خطبه 017-داوران ناشايست - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 017-داوران ناشايست

اقول:

و كله الى نفسه جعل توكله عليها، و الجائر العادل عن الطريق و فلان مشغوف بكذا بالغين المعجمه اذا بلغ حبه الى شغاف قلبه و هو غلافه، و بغير المعجمه اذا بلغ الى شعفه قلبه و هى عند معلق النيات، و القمش جمع الشى ء المتفرق و المجموع قماش، و الموضع بفتح الضاد المطرح و بكسرها المسرع، و الغار الغافل، و اغباش الليل ظلمته، و قال ابوزيد:

الغبش البقيه من الليل و روى اغطاش الفتنه و الغطش الظلمه، و الهدنه الصلح، و المبهمات المشكلات و امر مبهم اذا لم يعرف، و الرث الضعيف البالى، و عشوت الطريق بضوء النار اذا تبينته على ضعف، و الهشيم اليابس من نبت الارض المتكسر، و العج رفع الصوت، و البائر الفاسد. واعلم انه اخذ اولا فى التنفير على الرجلين المشار اليهما بذكر انهما من ابغض الخلائق الى الله تعالى و لما كانت اراده الله للشى ء و محبته له عائده الى علمه بكونه على وفق النظام الكلى التام للعالم كانت كراهيته و بغضه له عائده الى علمه بكونه على ضد مصلحه العالم و خارجا عن نظامه فبغضه اذن لهذين الرجلين علمه بكون افعالهما و اقوالهما خارجه عن المصلحه. قوله رجل و كله الله الى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل الى قوله بخطيئته. بيان
لاحد رجلين و تمييز له، و ذكر له اوصافا:

الاول انه و كله الله الى نفسه اى جعله متوكلا عليها دونه، و اعلم ان التوكيل ماخوذ من الوكاله يقال:

و كل فلان امره الى فلان اذا فوضه اليه و اعتمد عليه فالتوكل عباره عن اعتماد القلب على الوكيل وحده. اذا عرفت ذلك فنقول:

من اعتقد جزما و ظنا بان نفسه او احدا غير الله تعالى ممن ينسب اليه التاثير و القدره هو المتمكن من الفعل و انه تام القدره على تحصيل مراده و الوفاء به فان ذلك من اقوى الاسباب المعده لان يفيض الله على قلبه صوره الاعتماد على المعتقد فيه و التوكل عليه فيما يريده، و ذلك معنى قوله و كله الله الى نفسه، و كذلك معنى الوكول الى الدنيا و ذلك بحسب اعتقاد الانسان ان المال و القينات الدنيويه وافيه بمطالبه و تحصيلها مغنيه له عما وراءها، و بحسب قوه ذلك التوكل و ضعفه يكون تفاوت بغض الله تعالى للعبد و محبته له، و بعده و قربه منه فلن يخلص اذن العبد من بغض الله الا بالتوكل عليه حق توكله. قال الله تعالى ان الله تعالى يحب المتوكلين و هو اعظم مقام و سم صاحبه بمحبه الله فمن كان الله حسبه و كافيه و محبه و مراعيه فقد فاز الفوز العظيم، فان المحبوب لايبغض و لايعذب و لايبعد و لايحجب. و ق
ال رسول الله صلى الله عليه و آله:

من انقطع الى الله كفاه كل مونه و رزقه من حيث لايحتسب، و من انقطع الى الدنيا و كله الله تعالى اليها، و صوره المتوكل عليه ان تثبت فى نفسك بكشف او اعتقاد جازم ان استناد جميع الاسباب و المسببات اليه سبحانه و انه الفاعل المطلق تام العلم و القدره على كفايه العباد تام العفو و الرحمه و العنايه بخقه حيث لايكون وراء قدرته و علمه و عنايته رحمه و عنايه، و لم يقع فى نفسك التفات الى غيره بوجه حتى نفسك و حولك و قوتك فانك و الحال هذه تجد من نفسك تسليم امورها بالكليه اليه و البراءه من التوكل على احد الا عليه، فان لم تجد من نفسك هذه الحال فسبب ذلك ضعف الاسباب المذكوره او بعضها و غلبطه الوهم على النفس فى معارضته لذلك اليقين، و بحسب ضعف تلك الاسباب و شدتها و زيادتها و نقصانها يكون تفاوت درجات التوكل على الله تعالى. الثانى كونه جائرا عن قصد السبيل اى قصد سبيل الله العدل و صراطه المستقيم، و علمت ان الجور هو طرف الافراط من فضيله العدل، الثالث كونه مشعوفا بكلام بدعه اى معجب بما يخطر له و يبتدعه من الكلام الذى لا اصل له فى الدين و يدعو به الناس الى الضلاله و الجور عن القصد، و هذا الوصف لازم عما قبله
فان من جار عن قصد السبيل بجهله فهو يعتقد انه على سواء السبيل فكان ما يتخيله من ذلك الكمال الذى هو نقصان فى الحقيقه مستلزما لمحبه قول الباطل و ابتداع المحال فهو من الاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياه الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا الرابع كونه فتنه لمن افتتن به و هو ايضا لازم عن الوصف الثالث فان محبه قول الباطل و الدعوه الى الضلاله سبب لكونه فتنه لمن اتبعه. الخامس كونه ضالا عن هدى من كان قبله و هذا الوصف كالثانى فان الضال عن الهدى جائر عن قصد السبيل الا ان هيهنا زياده اذ الجائر عن القصد قد يجوز و يضل حيث لا هدى يتبعه و اموصوف هيهنا جائر و ضال مع وجود هدى قبله مامور باتباعه و هو كتاب الله و سنه رسوله و اعلام هداه الحاملون لدينه الناطقون عن مشكاه النبوه و ذلك ابلغ فى لائمته و آكد فى وجوب عقوبته. السادس كونه مضلا لمن اهتدى به فى حياته و بعد وفاته و هذا الوصف مسبب عما قبله اذ ضلال الانسان فى نفسه سبب لاضلاله غيره و يفهم منه ما يفهم من الرابع مع زياده فان كونه فتنه لغيره و هو كونه مضلا لمن اهتدى به و اما الزياده فكون ذلك الاضلال فى حياته و هو ظاهر و بعد موته لبقاء العقائد الباطله المكتسبه عنه فهى سبب ضلال
الضالين بعده. السابع كونه حمالا لخطايا غيره و هو لازم عن السادس فان حمله لاوزار من يضله انما هو بسبب اظلاله له. الثامن كونه رهنا بخطيئته اى موثوق بها عن الصعود الى حضره جلال الله و الى هذين الوصفين اشار القرآن الكريم بقوله ليحملوا اوزارهم كامله يوم القيامه و من اوزار الذين يضلونهم بغير علم الاساء ما يزرون و قول الرسول الله صلى الله عليه و آله:

ايما داع دعا الى الهدى فاتبع كان له مثل اجر من تبعه لاينقص من اجرهم شى ء و ايما داع دعا الى الضلاله فاتبع كان عليه مثل وزر من تبعه و لاينقص منه شى ء، و اعلم انه ليس المراد من ذلك انه تعالى يوصل العقاب الذى يستحقه الاتباع الى القاده و الروساء لقوله تعالى و ان ليس للانسان الا ما سعى الا تزر وازره وزر اخرى و لما دخل احد من الناس النار ابدا بل كانت مقصوره على ابليس وحده بل المعنى ان الرئيس المضل اذا وضع سيئه تكون فتنه للناس و ضلالا لهم لم تصدر تلك السيئه الا عن نفس قد استولى عليها الجهل المركب المضاد لليقين و صار ملكه من ملكاتها فيسود لوحها به عن قبول الانوار الالهيه و صار ذلك حجابا بينها و بين الرحمه بحيث يكون ذلك الحجاب فى القوه و الشده اضعاف حجب التابعين له و المقتدين ب
ه الناشئه عن فتنته فان تلك الحجب الطاريه على قلوب التابعين مستنده الى ذلك الحجاب و هو اصلها فلاجرم يكون وزره و سيئته فى قوه اوزار اتباعه و سيئاتهم التى حصلت بسبب اضلاله لاكل سيئاتهم من كل جهه و لذلك قال تعالى و من اوزار الذين يضلونهم اى بعض اوزارهم و هى الحاصله بسبب المضلين. و قال الواحدى:

ان من فى هذه الايه ليست للتبعيض بل لبيان الجنس و الا لخف عن الاتباع بعض اوزارهم و ذلك يناقض قوله صلى الله عليه و آله من غير ان ينقص من اوزارهم شى ء. قلت:

هذا و ان كان حسنا الا ان الالزام الذى ذكره غير لازم على كونها للتبعيض لان القائل بكونها كذلك يقول ان المراد و ليحملوا بعض امثال اوزار التابعين لا بعض اعيان اوزارهم، و اذا فهمت ذلك فى جانب السيئات فافهم مثله فى جانب الحسنات و هو ان الواضع لحسنه و هدى يهتدى به انما تصدر عن نفس ذات صفاء و اشراق فاشرق على غيرها من النفوس التابعه لها فاستضائت به و تلك السنه الماخوذه من جمله انوارها الفائضه عنها على نفس اقتبسها فكان للنفس المتبوعه من الاستكمال بنور الله الذى هو راس كل هدى ما هو فى قوه جميع الانوار المقتبسه عن تلك السنه و مثل لها فكان لها من الاجر و الثواب مثل ما للتابعين لها من
غير نقصان فى اجر التابعين و هداهم الحاصل لهم، و الى هذا المعنى الاشاره الوارده فى الخبر ان حسنات الظالم تنقل الى ديوان المظلوم، و سيئات المظلوم تنقل الى ديوان الظالم فانك ان علمت ان السيئه و الحسنه اعراض لايمكن نقلها من محل الى محل فليس ذلك نقلا حقيقيا بل على وجه الاستعاره كما يقال:

انتقلت الخلافه من فلان الى غيره، و انما المقصود عن نقل سيئات المظلوم الى الظالم حصول امثالها فى قلب الظالم و نقل حسنات الظالم الى المظلوم حصول امثالها فى قلبه، و ذلك لان للطاعه تاثيرا فى النفس بالتنوير، و للمعاصى تاثيرا بالقسوه و الظلمه و بانوار الطاعه تستحكم مناسبه النفس من استعدادها لقبول المعارف الالهيه و مشاهده حضره الربوبيه، و بالقسوه و الظلمه تستعد للعبد و الحجاب عن مشاهده الجمال الالهى فالطاعه مولده لذه المشاهده بواسطه الصفاء و النور الذى يحدث فى النفس، و المعصيه مولده للحجاب بواسطه القسوه و الظلمه التى تحدث فيها، و بين الحسنات و السيئات تضاد و تعاقب على النفس كما قال تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات و قال لاتبطلوا اعمالكم و قال صلى الله عليه و آله:

اتبع السيئه بالحسنه تمحها و الالام ممحصات للذنوب، و لذلك قال صلى الله عليه و
آله:

ان الرجل يثاب حتى بالشوكه التى تصيب رجله، و قال:

/ 542