خطبه 156-سفارش به پرهيزكارى - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 156-سفارش به پرهيزكارى

اقول:

الشول:

النوق التى جف لبنها و ارتفع ضرعها و اتى عليها من نتاجها سبعه اشهر. الواحده شائله على غير قياس. و الارتباك:

الاختلاط. و قد حمد الله تعالى باعتبارات:

احدها:

جعله الحمد مفتاحا لذكره فى عده سور. الثانى:

كونه سببا للمزيد من فضله، و المراد بالحمد هنا الشكر لقوله تعالى لئن شكرتم لازيدنكم و قد عرفت اعداده لزياده النعم. الثالث:

و دليلا على آلائه. لاختصاص الشكر بمولى النعم، و على عظمته. لاختصاصه باستحقاق ذلك لذاته. اذ هو مبدء لكل نعمه، و لان الحمد لاينبغى الا له، ثم اخذ فى الموعظه فنبه السامعين على فعل الدهر بالماضين ليتذكروا انهم امثالهم و لاحقون بهم فيتقهقروا عن غيهم و يعلموا لما بعد الموت. ثم نبه على حاله فى تقضيه بان كل وقت مضى منه لايعود، و ان كل وقت منه له اهل و متاع من الدنيا انما يكون فى الوجود بوجود ذلك الوقت، و ظاهر انه تنقضى بتقضيه و لايبقى سرمدا ما فيه، و ان آثاره متشابهه آخرها كاولها:

اى يوجد ما يكون باعداد وقت منه بوجود ذلك الوقت و ينقضى بانقضائه فحاله دائما على وتيره واحده، و كذلك قوله:

متشابهه اموره فانه كما كان اولا يعد قولا للفقر و قوما للغنى، و قوما للضعه و قوما للرفعه، و
قوما للوجود و آخرين للعدم كذلك هو آخرا. و قوله:

متظاهره اعلامه. اى دلالاته على شيمته و طبيعته و افعاله التى يعامل الناس بها قديما و حديثا متعاضده يتبع بعضها بعضا، و نسبه هذه الامور الى الدهر جريا على ما فى اوهام العرب و ان كان الفاعل هو الله تعالى و انما للدهر الاعداد كما سبق. ثم نبه على قرب الساعه و شبه حدوها:

اى سوقها لهم بسوق الزاجر للنوق فى حثه لها، و قد عرفت كيفيه ذلك السوق و وجه الاستعاره فيه و فى قوله:

و ان الساعه من ورائكم تحدوكم، فاما وجه الشبه فهو السرعه و الحث، و انما خص الشول من النوق لخلوها من العثار فيكون سوقها بعنف و اسرع، و لما نبههم على قربها و انها تحدوهم نبههم على وجوب اشتغال كل بنفسه. اذ كل مشغل نفسه بغير نفسه غير محصل لنور يهتدى به فى ظلمات طريق الاخره بل انما يحصل على اغطيه و اغشيه من الهيئات البدنيه اكتسبها عما اشتغل به من متاع الدنيا و العمل بها، و علمت ان تلك الاغطيه مغشيه لنور البصيره فلاجرم يتحير فى تلك الظلمات و يرتبك فى مهالك تلك الطريق و مغاويها، و تمد به شياطينه و نفسه الاماره فى طغيانه، و تزين له سى ء اعماله. ثم ذكر غايه وجود الانسان فخص الجنه بالسابقين، و النار بالمفرطين، و
قد كان ذكر الجنه كافيا فى الجذب اليها، و النار كافيا فى الجذب عنها فقرن ذكر الجنه بذكر فضيله السبق، و ذكر النار برذيله التفريط ليقوى الباعث على طلب اشرف الغايتين و الهرب من اخسهما، و ايضا فلان السبق و التفريط علتان للوصول الى غايتيهما المذكورتين فهدى الى طلب احديهما، و الهرب من الاخرى بذكر سببها.

و حمه العقرب:

ابرتها، و هى محل سمها. ثم عاد الى التنبيه على فضيله التقوى، و استعار له لفظ الدار الحصينه التى تعز من تحصن بها، و وجه الاستعاره كونها تحصن النفس اما فى الدنيا فمن الرذائل الموبقه المنقصه الموجبه لكثير من الهلكات الدنيويه، و اما فى الاخره فمن ثمرات الرذائل ملكات السوء المستلزمه للعذاب الاليم. ثم على رذيله الفجور، و هو طرف الافراط من فضيله العفه، و استعار لفظ الدار بقيد كونها حصنا ذليلا، و وجه الاستعاره كونه مستلزما لضد ما استلزم التقوى و يجب ان يخصص التقوى هنا بفضيله القوه البهيميه و هى العفه و الزهد لمقابله الفجور للعفه. ثم نبه على فضيله اخرى للتقوى و هى كونها قاطعا لحمه الخطايا و لفظ الحمه مستعار لها باعتبار كونها اسبابا مستلزمه للاذى فى الاخره كما يستلزم ابره العقرب او سمها للاذى، و من روى حمه مشدده اراد شده الخطايا و باسها لان حمه الحر معظمته، و ظاهر كون التقوى قاطعا لباس الخطايا و ما حيا لاثارها، و لما اشار الى كون التقوى حاسما لماده الخطايا و كان بذلك اصلاح القوه العمليه اشار الى ان اليقين الذى به اصلاح القوه النظريه سبب لادراك الغايه القصوى فان الانسان اذا حصل على كمال القو
ه النظريه باليقين و على كمال القوه العمليه بالتقوى بلغ الغايه القصوى من الكمال الانسانى. ثم عقب بتحذير السامعين من الله تعالى فى اعز الانفس عليهم و احبها اليهم، و فى الكلام اشاره الى ان للانسان نفوسا متعدده و هى باعتبار مطمئنه، و اماره بالسوء، و لوامه. و باعتبار عاقله، و شهويه، و غضبيه. و الاشاره الى الثلاث الاخيره. و اعزها النفس العاقله. اذ هى الباقيه بعد الموت، و لها الثواب و عليها العقاب، و فيها الوصيه، و غايه هذا التحذير حفظ كل نفسه مما يوبقها فى الاخره، و ذلك بالاستقامه على سبيل الله، و لذلك قال:

فقد اوضح لكم سبيل الحق و ابان طرقه، و روى و انار طرقه:

اى بالايات و النذر. ثم نبه على غايتى سبيل الحق و سبيل الباطل بقوله:

فشقوه لازمه او سعاده دائمه. ثم عاد الى الحث على اتخاذ الزاد بعد ان ذكر التقوى تنبيها على ان الزاد هو التقوى كما قال تعالى و تزودوا فان خير الزاد التقوى و ايام البقاء الحال التى بعد الموت، و دلالتهم على الزاد فى الايه التى دلهم الله تعالى بها عليه و امرهم بالظعن كقوله تعالى سارعوا الى مغفره من ربكم و جنه الايه و قوله ففروا الى الله و بالجمله فكل امر بالاعراض عن الدنيا و التنفير عنها فهو مستلز
م للحث على الظعن و الامر بالمسير عن الدنيا بالقلوب لان الظعن هنا هو قطع درجات المعارف و الاعمال فى سبيل الله و صراطه المستقيم و المسير فيها، و يحتمل ان يريد بالحث على المسير حث الليل و النهار بتعاقبهما على الاعمار فهما سابقان حثيثان عنيفان فيجب التنبيه لسوقهما على اتخاذ الزاد لما يسوقان اليه. و قوله:

و انما انتم كركب. الى آخره. فوجه التشبيه ظاهر فالانسان هو النفس، و المطايا هى الابدان و القوى النفسانيه، و الطريق هى العالم الحسى و العقلى، و السير الذى ذكره قبل الموت هو تصرف النفس فى العالمين لتحصيل الكمالات المسعده و هى الزاد لغايه السعاده الباقيه، و اما السير الثانى الذى هو وقوف ينتظرون و لا يدرون متى يومرون به فهو الرحيل الى الاخره من دار الدنيا و طرح البدن و قطع عقبات الموت و القبر اذ الانسان لايعرف وقت ذلك. و حينئذ يتبين لك من سر هذا الكلام ان قوله:

و امرتم بالظعن مع قوله:

لاتدرون متى تومرون بالسير. غير متنافيين كما ظنه بعضهم.

و الرتاج:

الغلق. ثم اخذ فى تزهيد الدنيا و التنفير عنها بذكر ان الانسان غير مخلوق لها بل لغيرها و مقتضى العقل ان يعمل الانسان لما خلق له، و فى تزهيد المال بتذكير سلبه عن قليل بالموت و بقاء الحساب عليه و تبعاته من عقارب الهيئات الحاصله بسبب محبه و جمعه و التصرف الخارج عن العدل فيه لا سعه لمقتنيه. ثم عقب بالترغيب فى وعد الله بانه ليس منه مترك:

اى ليس منه عوض و بدل فى النفاسه بالتنفير عما نهى الله عنه بكونه لا مرغب فيه:

اى ليس فيه مصلحه ينبغى ان يجعلها العاقل غايه مقصوده له. اذ هو تعالى اعلم بالمصالح فلايليق بجوده ان ينهى العبد عما فيه مصلحه راجحه. ثم عقب بالتحذير من يوم الوعيد و وصفه بالصفات التى باعتبارها يجب الخوف منه و العمل له و هى فحص الاعمال فيه و نقاش الحساب عليه كقوله تعالى و لتسئلن عما كنتم تعملون و ظهور الزلزال كقوله تعالى اذا زلزلت الارض زلزالها و شيب الاطفال كقوله تعالى يوما يجعل الولدان شيبا. و اعلم ان هذه الصفات فى يوم القيامه ظاهره فى الشريعه، و قد سلط التاويل عليها بعض من تحذلق فقال:

اما الفحص عن الاعمال فيرجع الى احاطه اللوح المحفوظ بها و ظهورها للنفس عند مفارقتها للبدن او الى انت
قاش النفوس بها كما تقدم شرحه كقوله تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا الايه، و اما ظهور الزلزال فيحتمل ان يريد التغير الذى لا بد منه و الاضطراب العارض للبدن عند مفارقه النفس و التشويش لها ايضا على ما تقدم من الاشاره الى ان الدنيا هى مقبره النفوس و اجداثها، و اما مشيب الاطفال فكثيرا ما يكنى بذلك عن غايه الشده يقال هذا امر تشيب فيه النواصى و تهرم فيه الاطفال اذا كان صعبا. و لااصعب على النفس من حال المفارقه و ما بعدها. ثم عقب بالتحذير من المعاصى بالتنبيه على الرصد القريب الملازم، و اشار بالرصد الى الجوارح كما قال تعالى يوم تشهد عليهم السنتهم و ايديهم و ارجلهم بما كانوا يعملون و قوله و قالوا لجلودهم لم شهدتم علينا الايه، و الشهاده هنا بلسان الحال و النطق به فان كل عضو لما كان مباشرا لفعل من الافعال كان حضور ذلك العضو و ما صدر عنه فى علم الله تعالى بمنزله الشهاده القوليه بين يديه و اكد فى الدلاله، و اشار بحفاظ الصدق الى الكرام الكاتبين، و قد سبقت الاشاره الى ذلك فى الخطبه الاولى، و ظاهر كونهم لايستر منهم ساتر. ثم بالتحذير بقرب غد، و كنى به عن وقت الموت. ثم ببلوغ منزل الوحده، و كنى به عن القبر، و وصفه بالاوص
اف الموحشه المنفره المستلزمه للعمل لحلوله و لما بعده. ثم بالصيحه و هى الصيحه الثانيه ان كانت الا صيحه واحده فاذاهم جميع لدينا محضرون، و النفخه الثانيه و نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. ثم بالقيامه الكبرى و البروز لفصل القضاء و هو حال استحقاق كل نفس ما لا بد لها منه من دوام عذاب او دوام نعيم بحكم القضاء الالهى، و ذلك بعد زوال الهيئات الباطله الممكنه الزوال من النفوس التى لها استكمال ما و لحوقها بعالمها و اضمحلال العلل الباطله للنفوس و استحقاق الحقائق بالخلق و رجوع كل امرء الى ثمره ما قدم. ثم عاد الى الموعظه الجامعه الكليه فامر بالاتعاظ بالعبر و كل ما يفيد تنبيها على احوال الاخره فهو عبره، و بالاعتبار بالغير و هى جمع غيره فعله من التغير و اعتبارها طريق الاتعاظ و الانزجار. ثم بالانتفاع بالنذر جمع نذير و هو اعم من الانسان بل كل امر افاد تخويفا باحوال الاخره فهو نذير و الانتفاع به حصول الخوف عنه. و بالله التوفيق.

/ 542