خطبه 094-وصف پيامبر
و من خطبه له عليه السلام:اقول:الفصل لتقرير فضيله الرسول صلى الله عليه و آله و سلم:و الواو فى و الناس للحال:اى فى حال ما هم ضالون عن سبيل الله فى حيره من امرهم ماذا يتبعون. و خابطون فى فتنه:اى كانت حركاتهم على غير نظام فى ضلال البدع، و من روى حاطبون فهو استعاره، و وجهها كونهم يجمعون فى ضلالهم و فتنتهم ما اتفق من اقوال و افعال كما يجمع الحاطب، و منه المثل:حاطب ليل. لمن جمع الغث و السمين، و الحق و الباطل فى اقواله. و قوله:قد استهوتهم الاهواء. اى جذبتهم الاراء الباطله الى مهاوى الهلاك او الى نفسها، و استزلتهم الكبرياء:اى قادتهم الى الزلل و الخطل عن طريق العدل و اقتفاء آثار الانبياء فى التواضع و نحوه، و استخفتهم الجاهليه الجهلاء فطارت بهم الى ما لا ينبغى من الغارات و الفساد فى الارض فكانوا ذوى خفه و طيش، و لفظ الجهلاء تاكيد للاول كما يقال:ليل اليل و وتدواتد. و قوله:حيارى فى زلزال من الامر و بلاء من الجهل. اى لا يهتدون لجهلهم الى مصالحهم فهو منشا اضطراب امورهم و بلائهم بالغارات و سبى بعضهم بعضا و قتلهم. و قوله:فبالغ. الى آخره. مضيه على الطريقه سلكوه لسبيل الله من غير انحراف، و دعوتهالى الحكمه و الموعظه هى دعوته الى سبيل الله بهما امتثالا لقوله تعالى (ادع الى سبيل ربك بالحكمه و الموعظه الحسنه) و فالدعوه بالحكمه الدعوه بالبرهان، و بالموعظه الدعوه بالخطابه، و قد سبقت الاشاره الى ذلك فى المقدمات. و الله ولى التوفيق.