خطبه 234-خطبه قاصعه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 234-خطبه قاصعه

اقول:

نقل فى سبب هذه الخطبه:

ان اهل الكوفه كانوا فى آخر خلافته عليه السلام قد فسدوا كانوا قبائل متعدده فكان الرجل يخرج من منازل قبيلته فيمر بمنازل قبيله اخرى فيقع به ادنى مكروه فيستعدى قبيلته، و ينادى باسمها مثلا يا للنخع او يا لكنده نداء عاليا يقصد به الفتنه و اثاره الشر فيتالب عليه فتيان القبيله التى قد مر بها و ينادون يالتميم يا لربيعه فيضربونه فيمر الى قبيلته و يستصرخ بها و تسل بينهم السيوف و تثور الفتنه، و لا يكون لها اصل فى الحقيقه و لا سبب يعرف الا تعرض الفتيان بعضهم ببعض، و كثر ذلك منهم فخرج عليه السلام اليهم على ناقه فخطبهم هذه الخطبه. اذا عرفت ذلك فنقول:

القصع:

ابتلاع الماء و الجره، و قصعت الرجل قصعا:

صغرته و حقرته، و قصعت هامته:

اذا ضربتها ببسط كفك، و قصع الله شبابه:

اذ ابقى قميئا. فهو مقصوع لا يزداد. و اصل هذه الكلمه للتصغير و التحقير. و الجبريه و الجبروت:

الكبر. و ادرعه:

لبسه كالدرع. و الدحر:

الطرد. و قد ذكر الشارحون فى تسميه هذه الخطبه القاصعه وجوها:

احدها:

و هو اقربها انه عليه السلام كان يخطبها على ناقته و هى تقصع بجرتها فجاز ان يقال:

ان هذه الحال لما نقلت عنه فى اسناد هذه الخطبه
نسبت الخطبه الى الناقه القاصعه فقيل:

خطبه القاصعه ثم كثر استعمالها فجعلت من صفات الخطبه نفسها:

او لان الخطبه عرفت بهذه الصفه لملازمه قصع الناقه لانشائها. و العرب يسمى الشى ء باسم لازمه. الثانى:

انها سميت بذلك لان المواعظ و الزواجر فيها متتابعه فاشبهت جرات الناقه و تتابعها. الثالث:

سميت بذلك لانها هاشمه كاسره لابليس، و مصغره و محقره لكل جبار. و هو وجه حسن ايضا. الرابع:

لانها تسكن نخوه المتكبرين و كبرهم فاشبهت الماء الذى يسكن العطش فيكون من قولهم:

قصع الماء عطشه اذا سكنه و اذهبه. و اعلم ان مدار هذه الخطبه على النهى عن الكبر و التوبيخ عليه و على ما يلزمه من الحميه و العصبيه لغير الله تعالى ليكون الناس على ضد ذلك من التواضع و الرفق، و قد علمت فى المقدمات ان من شان الخطيب ان يورد فى صدر الخطبه ما ينبه على المطلوب الذى يورده بقول كلى ليتنبه السامعون لما يريده اجمالا فلذلك صدر عليه السلام الخطبه بنسبه العز و الكبرياء و العظمه الى من هو اولى به و هو الله تعالى، و اشار الى ان ذلك خاصه له و حرام على غيره، و ذكر ابليس و قصته مع آدم عليه السلام فى معرض الذم بتكبره عليه ليترتب على ذكره و ذمه بتلك الرذيله النهى و التحذير
عن ارتكابها و ليحصل التنفير بحاله اذ كان بذلك ملعونا مطرودا على السنه الانبياء باسرهم. و اذ كان مدار الخطبه ذم الكبر و النهى عنه فلنشر الى حقيقته فى الانسان اولا ثم الى ما يلزمه من الافات و الى المذام الوارده فيه. فنقول:

اما حقيقته فهى هيئه نفسانيه تنشا عن تصور الانسان نفسه اكمل من غيره و اعلى رتبه و تلك الهيئه تعود الى ما يحصل للنفس عن ذلك التصور من النفخ و الهزه و التعزز و التعظم و الركون الى ما تصورته من كمالاتها و شرفها على الغير، و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

اعوذ بك من نفخه الكبر. و هى رذيله تحت الفجور تقابل فضيله التواضع. و ما يلزم عن ذلك التصور اعنى تصور الانسان فضيلته على الغير ان قطع النظر فيه عن قياسه على متكبر عليه و عن اضافته الى الله تعالى باعتبار انه منه و لم يكن خائفا من فوت تلك الفضيله بل كان ساكنا اليها مطمئنا فذلك هو العجب فاذن العجب هيئه تلزم عن تصور الكمال فى النفس و استقطاعه عن المنعم به و الركون اليه و الفرح به مع الغفله عن قياس النفس الى الغير بكونها افضل منه. و بهذا الفصل الاخير ينفصل عن الكبر. اذ كان لابد فى الكبر من ان يرى الانسان لنفسه مرتبه و للغير مرتبه ثم يرى م
رتبته فوق مرتبه غيره. و اما آفاته و هى ثمراته و ما يلزم عنه من الاعمال و التروك فان هذا الخلق يوجب اعمالا اذا ظهرت على الجوارج قد تسمى كبرا:

فمنها باطنه كتحقير الغير و ازدرائه، و اعتقاد انه ليس اهلا للمجالسه و المواكله و الانفه عن ذلك. و اعتقاد انه يصلح ان يكون ماثلا بين يديه قائما، بل قد يعتقد من هو اشد كبرا ان ذلك لا يصلح للمثول بين يديه، و كحسده و الحقد عليه، و كنظر العالم المتكبر الى الجاهل العامى بعين الاستخفاف و الاستجهال. و اما الظاهره فكالتقدم عليه فى الطرق و الارتفاع عليه فى المجالس، و كابعاده عن مجالسته و موالكته، و العنف به فى النصح، و الغضب عند رد قوله، و الغلظه على المتعلمين و اذلالهم و استخدامهم، و الغيبه و التطاول بالقول. و اما التروك:

فكترك التواضع و الاستنكاف عن مجالسه من دونه و معاشرته و عدم الرفق بذوى الحاجات و نحو ذلك مما لا يحصى من الرذايل. و اما المذام الوارده فيه:

فهى كثيره فى القرآن الكريم و السنه النبويه كقوله تعالى (كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار) و قوله (و استفتحوا و خاب كل جبار عنيد) و قول الرسول صلى الله عليه و آله و سلم:

يقول الله عز و جل الكبرياء ردائى و العظمه ازارى فمن
ناز عنى واحدا منهما القيته فى جهنم. و قوله عليه السلام:

لا يدخل الجنه من فى قلبه مثقال ذره من كبر. و انما صار حجابا عن الجنه لانه يحول بين العبد و بين اخلاق المومنين التى هى ابواب الجنه. فالكبر و العجب يغلق تلك الابواب كلها لانها لا تقدر على ان يحب للمومن ما يحب لنفسه و فيه شى ء من العزه، و لا يتمكن من ترك هذه الرذائل و فعل اضدادها من الفضائل كالتواضع و كظم الغيظ و قبول النصح و الرفق فى القول و غيرها و فيه شى ء من العزه و الكبرياء. و ما من خلق ذميم الا و صاحب العزه و الكبر مضطر اليه ليحفظ به عزه. و ما من خلق فاضل الا و هو عاجز عنه خوفا ان يفوته عزه فلذلك لم يدخل الجنه من فى قلبه مثقال حبه من كبر. و بعض الاخلاق الذميمه مستلزم للبعض. و شر انواع الكبر ما منع العلم و استعماله و قبول الحق و الانقياد له. اذا عرفت ذلك فنقول:

انه عليه السلام حمد الله تعالى باعتبارات:

احدها:

لبسه للعز و الكبرياء. و لما علمت ان الكبرياء لابد فيه من امرين:

احدهما:

العلم بكمال الذات. و الثانى:

اعتبار الشرف و العلو على الغير فكان هذان الاعتباران صادقين عليه تعالى اتم من صدقهما على كل موجود لا جرم كان بالكبرياء و العظمه احق من كل موجود ام
ا الاول:

فلانه لما كان كمالات الذات عباره عن الوجود و كماله فكان وجوده تعالى اتم الوجودات بحيث لم يفته من كماله شى ء بل كل ما ينبغى له فهو حاصل بالفعل لا جرم صدق عليه هذا الاعتبار اتم صدق. و اما الثانى:

فلان وجوده تعالى هو الوجود الذى يصدر عنه وجود كل موجود عداه، و هو تعالى عالم بجميع المعلومات كليها و جزئيها فهو اذن عالم بكماله و شرفه على عبيده. و استعار لفظ اللبس باعتبار احاطه كماله بكل اعتبار له كما يحيط القميص و الرداء بجسد لابسه. الثانى:

كونه تعالى اختارهما لنفسه دون خلقه. و معنى اختياره هنا تفرده باستحقاقهما لذاته فان المستحق للعز و الكبرياء بالذات ليس الا هو، و دل على ذلك المنقول و المعقول. و اما المنقول:

فقوله تعالى (عالم الغيب و الشهاده الكبير المتعال) و الالف و اللام هنا يفيد حصر الكبرياء و العلو فيه، و اما المعقول فلانه تعالى لما استحق ذلك الاعتبار لذاته لا بامر خارج و الا لكان مفتقرا الى الغير. ثم ذم المتكبرين و توعدهم فى كتابه العزيز و على لسان نبيه صلى الله عليه و آله و سلم حيث قال حكايه عنه:

الكبرياء ردائى. الخبر. علمنا انه قد اختار الاختصاص بهما دون خلقه. الثالث:

و جعلهما حمى و حرما على غيره.

استعار لفظ الحمى و الحرم باعتبار اختياره لهما و تحريمهما على غيره من خلقه كما يحمى الملك المرعى و الحرم. الرابع:

و اصطفاهما لجلاله:

اى لتقدسه و علوه عن شبه مخلوقاته استحق الانفراد بهذين فتفرد بهما. و هو معنى اصطفائه لهما. الخامس:

جعله اللعنه على من نازعه فيهما من عباده. اشاره الى نحو قوله فى الخبر المذكور:

فمن نازعنى فيهما القيته فى جهنم. و لا شك ان الملقى فى جهنم مبعد مطرود عن الخير و الرحمه. و لفظ المنازعه فى الخبر مجاز فى محاده المتكبرين و مجانيتهم له و مخالفتهم لامره فى الاتصاف بالكبر فكانهم يجاذبونه ما اختص به و من لوازم المجاذبه المنازعه القوليه فاطلقت هنا اطلاقا لاسم اللازم على ملزومه. السادس:

اختباره بذلك ملائكته المقربين. الى قوله:

ساجدين:

اى ابتلاهم بالتكبر و عدمه. و قد علمت معنى ابتلائه و اختباره تعالى لخلقه فيما سبق. و نزيده بيانا. فنقول لما كانت حقيقه الاختبار طلب الخبر بالشى ء و معرفته لمن لا يكون عارفا به، و كان هو تعالى عالما بمضمرات القلوب و خفيات القلوب فيميز المطيعين من عبيده من العصاه لم يكن اطلاق هذا اللفظ فى حقه حقيقه بل على وجه الاستعاره باعتبار انه لما كان ثوابه و عقابه للخلق موقوفين
على تكليفهم بما كلفهم به فان اطاعوه فيما امرهم اثابهم و ان عصوه عاقبهم اشبه ذلك اختبار الانسان لعبيده و تمييزه لمن اطاعه منهم ممن عصاه، و اطلق عليه لفظه. و قوله:

ليميز المتواضعين منهم من المتكبرين. ترشيح لاستعاره الختبار لان لا تميز من لوازمه و عوارضه. و يحتمل ان يريد ليميز المطيعين عن العصاه باعطاء الثواب لهم دونهم فلا يكون التميز بمعنى العلم بل الانفصال الخارجى لكل من المطيعين و العصاه بما يستحقه من ثواب و عقاب. و قوله:

و هو العالم. الى قوله:

العيوب. قرينه مخرجه للاختبار عن حقيقته، و هى جمله معترضه بين القول و المقول للملائكه و هو قوله تعالى (انى خالق) الى آخره. و المختبر به هو قوله (فقعوا له ساجدين) و قال بعض الشارحين:

انما اختبرهم مع علمه بمضمراتهم لان اختباره تعالى ليس ليعلم بل ليعلم غيره من خلقه طاعه من يطيع و عصيان من يعصى قال:

/ 542