نامه 011-به گروهى از سپاهيان
اقول:و هذا الفصل ملتقط من كتاب كتبه عليه السلام الى زياد بن النضر الحارثى حين سرحه على مقدمته الى الشام من النخيله لما اراد الخروج من الكوفه اليها، و كان قد بعث معه شريح بن هانى و اختلفا فكتب كل منهما اليه يشكو من صاحبه فكتب عليه السلام اليهما:اما بعد فانى وليت زياد بن النضر مقدمتى و امرته عليها، و شريح على طايفه منها امير فان جمعكما باس فزياد على الناس و ان افترقتما فكل واحد منكما امير على الطايفه التى وليته عليها. و اعلما ان مقدمه القوم عيونهم و عيون المقدمه طلايعهم فاذا انتما خرجتما من بلاد كما و دنوتما من بلاد عدوكما فلا تسكنا من توجيه الطلايع و نقض الشعاب و الشجر و الخمر فى كل جانب كيلا يغتر كما عدو او يكون لهم كمين و لا تسيرا الكتائب الامن لدن الصباح الى المساء الى على تعبيه فان دهمكم دهم او غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم فى التعبيه. ثم يتصل بقوله:فاذا نزلتم. الى قوله:او امن. ثم يتصل بقوله:و اياكم و التفرق فاذا نزلتم فانزلوا جميعا و اذا رحلتم فارحلوا جميعا و اذا غشيكم الليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح و الترسه، و رماتكم تكون ترستكم و رماحكم و ما اقمتم فكذلك فافعلوا كيلا يصاب لكم غفله و لايلقى لكم غره فما من قوم يحفون عسكرهم برماحهم و ترستهم من ليل او نهار الا كانهم فى حصون، و احرسا عسكركما بانفسكما و اياكما ان تذوقا النوم حتى تصبحا الا غرارا او مضمضه. ثم ليكن ذلك شانكما و رايكما الى ان تنتهيا الى عدوكما وليكن عندى كل يوم خبركما و رسول من قبلكما فانى و لا شى ء الا ما شاء الله حثيث السير فى آثاركما. و عليكما فى حربكما بالتووده. و اياكما و العجله الا ان تمكنكما فرصه بعد الاعذار و الحجه، و اياكما ان تقاتلا حتى اقدم عليكما الا ان تبدئا او ياتيكما امرى ان شاء الله، و لنرجع الى الشرح فنقول:العين:الجاسوس. و طليعه الجيش:الذى يبعث ليطلع على العدو. و نقض الشعاب:استقراوها و الخمر:ما وراك من شجر او جبل و نحوهما. و الكمين:الواحد او الجمع يستخفون فى الحرب حيله للايقاع بالعدو. و الكتيبه:الجيش. و تعبيته:جمعه و اعداده. و الدهم:العدد الكثير. و المعكسر- بفتح الكاف-:موضع العسكر. و الاشراف:جمع شرف بفتح الراء و هو المكان العالى. و قبلها- بضمتين او ضمه و سكون-:هو قدامها. و سفح الجبل:اسفله حيث يسفح فيه الماء. و اثناء الانهار:جمع ثنى و هو منعطفها (منقطعها خ) و الردء:العون فى المقاتله. و الرقباء:الحفظه
على صياصى الجبال و هى اعاليها و اطرافها. و الهضاب:جمع هضبه و هى الجبل المنبسط على وجه الارض. و كفه بالكسر:اى مستديره. و الغرار:النوم القليل. و المضمضه:حركه النعاس فى العين و هو كنايه عن قله النوم ايضا. و الترسه:جمع ترس. و اعلم ان صدر الكتاب ظاهر الا ان فيه نكته و هى انه كرر لفظ الا عقيب النهى عن تسيرا الكتايب و هما يفيدان الحصر اما الاولى فتفيد حصر السير فى الوقت الشمار اليه، و اما الثانيه فتفيد حصره فى حال التعبيه. و فى هذا الكتاب من تعليم كيفيه الحرب قوانين كليه عظيمه النفع يستلزم استعمالها الظفر بالعدو و تفصح عن تكذيب من ادعى انه لا علم له بالحرب كما حكاه عليه السلام عن قريش فيما مضى، و فى هذا الفصل جمله منها:احدها:ان يختاروا لمعسكرهم عند منازله العدو قدام الاماكن العاليه و سفاح الجبال و اثناء الانهار. و كشف عن العله فى ذلك و وجه المصلحه فيه بقوله:كيما يكون ردءا لهم:اى تكون هذه الاماكن حافظه لكم من ورائكم مانعه من العدو ان ياتيكم من تلك الجهه و بذلك كانت معينه. الثانى:ان يكون مقاتلتهم من وجه واحد فان لم يكن فمن وجهين حيث يحفظ بعضهم ظهر بعض، و سره انه يستلزم البقاء على الجمعيه، و اما المقاتله من
وجوه كثيره فمستلزمه للتفرق و الضعف. الثالث:ان يجعلوا لهم حفظه فى الاماكن العاليه و علته ما ذكر و هو ان لا ياتيهم العدو من مكان يخافون منهم، او يامنون على غره و غفله من الاستعداد له. الرابع:ان يعلموا ان مقدمه القوم عيون لهم و عيون المقدمه طلايعهم فلا يهملوا التاهب عند رويه المقدمه و الطليعه و ان قل عددهم لان رويتهم مما تشعر بهجوم العدو و قربه. الخامس:التحذير من التفرق، و من لوازمه الامر بالاجتماع حالتى النزول و الارتحال، و سره ظاهر. السادس:ان يجعلوا الرماح مستديره عليهم و ان لا يستغرقوا فى النوم كما يفعله القار المطمئن. و سرهما الحراسه و التحفظ خوف هجوم العدو على الغره و حال النوم.