نامه 035-به عبدالله بن عباس
اقول:احتسبت كذا عندالله:اى طلبت به الحسبه بكسر الحاء و هى الاجر. و الشهاده:القتل فى سبيل الله. و استشهد:كانه استحضر الى الله. و مدار الكتاب على امور:احدها:اعلامه بفتح مصر. الثانى:اخباره عن قتل محمد بن ابى بكر ليساهمه فى الهم بهذه المصيبه، و مدحه فى معرض التفجع عليه و التوجع له، و ولدا و عاملا و سيفا و ركنا احوال، و تسميته ولدا مجاز باعتبار تربيته فى حجره كالولد، و ذلك انه كان ربيبا له، وامه اسماء بنت عميس الخثعميه كانت تحت جعفر بن ابى طالب و هاجرت معه الى الحبشه فولدت له محمد و عونا و عبدالله بالحبشه، و لما قتل جعفر تزوجها ابو بكر فولدت له محمدا هذا. فلما توفى عنها تزوجها على عليه السلام فولدت له يحيى بن على، و استعار له لفظ السيف باعتبار كونه يقمع به العدو و يصال به عليه، و رشح بذكر القاطع، و كذلك لفظ الركن باعتبار كونه يستند اليه فى الحوادث فتدفع به و رشح بقوله:دافعا. الثالث:اعلامه بحاله مع الناس فى معرض التشكى منهم، و انه قد حثهم على لحاقه و اغاثته فلم يسمعوا، و اشار الى وجه تقصير كل منهم، و قد كان حاله عليه السلام مع الناس كحال رسول الله صلى الله و عليه و اله مع قومه فالاتون كارهين كانما يساقون الى الموت و هم ينظرون، و المعتلون كذبا كالذين قالوا لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم و الله يعلم انهم لكاذبون، و من تامل حالهما و سير تهما الى ان قبضا تحقق وجه الشبه بينهما فى اكثر الاحوال. و هذه القسمه لهم بحسب ما وجدهم. الرابع:سواله لله تعالى ان يعجل له منهم الفرج و هو فى معرض التشكى. ايضا و الاشاره الى وجه عذره فى المقام بينهم على هذه الحال و هو طلبه للشهاده و توطينه نفسه على الموت عند لقاء العدو، و لولا ذلك لفارقهم. و بالله التوفيق.