خطبه 020-در منع از غفلت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 020-در منع از غفلت

اقول:

الوهل بالتحريك الفزع يقال و هل يوهل وهلا:

فزع، و اعلم ان الانسان مادام ملتحفا بجلباب البدن فانه محجوب بظلمه الهيئات البدنيه و المعارضات الوهميه و الخياليه عن مشاهده انوار عالم الغيب و الملكوت و ذلك الحجاب امر قابل للزياده و النقصان و القوه و الضعف، و الناس فيها على مراتب فاعظمهم حجبا و اكثفهم حجابا الكفار كما اشار اليه القرآن الكريم مثلا فى حجبهم او كظلمات فى بحر لجى يغشيه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض الايه فمثل الكافر كرجل وقع فى بحر لجى صفته كذلك فاشار بالبحر اللجى الى الدنيا بما فيها من الاخطار المهلكه، و الموج الاول موج الشهوات الداعيه الى الصفات البهيميه، و بالحرى ان يكون هذا الموج مظلما اذ حبك الشى ء يعمى و يصم، و الموج الثانى موج الصفات السبعيه الباعثه على الغضب و العداوه و الحقد و الحسد و المباهات فبالحرى ان يكون مظلما لان الغضب غول العقل و بالحرى ان يكون هو الموج الا على لان الغضب فى الاكثر مستول على الشهوات حتى اذا هاج اذهل عنها، و السحاب هو الاعتقادات الباطله و الخيالات الفاسده التى صارت حجابا لبصيره الكافر عن ادراك نور الحق اذ خاصيه الحجاب ان يحجب نور الشمس
عن الابصار الظاهره و اذا كانت هذه كلها مظلمه فبالحرى ان يكون ظلمات بعضها فوق بعض، و اما اخفهم حجبا و ارقهم حجابا فهم الذين بذلوا جهدهم فى لزوم اوامر الله و نواهيه و بالغوا فى تصفيه بواطنهم و صقال الواح نفوسهم و القاء حجب الغفله و استار الهيئات البدنيه فاشرقت عليهم شموس المعارف الالهيه و سالت الى اوديه قلوبهم مياه الجود الربانى المعطى لكل قابل ما يقبله، فهولاء و ان كانوا قد بلغوا الغايه من الجهد فى رفع الحجب و غسل درن الباطل عن نفوسهم الا انهم ماداموا فى هذه الابدان فهم فى اغطيه من هيئاتها و حجب من استارها و ان ضعفت تلك الحجب و رقت تلك الاغشيه، و ما بين هاتين المرتبتين درجات من الحجب متفاوته و مراتب متصاعده متنازله و بحسب تفاوتها يكون تفاوت النفوس فى الاستضاءه بانوار العلوم و قبول الانتقاش بالمعارف الالهيه و الوقوف على اسرار الدين، و بحسب تفاوت هذه الحجب تكون تفاوت ورود النار كما قال تعالى و ان منكم الا واردها و لن يخلص الانسان من شوائب هذه الحجب و ظلمتها الا بالخلاص عن هذا البدن، و طرحه، و حينئذ تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو ان بينها و بينه امدا بعيدا فتكون مشاهده بعين اليقين ما اعد
لها من خير و ماهيى ء لها من شر بحسب استعدادها بما كسبت من قبل، فاما قبل المفارقه فان حجاب البدن مانع لها عن مشاهده تلك الامور كما هى و ان حصلت على اعتقاد جازم برهانى او نوع من المكاشفه الممكنه كما فى حق كثير من اولياء الله الا ان ذلك الوقوف و الاطلاع يكون كالمشاهده لا انها مشاهده حقيقيه خالصه اذ لاتنفك عن شائبه الوهم و الخيال، و لذلك قال صلى الله عليه و آله حاكيا عن ربه:

اعددت لعبادى الصالحين مالاعين رات و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر بل ما اطلعتهم عليه اى وراء ما اطلعتهم عليه، و هو اشاره الى طور المشاهده الخالصه عن الشوائب التى هى عين اليقين بعد الموت، و قد يسمى ما ادركه اهل المكاشفات بمكاشفاتهم فى حياتهم الدنيا عين اليقين، فاما ادراك من دون هولاء لتلك الامور فما كان منها موكدا بالشعور بعدم امكان النقيض فهو علم اليقين، و قد يختص علم اليقين فى عرف الصوفيه بما تميل النفس الى التصديق به و يغلب عليها و يستولى حتى يصير هو المتحكم المتصرف فيها بالتحريص و المنع فيقال فلان ضعيف اليقين بالموت اذا لم يهتم بالاستعداد له فكانه غير موقن به مع انه لايتطرق اليه فيه شك، و قوى اليقين به اذا غلب ذلك على قلبه حتى استغرق هم
ته بالتهيوله. اذا عرفت ذلك فاعلم ان قوله عليه السلام فانكم لوعاينتم ما قدعاين من مات منكم لجزعتم و وهلتم. شرطيه متصله نبه فيها على ان ورائهم من اهوال الاخره و عذابها مما شاهده من سبق منهم الى الاخره ما لايشاهدونه الان بعين و ان علموه يقينا، و بين فيها لزوم جزعهم و فزعهم و سمعهم و طاعتهم لداعى الله على تقدير مشاهدتهم بعين اليقين لتلك الامور، و هذه الملازمه مما شهد البرهان بصحتها و اشار التنزيل الالهى الى حقيقتها، و ذلك قوله تعالى ربنا ابصرنا و سمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون و ذلك مقتضى شهادتهم لاهوال الاخره، و جزعهم من تلك المشاهده فيجيبهم لسان العزه او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و جائكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير قوله ولكن محجوب عنكم ماقد عاينوا. استثناء لملزوم نقيض تالى هذه المتصله اذ حجب تلك الاحوال عن بصائرهم مستلزم لعدم فزعهم و جزعهم و هو فى صوره اعتذار منهم نطق به لسان حالهم. قوله و قريب ما يطرح الحجاب. ما مصدريه فى موضع رفع بالابتداء و قريب خبره، و هو اشاره الى نحو تزييف لذلك العذر فى صوره التهديد لهم ان جعلوا ذلك الخيال عمده فى التقصير عن العمل فانه عما قليل يرفع حجب الابدان عن احواله
م القيامه و اهوال يوم الطامه، و تكشط سماء اغطيتها من بصائر النفوس فتشاهد الجحيم قد سعرت و الجنه قد ازلفت و اذا السماء كشطت و اذا الجحيم سعرت و اذا الجنه ازلفت علمت نفس ما احضرت و كما قال تعالى فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد قوله و لقد بصرتم ان ابصرتم و اسمعتم ان سمعتم و هديتم ان اهتديتم. اشاره الى ما يشبه جوابا ثانيا عن صوره العذر السابق لحالهم و هو وجود الحجاب المانع عن مشاهده ما يوجب الجزع و الفزع، و ذلك ان الحجاب و ان كان قائما الان و ساترا لتلك الامور عنكم فقد بصرتم بها و اوضحت لكم بالعبر و الامثال على السنه الرسل عليهم السلام و اسمعتم اياها فى الكتب الالهيه و السنن النبويه، و هديتم عليها بالدلائل الواضحه و الحجج القاطعه بحيث صارت كالمشاهده لكم و المعلومه عيانا لا شك فيها، فلا عذر اذن بالحجاب، و تخصيص السمع و البصر بالذكر لانهما الالتان اللتان عليهما مدار الاعتبار بامور الاخره، و اشار بالهدايه الى حظ العقل من غير نظر الى آله، و نبه بايراد ان الشرطيه فى المواضع الثلاثه على انه يجد الشك فى ابصارهم لما بصروا به و سماعهم لما اسمعوا و اهتدائهم بما هدوا به، و كل ذلك تنفير لهم على القرار على الغفله و تنبيه عل
ى الفرار الى الله فى طرق الاعتبار. قوله بحق اقول لكم لقد جاهرتكم العبر و زجرتم بما فيه مزدجر. لما قدم انهم بصروا و اسمعوا اردف ذلك ببيان ما بصروا به و اسمعوا الى ما بصروا به بمجاهره العبر بالمصائب الواقعه بهم و بمن خلا قبلهم من القرون، و الى ما اسمعوا به بالزجر بما فيه مزدجر، و هى النواهى الموكده المردفه بالوعيدات الهائله و العقوبات الحاضره التى فى اقلها ازدجار لذوى الالباب كما قال تعالى و لقد جائهم من الانباء ما فيه مزدجر حكمه بالغه فما تغن النذر و قوله و ما يبلغ عن الله بعد رسل السماء الا البشر. اشاره الى انه ليس فى الامكان وراء ما جذبتم به الى الله تعالى على السنه رسله طريقه اخرى تدعون بها، اذ ما يمكن دعوتكم الا بالوعد و الوعيد و الامثال و التذكير بالعبر اللاحقه لقوم حقت عليهم كلمه العذاب، و نحو ذلك لايمكن ايضاحه لكم مشاهده الا على السنه الرسل البشريه عليهم السلام فلايمكن ان يبلغ اليكم رسالات ربكم بعد رسل السماء التى هى الملائكه الا هم فينبغى ان يكون ذلك امرا كافيا لكم فى الالتفات الى الله.

/ 542