خطبه 169-چون به بصره نزديك شد
اقول:الجرمى:منسوب الى بنى جرم، و كان قوم من اهل البصره بعثوه اليه عليه السلام ليستعلم حاله اهو على حجه ام على شبهه؟ فلما رآه و سمع لفظه لم يتخالجه شك فى صدقه فبايعه، و كان بينهما الكلام المنقول. و لا الطف من التمثيل الذى جذبه به عليه السلام فالاصل فى هذا التمثيل هو حاله هذا المخاطب فى وجدانه للماء و الكلاء على تقدير كونه رائدا لهما، و الفرع هو حاله فى وجدانه للعلم و الفضائل و الهدايه عنده، و الحكم فى الاصل هو مخالفته لاصحابه الى الماء و الكلاء على تقدير وجدانه لهما و مخالفه اصحابه له، و عله ذلك الحكم فى الاصل هو وجدانه للكلاء و الماء، و لما كان المشبه لهذه العله و هو وجدانه للفضائل و العلوم التى هى غذاء النفوس و ماده حياتها كما ان الكلاء و الماء غذاء للابدان و ماده حياتها موجود لهذا الرائد فى الفرع و هو حاله وجدانه للعلم و الفضل و الهدايه وجب عن تلك العله مثل الحكم فى الاصل و هو مخالفه اصحابه الى الفضل و العلم و الهدايه عنده عليه السلام و لزوم ان يبايع. و لذلك قال له:فامدد اذن يدك. و هو تمثيل لاتكاد النفس السليمه عند سماعه ان تقف دون الانفعال عنه و الاذعان له، و لذلك اقسم الرجل انه لم يستطع الامتناع عند قيام هذه الحجه فبايع. و بالله التوفيق.