شرح نهج البلاغه نسخه متنی

...لانفسهم كما انت ناظر: لم يتركوا النظر لانفسهم فى اول امرهم بعين لا ترى نقصا و لا تحذر خطرا ثم ردتهم آلام التجربه الى الاخذ بما عرفوا حسن عاقبته و امساك انفسهم عن عمل لم يكلفهم الله اتيانه ...كل شائبه اولجتك فى شبهه: الشائبه ما يشوب الفكر من شك و حيره و اولجتك ادخلتك ...انما تخبط العشواء: العشواء الضعيفه البصر اى تخبط خبط الناقه العشواء لا تامن ان تسقط فيما لا خلاص منه و تورط الامر دخل فيه على صعوبه فى التخلص منه ...الامساك عن ذلك امثل: حبس النفس عن الخلط و الخبط فى الدين احسن .

..عليه من النعماء: لا تثبت الدنيا الا ما اودع الله فى طبيعتها من التلون بالنعماه تاره و الاختبار بالبلاء تاره و اعقابها للجزاء فى المعاد يوم القيامه على الخير خيرا و على الشر شرا ...و منه شفقتك: شفقتك اى خوفك .

..و آله فارض به رائدا: الرائد من ترسله فى طلب الكلا ليتعرف موقعه و الرسول قد عرف عن الله و اخبرنا فهو رائد سعادتنا ...فانى لم آلك نصيحه: لم اقصر فى نصيحتك .

..اول قبل الاشياء بلا اوليه: فهو اول بالنسبه الى الاشياء لكونه قبلها الا انه لا اوليه اى لا ابتداء له ...يفعله فى صغر خطره: خطره قدره .

..مثل من خير الدنيا: خبر الدنيا عرفها كما هى بامتحان احوالها و السفر بفتح فسكون المسافرون و نبا المنزل باهله لم يوافقهم المقام فيه لو خامته و الجديب المقحط لا خير فيه و اموا قصدوا و الجناب الناحيه و المريع بفتح فكسر كثير العشب ...فاحتملوا و عثاء الطريق: و عثاء السفر مشقته و الجشوبه بضم الجيم الغلظ او كون الطعام بلا ادم ...اليما يهجمون عليه: هجم عليه انتهى اليه بغته .

..لهم من نفسك: اذا عاملوك بمثل ما تعاملهم فارض بذلك و لا تطلب منهم ازيد مما تقدم لهم ...الثواب و آفه الالباب: الاعجاب استحسان ما يصدر عن النفس مطلقا و هو خلق من اعظم الاخلاق مصيبه على صاحبه و من اشد الافات ضررا لقلبه فاسع فى كدحك: الكدح اشد السعى ...و لا تكن خازنا لغيرك: لا تحرص على جمع المال لياخذه الوارثون بعدك بل انفق فيما يجلب رضاء الله عنك .

..طريقا ذا مسافه بعيده: هو طريق السعاده الابديه ...عن حسن الارتياد: الارتياد الطلب و حسنه اتيانه من وجهه و البلاغ بالفتح الكفايه ...فاغتنمه و حمله اياه: الفاقه الفقر و اذا اسعفت الفقراء بالمال كان اجر الاسعاف و ثوابه ذخيره تنالها فى القيامه فكانهم حملوا عنك زادا يبلغك موطن سعادتك يودونه اليك وقت الحاجه و هذا الكلام من افصح ما قيل فى الحث على الصدقه .

..ان امامك عقبه كودا: صعبه المرتقى و المخف بضم فكسر الذى خفف حمله و المثقل بعكسه و هو من اثقل ظهره بالاوزار ...لنفسك قبل نزولك: ابعث رائدا من طيبات الاعمال توقفك الثقه به على جوده المنزل ...بعد الموت مستعتب: المستعتب و المنصرف مصدران و الاستعتاب الاسترضاء و لا انصراف الى الدنيا بعد الموت حتى يمكن استرضاء الله بعد اغضابه باستئناف العمل .

..و لم يعيرك بالانابه: الانابه الرجوع الى الله و الله لا يعير الراجع اليه برجوعه ...عن الذنب حسنه: نزوعك رجوعك ...ناجيته علم نجواك: المناجاه المكالمه سرا و الله يعلم السر كما يعلم العلن ...فافضيت اليه بحاجتك: افضيت القيت وابثثته كاسفته و ذات النفس حالتها ...و استكشفته كروبك: طلبت كشفها ...و استمطرت شابيب رحمته: الشوبوب بالضم الدفعه من المطر و ما اشبه رحمه الله بالمطر ينزل على الارض الموات فيحييها و ما اشبه نوباتها بدفعات المطر ...فلا يقنطنك ابطاء اجابته: القنوط الياس .

..و انك فى منزل قلعه: قلعه بضم القاف و سكون اللام و بضمتين و بضم ففتح يقال منزل قلعه اى لا يملك لنازله او لا يدرى متى ينتقل عنه و البلغه الكفايه اى دار توخذ منها الكفايه للاخره