کلمه غريب 007
(الفصل الثامن و الاربعون- فى آداب الحرب) اقول: قال فى النهايه: و فى حديث على (ع) انه شيع سريه فقال: اعذبوا عن ذكر النساء انفسكم، فان ذلكم يكسركم عن الغزو.قوله (ع) (اعذبوا عن النساء ما استطعتم) فى (كامل المبرد): كتب صاحب اليمن الى عبدالملك- فى وقت محاربه ابن الاشعث معه- انى قد وجهت اليك بجاريه اشتريتها بمال عظيم و لم ير مثلها قط، فلما دخل بها عليه راى وجها جميلا و خلقا نبيلا فالقى اليها قضيبا كان فى يده فنكست لتاخذه فراى منها جسما بهره، فلما هم بها اعلمه الاذن ان رسول الحجاج بالباب، فاذن له و نحى الجاريه فاعطاه كتابا من عبدالرحمن فيه سطور اربعه يقول فيها: سائل مجاور جرم هل جنيت لها حربا يزيل بين الجيره الخلط و هل سموت بجرار له لجب جم الصواهل بين الجم و الفرط و هل تركت نلعلاء الحى ضاحيه فى ساحه الدار يستوقدن بالغبط و تحتها بيت آخر على غير الروى و هو: (الفصل الثامن و الاربعون- فى آداب الحرب) قتل الملوك و صار تحت لوائه شجر العرى و عراعر الاقوام فكتب جوابه- و جعل فى طيه جوابا لابن الاشعث: ما بال من اسعى لا جبر عظمه حفاظا و ينوى من سفاهته كسرى اظن خطوب الدهر بينى و بينهمستحملهم منى على مركب و عر و انى و اياهم كمن نبه القطا و لو لم تنبه باتت الطير لا تسرى اناه و حلما و انتطارا بهم غدا فما انا بالوانى و لا الضرع الغمر ثم بات يقلب كف الجاريه و يقول: ما اخذت فائده احب الى منك.فتقول: فما بالك و ما يمنعك؟ فقال: يمنعنى قول الاخطل و ان خرجت منه كنت الام العرب فانه قال: قوم اذا حاربوا شدوا مازرهم دون النساء و لو باتت باطهار فما اليك سبيل او يحكم الله بينى و بين ابن الاشعث، فلم يقربها حتى قتل عبدالرحمن.قول المصنف: (و معناه اصدفوا عن ذكر النساء) اى: اعرضوا عن ذكرهن (و شغل القلب بهن) و لا تكونوا كما قال الشاعر: ذكرتك و الخطى يخطر بيننا و قد نهلت منا المثقفه السمر (و امتنعوا من المقاربه لهن) و كان المهلب لما خرج ابن الاشعث على الحجاج فى اهل العراق كتب الى الحجاج ان اهل العراق اقبلوا اليك و هم مثل السيل المنحدر من عل ليس شى ء يرده حتى ينتهى الى قراره، و ان لاهل العراق شره فى اول مخرجهم و صبابه الى ابنائهم و نسائهم فليس شى ء يردهم حتى يسقطوا الى اهليهم و يشموا اولادهم، ثم واقعهم عندها فتغلب (الفصل الثامن و الاربعون- فى آداب الحرب) عليهم.فلم يقبل ذلك فاستقبلهم الى ت
ستر فهزموه بها، فتركهم حتى دخلوا الكوفه على نسائهم ثم حاربهم فهزم.(فان ذلك يفت) اى يضعف و يوهن.(فى عضد الحميه و يقدح) من (قدح الدود فى الاسنان و الشجر قدحا) و هو تاكل يقع فيه، و القادحه: الدوده.(فى معاقد العزيمه) فيحلها.(و يكسر عن العدو) بالفتح فالسكون فى الحرب، و قد عرفت ان الجزرى جعل كلامه (ع) تعليلا للاعذاب بلفظ (فان ذلكم يكسركم عن الغزو).(و يلفت) اى: يصرف.(عن الابعاد فى الغزو) و لما بلغ ابن الزبير قتل اخيه مصعب، قال: قدم ايره و اخر خيره، و تشاغل بنكاح فلانه و فلانه و ترك جلبه اهل الشام حتى غشيته فى داره.(و كل من امتنع من شى ء فقد اعذب عنه) اعترض ابن ابى الحديد على المصنف لما راى ان الجوهرى قال (اعذبته عن الامر اذا منعته عنه، يقال آعذب نفسك عن كذا اى اظلفها)- بان قوله (و كل من امتنع من شى ء فقد اعذب عنه) غير صحيح و ان الصواب ان يقال (و كل من منعته من شى ء فقد اعذب عنه) و ان كلامه (ع) بلفظ (اعذبوا) بكسر الهمزه لا (اعذبوا) بفتحها، و استدل بان الممتنع من الاكل و الشرب يقال له العاذب و العذوب لا المعذب.الا ان اعتراضه ساقط، كما ان اقتصار الجوهرى على ان (اعذب) (الفصل الثامن و الاربعون- فى آداب ال
حرب) بمعنى منع خطا، فقد قال الفيروزآبادى: العذب المنع كالاعذاب و الكف و الترك كالاعذاب.و قال الجزرى: اعذب، لازم و متعد.بل اقتصر ابن دريد على ان (اعذب) بمعنى (امتنع) فقال: اعذب عن الشى ء اذا امتنع عنه، و فى الحديث (فاعذبوا عن النساء) اى امتنعوا عن ذكرهن.و الظاهر ان المصنف استند اليه حيث نقل العنوان مثله و جعله من اعذب و كون معنى (اعذب) امتنع.و مثله الزمخشرى، ففى (الاساس) فى حديث على (ع) لسريه (اعذبوا عن النساء) اعذب عن الشى ء و استعذب عنه اذا امتنع، لكن ان صح نقل الجزرى لكلامه (ع) بلفظ (اعذبوا عن ذكر النساء انفسكم) يكون (اعذبوا) بمعنى امنعوا.(و العاذب و العذوب الممتنع من الاكل و الشرب) و فى (الجمهره): بات لرجل عاذبا و عذوبا اذا كان ممتنعا عن النوم جائعا، و قول عبيد بن الابرص الاسدى: باتت على ارم عذوبا كانها شيخه رقوب اى جائعه ممتنعه من الماكل و المشرب، و فى (الصحاح): العذوب من الدواب و غيرها القائم الذى لا ياكل و لا يشرب، و كذلك العاذب.و فى (القاموس): العذب ترك الاكل من شده العطش، و هو عاذب و عذوب، و العاذب و العذوب الذى ليس بينه و بين السماء ستر.