اقول:الطيره:فعله من الطيران، و يستعمل فى الخفه و ما لا ثبات له. و روى:طيره من التطير و هو التشام. و قد امره بفضائل من الاخلاق:احدها:ان يسع الناس بوجهه. و كنى بذلك عن البشر و الطلاقه، و بمجلسه. و هو كنايه عن التواضع، و بحكمه. و كنى به عن العدل لان الحكم العدل يسع احد، و الجور ضيق لا يحتمله الكل. الثانيه:حذره من الغضب و هو امره بفضيله الثبات و الحلم، و نفره بقوله:فانه طيره من الشيطان:اى خفه ينشا من الشيطان، او انه مما يتشام الناس بصاحبه و يكرهه. و نسبه الى الشيطان لينفر عنه، و اراد الغضب المذموم. و هو صغرى ضمير تقدير كبراه:و كلما كان كذلك فواجب ان يحذر. ثم رغبه فيما يقر به من الله بما يستلزمه من كونه مباعدا له من النار، و نفره عما يبعده من الله بما يستلزمه من كونه مقربا له الى النار. و هما صغريا ضميرين تقدير كبرى الاول منهما:و كل ما باعدك من النار فواجب اخذه، و تقدير كبرى الثانى:و كا ما يقر بك من النار فواجب ان يحذره. و بالله التوفيق.