نامه 010-به معاويه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نامه 010-به معاويه

اقول:

اول هذا الكتاب:

من عبدالله على اميرالمومنين الى معاويه بن ابى سفيان سلام على من اتبع الهدى فانى احمد اليك الله الذى لا اله الا هو. اما بعد فانك رايت من الدنيا و تصرفها باهلها فيما مضى منها، و خير ما بقى من الدنيا ما اصاب العباد الصادقون فيما مضى منها، و من يقس الدنيا بشان الاخره يجد بينهما بونا بعيدا. و اعلم يا معاويه انك قد ادعيت امرا لست من اهله لا فى القدم و لا فى البقيه و لا فى الولايه و لست تقول فيه بامر بين يعرف لك فيه اثر و لا لك عليه شاهد من كتاب الله و لا عهد تدعيه من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم يتصل بقوله:

فكيف انت. الفصل. و الجلباب:

الملحفه. و تبهجت:

تحسنت و تزينت. و يوشك بالكسر:

يقرب. و وقفه على ذنبه. اى اطلعه عليه. و المجن:

الترس. و يروى:

منج. و قعس:

اى تاخر. و الاهبه:

العده و هو ما يهيا للامر و يستعد به له. و شمر ثوبه:

رفعه. و الاغفال:

الاهمال و الترك. و المترف:

الذى اطغته النعمه. و الباسق:

العالى. و التمادى فى الامر:

تطويل المده فيه. و الغره:

الغفله. و الامنيه:

ما يتمنى. و قد استفهم عن كيفيه صنعه عند مفارقه نفسه لبدنه استفهام تنبيه له على غفلته عما ورائه من احوا
ل الاخره و تذكيرا بها. و استعار لفظ الجلابيب للذات الحاصله له فى الدنيا بمتاعها و زينتها. و وجه الاستعاره كون تلك اللذات و متعلقاتها احوال ساتره بينه و بين ادراك ما ورائه من احوال الاخره مانعه له من ذلك كما يستر الجلباب ما ورائه، و رشح الاستعاره بذكر التكشف، و لفظ- ما- مجمل بينه بقوله:

من دنيا مع ساير صفاتها و هى تحسنها و زينتها و اسند اليها التبهج مجازا. اذ الجاعل لهاذات تبهج ليس نفسها بل الله تعالى. و فى قوله:

و خدعت. مجاز فى الافراد و التركيب اما فى الافراد فلان حقيقه الخدعه ان يكون من انسان لغيره فاستعملها هيهنا فى كون الدنيا بسبب ما فيها من اللذات موهمه لكونها مقصوده بالذات و انها كمال حقيقى مع انها ليست كذلك و ذلك يشبه الخدعه، و اما فى التركيب فلان كونها موهمه لذلك ليس من فعلها بل من اسباب اخرى منتهى الى الله سبحانه. و كذلك التجوز فى قوله:

دعتك و قادتك و امرتك. فان الدعاء و القود و الامر لها حقايق معلومه لكن لما كانت تصورات كمالها اسبابا جاذبه لها اشبهت تلك التصورات الدعاء فى كونها سببا جاذبا الى الداعى فاطلق عليها لفظ الدعاء، و كذلك اطلق على تلك التصورات لفظ القود و الامر باعتبار كونها اسبابا مستلزمه ل
اتباعها كما ان الامر و القود يوجبان الاتباع، و اما فى التركيب فلان تلك التصورات التى اطلق عليها لفظ الدعاء و القود و الامر مجازا ليس فاعلها و موجبها هو الدنيا بل واهب العلم، و لما كانت اجابه الدنيا و اتباعها و طاعتها معاصى يخرج الانسان بها عن حدود الله ذكرها فى معرض توبيخه و ذمه. و قوله:

و انه يوشك. تذكير بقرب اطلاعه على ما يخاف من اهوال الاخره و الوصول اليه اللازم عن لزوم المعاصى و هو فى معرض التحذير له و التنفير عن اصراره على معصيه الله بادعائه ما ليس له:

اى يقرب ان يطلعك مطلع على ما لابد لك منه مما تخاف من الموت و ما تستلزمه معاصيك من لحوق العذاب، و ظاهر ان تلك امور غفلت عنها العصاه فى الدنيا ما داموا فى حجب الابدان فاذا نزعت عنهم تلك الحجب اطلعوا على ما قدموا من خير او شر و ما اعد لهم بسبب ذلك من سعاده او شقاوه كما اشار اليه سبحانه بقوله (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا) الايه و قد مرت الاشاره الى ذلك غيره مره. و ذلك المطلع و الموقف هو الله سبحانه. و يحتمل ان يريد به نفسه عليه السلام على سبيل التوعيد له و التهديد بالقتل المستلزم لذلك الاطلاع ان دام على غيه، و ظاهر ان تلك الامور التى تقف عليها لا ينجي
ه منها منج. ثم اردف ذلك التوبيخ و التهديد بالغرض له منهما و هو امره بالتاخر عن امر الخلافه. ثم اردف ذلك بما يستلزم التخويف و التهديد فامره باخذ الاهبه للحساب و الاستعداد له بعدته و هى طاعه الله و تقواه و مجانبه معاصيه، و بالتشمير لما قد نزل به. و كنى بالتشمير عن الاستعداد ايضا. و ما نزل به اما الموت او القتل و ما بعده تنزيلا لما لابد من وقوعه او هو فى مظنه الواقع منزله الواقع، و يحتمل ان يريد الحرب التى يريد ان يوقعها به. ثم نهاه عن تمكين الغواه من سمعه، و كنى به عن اصغائه اليهم فيما يشيرون به عليه من الاراء المستلزمه للبقاء على المعصيه. اذ من شان الغاوى الاغواء. و الغواه كعمر و بن العاص و مروان و من كان يعتضد به فى الراى. و قوله:

و الا تفعل. اى ان لم تفعل ما آمرك به اعلمك ما تركت من نفسك. و مفعول تركت ضمير- ما-. و قوله:

من نفسك. بيان لذلك الضمير و تفسير له. و اغفاله لنفسه تركه اعدادها بما يخلصه من اهوال الحرب و عذاب الاخره و هو ملازمه طاعه الله و اقتناء الفضائل النفسانيه، و يفهم من ذلك الاعلام الذى توعد به الاعلام بالفعل فان مضايقته بالحرب و القتال يستلزم اعلامه ما اغفل من نفسه من طاعه الله المستلزمه للراحه
. و قوله:

فانك. الى قوله:

الدم. وصف له بمذام يستلزم اعلامه بالفعل (بالقول خ) ما اغفل من زمنه. فالترف مستلزم لتجاوز الحد الذى ينبغى و يتركه و ذلك الحد فضيله تحت العفه يكون الشيطان قد اخذ منه ماخذه و بلغ فيه امله و جرى منه مجرى الروح و الدم فى القرب يستلزم وصفه بكل الرذايل المستلزمه اضدادها من الفضائل. ثم اخذ فى استفهامه عن وقت كون بنى اميه ساسه الرعيه و ولاه امر الامه استفهاما على سبيل الانكار لذلك و التقريع بالخمول و القصور عن رتبه الملوك و الولاه، و القدم السابق كنايه عن التقدم فى الامور و الاهليه لذلك. و نبه بقوله:

بغير قدم سابق على ان سابقه الشرف و التقدم فى الامور شرط لتلك الاهليه فى المتعارف و هو فى قوه صغرى ضمير من الشكل الاول تقديرها:

و انتم بغير قدم سابق. و تقدير الكبرى:

و كل من كان كذلك فليس باهل لسياسه الرعيه و ولاه امر الامه. ينتج انكم لستم اهلا لذلك. و هو عين ما استنكر نقيضه. و ظاهر انهم لم يكن فيهم من اهل الشرف اهل لذلك. ثم استعاذ من لزوم ما سبق فى القضاء الالهى من الشقاء تنبيها على ان معاويه فى معرض ذلك و بصدده لما هو عليه من المعصيه و تنفيرا له عنها. ثم حذره من امرين:

احدهما:

تماديه فى غفله الا
طماع و الامانى الدنيويه. و الثانى:

كونه مختلف العلانيه و السريره. و كنى بذلك عن النفاق. و وجه التحذير ما يستلزمانه من لزوم الشقاء فى الاخره.

و الرين:

الغلبه و التغطبه، و المرين على قلبه:

من غلبت عليه الذنوب و غطت عين بصيرته الملكات الرديئه. و الشدخ:

كسر الشى ء الاجوف. و قد كان معاويه دعاه الى الحرب و اجابه بجواب مسكت، و هو قوله:

فدع الناس. الى قوله:

ثائرا بعثمان و انتصب- جانبا- على الظرف، و انما جعل مبارزته له سببا لعلمه بانه مغطى على قلبه و بصر بصيرته بحجب الدنيا و جلابيب هيئاتها لما ان من لوازم العلم باحوال الاخره و فضلها على الدنيا الثبات عند المبارزه فى طلبها و ان ادى الى القتل حتى ربما تكون محبه القتل من لوازم ذلك العلم ايضا و قد كان عليه السلام يعلم من حاله انه لا يثبت له محبه للبقاء فى الدنيا فلذلك دعاه الى المبارزه ليعلمه باقدامه عليه و فراره منه انه ليس طالبا للحق و طريق الاخره فى قتاله و ان حجب الشهوات الدنيويه قد غطت عين بصيرته عن احوال الاخره و طلبها فكان فراره منه مستلزما لعدم علمه بالاخره المستلزم للرين على قلبه و علامه داله عليه، و فى ذلك تهديد و تحذير، و كذلك اعتزائه له و انتسابه، و تذكيره بكونه قاتل من قتل من اهله شدخا يوم بدر فى معرض التخويف و التحذير له ان يصيبه ما اصابهم ان اصر على المعصيه. و جده المقتول هو جده
لامه عتبه بن ابى ربيعه فانه كان اباهند، و خاله الوليد بن عتبه، و اخوه حنظله بن ابى سفيان. فقتلهم جميعا عليه السلام يوم بدر، و كذلك تذكيره ببقاء ذلك السيف و القلب معه يلقى بهما عدوه و بكونه لم يستبدل دينا و لا نبيا و انه على المنهاج الذى تركوه طايعين و دخلوه مكرهين و هو طريق الاسلام. الواضحه كل ذلك فى معرض التخويف و التحذير و التوبيخ بالنفاق.

/ 542