خباب بالخاء المعجمه و الباء المشدده كان من المهاجرين و من اصحابه عليه السلام و مات بعد انصارفه من صفين بالكوفه و هو اول من قبره عليه السلام. و قد مدحه باوصاف ثلاثه من اوصاف الصالحين:احدها:اسلامه عن رغبه و هو الاسلام المنتفع به. الثانى:مهاجرته الى رسول الله صلى الله عليه و آله طائعا و هى الهجره التامه عن رغبه فى الله و رسوله. الثالث:كونه عاش مجاهدا اما مع رسول الله صلى الله و عليه و آله فللكفار، و اما فى وقته عليه السلام فللبغاه و الخوارج و الناكثين. و قوله:طوبى. الى آخره. فى معرض مدح خباب يشعر بان خبابا كان كذلك. و طوبى فعلى من الطيب. قيل فى التفسير:هى شجره فى الجنه. رغب بها فى ذكر المعاد و الحساب المستلزم للعمل لهما و لفضيله القناعه و الرضا عن الله فى قضائه و قدره. القناعه فضيله تحت العفه، و الرضا فضيله تحت العدل.
حکمت 042
الخشيوم:اصل الانف. و الجمات:جمع جمه و هو مجتمع الماء من الارض. و لما كان الايمان الحق يوجب الاتحاد و صدق المحبه فى الله بين المومنين لا جرم لم يجتمع معها البغض. و لما كان النفاق منافيا للايمان كان منافيا لما يلزمه من المحبه فى الله فلا يجتمع معه و لو ببذل اجزل مال للمنافق. و استعار لفظ الجمات لمجامع اموال الدنيا ملاحظه لمشابهته المعقوله، نعم قد يحصل بسبب ذلك محبه عرضيه فانيه بفناء مادتها من بذل المال و نحوه و ليس الكلام فى ذلك النوع من المحبه. و ذلك سر قوله صلى الله و عليه و آله:لا يبغضك. الى آخره. و احال عليه السلام ذلك على ما قضى فانقضى اى قدر على لسان النبى صلى الله و عليه و آله.
حکمت 043
اراد بالسيئه التى تسوءه كذنب يصر عنه فيندم عليه و يحزن لفعله، و بالحسنه التى تعجبه كصلاه او صدقه يحصل بها اعجاب. فاما ان تكل السيئه خير عند الله من هذه الحسنه فلان الندم المعاقب للسيئه ماح لها و الحسنه المستعقبه للعجب مع احباطها به يكون لها اثر هو سيئه و رذيله تسود لوح النفس فكانت السيئه اهون فكانت خيرا عند الله.