خطبه 231-ايمان - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 231-ايمان

اقول:

العوارى بالتشديد:

جمع عاريه قيل:

كانها منسوبه الى العار. اذفى طلبها عار. و البراءه:

التبرى. و شغرت البلده:

اذا خلت عن مدبرها. و فى الفصل مسائل:

الاولى:

قوله:

فمن الايمان. الى قوله:

اجل معلوم. قسمه للايمان الى قسمين، و وجه الحصر فيهما ان الايمان لما كان عباره عن التصديق بوجود الصانه سبحانه و ماله من صفات الكمال و نعوت الجلال، و الاعتراف بصدق الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و ما جاء به. فتلك الاعتقادات ان بلغت حد الملكات فى النفوس فهى الايمان الثابت المستقر فى القلب، و ان لم يبلغ حد الملكه بل كانت بعد حالات فى معرض التغير و الانتقال فهى العوارى المتزلزله. و استعار لها لفظ العوارى باعتبار كونها فى معرض الزوال كما ان العوارى فى معرض الاسترجاع و الرد. و كنى بكونها بين القلوب و الصدور عن كونها غير مستقره فى القلوب و لا متمكنه من جواهر النفوس، و قال بعض الشارحين:

اراد ان من الايمان ما يكون على سبيل الاخلاص و منه ما يكون على سبيل النفاق. و قوله:

الى اجل معلوم. ترشيح لا ستعاره العوارى. اذ كانت من شانها ان تستعار الى وقت معلوم ثم ترد فكذلك ما كان بمعرض الزوال و التغير من الايمان. و هذه القسمه الى
هذين القسمين هى الموجوده فى نسخه الرضى بخطه و فى نسخ كثير من الشارحين و نسخ كثيره معتبره، و نقل الشارح عبدالحميد بن ابى الحديد- رحمه الله- فى النسخه التى شرح الكتاب عليها ثلاثه اقسام هكذا:

فمن الايمان ما يكون ثابتا مستقرا فى القلوب، و منه ما يكون عوارى فى القلوب، و منه ما يكون عوارى بين القلوب و الصدور الى اجل معلوم. ثم قال فى بيانها ما هذه خلاصته:

ان الايمان اما ان يكون ثابتا مستقرا فى القلوب بالبرهان و هو الايمان الحقيقى، او ليس بثابت بالبرهان بل بدليل الجدلى كايمان كثير ممن لم تحقق العلوم العقليه و يعتقد ما يعتقده من اقيسه جدليه لا تبلغ درجه البرهان و قد سماه عليه السلام عوارى فى القلوب:

اى انه و ان كان فى القلب الذى هو محل الايمان الحقيقى الا ان حكمه حكم العاريه فى البيب فانها بعرضه الخروج منه، و اما ان لا يكون مستندا الى برهان و لا الى قياس جدلى بل على سبيل التقليد و حسن الظن بالاسلاف او بامام يحسن الظن به و قد جعله عليه السلام عوارى بين القلوب و الصدور لانه دون الثانى فلم يجعله حالا فى القلب لكونه اضعف مما قبله و اقرب الى الزوال. ثم رد قوله:

الى اجل معلوم. الى القسمين الاخيرين لان من ثبت ايمانه بالقياس
الجدلى قد يبلغ الى درجه البرهان اذا انعم النظر و رتب المقدمات اليقينيه ترتيبا منتجا، و قد يضعف مقدماته فى نظره فينحط الى درجه المقلد فيكون ايمان كل منهما الى اجل معلوم لكونه فى معرض الزوال. و اقول:

ان صحت هذه الروايه فالمعنى يعود الى ما قلناه من القسمه فان العلم بما يستلزمه البرهان او غيره من الايمان ان بلغ الى حد الملكه فهو الثابت المستقر، و الا فهو العاريه و الذى اراه ان القسم الثانى تكرار وقع من قلم الناسخ سهوا. و الله اعلم. الثانيه:

قوله:

فاذا كانت لكم براءه. الى قوله:

حد البراءه:

معناه انكم اذا اردتم التبرى من احد من اهل الكباير فقفوه:

اى اجعلوه موقوفا الى حال الموت و لا تسارعوا الى البراءه منه قبل الموت فان اشد الكبائر و اعظمها الكفر و جايز من الكافر ان يسلم فاذا بلغ منتهى الحياه و حدها و لم يقلع عن كبيرته فذلك الحد هو حد البراءه الذى يجوز ان يوقعوها معه. اذ ليس بعد الموت حاله ترجى و تنتظر. قال بعض الشارحين:

و البراءه التى اشار عليه السلام اليها هى البراءه المطلقه لا كل براءه، اذ يجوز لنا ان نبرء من الفاسق و صاحب الكبيره فى حياته براءه مشروطه:

اى مادام مصرا على كبيرته. الثالثه:

قوله:

و الهجره قائمه على
حدها الاول. لما كانت حقيقه الهجره ترك منزل الى منزل آخر لم تكن تخصيصها عرفا بهجره الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و من تبعه و هاجر اليه من مكه الى المدينه مخرجا لها عن حقيقتها وحدها اللغوى. اذ كان ايضا كل ما ترك منزله الى منزل آخر مهاجرا. اذا عرفت ذلك فنقول:

ان مراده عليه السلام من بقاء الهجره على حدها بقاء صدقها على من هاجر اليه و الى الائمه من اهل بيته فى طلب دين الله و تعرف كيفيه السلوك لصراطه المستقيم كصدقها على من هاجر الى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و فى معناها ترك الباطل الى الحق و بيان هذا الحكم بالمنقول المعقول:

اما المنقول فمن وجهين:

احدهما:

قوله تعالى (و من يهاجر فى سبيل الله يجد فى الارض مراغما كثيرا) وسعه فقد سمى من فارق وطنه و عشيرته فى طلب دين الله و طاعته مهاجرا. و قد علمت فى اصول الفقه ان من للعموم فوجب ان يكون كل من سافر لطلب دين الله فى معادنه مهاجرا. الثانى:

قول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم:

المهاجر من هاجر ما حرم الله عليه. و ظاهر ان من هاجر معصيه الائمه الى طاعتهم و الاقتداء بهم فقد هاجر ما حرم الله عليه فكان اسم الهجره صادقا عليه. و اما المعقول فلان المفارق لوطنه الى الرسول صل
ى الله عليه و آله و سلم مهاجر فوجب ان يكون المفارق لوطنه الى من يقوم مقامه من ذريته الطاهرين مهاجرا لصدق حد الهجره فى الموضعين، و لان المقصود من الهجره ليس الا اقتباس الدين و تعرف كيفيه سبيل الله. و هذا المقصود حاصل ممن يقوم مقام الرسول صلى الله عليه و آله و سلم من الائمه الطاهرين عليهم السلام بحيث لا فرق الا النبوه و الامامه. و لا مدخل لاحد هذين الوصفين فى تخصيص مسمى الهجره بمن قصد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم دون من قصد الائمه فوجب عموم صدقه على من قصدهم. فان قلت هذا معارض بقوله صلى الله عليه و آله و سلم:

لا هجره بعد الفتح حتى شفع عمه العباس فى نعيم بن مسعود الاشجعى ان يستثناه فاستثناه. قلت. يحمل ذلك على انه لا هجره من مكه بعد فتحها الى المدينه توفيقا بين الدليلين. و سلب الخاص لا يستلزم سلب العام. فاعلم ان فائده هذا القول الدعوه الى الدين و اقتباسه منه و من اهل بيته عليهم السلام بذكر الهجره، و التنبه بها و ما يستلزمه من الفضيله على ان التارك لاهله و وطنه اليهم طلبا للدين منهم يلحق بالمهاجرين الاولين فى مراتبهم و ثوابهم. الرابعه:

قوله:

ما كان فى الارض. الى قوله:

و معانيها. قال قطب الدين الراوندى- رحمه ا
لله-:

ما هيهنا نافيه:

اى لم يكن لله فى اهل الارض ممن اسر دينه او اعلنه و اظهره حاجه. و من هنا لبيان الجنس. و انكر الشارح عبدالحميد بن ابى الحديد كون ما نافيه. و قال:

يلزم منه كون الكلام منقطها بين كلامين متواصلين و جعلها هو بمعنى المده:

اى و الهجره قائمه على حدها مادام لله فى اهل الارض ممن اسر دينه او اعلنه حاجه:

اى مادامت العباده مطلوبه لله تعالى من اهل الارض بالتكليف و هو كقولك فى الدعاء اللهم احينى ما كان الحياه خيرا لى. و يكون لفظ الحاجه مستعارا فى حقه تعالى باعتبار طلبه للعباده بالاوامر و غيرها كطلب ذى الحاجه لها. و اقول:

انه غير بعيد ان يكون نافيه مع اتصال الكلام بما قبله، و وجهه انه لما رغب الناس فى طلب الدين و العباده فكانه اراد ان يرفع حكم الوهم بما عساه يحكم به عند تكرار طلب الله للدين و العباده من حاجته تعالى اليها من خلقه حيث كرر طلبه منهم بتواتر الرسل و الاوامر الشرعيه، و يصير معنى الكلام ان الهجره باقيه على حدها الاول فى صدقها على المسافرين لطيف الدين فينبغى للناس ان يهاجروا فى طلبه الى ائمه الحق و ليس ذلك لان الله تعالى الى اهل الارض ممن اسر دينه او اظهره حاجه فانه تعالى الغنى المطلق الذى لا ح
اجه به الى شى ء. الخامسه:

قوله:

لا تقع اسم الهجره. الى قوله:

قلبه. اشاره بالحجه فى الارض الى امام الوقت لانه حجه الله فى ارضه على عباده يوم القيامه و شاهده عليهم. و هذا الكلام تفسير لمواقع اسم الهجره و بيان لمن تصدق عليه فشرط صدقها على الانسان بمعرفته لامام وقته و ذلك لان الامام هو الحافظ للدين و معدنه الذى يجب اخذه عنه فيكون قصده لذلك مشروطا بمعرفته فاذن اطلاق اسم الهجره عليه مشروط بمعرفه امام الوقت فلذلك قال:

لا يقع اسم الهجره على احد الا بعد معرفه الحجه فى الارض. و قوله:

فمن عرفها و اقر بها فهو مهاجر. يحتمل ان يريد به ان شرط اطلاق اسم المهاجره على الانسان مشروط بمعرفه امام الوقت المستلزمه للسفر اليه كما هو الظاهر من لفظ المهاجره. و يحتمل ان يريد ان مجرد معرفه الامام و الاقرار بوجوب اتباعه و الاخذ عنه و ان كان بالاخبار عنه دون المشاهده كاف فى اطلاق اسم الهجره على من عرفه كذلك دون السفر اليه كما كفى فى اطلاقه على ترك ما حرم الله بمقتضى قول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم:

و المهاجر من ترك ما حرم الله عليه. و قوله:

و لا يصدق (يقع خ) اسم الاستضعاف على من بلغته الحجه. اى اخبار الحجه فحذف المضاف. و يحتمل ان يري
د بالحجه نفس الاخبار التى ينقل عن الامام و يجب العمل بها قال قطب الدين الراوندى:

يمكن ان يشير بهذا الكلام الى احد آيتين:

احديهما:

قوله تعالى (ان الذين توفيهم الملائكه ظالمى انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها فاولئك ماويهم جهنم) فيكون مراده عليه السلام على هذا انه لا يصدق اسم الاستضعاف على من عرف الامام و بلغته احكامه و وعاها قلبه و ان بقى فى وطنه و لم يتجشم السفر الى الامام كما لا يصدق على هولاء المذكورين فى الايه. و الثانيه:

قوله تعالى بعد ذلك (الا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان لا يستطيعون حيله و لا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم) فيكون مراده على هذا ان من عرف الامام و سمع مقالته و وعاها قلبه لا يصدق عليه الاستضعاف كما صدق على هولاء. اذ كان المفروض على الموجودين فى عصر الرسول صلى الله عليه و آله و سلم المهاجره بالابدان دون من بعدهم بل يقنع منه بمعرفته و العمل بقوله بدون المهاجره اليه بالبدن:

و اقول:

يحتمل ان يريد بقوله ذلك انه لا عذر لمن بلغته دعوه الحجه و سمعها فى تاخره عن النهوض و المهاجره اليه مع قدرته على ذلك و لا يصدق عليه ا
سم الاستضعاف كما يصدق المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان حتى يكون ذلك عذرا له بل يكون فى تاخره ملوما مستحقا للعذاب كالذين قالوا انا كنا مستضعفين فى الارض، و يكون مخصوصا بالقادرين على النهوص كما قلناه دون العاجزين فان اسم الاستضعاف صادق عليهم. و هذا الاحتمال انما يكون جايز الاراده من هذا الكلام على تقدير ان يكون اطلاق اسم المهاجر على الانسان فى الكلام المقدم مشروطا بمعرفه الامام بالمشاهده و السفر اليه. اذ لو جاز عليه ان يطلق عليه المهاجره مع عدم السفر الى الامام لما كان ملوما فى تاخره عنه. السادسه:

قوله:

ان امرنا صعب مستصعب. فامرهم شانهم و ما هم عليه من الكمال الخارج عن كمالات من عداهم من الامه و الاطوار التى يختص بها عقولهم وراء عقول غيرهم فيكون لهم عن ذلك القدره على ما لا يقدر عليه غيرهم و الادراكات الغيبيه بالنسبه الى غيرهم و الاخبار عنه كالوقايع التى حكى عنها عليه السلام ثم وقعت على وفق قوله و كالاحكام و القضايا التى اختص بها و نقلت عنه فان هذا الشان صعب فى نفسه لا يقدر عليه الا الانبياء و اوصياء الانبياء و مستصعب الفهم على الخلق معجوز عن احتمال ما يلقى منه من الاشارات و الاخبارات عما سيكون و القدره
على ما يخرج على وسع مثلهم و لا تحتمله و لا تقبله الا نفس عبد امتحنها الله للايمان كقوله تعالى (اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) اى اعدها بالامتحان و الابتلاء بالتكاليف العقليه و النقليه لحصول الايمان الكامل اليقينى بالله و رسوله و كيفيه سلوك سبيله، و تجلت بالكمالات العلميه و الفضايل الخلقيه حتى عرفت مبادى كمالاتهم و مقاديرها و كيفيه صدور مثل هذه الغرايب عنه فلا يستنكر ما ياتون به من قول او فعل و لا يلقاه بالتكذيب كما كانت جماعه من اصحابه عليه السلام يفعلون ذلك معه فيما كان يخبر به عن الفتن حتى فهم ذلك منهم فقال:

يقولون:

يكذب. قاتلهم الله تعالى فعلى من اكذب؟ اعلى الله و انا اول من آمن به او على رسوله و انا اول من صدقه؟ كما حكينا ذلك فيما سبق، بل يحتمل كل ما ياتون به على وجهه و يستنده الى مبدئه و يفرح بوصول ما يرد عليها من اسرارهم الالهيه. فاولئك و امثالهم هم اصحاب الصدور الامنه التى تعى ما يلقى اليها من تلك الاسرار و يصونها عن الاذاعه الى من لا ينتفع بها و ليس باهل لها فهى مامونه عليها، و اولوا الارحلام الرزينه التى لا يستفزها سماع تلك الغرايب و مشاهدتها منهم فيحملهم ذلك على اذاعتها و استنكارها بل يحملها
على الصواب ما وجدت لها محملا فاذا عجزت عن معرفتها ثبتت فيها و آمنت بها على سبيل الاجمال و فوضت علم كنهها الى الله سبحانه. و اراد قلوب صدور امينه او اصحاب صدور امينه و اصحاب احلام رزينه فحذف المضاف. و يحتمل ان يكون قد اطلق اسم الصدور و الاحلام مجازا عن اهلها اطلاقا لاسم المتعلق على المتعلق و نقل عنه عليه السلام مثل هذا الكلام فى غير هذا الموضع من جمله خطبه له:

ان قريشا طلبت السعاده فشقيت. و طلبت النجاه فهلكت. و طلبت الهدى فضلت الم يسمعوا و يحهم قوله تعالى (الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم) فاين العدل و النزع عن ذريه الرسول الذين شيدا الله بنيانهم فوق البنيان و اعلى رووسهم و اختارهم عليهم؟. الا ان الذريه افنان انا شجرتها و دوحه انا ساقها. و انى من احمد بمنزله الضوء من الضوء كنا اظلالا تحت العرش قبل خلق البشر و قبل خلق الطينه التى كان منها البشر اشباحا عاليه لا اجساما ناميه. ان امرنا صعب مستصعب لا يعرف كنهه الا ملك مقرب او نبى مرسل او عبد امتحن الله قبله للايمان فاذا انكشف لكم سرا و وضح لكم امر فاقبلوه و الا فامسكوا تسلموا و ردوا علمها الى الله فانكم فى اوسع ما بين السماء و الارض. و فى قوله
:

و انى من احمد بمنزله الضوء من الضوء، و قوله:

كنا اظلالا. الى قوله:

ناميه اشاره لطيفه:

اما الاول:

فاشار الى ان الكمالات التى حصلت لنفسه القدسيه بواسطه كمالات نفس النبى صلى الله عليه و آله و سلم اشبه الاشياء بصدور الضوء عن الضوء كشعله مصباح اقتبست من شعله مصباح اكبر و اعلى. و من العاده فى عرف المجردين و اولياء الله و كتابه تمثيل النفوس الشريفه و العلوم بالانوار و الاضواء لمكان المشابهه بينهما فى حصول الهدايه عنها مع لطفها و صفائها، و اما الثانى فيحمل ان يكون قد اشار بكونهم اظله تحت العرش قبل خلق البشر اشباحا بلا اجسام الى وجودهم فى العلم الكلى فانه قد يعبر عنه فى بعض المواضع بالعرش. و استعار لفظ الاضلال لهم باعتبار كونهم مرجعا للخلق و ملجا كالاظلال، و قد سبقت الاشاره الى ذلك او ما قرب منها ببيان اوضح فى الخطبه الاولى. السابعه:

ايه بالناس. و قال:

سلونى قبل ان تفقدونى. الى قوله:

الارض. و اجمع الناس على انه لم يقل احد من الصحابه و اهل العلم:

سلونى. غير على عليه السلام ذكر ذلك ابن عبدالبر فى كتاب الاستيعاب. و اراد بطرق السماء وجوه الهدايه الى معرفه منازل سكان السماوات من الملا الاعلى و مراتبهم من حضره الربوبيه و
مقامات انبياء الله و خلفائه من حظائر القدس، و انتقاش نفسه القدسيه عنهم باحوال الفلك و مدبراتها و الامور الغيبيه مما يتعلق بالفتن و الوقايع المستقبله اذ كان له عليه السلام الاتصال التام بتلك المبادى ء. فبالحرى ان يكون علمه بما هناك اتم و اكمل من علمه بطرق الارض الى منازلها. و قد سبق مثله لقوله:

سلونى قبل ان تفقدونى فو الله لا تسالونى عن فئه تضل مائه و تهدى مائه الا انباتكم بسائقها و قائدها. و قد حمله قوم على وجه آخر و قالوا:

اراد بطرق السماء الاحكام الشرعيه و الفتاوى الفقهيه:

اى انا اعلم بها من الامور الدنيويه فعبر عن تلك بطرق السماء لكونها احكاما الهيه، و عبر عن هذه بطرق الارض لانها من الارضيه. و نحوه ما نقل عن الامام الوبرى:

انه قال:

اراد ان علمه بالدين اوفر من علمه بالدنيا. و قوله:

قبل ان تشغر برجلها فتنه. الى آخره. اراد فتنه بنى اميه و احكامهم العادله عن العدل و ما يلحق الناس فى دولتهم من البلاء. و كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنه عن مدبر يدبرها و يحفظ الامور و يتنظم الدين حين وقوع الجوز. و قوله:

تطا فى خطامها. استعاره لوصف الناقه التى ارسل خطامها و خلت عن القايد فى طريقها فهى تخبط فى خطامها و تعثر فيه و
تطا من لقيت من الناس على غير نظام عن حالها، و هذا هو وجه الاستعاره. اذ كانت هذه الفتنه تقع فى الناس على غير قانون شرعى. و لا طريق مرضى. و لا قائد ينتظم امور الخلق فيها. و قوله:

و يذهب باحلام قومها. قال بعض الشارحين:

اى تحير اهل زمانها و تذهلهم بشدتها حتى لا يثبتون فيها بل تطيش البابهم فلا يهتدون الى طريق التخلص عنها و وجه السلامه فيها. و يحتمل ان يريد بذلك انها يستخف اهل زمانها فياتون اليها سراعا و يجيئون الناعق بها و الداعى اليها رغبه و رهبه فلا يبالون فى ذلك و لا يفحصون عن كونها فتنه لغفلتهم عن وجه الحق فيها و شده وقوعها على الناس. و بالله التوفيق.

/ 542