خطبه 140-در نهى از غيبت مردم - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 140-در نهى از غيبت مردم

اقول:

اهل العصمه هم الذين اعانهم الله سبحانه على قهر نفوسهم الاماره بالسوء حتى صارت اسيره فى ايدى نفوسهم العاقله فحصلوا من ذلك على ملكه ترك الذنوب و الانزجار عن ولوج ابواب المحارم، و اولئك هم الذين اصطنع الله اليهم السلامه من الانحراف عن سبيله و الوقوع فى مهاوى الهلاك. فنبههم اولا على ما ينبغى لهم و هو ان يرحموا اهل الذنوب. و حصول تلك الرحمه منهم باعتبارهم حال العصاه و وقوعهم فى مهاوى الهلاك. و من عاده عباد الله الرحمه لمن يرونه فى مهلكه بانقاذه و اعانته على الخروج منها، و ان يكون الشكر هو الغالب عليهم و الحاجز لهم، و ذلك باعتبارهم عند مشاهده اهل المعاصى لما انعم الله به عليهم من اعانته لهم على قهر شياطينهم التى هى مواد الذنوب. و قوله:

فكيف بالغايب. شروع فى تنبيه من هو دون اهل العصمه ممن يرتكب كبيره او صغيره على ما ينبغى له من ترك الغيبه فكانه قال:

فهذا هو ما ينبغى لاهل العصمه فكيف يليق بغيرهم ممن يعيب اخاه و يعيره ببلواه بل ينبغى لمثله ان يترك الغيبه و يشكر الله بالطريق الاولى. و ذلك باعتبار ستر الله عليه من ذنوبه ما هو اعظم مما عير اخاه به. و تلك نعمه الله يجب شكره عليها، و اشاره بموضع ستر ا
لله عليه الى النعمه المصطنعه عنده و هى تاهيله و اعداده له، و الاستفهام على سبيل الانكار اخذ بالتعجب من ذم العائب لاخيه على ذنب. و هو فى صوره احتجاج عليه فى ارتكابه لهذا الذنب، و ذلك قوله:

و كيف يذمه. الى قوله:

يا عبدالله. فكانه يقول:

لايجوز لاحد ان يعيب اخاه لانه اما ان يكون بذنب قد ركب العائب مثله او اكبر منه او اصغر. فان كان بذنب قد ركب مثله او اكبر كان له فى عيبه لنفسه شغل عن عيب غيره، و ان كان ارتكب اصغر منه فهو ممنوع على تقدير جراته على الغيبه و صدوره عنه لانها من الكباير، و انما قال:

هى اكبر ما عند الله. اما مبالغه او لان المفاسد التى يشتمل عليها ارتكاب ساير المنهيات جزئيه و مفسده الغيبه كليه لانه لما كان من المقاصد المهمه للشارع اجتماع النفوس على هم واحد و طريقه واحده و هى سلوك سبيل الله بساير وجوه الاوامر و النواهى و لن يتم ذلك الا بتعاون هممهم و تصافى بواطنهم و اجتماعهم على الالفه و المحبه حتى يكونوا بمنزله عبد واحد فى طاعه مولاه، و لن يتم ذلك الا بنفى الضغاين و الاحقاد و الحسد و نحوه، و كانت الغيبه من كل منهم لاخيه مشيره لضغنه و مستدعيه منه مثلها فى حقه لاجرم كانت ضد المقصود الكلى للشارع فكانت مفسد
ه كليه، و لذلك اكثر الله تعالى و رسوله من النهى عنها كقوله تعالى و لايغتب بعضكم بعضا حتى استعار لما يقترضه الغائب من عرض اخيه لفظ اللحم و زاده تقبيحا و تكريها بصفه الميت فقال ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا و قال صلى الله عليه و آله و سلم:

اياكم و الغيبه فان الغيبه اشد من الزنا ان الرجل يزنى فيتوب الله عليه و ان صاحب الغيبه لايغفر له حتى يغفر له صاحبه، و عنه صلى الله عليه و آله و سلم مررت ليله اسرى بى فرايت قوما يخمشون وجوههم باظافيرهم فسالت جبرئيل عنهم. فقال:

هولاء الذين يغتابون الناس، و فى حديث البراء بن عاذب:

خطبنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى اسمع العواتق فى بيوتهن. فقال:

الا لاتغتابوا المسلمين و لاتتبعوا عوراتهم فمن تتبع عوره اخيه تتبع الله عورته و من تتبع الله عورته يفضحه فى جوف بيته. ثم نهى عن الاستعجال و التسرع الى العيب، و نبه على وجوب ذلك الاحتمال (الانتهاء- خ-) باحتمال ان يكون الذنب الذى يعيب اخاه به مغفورا له و ان كان كبيرا، و ذلك لاحتمال ان يكون حاله لم تتمكن من جوهر نفسه، و نهى عن ان يامن على نفسه صغير معصيه يرتكبها لاحتمال ان يعذب عليها لصيرورتها ملكه متمكنه من جوهر نفسه. ثم عاد ال
ى الامر بالكف عن العيب باعتبار ما يعلم الانسان من عيب نفسه، و ان يكون الشكر لله دابه على السلامه من التورط فى مورد الهلكه الذى سلكه صاحب الذنب و ابتلاه الله به. و اعلم ان تعريف الغيبه يعود الى ذكر الانسان بما يكره نسبته اليه مما يعد نقصانا فى العرف ذكرا على سبيل قصد الانتقاص و الذم سواء كان ذلك النقصان عدم كمال بدنى كالعور و العمى، او نفسانى كالجهل و الشره و الظلم، او عدم كمال من خارج كسقوط الاصل و دناءه الاباء. و احترزنا بالقيد الاخير فى تعريفها و هو قصد الانتقاص عن ذكر العيب للطبيب مثلا او لاستدعاء الرحمه من السلطان فى حق الزمن و الاعمى بذكر نقصانهما. ثم الغيبه قد تكون باللسان و هى الحقيقيه، و قد تكون بالاشاره و غيرها من ساير ما يعلم به انتقاص اخيك و التنبيه على عيبه، و تسمى غيبه مجازا لقيامها مقام الغيبه. و لها اسباب غائيه:

احدها:

شفاء الغيظ. فان الانسان كثيرا ما يشفى غيظه بذكر مساوى من غاظه. الثانى:

المباهاه و التفاضل كما يقول من يتعاطى الانشاء و الشعر:

كلام فلان ركيك و شعره بارد. الثالث:

اللعب و الهزل و ترجيه الوقت فيذكر غيره بما يضحك الحاضرين. الرابع:

ان يستشعر من غيره انه سيذمه عند السلطان مثلا فيقصد س
بقه بذكر مساويه ليسقط شهادته عنده عليه، و قد تكون لها غايات اخر. و قد وردت الرخصه فى غيبه الفاسق المتجاهر بفسقه كالخمار و المخنث و العشار الذى ربما يفتخر بعيبه و لايستحيى منه. قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم:

من القى جلباب الحياء عن وجهه فلاغيبه له. لكن تركها الى السكوت اولى. و بالله التوفيق.

/ 542