خطبه 084-در توحيد و موعظه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 084-در توحيد و موعظه

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

هذا الفصل يشتمل على اثبات ثمانى صفات من صفات الجلال:

الاولى الواحدانيه موكده بنفى الشركاء و ذلك قوله:

لا شريك له. و قد اشرنا الى معقد البرهان العقلى على الوحدانيه، و لما لم تكن هذه المساله مما يتوقف اثبات النبوه عليها جاز الاستدلال فيها بالسمع كقوله تعالى (لو كان فيهما آلهه الا الله لفسدتا) و قوله (و الهكم اله واحد لا اله الا هو). الثانيه:

اثبات كونه اولا غير مسبوق بالغير. الثالثه:

اثبات كونه آخرا غير منته وجوده الى غايه يقف عندها. و قد سبق البحث عنهما مستقصى و نفى قبليه شى ء له و الغايه عنه تاكيدان. الرابعه:

من السلوب انه لا تلحقه الاوهام فيقع منع على صفه. و قد علمت فيما سبق ان الاوهام لا يصدق حكمها الا فيما كان محسوسا او متعلقا بمحسوس فاما الامور المجرده من علايق الماده و الوضع فالوهم ينكر وجودها اصلا فضلا ان يصدق فى اثبات صفه لها و انما الحاكم باثبات صفه له العقل الصرف، و قد علمت ان ما يثبته منها ليست حقيقه خارجيه بل امورا اعتباريه محدثها عقولنا عند مقايسته الى الغير، و لا يفهم من هذا انه اثبت له صفه بل معناه ان الاوهام لا يصدق حكمها فى وصفه تعالى. الخامس
ه:

كونه تعالى لا يعقل له كيفيه يكون عليها، و بيان ذلك ببيان معنى الكيفيه فنقول:

انها عباره عن هيئه قاره فى المحل لا يوجب اعتبار وجودها قسمه و لا نسبه، و لما بينا انه تعالى ليس له صفه تزيد على ذاته و هى محل لها استحال ان يعقد القلوب منه على كيفيه. السادسه:

كونه تعالى لا تناله التجزيه و التبعيض، و هو اشاره الى نفى الكميه عنه اذ كانت التجزيه و التبعيض من لواحقها و قد علمت ان الكم من لواحق الجسم و البارى تعالى ليس بجسم و ليس بكم فليس بقابل للتبعيض و التجزيه و لان كل قابل لهما منفعل من غيره و المنفعل عن الغير ممكن على ما مر. السابعه:

كونه تعالى لا تحيط به الابصار و هو كقوله تعالى (لا تدركه الابصار) و هذه المساله مما اختلف فيها علماء الاسلام و قد سبق فيها الكلام. و خلاصته:

ان المدرك بحاسه البصر بالذات انما هو الالون و الاضواء و بالعرض المتلون و المضى ء و لما كان اللون و الضوء من خواص الجسم و كان تعالى منزها عن الجسميه و لواحقها وجب كونه منزها عن الادراك بحاسه البصر. الثامنه:

كونه تعالى لا يحيط به القلوب، و المراد ان العقول البشريه قاصره عن الاحاطه بكنه ذاته المقدسه و قد سبق تقرير ذلك. و بالله التوفيق.

اقول:

الاى:

جمع آيه. و الساطع:

المرتفع. و النذر:

جمع نذير. و مفظعات الامور:

شدايدها. و الورد:

المورد. و فى هذا الفصل فوائد:

الاولى:

الامر بالاتعاظ بالعبر النوافع، و اسم العبره حقيقه فى الاعتبار، و قد يطلق مجازا فيما يعتبر به، و يحتمل ان يراد هيهنا اطلاقا لاسم الحال على المحل و للاتعاظ سبب و حقيقته و ثمره اما سببه فالنظر فى آثار الماضين و تدبر قصصهم و تصريف قضاء الله و قدرته لاحوالهم و هو الاعتبار، و اما حقيقته فالخوف الحاصل نفس المعتبر من اعتباره و تاثره عن ان يلحقه ما لحقهم اذ هو مثلهم و اولى بما لحقهم، و اما ثمرته فالانزجار عن مناهى الله و اجابه داعيه و الانقياد لسلوك سبيله. الثانيه:

الامر بالاعتبار بالاى السواطع و هو ارداف للامر بالاتعاظ بالامر بسببه و اراد بالاى آيات آثار الله و عجايب مصنوعاته او آيات القرآن المعذره و المنذره، و استعار لها لفظ السطوع، و وجه المشابهه ظهور اشراق انوار الحق منها على مرايا قلوب عباد الله كاشراق نور الصبح و سطوعه و هو استعاره لفظ المحسوس للمعقول و اعتباره بها انتقال ذهنه فيها فى مقام النظر و الاستدلال كما سلف بيانه. الثالثه:

الامر بالازدجار بالنذر البوالغ و هو
امر بفايده الاتعاظ و النذر هى زواجر الله و وعيداته البالغه حد الكمال فى التخويف و الزجر عند اعتبارها. الرابعه:

الامر بالانتفاع بالذكر و المواعظ. و هو امر بتحصيل ثمره الذكر و الموعظه عنهما، و ختم هذه الامر بذكر الانتفاع ترغيبا و جذبا للنفوس الى الذكر و قبول المواعظ. الخامسه:

التخويف و التذكير بالموت و ما يتبعه ليبادروا الى امتثال او امره السابقه فقوله. فكان قد علقتكم مخالب المنيه. استعار لفظ المخالب للمنيه استعاره بالكنايه و رشح بذكر العلوق ملاحظا فى ذلك تشبيه المنيه بالسبع الذى يهجم و يتوقع افراسه و كان مخففه من كان و اسمها ضمير الشان، و يحتمل ان يكون ان الناصبه للفعل دخلت عليها كاف التشبيه. و قوله:

و انقطعت عنكم علايق الامنيه. اشاره الى ما ينقطع عن الميت بانقطاع امله من مال و جاه و ساير ما كان يتعلق به آماله من علايق الدنيا و متاعها. و قوله:

ود همتكم مفظعات الامور. اشاره الى ما يهجم على الميت من سكرات الموت و ما يتبعها من عذاب القبر و اهوال الاخره. و قوله و السياقه الى الورد المورود. فالسياقه هى السوقه المتعبه التى سلف ذكرها، و الورد المورود هو المحشر. و قوله:

و كل نفس معها سائق و شهيد. اقتباس للا
يه (و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد) فالسائق الذى يسوقها الى المحشر هو حكم القضاء الالهى و اسباب الموت القريبه الحاكمه على النفس برجوعها الى معادها فان كانت من اهل الشقاوه فيا لها من سوقه متعبه و جزيه مزعجه (و سيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاووها فتحت ابوابها و قال لهم خزنتها الم ياتكم رسل منكم) الايات، و ان كانت من اهل السعاده ساقها سايق رووف سوقا لطيفا (و نودوا ان تلكمم الجنه اورثتموها بما كنتم تعملون) (و سيق الذين اتقوا ربهم الى الجنه زمرا حتى اذا جاووها و فتحت ابوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) و اما الشاهد عليها (بعملها) فقد سبقت الاشاره اليه. و بالله التوفيق.

اقول:

اعلم ان الذثمار الجنه هى المعارف الالهيه بالنظر الى وجه الله ذى الجلال و الاكرام. و السعداء فى الوصول الى نيل هذه الثمره على مراتب متفاوته و درجات متفاضله. فالاولى:

مرتبه من اوتى الكمال فى حدس القوه النظريه حتى استغنى عن معلم بشرى راسا و اوتى مع ذلك ثبات قوته المتفكره و استقامه و همه منقادا تحت قلم العقل فلا يلتفت الى العالم المحسوس بما فيه حتى يشاهد العالم المعقول بما فيه من الاحوال و يستثبتها فى اليقظه فيصير العالم و ما يجرى فيه متمثلا فى نفسه فيكون لقوته النفسانيه ان يوثر فى عالم الطبيعه حتى ينتهى الى درجه النفوس السماويه، و تلك هى النفوس القدسيه اولات المعارج و هم السابقون السابقون اولئك المقربون، و هم افضل النوع البشرى و احقه باعلى درجات السعاده فى الجنه. المرتبه الثانيه مرتبه من له الامر ان الاولان دون الثالث اعتى التاثير فى عالم الطبيعه، و هذه مرتبه اصحاب اليمين و تحتها مراتب. فاحدها:

مرتبه من له استعداد طبيعى لاستكمال قوته النظريه دون العمليه. الثانيه:

من اكتسب ذلك الاستكمال فى قوته النظريه اكتسابا تكليفيا دون تهيو طبيعى و لا حصه له فى امر القوه العمليه. الثالثه:

مرتبه من ليس له
تهيو طبيعى و لا اكتساب تكليفى فى قوته النظريه و له ذلك التهيو فى القوه العمليه. الرابعه:

مرتبه من له تكلف فى اصلاح الاخلاق و اكتساب الملكات الفاضله دون تهيو طبيعى لذلك. اذا عرفت ذلك فاعلم ان للمقربين البالغين فى الملكات الشريفه لذات عظيمه فى الجنه قد فازوا بنعيم الابد و السرور الدائم فى حضره جلال رب العالمين فى معقد صدق عند مليك مقتدر غير مخرجين عن لذاتهم لهم فيها ما تشتهى الانفس و تلذ الاعين و هم فيها خالدون كما قال عليه السلام:

لا يظعن مقيمها. جرد عن عوارض الابدان و شوائب المواد مرد عن مزاحمه القوى المتغالبه المتجاذبه الموديه الى الهرم و الموت مكحلين بالانوار الساطعه ينظرون الى ربهم بوجوهم المفارقه، و اما اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين و لهم لذات دون الوصول الى مرتبه السابقين، و قد يخالط لذات هولاء شوب من لذات المقربين كما اشير اليه فى التنزيل الالهى فى وصف شراب الابرار (و مزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون و لكل من المراتب كمال يخصه و درجات من السعاده فى الجنه تخصه كما قال (لهم درجات عند الله) و قال (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات) و قال (لهم غرف مبنيه من فوقها غرف تجرى من
تحتها الانهار). و اذا عرفت ذلك فلنرجع الى المتن فنقول:

اما قوله:

لا ينقطع نعيمها فلقوله تعالى (و اما الذين سعدوا ففى الجنه خالدين فيها مادامت السماوات و الارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ) و قوله ان هذا لرزقنا ماله من نفاد) و لان الكمال الذى حصل للانسان فاستحق به سعاده فى الجنه ملكات ثابته فى جوهره لا تزول و لا تتغير و مهما دام الاستحقاق القابل لجود الله و نعمته وجب دوام ذلك الجود و فيض تلك النعمه اذ هو الجواد المطلق الذى لا بخل من جهته و لا منع. و اما قوله:

و لا يظعن مقيما فلقوله تعالى (لهم جنات النعيم خالدين فيها ابدا) و قوله (ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) و لان النعيم الابدى مطلوب بالذات غير ممنوع منه فلا يكون مهروبا عنه بالذات. و اما قوله:

و لا يهرم خالدها و لا يياس ساكنها:

اى لا يصيبه بوس فلان الهرم مستلزم للتعب و النصب و كذلك البوس عن الضعف، و هذه اللوازم منفيه عن اهل الجنه لقوله تعالى (و قالوا الحمدلله الذى اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذى احلنا دارالمقامه من فضله لا يمسنا فيها نصب و لا يمسنا فيها لغوب) و بانتفاء هذه اللوازم ينتفى عنه
م ملزومها و هو الهرم. و بالله التوفيق.

/ 542