کلمه غريب 004
و فى حديثه عليه السلام: قال الرضى: و النص منتهى الاشياء و مبلغ اقصاها كالنص فى السير لانه اقصى ما تقدر عليه الدابه، و تقول نصصت الرجل عن الامر اذا استقصيت مسالته عنه لتستخرج ما عنده فيه، فنص الحقاق يريد به الادراك لانه منتهى الصغر، و الوقت الذى يخرج منه الصغير الى حد الكبير، و هو من افصح الكنايات عن هذا الامر، فاذا بلغ النساء ذلك فالعصبه اولى بالمراه من امها اذا كانوا محرما، مثل الاخوه و الاعمام، و بتزويجها ان ارادوا ذلك.(الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) و الحقاق: محاقه الام للعصبه فى المراه، و هو الجدال و الخصومه و قول كل واحد منهما للاخر: انا احق منك بهذا يقال منه: حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا، و قد قيل: ان نص الحقاق بلوغ العقل و هو الادراك، لانه عليه السلام انما اراد منتهى الامر الذى تجب فيه الحقوق و الاحكام.و من رواه نص الحقائق فانما اراد جمع حقيقه، هذا معنى ما ذكره ابوعبيده، و الذى عندى ان المراد بنص الحقاق هاهنا، بلوغ المراه الى الحد الذى يجوز تزويجها و تصرفها فى حقوقها تشبيها بالحقاق من الابل و هو جمع حقه و حق و هو الذى استكمل ثلاث سنين و دخل فى الرابعه و عند ذلك يبلغ الى الحد الذى يتمكن فيه من ركوب ظهره و نصه، و الحقائق ايضا جمع حقه، فالروايتان جميعا ترجعان الى معنى واحد، و هذا اشبه بطريقه العرب من المعنى المذكور.قول المصنف و فى حديثه عليه السلام لم يعلم كونه حديثه كما ياتى.اذا بلغ النساء هو من قبيل قوله تعالى: و قال نسوه فى المدينه) فى عدم تانيث الفعل مع كون الفاعل مونثا حقيقيا لكونه اسم جمع.نص الحقاق هكذا فى (الطبعه المصريه)، و فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم) نص الحقائق و هو الصحيح لاصحيه نسختهما و لاسيما الثانى لكونها بخط المصنف، و يشهد له ما ياتى منهما من الزياده.و كيف كان ففى الاساس: الماشطه تنص العروس فتقعدها على المنصه، و هى تنتص عليها اى: ترفعها، و نص فلان سيدا اى: نصب، (الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) قال حاجز الازدى: ان قد نصصت بعد ما شبت سيدا تقول و تهدى من كلامك ما تهدى فالعصبه اولى و زاد فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم) و يروى نص الحقاق و العصبه كما قال الجوهرى: البنون و قرابه الاب، (سموا بذلك لانهم عصبوا به اى: احاطوا فالاب طرف و الابن طرف و العم جانب و الاخ جانب).فى (كامل المبرد): قال فلان بن السائب الاسدى- من اسد بن عبدالعزى -: زوجت ابن
تى عمرو بن عثمان، فلما نصت عليه طلقها على المنصه، فجئت الى ابن الزبير فقلت له ان عمرا طلق ابنتى على المنصه و قد ظن الناس ان ذلك لعاهه و انت عمها فقم فادخل اليها.فقال: او خير من ذلك جيئونى بمصعب- اى اخيه- فخطب فزوجها منه و اقسم ليدخلن بها فى ليلته، فلا تعرف امراه نصت على رجلين فى ليلتين ولاء غيرها.و فى (الاغانى): قال ابوالهيثم: اجتمع مالك بن الريب و ابوصردبه و شظاظ يوما فقالوا: تعالوا نتحدث باعجب ما عملناه فى سرقتنا- الى ان قال- فقال شظاظ: كان لرجل من اهل البصره بنت عم ذات مال كثير و هو وليها - و كان له نسوه- فابت ان تتزوجه فحلف الا يزوجها من احد ضرارا لها، و كان يخطبها رجل غنى من اهل البصره فحرصت عليه و ابى الولى، ثم انه حج حتى اذا كان بالدو- على مرحله من البصره- مات فدفن برابيه و شيد على قبره، فتزوجت بالرجل الذى كان يخطبها، و خرجت رفقه من البصره معهم بز و متاع فتبصرتهم و ما معهم و اتبعتهم حتى نزلوا فلما ناموا (الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) بيتهم و اخذت من متاعهم.ثم ان القوم لما انتبهوا اخذونى و ضربونى ضربا شديدا و جردونى، و ذلك فى ليله قره و سلبونى كل قليل و كثير فتركونى عريانا و تماوت ل
هم، فارتحل القوم فقلت: كيف اصنع؟ ثم ذكرت قبر الرجل فاتيته فنزعت لوحه ثم احتفرت فيه سربا فدخلت فيه ثم سددت على باللوح و قلت لعلى ادفا فاتبعهم، و مر الرجل الذى تزوج بالمراه فى الرفقه، فمر بالقبر الذى انا فيه فوقف عليه و قال لرفيقه: و الله لانزلن الى قبر فلان حتى انظر هل يحمى الان بضع فلانه.فعرفت صوته فقلعت اللوح ثم خرجت عليه من القبر و قلت: بلى و رب الكعبه لاحمينها.فوقع و الله مغشيا عليه لا يتحرك و لا يعقل.فجلست و اخذت كل اداه و ثياب عليه و مالا معه، فكنت بعد ذلك اسمعه بالبصره يحدث الناس و يحلف لهم: ان الميت الذى كان منعه من تزويج المراه خرح عليه من قبره بسلبه و كفنه فبقى يومه ثم هرب منه.و الناس يعجبون منه، فعاقلهم يكذبه و الاحمق منهم يصدقه و انا اعرف القصه فاضحك منهم.هذا، و فى الكامل: كان ذو الاصبع العدوانى رجلا غيورا و كانت له بنات اربع و كان لا يزوجهن غيره، فاستمع عليهن يوما و قد خلون يتحدثن، فقالت قائله منهن: لتقل كل واحده منكن ما فى نفسها و لتصدق، ثم نقل ان احداهن انشدت ابياتا مشعره بانها تريد زوجا شابا غنيا، و الثانيه عاقلا سخيا، و الثالثه ابن عم لها، و سكتت الرابعه، فقلن: لا ندعك حتى تقولين، فقالت:زوج من عود خير من قعود.فخطبن فزوجهن.و فى (تاريخ بغداد) فى محمد بن جعفر بن احمد بن جعفر المعروف (الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) بزوج الحره الذى روى عن الطبرى و البغوى و غيرهما، قال جعفر بن المكتفى العباسى كانت بنت بدر مولى المعتضد زوج المقتدر، فاقامت عنده سنين و كان لها مكرما و عليها مفضلا الافضال العظيم، فتاثلت حالها، و انضاف ذلك الى عظيم نعمتها الموروثه، و قتل المقتدر و افلتت من النكبه و سلم لها جميع اموالها و ذخائرها حتى لم يذهب لها شى ء و خرجت عن الدار.قال: و كان يدخل الى مطبخها حدث يحمل فيه على راسه و كان حركا، فنفق على القهارمه بخدمته فنقلوه الى ان صار وكيل المطبخ و بلغها خبره و راته فاستكاسته فردت اليه الوكاله فى غير المطبخ و تراقى امره حتى صار ينظر فى ضياعها و عقارها و غلب عليها، فصارت تكلمه من وراء ستر و خلف باب او ستاره، و زاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها فاستدعته الى تزويجها فلم يجسر على ذلك، فجسرته و بذلت له مالا حتى تم لها ذلك و قد كانت حاله تاثلت بها و اعطته لما ارادت ذلك منه اموالا جعلها لنفسه نعمه ظاهره لئلا يمنعها اولياوها منه بالفقر و انه ليس بكف ء، ثم هادت القضاه بهدايا جلي
له حتى زوجوها منه و اعترض الاولياء فغالبتهم بالحكم و الدراهم، فتم له ذلك و لها، فاقام معها سنين حتى ماتت فحصل له من مالها نحو ثلاثمائه الف دينار.قال: و هو الان يعرف بزوج الحره، و انما سميت الحره لاجل تزويج المقتدر بها و كذا عاده الخلفاء لغلبه المماليك عليهم اذا كانت لهم زوجه قيل لها: الحره.قلت: و المراد من قوله فيه و افلتت من النكبه النكبه التى عرضت لزوجها المقتدر حتى قتل.قول المصنف (و النص منتهى الاشياء و مبلغ اقصاها كالنص فى السير (الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) لانه اقصى ما تقدر عليه الدابه، و تقول نصصت الرجل عن الامر، اذا استقصيت مسالته عنه لتستخرج ما عنده فيه، فنص الحقاق يريد به الادراك لانه منتهى الصغر و الوقت الذى يخرج منه الصغير الى حد الكبير).ترى ان المصنف جعل الاصل فى معنى النص الانتهاء و جعله الجامع بين قولهم النص فى السير و قولهم نصصت الرجل عن الامر، و الاظهر كون الاصل فيه الاظهار كما صرح به ابن دريد فقال: نصصت الحديث نصا، اذا اظهرته، و نصصت العروس نصا، اذا اظهرتها، و نصصت البعير فى السير نصا، اذا رفعته، و نصصت الحديث، اذا عزوته الى محدثك به، و نصصت العروس نصا، اذا اقعدتها على
المنصه، و كل شى ء اظهرته فقد نصصته، و نصه المراه الشعر الذى يقع على وجهها من مقدم راسها.(و هو من افصح الكنايات عن هذا الامر زاد (ابن ابى الحديد و ابن ميثم) و اغربها فلالد.سقوطه من نسخنا.(فاذا بلغ النساء فالعصبه اولى بالمراه اذا كانوا محرما مثل الاخوه و الاعمام ان ارادوا ذلك) ما ذكره من ان الاخوه والاعمام اولى بالمراه، مذهب العامه و الخبر من طريقهم، و الاصل فى نقله ابوعبيده، و عندنا انما الولى الاب و الجد بالاجماع اذا كانت صغيره و على خلاف اذا كانت كبيره باكره، و اما غيرهما فلا خلاف عندنا فى عدم و لايتهما.(و الحقاق محاقه الام للعصبه فى المراه و هو الجدال و الخصومه و قول كل واحد منهما للاخر انا احق منك بهذا، يقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا) لا كلام فى مجى ء الحقاق مصدر حاق بمعنى جادل كالمحاقه، لكن الكلام افى صحه اضافه النص اليه بذاك المعنى فلم يذكر احد انه يقال (الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) نصصت الجدال كما قالوا: نصصت الحديث و البعير و العروس كما مر.(و قد قيل ان نص الحقاق بلوغ العقل و هو الادراك، لانه عليه السلام انما اراد منتهى الامر الذى يجب فيه الحقوق و الاحكام) هكذا فى (الطبعه
المصريه) ولكن فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم) يجب به الحقوق و الاحكام.و كيف كان فقال الاول: لم ينقل امل اللغه ان الحقاق استعملت فى معنى الحقوق (و من رواه نص الحقائق فانما اراد جمع حقيقه) و فى (ابن ابى الحديد) و قال من رواه، و الصواب ما فى (الطبعه المصريه) لتصديق (ابن ميثم) له و لانه لا فاعل لقوله و قال.(هذا معنى ما ذكره ابوعبيد) زاد فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم) القاسم بن سلام فلابد من سقوطها من (الطبعه المصريه).(و الذى عندى ان المراد بنص الحقاق هاهنا بلوغ المراه الى الحد الذى يجوز تزويجها و تصرفها فى حقوقها تشبيها بالحقاق من الابل) فى (اللسان) و الحقه نبز ام جرير بن الخطفى، خطبها سويد بن كراع الى ابيها فقال: انها لصغيره صرعه، ققال سويد: لقد رايتها و هى حقه، اى: كالحقه من الابل فى عظمها.و اضافه النص الى الابل كثيره، فلما فقد زيد بن حارثه فى طفوليته قال ابوه: (الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) ساعلم نص العيس فى الارض جاهدا و لا اسام التطواف او تسام الابل و قال زيد نفسه: لما حج ناس من قبيلته و راوه عند النبى (ص) فكفوا من الوجد الذى قد شجاكم و لا تعملوا فى الارض نص الاباعر (و هى جمع
حقه و حق و هو الذى استكمل ثلاث سنين و دخل فى الرابعه و عند ذلك يتمكن فيه من ركوب ظهره و نصه فى السير هكذا فى الطبعه (المصريه) و الصواب (فى سيره) كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم) و الخطيه، و الجوهرى جعل الحقق ايضا جمعهما.(و الحقائق ايضا جمع حقه، فالروايتان جميعا ترجعان الى معنى واحد) قال (ابن ابى الحديد): الحقائق جمع حقاق، و الحقاق جمع حق، فالحقائق اذن جمع الجمع لحق لا لحقه.قلت: اذا كان الحقائق جمع الحقاق و الحقاق جمع حق و حقه بالاتفاق يصدق ان الحقائق جمع حقه كما قال المصنف.هذا، و قال (ابن ابى الحديد): يمكن ان يقال الحقاق هاهنا الخصومه، يقال: ماله فيه حق و لا حقاق، اى: و لا خصومه، و يقال لمن نازع: انه لنزق الحقاق اى: خصومه فى الدنى من الامر، فيكون المعنى: اذا بلغت المراه الحد (الفصل الثامن و الخمسون- كلامه (ع) فى النساء) الذى يستطيع الانسان فيه الخصومه و الجدال فعصبتها اولى بها من امها.قلت: ما ذكره تطويل بلا طائل و تكرار بلا حاصل، فهو عين ما ذكره المصنف سابقا بقوله: و الحقاق محاقه الام للعصبه فى المراه و هو الجدال و الخصومه و قول كل واحد منهما للاخر انا احق منك الا ان ما عبر به (ابن ابى الحديد) لفظ ال
صحاح و ما عبر به المصنف لفط الجمهره و المعنى واحد.و قال (ابن ميثم): قيل يحتمل ان يراد بالنص الارتفاع، يقال نصت الضبيه راسها: اذا رفعته، و منه منصه العروس لارتفاعها عليها، و يكون قد استعار لفظ الحقاق لاثداء الصغيره اذا نهدت و ارتفعت لشبهها بالحقه صوره، اى: اذا بلغت المراه حد ارتفاع اثدائهن كانت العصبه اولى.قلت: لم يقل احد: ان الحقاق جمع حقه بالضم، بل اتفقوا على انه جمع حق و حقه- بالكسر- اى ابل دخل فى الرابعه و استحق الحمل عليه، فما ذكره ساقط و ان كان ما قاله من كون النص بمعنى الارتفاع صحيحا.