خطبه 078-پاسخ اخترشناس - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 078-پاسخ اخترشناس

و من كلام له عليه السلام:

اقول:

حاق به، احاط. و يوليه كذا:

يعطيه اياه و يجعله اولى به. و روى ان المشير عليه بذلك كان عفيف بن قيس اخا لاشعث بن قيس و كان يتعاطى علم النجوم. و اعلم ان الذى يلوح من سر نهى الحكمه النبويه عن تعلم النجوم امران:

احدها:

اشتغال متعلمها بها، و اعتماد كثير من الخلق السامعين لاحكامها فيما يرجون و يخافون عليه فيما يسنده الى الكواكب و الاوقات، و الاشتغال بالفزع اليه و الى ملاحظه الكواكب عن الفزع الى الله و الغفله عن الرجوع اليه فيما يهم من الاحوال و قد علمت ان ذلك يضاد مطلوب الشارع اذ كان غرضه ليس الا دوام التفات الخلق الى الله و تذكرهم لمعبودهم بدوام حاجتهم اليه. الثانى:

ان الاحكام النجوميه اخبارات عن امور سيكون و هى تشبه الاطلاع على الامور الغيبيه. و اكثر الخلق من العوام و النساء و الصبيان لا يتميزون بينها و بين علم الغيب و الاخبار به. فكان تعلم تلك الاحكام و الحكم بها سببا لضلال كثير من الخلق موهنا لاعتقاداتهم فى المعجزات اذا لاخبار عن الكائنات منها، و كذلك فى عظمه بارئهم. و يسلكهم فى عموم صدق قوله تعالى (قل لا يعلم من فى السماوات و الارض الغيب الا الله و عنده مفاتح الغ
يب لا يعلمها الا هو) و قوله (ان الله عنده علم الساده و ينزل الغيث و يعلم ما فى الارحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غدا و ما تدرى نفس باى ارض تموت) فالمنجم اذا حكم لنفسه بانه يصيب كذا فى وقت كذا فقد ادعى ان نفسه تعلم ما تكسب غدا و باى ارض تموت. و ذلك عين التكذيب للقرآن، و كان هذين الوجهين هما المقتضيان لتحريم الكهانه و السحر و العزايم و نحوها، و اما مطابقه لسان الشريعه للعقل فى تكذيب هذه الاحكام فبيانها ان اهل النظر اما متكلمون فاما معتزله او اشعريه. اما المعتزله فاعتمادهم فى تكذيب المنجم على احد امرين:

احدهما:

ان الشريعه كذبته. و عندهم ان كل حكم شرعى فيشتمل على وجه عقلى و ان لم يعلم عين ذلك الوجه، و الثانى مناقشته فى ضبطه لاسباب ما اخبر عنه من كون او الفساد. و اما الاشعريه فهم و ان قالوا:

انه لا موثر له الا الله و زعم بعضهم انهم خلصوا بذلك من اسناد التاثيرات الى الكواكب الا انه لا مانع على مذهبهم ان يجعل الله تعالى اتصال نجم بنجم او حركته علامه على كون كاين او فساده و ذلك مما لا يبطل على منجم قاعده. فيرجعون ايضا الى بيان عدم احاطته باسباب كون ما اخبر عنه. و مناقشته فى ذلك. و اما الحكماء فاعلم انه قد ثبت فى اصوله
م ان كل كائن فاسد فى هذا العالم فلابد له من اسباب اربعه:

فاعلى، و مادى، و صورى، و غائى:

اما السبب الفاعلى القريب فالحركات السماويه و الذى هو اسبق منها فالمحرك لها الى ان ينتهى الجود الالهى المعطى لكل قابل ما يستحقه، و اما سببه المادى فهو القابل لصورته و تنتهى القوابل الى القابل الاول و هو ماده العناصر المشتركه بينها، و اما الصورى فصورته التى يقبلها مادته، و اما الغائى فهى التى لاجلها وجد. اما الحركات السماويه فان من الكاينات ما يحتاج فى كونه الى دوره واحد للفلك، و منها ما يحتاج الى جمله من ادواره و اتصالاته. و اما القوابل للكاينات فقد تقرر عندهم ايضا ان قبولها لكل كاين معين مشروط باستعداد معين له و ذلك الاستعداد يكون بحصول صوره سابقه عليه و هكذا قبل كل صوره صوره معده لحصول الصوره بعدها و كل صوره منها يضا تستند الى الاتصالات و الحركات الفلكيه، و لكل استعداد معين زمان معين و حركه معينه و اتصال معين يخصه لا يفى بدركها القوه البشريه. اذا عرفت ذلك فنقول:

الاحكام النجوميه اما ان تكون جزئيه و اما كليه. اما الجزئيه فان يحكم مثلا بان هذا الانسان يكون من حاله كذا و كذا، و ظاهر ان مثل هذا الحكم لا سبيل الى معرفته اذ الع
لم به انما هو من جهه اسبابه اما الفاعليه فان يعلم ان الدوره المعينه و الاتصال المعين سبب لملك هذا الرجل البلد المعين مثلا و انه لا سبب فاعلى لذلك الا هو، و الاول باطل لجواز ان يكون السبب غير ذلك الاتصال او هو مع غيره. اقصى ما فى الباب ان يقال:

انما كانت هذه الدوره و هذه الاتصال سببا لهذا الكاين لانها كانت سببا لمثله فى الوقت الفلانى لكن هذا ايضا باطل لان كونها سببا للكاين السابق لا يجب ان يكون لكونها مطلق دوره و اتصال بل لعله ان يكون لخصوصيه كونه تلك المعينه التى لا تعود بعينها فيما بعد، حينئذ لا يمكن الاستدلال بحصولها على كون هذا الكاين لان الموثرات المختلفه لا يجب تشابه آثارها، و الثانى ايضا باطل لان العقل يجزم بانه لا اطلاع له على انه لا يقتضى لذلك الكاين من الاسباب الفاعله الا الاتصال المعين. كيف و قد ثبت ان من الكاينات ما يفتقر الى اكثر من اتصال واحد و دوره واحده او اقل، و اما القابليه فان يلعم ان الماده قد استعدت لقبول مثل هذا الكاين و استجمعت جميع شرائط قبول الزمانيه و المكانيه و السماويه و الارضيه. و ظاهر ان الاحاطه بذلك مما لا يفى به القوه البشريه، و اما الصوريه و الغائيه فان يعلم ما يقتضيه استعداد
ماده ذلك المعين و قبولها من الصوره و ما يستلزم من الشكل و المقدار، و ان يعلم ما غايه وجوده و ما اعدته العنايه له، و ظاهر ان الاحاطه بذلك غير ممكنه للانسان. و اما احكامهم الكليه فكان يقال كلما حصلت الدوره الفلانيه كان كذا. و المنجم انما يحكم بذلك الحكم من جزيئات من الدورات تشابهت آثارها فظنها متكرره و لذلك يعدلون اذا حقق القول عليهم الى دعوى التجربه، و قد علمت ان التجربه تعود الى تكرر مشاهدات يضبطها الحس. و العقل يحصل منها حكما كليا كحكمه بان كل نار محرقه فانه لما امكن العقل استبتات الاحراق بواسطه الحس امكنه الجزم الكلى بذلك. فاما التشكلات الفلكيه، الاتصالات الكوكبيه المقتضيه لكون ما يكون فليس شى ء منها يعود بعينه كما علمت و ان جاز ان يكون تشكلات و عودات متقاربه الاحوال و متشابهه الا انه لا يمكن الانسان ضبطها و لا الاطلاع على مقدار ما بينها من المشابهه و التفاوت، و ذلك ان حساب المنجم مبنى على قسمه الزمان بالشهور و الايام و الساعات و الدرج و الدقايق و اجزائها، و تقسيم الحركه بازائها و رفعهم بينها نسبه عدديه و كل هذه امور غير حقيقيه و انما توخذ على سبيل التقريب. اقصى ما فى الباب ان التفاوت فيها لا يظهر فى المدد
المتقاربه لكنه يشبه ان يظهر فى المدد المتباعده، و مع ظهور التفاوت فى الاسباب كيف يمكن دعوى التجربه و حصول العلم الكلى الثابث الذى لا يتغير باستمرار اثرها على و تيره واحده. ثم لو سلمنا انه لا يظهر تفاوت اصلا الا ان العلم بعود مثل الدوره لا يقتضى بمجرده العلم بعود مثل الاثر السابق لتوقف العلم بذلك على عود امثال الباقيه للاثر السابق من الاستعداد و ساير اسبابه العلويه و السفليه، و على ضبطها فان العلم التجربى انما يحصل بعد حصرها ليعلم عودها و تكررها و كل ذلك مما لا سبيل للقوه البشريه الى ضبطه فكيف يمكن دعوى التجربه. اذا عرفت ذلك فنقول:

قوله:

اتزعم الى قوله:

الضر. استثبات لما فى العاده ان يدعيه الاحكاميون كما ادعاه المنجم المشير بعدم المسير فى ذلك الوقت. و قوله:

فمن صدقك (صدق خ) بهذا الى قوله:

الضرر. الزامات له على ما يعتقده عن نفرتها عن قبول احكام المنجم و الاعتقاد فيه. اولها:

ان من صدقه فقد كذب القرآن، و وجه التكذيب ما ذكرناه. الثانى:

كون مصدقه يستغنى عن الاتسعانه بالله فى نيل محبوبه و رفع مكروهه:

اى يفزع اليه فى كل امريهم به و يجعلهم عمده له فيعرض عن الفزع الى الله كما سبق. الثالث:

انه ينبغى للعامل ان يو
ليه الحمد دون ربه. و علل هذا الالزام بقياس ضمير من الشكل الاول. صورته:

تزعم انك تهدى الى ساعه النفع و الصرر، و كل من زعم ذلك فقد اهل نفسه لاستحقاق الحمد من مصدقه دون الله. فينتج انه قد اهل نفسه لاستحقاق الحمد من مصدقه دون الله. و الكبرى من المخيلات، و قد يستعملها الخطيب للتنفير عن بعض الامور التى يقصد النهى عنها. و قوله:

ايها الناس. الى قوله:

بر او بحر. تحذير عن تعلمها لما ذكرناه، و استثنى من ذلك تعلمها للاهتداء بها فى السفر. و اعلم ان الذى ذكرناه ليس الا بيان ان الاصول التى ينبى ء عليها الاحكاميون و ما يخبرون به فى المستقبل اصول غير موثوق بها فلا يجوز الاعتماد عليها فى تلك الاحكام و الجزم بها. و هذا لا ينافى كون تلك القواعد ممهده بالتقريب كقسمه الزمان و حركه الفلك بالنسه و الشهر و اليوم ماخوذا عنها حساب يبنى عليه مصالح دينيه كمعرفه اوقات العبادات كالصوم و الحج و نحوهما او دنيويه كاجال المداينات و ساير المعاملات و كمعرفه الفصول الاربعه ليعمل فى كل منها ما يليق به من الحراثه و السفر و اسباب المعاش، و كذلك معرفه قوانين تقريبيه من اوضاع الكواكب و حركاتها يهتدى بقصدها و على سمتها المسافرون فى بر او بحر فان ذلك
القدر منها غير محرم بل لعله من الامور المستحبه لخلو المصالح المذكوره فيه عن وجوه المفاسد تشتمل عليها الاحكام كما سبق. و لذلك امتن الله سبحانه على عباده بخلق الكواكب فى قوله (و هو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر و البحر) و قوله (لتعلموا عدد السنين و الحساب) و قوله:

فانها. الى آخره. تعليل للتحذير عن تعلمها و تنفير عنها بقياس آخر موصول يستنتج منه ان المنجم فى النار. و على تقدير تفصيله فالنتيجه الاولى كون المنجم كالساحر و هى مع قوله:

و الساحر كالكافر. و هذه النتيجه مع قوله:

و الكافر فى النار ينتج المطلوب، و هو ان المنجم فى النار، و القياسان الاولان من قياس المساواه. و قد علمت انه عسر الانحلال الى الحدود المرتبه فى القياس المنتج لان موضوع الكبرى جزء من محمول الصغرى فليس الاوسط بمشترك فهو معدول عن وجهه الى وقوع الشركه فى بعض الاوسط. و لذلك يستحق ان يفرد باسم و يجعل لتحليله قانون يرجع اليه فى امثاله. و قد سبق مثله فى الخطبه الاولى. و اذا حمل على القياس الصحيح كان تقديره المنجم يشبه الكاهن المشبه للساحر و مشبه الكاهن المشبه للساحر مشبه للساحر فينتج ان المنجم يشبه الساحر، و هكذا فى القياس الثانى المنجم
يشبه الساحر المشبه للكافر و مشبه الساحر المشبه للكافر يشبه الكافر فالمنجم يشبه الكافر و الكافر فى النار فالمنجم كذلك و هو القياس الثالث و نتيجته. فاما بيان معنى الكاهن و الساحر و الاشاره الى وجوه التشبيهات المذكوره:

فاعلم انا قد اشرنا فى المقدمه الى مكان وجود نفس تقوى على اطلاع ما سيكون و على التصرفات العجيبه فى هذا العالم فتلك النفس ان كانت كامله خيره مجذوبه من الله تعالى بدواعى السلوك الى سبيله و ما يقود اليه فهى نفوس الانبياء و الاولياء ذوى المعجزات و الكرامات، و ان كانت ناقصه شريره منجذبه عن تلك الجهه و غير طالبه لتلك المرتبه بل مقتصره على رذايل الاخلاق و خسائس الامور كالتكهن و نحوه فهى نفوس الكهنه و السحره. و اعلم ان اكثر ما تظهر قوه الكهانه و نحوها من قوى النفوس فى اوقات الانبياء و قبل ظهورهم. و ذلك ان الفلك اذا اخذ فى التشكل بشكل يتم به فى العالم حدث عظيم عرض من ابتداء ذلك الشكل و غايته احداث فى الارض شبيهه بما يرد ان يتم و لكنها تكون غير تامه فاذا استكمل ذلك الشكل فى الفلك و تم وجد به فى العالم ما يقتضيه فى اسرع زمان لسرعه تبدل اشكال الفلك فتظهر تلك القوه التى يوجبها ذلك الشكل فى شخص واحد او شخصين او
اكثر على حسب ما يقتضيه العنايه الالهيه و يستوعب ذلك الشخص تلك القوه على الكمال. فاما من قرب من ذلك الشكل و لم يستوفه فان يكون ناقص القوه بحسب بعده من الشكل. و يظهر ذلك النقصان بظهور النبوه المقصوده من ذلك الشكل. فتبين قصور القوى المتقدمه على النبى و المتاخره عنه و نقصانهما عن ذلك التمام. فاما صفه الكاهن من اصحاب تلك القوى فان صاحب قوه الكهانه اذا احس بها من نفسه تحرك اليها بالاراده ليكملها فيبرزها فى امور حسيه و يثيرها فى علامات تجرى مجرى الفال و الزجر و طرق الحصى، و ربما استعان بالكلام الذى فيه سجع و موازنه او بحركه عنيفه من عدو حثيث كما حكى عن كاهن من الترك، و كما نقل الى من شاهد كاهنا كان فى زماننا و توفى مند عشرين سنه يكنى بابى عمرو كان بناحيه من ساحل البحر يقال لها قلهات، و انه كان اذا سئل عن امر استعان بتحريك راسه تحريكا يقوى و يضعف بحسب الحاجه و اجاب عقيب ذلك، و قيل انه كان قد يستغنى فى بعض الاخبارات عن تلك الحركه. و الغرض من ذلك اشتغال النفس عن المحسوسات فتداخل نفسه و يقوى فيها ذلك الاثر و يهجس فى نفسه عن تلك الحركه ما تقذفه على لسانه، و ربما صدق الكاهن، و ربما كذب. و ذلك انه يتمم نقصه بامر مباين لكما
له غير داخل فيه فيعرض له الكذب و يكون غير موثوق به، و ربما تعمد الكذب خوفا من كساد بضاعته فيستعمل الزرق و يخبر بما لا اثر له فى نفسه و يضطر الى التخمين. و درجات هولاء متفاوته بحسب قربهم من الافق الانسانى و بعدهم منه و بقدر قبولهم للاثر العلوى. و يتميزون عن الانبياء بالكذب و ما يدعونه من المحالات فان اتفق ان يلزم احدهم الصدق فانه لا يتجاوز قدره فى قوته و يبادر الى التصديق باول امر يلوح من النبى صلى الله عليه و آله و سلم و يعرف فضله كما روى عن طلحه و سواد بن قارب و نحوهما من الكهنه فى زمان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم. اذا عرفت ذلك فنقول:

اما قوله:

فانها تدعو الى الكهانه. اى انها تدعو المنجم فى آخر امره الى ان يصير نفسه كالكاهن فى دعوى الاخبار عما سيكون، ثم اكد كونها داعيه الى التمكين بتشبيهه بالكاهن. و اعلم ان الكاهن يتميز عن المنجم بكون ما يخبر به من الامور الكنايه انما هو عن قوه نفسانيه له، و ظاهر ان ذلك ادعى الى فساد اذهان الخلق و اغوائهم لزياده اعتقادهم فيه على المنجم، و اما الساحر فيتميز عن الكائن بان له قوه على التاثير فى امر خارج عن بدنه آثارا خارجه عن الشريعه موذيه للخلق كالتفريق بين الزوجين و نحو
ه و تلك زياده شر آخر على الكاهن ادعى الى فساد اذهان الناس و زياده اعتقادهم فيه و انفعالهم عنه خوفا و رغبه، و اما الكافر فيتميز عن الساحر بالبعد الاكبر عن الله تعالى و عن دينه و ان شاركه فى اصل الانحراف عن سبيل الله. و حينئذ صار الضلال و الفساد فى الارض مشتركا بين الاربعه الا انه مقول عليهم بالاشد و الاضعف فالكاهن اقوى فى ذلك من المنجم، و الساحر اقوى من الكاهن، و الكافر اقوى من الساحر. و لذلك التفاوت جعل عليه السلام الكاهن اصلا فى التشبيه للمنجم لزياده فساده عليه ثم الحقه به، و جعل الساحر اصلا للكاهن، و الكافر اصلا للساحر. لان التشبيه يستدعى كون المشبه به اقوى فى الوصف الذى فيه التشبيه و احق به. و قد لاح من ذلك ان وجه الشبه فى الكل هو ما يشتركون فيه من العدول و الانحراف عن طريق الله بالتنجيم و الكهانه و السحر و الكفر و ما بلزم من ذلك من صد كثير من الخلق عن سبيل الله و ان اختلف جهات هذا العدول بالشده و الضعف كما بيناه. و لما فرغ عليه السلام من تنفير اصحابه عن تعلم النجوم و قبول احكامها و غسل اذهانهم من ذلك بالتخويف المذكور امرهم بالمسير الى الحرب. و روى:

انه سار فى تلك الساعه الى الخوارج و كان منه ما علمت من ال
ظفر بهم و قتلهم حتى لم يفلت منهم غير تسعه نفر، و لم يهلك من رجاله غير ثمانيه نفر كما سيق بيانه، و ذلك يستلزم خطا ذلك المنجم و تكذيبه فى مقاله. و بالله التوفيق.

/ 542