نامه 015-راز و نياز با خدا
اقول:روى انه عليه السلام كان اذا اشتد القتال ذكر اسم الله حين يركب. ثم يقول:الحمد لله على نعمه علينا و فضله العميم، سبحان الذى سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين، و انا الى ربنا لمنقلبون. ثم يستقبل القبله و يرفع يديه و يقول:اللهم اليك نقلت الاقدام. الفصل. الى قوله:خير الفاتحين. ثم يقول:سيروا على بركه الله. ثم يقول:الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله و الله اكبر يا الله يا احد يا صمد يا رب محمد بسم الله الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوه الا بالله العلى العظيم اياك نعبد و اياك نستعين اللهم كف عنا ايدى الظالمين فكان هذا شعاره بصفين. و افضت القلوب:خرجت اليه عن كل شى ء و وصلت اليه خالصه سرها. و شخوص البصر:ارتفاعه نحو الشى ء بحيث لا يطرف. و انضاء الابدان:هزالها. و صرح:ظهر، و هو فعل لازم. و الشنئان:العداوه و البغضاء. و مكتومه:المستور منه. و المراجل:القدور، و جيشها:غليانها. و الضغن:الحقد. و الفتح:اى احكم. و الفاتح:الحاكم. و لما كان مراده عليه السلام جهادا خالصا لله و عباده له، و من كمال العبادات ان تشفع بذكر الله و توجيه السر اليه. اذ كان ذلك هو سر العباده و فايدتها لا جرم كان دابه فى جهاده التضرع و الاتفات الى الله بهذا الفصل و امثاله مع ما يستلزمه من طلب النصر و الاعداد له. فاشار بافضاء القلوب الى الاخلاص له فى تلك الحال، و بمد الاعناق و شخوص الابصار الى ما يستلزمه الاخلاص من الهيئات البدنيه، و بنقل الاقدام و انضاء الابدان الى ان ذلك السفر و ما يستلزمه من المتاعب انما هو لوجهه و غايه الوصول الى مرضاته، و اشار الى عله قتالهم له فى معرض الشكايه الى الله تعالى و هى تصريحهم بما كان مستقرا فى صدورهم فى حياه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم من العداوه و البغضاء و لجيش اضغانهم السابقه مما فعل بهم ببدر و احد و غيرهما من المواطن. فلفظ المراجل مستعار و وجه المشابهه غليان دماء قلوبهم عن الاحقاد كغليان المراجل، و لفظ الجيش ترشيح. ثم لما كانت غيبه النبى صلى الله عليه و آله و سلم و فقده هو السبب الذى استلزم تصريح الشنئان و ظهور الاضغان و كثره العدو و تفرق الاهواء لا جرم شكى الى الله من تحققها و ما يسلزمه من هذه الشرور. ثم ساله ان يحكم بينه و بينهم بالحق اقتباسا من القرآن الكريم، لما ان ايقاع الحكم الحق بينهم يستلزم نصرته عليهم و ظفره بهم. اذ كان هو المحق فى جهاده. و بالله التوفيق.