خطبه 006-آماده نبرد
اقول:روى ابوعبيد قال:اقبل اميرالمومنين عليه السلام الطواف و قد عزم على اتباع طلحه و الزبير و قتالهما فاشار اليه ابنه الحسن عليه السلام ان لايتبعهما و لايرصد لهما القتال فقال فى جوابه هذا الكلام، و روى فى سبب نقضهما لبيعته انهما دخلا عليه بعد ان بايعاه بايام و قالا:قد علمت جفوه عثمان لنا و ميله الى بنى اميه مده خلافته، و طلبا منه ان يوليهما المصرين، الكوفه و البصره، فقال لهما حتى انظر ثم استشار عبدالله بن عباس فمنعه من ذلك فعاواده فمنعهما فسخطا و فعلا ما فعلا، قال الاصمعى:اللدم بسكون الدال ضرب الحجر او غيره على الارض. و ليس بالقوى، و يحكى ان الضبع تستغفل فى حجرها بمثل ذلك فتسكن حتى تصاد، و يحكى فى كيفيه صيدها انهم يصنعون فى جحرها حجرها و يضربون بايديهم بابه فتحسب الحجر شيئا تصيده فتخرج فتصاد، و يقال انها من احمق الحيوان و يبلغ من حمقها ان يدخل عليها فيقال هذه ليست ام عامر او يقال خامر ام عامر فتسكن حتى توثق رجلها بحبل معد لصيدها، و الختل الخديعه، و استاثرت بالشى ء انفردت به، و اشار اولا الى ردما اشير عليه به من تاخر القتال، و مفهوم التشبيه انه لو تاخر لكان ذلك سببا لتمكن الخصم مما قصده فيكونهو فى ذلك شبيها بالضبع التى تنام و تسكن على طول حيله راصدها فاقسم عليه السلام انه لايكون كذلك اى لايسكن على كثره الظلم و البغى و طول دفاعه عن حقه ثم اردف ذلك يا هو الصواب عنده و هو المقاومه و القتال بمن اطاعه لمن عصاه فقال لكنى اضرب بالمقبل الى الحق وجه المدبر عنه و بالسامع وجه العاصى المريب ابدا، و راعى المقابله هيهنا فالعاصى فى مقابله المطيع و المريب فى مقابله السامع لان المرتاب فى الحق مقابل للقابل له ثم فسر الابد بغايه عمره لانه الابد الممكن له، و ذلك قوله حتى ياتى على يومى، و اشار بيومه الى وقت ضروره الموت كنايه، ثم اردف ذلك بالتظلم و الشكايه فى دفاعه عن هذا الامر و الاستيثار عليه المحوج له الى هذه المقاومات و الشكايات و اشار الى مبدء ذلك الدفاع و منتهاه و اكد ذلك بالقسم البار و الاشاره بالحق المدفوع عنه الى امر الخلافه و هى شكايه موكده للشكايات السابقه، و بالله التوفيق.