خطبه 081-در نكوهش دنيا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 081-در نكوهش دنيا

و من كلام له عليه السلام:

قال الشريف:

اقول:

و اذا تامل المتامل قوله عليه السلام (من ابصر بها بصرته) وجد تحته من المعنى العجيب و الغرض البعيد ما لا تبلغ غايته و لا يدرك غوره، و لا سيما اذا قرن اليه قوله (و من ابصر اليها اعمته) فانه يجد الفرق بين (ابصر بها) و (ابصر اليها) واضحا نيرا و عجيبا باهرا اقول:

العناء:

التعب، و قد ذكر للدنيا فى معرض ذمها و التنفير عنها اوصافا عشره:

الاول:

كون اولها عناء. و هو اشاره الى ان الانسان من لدن ولادته فى تعب و شقاء، و يكفى فى الاشاره الى متاعب الانسان فيها ما ذكره الحكيم برزويه فى صدر كتاب كليله و دمنه فى معرض تطويع نفسه بالصبر على عيش النساك:

او ليست الدنيا كلها اذى و بلاء؟ او ليس الانسان يتقلب فى ذلك من حين يكون جنينا الى ان يستوفى ايامه؟ فانا قد وجدنا فى كتب الطب ان الماء الذى يقدر منه الولد السوى اذا وقع فى رحم المرءه اختلط بمائها و دمها و غلظ ثم الريح تمحص ذلك الماء و الدم حتى تتركه كالرائب الغليظ ثم تقسمه فى اعضائه لاناء ايامه فان كان ذكرا فوجهه قبل ظهر امه و ان كان انثى فوجهها قبل بطن امها، و ذقنه على ركبتيه و يداه على جنبيه مقبض فى المشيمه كانه مصرور، و ي
تنفس من متنفس شاق، و ليس منه عضو الا كانه مقموط، فوقه حر البطن و تحته ما تحته، و هو منوط بمعاء من سرته الى سره امه منها يمص و يعيش من طعام امه و شرابها فهو بهذه الحاله فى الغم و الظلمات و الضيق حتى اذا كان يوم ولادته سلط الله الريح على بطن امه و قوى عليه التحريك فتصوب راسه قبل المخرج فيجد من ضيق المخرج و عصره ما يجده صاحب الرهق (الرمق خ) فاذا وقع على الارض فاصابته ريح او مسته يد وجد من ذلك من الالم ما لم يجده من سلخ جلده ثم هو فى الوان من العذاب ان جاع فليس له استطعام، و ان عطش فليس له استقاء، او وجع فليس له استغاثه مع ما يلقى من الرفع و الوضع و اللف و الحل و الدهن و المرخ، اذا انيم على ظهره لم يستطع تقلبا. فلا يزال فى اصناف هذا العذاب مادام رضيعا. فاذا افلت من ذلك اخذ بعذاب الادب فاذيق منه الوانا و فى الحميه و الادواء و الاوجاع و الاسقام. فاذا ادرك فهم المال و الاهل و الولد و الشره و الحرص و مخاطره الطلب و السعى. و كل هذا يتقلب معه فيها اعداوه الاربعه:

المره و البلغم و الدم و الريح، و السم المميت و الحيات اللادغه مع و خوف السباع و الناس و خوف البرد و الحر ثم الوان عذاب الهرم لمن بلغه. الثانى:

كون آخرها فناء
. هو تنفير عنها بذكر غايتها و هو الموت و ما يستصحبه من فراق الاهل و الاحبه، و الاشراف على اهوانه العظيمه المعضله. الثالث:

كونها فى حلالها حساب. و هو اشاره الى ما يظهر فى صحيفه الانسان يوم القيامه من الاثار المكتوبه عليه مما خاض فيه من مباحات الدنيا، و توسع فيه من الماكل و المشارب و المناكح و المراكب، و ما يظهر فى لوح نفسه من محبه ذلك فيعوقه عن اللحوق بالمجردين عنها الذين لم يتصرفوا فيها تصرف الملاك فلم يكتب عليه فى شى ء منها ما يحاسبون عليه. و اليه اشاره سيد المرسلين صلى الله عليه و آله و سلم:

ان الفقراء ليدخلون الجنه قبل الاغنياء بخمس مائه عام، و ان فقراء امتى ليدخلون الجنه سعيا، و عبدالرحمن يدخلها حبوا. و ما ذاك الا لكثره حساب الاغنيا بتعويقهم بثقل ما حملوا من محبه الدنيا و قيناتها عن اللحوق بدرجه المخفين منها. و قد عرفت كيفيه الحساب. الرابع:

كونها فى حرامها عقاب. و هو تنفير عما يوجب العقاب من الاثام بذكره. الخامس:

كونها من استغنى فيها فتن:

اى كانت محبته لما اقتنى فيها سببا لفتنته و ضلاله عن سبيل الله كما قال تعالى (انما اموالكم و اولادكم فتنه). السادس:

كونها من افتقر فيها حزن. و ظاهر ان الفقير الطالب
للدنيا غير الواجد لها فى غايه المحنه و الحزن على ما يفوته منها، و خاصه ما يفوته بعد حصوله له. السابع:

من ساعاها فاتته. و اقوى اسباب هذا الفوات ان تحصيلها اكثر ما يكون بمنازعه اهلها عليها و مجاذبتهم اياها، و قد علمت ثوران الشهوه و الغضب و الحرص عند المجاذبه للشى ء و قوه من الانسان له. و تجاذب الخلق للشى ء و عزته عندهم سبب لتفويت بعضهم له على بعض، و فيه تنبيه على وجوب ترك الحرص عليها و الاعراض عنها. اذ كان فواتها اللازم عن شده السعى فى فضلها مكروها للسامعين. الثامن:

كونها من قعد عنها واتته. و هو ايضا جذب الى القعود عنها و تركها و ان كان الغرض مواتاتها كما يفعله اهل الزهد الظاهرى المشوب بالرياء، و قد علمت ان الزهد الظاهرى مطلوب ايضا للشارع اذ كان وسيله الى الزهد الحقيقى كما قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم:

الرياء قنطره الاخلاص. و قد راعى فى القرائن السجع المتوازى. التاسع:

من ابصر بها بصرته:

اى من جعلها سبب هدايته و بصره استفاد منها البصر و الهدايه، و ذلك انك علمت ان مقصود الحكمه الالهيه من خلق هذا البدن و ما فيه من الالات و المنافع انما هو استكمال نفسه باستخلاص العلوم الكليه و فضايل الاخلاق من تصفح جزئي
ات الدنيا و مقايسات بعضها الى بعض كالاستدلال بحوادثها و عجائب مخلوقات الله فيها على وجوده و حكمته وجوده، و تحصيل الهدايه بها الى اسرار ملكه فكانت سببا ماديا لذلك فلاجله صدق انها تبصر من ابصر بها. العاشر:

و من ابصر اليها اعمته:

اى من مد اليها بصر بصيرته، و تطلع اليها بعين قلبه محبه و عشقا اعمت عين بصيرته عن ادراك انوار الله و الاهتداء لكيفيه سلوك سبيله. و اليه الاشاره بالنهى فى قوله تعالى (و لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهره الحياه الدنيا لنفتنهم فيه) و قد ظهر الفرق بين قوله:

من ابصر بها، و من ابصر اليها، و مدح السيد لهذا الفصل مدح فى موضعه.

/ 542