خطبه 018-نكوهش اختلاف عالمان - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 018-نكوهش اختلاف عالمان

اقول:

الانيق الحسن المعجب، و فى هذا الكلام تصريح بانه عليه السلام كان يرى ان الحق فى جهه و ان ليس كل مجتهد مصيبا، و هذه المسئله مما انتشر الخلاف فيها بين علماء اصول الفقه فمنهم من يرى ان كل مجتهد مصيب اذا راعى شرائط الاجتهاد و ان الحق بالنسبه الى كل واحد من المجتهدين ما ادى اليه اجتهاده و غلب فى ظنه فجاز ان يكون فى جهتين او جهات و عليه الامام الغزالى- رحمه الله- و جماعه من الاصوليين، و منهم من ينكر ذلك و يرى ان الحق فى جهه و المصيب له واحد و عليه اتفاق الشيعه و جماعه من غيرهم، و ربما فصل بعضهم. و المسئله مستقصاه فى اصول الفقه. و اعلم ان قوله ترد على احدهم القضيه الى قوله فيصوب آرائهم جميعا بيان لصوره حالهم التى ينكرها، و قوله و الههم واحد و كتابهم واحد و نبيهم واحد شروع فى دليل بطلان ما يرونه، و هذه هى المقدمه الصغرى من قياس الضمير، و تقدير كبراه و كل قوم كانوا كذلك فلايجوز لهم ان يختلفوا فى حكم شرعى، و قوله افامرهم الله سبحانه بالاختلاف فاطاعوه الى آخره حجه فى تقدير المقدمه الكبرى اذا لصغرى مسلمه، و تقريرها ان ذلك الاختلاف اما ان يكون بامر من الله اطاعوه فيه، او بنهى منه عصى فيه، او بسكوت منه ع
ن الامرين، و على التقدير الثالث فجواز اختلافهم فى دينه و الحاجه الى ذلك اما ان يكون مع نقصانه او مع تمامه و تقصير الرسول فى ادائه و على الوجه الاول فذلك الاختلاف انما يجوز على احد وجهين:

احدهما ان يكون اتماما لذلك النقصان او على وجه اعم من ذلك و هو كونهم شركاوه فى الدين فعليه ان يرضى بما يقولون و لهم ان يقولوا ان شان الشريك ذلك فهذه وجوه خمسه، و حصر الاقسام الثلاثه الاخير ثابت بحسب استقراء وجوه الحاجه الى الاختلاف و الاقسام كلها باطله و اشار الى بطلانها ببقيه الكلام:

اما بطلان الاول فلان مستند الدين هو كتاب الله تعالى و معلوم انه يصدق بعضه بعضا و انه لا اختلاف فيه و لايتشعب عنه من الاقوال و الاحكام الا ما يكون كذلك و لا شى ء من اقوالهم المختلفه كذلك فينتج انه لا شى ء مما استند الى كتاب الله تعالى بقول لهم فلايكون اقوالهم من الدين، و اما بطلان القسم الثانى فلان عدم جواز المعصيه لله بالاختلاف مستلزم لعدم جواز الاختلاف و هو غنى عن الدليل، و اما بطلان الثالث و هو نقصان دين الله فلقوله تعالى ما فرطنا فى الكتاب من شى ء و قوله و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شى ء و اما الرابع و الخامس فظاهر البطلان فلايمكنهم دعواهما
فلذلك لم يورد فى بطلانهما حجه ثم اردف بتنبيههم على ان الكتاب و اف بجميع المطالب اذا تدبروا معناه و لاحظوا اسراره و تطلعوا على غوامضه فيحرم عليهم ان يتسرعوا الى قول ما لم يستند اليه و ذلك فى قوله ظاهره انيق حسن معجب بانواع البيان و اصنافه و باطنه عميق لاينتهى الى جواهر اسراره الا اولو الالباب، و من ايد من الله بالحكمه و فصل الخطاب و لاتفنى الامور المعجبه منه و لاتنقضى النكت الغريبه فيه على توارد صوارم الاذهان و خواطف الابصار و لاتكشف ظلمات الشبه الناشئه من ظلمه الجهل الا بسواطع انواره و لوامع اسراره و قد راعى فى هذه القرائن الاربع السجع المتوازى و بالله التوفيق.

خطبه 019-به اشعث بن قيس

(قال السيد الشريف:

اراد بقوله:

دل على قومه السيف:

ماجرى اقول:

الكلام الذى اعترضه الاشعث انه عليه السلام كان فى خطبه يذكر امر الحكمين فقال اليه رجل من اصحابه و قال له:

نهيتنا عن الحكومه ثم امرتنا بها فما ندرى اى الامرين ارشد فصفق عليه السلام باحدى يديه على الاخرى، و قال:

هذا جزاء من ترك العقده اى جزائى حيث وافقتكم على ما الزمتمونى به من التحكيم، و تركت الحزم. فوجد الاشعث بذلك شبهه فى تركه عليه السلام وجه المصلحه و اتباع الاراء الباطله، و اراد افهامه فقال:

هذه عليك لالك، و جهل او تجاهل ان وجه المصلحه قد يترك محافظه على امر اعظم منه و مصلحه اهم فانه عليه السلام لم يترك العقده الا خوفا من اصحابه ان يقتلوه كما سنذكره فى قصتهم، و قيل:

كان مراده عليه السلام هذا جزاوكم حيث تركتم الحزم فظن الاشعث هذا جزائى فقال الكلمه، و الحتف بالتاء الهلاك، و روى بالباء و هو الميل، و المقت البغض، قوله و ما يدريك ما على ممالى اشاره الى انه جاهل و ليس للجاهل ان يعترض عليه و هو استاد العلماء بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و اما استحقاقه اللعن فليس بمجرد اعتراضه و لا لكونه ابن كافر بل لكونه مع ذلك من المنافقين بشهادته ع
ليه السلام و المنافق مستحق للعن و الابعاد عن رحمه الله بشهاده قوله تعالى اولئك جزاوهم ان عليهم لعنه الله و الملئكه و الناس اجمعين خالدين فيها لايخفف عنهم العذاب و لا هم ينظرون. قوله حائك بن حائك. استعاره اشاربها الى نقصان عقله و قله استعداده لوضع الاشياء فى مواضعها، و تاكيد لعدم اهليته للاعتراض عليه اذا لحياكه مظنه نقصان العقل، و ذلك لان ذهن الحائك عامه وقته متوجه الى جهه صنعته مصبوب الفكر الى اوضاع الخيوط المتفرقه، و ترتيبها و نظامها يحتاج الى حركه رجليه و يديه، و بالجمله فالشاهد له بعلم من حاله انه مشغول الفكر عما وراء ما هو فيه، فهو ابله فيما عداه، و قيل لان معامله الحائك و مخالطته لضعفاء العقول من النساء و الصبيبان، و من كانت معاملته لهولاء فلا شك فى فى ضعف رايه و قله عقله للامور. روى عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام انه قال:

عقل اربعين معلما عقل حائك و عقل حائك عقل امراه و المرءه لا عقل لها، و عن موسى بن جعفر عليه السلام انه قال:

لاتستشيروا المعلمين و لا الحوكه فان الله تعالى قد سلبهم عقولهم، و ذلك محمول على المبالغه فى نقصان عقولهم، و قيل:

انما عيره بهذه الصنعه لانها صنعه دينه تستلزم صغر الهمه و خست
ها و تشتمل على رذائل الاخلاق فانها مظنه الكذب و الخيانه. روى ان رسول الله صلى الله عليه و آله دفع الى حائك من بنى النجار غزلا لينسج له صوفا فكان يماطله و ياتيه صلى الله عليه و آله متقاضيا و يقف على بابه فيقول ردوا علينا ثوبنا لنتجمل به فى الناس و لم يزل يماطله حتى توفى صلى الله عليه و آله، و قد علمت ان الكذب راس النفاق و من كانت لوازم هذه الصنعه اخلاقه فليس له ان يعترض فى مثل ذلك المقام، و قد اختلف فى ان الاشعث هل كان حائكا او ليس فروى قوم انه كان هو و ابوه ينسجان برود اليمن، و قال آخرون:

ان الاشعث لم يكن حائكا فانه كان من ابناء ملوك كنده و اكابرها و انما عيره بذلك لانه كان اذا مشى يحرك منكبيه و يضحج بين رجليه، و هذه المشيه، تعرف بالحياكه يقال:

حاك يحيك و حيكانا و حياكه فهو حائك اذا مشى تلك المشيه، و امراه حائكه اذا تبخترت فى مشيها و الاقرب ان ذلك له على سبيل الاستعاره كنى بها نقصان عقله كما سبق اولا فاما قوله و الله لقد اسرك الكفر مره و الاسلام اخرى فما فداك من واحده منهما مالك و لا حسبك فتاكيد لنقصان عقله و اشاره الى انه لو كان له عقل لما حصل فيما حصل فيه من الاسر مرتين، ما فداه اى ما نجاه من الوقوع فى واحد
ه منهما ماله و لا حسبه و لم يرد الفداء بعد الاسر فان الاشعث فدى فى الجاهليه و ذك ان مرادا لما قتل اباه خرج ثائرا طالبا بدمه فاسر ففدى نفسه بثلاثه آلاف بعير، و وفد على النبى صلى الله عليه و آله فى سبعين رجلا من كنده فاسلم على بديه و ذلك الاسر هو مراده عليه السلام باسر الكفر له، و اما اسره فى الاسلام فانه لما قبض رسول الله ارتد بحضرموت و منع اهلها تسليم الصدقه و ابى ان يبايع لابى بكر فبعث اليه زياد بن لبيد بعد رجوعه عنهم و قد كان عاملا قبل ذلك على حضرموت ثم اردفه بعكرمه بن ابى جهل فى جمع عظيم من المسلمين فقاتلهم الاشعث بقبائل كنده قتالا شديدا فى وقائع كثيره، و كانت الدائره عليه فالتجا قومه الى حصنهم فحصرهم زياد حصرا شديدا و بلغ بهم جهد العطش فبعث الاشعث الى زياد و يطلب منه الامان لاهله و لبعض قومه و كان فى غفلته انه لم يطلب لنفسه بالتعيين فلما نزل اسره و بعث به مقيدا الى ابى بكر بالمدينه فسال ابابكر ان يستبقيه لحربه و يزوجه ام فروه ففعل ذلك ابوبكر، و مما يدل على عدم مراعاته لقواعد الدين انه بعد خروجه من مجلس عقده بام فروه اصلت سيفه فى ازقه المدينه، و عقر كل بعير راه و ذبح كل شاه استقبلها للناس و التجا الى دار
من دور الانصار فصاح به الناس من كل جانب و قالوا:

قد ارتد الاشعث مره ثانيه فاشرف عليهم من السطح و قال:

يا اهل المدينه انى غريب ببلدكم و قد اولمت بما نحرت و ذبحت فلياكل كل انسان منكم ما وجد و ليغد الى من كان له على حق حتى ارضيه و فعل ذلك فلم يبق دار من دور المدينه الا وقد اوقد فيها بسبب تلك الجهله فضرب اهل المدينه به المثل، و قالوا:

او لم من الاشعث، و فيه قال الشاعر:

لقد او لم الكندرى يوم ملاكه و ليمه حمال لثقل العظائم قوله و ان امرء ادل على قومه السيف و قاد اليهم الحتف لحرى ان يمقته الاقرب و لايامنه الابعد. اشاره الى غدره بقومه، و ذلك انه لما طلب الامان من زياد بن لبيد طلبه لنفر يسير من وجوه قومه فظن الباقون انه اخذ الامان لجميعهم فسكتوا و نزلوا من الحصن على ذلك الظن فلما خرج الاشعث و من طلب الامان له من قومه دخل زياد الى الحصن فقتل المقاتله صبرا فذكروه الامان فقال لهم:

ان الاشعث لم يطلب الامان الا لعشره من قومه فقتل من قتلهم منهم ثم و افاه كتاب ابى بكر بالكف عنهم و حملهم اليه فحملهم، و ذلك معنى قوله عليه السلام دل على قومه السيف و قاد اليهم الحتف اذقادهم الى الحرب و اسلمهم للقتل، و لا شك ان من كان كذلك فح
قيق ان يمقته قومه و لا يامنه غيرهم فاما ما حكاه السيد- رحمه الله- من انه اراد به حديثا كان للاشعث مع خالد بن الوليد باليمامه و انه غر قومه و مكربهم حتى اوقع بهم خالد فلم اقف على شى ء من ذلك فى وقائع خالد باليمامه، و حسن الظن بالسيد يقتضى تصحيح نقله و لعل ذلك فى وقعه لم اقف على اصلها. و اعلم انه عليه السلام ذمه فى هذا الفصل بجميع الرذائل النفسانيه و نسبه الى الجهل و الغباوه الذى هو طرف التفريط من الحكمه بالحياكه التى هى مظنه لقله العقل، و اشار الى الفجور الذى هو طرف الافراط من فضيله العفه بكونه منافقا، و كونه ابن كافر تاكيد لنسبه النفاق اليه، و اشار الى الفشل و قله التثبت التى هى طرف التفريط و الافراط من فضيله الشجاعه بكونه قد اسر مرتين، و كما ان فيه اشاره الى ذلك ففيه ايضا اشاره اى نقصان عقله كما قلناه، و اشار الى الظلم و الغدر الذى هو رذيله مقابله لفضيله الوفاء بقوله و ان امرءا ادل على قومه السيف و ساق اليهم الحتف، و باستجماعه لهذه الرذائل كان مستحقا للعن و اما استعارتهم له عرف النار فلان العرف عباره عن كل عال مرتفع، و الاعراف فى القرآن الكريم سور بين الجنه و النار، و لما كان من شان كل مرتفع عال ان يستر ماو
رائه و كان الغادر يستر بمكره و حيلته امورا كثيره و كان هو قد غر قومه بالباطل و غدر بهم صدق عليه بوجه الاستعاره لفظ عرف النار لستره عليهم لما ورائه من نار الحرب او نار الاخره اذ حملهم على الباطل و الله اعلم.

/ 542