اشار الى امور اربعه و جعلها مبادى لامور اربعه:احدها:الهمه و جعلها مبدءا لقدر الرجل. و قدره هو مقداره فى اعتبار الناس من رفعه رتبه و تبجيل او خسه و احتقار و هو من لوازم علو همته او دناءتها. فعلو الهمه هو ان يقتصر على بلوغ غايه من الامور التى يزداد بها فضيله و شرفا حتى يسمو الى ماورائها مما هو اعظم قدرا و اجل خطرا و يلزم ذلك نبله و تعظيمه و مدحه، و صغرها ان يقتصر على محقرات الامور و خسايسها و يقصر عن علياتها و بحسب ذلك يوكون صغر خطره و قله قدره. الثانيه:جعل مبدء الصدق المروه. و المروه فضيله يتعاطى معها الانسان الافعال الجميله و اجتناب ما يعود اليه بالنقص و ان كان مباحا فلذلك يلزمه الصدق فى مقاله، و بقدر قوه هذه الفضيله و ضعفها يكون قوه لازمها و ضعفها. الثالثه:جعل الانفه مبدءا للشجاعه. و الانفه حميه الانف و ثوران الغضب لما يتخيل من مكروه يعرض استنكارا له و استنكافا من وقوعه. و ظاهر كونه مبدء للشجاعه و الاقدام على الامور و بحسبها تكون قوه الاقدام و ضعفه. الرابعه:جعل الغيره مبدءا للعفه. و الغيره نفره طبيعيه يكون من الانسان عن تخيل مشاركه الغير فى امر محبوب له او معتقد لوجوب حفظه. و بحسب شده ذلك الاعتقاد و التخيل و ضعفهما و تصور وقوع مثل ذلك الفعل فى نفسه او حريمه مثلا يكون امتناعه عن مشاركه الغير و وقوفه عن اتباع الشهوه فى مشاركه الناس فى الامور المحبوبه لهم كزوجه و نحوها. و هو معنى العفه.
حکمت 045
الحزم ان يقدم العمل فى الحوادث الواقعه فى باب الامكان قبل وقعها بما هو اقرب الى السلامه و ابعد من الغرور. و اجاله الراى:اعماله. و تحصين الاسرار:كتمانها و حفظها. و اشار الى المبدء القريب للظفر و هو الحزم و الى البعيد منها و هو كتمان السر و الى الوسط منها و هو اجاله الراى. فاما سببيه كتمان السر للراى الصحيح فلان اظهار السر فيما يرى من الراى فى الحرب و غيرها يستلزم ظهور العدو على ذلك و العمل فيما يعارضه و يفسده و ذلك من فاسد الراى، و اما سببيه اجاله الراى فى اختيار المصلحه للحزم فلانه لولاه لجاز ان يكون العمل المتقدم فى الحوادث المستقبله غير موافق فلا يحصل الحزم، و اما ان الحزم سبب للظفر فظاهر.
حکمت 046
اراد بالكريم شريف النفس ذا الهمه العليه. و جوعه كنايه عن شده حاجته و ذلك مستلزم لثوران حميته و غضبه عند عدم التفات الناس اليه، و حمل نفسه على المبالغه فى طلب امر كبير يصول عليهم به و يتسلط بواسطته على قهرم و مكافاتهم كالولايه عليهم و نحوها فلذلك اوجب الحذر منه و الاحتراز من صولته بالالتفات اليه فى حاجته و اوقات ضرورته بما يدفعها. و شبع اللئيم كنايه عن غناه و عدم حاجته. و ذلك يستلزم استمراره على مقتضى طباعه من اللوم. و شبعه موكد لذلك، و اما جوعه فربما كان سببا لتغير اخلاقه و تجويدها لغرض. و استمرار ذى الشبع من اللئام على مقتضى طباعه من اللوم متسلزم لاذى من كان تحت يده و من يحتاج اليه من الناس فمن الواجب اذن ان يحذر صولته و يحسم اسباب شبعه عند التمكن من ذلك.
حکمت 047
جعل عليه السلام الوحشه هنا اصليه و ذلك باعتبار كون الالفه مكتسبه. و الوحشه عدم الالفه عما من شانه ان يالف. و المعنى ظاهر.
حکمت 048
سعاده الجد عباره عن حسن البخت و توافق اسباب المصلحه فى حق الانسان و من مصالحه ستر العيوب و الرذايل و بحسب دوام ذلك يدوم سترهما.
حکمت 049
لما كانت فضيله العفو انما تطلق فى العرف على من قدر على العقوبه و لم يعاقب و كان العفو و القدره مقولين بالاشد و الاضعف لا جرم كانت او لويه العفو تابعه لاولويه القدره و اشديتها:اى من كان اشد قدره على العقوبه و عدمها كان اولى بان يسمى عفوا.
حکمت 050
التذمم:الاستنكاف. و السخاء:عباره عن ملكه بذل المال لمن يستحقه بقدر ما ينبغى ابتداءا عن طيب نفس و حسن المواساه لذوى الحاجه منه و بهذا الرسم يتبين ان ما كان من البذل عن مسئله فخارج عن رسم السخاء. ذكر له سببين:احدهما:الحياء من السائل او من الناس فيتكلف البذل لذلك. الثانى:الاستنكاف مما يصدر من السائل من لجاج او مسبه بالبخل و نحوه.