نامه 005-به اشعث بن قيس
اقول:و روى عن الشعبى:ان عليا عليه السلام لما قدم الكوفه و كان الاشعث بن قيس على ثغر آذربيجان من قبل عثمان بن عفان فكتب اليه بالتبعه و طالبه بمال آذربابيجان مع زياد بن مرحب الهمدانى. و صوره الكتاب:بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله على اميرالمومنين الى الاشعث بن قيس. اما بعد فلو لاهنات كن منك كنت المقدم فى هذا الامر قبل الناس و لعل آخر امرك يحمد اوله و بعضه بعضا ان اتقيت الله. انه قد كان من بيعه الناس اياى ما قد بلغك و كان طلحه و الزبير اول من بايعنى ثم نقضا بيعتى عن غير حدث و اخرجا عايشه فساروا بها الى البصره فصرت اليهم فى المهاجرين و الانصار فالتقينا فدعوتهم الى ان يرجعوا الى ما خرجوا منه فابوا فابلغت فى الدعاء و احسنت فى البقيه. و اعلم ان عملك. الى آخر الفصل. و كتب عبدالله بن ابى رافع فى شعبان سنه ست و ثلاثين. و المسترعى:من جعله راعيا. و الطعمه:الماكله. و الرعيه:المرعيه- فعليه بمعنى مفعوله-. و افتات تفتات- بالهمزه-:اذا استبد بالامر. و المخاطره التقدم فى الامور العظام و الاشراف فيها على الهلاك. و الوثيقه. ما يوثق به فى الدين. و قوله:و ان عملك. الى قوله:بوثيقه. اشاره الى قياس ضمير من الشكل الاول بين فيه انه ليس له ان يستبد فى رعيته بامر من الامور دون من استرعاه و لا ان يخاطر فى شى ء من امور ولايته من مال و غيره الا بوثيقه ممن ائتمنه على البلاد و استرعاه للعباد. و دل على الصغرى بقوله:و ان عملك. الى قوله:لمن فوقك، و تقدير الكبرى:و كل من كان كذلك فليس له ان يستبد بامر دون من ائتمنه و استرعاه و لا يخاطر الا بوثيقه تخلصه ويثق بها. ثم بين له بعض ما لا يجوز له الاستبداد به و المخاطره فيه و هو مال تلك البلاد، و نبه على وحوب حفظه بامرين:احدهما:انه مال الله الذى افائه على عباده المومنين. و الثانى:انه من خزانه عليه الى غايه ان يحمله اليه. و من شان الخازن الحفظ و عدم التصرف فيما يخزنه الا باذن و امر وثيق يلقى به ربه. و قد كان الاشعث متخوفا فامن على عليه السلام حين ولى الامر، و جازما بانه لا يبقى العمل فى يده لهنات سبقت منه فى الدين و فى حقه عليه السلام قد اشرنا الى بعضها فيما سبق فى قوله:و ما يدريك ما على مما لى. ثم اراد عليه السلام تسكينه فقال. و لعلى لا اكون شر و لا تك لك:اى شر من ولى عليك. و اتى بلفظ الترجى ليقيمه بين طورى الخوف و الرجاء، و انما يكون شر ولاته عليه لو خالف الدين و الاشعث يعلم
ذلك منه فكان ذلك جاذبا له الى لزوم الدين، و روى انه لما اتاه كتاب على عليه السلام دعا بثقاته و قال لهم:ان على بن ابى طالب قد اوحشنى و هو آخذى بمال آذربيجان على كل حال و انا لا حق بمعاويه. فقال له اصحابه:الموت خير لك من ذلك تدع مصرك و جماعه قومك و تكون ذنبا لاهل الشام. فاستحيا من ذلك. و بلغ قوله اهل الكوفه فكتب اليه عليه السلام كتابا يوبخه فيه و يامره بالقدوم عليه. و بعث به حجر بن عدى الكندى فلامه حجر على ذلك و ناشده الله و قال له:اتدع قومك و اهل مصرك و اميرالمومنين و يلحق باهل الشام؟ و لم يزل به حتى اقدمه الى الكوفه فعرض على على عليه السلام اثقله فوجد فيها مائه الف درهم و روى اربع مائه الف فاخذها. و كان ذلك بالنخيله. فاستشفع الاشعث بالحسن و الحسين عليهماالسلام و بعبدالله بن جعفر فاطلق له منها ثلاثين الفا فقال:لا يكفينى. فقال:لست بزايدك درهما واحدا، و ايم الله لو تركتها لكان خيرا ممالك، و ما اظنها تحل لك، و لو تيقنت ذلك لما بلغتها من عندى. فقال الاشعث:خذ من خدعك ما اعطاك. و بالله التوفيق.