خطبه 072-درباره مروان
و من كلام له عليه السلام:اقول:السبه:الاست. و الامره بالكسر:الولايه. و كبش القوم:رئيسهم. و لما امتنع من بيعه مروان نبه على سبب امتناعه من ذلك و هو انه مظنه الغدر و ذلك قوله:انها كف يهوديه. اذ من شان اليهود الخبث و المكر و الغدر، ثم فسر تلك الكنايه بقوله:لو بايعنى بيده لغدر بسبته، و ذكر السبه اهانه له لان الغدر من اقبح الرذائل فنسبته الى السبه اولى النسب. و العرب تسلك مثل ذلك فى كلامها. قال المتوكل يوما لابى العيناء:الى متى تمدح الناس و تذمهم. فقال:ما احسنوا و اساووا، ثم قال:يا اميرالمومنين:ان الله تعالى رضى فمدح فقال (نعم العبد انه اواب) و سخط فذم فقال (عتل بعد ذلك زنيم) و الزنيم ولد الزنا. ثم ذكر مما سيكون من امر مروان ثلاثه امور:احدها:انه سيصير اميرا للمسلمين و نبه على قصر مده امارته بتشبيهها بلعقه الكلب انفه، و وجه الشبه هو القصر، و كانت مده امرته اربعه اشهر و عشرا، و روى سته اشهر، و انما خصه بلعقه الكلب لانه فى معرض الذم، و البحث فى اما كهو فى قوله:اما انه سيظهر عليكم. الثانى:انه سيكون ابا للاكبش الاربعه. و كان له اربعه ذكور لصلبه و هم عبدالملك و ولى الخلافه، و عبدالعزيز و ولى مصر، و بشر و ولى العراق و محمد و ولى الجزيره، و يحتمل ان يريد بالاربعه اولاد عبدالملك و هم الوليد و سليمان و يزيد و هشام كلهم ولوا الخلافه و لم يلها اربعه اخوه الا هم. الثالث:ما يصدر منه و من ذريته من الفساد فى الارض، و ما يلقى الناس منهم من القتل و انتهاك الحرمه. و كنى عن قتلهم للناس و شدايد ما يلقون منهم بالموت الاحمر. و من لسان العرب وصف الامر الشديد بالاحمر، و لعله لكون الحمره وصف الدم كنى به عن القتل، و روى يوما احمر. و هو كنايه عن مده امرهم و وصفه بالحمره كنايه عن شدته. و فساد بنى اميه و دمارهم للاسلام و اهله مشهور، و فى كتب التواريخ مسطور.