اقول:التسلل:الذهاب واحدا بعد واحد. و الايضاع:الاسراع. و كذلك الاهطاع. و الاثره:الاستبداد. فقوله:اما بعد الى قوله:معاويه. اعلامه بعلمه بحالهم. و قوله:فلا تاسف. الى قوله:مددهم. تسليه له عما فاته من عددهم و مددهم. و قوله:فكفى. الى قوله:العدل. استدراج له عن الاسف على فرارهم بذكر معايبهم فى ضميرين صغرى الاول:منهما قوله:فكفى. الى قوله:الجهل. و تقدير كبراه:و كل من كان كذلك فلا يجوز الاسف عليه. و فرار فاعل كفى، وغيا و شافيا تميز. و صغرى الثانى:قوله:و انما هم اهل الدنيا:اى لما كان شاهنم ذلك و عرفوا العدل عندنا و عملوا تساوى الناس عندنا فى الحق هربوا الى الاستئثار و الاستبداد عند معاويه. و تقدير كبراه:و كل من كان بهذه الحال فلا يجوز الاسف عليه، و لذلك دعا عليهم بالبعد و السحق و هما مصدران وضعا للدعاء. ثم اقسم انهم لم يفروا من جور منه و لم يلحقوا بعدل من معاويه ليتاكد حصره لاحوالهم التى هربوا لاجلها. ثم وعده بما يطمع من الله تعالى من تذليل ما صعب من امر الخلافه لهم، و تسهيل جزنه بمشيئه سبحانه.