نامه 017-در پاسخ نامه معاويه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

محمد تقی شوشتری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نامه 017-در پاسخ نامه معاويه

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) قول المصنف: (و من كتاب له (ع) الى معاويه جوابا عن كتاب منه اليه) ليس فى (ابن ابى الحديد) و (الخطيه) كلمه (اليه) ، روى الكتابين نصر بن مزاحم فى (صفينه) ، و المسعودى فى (مروجه) و ابن قتيبه فى (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) (خلفائه) ، و كذا عن البيهقى فى (محاسنه).

ففى الاول- و نقله ابن ابى الحديد ايضا مع اختلاف-: ذكروا ان عليا (ع) اظهر يوما انه مصبح غدا معاويه و مناجزه، فبلغ ذلك معاويه و فزع اهل الشام لذلك و انكسروا لقوله- الى ان قال:- و قال الاشتر حين قال (ع) ذلك: قد دنا الفضل فى الصباح و للسل م رجال و للحروب رجال فرجال الحروب كل حدب مقحم لا تهده الاهوال يضرب الفارس المدجح بالسي -ف اذا فل فى الوغى الاكفال يابن هند شد الحيازيم للمو ت و لا يذهبن بك الامال ان فى الصبح ان بقيت لامرا تتفادى من هوله الابطال فيه عز العراق او ظفر الشا م باهل العراق و الزلزال فاصبروا للطعان بالاسل السم ر و ضرب يجرى به الامثال ان تكونوا قتلتم النفر البي ض و غالت اولئك الاجال فلنا مثلهم و ان عظم الخط ب قل
يل امثالهم ابدال يخضبون الوشيج طعنا اذا جر ت الى الموت بينهم اذيال طلب الفوز فى المعاد و فى ذا تستهان النفوس و الاموال فلما انتهى الى معاويه شعر الاشتر قال: شعر منكر من شاعر منكر، راس اهل العراق و عظيمهم، و مسعر حربهم، و اول الفتنه و آخرها.

و قد رايت ان اكتب الى على كتابا اساله الشام- و هو الشى ء الاول الذى ردنى عنه- و القى (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) فى نفسه الشك و الرقه.

فضحك عمرو بن العاص و قال له: اين انت من خدعه على؟ فقال: السنا بنى عبدمناف؟ قال: بلى، ولكن لهم النبوه دونك، و ان شئت ان تكتب فاكتب.

فكتب مع رجل من السكاسك يقال له: عبدالله بن عقبه- و كان من ناقله اهل العراق: اما بعد، فانى اظنك ان لو علمت و علمنا ان الحرب تبلغ بنا و بك ما علمت، لم يجنها بعضنا على بعض، و انا و ان كنا قد غلبنا على عقولنا، فقد بقى لنا ما نندم به على ما مضى و نصلح به ما بقى، و قد كنت سالتك الشام على الا يلزمنى لك طاعه و لا بيعه، فابيت ذلك على فاعطانى الله ما منعت، و انا ادعوك اليوم الى ما دعوتك اليه امس، فانى لا ارجو من البقاء الا ما ترجو، و لا اخاف من الموت الا ما تخاف، و قد و الله رقت الا
جناد و ذهبت الرجال، و نحن بنو عبدمناف ليس لبعضنا على بعض فضل، الافضل لا يستذل به عزيز و لا يسترق به حر.

و السلام.

فلما انتهى كتاب معاويه الى على (ع) قراه، ثم قال: العجب لمعويه و كتابه.

ثم دعا عبيدالله بن ابى رافع- كاتبه- فقال له: اكتب الى معاويه: (اما بعد، فقد جاءنى كتابك تذكر انك لو علمت و علمنا ان الحرب تبلغ بنا و بك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض، فانا و اياك منها فى غايه لم تبلغها، و انى لو قتلت فى ذات الله و حييت، ثم قتلت ثم حييت سبعين مره لم ارجع عن الشده فى ذات الله، والجهاد لاعداء الله.

واما قولك: انه قد بقى من عقولنا ما نندم به على ما مضى، فانى ما نقصت عقلى و لا ندمت على فعلى.

فاما طلبك الشام فانى لم اكن لاعطيك اليوم ما منعتك امس.

و اما استواونا فى الخوف و الرجاء فانك لست بامضى على الشك منى على اليقين، و ليس اهل الشام باحرص على الدنيا من اهل العراق على الاخره.

و اما قولك: انا بنو عبدمناف ليس لبعضنا على بعض فضل، فعلمرى انا بنو اب واحد، ولكن ليس اميه كهاشم، و لا حرب كعبدالمطلب، و لا ابوسفيان كابى طالب، و لا المهاجر (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) كالطليق، و لا المحق كالمبطل،
و فى ايدينا فضل النبوه التى اذللنا بها العزيز و اعززنا بها الذليل).

فلما اتى معاويه كتاب على (ع) كتمه عن عمرو اياما، ثم دعاه بعد ذلك فاقراه الكتاب، فشمت به.

و لم يكن احد من قريش اشد تعظيما لعلى (ع) من عمرو، منذ يوم لقيه و صفح عنه.

و فى الاخير- بعد ذكر معنى ما مر عن نصر-: فقال معاويه لعمرو: قد علمت ان اعظامك لعلى لما فضحك، فقال عمرو: لم يفتضح امرو بارز عليا، و انما افتضح من دعاه الى البراز فلم يجبه.

قوله (ع): (فاما طلبك الى الشام فانى لم اكن اعطيك اليوم ما منعتك امس) فى (الاستيعاب): نادى حوشب الحميرى عليا (ع) يوم صفين، فقال: انصرف عنا يابن ابى طالب، فانا ننشدك الله فى دمائنا و دمك، و نخلى بينك و بين عراقك، و تخلى بيننا و بين شامنا، و تحقن دماء المسلمين.

فقال على (ع): هيهات يابن ام ظليم و الله لو علمت ان المداهنه تسعنى فى دين الله لفعلت، و لكان اهون على فى المونه، و لكن الله لم يرض من اهل القرآن بالسكوت و الادهان، اذا كان الله يعصى و هم يطيقون الدفاع و الجهاد، حتى يظهر امر الله.

و فى (الاغانى): سار زياد بن الاشهب- و كان شريفا سيدا- الى امير المومنين على (ع) يصلح بينه و بين معاويه، فلم يجبه و فى ذلك يقول نابغه ب
نى جعده يعتد على معاويه: و قام زياد عند باب ابن هاشم يريد صلاحا بينكم و يقرب (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) و فى (صفين نصر): و خرج رجل من اهل الشام ينادى بين الصفين: يا اباالحسن ابرز لى.

فخرج اليه على (ع) حتى اذا اختلفت اعناق دابتيهما بين الصفين قال له: يا على ان لك قدما فى الاسلام و هجره، فهل لك فى امر اعرضه عليك يكون فيه حقن هذه الدماء و تاخير هذه الحروب، حتى ترى من رايك؟ فقال له على (ع): و ما ذاك؟ قال: ترجع الى عراقك، فنخلى بينك و بين العراق، و نرجع الى شامنا، و تخلى بيننا و بين شامنا.

فقال له على (ع): لقد عرفت انما عرضت هذا نصيحه و شفقه، و لقد اهمنى هذا الامر و اسهرنى، و ضربت انفه و عينه فلم اجد الا القتال، او الكفر بما انزل على محمد (ص) ان الله تعالى لم يرض من اوليائه ان يعصى فى الارض و هم سكوت مذعنون، لا يامرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر، فوجدت القتال اهون على من معالجه الاغلال فى جهنم.

فرجع الشامى و هو يسترجع.

(و اما قولك: ان الحرب قد اكلت العرب الا حشاشات) فى (الصحاح): الحشاش و الحشاشه: بقيه الروح فى جسد المريض.

(انفس بقيت) فى (المروج): اختلف فى عده من قتل من الفريقي
ن، فعن يحيى بن معين: قتل من الشام تسعون الفا، و من اهل العراق عشرون الفا.

و ذكر الهيثم بن عدى و الشرقى بن القطامى و ابومخنف: انه قتل من اهل الشام خمسه و اربعون الفا، و من اهل العراق خمسه و عشرون الفا، فيهم خمسه و عشرون بدريا.

و كان الاحصاء للقتلى يقع بالقضيب.

(الا و من اكله الحق فالى الجنه و من اكله الباطل فالى النار) هكذا فى (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) (المصريه) و لكن فى (ابن ابى الحديد) و (ابن ميثم) انما هكذا: (الا من اكله الحق فالى النار).

و لم يشر ابن ميثم الى روايه اخرى.

و اما ابن ابى الحديد فقال: روايه (الا و من اكله الحق فالى النار) اليق من الروايه المذكوره فى اكثر الكتب.

.

و اشار الى مثل ما فى (المصريه) و ظاهر كلامه كون النهح بلفط: (الا و من اكله الحق فالى النار)، حيث نسب مثل ما فى (المصريه) الى كتب اخرى لا نسخ النهح، و يشهد له اقتصار ابن ميثم- مع كون نسخته بخط المصنف- على ما مر.

و حينئذ المراد بقوله (ع) (من اكله الحق) اى: من امر الحق بقتله، و الاصل فيه قوله تعالى (.

و لا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق.

.

) و اما ما فى (المصريه) فالمراد واضح: ان من قتل فى سبيل ا
لحق فالى الجنه، و من قتل فى سبيل الباطل فالى النار.

و يمكن تاييده بما روى (صفين نصر): ان عتبه بن ابى سفيان- اخا معاويه- قال لجعده بن هبيره ابن اخت امير المومنين (ع): ما اقبح بعلى ان يكون فى قلوب المسلمين اولى الناس بالناس، حتى اذا اصاب سلطانا افنى العرب! فقال له جعده: و اما قتل العرب فان الله كتب القتال، فمن قتله الحق فالى الله.

و كيف كان، ففى (صفين نصر): ان الاحنف قال فى صفين لاصحابه (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) - و كان مع على (ع)-: هلكت العرب.

قالوا: و ان غلبنا؟ قال: نعم.

قالوا: و ان غلبنا؟ قال: نعم.

قالوا: ما جعلت لنا مخرجا.

قال.

ان غلبنا لم نترك بها رئيسا الا ضربنا عنقه، و ان غلبنا لم يعرج رئيس عن معصيه الله.

(و اما استواونا فى الحرب و الرجال فلست بامضى على الشك منى على اليقين) فى (صفين نصر): نادى عتبه بن ابى سفيان جعده المخزومى ابن اخت على (ع)، و اذن على (ع) له فى الخروج اليه، و اجتمع الناس لكلامهما، فقال عتبه: يا جعده، و الله ما اخرجك علينا الا حب خالك، و انا و الله ما نزعم ان معاويه احق بالخلافه من على (ع) لو لا امره فى عثمان، ولكن معاويه احق بالشام لرضا اهلها به، فاعفوا ل
نا عنها، فو الله ما بالشام رجل به ظرف الا و هو اجد من معاويه فى القتال، و ليس بالعراق من له جد من مثل جد على، و نحن اطوع لصاحبنا منكم لصاحبكم.

فقال له جعده: ان كان لك خال مثلى لنسيت اباك، و اما رضاك اليوم بالشام فقد رضيتم بها امس.

و اما قولك: انه ليس بالشام من رجل الا و هو اجد من معاويه، و ليس بالعراق لرجل مثل جد على، فهكذا ينبغى ان يكون، مضى بعلى (ع) يقينه، و قصر بمعاويه شكه، و قصد اهل الحق خير من جهد اهل الباطل.

(و ليس اهل الشام باحرص على الدنيا من اهل العراق على الاخره) فى (صفين نصر): قيدت عك من اهل الشام ارجلها بالعمائم، ثم طرحوا حجرا بين ايديهم و قالوا لا نفر حتى يفر هذا الحكر- اى: الحجر، فعك نقلب الجيم كافا- و فعل اهل العراق كذلك، و تجادلوا حتى ادركهم الليل، فقالت همدان: يا معشر عك انا و الله لا ننصرف حتى تنصرفوا.

و قال عك مثل ذلك.

فارسل (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) معاويه الى عك: ابروا قسم القوم.

فانصرفت عك، ثم انصرفت همدان.

و فيه: ارسل ابن حنش راس خثعم مع معاويه الى ابى كعب راس خثعم مع على (ع): ان شئت توافقنا فلم نقتتل، فان ظهر صاحبك كنا معكم، و ان ظهر صاحبنا كنتم معنا و
لم يقتل بعضنا بعضا.

فابى ابوكعب ذلك.

و قال ابن حنش لقومه: قد عرضت لقومنا من اهل العراق الموادعه، صله لارحامهم و حفظا لحقهم، فابوا الا قتالنا- الى ان قال- فاشتد القتال و اخذ ابوكعب يقول لاصحابه: يا معشر خثعم خذموا- اى: اضربوهم فى سوقهم- و اخذ صاحب الشام يقول: يا اباكعب قومك فانصف.

و فيه: خرج اثال بن حجل من عسكر على (ع) و نادى: هل من مبارز؟ فدعا معاويه حجلا فقال: دونك الرجل.

و كانا مستبصرين فى رايهما، فبرز كل واحد منهما الى صاحبه، فبدره الشيخ بطعنه، فطعنه الغلام و انتمى، فاذا هو ابنه! فنزلا فاعتنق كل واحد منهما صاحبه و بكيا، فقال له الاب: اى اثال، هلم الى الدنيا.

فقال له الغلام: يا ابه هلم الى الاخره، و الله يا ابه لو كان من رايى الانصراف الى اهل الشام، لوجب عليك ان يكون من رايك لى ان تنهانى، و اسواتاه! فماذا اقول لعلى (ع) و للمومنين الصالحين؟ كن انت على ما انت عليه، و انا اكون على ما انا عليه.

و انصرف حجل الى اهل الشام و اثال الى اهل العراق، فخبر كل واحد منهما اصحابه.

(و اما قولك: انا بنو عبدمناف فكذلك) الاصل فى شبهه كون كل منهما ابن عبدمناف عمر، حيث اراد فى شوراه جعل عثمان فى مقابله (ع) فقال: (و لكن السته على
و عثمان ابنا عبدمناف.

.

) فيقال لعمر: على قاعدتك يتساوى (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) النبى (ص) و ابوسفيان، فكل منهما ابنا عبدمناف.

(ولكن ليس اميه) قال جاريه بن قدامه لمعويه فى منافره بينهما: ما معاويه الا كلبه تعاوى الكلاب، و ما اميه الا تصغير الامه.

(كهاشم) فى (الطبرى): اسمه عمرو، و انما قيل له: هاشم، لانه اول من هشم الثريد لقومه بمكه و اطعمهم.

و له يقول مطرود الخزاعى: و قال ابن الكلبى: يقول ابن الزبعرى-: عمرو الذى هشم الثريد لقومه و رجال مكه مسنتون عجاف ذكروا ان قومه من قريش كانت اصابتهم لزبه وقحط، فرحل الى فلسطين فاشترى منها الدقيق، فقدم به مكه فامر به فخبز له، و نحر جزورا، ثم اتخذ لقومه مرقه ثريد بذلك الخبز.

قال وهب بن عبدقصى فى ذلك: تحمل هاشم ما ضاق عنه و اعيى ان يقوم به ابن بيض اتاهم بالغرائر متانقات من ارض الشام بالبرالنفيض فاوسع اهل مكه من هشيم و شاب الخبز باللحم الغريض فظل القوم بين مكللات من الشيزى و حائرها يفيض فحسده اميه، و كان ذا مال، فتكلف ان يصنع صنيع هاشم، فعجز عنه فشمت به ناس من قريش، فغضب و نال من هاشم و دعاه الى المنافره، فكره هاشم ذلك لسن
ه و قدره، و لم تدعه قريش و احفظوه.

قال: فانى انافرك على خمسين ناقه سود الحدقه ننحرها ببطن مكه، و الجلاء عن مكه عشر سنين.

فرضى بذلك اميه، و جعلا بينهما الكاهن الخزاعى، فنفر هاشما على اميه، فاخذ هاشم عن اميه الابل، فنحرها و اطعمها من حضره، و خرج اميه الى (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) الشام فاقام بها عشر سنين، فكانت هذه اول عداوه وقعت بين هاشم و اميه.

و فى (لطائف الثعالبى): و قيل فى هاشم: ما احد كهاشم و ان هشم لا لا و لا كحاتم و ان حتم و فى (اثبات وصيه المسعودى)- فى خطبته (ع) فى انتقال نور النبى (ص) من آدم ابا بعد اب الى ولادته-: حتى نقلت نوره الى هاشم خير آبائه بعد اسماعيل، فاى اب وجد و والد اسره و مجمع عتره و مخرج طهر و مرضع فخر جعلت- يا رب- هاشما! لقد اقمته لدن بيتك و جعلت له المشاعر و المتاجر.

و قال الجاحظ- و قد نقله ابن ابى الحديد فى موضع آخر-: صنع اميه فى الجاهليه صنعا لم يصنعه احد من العرب: زوج ابنه ابا عمرو امراته فى حياته منه، فاولدها ابا معيط.

و المقتيون فى الاسلام هم الذين نكحوا نساء آبائهم بعد موتهم.

فاما ان يتزوجها فى حياه الاب و يبنى عليها و هو يراه، فانه شى ء لم
يكن قط.

.

و ياتى ان عبدالمطلب بن هاشم حرم زوجه الاب فى الجاهليه، فامضاه الاسلام.

و عن كتاب (هاشم و عبدشمس) للدباس: روى هشام الكلبى: ان اميه لما كان غلاما كان يسرق الحاج، فسمى حارسا.

و عنه: قال عثمان لرجل من حضر موت: افرايت اميه؟ قال: نعم، رايت رجلا آدم دميما قصيرا اعمى، يقال: انه كان انكد و ان فيه نكدا- اى: مشووما و فيه عسر- فقال عثمان: يكفيك من شر سماعه.

و امر باخراجه.

و عن (انساب قريش ابن بكار): اصطلحت قريش على ان يولى هاشم (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) بعد موت ابيه السقايه و الرفاده، و ذلك ان عبدشمس كان يسافر و قل ان يقيم بمكه- و كان رجلا معيلا، و كان له ولد كثير- و كان هاشم رجلا موسرا، فكان اذا حضر الحج قام فى قريش فقال: انكم جيران الله و اهل بيته، و انه ياتيكم فى هذا الموسم زوار الله يعظمون حرمه بيته، فهم لذلك ضيف الله، و احق ضيف بالكرامه ضيف الله، و قد خصكم الله بذلك و اكرمكم به، ثم حفظ منكم افضل ما حفظ جار من جاره، فاكرموا ضيفه و زواره، فانهم ياتون شعثا غبرا من كل بلد، ضوامر كالقداح و قد ارجفوا و تفلوا و قملوا و ارسلوا، فاقروهم و اعينوهم.

فكانت قريش تترافد على ذلك، و كان ه
اشم يخرج فى كل سنه مالا كثيرا، و كان يقول لقريش: فورب هذه البنيه لو كان لى مال يحمل ذلك لكفيتموه، الا و انى مخرج من طيب مالى و حلاله ما لم يقطع فيه رحم و لم يوخذ بظلم، و لم يدخل فيه حرام.

و اسالكم بحرمه هذا البيت ا لا يخرج منكم رجل من ماله لكرامه زوار بيت الله و معونتهم الا طيبا، لم يوخذ ظلما، و لم يقطع فيه رحم، و لم يغتصب.

فكانت قريش تخرج من صفو اموالها ما تحتمله احوالها، و تاتى بها الى هاشم فيضعه فى دار الندوه لضيافه الحاح، و كان هاشم يامر بحياض من ادم، يجعل فى موضع زمزم من قبل ان تحتفر، يستقى فيها من البئار التى بمكه فيشرب الحاج، و كان يطعمهم اول ما يطعم قبل يوم الترويه بيوم، بمكه و منى و بجمع و بعرفه، و كان يثرد لهم الخبز و اللحم و السمن و السويق و التمر، و يحمل لهم الماء فيسقون بمنى- و الماء يومئذ قليل- الى ان يصدروا.

و قال الجاحظ: كان يقال لهاشم: القمر.

كان بين مطرود الخزاعى و بعض قريش شى ء، فدعاه الى المحاكمه الى هاشم، و قال: الى القمر السارى المنير دعوته و مطعمهم فى الازل من قمع الجزر و قال ابن بكار: قالوا لهاشم: عمرو العلى لمعاليه، و كان اول من سن (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعل
ق بصفين) الرحلتين: رحله الى الحبشه و رحله الى الشام، و كانت قريش لا تعدو تجارتهم مكه، انما تقدم عليهم الاعاجم بالسلع فيشترونها منهم و يتبايعون بها بينهم، و يبيعون من حولهم من العرب حتى رحل هاشم الى الشام، فنزل بقيصر فكان يذبح كل يوم شاه، و يضع جفنه من ثريد يدعو الناس فياكلون.

و كان من احسن الناس خلقا و تماما، فذكر لقيصر و قيل له: هاهنا رجل من قريش يهشم الخبز ثم يصب عليه المرق و يفرغ عليه اللحم و يدعو الناس.

و كانت الاعاجم و الروم تضع المرق فى الصحف تاتدم عليه بالخبز، فدعا به قيصر، فلما رآه و كلمه اعجب به، و جعل يرسل اليه فيدخل عليه، فلما راى مكانه منه ساله ان ياذن لقريش فى القدوم عليه بالمتاجر، و ان يكتب لهم كتاب الامان فى ما بينهم و بينه، ففعل.

فبذلك ارتفع هاشم من قريش.

(و لا حرب كعبدالمطلب) عن (الاغانى): ان معاويه قال لدغفل النسابه: ارايت عبدالمطلب كيف كان؟ قال: رايت رجلا نبيلا و ضيئا كان على وجهه نور النبوه.

و فى (الكافى): عن الصادق (ع): جاء النبى (ص) و هو طفل يدرج حتى جلس على فخذ عبدالمطلب، فاهوى بعض ولده اليه لينحيه عنه، فقال له: دع ابنى فان الملك قد اتاه.

و عنه (ع): قال النبى (ص): سن عبدالمطلب فى الجاه
ليه خمس سنن اجراها الله له فى الاسلام: حرم نساء الاباء على الابناء، فانزل تعالى: (و لا تنكحوا ما نكح آباوكم من النساء).

و وجد كنزا فاخرج منه الخمس (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) و تصدق به، فانزل تعالى: (و اعلموا انما غنمتم من شى ء فان لله خمسه و للرسول و لذى القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل.

.

).

و لما حفر زمزم سماها سقايه الحاج، فانزل تعالى: (اجعلتم سقايه الحاج و عماره المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الاخر).

و سن فى القتل مائه من الابل، فاجرى الله تعالى ذلك فى الاسلام.

و لم يكن للطواف عدد عند قريش، فسن فيهم عبدالمطلب سبعه اشواط، فاجرى الله تعالى ذلك فى الاسلام.

و كان لا يستقسم بالازلام، و لا يعبد الاصنام، و لا ياكل ما ذبح على النصب، و يقول: انا على دين ابراهيم.

و عنه (ع): ان عبدالمطلب اول من قال بالبداء.

يبعث يوم القيامه و عليه بهاء الملوك و سيماء الانبياء، و كان يفرش له بفناء الكعبه لا يفرش لاحد غيره، و كان له ولد يقومون على راسه، فيمنعون من دنا منه.

و فى (الطبرى): تنافر عبدالمطلب بن هاشم و حرب بن اميه الى النجاشى الحبشى، فابى ان ينفر بينهما، فجعل بينهما نفيل بن
عبدالعزى العدوى، فقال لحرب: اتنافر رجلا هو اطول منك قامه، و اعظم منك هامه، و اوسم منك و سامه، و اقل منك لامه، و اكثر منك ولدا، و اجزل منك صفدا، و اطول منك مذودا؟ فنفره عليه.

و رواه الجاحظ: قال نفيل لحرب: ابوك معاهر و ابوه عف و ذاد الفيل عن بلد حرام قال فى شرح قوله: (ابوك معاهر): ان اميه تعرض لامراه من زهره، فضربه (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) رجل منهم بالسيف، فاراد اميه اخراج زهره من مكه، فقام دونهم قيس بن عدى السهمى- و كانوا اخواله، و كان منيع الجانب- و صاح: (اصبح ليل).

فذهبت مثلا، و نادى: (الان الظاعن مقيم).

و فى هذه القصه يقول وهب بن عبدمناف جد النبى (ص) لامه: مهلا اميه فان البغى مهلكه لا يكسبنك يوم ذكره شر تبدو كواكبه و الشمس طالعه يصب فى الكاس منه الصبر و المقر و فى (انساب البلادرى): كان كعب بن لوى عظيم القدر فى العرب، فارخوا بموته اعظاما له، ثم بعام الفيل، ثم ارخوا بموت عبدالمطلب.

و فى خبر النسابه مع ابى بكر: امنكم شيبه الحمد مطعم طير السماء؟ قال: لا.

و قال النبى (ص): انا النبى لا كذب، انا ابن عبدالمطلب، ما عادانا بيت الا و قد خرب و لا كلب الا و قد جرب.

و فى (ا
لكافى) عن الصادق (ع): لما اقبل صاحب الحبشه بالفيل يريد هدم الكعبه، مروا بابل لعبدالمطلب فاستاقوها، فتوجه عبدالمطلب الى صاحبهم يساله رد ابله، فقيل له: انه عظيم قريش، و هو رجل له عقل و مروه.

فاكرمه و ادناه.

ثم قال لترجمانه: سل ما حاجتك؟ فقال: ان اصحابك مروا بابل لى فاستاقوها فاحببت ان تردها على.

فتعجب من سواله رد الابل، و قال: هذا الذى زعمتم انه عظيم قريش و ذكرتم عقله، يدع ان يسالنى ان انصرف عن بيته الذى يعبده، اما لو سالنى ان انصرف عن هدمه لانصرفت.

فاخبره الترجمان بمقاله الملك، فقال له عبدالمطلب: ان لذلك البيت ربا يمنعه، و انما سالتك رد ابلى.

فامر بردها عليه، ثم مضى عبدالمطلب حتى لقى الفيل على (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) طرف الحرم، فقال له: محمود فحرك راسه، فقال له: اتدرى لم جى ء بك؟ فقال براسه: لا.

فقال: جاووا بك لتهد م بيت ربك، افتفعل؟ فقال براللله: لا.

فانصرف عبدالمطلب و جاووا بالفيل ليدخل الحرم، فلما انتهى الى طرف الحرم امتنع.

.

و عن (انساب ابن بكار): ان ركبا من جذام خرجوا صادرين عن الحج من مكه، فوجدوا رجلا من عاليه بيوت مكه يقال له: حذاقه، فربطوه و انطلقوا به، فتلقاهم عبدا
لمطلب مقبلا من الطائف و معه ابنه ابولهب يقود به- و حينئذ قد ذهب بصره- فلما نظر اليه حذافه هتف به، فقال لابنه: ويلك من هذا؟ قال: حذافه بن غانم العذرى مربوطا مع ركب.

قال: فالحقهم و اطلق الرجل.

فلحقهم و قال لهم: قد عرفتم تجارتى و مالى، احلف لكم لاعطينكحا عشرين اوقيه ذهبا، و عشرا من الابل، و فرسا، و هذا ردائى رهنا.

فقبلوا ذلك واطلقوا حذافه، قلما اقبل به و قربا سمع عبدالمطلب صوت ابى لهب، و لم يسمع صوت حذافه، فصاح بابنه: انك لعاص، ارجع لا ام لك فالله به.

قال: يا ابتاه هذا الرجل معى.

فناداه عبدالمطلب: يا حذافه، اسمعنى صوتك.

قال: ها انا ذا بابى انت و امى يا ساقى الحجيج.

اردفنى.

فاردفه حتى دخل مكه، فقال حذافه يوصى ابنه خارجه بالانتماء الى بنى هاشم: اخارج اما اهلكن فلا تزل لهم شاكرا حتى تغيب قى القبر بنى شيبه الحمد الكريم فعاله يضى ء ظلام الليل كالقمر البدر و عنه: ان عبدالمطلب اتى فى المنام، فقيل له: (احفر زمزم خبيئه الشيخ الاعظم).

فاستيقظ فقال: (اللهم بين لى) فارى فى المنام مره اخرى: (احفر مكتم، بين الرفث و الدم، فى مبحث الغراب فى قريه النمل مستقبله (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) ال
انصاب الحمر).

فقام فمشى حتى جلس فى المسجد الحرام ينتطر ما سمى له من الايات، فنحر بقره بالجزوره فاقلتت من جازرها بحشاشه نفسها حتى غلبها الموت فى المسجد فى موضع زمزم، فاحتمل لحمها من مكانها، و اقبل غراب يهوى حتى وقع فى الفرث، يبحث عن قريه النمل، فقام عبدالمطلب يحفر، و قال: انى لحافر هذا البئر و مجاهد من صدنى عنها.

فطفق يحفر هو و ابنه الحارث- و ليس له يومئذ ولد غيره- فيسفه عليهما الناس من قريش و ينازعونهما، و تناهى عنه ناس من قريش لما يعلمون من زعيق نسبه و صدقه، حتى اذا اتعبه الحفر نذران و فى له عشره من الولد ان ينحر احدهم.

ثم حفر فادرك سيوفا دفنت فى زمزم حين دفنت، فلما رات قريش انه قد ادرك السيوف قالت له: اجدنا ما وجدت.

فقال: هذه السيوف لبيت الله.

ثم حفر حتى انبط الماء، فحفرها فى القرار، ثم بحرها حتى لا تنزف، ثم بنى عليها حوضا، و طفق هو و ابنه ينزعان فيملان ذلك الحوض، ليشرب منه الحاج، و كان قوم من قريش يكسرون الحوض حسدا له بالليل، فيصلحه حين يصبح، فلما اكثروا دعا ربه، فارى فقيل له: قل: (اللهم انى لا احلها لمغتسل، و هى لشارب حل وبل).

ثم كفيتهم، فقام حين اختلفت قريش فى لمسجد، فنادى بالذى ارى ثم انصرف، فلم يكن يفس
د حوضه عليه احد من قريش الا رمى فى جسده بداء، حتى تركوا حوضه ذلك و سقايته، ثم تزوج النساء فولد له عشره رهط، فقال: (اللهم انى كنت نذرت لا نحر احدهم و انى اقرع بينهم، فاصب بذلك من شئت) فاقرع بينهم فطارت القرعه على عبدالله- و كان احب ولده اليه- فقال: اللهم هو احب اليك ام مائه من الابل.

.

و قال: و يقال: كان يعرف فى عبدالمطلب سيماء النبوه، و هيبه الملك.

و عن (سيره محمد بن اسحاق): لما انبط عبدالمطلب الماء فى زمزم (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) حسدته قريش، فقالت له: انها بئر ابينا اسماعيل، و ان لنا فيها حقا فاشركنا معك.

قال: ما انا بفاعل، ان هذا الامر خصصت به دونكم.

قالوا: فانا غير تاركيك.

قال: فاجعلوا بينى و بينكم حكما احاكمكم اليه.

قالوا: كاهنه بنى سعد بن هذيم.

قال: نعم.

و كانت باشراف الشام، فركب عبدالمطلب فى نفر من عبدمناف، و خرج من كل قبيله من قريش قوم، و الارض اذ ذاك مفاوز، حتى اذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز و الشام، نفد ما كان مع عبدالمطلب و بنى ابيه من الماء، فعطشوا عطشا شديدا، فاستسقوا قومهم فابوا ان يسقوهم، و قالوا: نحن بمفازه و نخشى على انفسنا مثل الذى اصابكم، فلما راى
عبدالمطلب ما صنع القوم و خاف على نفسه و اصحابه الهلاك، قال لاصحابه: ما ترون؟ قالوا: ما راينا الا تبع لرايك، فمرنا بما احببت.

قال: فانى ارى ان يحفر كل رجل منا حفره لنفسه بما معه الان من القوه، فكلما مات رجل دفنه اصحابه حتى يكون رجل واحد، فضيعه واحد ايسر من ضيعه ركب.

قالوا: نعم ما اشرت.

فقام كل رجل منهم فحفر حفيره و قعدوا ينتظرون الموت، ثم ان عبدالمطلب قال لهم: و الله ان لقاءنا بايدينا كذا للموت لعجز، قوموا فعسى الله ان يرزقنا ماء ببعض الارض، ارتحلوا.

فارتحلوا و من معهم من قبائل قريش ينظرون ما هم صانعون، فتقدم عبدالمطلب الى راحلته فركبها، فلما انبعث به انفجر من تحت خفها عين ماء عذب، فكبر و كبر اصحابه، ثم نزل فشرب هو و اصحابه و ملاووا اسقيتهم، ثم دعا القبائل من قريش، فقال لهم: هلموا الى الماء، فقد اسقانا الله فاشربوا.

فقالوا: قد قضى الله لك علينا، و الله لا نخاصمك فى زمزم ابدا.

ان الذى سقاك هذا الماء بهذه الفلاه هو سقاك زمزم فارجع اليها.

و روى كاتب الواقدى فى (طبقاته): قصه اخرى لعبدالمطلب فى ماء له (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) بالطائف، يقال له: ذوالهرم، مع جندب الثقفى، و انهما تنافر
ا الى الكاهن العذرى بالشام، و نفد ماء عبدالمطلب و من معه، فانفجرت عين من تحت جران بعير عبدالمطلب.

و عن القمى رفعه، قال: كان فى الكعبه غزالان من ذهب و خمسه اسياف، فلما غلبت خزاعه جرهما القت جرهم الاسياف و الغزالين فى بئر زمزم، و القوا فيها الحجاره و طموها و عموا اثرها، فلما غلبت قصى على خزاعه لم يعرفوا موضع زمزم و خفى عليهم موضعها.

فلما بلغ عبدالمطلب و كان يفرش له فى فناء الكعبه، و لم يكن يفرش لاحد هناك غيره، فبينا هو نائم فى ظل الكعبه راى فى منامه: ان اتاه آت فقال له: احفر بره.

فقال: و ما بره؟ ثم اتاه فى اليوم الثانى فقال له: احفر طيبه.

فقال: و ما طيبه؟ ثم اتاه فى اليوم الثالث فقال: احفر المصونه؟ قال: و ما المصونه؟ ثم اتاه فى اليوم الرابع فقال: (احفر زمزم، لا تبرح و لا تذم، تسقى الحجيح الاعظم، عند الغراب الاعصم، عند قريه النمل.

و كان عند زمزم جحر يخرج منه النمل، فيقع عليه غراب اعصم يلتقط النمل كل يوم، فلما راى عبدالمطلب هذه الرويا عرف موضع زمزم، فقال لقريش: انى عبرت فى اربع ليال فى حفر زمزم، و هى ماثرتنا و عزنا فهلموا نحفرها، فلم يجيبوه، فاقبل يحفرها هو بنفسه، و كان له ابن واحد و هو الحرث، و كان يعينه على الح
فر، فلما صعب عليه ذلك تقدم الى باب الكعبه، ثم رفع يديه و دعا الله تعالى، و نذر له ان رزقه عشره بنين ان ينحر احبهم اليه تقربا اليه تعالى، فلما ان حفر و بلغ الطوى- طوى اسماعيل- و علم انه قد وقع على الماء، كبر و كبرت قريش و قالوا: يا اباالحرث هذه ماثرتنا و لنا فيها نصيب.

فقال: لم تعينونى على حفرها، هى لى و لولدى فى الدهر.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) و فى (الطبرى): كان سبب بدء الحلف الذى كان بين بنى هاشم و خزاعه- الذى افتتح النبى (ص) بسبيه مكه و قال: لتنصب هذه السحابه بنصر بنى كعب- ان نوفل بن عبدمناف- و كان آخر من بقى من عبدمناف- ظلم عبدالمطلب على اركاح له- و هى الساحات- و كانت ام عبدالمطلب سلمى بنت عمرو النجارى من الخزرح فتنصف عبدالمطلب عمه فلم ينصفه، فكتب الى اخواله: يا طول ليلى لاحزانى و اشغالى هل من رسول الى النجاراخوالى فقدم عليه منهم ثمانون راكبا فاناخوا بفناء الكعبه، فلما رآهم نوفل قال لهم: انعموا صباحا.

فقالوا له: لا نعم صباحك ايها الرجل! انصف ابن اختنا من طلامته.

قال: افعل بالحب لكم و الكرامه.

فرد عليه الاركاح، فدعا ذلك عبدالمطلب الى الحلف مع خزاعه- الى ان قال- و اسمه ش
يبه لانه كان فى راسه شيبه، و قيل له: عبدالمطلب، لان اباه كان شخص فى تجاره له الى الشام، فسلك طريق المدينه اليها، فلما قدم المدينه نزل على زيد بن عمرو الخزرجى- او عمرو بن زيد الخزرجى على اختلاف الروايات- فراى ابنته سلمى فاعجبته فخطبها الى ابيها، فانكحه و شرط عليه: الا تلد ولدا الا فى اهلها.

ثم مضى هاشم لوجهته قبل ان يبنى بها، ثم انصرف راجعا، فبنى بها فى اهلها فحملت منه، ثم ارتحل الى مكه و حملها معه، فلما اثقلت ردها الى اهلها و مضى الى الشام، فمات بها بغزه، فولدت سلمى عبدالمطلب، فمكث بيثرب سبع سنين او ثمانى.

ثم ان رجلا من بنى الحرث بن عبدمناف مر بيثرب، فاذا غلمان ينتضلون، فجعل شيبه اذا خسق قال: انا ابن هاشم، انا ابن سيد البطحاء.

فقال (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) له الحارثى: من انت؟ قال: انا شيبه بن هاشم.

فلما اتى الحارثى مكه قال للمطلب، و هو جالس فى الحجر: تعلم انى وجدت غلمانا ينتضلون ليثرب، و فيهم غلام اذا خسق، قال: انا ابن هاشم، انا ابن سيد البطحاء؟ فقال المطلب: و الله لا ارجع الى اهلى حتى آتى به.

فقال له الحارثى: هذه ناقتى بالفناء فاركبها.

فجلس المطلب عليها، فورد يثرب عشاء حتى ا
تى بنى عدى بن النجار، فاذا غلمان يضربون كره بين طهرى مجلس، فعرف ابن اخيه، فقال للقوم: اهذا ابن هاشم؟ قالوا: نعم، هذا ابن اخيك، فان كنت تريد اخذه فالساعه قبل ان تعلم به امه، فانها ان علمت لم تدعه، وحلنا بينك و بينه.

فدعاه و قال: يا بن اخى، انا عمك اردت الذهاب بك الى قومك.

و اناخ راحلته، فما كذب ان جلس على عجز الناقه، فانطلق به و لم تعلم به امه، حتى كان الليل فقامت تدعو بحربها على ابنه، فاخبرت ان عمه ذهب به.

و قدم به المطلب ضحوه و الناس فى مجالسهم فجعلوا يقولون: من هذا؟ فقال: عبد لى.

ثم خرج المطلب حتى اتى الجزوره، فاشترى حله فالبسها شيبه، ثم خرج به حين كان العشى الى مجلس بنى عبدمناف.

.

و قال الجاحظ مع نصبه: و قد اعطى الله عبدالمطلب فى زمانه، و اجرى على يديه، و اظهر من كرامته ما لا يعرف مثله الا لنبى مرسل، و ان فى كلامه لابرهه صاحب الفيل، و توعده اياه برلد الكعبه، و تحقيق قوله من الله تعالى و نصره وعيده بحبس الفيل، و قتل اصحابه بالطير الابابيل و حجاره السجيل حتى تركوا كالعصف الماكول، لا عجب البرهانات و اسنى الكرامات- الى ان قال- و لو شئنا ان نذكر ما اعطى الله عبدالمطلب من تفجير العيون، و ينابيع الماء من تحت كل
كل بعيره، و اخفائه بالارض القسى، و بما اعطى من المساهمه و عند المقارعه من الامور العجيبه و الخصال الباينه، لقلنا.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) و روى ابن بكار عن ابن شهاب قال: اول ما ذكر من عبدالمطلب ان قريشا خرجت فاره من الحرب خوفا من اصحاب الفيل- و عبدالمطلب يومئذ غلام شاب- فقال: و الله لا اخرج من حرم الله ابغى العز فى غيره.

فجلس فى البيت، و اجلت قريش عنه، فقال عبدالمطلب: اللهم ان المرء يم نع رحله فامنع حلالك لايغلبن صليبهم و محالهم ابدا محالك فلم يزل تائبا فى الحرم حتى اهلك الله الفيل و اصحابه، فرجعت قريش و قد عظم فيهم بصيرته و تعظيمه.

و فى (الكافى): ان عبدالمطلب قال لبعض مواليه لما جاء ابرهه: اعل الجبل فانظر، ترى شيئا؟ فقال: ارى سوادا من قبل البحر.

فقال له: يصيبه بصرك اجمع؟ قال: لا، و اوشك ان يصيب.

فلما ان قربت قال: هو طير كثير و لا اعرف، يحمل كل طير فى منقاره حبه حصاه مثل حصاه الحذف او دونها.

فقال عبدالمطلب: و رب عبدالمطلب ما تريد الا القوم.

حتى لما صارت فوق رووسهم اجمع، القت الحصاه فوقعت كل حصاه على هامه رجل، فخرجت من دبره فقتلته، فما انفلت منهم الا رجل واحد يخبر الن
اس، فلما اخبرهم القت عليه حصاه فقتلته.

و فى (حياه حيوان الدميرى): فى عنوان الغراب: ذكر المسعودى: ان اميه بن ابى الصلت كان مصحوبا يبدو له الجن، فخرح فى عير من قريش، فمرت به حيه فقتلوها، فاعترضت لهم حيه اخرى تطلب به ثارها، و قالت: قتلتم فلانا.

ثم ضربت الارض بقضيب، فصصصفرت الابل فلم يقدروا عليها الا بعد عناء (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) شديد، فلما جمعوها جاءت ثانيه، فضربت فنفرت فلم يقدروا عليها الا بعد نصف الليل، ثم جاءت فضربت ثالثه، فنفرتها فلم يقدروا عليها حتى كادوا ان يهلكوا عطشا و عناء، و هم فى مفازه لا ماء بها، فقالوا لاميه: هل عندك من حيله؟ قال: لعلها.

ثم ذهب حتى جاوز كثيبا، فراى ضوء نار على بعد فاتبعه، حتى اتى على شيخ فى حناء، فشكا اليه ما نزل به و بصحبه- و كان الشيخ جنيا- فقال: فاذهب فان جاءتكم فقولوا: (باسمك اللهم) سبعا.

فرجع اليهم، و قد اشرفوا على الهلاك، فاخبرهم بذلك، فلما جاءتهم الحيه قالوا ذلك، فقالت: تبا لكم، من علمكم هذا؟ ثم ذهبت.

و اخذوا ابلهم و كان فيهم حرب ابن اميه، فقتلته الجن بعد ذلك بثار الحيه المذكوره، و قالوا فيه: و قبر حرب بمكان قفر و ليس قرب قبر حرب قبر
و فى (الاغانى): مر حرب ابن اميه و مرداس- ابوالعباس بن مرداس- بغيضه ملتفه الشجر، فاحرقا شجرها ليتخذاها مزرعه، فكانت تخرج من الغيضه حباب بيض فتطير حتى تغيب، و مات حرب و مرداس عقيب ذلك، فتحدث قومهما: ان الجن قتلتهما لاحراقهما منازلهما من الغيضه.

و ذلك قبل البعثه بحين.

ثم كانت بين ابى سفيان بن الحرب و العباس بن مرداس منازعه فى هذه القريه.

(و لا ابوسفيان كابى طالب) اما الاول فقال الجاحظ: قام ابوسفيان مقام ابيه فخالفه ابوالازيهر الدوسى، و كان عظيم الشان فى الازد، و كانت بينه و بين بنى الوليد بن مغيره محاكمه فى مصاهره كانت بين الوليد و بينه، فجاء هشام بن الوليد و ابوالازيهر كان قاعدا فى مقعد ابى سفيان بذى المجاز، فضرب عنقه، فلم يدركه به ابوسفيان عقلا و لا قودا فى بنى المغيره.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) و لما كتب معاويه الى زياد لما كان على فارس بعد اميرالمومنين (ع) و هدده و عيره، اجابه زياد: و اما تعييرك لى بسميه فان كنت ابن سميه، فانت ابن حمامه! و ياتى ان حمامه ام ابى سفيان كانت بغيا صاحبه رايه فى الجاهليه.

و اما الثانى فقال ابن بكار: كان كافل النبى (ص) و حاميه من قريش، و ناصره و الر
فيق به، و الشفيق عليه و وصى عبدالمطلب فيه، و كان سيد بنى هاشم فى زمانه، و لم يكن احد من قريش يسود فى الجاهليه الا بمال، الا ابوطالب، و ابوطالب اول من سن القسامه فى دم عمرو بن علقمه، ثم اثبتتها السنه فى الاسلام، و كانت السقايه بيده، ثم سلمها الى اخيه العباس.

و قال معاويه لعمرو بن العاص- بعد ضرب الخارجى صاحبه له ضربه عالج منها، و قتل الخارجى صاحب اميرالمومنين (ع) له، و عدم طفر صاحب عمرو به: نجوت و قد بل المرادى سيفه من ابن ابى- شيخ الاباطح- طالب و فى خبر الكندى راى النبى (ص) فى اول امره يصلى و معه غلام و امراه، و سال العباس عنه، و اجابه بانه ابن اخيه محمد بن عبدالله يزعم انه نبى، و لم يتبعه الا هذا الغلام: و هو ابن اخى على بن ابى طالب، و هذه المراه: و هى امراته خديجه بنت خويلد.

قال له: فما تفعلون؟ قال ننتظر ما يفعل الشيخ.

يعنى: اباطالب.

و كان السمه عبدمناف، فلما مات عبدالمطلب اوصى اليه بالنبى، و قال لابى طالب فى ابيات: اوصيك ياعبدمناف بعدى بواحد بعد ابيه فرد (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) فارقه و هو ضجيع المهد فكنت كالام له فى الوجد و عن ابن عساكر: قال جلهمه بن عرفه: قدمت
مكه و هم فى قحط، فقالت قريش: يا اباطالب اقحط الوادى، و اجدب العيال، فهلم لنستسقى.

فخرج ابوطالب و معه غلام كان وجهه شمس دجى تجلت عنه سحابه قتماء، فاخذه و الصق طهره بالكعبه، و لاذ الغلام باصبعه و ما فى السماء قزعه، فاقبل السحاب من هاهنا و هاهنا و اغدق و انفجر الوادى، و اخصب النادى و البادى، فقال ابوطالب: و ابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمه للارامل تطوف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده فى نعمه و فواضل لقد علموا ان ابننا لا مكذب لدينا و لا يعبا بقول الاباطل فايده رب العباد بنصره و اظهر دينا حقه غير ناصل قلت: والظاهر ان اباطالب قال الابيات بعد ذلك، واشار فى قوله: (و ابيض.

.

) الى تلك الواقعه.

و فى (تفسير القمى): حمل على (ع) و حمزه يوم بدر عبيده بن الحارث بن المطلب لما ارتث الى النبى (ص)، فنظر اليه و استعبر، و قال له: انت اول شهيد من اهل بيتى.

فقال عبيده: اما ان عمك لو كان حيا لعلم انى اولى بما قال منه، حيث يقول: كذبتم و بيت الله نخلى محمدا و لما نطاعن دونه و نناضل و ننصره حتى نصرع حوله و نذهل عن ابنائنا و الحلائل فقال له النبى (ص) اما ترى ابنه كالليث العادى بين يدى الله و رسوله، و
ابنه الاخر فى جهاد الله بارض الحبشه؟ فقال عبيده للنبى (ص): اسخطت (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) على فى هذه الحاله؟ قال: لا، ولكن ذكرت عمى فانقبضت.

و فى (الكافى) عن الصادق (ع) و قد قيل له: انهم يزعمون ان اباطالب كان كافرا.

فقال: كذبوا كيف؟ و هو يقول: الم يعلموا انا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط فى اول الكتب و عنه (ع) فى خبر آخر: كيف يكون كافرا؟ و هو يقول: لقد علموا ان ابننا لا مكذب لدينا و لا نعبا بقيل الاباطل و اشتهر عن المامون قال: اسلم و الله ابوطالب بقوله: نصرت الرسول رسول الا له ببيض تلالا كلمع البروق اذب و احمى رسول الا له حمايه عم عليه شفيق و روى المهدى العباسى عن ابيه المنصور- كما رواه (تاريخ بغداد) فى عنوان معاويه بن عبيدالله كاتب المهدى- عن عطاء عن ابن عباس قال: عارض النبى (ص) جنازه ابى طالب و قال له: وصلتك رحم و جزاك خيرا ياعم.

و فى (الكافى) عن الصادق (ع): لما توفى ابوطالب قال جبرئيل للنبى (ص):اخرج من مكه فليس لك فيهاناصر.

و فى (الكافى): عن الكاظم (ع) قال لدرست بن ابى منصور كان ابوطالب مستودعا للوصايا، فدفعها الى النبى (ص)، فمات من يومه.

هذا، و روى (نوادر
حج الكافى): عن داود الرقى قال: دخلت على ابى (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) عبدالله (ع)، ولى على رجل مال قد خفت تواه، فشكوت اليه ذلك، فقال لى: اذا صرت بمكه فطف عن عبدالمطلب طوافا، و صل ركعتين عنه، وطف عن ابى طالب طوافا، وصل عنه ركعتين، وطف عن عبدالله طوافا، و صل عنه ركعتين، وطف عن آمنه و صل عنها ركعتين، وطف عن فاطمه بنت اسد و صل عنها ركعتين، ثم ادع ان يرد عليك مالك.

قال: ففعلت ذلك ثم خرجت من باب الصفا، و اذا غريمى واقف يقول: يا داود حبستنى، تعال فاقبض مالك.

و اخواننا يعتقدون ان غير فاطمه بنت اسد كل من فى الخبر كافر.

(و لا الصريح كاللصيق) عن الزمخشرى فى (ربيع الابرار): كان معاويه يعزى الى اربعه: مسافر بن ابى عمرو، و عماره بن الوليد بن المغيره، و الصباح مغنى عماره، و العباس.

و روى ابن ابى الحديد فى موضع آخر: ان عقيلا دخل بعد وفاه اخيه (ع) على معاويه و حوله جلساوه فقال له: اخبرنى عن عسكرى و عسكر اخيك، فقد وردت عليهما.

قال: اخبرك.

مررت و الله بعسكر اخى، فاذا ليل كليل رسول الله، و نهار كنهار رسول الله (ص)، ما رايت الا مصليا و لا سمعت الا قاريا.

و مررت بعسكرك فاستقبلنى قوم من المنافقين مم
ن نفر بالنبى (ص) ليله العقبه، ثم قال لمعاويه: من هذا عن يمينك يا معاويه؟ قال: عمرو بن العاص.

قال: هذا الذى اختصم فيه سته نفر فغلب عليه جزار قريش، فمن الاخر؟ قال: الضحاك بن قيس الفهرى.

قال: اما و الله لقد كان ابوه جيد الاخذ لعسب التيوس، فمن هذا الاخر؟ قال: ابوموسى الاشعرى.

قال: هذا ابن السراقه.

فلما راى معاويه انه قد اغضب جلساءه، علم انه ان استخبره عن نفسه، قال فيه سوءا فاحب ان يساله ليقول فيه ما يعلمه من السوء، فيذهب (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) بذلك غضب جلسائه، فقال له: فما تقول فى؟ قال: دعنى من هذا.

قال: اتعرف حمامه؟ قال: و من حمامه؟ قال: قد اخبرتك.

ثم قام فمضى، فارسل معاويه الى نسابه، فقال: من حمامه؟ قال: لى الامان؟ قال: نعم.

قال: ام ابى سفيان ابيك كانت بغيا فى الجاهليه صاحبه رايه.

فقال معاويه لجلسائه: قد ساويتكم وزدت عليكم فلا تغضبوا.

و فى (الطرائف) عن (مثالب هشام الكلبى): كانت لحمامه جده معاويه رايه بذى المجاز، و كان معاويه لاربعه- الى ان قال- و كانت امه من المغتلمات.

و فى (تذكره سبط ابن الجوزى)- فى قصه طلب عمرو بن العاص و الوليد بن عقبه و المغيره من معاويه ان يحضر الحسن (ع)
لتخجيله-: قال الحسن (ع) لمعاويه: (و قد علمت الفراش الذى ولدت عليه) قال الكلبى: عامه الناس على ان معاويه من مسافر بن ابى عمرو لانه كان اشد حبا لهند.

فلما حملت هند بمعاويه خاف مسافر ان يظهر انه منه، فهرب الى ملك الحيره هند بن عمرو، ثم ان اباسفيان قدم الحيره فلقيه مسافر، و هو مريض من عشقه لهند و قد سقى بطنه- الى ان قال- ثم مات مسافر من عشقه لهند- الى ان قال- و جرى بين اسحاق بن طابه و يزيد بن معاويه كلام بين يدى ابيه.

فقال يزيد لاسحاق: ان خيرا لك ان يدخل بنو حرب كلهم الجنه.

اشار الى ان ام اسحاق كانت تتهم ببعض بنى حرب، فقال له اسحاق: ان خيرا لك ان يدخل بنوالعباس كلهم الجنه.

فلم يفهم يزيد مراده و فهمه معاويه، فلما قام اسحاق قال معاويه ليزيد: كيف تشاتم الرجال قبل ان تعلم ما يقال فيك؟ قال: قصدت شين اسحاق.

قال: و هو ايضا قصد شينك.

قال: و كيف؟ قال: اما علمت ان بعض قريش فى الجاهليه يزعمون انى للعباس؟ فسقط فى يدى يزيد.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) و قال الشعبى: و قد اشار النبى (ص) الى هند يوم فتح مكه بشى ء من هذا، فانها لما جاءت تبايعه- و كان قد اهدر دمها- قالت: علام ابايعك؟ فقال: على الا تز
نين.

فقالت: و هل تزنى الحره؟ فعرفها النبى (ص)، فنظر الى عمر فتبسم.

هذا، و قالوا: من حمقى بنى اميه بكار بن عبدالملك بن مروان، و كان ابوه ينهاه الى ان يجلس الى خالد بن يزيد.

فجلس يوما اليه فقال بكار: انا و الله كما قال الاول: يرددنى بنى اللخناء ترديدا هذا و فى (اصنام ابن الكلبى): كانت لقريش اصنام فى جوف الكعبه، و كان اعظمها عندهم هبل، و كان فى جوف الكعبه قدامه سبعه اقدح، مكتوب فى اولها: (صريح) و الاخر: (ملصق).

فاذا شكوا فى مولود، اهدوا هديه، ثم ضربوا بالقداح فان خرج (صريح) الحقوه به، و ان خرج (ملصق) دفعوه.

هذا، و يقال لربيعه و مضر: الصريحان من ولد نزار، و كان ولده اربعه: هما مع اياد و انمار.

و يقال لقصى و زهره ابنى كلاب: صريحا قريش.

(و لا المحق كالمبطل) فى (مناقب ابن طلحه الشافعى): قدمت سوده بنت عماره الهمدانيه بعد على (ع) على معاويه، فجعل يونبها على تحريضها عليه ايام صفين- الى ان قال- قال معاويه لها: ما حاجتك؟ قالت: ان الله سائلك عن امرنا، و لا يزال يقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك، و يبطش بسلطانك، فيحصدنا حصد السنبل، و يدوسنا دوس الحرمل، يسومنا الخسف و يذيقنا الحتف، و هذا بسر بن ارطاه قدم علينا فقتل رجالنا
و اخذ اموالنا فان عزلته عنا شكرناك و الا كفرناك.

فقال معاويه: اياى تهددين بقومك؟ لقد هممت ان احملك على قتب اشرس فاردك اليه، فينفذ فيك حكمه.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) فاطرقت سوده ساعه، ثم قالت: صلى الا له على روح تضمنها قبر فاصبح فيه العدل مدفونا قد حالف الحق لا يبغى به بدلا فصار بالحق و الايمان مقرونا فقال معاويه: من هذا يا سوده؟ فقالت: هذا و الله اميرالمومنين على بن ابى طالب و الله لقد جئته فى رجل كان ولاه صدقاتنا، فجار علينا، فجئته فصادفته قائما يصلى، فلما رآنى انفلت من صلاته، ثم اقبل على برحمه و رفق و رافه و تعطف، و قال: الك حاجه؟ فقلت: نعم.

و اخبرته، فبكى ثم قال: (اللهم انت الشاهد على و عليهم انى لم آمرهم بظلم خلقك.

و لا بترك حقك، ثم اخرج من جيبه قطعه جلد، فكتب فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم.

.

قد جاءتكم بينه من ربكم فاوفوا الكيل و الميزان و لا تبخسوا الناس اشياءهم و لا تفسدوا فى الارض.

.

ذلكم خير لكم ان كنتم مومنين) فاذا قرات كتابى فاحتفط بما فى يدك من عملنا حتى يقدم من يقبضه منك.

ثم رفع الرقعه الى فو الله ما ختمها بطين و لا خزمها، فجئت بالرقعه الى صاحبه، فانصر
ف عنا معزولا.

(و لا المومن كالمدغل) اى: المفسد و الغاش (افمن كان مومنا كمن كان فاسقا لا يستوون).

و قد اجمعوا على انه (ع) المراد من المومن فى الايه.

و فى (صفين نصر) قال الاصبغ: جاء رجل الى على (ع) فقال: هولاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوه واحده و الرسول واحد و الصلاه واحده و الحج واحد، فبم نسميهم؟ قال: بما سماهم الله فى كتابه- قال: ما كل ما فى الكتاب (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) اعلمه.

قال: اما سمعت الله يقول: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض -الى- و لو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر)؟ فلما وقع الاختلاف كنا نحن اولى بالله و بالكتاب و بالنبى و بالحق، فنحن الذين آمنوا، و هم الذين كفروا و شاء الله قتالهم، فقاتلناهم هدى بسنه الله ربنا و ارادته.

و فى (مروج المسعودى): قال ابن بكار فى (موفقياته): سمعت المدائنى يقول: قال المطرف بن المغيره بن شعبه: وفدت مع ابى الى معاويه، فكان ابى يتحدث عنده ثم ينصرف الى، فيذكر معاويه و يذكر عقله، و يعجب مما يرى منه، اذ جاءت ذات ليله فامسك عن العشاء، فظننت انه لشى ء حدث فينا او فى عملنا، فقلت
له: ما لى اراك مغتما منذ الليله؟ قال: يا بنى انى جئت من عند اخبث الناس.

قلت له: و ما ذاك.

قال: قلت له و قد خلوت به: انك قد بلغت مناك فلو اظهرت عدلا و بسطت خيرا فانك قد كبرت، و لو نظرت الى اخوتك من بنى هاشم فوصلت ارحامهم، فو الله ما عندهم اليوم شى ء تخافه.

فقال لى: هيهات، ملك اخو تيم فعدل و فعل ما فعل، فو الله ماعدا ان هلك، فهلك ذكره، الا ان يقول قائل: ابوبكر.

ثم ملك اخو عدى فاجتهد و شمر عشر سنين، فو الله ماعدا ان هلك، فهلك ذكره الا ان يقول قائل: قال عمر.

ثم ملك اخونا عثمان فملك رجل لم يكن احد مثل نسبه، فعمل ما عمل و عمل به، فو الله ما عدا ان هلك، فهلك ذكره و ذكر ما فعل به، و ان اخا هاشم يصرح به فى كل يوم خمس مرات: اشهد ان محمدا رسول الله، فاى عمل يبقى مع هذا، لا ام لك؟ و الله الا دفنا دفنا.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) (و لبئس الخلف خلفا) هكذا فى (المصريه) و هو غلط، و الصواب: (خلف) كما هو القاعده و كما فى (ابن ابى الحديد) و (ابن ميثم).

و فى (مقاتل ابى الفرج): لما بويع معاويه خطب فذكر عليا (ع)، فنال منه و نال من الحسن (ع)، فقام الحسين (ع) ليرد عليه، فاخذ الحسن (ع) بيده فاجلسه، ثم
قام فقال: ايها الذاكر عليا، انا الحسن و ابى على، و انت معاويه و ابوك صخر و امى فاطمه و امك هند، و جدى رسول الله و جدك حرب، و جدتى خديجه و جدتك قتيله، فلعن الله الامنا ذكرا، و اخسنا حسبا و شرفا، و اقدمنا كفرا و نفاقا.

فقال طوائف من المسجد: آمين.

(يتبع سلفا فى نار جهنم) فى (لهوف ابن طاووس): لما جعل يزيد ينكت بقضيبه ثنايا الحسين (ع) و يتمثل بابيات ابن الزبعرى و يزيد عليها: ليت اشياخى ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل لاهلوا و استهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل قامت زينب و قالت فى ما قالت له: تهتف باشياخك؟! فلتردن وشيكا موردهم، و لتودن انك شللت و بكمت و لم يكن فعلت ما فعلت و قلت ما قلت.

(و فى ايدينا بعد فضل النبوه) فى (مناقب ابن طلحه الشافعى): قال جابر الانصارى: سمعت عليا (ع) ينشد و النبى (ص) يسمع: انا اخو المصطفى لا شك فى نسبى (التى اذللنا بها العزيز) كابى سفيان ابيه.

(و نعشنا) اى: رفعنا.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) (بها الذليل) كسلمان و مقداد و عمار، هذا و فى (تاريخ بغداد): قال اعراب من كلاب لدعبل- و كان هجاهم-: ممن انت؟ فكره دعبل ان يقول: من خزاعه فيهجوهم فقال: ا
نا انتمى الى القوم الذين يقول فيهم الشاعر: اناس على الخيرمنهم و جعفر و حمزه و السجاد ذوالثفنات اذا افتخروا يوما اتوا بمحمد و جبريل و القرآن و السورات فوثب الاعرابى و هو يقول: محمد و جبريل و القرآن و السورات! ما لى الى هولاء مرتقى، ما لى الى هولاء مرتقى.

و فى (الاغانى): وفد عمر بن ابى ربيعه على عبد الملك، فقال له: اخبرنى عن منازعتك اللهبى فى المسجد الجامع، فقد اتانى نبا ذلك، و كنت احب ان اسمعه منك.

فقال: بينا انا جالس فى المسجد الحرام فى جماعه من قريش، اذ دخل علينا الفضل بن العباس بن عتبه فسلم و جلس، و وافقنى و انا اتمثل بهذا البيت: و اصبح بطن مكه مقشعرا كان الارض ليس بها هشام فاقبل على، فقال: يا اخا بنى مخزوم و الله ان بلده تبحح بها عبدالمطلب، و بعث قيها النبى (ص)، و فيها بيت الله تعالى، لحقيقه الا تقشعر لهشام.

و ان اشعر من هذا البيت و اصدق، قول من يقول: انما عبدمناف جوهر زين الجوهر عبدالمطلب فاقبلت عليه فقلت: يا اخا بنى هاشم ان اشعر من صاحبك، الذى يقول: ان الدليل على الخيرات اجمعها ابناء مخزوم للخيرات مخزوم فقال لى: اشعر- و الله- من صاحبك، الذى يقول: (الفصل الثانى و الثلاثون- فى الق
اسطين و ما يتعلق بصفين) جبريل اهدى لنا الخيرات اجمعها آرام هاشم لا ابناء مخزوم فقلت فى نفسى: غلبنى و الله، ثم حملنى الطمع فى انقطاعه عنى، فقلت له: بل اشعر منه الذى يقول: ابناء مخزوم الحريق اذا حركته تاره ترى ضرما يخرح منه الشرار مع لهب من حاد عن حده فقد سلما فو الله ما تلعثم ان اقبل على بوجهه، فقال: يا اخا بنى مخزوم، اشعر من صاحبك و اصدق، الذى يقول: هاشم بحراذا سما وطما اخمد حرالحريق و اضطرما و اعلم- و خير القول اصدقه- بان من رام هاشما هشما فتمنيت و الله ان الارض ساخت بى، ثم تجلدت عليه، فقلت: يا اخا بنى هاشم اشعر من صاحبك، الذى يقول: ابناء مخزوم انجم طلعت للناس تجلو بنورها الظلما تجود بالنيل قبل تساله جودا هنيئا و تضرب البهما فاقبل على باسرع من اللحظ، ثم قال: اشعر من صاحبك و اصدق، الذى يقول: هاشم شمس بالسعد مطلعها اذا بدت اخفت النجوم معا اختارنا الله فى النبى فمن قارعنا بعد احمد قرعا فاسودت الدنيا فى عينى، فانقطعت فلم اجد جوابا، ثم قلت له: يا اخا بنى هاشم ان كنت تفتخر علينا بالنبى (ص)، فما تسعنا مفاخرتك.

فقال: كيف لا نفتخر به و لو كان منك لفخرت به على؟ فقلت: صدقت، انه
لموضع الفخار.

و سررت بقطعه الكلام، ثم انه ابتدا المناقضه، ففكر هنيئه ثم قال: قد قلت فلم اجد بدا من الاستماع.

ققلت: هات.

فقال: (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) نحن الذين اذا سما بفخارهم ذو الفخر اقعده هناك القعدد افخر بنا ان كنت يوما فاخرا تلق الالى فخروا بفخرك افردوا قل يابن مخزوم لكل مفاخر منا المبارك ذو الرساله احمد ماذا يقول ذو و الفخار هنا لكم هيهات ذلك هل ينال الفرقد فحصرت و تبلدت، ثم قلت له: انظرنى.

و افكرت مليا ثم انشات اقول: لا فخرالا قد علاه محمد فاذا فخرت به فانى اشهد ان قد فخرت وفقت كل مفاخر و اليك فى الشرف الرفيع المقصد و لنا دعائم قد تناهى اول فى المكرمات جرى عليها المولد من رامها حاشى النبى و اهله فى الارض غطغطه الخليج المزبد دع و ذا ورح بفناء خود بضه مما نطقت به و غنى معبد مع فتيه تندى بطون اكفهم جودا اذا هز الزمان الانكد يتناولون سلافه عاميه طابت لشاربها و طاب المقعد فو الله لقد اجابنى بجواب كان اشد على من الشعر، فقال لى: يا اخا بنى مخزوم اريك السها، و ترينى القمر.

و هذا مثل، اى: تخرح من المفاخره الى شرب الراح- الى ان قال-
فقلت: لا ارى شيئا اصلح من السكوت.

فضحك و قام عنى.

قال: فضحك عبد الملك حتى استلقى، و قال: يابن ابى ربيعه اما علمت ان لبنى عبدمناف السنه لاتطاق؟ قلت: قول عبد الملك نظير قول معاويه: (انا بنو عبدمناف).

(و لما ادخل الله العرب فى دينه افواجا) قال تعالى: (اذا جاء نصر الله و الفتح و رايت الناس يدخلون فى دين الله افواجا).

(و اسلمت له هذه الامه طوعا و كرها) بعد فتح مكه.

(الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) (كنتم ممن دخل الدين اما رغبه و اما رهبه) لان اسلامهم كان بعد الفتح، و قال (ص) بعد الفتح لاهل مكه كما فى (الطبرى): (اذهبوا فانتم الطلقاء) فاعتقهم و قد كان الله امكنه من رقابهم عنوه و كانوا له فيئا.

و انما قوله (ع): (اما رغبه و اما رهبه) نظير قوله تعالى: (و انا او اياكم لعلى هدى او فى ضلال مبين).

و الا فمعلوم كون دخولهم فى الدين رهبه.

(على حين فاز اهل السبق بسبقهم و ذهب المهاجرون الاولون بفضلهم) فى (الطبرى): قال العباس لابى سفيان قبل ان يرد النبى (ص) مكه: اركب عجز بغلتى لاستامن لك النبى (ص)، فو الله لئن ظفر ليضربن عنقك- الى ان قال- فلما راى النبى (ص) اباسفيان قال له: ويحك! الم يان لك ان تعلم الا
اله الا الله؟ فقال: و الله لقد ظننت ان لو كان مع الله غيره، لقد اغنى عنى شيئا.

فقال: ويحك! الم يان لك ان تعلم انى رسول الله؟ فقال: اما هذه ففى النفس منها شى ء.

فقال له العباس: ويلك! تشهد شهاده الحق قبل ان يضرب عنقك.

فتشهد، فقال النبى (ص) للعباس: احبسه عند خطم الجبل بمضيق الوادى، حتى تمر عليه جنود الله- الى ان قال- ققال ابوسفيان للعباس: لقد اصبح ملك ابن اخيك عظيما.

فقال له العباس: ويحك! انها النبوه.

فقال: نعم اذن- الى ان قال- قال الواقدى: و امر النبى (ص) بقتل سته نفر، و اربع نسوه، منهن هند ام معاويه- الى ان قال- فجاءته هند متنقبه متنكره، لحدثها و ما كان من صنيعها بحمزه، فى بيعه النساء- الى ان قال- قال لهن: (و لا تسرفن).

فقالت هند: و الله ان كنت لاصيب من مال ابى سفيان الهنه الهنه.

فقال لها النبى (ص): و انك لهند؟ قالت: (الفصل الثانى و الثلاثون- فى القاسطين و ما يتعلق بصفين) انا هند، فاعف.

قال: (و لا تزنين) قالت: و هل تزنى الحره؟ فقال: (و لا تقتلن اولادكن).

فقالت: (ربيناهم صغارا و قتلتهم يوم بدر كبارا)، فانت و هم اعلم.

فضحك عمر من قولها حتى استغرب.

(فلا تجعلن للشيطان فيك نصيبا و لا على نفسك سبيلا) بادعاء الب
اطل، فقد قال النبى (ص)- كما رواه (صفين نصر):- اذا رايتم معاويه يخطب على منبرى، فاضربوا عنقه.

و فيه: خرج عمار يوم الثالث، و خرج عمرو بن العاص، فجعل عمار يقول: يا اهل الاسلام اتريدون ان تنظروا الى من عادى الله و رسوله، و جاهدهما و بغى على المسلمين، و طاهر المشركين، فلما اراد الله ان يظهر دينه، و ينصر رسوله اتى النبى (ص) فاسلم، و هو و الله ما يرى راهب غير راغب، و قبض الله رسوله و انا و الله لنعرفه بعداوه المسلم، و موده المجرم؟ الا و انه معاويه، فالعنوه لعنه الله، و قاتلوه فانه ممن يطفى نور الله، و يظاهر اعداء الله.

و مر فى (11) فصل الامامه العامه: ان قوما استشهدوا فى سبيل الله من المهاجرين و الانصار، و لكل فضل، حتى اذا استشهد شهيدنا قيل: سيد الشهداء و خصه رسول الله (ص) سبعين تكبيره.

/ 1060