خطبه 163-اندرز او به عثمان
اقول:استسفرونى:اتخذونى سفيرا:اى رسولا. و الوشيجه:عروق الشجره. و السيقه بتشديد الياء:ما يسوقه العدو فى الغاره من الدواب. و جلال السن:علوه. و حاصل الكلام استعتابه باللين من القول. فاثبت له منزلته من العلم:اى باحكام الشريعه و السنن المتداوله بينهم فى زمان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و الظهور على كل ما ظهر عليه منها من مرئى و مسموع و الصحبه المماثله لصحبته، و ذكر ان الشيخين ليسا باولى منه بعمل الحق. ثم فخمه عليهما بقرب الوشيجه من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و الصهوره من دونهما، و لفظ الوشيجه مستعار لما بينه و بينهم من القرابه. فاما كونه اقرب وشيجه منهما فلكونه من ولد عبد مناف دونهما. ثم حذره الله و عقب التحذير بتنبيهه على انه غير محتاج الى تعليم فيما يراد منه مع وضوح طريق الشريعه و قيام اعلام الدين. ثم تنبيهه على افضليه الامام العادل بالصفات المذكوره، و على قيام اعلام السنن، و على قيام اعلام البدع ليقتدى بتلك و ينكب عن هذه. ثم على حال الامام الجاير يوم القيامه بما نقل من الخبر عن سيد البشر صلى الله عليه و آله و سلم. ثم ناشده الله تعالى محذرا له ان يكون الامام المقتول فى هذه الامه و قد كان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم اخبر بذلك بهذه العباره التى نقلها بعد قوله:يقال. او بما يناسبها. ثم نهاه ان يكون سيقه لمروان بن الحكم:اى بصرفه حسب مقاصده بعد بلوغه معظم السن و تقضى العمر. و قد كان مروان من اقوى الاسباب الباعثه على قتل عثمان، و كان يعكس الاراء التى يشار على عثمان بها من على عليه السلام و غيره (يشاربها بين على و غيره خ) مع كونه بغيظا الى المعتبرين من الصحابه و كونه طريد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم. و قوله فى جوابه:ما كان بالمدينه فلا اجل فيه. الى آخره. كلام جزل حاسم لما عساه يكون مماطله من طلب التاجيل لان الحاضر لا معنى لتاجيله، و الغائب لا عذر فى تاخيره بعد بلوغ امره اليك كالذى اعطاه اقربائه من اموال بيت المال على غير وجهه. و قد سبق فى الفصول المتقدمه من امر عثمان مع الصحابه و ما نقموه عليه ما فيه كفايه. و بالله التوفيق.