خطبه 110-در نكوهش دنيا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 110-در نكوهش دنيا

اقول:

الحبره:

السرور. و الفجعه:

الرزيه. و غواله:

اى تاخذ على غره. و اوبى:

امرض. و الغضاره:

طيب العيش. و قوادم الطير:

مقاديم ريش جناحه. و اوبقه:

اهلكه. و الابهه:

العظمه. و رنق:

كدر. و رمام:

باليه منقطعه. و المحروب:

مسلوب المال. و اعلم ان مدار هذا الفصل على التحذير من الدنيا و التنفير عنها بذكر معايبها، و فيه نكت:

فالاولى:

استعار لفظ الحلاوه و الخضره المتعلقين بحسى الذوق و البصر لما يروق النفس منها و يلذ، و وجه المشابهه المشاركه فى الالتذاذ به، و انما خص متعلق هذين الحسين لاكثريه تاديتهما الى النفس و الالتذاذ بواسطتهما دون سائر الحواس. الثانيه:

وصف الدنيا بكونها محفوفه بالشهوات. و فى الخبر:

حفت الجنه بالمكاره، و حفت النار بالشهوات. قال اصحاب المعانى:

و فى ذلك تنبيه على ان النار هى الدنيا، و محبتها بعد المفارقه هو سبب عذابها. قلت:

ان ذلك غير مفهوم من كلامه عليه السلام، و اما معنى الخبر فجاز ان يراد فيه النار المعقوله فيكون قريبا مما قالوا، و جاز ان يراد بالنار المحسوسه، و يكون المعنى على التقديرين ان النار انما تدخل بالانهماك فى مشتهيات الدنيا و لذاتها و الخروج فى استعمالها عما ينبغى الى ما لاينب
غى فكانها لذلك محفوفه و محاطه بالشهوات لايدخل اليها الا منها. و اراد بالعاجله اللذات الحاضره التى مالت القلوب الى الحياه الدنيا بسببها فاشبهت المرئه المتحببه بمالها و جمالها. فاستعير لها لفظ التحبب، و كذلك قوله:

راقت بالقليل:

اى اعجبت بزينتها القليله بالنسبه الى متاع الاخره كميه و كيفيه، و كذلك تجليها بالامال الكاذبه المنقطعه و بزينتها مما هو فى نفس الامر غرور و باطل فانه لو لا الغرور و الغفله عن عاقبتها لما زانت فى عيون طالبيها. الثالثه:

استعار لها اوصاف المحتاله الخدوع، و هى كونها غراره و غواله:

اى كثيره الاستغفال لاهلها و الخداع لهم، و وصف السبع العقور لكونها اكاله لهم، و كنى بالاولين عن كونها كالمخادع فى كونها سببا لغفلتهم عما خلقوا لاجله بالاشتغال بها و الانهماك فى لذاتها، و بالاكاله عن كونها كالسبع فى افنائهم بالموت و طحنهم تحت التراب. الرابعه:

معنى قوله:

لاتعدوا. الى قوله:

مقتدرا. ان غايه صفائها للراغبين فيها و الراضين بها و موافقتها لهم لايتجاوز المثل. و هو:

ان تزهر فى عيونهم و تروقهم محاسنها ثم عن قليل تزول عنهم فكانها لم تكن. كما هو معنى المثل المضروب لها فى القرآن الكريم و اضرب لهم مثل الحياه الدن
يا كماء الايه. الخامسه:

كنى بالعبره عن الحزن المعاقب للسرور، و تخصيصه البطن بالسراء و الظهر بالضراء، و يحتمل امرين:

احدهما:

ان يريد بطن المجن و ظهره، و ذلك من العاده فى حال الحرب ان يلقى الانسان ظهر المجن، و فى حال السلم ان يلقى المجن فيكون بطنه ظاهرا. فجرى المثل به فى حق المتنكرين و المخاصمين بعد سلم. فقيل:

قلب له ظهر المجن. كما قال على عليه السلام لابن عباس فى بعض كتبه اليه:

قلبت لابن عمك ظهر المجن. فكذلك استعمل هيهنا لقائها للمرء ببطنها فى اقبالها عليه و لقائه منها ظهرا فى ادبارها عنه و محاربتها له. الثانى:

يحتمل ان يريد بطنها و ظهرها. و ذلك ان العاده فيمن يلقى صاحبه بالبشر و السرور ان يلقاها بوجهه و بطنه و فيمن يلقاه بالتنكير و الادبار ان يلقى بظهره موليا عنه فاستعير ذلك للدنيا و عبر به عن اقبالها و ادبارها. السادسه:

و انما خص منها بالجناح. لان الجناح محل التغير بسرعه فنبه به على سرعه تغيراتها، و انما خص الخوف بالقوادم من الجناح لان القوادم هى راس الجناح و هى الاصل فى سرعه حركته و تغيره و هو فى مساق ذمها و التخويف منها فحسن ذلك التخصيص، و مراده انه و ان حصل فيها امن فهو فى محل التغير السريع و الخوف اليه
اسرع لتخصيصه بالقوادم. السابعه:

لا خير فى شى ء من ازوادها الا التقوى. استثنى ما هو المقصود من خلق الدنيا و اشار الى وجود هذا النوع فيها و هو التقوى الموصل الى الله سبحانه، و انما كان من ازواد الدنيا لانه لايمكن تحصيله الا فيها، و قد سبقت الاشاره اليه فى قوله:

فتزود و امن الدنيا ما تحرزون به انفسكم غدا. و ظاهر انه لا خير فيها عداه من ازوادها لفنائه و مضرته فى الاخره. الثامنه:

من اقل منها استكثر مما يومنه:

اى من الزهد فيها، و قد عرفت كيفيه الامان من عذاب الله، و من استكثر منها استكثر مما يوبقه و هو ملكات السوء الحاصله عن حب قيناتها و ملذاتها الفانيه الموجبه للهلاك بعد مفارقتها و زوالها. التاسعه:

استعار لفظ العذب و الحلو للذاتها، و لفظى الاجاج- و هوالمالح- و الصبر لما يشوب لذاتها من الكدر بالامراض و التغيرات، و وجه الاستعارات الاشتراك فى الالتذاذ و الايام. العاشره:

استعار لفظ الغذاء، و كنى به عن لذاتها ايضا، و لفظ السمام له. و وجه الاستعاره ما يستعقب الانهماك فى لذاتها من الهلاك فى الاخره كما يستعقبه شرب السم، و السمام:

جمع سم.

و ارهقتهم:

غشيتهم. و فدحه الامر:

اغتاله و اثقله. و القارعه:

الداهيه الشديده. و ضعضعتهم:

اذلتهم. و المناسم:

اخفاف الابل. و السغب:

الجوع. و الاجنان:

جمع جنن جمع جنه و هى الستر. ثم اعقب التحذير منها بالتنبيه على مصارع السابقين فيها ممن كان اطول اعمار او اشد باسا من تغيراتها و تنكراتها لهم مع شده محبتهم و تعبدهم لها. و السوال على سبيل الانكار عن دوام سرورها لهم و حسن صحبتها اياهم، و صرح بعده بالانكار بقوله:

بل ارهقتهم بالفوادح، و استعار لها لفظ الارهاق و التضعضع و التعغير و الوطى و اعانه ريب المنون عليهم، و اسند اليها افعال الاحياء ملاحظه تشبهها بالمرئه المتزينه لخداع الرجال عن انفسهم و اموالهم و نحو ذلك. الحادى عشر:

لما فرغ من ذمها و التنفير عنها بتعديد مذامها استفهم السامعين على سبيل التقريع لهم عن ايثارهم لها بهذا المذام و اطمينانهم اليها و حرصهم عليها. ثم عاد الى ذمها مجملا بقوله:

بئست الدار لمن لم يتهمها:

اى لمن اعتقد بصحبتها و انها مقصوده بالذات فركن اليها فانها بذلك الاعتبار مذمومه فى حقه اذ كانت سبب هلاكه فى الاخره:

فاما المتهم لها بالخديعه و الغرور فانه يكون فيها على و جل منها عاملا لما بعد
ها فكانت محموده له اذ كانت سبب سعادته فى الاخره. ثم شرع فى الامر بالعمل على وفق العلم بمفارقتها، و ذلك ان ترك العمل للاخره انما يكون للاشتغال بالدنيا فالعالم بضروره مفارقتها له و ما اعد لتاركى العمل من العذاب الاليم اذا نبه على تلك الحال كان ذلك صارفا له عنها و مستلزما للعمل لغيرها، و اكد التنبيه على مفارقتها بالتذكر باحوال المفارقين لها بعد مفارقتها المضاده للاحوال المعتاده للاحياء التى الفوها و استراحوا اليها. اذ كان من عادتهم اذا حملوا ان يسموا ركبانا، و اذا نزلوا ان يسموا ضيفانا، و اذا تجاوروا ان يجيبوا داعيهم و يمنعوا عنه الضيم، و ان يفرحوا ان جادهم الغيث، و يقنطوا ان قحطوا منه، و ان يتزاوروا فى التدانى و يحلموا عند وجود الاضغان، و يجهلوا عند قيام الاحقاد و يخشوا و يرجوا. فسلبت عنهم تلك الصفات و عرفوا باضداد تلك السمات. الثانيه عشر:

فجاءوها كما فارقوها:

اى اشبه مجيئهم اليها و وجودهم فيها و خروجهم منها يوم مفارقتهم لها، و وجه الشبه كونهم حفاه عراه، و هو كنايه عن النفر منها، و دل على ذلك استشهاده بالايه الكريمه. و موضع قوله:

قد ظعنوا عنها. النصب على الحال. كما انتصب حفاه عراه، و العامل فارقوها. و لايقدر م
ثله بعد جاءوها و ان قدر مثل الحالين السابقين. قال الامام الوبرى- رحمه الله عليه-:

فراقهم من الدنيا ان خلقوا منها و مجيئهم اليها ان دفنوا فيها قال الله تعالى هو الذى خلقكم من تراب. ثم قلت:

و كان الحامل لهذا الامام على هذا التاويل انه لو كان مراده مجيئهم اليها هو دخولهم فيها حين الولاده مع انه فى ظاهر الامر هو المشبه و مفارقتهم هى المشبه به لا نعكس الفرض. اذا المقصود تشبيه المفارقه بالمجى ء و ذلك يستلزم كون المشبه هو المفارقه و المشبه به هو المجى ء لكن ينبعى ان يعلم ان المشابهه اذا حصلت بين الشيئين فى نفس الامر جاز ان يجعل احدهما اصلا و الاخر فرعا، و جاز ان يقصد اصل المساواه بينهما من دون ذلك فحمله هنا على الوجه الثانى اولى من التعسف الذى ذكره. فاما الايه فان- من- فيها لبيان الجنس فلاتدل على المفارقه و النفعال. و بالله التوفيق.

/ 542