب- اغار خالد على رهط الحارث بن طالم الير بوعى فى واد يقال له حراض، فقتل الرجال و الحارث يومئذ غلام و بقيت النساء- و كانت نساء بنى ذبيان لا يحلبن النعم- فلما بقين بغير رجال طفقن يدعون الحارث، فيشد عصاب الناقه، ثم يحلبنها و يبكين رجالهن و يبكى الحارث معهن- و اردف ذلك قتل خالد بن زهير بن جذيمه، قال: فمضى الحارث الى خالد و هو نائم، فضربه بالسيف حتى قتله.و فى (المعجم): قال ابوسعيد الابى فى (تاريخه): كان قابوس بن وشمكير اسرف فى القتل، و تجاوز الحد فى سفك الدماء و لم يكن يعرف حدا فى التاديب و اقامه السياسه غير ضرب الاعناق و اماته الانفس، و كان ياتى ذلك فى الاقرب فالاقرب، و الاخص فالاخص من الجند و الحاشيه حتى افنى جميعهم، و اتى على جلهم، و اذل الخيل و اصناف العسكر للرعيه، و جراهم عليهم، و لم يتظلم احد من اهل البلد من واحد من اكابر اهل عسكره الا قتله، و اتى على نفسه من غير ان يتفحص عن الشكوى اصحيحه ام باطله، فتبرم به عسكره و حاشيته و خافوا سطوته، فمشى بعضهم الى بعض، و تمالووا عليه و تحالفوا، و خفى الامر، لانه كان خرج الى حصن بناه سماه شمرآباد
و عزم القوم ان يتسلقوا عليه و يغتالوه و قد و اطاهم على الامر جميع من كان معه فى الحصن، فتعذر عليهم الصعود اليه و علموا انه لو اصبح و عرف الخبر لم ينج منهم احد، فنعوه الى الناس و ذكروا انه قد قضى نحبه، فانتهبت اصطبلاته و سيقت دوابه و بغاله و لم يقدر هو على مفارقه الموضع لاعواز الظهور التى تحمل و تنقل عليها خزائنه، و كان عنده وزيره ابوالعباس الغانمى، فاتهمه بممالاه القوم، فاوقع به وقتله، فاستدعوا منوجهر ابنه (الفصل الثالث و العشرون- فى عتاباته (ع) لعماله و غيرهم) و كتبوا اليه متى تاخر قدموا غيره، فبادر اليهم فقلدوه الامر، و بلغ ذلك قابوس، فجمع امراء الرستاق و فارق المكان، و صحبه طائفه من العرب و غيرهم من الجند، و خرج الى بسطام مع خزائنه و اسبابه، و تبعه ابنه منوجهر مع العسكر، فحصره و امتنع هو عليه، ثم امكن من نفسه عند الضروره، فقبض عليه و حمل الى بعض القلاع، و تقرر امر ابنه و لقب بفلك المعالى.و كان ابوه يلقب شمس المعالى، ثم ورد الخبر بموته فى جمادى الاخره سنه (403).و ذكر انه اعتيل، و حمل تابوته الى جرجان، و دفن فى مشهد عظيم كان بناه لنفسه و انفق عليه الاموال العظيمه، و بالغ فى تحصيله و تحصينه.