حکمت 065
العفاف:العفه. و قد علمت انها فضيله القوه الشهويه. و الفقير اذا ضبط شهوته بزمام عقله عن ميولها الطبيعيه كملت نفسه بفضيله العفه و زان فقره بفضيلته فى اعين المعتبرين و اذا اهملها و اسلس قيادها تقحمت به فى موارد القبح و قادته الى الهلع و الحرص و الحسد و المنى و الكديه و حصل بسببها فى اقبح صوره.حکمت 066
اى اذا فاتك مرادك من الامر فلا تبل باى حال كنت عليه فى ذلك الامر. و مفهوم هذه الكمه النهى عن الاهتمام و الاسف على ما لم يقع من الامور المطلوبه و ذلك ان الاسف على فوات المراد يستلزم غما و الما و هو مضره عاجله لا يثمر فايده فارتكابه سفه.حکمت 067
الجهل اما بسيط و هو طرف التفريط من فضيله و يسمى غباوه و اما مركب و هو طرف الافراط منها و ذلك ان الجاهل جهلا مركبا قد بالغ فى طلب الحق و حصل من اجتهاده على شبهه غطت عين بصيرته من ادراكه مع جزمه بانها برهان اصاب به الحق، و قد يسمى هذا الطرف جربزه فكان ابدا على احد الوجهين، و بحسب جهله يكون حاله فى افعاله و اقواله على احد طرفى الافراط و التفريط.حکمت 068
تمام العقل يستلزم كمال قوته على ضبط الفوى البدنيه و تصريفها بمقتضى الاراء المحموده الصالحه، و وزن ما يبرز الى الوجود الخارجى عنها من الاقوال و الافعال بميزان الاعتبار و فى ذلك من الكلفه و الشرائط ما يستلزم نقصان الكلام بخلاف مالا يوزن و لا يعتبر من الاقوال.حکمت 069
اخلاقه للابدان اعداده لضعفها و فسادها بمروره و ما يلحق اجزاءه و فصوله من الحر و البرد و المتاعب المنسوبه اليه، و تجديده للامال بحسب الغرور الحاصل بالبقاء و الصحه فيه و اكثر ما يعرض ذلك للمشايخ فان طول اعمارهم و تجاربهم لما يعرض فيه من الحاجه و الفقر يغريهم بالحرص على الجمع و مد الامل فيه لتحصيل الدنيا، و تقريبه للمنيه بحسب اخلاقه للابدان، و تبعيده للامنيه بحسب تقريبه للمنيه، و من ظفر به:اى بمواتاته و اعداده لما يراد فيه من متاع الدنيا نصب بها و شقى بضبطها و حفظها، و من فاته ذلك منه تعب فى تحصيلها و شقى بعدمها. و راعى عليه السلام فى القرينتين الاوليين السجع المتوازن و فى المتوسطتين السجع المطرف، و فى الاخيرتين السجع المتوازى.حکمت 070
اشار الى آداب ائمه العلم و مكارم الاخلاق:فالاول:وجب على الامام البدءه بتعليم نفسه:اى برياضتها بما يعلم من الاداب ليكون افعاله و اقواله موافقه لعلمه و ذلك لان الناس اقرب الى الاقتداء بما يشاهد من الافعال و الاحوال منهم بالاقوال فقط خصوصا مع مشاهدتهم لمخالفتها بالافعال فان ذلك يكون سببا لسوء الاعتقاد فى الاقوال المخالفه للفعل و الجرءه على مخالفته ما اشتهر منها و ان كان ظاهر الصدق:و الى مثل ذلك اشار القائل:لاتنه عن خلق و تاتى مثله عار عليك اذا فعلت عظيم الثانى:ارشده الى البدءه فى التعليم بالسيره و حميده الافعال لما بينا ان الطباع لمشاهده الافعال اطوع و اسرع انفعالا منها للاقوال ثم يطابقها بعد ذلك بالاقوال. ثم رغب فى تاديب النفس بكون مودب نفسه احمق بالتعظيم و الاجلال من مودب غيره و ذلك لكمال مودب نفسه بالفضيله و كون تاديب الغير فرعا على تاديب النفس و الاصل اشرف و احق بالتعظيم من الفرع و هو فى قوه صغرى ضمير تقدير كبراه:و كل من كان بالاجلال احق وجب عليه ان يبدء بما لاجله كان احق بالتعظيم من غيره.حکمت 071
استعار للنفس لفظ الخطا باعتبار انه على التعاقب و التقضى فهو مقرب من الغايه التى هى الاجل كالخطا المتعاقبه الموصله للانسان الى غايته من طريقه.حکمت 072
و الكليتان من المشهورات الخطابيه فى معرض الموعظه، و الاولى اشاره الى انفاس العباد و حركاتهم. و الثانيه تخويف بما يتوقع من الموت توابعه.حکمت 073
اى اذا التبست فى مباديها معرفه وجه تحصيلها و تعسر الدخول فيها قيس على ذلك آخرها و استدل على انه كذلك فى العسر فيجب التوقف عنها و عدم التعسف فيها.حکمت 074
اقول:كان هذا الرجل من اصحابه عليه السلام فدخل على معاويه بعد موته فقال:صف لى عليا. فقال:او تعفينى عن ذلك. فقال:و الله لتفعلن. فتكلم بهذا الفصل. فبكى معاويه حتى اخضلت لحيته. و الضباء بطن من فهر بن مالك بن النضر بن كنانه. و السدول:جمع سدل و هو ما اسيل على الهودج. و التململ:التقلقل من الالم و الهم. و السليم:الملسوع. و الوله:اشد الحزن. و قد نظر عليه السلام الى الدنيا بصوره امرءه تزينت و تعرضت لوصوله اليها مع كونها مكروهه اليه. فخاطبها بهذا الخطاب و اليك:من اسماء الافعال:اى تنجى. و عنى متعلق بما فيه من معنى الفعل. استفهامه عن تعرضها به و تشوقها اليه استفهام استنكار لذلك منها و استحقار لها و استبعاد لموافقته اياها على ما تريد. و لا حان حينك:اى لا قرب وقتك:اى وقت انخداعى لك و غرورك لى. و قوله:هيهات:اى بعد ما تطلبين منى. ثم امرها بغرور غيره و هو كنايه عن انه لا طمع لها فى ذلك منه لا انه اراد منها غرور غيره و هذا كمن يقول لمن يخدعه و قد اطلع على ذلك منه:اخدع غيرى:اى ان خداعك لا يدخل على. ثم خاطبها خطاب الزوجه المكرهه منافرا لها فاخبرها بعدم حاجته اليها. ثم انشا طلاقها ثلاثا لتحصل البينونهبها موكدا لذلك بقوله:لا رجعه فيها. و هو كنايه عن غايه كراهيتها، و اكد طلاقها لميله عليه السلام الى ضرتها التى هو مظنه الحسن و البهاء. ثم اشار الى المعائب التى لاجلها كرهها و طلقها و هى قصر العيش:اى مده الحياه فيها، و يسير الخطر:اى قله قدرها و محلها فى نظره، ثم حقاره ما يومل منها. ثم تاوه من امور:احدها:قله الزاد فى السفر الى الله تعالى، و قد علمت انه التقوى و الاعمال الصالحه. و هكذا شان العارفين فى استحقار اعمالهم. الثانى:طول الطريق الى الله و لا شى ء فى الاعتبار اصول مما لا يتناهى. الثالث:بعد السفر، و ذلك لبعد غايته و عدم تناهيها. الرابع:عظم المورد و اول منازله الموت، ثم البرزخ، ثم القيامه الكبرى. و الله المستعان. و روى:و خشونه المضجع و هو القبر.