نامه 078-به ابوموسى اشعرى
اقول:العلق:الدم الغيظ. و ايت:وعدت. و اعبد:استنكف و اغضب. و قوله:فان الناس. الى قوله:حظهم. اى الحظ الذى ينبغى لهم من الدين و الهدى. و قوله:فمالوا. الى قوله:الهوى. بيان لانواع تغيرهم. و قوله:و انى نزلت من هذا الامر. اى امر الخلافه منزلا معجبا و هو الحال التى انتهى اليها مع الصحابه و صارت محل التعجب منها و كيف صار محكوما لهم فى قبول الحكومه و الرضى بالصلح و غيره. و قوله:اجتمع به اقوام. صفه منزل:اى هذا المنزل الذى انا فيه من هذا الامر قد اجتمع معى و شاركنى فى رايى فيه اقوام اعجبتهم انفسهم و آرائهم فافسدوا على الامر فانا اداوى منهم قرحا، و استعار لفظ القرح لما افسد من حاله باجتماعهم على التحكيم. و لفظ المداواه لاجتهاد فى اصلاحهم، و روى:ادارى. و كذلك استعار لفظ العلق لما يخاف من تفاقم امره من حاله. و قوله:ليس رجل احرص منه على الفه جماعه محمد صلى الله و عليه و آله للغرض المذكور. و قوله:فاعلم. اعتراض حسن بين ليس و خبرها و رجل يفيد العموم و ان كان مفردا نكره لكونه فى سياق النفى على ما بين اصول الفقه. ثم اخبر انه سيفى بما وعد على نفسه من شرط الصلح على ما وقع عليه، و توعده بلزوم الشقاوه ان تغير عن صالح ما فارقه عليه من وجوب الحكم بكتاب الله و عدم اتباع الهوى و الاغترار بمقارنه الاشرار. و فسر الشقى بمن حرم نفع ما اوتى من العقل و التجربه مشيرا بذلك الى انه ان خدع او تغير بامر آخر فقد حرم نفع عقله و سابقه تجربته فلزمته الشقاوه. ثم نبهه على انه يانف من قول الباطل، و ان يفسد امرا اصلحه الله به و هو امر الدين ليحترز من غضبه بلزوم الحق و الصدق و حفظ جانب الله فى حقه، و اكد ذلك بقوله:فدع ما لا تعرف:اى من الحكم فى هذه القضيه بالشبهه. و قوله:فان شرار الناس. الى آخره. اراد عمرو بن العاص و نحوه فيما كان يسرع بالقائه اليه من الوساوس و الشبه الكاذبه التى هى اقاويل السوء.