خطبه 189-سفارش به تقوا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 189-سفارش به تقوا

اقول:

العجيج:

رفع الصوت، و النينان:

جمع نون و هو الحوت. و صدر الفصل تنبيه على احاطه علمه بجزئيات الموجودات على اختلافها و كثرتها، و نبه بعجيج الوحوش على انه تعالى يعلمها حين يجار اليه من جدب الارض و قله العشب فكانها تضرع اليه بالعجيج ليكون الانسان اولى بذلك النزع (الفزع- خ-) اليه، و بعلمه بمعاصى العباد فى الخلوات تنفيرا عنها فى الخلوه التى هى مظنتها، و اختلاف النينان بالمجى ء و الذهاب و قطع البحار طولا و عرضا. ثم عقب بشهاده الرساله.

و الجاش:

القلب. و الاوار:

حر النار. و الشمس عزبت:

غابت. و انصابها:

اتعابها. و تحدبت:

عطفت و حنت. و الرذاذ:

ضعيف المطر. و عبدوا:

ذللوا. ثم بالوصيه بتقوى الله، و قرنها باعتبارات من صفاته تعالى توجب الفزع اليه و هى كونه سبحانه مبدءا لخلقهم و منتهى لمعادهم الحسى و العقلى كقوله تعالى و هو خلقكم اول مره و اليه ترجعون، و قد نبهنا عليه مرارا، و ان به نجاح طلباتهم، و اليه منتهى رغباتهم، و نحوه قصدهم و سلوكهم فانه تعالى غايه الكل، و اليه مرامى مفزعهم يقال:

فلان مرمى قصدى:

اى اليه مفزعى فى المهمات، و نحوه قوله تعالى اذا مسكم الضر فاليه تجارون. ثم باعتبارات من صفه التقوى توجب الفزع اليها. (ا) و هى كونها دواء داء قلوبكم، و قد عرفت كونها دواء لادواء الرذائل النفسانيه الموبقه. (ب) و بصر عمى افئدتكم:

اى ابصار افئدتكم من عمى الجهل. (ج) و شفاء مرض اجسادكم، و ذلك ان التقوى تستلزم قله الاكل و الشرب و استعمالهما بقدر الحاجه كما قال فى صفات المتقين:

منزورا اكله. و قد علمت ما تحدث البطنه من الامراض البدنيه، و لذلك قال عليه السلام:

المعده بيت الادواء. (د) و صلاح فساد صدوركم:

اى من الغل و الحسد و الخبث و النيات المخالف
ه لاوامر الله. فان النقوى تستلزم نفى ذلك كله. و صلاح الصدور منه لان مبادى تلك الشرور كلها محبه الدنيا و باطلها، و المتقون بمعزل عن ذلك. (ه) و كذلك طهور دنس انفسكم:

اى من نجاسات الرذائل المهلكه و هو كقوله:

دواء قلوبكم. لكن اعتبار كونها دواء يخالف اعتبار كونها طهورا اذ فى الاول ملاحظه كون الرذائل امراضا ضارا تودى الى الهلاك السرمدى، و فى الثانى اعتبار كونها نجاساه تمنع من دخول حظيره القدس و مقعد الصدق. (و) و جلاء عشا ابصاركم، و فيه استعاره لفظ العشا لما يعرض عن ظلمه الجهل، و سائر الرذائل من عدم ادراك الحقايق، و يروى غشاء بالغين المعجمه و هو الظلمه المتوهمه من الجهل التى هى حجاب الغفله، و بهذا الاعتبار ففى التقوى جلاء لتلك الظلمه لما تستلزمه من اعداد النفس للكمال، و كونها نفسها هى الجلاء مجاز اطلاقا لاسم المسبب على السبب. (ز) و امن فزع جاشكم. اذ قد علمت ان بها الامان من عذاب الاخره، و قد يكون بها الامان من فزع الدنيا. لان اكبر مخاوف الدنيا الموت و ما يودى اليه، و المتقون العارفون بمعزل عن تقيه الموت بل عسى يكون محبوبا لهم لكونه وسيله لهم الى اللقاء الخالص لمحبوبهم الاقصى، و اليه الاشاره بقوله تعالى يا ايها الذي
ن هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنووا الموت ان كنتم صادقين دلت الايه على ان الصادق فى دعوى الولايه يتمنى الموت، و كذلك قوله تعالى قل ان كانت لكم الدار الاخر عند الله خالصه من دون الناس فتمنووا الموت ان كنتم صادقين. (ح) ضياء سواد ظلمكم، و استعار لفظ الظلمه للجهل و تغطيه القلب، و رشح بذكر السواد لاستلزام الظلمه السواد، و هو كقوله:

و جلاء عشا ابصاركم، و راعى فى هذه القرائن كلها المضاده. ثم اكد الوصيه بطاعه الله تعالى باداب:

احدها:

ان يجعلوها شعارهم، و كنى بذلك عن ملازمتهم لها كما يلزم الشعار الجسد. ثم عن كونها فى الباطن دون الظاهر لقله فايدته و هو المشار اليه بقوله. دون دثاركم. الثانى:

اكد امرهم بابطانهم:

بامرهم باتخاذها دخيلا تحت الشعار لامكان ذلك فيها دون الشعار المحسوس. ثم فسر ذلك فقال:

و لطيفا بين اضلاعكم. و كنى بلطفها عن اعتقادها و عقليتها و يكون بين اضلاعهم عن ايداعها القلوب. الثالث:

ان يجعلوها اميرا، و استعار لها لفظ الامير باعتبار اكرامهم لها و تقديمها على سائر مهماتهم. الرابع:

ان يجعلوها منهلالحين ورودهم:

اى يوم القيامه، و استعار لفظ المنهل لها، و وجه المشابهه ان التقوى و الطاعه لله مظن
ه التروى من شراب الابرار يوم القيامه كما ان موارد الابل مظنه ريها. الخامس:

ان يجعلوها شفيعا الى الله و وسيله الى مطالبهم منه، و ظاهر كون المطيع يستعد بطاعته لدرك بغيته من الله تعالى، و لفظ الشفيع مستعار للوسيله و القربه. السادس:

و جنه ليوم فزعهم، و ظاهر كون الطاعه ساترا يوم القيامه من الفزع الاكبر من عذاب الله. السابع:

و مصابيح لبطون قبورهم، و قد عرفت كيفيه اعداد الطاعه لقبول الانفس الانوار العلويه و الاسرار الالهيه المخلصه من ظلمه القبور و العذاب الاخروى. و فى الخبر:

ان العمل الصالح يضى ء قبر صاحبه كما يضى ء المصباح الظلمه. و استعار لها لفظ المصابيح لاستلزامها الاناره. الثامن:

و كذلك سكنا لطول الوحشه فى القبور تستانس به النفوس كما روى:

ان العمل الصالح و الخلق الفاضل يراه صاحبه بعد الموت فى صوره شاب حسن الصوره و الثياب طيب الريح فيسلم عليه فيقول له:

من انت؟ فيقول:

انا خلقك الحسن او عملك الحسن. و حاصله يعود الى كون الطاعه سببا للاستيناس من وحشه الاخره، و ذلك ان الوحشه انما تعرض فى المكان لمن كان غافلا عنه و غير متوقع له و لا متهيى ء للانتقال اليه و مطمئنا بوطنه الاول و باهله و جاعلهم كل الانس. فاما اهل الطاعه
فانهم ابدا متفكرون فيما ينتقلون اليه و متذكرون له واثقون بانس ربهم و ملتفتون اليه. فانسهم ابدا به و فرحهم دائما بلقائه، و اعتقادهم فى الدنيا:

انهم لاهلها بابدانهم مجاورون. فمنهم يهربون و الى العزله ينقطعون. فبالحرى ان لاتعرض لهم وحشه و ان تكون اعمالهم سببا لعدم الوحشه التى عساها تعرض لهم، و لما كان الانسان فى الدنيا لايتصور ما بعد الموت بالحقيقه لاجرم لابد له من وحشه ما الا ان الانوار الالهيه و الانس بالرفيق الاعلى مزيل لها. التاسع:

و كذلك و نفسا لكرب مواطنكم:

اى سعه و روحا لما يعرض من كرب منازل الاخره و اهوالها. العاشر:

كونها حرزا من متالف مكتنفه. و تلك المتالف هى الرذائل الموبقه التى هى محال الهلاك و التلف. و اكتنافها احاطتها بالنفس بحيث لايكفها الا طاعه الله و سلوك سبيله، و المخاوف المتوقعه مخاوف الاخره و حر نيرانها. الحادى عشر:

/ 542