خطبه 131-فلسفه قبول حكومت
اقول:اظاركم:اعطفكم. و وعوعه الاسد:صوته. و سرار العدل:ما خفى منه، و النهمه:الحرص على الدنيا. و قدايه بالنفوس بصفه الاختلاف:اى اختلاف الاهواء و القلوب المتشتته:اى المتفرقه عن مصالحها و ما خلقت لاجله. و اراد بغيبه عقولهم ذهولها عن رشدها، و اصابه وجه الحق بانصرافها عن دعائه الى ما ينبغى، و شبه نفارهم بنفور المعزى من صوت الاسد، و وجه التشبيه شده نفارهم عن الحق، ثم استبعد اظهاره للعدل و اقامه الدين بمثلهم على ما هم عليهم من قله طاعته.ثم عقب ذلك باستشهاد الله سبحانه على ان قصده بمنافسته فى امر الخلافه لم يكن فى سلطان و لا لفضل حطام دنيوى، و لكن للغايه التى ذكرها من رد معالم الدين و هى الاثار التى يهتدى بها و كذا سائر ما عدده من المصالح. ثم تلا ذلك الاستشهاد باستشهاده على انه اول من اناب. اى رجع الى الله تعالى عما لعله كان يعد فى حقه ذنبا، و سمع:اى اطاع الله و اجاب:اى داعى الله. ثم استثنى سبق الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الى الدين بالصلاه و ذلك امر معلوم من حاله، و انما يقول خصمه:انه حين تبع الرسول صلى الله عليه و آله و سلم كان طفلا لااعتداد باسلامه. و سنذكر ذلك فى موضعه من الخطبه المسماه بالقاصعه، و غرضه من هذا الاستشهاد مع ما بعده من الاشاره الى الرذائل التى ينبغى ان يكون الامام منزها عنها تقرير فضيلته،و نبه على ان فيه من الفضائل ما يقابل تلك الرذائل بتعديدها و نفيها عن الامام الوالى لامور المسلمين، و الاشاره الى وجوه المقاصد اللازمه عنها، و تذكيرهم بما عملوه من ذلك بقوله. و قد علمتم. الى آخره:اما البخيل فلشده حرصه على ما فى ايدى الناس من الرعيه و قد عرفت ما يستلزمه من نفارهم عنه و عدم انتظام الاحوال به، و اما الجاهل فلانه لجهله بقوانين الدين و تدبير امور العالم ضال و ضلاله يستلزم ضلال من اقتدى به و ذلك ضد مقصود الشارع، و اما الجافى فلان جفاءه يستلزم النفره و الانقطاع عنه و ذلك ضد الالفه و الاجتماع المطلوب للشارع، و اما الخائف من الدول فيخصص بعنايته من يخافه دون غيره و ذلك ظلم لاينتظم معه نظام العالم، و اما المرتشى فى الحكم فلظلمه و ذهابه بالحقوق و الوقوف فيها على الحيف دون المقاطع الحقه. فترى احد هولاء اذا اراد فصل قضيه دافع بها طويلا و صعب الحق و عرض بغموضه و اشار بالصلح بين الخصمين مع ظهور الحق لاحدهما و كانت غايته من ذلك تخويف صاحب الحق من فواته ليجنح الى الاصلاح (الصلح. خ) و الرضى ببعض حقه مع انه قد ياخذ منه رشوه ايضا، و ربما كانت فى المقدار كرشوه المبطل منهما. و لهم فى ذلك حيل يعرفها م
ن عاناهم. و الله المستعان على ما يصفون، و اما المعطل للسنه فلتضييعه قوانين الشريعه و اهمالها المستلزم لفساد النظام فى الدنيا و الهلاك الدائم فى الاخرى. و بالله التوفيق.