شرح نهج البلاغه نسخه متنی

فلياكل كل انسان ما وجد و ليغد على كل من كان له قبلى حق، فلم يبق دار من دور المدينه الا دخلها من ذلك اللحم، و لا رئى اشبه بيوم الاضحى من ذاك اليوم، فضرب اهل المدينه به المثل فقالوا: اولم من الاشعث.

و قال الاصبغ بن حرمله الليثى متسخطا لهذه المصاهره مخاطبا ابابكر: اتيت بكندى قد ارتد وانتهى الى غايه من
نكث ميثاقه كفرا فكان ثواب النكث احياء نفسه و كان ثواب الكفر تزويجه البكرا (الفصل الثامن- فى الامامه الخاصه) و لو انه يابى عليك نكاحها و تزويجها منه لامهرته مهرا و لو انه رام الزياده مثلها لانكحته عشرا و اتبعته عشرا فقل لابى بكر لقد شنت بعدها قريشا و اخملت النباهه و الذكرا اما كان فى تيم بن مره واحد تزوجه لولا اردت به الفخرا و لو كان لما ان اتاك قتلته لاحرزتها ذكرا و قدمتها ذخرا فاضحى يرى ما قد فعلت فريضه عليك فلا حمدا حويت و لا اجرا و فى (موفقيات الزبير بن بكار)- و قد نقله ابن ابى الحديد فى شرح قوله: (واعتبروا بحال ولد اسماعيل)- ان ابابكر قال فى الجاهليه لقيس بن عاصم المنقرى: ما حملك على ان وادت؟ قال: مخافه ان يخلف عليهن مثلك.

و فى (نقض عثمانيه الاسكافى): روى الواقدى و غيره: ان عائشه رات رجلا من العرب خفيف العارضين، معروق الخدين.

غائر العينين.

اجنى لا يمسك ازاره فقالت: ما رايت اشبه بابى بكر من هذا! قال الاسكافى بعد نقل الروايه ردا لقول الجاحظ: (كان لابى بكر وجه عتيق) (فلا نراها دلت على شى ء من الجمال فى صفته).

و حيث ان البكر الفتى من الابل- و به كنى ابوبكر- قال ابوسفيان لما بوي
ع ابوبكر: يا بنى عبدمناف! ارضيتم ان يلى عليكم ابوفصيل الرذل ابن الرذل؟!.

و كانت هوازن تسميه ذاالجلال.

فلما اتاهم بيعته قالوا: لا نبايع ذا (الفصل الثامن- فى الامامه الخاصه) الجلال و انما سموه بذلك لانه كان له كساء فدكى يحله عنه اذا ركب و يلبسه اذا نزل.

و لكسائه ذاك سماه اهل نجد ذا العباءه.

ففى (سيره ابن هشام): لما اتاهم بيعه ابى بكر قالوا: انحن نبايع ذا العباءه؟ قال: كان ابوبكر فى غزوه ذات السلاسل- التى امر عليه و على صاحبه عمرو بن العاص- عليه عباءه له فدكيه يبسطها اذا نزل و يلبسها اذا ركب، ثم يشكها عليه بخلال له.

و فى (شعراءابن قتيبه): قال الحطيئه: اطعنا رسول الله اذ كان حاضرا فيالهفتى ما بال دين ابى بكر ايورثها بكرا اذا مات بعده و تلك و بيت الله قاصمه الظهر و فى (ادباء الحموى) قال الناشى: قال لى الراضى: انشدنى من شعرك فى بنى هاشم فانشدته: بنى العباس ان لكم دماء اراقتها اميه بالذحول فليس بهاشمى من يوالى اميه و اللعين ابازبيل فقال: ما بينك و بين ابى زبيل، فقلت: اميرالمومنين اعلم.

فابتسم.

و فى (بلدانه) فى عنوان حضر موت قال حارثه بن سراقه: اطعنا رسول الله مادام بيننا فيا قوم ما شانى و شان ا
بى بكر ايورثها بكرا اذا مات بعده فتلك لعمرالله قاصمه الظهر و روى محمد بن محمد بن النعمان فى (اماليه) ان اباقحافه لما سمع ان ابنه ولى الامر قال: ارضيت بذلك بنوالمغيره و بنو عبدشمس؟ قالوا: نعم.

(الفصل الثامن- فى الامامه الخاصه) قال: اينكرون النبوه و يقرون بالخلافه ان هذا لشى ء يراد؟! و فى خطبه اميرالمومنين (ع) الطالوتيه المرويه فى روضه الكافى قال (ع): لو ان لى رجالا ينصحون لله و لرسوله (و كان (ع) مر على ثلاثين شاه) بعدد هذه الشياه لازلت ابن آكله الذباب عن ملكه.

و فى كتاب سليم بن قيس قال اميرالمومنين (ع) لعمر: يا ابن صهاك! اليس لنا فيها حق، و هى لك، و لابن آكله الذباب؟ فقال عمر: ان العامه رضوا بصاحبى و لم يرضوا بك فما ذنبى؟ فقال (ع): ولكن الله و رسوله لم يرضيا الا بى.

قال ابن ابى الحديد: اسم ابى بكر القديم عبدالكعبه.

فسماه النبى (ص) عبدالله و اختلفوا فى عتيق.

فقيل: كان اسمه فى الجاهليه، و قيل: بل سماه به النبى (ص).

قلت: اهل بيته اعرف به.

سئل عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن ابى بكر عن اسمه.

فقال: اسمه عتيق.

كان بنو ابى قحافه معتق و عتق و عتيق.

(و انه ليعلم ان محلى منها) اى: من الخلافه بعد مشاهدته مقاماته و
سماعه من النبى (ص) استخلافه.

(محل القطب من الرحى) قال الجوهرى: (يجوز فى قطب الرحى ضم القاف و فتحها و كسرها)، و قال ابن دريد: (قطب الرحى: الحديده (الفصل الثامن- فى الامامه الخاصه) التى تدور فيها).

و روى عنه (ع) هذا المعنى بلفظ آخر هكذا: (و انه و الله ليعلم انى اولى بها منى بقميصى).

قال دعبل: حللت محلا يقصرالطرف دونه و يعجز عنه الطيف ان يتجشما و لقد اجاد الناشى فقال فيه (ع): و صارمه كبيعته بخم مقاصدها من الخلق الرقاب و لقد اجاد وفائى التسترى فيه (ع) بالفارسيه: جز بتو آراستن سرير خلافت نسبت افسر بمستحق فساراست و روى الكنجى الشافعى فى (مناقبه) عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد ابن ابى وقاص: انى اريد ان اسالك عن شى ء و انى اتقيك.

قال: سل عما بدالك.

فانما انا ابن عمك.

قلت: مقال النبى (ص) فيكم يوم الغدير.

قال: نعم قام فينا بالظهيره فاخذ بيد على بن ابى طالب.

فقال: (من كنت مولاه فعلى مولاه.

اللهم و ال و الاه و عاد من عاداه وانصر من نصره) فقال ابوبكر و عمر: امسيت يا ابن ابى طالب مولى كل مومن و مومنه.

و روى الجزرى فى (اسده) فى وهب بن حمزه مسندا عنه قال: صحبت عليا (ع) من المدينه الى مكه.

فرايت منه بعض م
ا اكره.

فقلت: لئن رجعت الى النبى (ص) لاشكونك اليه.

فلما قدمت لقيت النبى (ص) فقلت: رايت من على (الفصل الثامن- فى الامامه الخاصه) كذا و كذا.

فقال النبى (ص): لا تقل هذا فهو اولى الناس بعدى.

و فى (مروج المسعودى): لما صرف على (ع) قيس بن سعد بن عباده عن مصر وجه مكانه محمد بن ابى بكر.

فلما وصل اليها كتب الى معاويه (من محمد بن ابى بكر الى الغاوى معاويه بن صخر- الى ان قال- فكان اول من اجاب نبيه (ص) و اناب، و آمن وصدق، و اسلم و سلم اخوه و ابن عمه على بن ابى طالب صدقه بالغيب المكتوم، و آثره على كل حميم، و وقاه بنفسه كل هول، و حارب حربه و سالم سلمه، فلم يبرح مبتذلا لنفسه فى ساعات الليل و النهار، و الخوف و الجزع حتى برز سابقا لا نظير له فى من اتبعه، و لا مقارب له فى فعله، و قد رايتك تساميه، و انت انت، و هو هو اصدق الناس نيه، و افضل الناس ذريه، و خير الناس زوجه، و افضل الناس ابن عم، و اخوه الشارى بنفسه يوم موته، و عمه سيد الشهداء يوم احد، و ابوه الذاب عن رسول الله و عن حوزته، و انت اللعين ابن اللعين، لم تزل انت و ابوك تبغيان لرسول الله الغوائل، و تجهدان فى اطفاء نورالله.