خطبه 147-در هدف از بعثت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

سید محمد حسینی شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 147-در هدف از بعثت

و فيها بيان عله البعثه، و فضل القرآن، و الناس فى المستقبل، و عظمه الناس.

(فبعث الله) سبحانه (محمدا صلى الله عليه و آله بالحق) اى ارسالا بالحق لا ارسالا بالباطل، كما يرسل الجبابره الولاه.

(ليخرج عبادمه من عباده الاوثان) اى الاصنام (الى عبادته) تعالى (و من طاعه الشيطان الى طاعته) فان العصان يطيعون الشيطان اذ هو الامر بالعصيان (بقرآن) اى مع قرآن (قد بينه) الله سبحانه (و احكمه) فان احكامه متقنه لا خلل فيها و لا نقص (ليعلم) اى يعرف (العباد ربهم اذ جهلوه) اى فى ظرف جهلوه سبحانه، فان الناس كانوا جهله زمان ابتعاث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم.

(و ليقروا به اذ جحدوه) اى انكروه (و ليثبتوه بعد اذ انكروه) فلم يعترفوا بوجوده، و لعل الجحود مع الاستيقان و الانكار مع الشك و الجهل عدم المعرفه اطلاقا.

(فتجلى سبحانه لهم) اى ظهر- ذاته و صفاته- (فى كتابه من غير ان يكونوا راوه) فانه سبحانه قد عرف نسفه فى القرآن الكريم.

(بما اراهم من قدرته) فان الانسان اذا ذكر باثار احد عرفه، فانه سبحاه قد ذكر فى القرآن صنوفا من مظاهر قدرته، مما يلفت الانسان الى معرفته.

(و خوفهم من سطوته) اى عقابه، بما بين من العذاب فى الدنيا و ال
اخره لمن خالف و عصى.

(و كيف محق) اى اهلك (من محق) من الامم السابقه (بالثملات) اى بالعقوبات التى صارت مثلا للناس.

(و احتصد) اى حصد كما يحصد السنبل (من احتصد بالنقمات) جمع نقمه و هى العقوبه
(و انه سياتى عليكم من بعدى) كزمان بنى اميه (زمان ليس فى شى ء اخفى من الحق و لا اظهر من الباطل) فان الحق قد خفى فى زمان بنى اميه، و ظهر الباطل، حتى لم يكن الناس يعرفون امور دينهم الا كما شائت اهواء آل اميه.

(و لا اكثر من الكذب على الله و رسوله) فقد امر معاويه باختلاق الاحاديث عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم، لتقويه سلطانه، و بذل لذلك الاموال الطائله.

(وليس عند اهل ذلك الزمان سلعه ابور من الكتاب اذا تلى حق تلاوته) (ابور) يعنى لا رواج له اطلاقا، بمعنى انه لا يعمل به، و معنى (تلى) عمل به، فان حق التلاوه العمل، و المعنى ان الكتاب بمعناه المراد ابعد الشياء عن العمل فقد كان آل اميه يشربون الخمر، و يزنون مع المحارم، و يقتلون النفوس البرئيه، الى غيرها من المحرمات المنصوصه فى القرآن الحكيم.

(و لا انفق منه) اى اروج من الكتاب (اذا حرف عن مواضعه) بمعنى فسر كما تشاء اهواء بنى اميه فقد اعطى معاويه لسمره بن جندب اربعمائه الف درهم، حتى صعد المنبر و نسب الى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، انه قال: نزلت فى على عليه السلام آيه: (و من الناس من يعجبك قوله فى الحياه الدنيا و يشهد الله على ما فى قلبه و هو الد الخصا
م، و اذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد) و نزلت فى ابن ملجم قاتل على عليه السلام آيه: (و من الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاه الله).

(و لا فى البلاد شى ء انكر من المعروف) هذا على طريق المبالغه، او على ظاهره، فان حب الامام- مثلا- كان من انكر الشتام فى بلاد معاويه.

(و لا اعرف من المنكر) فان ولاء آل اميه كان من اشد انحاء المعروف (فقد نبذ الكتاب) اى طرحوا العمل به (حملته) كاصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم امثال ابى هريره (و تناساه) اى جعلوا انفسهم كانهم ناسين لاحكامه- مع انهم فى الحقيقه غير ناسين- (حفظته) الذى حفظوه (فالكتاب- يومئذ- و اهله) الحقيقيون كشيعه الامام عليه السلام (منفيان طريدان) طردهم اهل الباطل عن المجامع، ينفون من بلد الى بلد، كما فعل بحجر و اصحابه (و صاحبان مصطحبان) اى صديقان يكون احدهما صاحبا للاخر، لا يفارقه.

و هما (فى طريق واحد) من الخير و الصلاح (لا يوويهما موو) الايواء: اعطاء المكان و المسكن، و ذلك كنايه عن الاحتفال بهما، و الاهتمام بشانهما كالغريب الذى لا يوويه احد (فالكتاب و اهله فى ذلك الزمان فى الناس) بهياكلهما و جسومهما (و ليسا فيهم) بارواحهما،
لعدم الالفه بين الناس و بين الكتاب و اهله (و معهم) جسما و هيكلا (و ليسا معهم) روحا و عملا (لان الضلاله) التى بايدى الناس (لا توافق الهدى) الذى يدعوا اليه الكتاب و اهله (و ان اجتمعا) باجسامهما فى محل واحد- و هذا عله لقوله عليه السلام: ليسا فيهم، و ليسا معهم- (فاجتمع القوم) اى الناس المناوئون للكتاب و اهله (على الفرقه) اى التفرق، كما هو الطابع العام لاهل الشام و من اليها فى زمن الامويين، و معنى الفرقه: الابتعاد عن الكتاب و اهله (و افترقوا على الجماعه) العامله بالكتاب.

(كانهم) فى اتخاذ آرائهم، و تاويل الكتاب على طبق اهوائهم (ائمه الكتاب و ليس الكتاب امامهم) اذ لو كان الكتاب امامهم، ابتعوه.

(فلم يبق عندهم منه) اى من الكتاب (الا اسمه) اذ لا عمل به حتى تبقى روحه لديهم (و لا يعرفون الا خطه و زبره) اى كتبه يقال زبره بمعنى كتبه و المعنى انهم لا يعرفون مقاصده العاليه و احكامه الساميه (و من قبل) فى ازمنه بنى اسرايل و نحوها (ما) زائده للتزيين (مثلوا بالصالحين كل مثله) اى كل انواع المثله، و المثله عباره عن التنكيل و العقاب، الذى يسبب ان يجعل ذلك مثلا عند الناس لفضاعته، كان تصلم الاذن، او تفقاء العين، او يجدع الانف، و نحو
ذلك، و هذه الجلمه بيان ان تمثيل بنى اميه باهل الكتاب ليس شيئا جديدا، فعاده الجبابره- فى كل زمان- التنكيل بالصالحين، او المراد ان بنى اميه فى زمان كفرهم فعلوا امثال هذه الاعمال، كما فعلت هند بحمزه عليه السلام، فليس عملهم شيئا جديدا بالنسبه اليهم.

(و سموا صدقهم) اى صدقه الصالحين (على الله) حيث كانوا يصدقون باحكام الله سبحانه (فريه) اى افترائا كما كان ابوسفيان ينسب كلام الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الى الافتراء (و قالوا افك افتراه) و (و قالوا اساطير الاولين اكتتبها).

(و جعلوا فى الحسنه عقوبه السيئه) فالحسنه التى هى الاسلام و التوحيد، كان لدى بنى اميه- قبل اظهارهم للاسلام- كانت لها عقوبه السيئه، فكانوا ينكلون بالمسلمين و يعاقبونهم- و هذا ان كان المراد بالجمل السابقه بنى اميه، و انكان المراد الامم السابقه، فالمصداق غير بنى اميه و انما عتاه الامم البائده، و على اى حال ففى هذه الجمل بيان حال الجبابره و العتاه فى كل زمان.

ثم توجه الامام عليه السلام الى نصح الناس بقوله: (و انما هلك من كان قبلكم) من الامم (بطول آمالهم) جمع امل، و هو ان يرجوا المرء ان يفعل فى المستقبل اشياء مرتبطه بالدنيا (و تغيب آجالهم) اى انه غاب
عن انظارهم اجلهم، فلم يتاهبوا للاخره و لم يعجلوا بالصالحات، و معنى هلاك الامم اما نزول العقوبه عليهم، او ذهاب كيانهم كما ذهب كيان الرومانيين، و كيان بنى اسرائيل، و هكذا.

(حتى نزل بهم الموعود) و هو الموت (الذى ترد عنه المعذره) اى لا يقبل فيه عذر، بان يعتذر الانسان عن الموت، فيرجع الموت، و لا ياخذ من جاء لاجله.

(و ترفع عنه التوبه)، اى لا تفيد التوبه بعده اذا جاء (و تحل) اى تنزل (معه) اى مع الموت (القارعه) اى الداهيه المهلكه، كانها تقرع الانسان و تدقه (و النقمه) اى العقاب.

(ايها الناس انه من استنصح الله) له، بمعنى اتخذ الله ناصحا له، باتباع اوامره، و انتهاج مناهجه (وفق) لكل خير و سعاده (و من اتخد قوله) اى قول الله تعالى (دليلا) يدله على مواضع الخير (هدى) الى صراط مستقيم (للتى هى اقوم) اى للطريقه التى هى اقوم و احسن الطرق، كما قال سبحانه: (ان هذا القرآن بهدى للتى هى اقوم).

(فان جار الله) اى الذى اتخذ احكامه- كان جر فى ظل جاره- (آمن) عن المكاره، و ما نزل عليه منها فانما هو موجب اللمرض و الاجره، فلا منفعه تفوت من يديه بلا بدل- كما يقال: الذى امن نفسه فى (شركه التامين) امن.

(و عدوه خائف) ان عاش كان فى ضيق، و ان مات فالى النار (و انه لا ينبغى لمن عرف عظمنه الله ان يتعظم) اذ الانسان يعرف الاشياء باضدادها، فمعرفه عظمه الله ملازمه لمعرفه حقاره النفس، فلا ينبغى بعد ذلك التعاظم.

(فان رفعه الذين يعلمون ما عظمته) سبحانه (ان يتواضعوا له) ففى تواضعهم رفعه لهم، اذ التواضع يدل على الفهم، و تقدير الاشياء حق قدرها و كلا الامرين موجب للرفعه.

(و سلامه الذين يعلمون ما قدرته) اى سلامتهم عن العقوبه (ان يستسلموا له) بالانقياد، و اطاعته الاوامر (فلا تنفروا من الحق نفار الصحيح) اى مثل نفار
الصحيح من الحيوان (من الاجرب) الذى اصيب بداء الجرب- و هو داء خبيث يوجب العدوى، و لذا يفر الصحيح منه خوفا- (و البارى) اى الانسان الصحيح البرى من المرض (من) الانسان.

(ذى السقم) اى المريض.

(و اعلموا انكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذى تركه) فان الانسان لا يدرك حسن الاشياء، الا اذا راى قبح اضدادها، و لذا قالوا تعرف الاشياء باضدادها.

(و لن تاخذوا بميثاق الكتاب) اى باحكامه المحكمه التى هى بمنزله المواثيق و العهود بين الله و بين خلقه (حتى تعرفوا الذى نقضه) فان قبح الناقض يوجب ترفع الانسان عن ان يماثله، و ذلك موجب للاخذ بالكتاب (و لن تمسكوا) اصله (تتمسكون) (به) اى بالكتاب و التمسك قوه الاخذ و العمل باحكامه (حتى تعرفوا الذى نبذه) اى طرح العمل به، و العله لذلك كما ذكرنا فى الجمل السابقه (فالتمسوا) اى اطلبوا (ذلك) العمل بالكتاب، و المراد العلم بقاصد الكتاب (من عند اهله) و هم الائمه و العلماء الربانيون (فانهم عيش العلم) بهم يعيش العلم، و يبقى فى الحياه.

(و موت الجهل) اى انعدامه و نفيه، فان العلماء هم الذين يميتون الجهل و ينيرون الناس بالعلم (هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم) فان الانسان اذا حكم فى قضيه، عرف من حكمه انه ع
الم او ليس بعالم (و صمتهم عن منطقهم) فان العالم صموت، و الجاهل ثرثار، فصمت النسان دليل علمه، (و ظاهرهم عن باطنهم) فان الظاهر عنوان الباطن، فاذا كان الظاهر حسنا، دل على قلب حسن ملى ء بالفضيله و التقوى.

(لا يخالفون الدين) بترك اوامره، و الاتيان بنواهيه (و لا يختلفون فيه) بان يكون لكل واحد اتجاه يخالف اتجاه الاخر، فان اتجاه اهل الدين واحد (فهو) اى القرآن (بينهم شاهد صادق) يشهد بحسن اعمالهم.

لمطابقه اعمالهم له (و صامت ناطق) فانه لا يتكلم، لكنه يعلم و يبين و يرشد.

/ 404