شرح نهج البلاغه (محمد تقي شوشتري)
خطبه ها
خطبه 001-آغاز آفرينش آسمان و
(الفصل الاول- فى التوحيد) اقول: نقل الخطبه الاولى ابن طلحه الشافعى فى (مطالبه)، و قال الخوئى: ان المجلسى رواه فى (البحار) عن (عيون الحكمه) لمحمد بن على الواسطى الى قوله: (الى يوم الوقت المعلوم)، لكن لم اقف فى (البحار) على نقله عنه.(الحمد) ظاهر (الصحاح) ترادف الحمد مع المدح، حيث قال: الحمد نقيض الذم، و فرق (المصباح) بينهما، فجعل الحمد للجميل الاختيارى فقط، و المدح له وللخلقى، الا ان الظاهر ان كلا من الحمد و المدح للاختيارى النفسانى، فكما لم نسمع استعمال حمد اللولو، كذلك لم نسمع استعمال مدحه.(لله) روى (المعانى) عن العسكرى (ع): ان الله هو الذى يتاله اليه عند الحوائج و الشدائد، و نقل ابن ابى الحديد عن الراوندى: ان (الله) اخص من (الفصل الاول- فى التوحيد) (الاله)، و نقل عنه فى موضع آخر: ان الاله مصدر بمعنى المالوه، ورده بانه لا فرق بينهما فى اللغه، بل فى الاصطلاح، و ان الاله اسم جنس- كالرجل- لكل معبود بحق او باطل، و غلب على الحق، و ان (مالوه) مصدر لا مفعول، و انه لم يسمع مالوه فى اللغه، لان اله الرجل- اذا دهش و تحير- لازم لا يبنى منه مفعول.قلت: حمله و لعه على الاعتراض على الراوندى الا يراجع اللغه، و الا ففى (الصحاح) اله بالفتح، الاهه، اى: عبد عباده، و اله فعال بمعنى مفعول، اى: معبود، كقولنا: امام على فعال، بمعنى مفعول، لانه موتم به.و ما قاله من (ان اله الرجل بمعنى: تحير لا يبنى منه مفعول) غلط فاحش، فانما (و له الرجل بمعنى: تحير) لا يبنى منه مفعول لا (اله)، و لو كان اعترض عليه بان: (اله ليس بمصدر، بل الاهه، كما قال الجوهرى، و انه قال: اله فعال بمعنى مفعول) كان له وجه.ثم لو لم يكن فرق بين (الله) و (اله)- كما قال ابن ابى الحديد- يصير معنى: (لا اله الا الله) كقولك: لا رجل الا رجل، او لا زيد الا زيد! و كيف لا يكون بينهما فرق، و قد كان المشركون- و هم من اهل اللغه- يطلقون (الاله) على الاوثان، و لا يطلقون لفظه (الله) الا على موجد العالم، قال تعالى: (و لئن سالتهم من خلق السماوات و الارض ليقولن الله).كما ان (الفصل الاول- فى التوحيد) ما قاله من (ان الاله كل معبود و غلب على الحق) ليس كذلك، قال تعالى: (افرايت من اتخذ الهه هواه) و انما غير الحق يجب ان ينفى ككل باطل، ف (لا اله الا الله)، و كذلك قوله: (مالوه مصدر) ليس كذلك، فقد عرفت من (الصحاح) انه على اصله.قال ابن ابى الحديد ايضا: قال الراوندى: (الح
مد لله) دال على انه (ع) حمد الله تعالى، و انه ثابت عليه مده حياته، و امر غيره فى فحوى كلامه ان يحمدوه ايضا ثابتين، و لو كان عبر بلفظ (احمد الله) لم يفهم منه جميع ذلك.ثم رده ابن ابى الحديد بانه لا فرق بين قولنا: (الحمد لله)، و قولنا: (احمد الله).قلت: لم لم يراجع كلمات علماء البيان فى الفرق بين الجمله الاسميه و الجمله الفعليه؟ فانما قال الراوندى ما قالوه من ان (احمد الله) بلفظ الفعليه مجرد اخبار بحمده له تعالى، و اما (الحمد لله) بلفظ الاسميه، و تعريف الحمد بلام الجنسيه، فدال على الدوام و الاستمرار، و انه تعالى مستحق للحمد من كل حامد، فكما حمده هو (ع) يجب ان يحمده كل مخلوق مثله.و فى الخبر ان الباقر (ع) فقد بغله له، فقال: لئن ردها الله تعالى لاحمدنه بمحامد يرضاها، فما لبث ان اتى بها بسرجها و لجامها، فلما استوى عليها و ضم اليه ثيابه رفع راسه الى السماء، فقال: الحمد لله فلم يزد.ثم قال: ما تركت و لا بقيت شيئا، جعلت كل انواع المحامد لله عز و جل، فما من حمد الا و هو داخل فى ما قلت.