خطبه 191-درباره معاويه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 191-درباره معاويه

اقول:

الدهاء:

استعمال العقل و الراى الجيد فيما يراد فعله مما لاينبغى مع اظهار اراده غيره. و يسمى صاحبه داهيا، و داهيه للمبالغه، و خبيثا و مكارا و حيالا. و هو داخل تحت رذيله الجربزه و هى طرف الافراط من فضيله الحكمه العمليه و يستلزم رذائل كثيره كالكذب. و الغدر:

هو الرذيله المقابله لفضيله الوفاء بالعهود التى هى ملكه تحت العفه. و الفجور:

المقابل لفضيله العفه. فقوله عليه السلام:

ما معاويه بادهى منى. اى ليس باقدر منى على فعل الدهاء، و اكد ذلك بالقسم البار. و قوله:

و لكنه يغدر و يفجر. اشاره الى لوازم الدهاء التى لاجلها تركه و هو الغدر، و بواسطته الفجور فان الوفاء لما كان نوعا تحت العفه كان الغدر الذى هو رذيلته نوعا تحت ما يقابل العفه و هو الفجور و لذلك نفى الدهاء عن نفسه لكراهيته للغدر، و نفيه له عن نفسه لان نفى اللازم مستلزم لنفى الملزوم. ثم جعل الغدر اوسط فى اثبات الفجور لمعاويه بقياس ضمير من الشكل الاول فقوله:

و لكنه يغدر. فى قوه صغرى القياس، و قوله:

و يفجر. فى قوه النتيجه فكانه قال:

و لكنه يغدر فهو يفجر، و نبه على الكبرى بقوله:

و كل غدره فجره. فصار الترتيب هكذا:

و لكنه يغدر و كل من يغدر يفجر و
النتيجه فهو اذن يفجر. ثم نبه على لزوم الكفر له بقياس آخر من الشكل الاول نبه على صغراه بقوله:

و كل غدره فجره، و على كبراه بقوله:

و كل فجره كفره، و اذ ثبت فى القياس الاول انه فاجر و استلزم قوله:

و كل فجره كفره ان كل فاجر كافر ثبت بهاتين المقدمتين انه كافر. و روى:

غدره، و فجره، و كفره. و هو كثير الغدر و الفجور و الكفر و ذلك اصرح فى اثبات المطلوب، قال بعض الشارحين:

و وجه لزوم الكفر ان هنا الغادر على وجه استباحه ذلك و استحلاله. كما كان هو المشهور من حال عمرو بن العاص و معاويه فى استباحه ما علم تحريمه بالضروره من دين محمد صلى الله عليه و آله و سلم و جحده و هو معنى الكفر، و يحتمل انه يريد كفر نعم الله و سترها باظهار معصيته كما هو المفهوم اللغوى من لفظ الكفر. و انما وحد الكفر ليتعدد الكفر بحسب تعدد الغدر فيكون ادعى الى النفار عن الغدر. اذ هو فى معرض التنفير عنه. و قوله:

و لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامه. لفظ الخبر النبوى، و فيه تنفير عن رذيله الغدر. و قوله:

و الله ما استغفل بالمكيده. تقرير و تاكيد لما ذكره من معرفته بوجوه الاراء و كيفيه الدهاء للداهى فان من يكون كذلك لايلحقه غفله عما يعمل عليه من الحيله و المكيده
. و قوله:

و لااستغمز. بالزاء المعجمه. اى لايطلب غمزى و اضعا فى فانى لااضعف عما ارمى به من الشدائد، و روى بالراء اى لااستجهل بشدائد المكائد. و هذا القول صدر منه عليه السلام كالجواب لما كان يسمعه من اقوال الجاهلين بحاله و نسبتهم له الى قله التدبير و سوء الراى و نسبه معاويه الى استخراج وجوه المصالح و الاراء الصحيحه فى الحرب و غيرها. و اعلم ان الجواب عن هذا الخيال يستدعى فهم حاله عليه السلام و حال معاويه و غيره ممن ينسب الى جوده الراى، و بيان التفاوت بينهم و بينه و ذلك راجع الى حرف واحد و هو انه عليه السلام كان ملازما فى جميع حركاته قوانين الشريعه مدفوعا الى اتباعها و رفض ما العاده ان يستعمل فى الحروب. فالتدابير من الدهاء و الخبث و المكر و الحيله و الاجتهادات فى النصوص و تخصيص عموماتها بالاراء و غير ذلك مما لم ترخص فيه الشريعه، و كان غيره يعتمد جميع ذلك سواء وافق الشريعه او لم يوافق فكانت وجوه الحيل و التدبير عليهم اوسع، و كان مجالها عليه اضيق. و نقل عن ابى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ فى هذا المعنى كلام طويل خلاصته ان قال:

انى ربما رايت بعض من يظن بنفسه العقل و العلم و انه من الخاصه و هو من العامه، و يزعم ان معا
ويه كان ابعد غورا و اصح فكرا و اجود مسلكا من على و ليس الامر كذلك و ساومى الى موضع غلطه، و ذلك ان عليا عليه السلام كان لايستعمل فى حروبه الا ما يوافق الكتاب و السنه، و كان معاويه يستعمل ما يخالفهما كاستعماله ما يوافقهما و يسير فى الحرب بسيره ملك الهند اذا لافى كسرى، و كان على يقول لاصحابه:

لاتبدوهم بالقتال حتى يبدوكم و لاتتبعوا مدبرا و لاتجهزوا على جريح و لاتفتحوا بابا مغلقا. هذه سيرته فى ذى الكلاع و فى ابى الاعور السلمى و فى عمرو بن العاص و فى حبيب بن مسلمه و فى جميع الروساء كسيرته فى الحاشيه و الاتباع، و اصحاب الحروب انما يقصدون الوجه الذى به هلاك الخصم و ينتظرون وجه الفرصه سواء كان مخالفا للشريعه كالحريق و الغريق و دفق السموم و التضريب بين الناس بالكذب و القاء الكتب فى العسكر او موافقا لها فمن اقتصر فى التدبير على الكتاب و السنه فقد منع نفسه الطويل العريض من التدبير و ما لايتناهى من المكائد، و الصدق و الكذب اكثر من الصدق وحده و الحلال و الحرام اكثر من الحلال وحده فعلى كان ملجما بلجام الورع عن جميع القول الا ما فيه لله رضى، و ممنوع اليدين من كل بطش الا بما دل عليه الكتاب و السنه دون اصحاب الدهاء و المكر و
المكائد فلما رات العوام نوادر معاويه فى المكائد و كثره معايبه فى الخديعه و ما تهيا له و لم يروا مثل ذلك من على ظنوا القصور فظنهم ان ذلك من رجحان عند معاويه و نقصان فى على. ثم انظر بعد ذلك كله هل يعد لمعاويه من الخداع اكبر من رفع المصاحف، ثم انظر هل خدع بها الا من عصى راى على و خالف امره من اصحابه فان زعمت انه قد نال ما اراد بخداعه من الاختلاف على على فقد صدقت و لكن ليس ذلك محل النزاع و لم يختلف فى غراره اصحاب على و عجلتهم و تسرعهم و تنازعهم، و انما كانت البحث فى التمييز بينه و بين معاويه فى الدهاء و المكر و صحه العقل و الراى. فهذه خلاصه كلامه، و من تامله بعين الانصاف علم صحته و صدقه، و من هذا يتبين لك الجواب عن كل ما نسب اليه من التقصير فى خلافته كعدم اقراره لمعاويه على الولايه فى اول خلافته ثم يعزله بعد ذلك لما يستلزم تقريره من الظلم، و كشبهه التحكيم، و كنسبتهم له الى التوحش لبعض اصحابه حتى فارقوه الى معاويه كاخيه عقيل و شاعره النجاشى و مصقله بن هبيره، و كتركه لطلحه و الزبير حتى فارقاه و خرجا الى مكه و اذن لهما فى العمره و ذهب عنه الراى فى ارتباطهما عند و منعه لهما من البعد عنه، و امثال ذلك فان الانصاف عند ا
عتبار حاله فى جميع ما نسب اليه يقتضى موافقته للشريعه و عدم خروجه عنها. و تفصيل الاجوبه عن ذلك مما يخرج عن الغرض، و بالله التوفيق.

/ 542