خطبه 145-در فناى دنيا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 145-در فناى دنيا

اقول:

الغرض:

الهدف. و عرض هذا الفصل ذم الدنيا و تقبيحها بذكر معائبها لتخف الرغبات فيها و تنصرف الى ما ورائها من الامور الباقيه. فاستعار لهم لفظ الغرض، و وجه الاستعاره كونهم مقصودين بسهام المنيه من سائر الامراض و الاغراض كما يقصد الغرض بالسهام، و اسند الانتضال الى المنايا مجازا لان القاصد لهم بالامراض هو فاعلها بهم. فكان المجاز هيهنا فى الافراد و التركيب. ثم كنى بالجرعه و الاكله عن لذات الدنيا، و بالشرق و الغصص عما فى كل منها من شوب الكدورات اللازمه لها طبعا من الامراض و المخاوف و سائر المنغصات لها. و قوله:

لاتنالون نعمه الا بفراق اخرى. فيه لطف:

و هو اشاره الى ان كل نوع من نعمه فانما يتجدد شخص منها و يلتذ به بعد مفارقه مثله كلذه اللقمه مثلا فانها تستدعى فوت اللذه باختها السابقه، و كذلك لذه ملبوس شخصى او مركوب شخصى، و سائر ما يعد نعما دنيويه ملتذا بها فانها انما تحصل بعد مفارقه ما سبق من امثالها بل و اعم من ذلك فان الانسان لايتهيا له الجمع بين الملاذ الجسمانيه فى وقت واحد بل و لا اثنين منها فانه حال ما يكون آكلا لايكون مجامعا او حال ما هو فى لذه الاكل لايكون يلتذ بمشروب، و حال ما يكون جالسا على ف
راشه الوثير لايكون راكبا للنزهه. و نحو ذلك. و بالجمله لايكون مشغولا بنوع من الملاذ الجسمانيه الا و هو تارك لغيره، و ما استلزم مفارقه نعمه اخرى لايعد فى الحقيقه نعمه ملتذا بها، و كذلك قوله:

و لايعمر معمر منكم. الى قوله:

اجله. لان السرور بالبقاء الى يوم معين لايصل اليه الا بعد انقضاء ما قبله من الايام المحسوسه من عمره. فاذا هدم من عمره يوما فيكون لذته فى الحقيقه ببقائه مستلزما لقربه من الموت و ما استلزم القرب من الموت فلا لذه فيه عند الاعتبار، و كذلك قوله:

و لاتجدد له زياده فى اكله الا بنفاد ما قبلها من رزقه:

اى من رزقه المعلوم انه رزقه و هو ما وصل الى جوفه مثلا فان ما لم يصل جاز ان يكون رزقا لغيره. و قد علمت ان الانسان لاياكل لقمه حتى يفنى ما قبلها فهو اذن لايتجدد له زياده فى اكله الا بنفاد رزقه السابق، و ما استلزم نفاد الرزق لم يكن لذيذا فى الحقيقه، و روى:

اكله. و يحتمل ان يريد انه اذا تجددت له جهه رزق فتوجه فيها طالبا له كان ذلك التوجه مستلزما لانصرافه عما قبلها من الجهات و انقطاع رزقه من جهتها، و اللفظ مهمل يصدق و لو فى بعض الناس فلاتجب الكليه، و كذلك قوله:

و لايحيى له اثر الا مات له اثر. و اراد بالاثر الذك
ر او الفعل فان ما كان يعرف به الانسان فى وقت ما من فعل محمود او مذموم او ذكر حسن او قبيح و يحيى له بين الناس يموت منه ما كان معروفا به قبله من الاثار و ينسى، و كذلك لايتجدد له جديد من زيادات بدنه و نقصانه و اوقاته الا بعد ان يخلق له جديد بتحلل بدنه و معاقبه شيخوخته بشبابه و مستقبل اوقاته لسالفها، و كذلك لاتقوم له نابته الا بعد ان تسقط منه محصوده، و استعار لفظ النابته لمن ينشا من اولاده و اقربائه، و لفظ المحصوده لمن يموت من آبائه و اهله. و لذلك قال:

و قد مضت اصول يعنى الاباء و نحن فروعها. ثم استفهم على سبيل التعجب عن بقاء الفرع بعد ذهاب اصله. و قد صرح ابوالعتاهيه بهذا المعنى حيث قال:

كل حياه الى ممات و كل ذى جده يحول كيف بقاء الفروع يوما و ذوب قبلها الاصول
اقول:

المهيع. الطريق الواسع. و العوازم:

جمع عوزم و هى العجوز المسنه. و المراد بالبدعه كل ما احدث مما لم يكن على عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم. و قد اشتمل هذا الفصل على وجه ترك البدعه، و برهان استلزام احداث البدعه لترك السنه ان عدم احداث البدع سنته لقوله صلى الله عليه و آله و سلم:

كل بدعه حرام. فكان احداثها مستلزما لترك تلك السنه. ثم على امرهم بتقوى البدع:

اى خشيه عواقبها. ثم بلزوم الطريق الواضح، و هى سبيل الله و شريعته، و اراد بعوازم الامور:

اما قديمها و هو ما كان عليه عهد النبوه. و اما جوازمها و هى المقطوع بها دون المحدثات منها التى هى محل الشبهه و الشك. و يرجح الاول المقابله بمحدثاتها. وجهه وصفها بكونها شرارا كونها محل الشبهه و خارجه عن قانون الشريعه فكانت مستلزمه للهرج و المرج و انواع الشرور. و بالله التوفيق.

/ 542