خطبه 031-دستورى به ابن عباس
و قد ارسل عليه السلام عبدالله بن عباس الى الزبير يطلب عنه الرجوع عن الحرب و ذلك قبل وقوع حرب الجمل (لا تلقين) يابن عباس (طلحه فانك ان تلقه) من (لقى) بمعنى المواجهه و المكالمه حول رجوعه عن الحرب (تجده كالثور عاقصا قرنه) من عقص الشعر اذا قتله و لواه و هذا كنايه عن كبريائه، فان الثور الذى يلوى قرنه- طبيعيا- فيه من القوه البدنيه شى ء كثير و هكذا المتكبر فيه من الكبر النفسى شى ء غير قليل (يركب الصعب) اى الامور الشاقه و ركوبها كنايه عن اقدامه عليها (و يقول هو الذلول) الذلول الابل اليسير الذى لا يوذى صاحبه، مقابل الصعب، يعنى انه لكبره يستهين بالامور الصعبه، و هذا غير استسهال الانسان فى سبيل الحق امرا مشكلا، فان الاول كبرياء، و الثانى علو همه- و بينهما فرق واضح (و لكن) يابن عباس (الق الزبير) ابن العوام (فانه الين عريكه) هى بمعنى الطبيعه، و اصل العرك دبغ الجلد بالدلك و نحوه، كانه يوجب لينه و نضجه بخلاف الجلد الذى لم يدبغ.(فقل له) اذا لقيته (يقول لك ابن خالك) يعنى نفسه عليه السلام و على ابن خال الزبير لان اباطالب و صفيه ام الزبير من اولاد عبدالمطلب بن هاشم (عرفتنى بالحجاز) حيث بايعتنى، فان الانسان المبائع لابد و ان يعرف المبائع له و الا لم يبايعه (و انكرتنى بالعراق) حيث جئت لمحاربتى و المحارب لابد و ان ينكر فضل الانسان و الا لم يحارب (فما عدا مما بدا) يقال عداه الامر بمعنى صرفه و بدا بمعنى ظهر، و (من) للاستبداء اى ما الذى صرفك مما ظهر منك- فى الحجاز- من بيعتى؟ و قد كان الجواب واضحا فانه صرفه حب الرئاسه و قد قال الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله و سلم: حب المال و الجاه ينبتان النفاق فى قلب الرجل المومن كما ينبت الماء البقل.