اقول:هذه المشاجره كانت فى زمن ثوران الفتنه على عثمان فى خلافته، و كان الناس يستسفرونه عليه السلام اليه. و الابتر:كل امر انقطع من الخير اثره. و النوى:المقصد الذى ينويه المسافر من قرب او بعد. و النوى:لغه فى الناى:و هو البعد. و قدم ذم المغيره بسقوط الاصل، و لعنه. و استعار لبيته لفظ الشجره، و كنى بنفى اصلها و فرعها عن سقوط بيته و دناءته و حقارته فى الناس. ثم استفهمه عما ادعى من الكفايه له استفهاما على سبيل الانكار و الاستحقار له، و اقسم ان الله لايعز من هو ناصره، و انما يعز الله من نصره اولياء الله و اهل عنايته، و من لم يعز الله لم يقم من نهضته كقوله تعالى ان ينصركم الله فلاغالب لكم و ان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من يعده. ثم دعا عليه بابعاد الله مقصده. و قوله:ابلغ جهدك. اى فى الاذى فلاابقى الله عليك ان ابقيت، اى لارعاك و لارحمك ان راعيتنى. يقال:ابقيت على فلان اذا راعيته و رحميته.
خطبه 136-در مسئله بيعت
اقول:الفلته:الامر يقع بغير تدبر و لا رويه. و الحزامه:الحلقه من الشعر يجعل فى انف البعير. و مفهوم قوله:لم تكن بيعتكم اياى فلته. انها لما كانت عن تدبر و اجتماع راى منكم لم يكن لاحدكم بعدها ان يخالف او يندم عليها، و فيه تعريض ببيعه ابى بكر حيث قال عمر فيها:كانت بيعه ابى بكر فلته وقى الله شرها. و قوله:و ليس امرى و امركم واحدا. اشاره الى الاختلاف بين حركاته و مقاصدهم. ثم بين الفرق بقوله:انى اريدكم لله:اى انما اريد طاعتكم لاقامه دين الله، و اقامه حدوده، و انتم تريدوننى لانفسكم:اى لحظوظ انفسكم من العطاء و التقريب و ساير منافع الدنيا. ثم لما و بخهم بذلك ايه بهم، و طلب منهم الاعانه على انفسهم:اى بالطاعه له و امتثال اوامره. فاقسم لينصفن المظلوم و ليقودن الظالم بخزامته، و استعار وصف القود فى تذليل الظالم و اذعانه للحق، و رشح بذكر الخزامه، و كذلك استعار لفظ المنهل للحق. و وجه الاستعار كونه موردا يشفى به الم المظلوم كما يشفى به الم العطشان. و بالله التوفيق.