خطبه 141-درباره نهى از غيبت
اقول:احاك الكلام يحيك:اذا عمل و اثر و كذلك حاك، و روى:يحيل:اى يبطل و لايصيب. و هذا الفصل نهى عن التسرع الى التصديق بما يقال فى حق مستور الظاهر المشهور بالصلاح و التدين من العيب و القدح فى دينه، و هو نهى عن سماع الغيبه بعد نهيه عنها نفسها، و اليها الاشاره بقوله تعالى يا ايها الذين آمنوا ان جائكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. ثم نبه على جواز الخطا على المتسرعين الى الغيبه بالمثل. فقال:اما انه قد يرمى الرامى و تخطى ء السهام. و وجه مطابقه هذا المثل ان الذى يرمى بعيب قد يكون بريئا منه فيكون الكلام فى حقه غير مطابق و لا صائب كما لايصيب السهم الذى يرمى به فيخطى ء الغرض. و على الروايه بالكاف، و يحيك الكلام:اى ان السهم قد يخطى ء فلا يوثر، و الكلام يوثر على كل حال، و ان لم يكن حقا فانه يسود العرض و يلوثه فى نظر من لايعرفه. و قوله:و باطل ذلك يبور و الله سميع و شهيد. يجرى مجرى التهديد و تحقير ثمره ذلك القول الكاذب الذى لايبقى من مال او جاه او نحوهما بالنسبه الى عظم عقوبه الله و غضبه الباقى فان سمعه و شهادته مستلزمان لغضبه المستلزم لعقوبته. و قوله:اما انه ليس بين الحق و الباطل الا مقدار اربع اصابع. فتفسيره الفعل المذكور، و تفسير ذلك الفعل هو قوله:الباطل ان تقول:سمعت، و الحق ان تقول:رايت. ثم هيهنا لطيفتان:فالاولى:ان قوله:الباطل ان تقول سمعت. لايستلزم الكليه حتى يكون كل ما سمعه باطلا فان الباطل و المسموع مهملان. الثانيه:ان الحق ليس هو قوله:رايت. بل المرئى له، و الباطل هو قوله. سمعت. بل القول المسموع له، و انما قوله:رايت و سمعت. اخبار عن وصول المرئى و المسموع الى بصره و سمعه فاقام هذين الخبرين مقام المخبر عنهما مجازا. و بالله التوفيق.