خطبه 080-وارستگى و پارسائى - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 080-وارستگى و پارسائى

و من كلام له عليه السلام:

اقول:

عزب:

ذهب و بعد. و اعذر:

اظهر عذره. و مسفره:

مشرقه. و اعلم ان قوله:

ايها الناس. الى قوله:

عند المحارم. تفسير للزهد، و قد رسمه بثلاثه لوازم له:

الاول:

قصور الامل. و لما علمت فيما سلف ان الزهد هو اعراض النفس عن متاع الدنيا و طيباتها و قطع الالتفات الى ما سوى الله تعالى ظهر ان ذلك الاعراض مستلزم لقصر الامل فى الدنيا اذ كان الامل انما يتوجه نحو مامول، و المتلفت الى الله من الدنيا كيف يتصور طول امله لشى ء منها. الثانى:

الشكر على النعمه. و ذلك ان العبد بقدر التفاته عن اعراض الدنيا يكون محبته لله و اقباله عليه و اعترافه الحق بالايه، و ذلك ان الشكر حال للقلب يثمرها العلم بالمشكور و هو فى حق الله ان يعلم انه لا منعم سواه، و ان كل منعم يقال فى العرف فهو واسطه مسخره من نعمته. و تلك الحال تثمر العمل بالجوارح. الثالث:

الورع و هو لزوم الاعمال الجميله و الوقوف على حدود عن التورط فى محارمه و هو ملكه تحت العفه و قد علمت ان الوقوف على التورط فى المحارم و لزوم الاعمال الجميله لازمه للالتفات عن محاب الدنيا و لذاتها المنهى عن الميل اليها. و هذا التفسير منه عليه السلام مستلزم للامر
به. و قوله:

بعد ذلك:

فان عزب عنكم. الى آخره يحتمل معنيين:

احدهما:

و هو الظاهر انه ان بعد عليكم و شق استجماع هذه الامور الثلاثه فالزموا منها الورع و الشكر. و كانه رخص لهم فى طول الامل، و ذلك انه قد يتصور طوله فيما ينبغى من عماره الارض لغرض الاخره، و لان قصر الامل لا يصدر الا عن غلبه الخوف من الله تعالى على القلب و الاعراض بالكليه عن الدنيا و ذلك فى غايه الصعوبه فلذلك نبه على لزوم الشكر و الورع و رخص فى طول الامل، و فسر الورع بالصبر اذ كان لازما للورع، و هما تحت ملكه العفه، ثم شجعهم بذكر الغلب عن مقاومه الهوى، و نبهم بذكر النسيان على لزوم التذكر. الثانى:

يحتمل ان يكون لما فسر الزهد باللوازم الثلاثه فى معرض الامر بلزومها قال بعدها:

فان صعب عليكم لزوم الشكر و الثناء لله و لزوم الاعمال الجميله فاعدلوا الى امور اسهل منها. فرخص لهم فى طول الامل لما ذكرناه، ثم فى التذكر لنعم الله بحيث لا ينسى بالكليه و يلتفت عنها عوضا عن دوام الحمد و الثناء، ثم فى الصبر عند المحارم و عند الانقهار لغلبه دواعى الشيطان عوضا من لزوم الاعمال الجميله عندها فان الصبر عند شرب الخمر مثلا عند حضورها اهون على الطبع من الصوم عن ساير المباحات
حينئذ و لزوم ساير الاعمال الجميله. و قوله:

فقد اعذر. الى آخره. تاكيد لما سبق من امره بالزهد، و جذب اليه. و اشار بالحجج الى الرسل لقوله تعالى (رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل) و لفظ الحجج مستعار، و وجه المشابهه انه لما كان ظهور الرسل قاطعا السنه حال الظالمين لانفسهم فى محفل القيامه عن ان يقولوا (ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذل و نخزى) اشبه الحجه القاطعه فاستعير لفظها له، و باسفارها و ظهورها الى اشراق انوار الدين عن نفوسهم الكامله على نفوس الناقصين و هو استعاره ايضا، و اشار ببروز عذر الكتب الى ظهورها اعذارا لله الى خلقه بتخويفهم و ترغيبهم و ارشادهم الى طريق النجاه، و اسناد الاعذار الى الله تعالى استعاره من الاقوال المخصوصه اليتى يبديها الانسان عذرا لافعال الله و اقواله التى عرف خلقه فيها صلاحهم و اشعرهم فيها بلزوم العقاب لهم لو لم يلتفتوا اليها. و بالله التوفيق.

/ 542