خطبه 004-اندرز به مردم - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 004-اندرز به مردم

اقول:

روى ان هذه الخطبه خطب بها اميرالمومنين عليه السلام بعد قتل طلحه و الزبير تسنمتم اى ركبتم سنامها، و سنام كل شى ء اعلاه، و السرار الليله او الليلتان يكون فى آخر الشهر يستتر فيها القمر و يخفى، و الوقر الثقل فى السمع، و فقهت الامر فهمته، و الواعيه الصارخه، و النبا الصوت الخفى، اعلم ان هذه الخطبه من افصح كلامه عليه السلام و هى مع اشتمالها على كثره المقاصد الواعظه المحركه للنفس فى غايه و جازه اللفظ، ثم من عجيب فصاحتها و بلاغتها ان كل كلمه منها تصلح لان تفيد على سبيل الاستقلال و هى على ما نذكره من حسن النظم و تركيب بعضها مع بعض. قوله بنا اهتديتم فى الظلماء الضمير المجرور راجع الى آل الرسول صلى الله عليه و آله و الخطاب لحاضرى الوقت من قريش المخالفين له مع طلحه و الزبير و ان صدق فى حق غيرهم، و المراد انا سبب هدايتكم بانوار الدين و ما انزل الله من الكتاب و الحكمه هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان حيث كنتم فى ظلمات الجهل و تلك الهدايه هى الدعوه الى الله و تعليم الخلق كيفيه السلوك الى حضره قدسه. و قوله تسنمتم العلياء. اى بتلك الهدايه و شرف الاسلام علا قدركم و شرف ذكركم، و لما استعار وصف السنام للعل
ياء ملاحظه لشبهها بالناقه رشح تلك الاستعاره بذكر التسنم و هى ركوب السنام و كنى به عن علوهم. قوله و بنا انفجرتم عن السرار. استعار لفظ السرار لما كانوا فيه من ليل الجهل فى الجاهليه و خمول الذكر، و لفظ الانفجار عنه لخروجهم من ذلك الى نور الاسلام و اشتهارهم فى الناس و ذلك لتشبيهم بالفجر الطالع من ظلمه السرار فى الضياء و الاشتهار، قوله وقر سمع لم يفقه الواعيه التفات الى الدعاء بالوقر على سمع لايفقه صاحبه بواسطته علما و لايستفيد من السماع به مقاصد الكتب الالهيه و كلام الانبياء عليهم السلام و الدعاء الى الله، و حق لذلك السمع ان يكون اصم اذ كانت الفائده منه المقصوده الى الحكمه الالهيه اكتساب النفس من جهته ما يكون سببا لكمالها و قوتها على الوصول الى جناب الله و ساحل عزته، فاذا كانت النفس معرضه عما يحصل من جهته من الفائده و ربما كانت مع ذلك متلقيه منه ما يوديه من الشرور الجاذبه لها الى الجهه السافله فحقيق به ان يكون موقورا، و من روى وقر على ما لم يسم فاعله فالمراد و قره الله و هو كلام على سبيل التمثيل اورده فى معرض التوبيخ لهم و التبكيت بالاعراض عن اوامر الله و طاعته، و كنى بالواعيه عن نفسه اذصاح فيهم بالموعظه الحسنه و
الحث على الالفه و ان لايشقوا اعصى الاسلام فلم يقبلوا، و وجه نظام هذه الكلمه مع ماقبلها انه لما اشار اولا الى وجه شرفه عليهم و انه ممن اكتسب عنه الشرف و الفضيله و كان ذلك فى مقابله نفارهم و استكبارهم عن طاعته اردف ذلك بهذه الكلمه المستلزمه للدعاء عليهم كيف لم يفقهوا بيانه للوجوه الموجبه لاتباعه و يقبلوه بعد ان سمعوه، و هذا كما يقول احد العلماء لبعض تلاميذه المعاند له المدعى لمثله فضيلته:

انك بى اهتديت من الجهل و علا قدرك فى الناس و انا سبب لشرفك افتكبر على وقر سمعك لم لاتفقه قولى و تقبله، و قوله كيف يراعى النباه من اصمته. الصيحه استعار لفظ النباه لدعائه لهم و ندائه الى سبيل الحق و الصيحه لخطاب الله و رسوله و هى استعاره على سبيل الكنايه عن ضعف دعائه بالنسبه الى قوه دعاء الله و رسوله لهم، و تقرير ذلك ان الصوت الخفى لما كان لايسمع عند الصوت القوى اذ من شان الحواس ان لايدرك الاضعف مع وجود الاقوى المماثل فى الكيفيه لاشتغالها به و كان كلامه عليه السلام اضعف فى جذب الخلق و فى قبولهم له من كلام الله و كلام رسوله و كلامها مجرى الصوت القوى فى حقهم، و كلامه مجرى الصوت الخفى بالنسبه اليه، و اسناد الاصمام الى الصيحه من تر
شيح الاستعاره و كنى به عن بلوح تكرار كلام الله على اسماعهم الى حد انها محله و ملت سماعه بحيث لاتسمع بعد ما هو فى معناه خصوصا ما هو اضعف كما لايسمع الصوت الخفى من اصمته الصيحه، و قد وردت هذه الكلمه مورد الاعتذار لنفسه فى عدم فائده وعظه لهم، و الاعتذار لهم فى ذلك ايضا على سبيل التهكم و الذم، و وجه نظامها مع ما قبلها انه لما كان تقدير الكلمه الاولى و قرت اسماعكم كيف لاتقبلون قولى التفت عنه و قال كيف يسمع قولى من لم يسمع كلام الله و رسوله على كثره تكراره على اسماعهم و قوه اعتقادهم وجوب قبوله، و كيف يواخذون بسماعه و قد اصمهم نداء الله. قوله ربط جنان لم يفارقه الخفقان الخفقان دعاء للقلوب الخائفه الوجله التى لاتزال تخفق من خشيه الله و الاشفاق من عذابه بالثبات و السكينه و الاطمينان، و التقيه ربط جنان نفسه، و من روى بضم الراء على ما لم يسم فاعله فالتقدير رابط الله جنانا كذلك، و هو جذب لهم الى درجه الخائفين و تنبيه على ملاحظه نواهى الله فيفيواعلى طاعته، و وجه اتصاله بما قبله ان ذكر الشريف و صاحب الفضيله فى معرض التوبيخ لمن يراد منه ان يسلك مسلكه و يكون بصفاته من اعظم الجواذب له الى التشبه به، و من احسن الاستدراجات له ف
كانه قال و كيف يلتفت الى قولى من لايلتفت الى كلام الله الله در الخائفين من الله المراعين لوامره الوجلين من وعيده ماضركم لو تشبهتم فرجعتم الى الحق و قمتم به قيام رجل واحد.

و السمه العلامه، و سنن الحق وجهه و طريقه، و ماهت البئر خرج ماوها، و غرب اى غاب و اوجس هجس و اهس، و الظماء العطش، قوله مازلت انتظربكم عواقب الغدر و اتو سمكم بحيله المغترين. اشاره الى انه عليه السلام كان يعلم عاقبه امرهم اما باطلاع الرسول صلى الله عليه و آله على انهم بعد بيعتهم له يغدرون به، او لانه كان يلوح له من حركاتهم و احوالهم بحسب فراسته الصائبه فيهم كما اشاره اليه بقوله و اتوسمكم بحيله المغترين، و ذلك لانه فهم انهم من اهل الغره و قبول الباطل عن ادنى شبهه بمالاح له من صفاتهم الداله على ذلك، و كان علمه بذلك منهم مستلزما لعلمه بغدرهم بعهده و نقضهم لبيعته فكان ينتظر ذلك منهم. قوله سترنى عنكم جلباب الدين. وارد مورد الوعيد للقوم فى قتالهم و مخالفتهم لامره و المعنى ان الدين حال بينى و بينكم و سترنى عن اعين بصائركم ان تعرفونى بما اقوى عليه من العنف بكم و الغلظه عليكم و سائر وجوه تقويمكم وردعكم عن الباطل وراء ماوفقنى عليه الدين من الرفق و الشفقه و شهب ذيل العفو عن الجرائم فكان الدين غطاء حال بينهم و بين معرفته فاستعار له لفظ الجلباب، و روى ستركم عنى اى عصم الاسلام منى دمائكم و اتباع مدبركم و ان اجهز
على جريحكم و غير ذلك مما يفعل من الاحكام فى حق الكفار و قوله و بصرنيكم صدق النيه اراد بصدق النيه اخلاصه لله تعالى و صفاء مراه نفسه و انه بحسب ذلك افيض على بصر بصيرته نور معرفه احوالهم و ما توول اليه عاقبه امرهم كما قال النبى صلى الله عليه و آله:

المومن ينظر بنور الله، و قوله اقمت لكم على سنن الحق فى جواد المضله تنبيه لهم على وجوب اقتفاء اثره و الرجوع الى لزوم اشعه انواره فى سلوك سبيل الله و اعلام لهم على سواء السبيل الحق و فى الطريق التى هى مزال الاقدام ليرد هم عنها، و لنبين ذلك فى المثل المشهور عن رسول الله صلى الله عليه و آله روى انه قال:

ضرب الله مثلا صراطا مستقيما و على جنبتى الصراط سور فيه ابواب مفتحه و على تلك الابواب ستور مرخاه و على راس الصراط داع يقول:

ادخلوا الصراط و لاتعرجوا، قال:

فالصراط هو الاسلام و الستور حدود الله و الابواب المفتحه محارم الله و ذلك الداعى هو القرآن. فنقول:

لما كان على عليه السلام هو الواقف على اسرار الكتاب و الملى بجوامع علمه و حكمته و المطلع على اصول الدين و فروعه كان هو الناطق بالكتاب و الداعى به الواقف على راس سبيل الله و المقيم عليها، و لما كان سبيل الله و صراطه المستقيم ف
ى غايه الوضوع و البيان له و كان مستبينا مالها من الحدود و المقدمات مستجلبا لمزال الاقدام فيها و ما ينشا عليها من الشكوك و الشبهات كان بحسب قوته المدبره لهذا العالم بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و هو الواقف على تلك الابواب المفتحه التى هى موارد الهلاك و ابواب جهنم و جواد المضله و السائر لها بحدود الله و بيان نواهيه و التذكير بعظيم وعيده و القائد لاذهان السالكين للصراط عنها و ذلك حيث يلتفت اذهانهم فى ظلماء الجهل فلاتبصر دليلا هناك سواه و يطلبون ماء الحياه بالبحث و الفحص من اوديه القلوب فلايجدون بها ماء الامعه، و استعار لفظ الاحتفار للبحث من مظان العلم و لفظ الماء للعلم كما سبق بيان وجه المشابهه. قوله اليوم انطق لكم العجماء ذات البيان. كنى بالعجماء ذات البيان على الحال التى يشاهدونها من العبر الواضحه و المثلات التى حلت بقوم فسقوا امر ربهم و عما هو واضح من كمال فضله عليه السلام بالنسبه اليهم و ما ينبغى لهم ان يعتبرون من حال الدين، و مقتضى اوامر الله التى يحثهم على اتباعها، فان كل هذه الاحوال امور لانطق لها مقالى فشبهها لذلك بالعجماء من الحيوان، و استعار لها لفظها و وصفها بكونها ذات البيان لان لسانها الحال مخب
ر بمثل مقاله عليه السلام ناطق بوجوب اتباعه شاهد لهم، و دليل على ما ينبغى ان يفعلوه فى كل باب و ذلك هو البيان فكانه عليه السلام انطق العجماء اذ عبر هو بلسان مقاله عنها ما كانت تقتضيه، و يشاهده من نظر اليها بعين بصيرته و هو كقولهم سل الارض من شق انهارك و اخرج ثمارك فان لم تجبك لسانا اجابتك اعتبارا، و كقولهم قال الحائط للوتد، لم تشقنى قال سل من يدقنى، و قال بعضهم العجماء صفه لمحذوف تقديره الكلمات العجماء و اراد بها ما ذكر فى هذه الخطبه من الرموز و شبهها بالحيوان اذ لا نطق لها فى الحقيقه و مع ذلك يستفيد الناظر فيها اعظم الفوائد فهى ذات بيان عند اعتبارها. قوله غرب راى امرى تخلف عنى. اشاره الى ذم من تخلف عنه و حكم عليه بالسفه و عدم اصابه الراى حال تخلفه عنه و ذلك ان المتخلف لما فكر فى اى الامور انفع له ان يكون متابعيه او المتخلفين عنه ثم راى ان التخلف عنه اوفق له كان ذلك اسوء الاراء و اقبحها، فهو فى الحقيقه كمن اقدم على ذلك بغير راى يحضره اولان الراى الحق كان غاربا عنه، و هو ذم فى معرض التوبيخ للقوم على طريقه قولهم اياك اعنى و اسمعى يا جاره. قوله ما شككت فى الحق مذاريته. بيان لبعض اسباب وجوب اتباعه و عدم التخلف عن
ه، و اعلم ان التمدح بعد الشك مما اراه الله من الحق و ما افاضه على نفسه القدسيه من الكمال مستلزم للاخبار بكمال قوته على استثبات الحق الذى راه و شده جلاله له بحيث لايعرض له شبهه فيه، و الاماميه تستدل بذلك على وجوب عصمته و طهارته عن الارجاس التى منشاوها ضعف اليقين. بقوله لم يوجس موسى خيفه على نفسه اشفق من غلبه الجهال و دول الضلال. اشفق افعل التفضيل منصوب على الصفه لخيفه لان الاشفاق خوف، و التقدير و لم يوجس موسى اشفاقا على نفسه اشد من غلبه الجهال، و المقصود التنبيه على ان الخوف الذى يخافه عليه السلام منهم ليس على مجرد نفسه بل كان اشد خوفه من غلبه اهل الجهل على الدين و فتنه الخلق و قيام دول الضلال، فتعمى طريق الهدى و تنسد مسالك الحق كما خاف موسى عليه السلام من غلبه جهال السحره حيث القوا حبالهم و عصيهم و قالوا بعزه فرعون انا لنحن الغالبون و قيل ان اشفق فعل ماض و المعنى ان خوف موسى عليه السلام من السحره لم يكن على نفسه، و انما خاف من غلبه الجهال فكانه قال لكن اشفق و انما اشفق، و دول الضلال كدوله فرعون و اتباعه الضالين عن سبيل الله، و قوله اليوم توافقنا على سبيل الحق و الباطل الموافقه مفاعله من الطرفين و الخطاب لمقاب
ليه فى القتال، و المراد انى واقف على سبيل الحق و انتم واقفون على سبيل الباطل داعون اليه و هو تنفير لهم عما هم عليه الى ما هو عليه. قوله من وثق بماء لم يظما. مثل نبه به على وجوب الثقه بما عنده اى انكم ان سكنتم الى قولى و وثقتم به كنتم اقرب الى اليقين و الهدى و ابعد عن الضلال و الردى كما ان الواثق بالماء فى ادواته آمن من العطش و خوف الهلاك و بعيد عنهما بخلاف من لم يثق بذلك و كنى بالماء عما اشتمل عليه من العلم بكيفيه الهدايه الى الله فانه الماء الذى لاظما معه،

/ 542